قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

لو كان السائق تقدم خطوة اخرى لكان اصطدم ب ريم ولكن لحسن الحظ أنه استطاع التوقف في الوقت المناسب، شهقت ريم برعب وسقطت ارضًا تحاول التقاط انفاسها الهادرة، لا تصدق أنها كانت على عتبة الموت هكذا ببساطة!
وفي اللحظة التالية كان ظافر يحتضنها بلهفة مغمغًا من وسط انفاسه اللاهثة رعبًا:
-الحمدلله، الحمدلله! كدتُ أخسرك يا طفلتي.

للحظة شعرت بالأمان بين أحضانه، شعرت أنها تنتمي لتلك الضلوع التي تضخ عشقًا وحنانًا، ولكنها استعادت نفسها سريعًا وهي تدفعه عنها بحدة:
-ابتعد عني اتركني
حينها تدخل السائق مقتربًا منهم يتفحصها بعيناه قائلاً:
-هل أنتِ...
ثم سرعان ما قال بصدمة فرحة:
-ريم؟! ما هذه الصدفة يا فتاة
نهضت ريم هي الاخرى وهي تبتسم ابتسامة صافية أحرقت ظافر الذي كان يتابعهم بصمت شيطاني:.

-اسامة، لا اصدق عيناي فعلاً ما هذه الصدفة ال، الرائعة!
مد يده لها ليصافحها وهو يتابع بانشراح أبله:
-انا سعيد حقًا بمقابلتك يا ريموو، هل أنتِ بخير؟
اومأت مؤكدة وكادت ان تمد يدها ولكن ظافر سبقها وهو يمد يده يصافح ذلك المعتوه ولكن بعنف ظل يضغط على يداه التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة بين قبضته الخشنة الحادة وهو يستطرد بابتسامة مصطنعة:
-وأنا ظافر، زوج ريموو!

على الفور تبدلت ملامح أسامة للأنقباض المتوتر وهو يحاول إفلات قبضته، ليهمس بقلق مبتلعًا ريقه:
-ح، حسنًا تشرفت بمعرفتك يا سيد ظافر، هل يمكنك أن تترك يدي؟
تركها ظافر على مضض، بدا الجو مشحونًا بالتوتر، منهم من يتنفس قلقًا، ومنهم مَن تدق الغيرة عصبيته الرجولية الفطرية فأصبحت كمرجل مستعد لاحراق مَن امامه، ومنهم مَن كانت سعيدة نوعًا ما بذلك الاحتراق الذي كادت ان تظهر رائحته من ظافر...!

تنحنح أسامة بحرج وهو يتوجه لسيارته:
-انا اقطن في ذلك البناء المجاور، مؤكد سأراكِ مرة اخرى، والان وداعًا
ابتسمت ريم باصفرار مؤكدة:
-بالتأكيد، مع السلامة
وبالفعل غادر اسامة لتسير ريم عائدة للبناية دون أن تعير ظافر اهتمام، فركض هو ليمسك بها قبل ان تصعد السلم، ابعدته عنها وظلت تعود للخلف بقلق، حتى اصبحت ملتصقة بالحائط وهو يقترب منها فمد يداه يحيطها من كل جانب، لتهمس هي بسرعة:.

-من الممكن أن يهبط أي شخص ويرانا هكذا، اتركني اصعد لأجلب سلسالي الذي سقط أمام منزلك وأغادر!
دنا بوجهه منها حتى لامس ذقنه الخشن وجنتها الناعمة وصوته الحاد يردد بهمس:
-تهربين من أحضاني لتتبسمين وتفرحين بمقابلة ذلك الأحمق!
حاولت دفعه بعيدًا عنها وهي تقول بحنق:
-وما دخلك أنت؟ اذهب لطليقتك وطفلك واتركني
مد يده ببطء يحيط خصرها، ثم ضغط عليه وهو يتابع وكأنه يُذكرها بما تريد نسيانه:.

-أنتِ زوجتي، زوجتي ريم شئتي ام أبيتي!
وفجأة ضربته انفاسها الساخنة عندما زفرت بوجهه مغمضة العينين، ليقترب اكثر منها حتى شعرت بثقل أنفاسه، ففتحت عيناها بسرعة تهمس له:
-ظافر ابتعد عني نحن لسنا بالمنزل، ثم أنك قلت أنك ستطلقني لماذا لم تنفذ ما قلته؟!
كادت تشعر بكهرباء عنيفة باردة مست جسدها عندما شعرت بأنفاسه الهادرة تصطدم بشرتها وهو يهمس:
-هكذا، قررت ألا أطلقك واستمتع بتلك اللعبة قليلاً..

وفجأة ظهر من العدم رجل عجوز يردد بحنق مضحك:
-هذا عيب، والله عيب، أليس لكم منزل لتفعلون تلك ال، مهذلة به!
تمنت ريم في تلك اللحظة ان تنشق الارض وتبتلعها من الحرج، ولكن ظافر ابتسم متمتمًا ببرود:
-نعم ليس لنا! ثم هذه خصوصية الازواج يا جدي!
صاح بوجهه نافيًا:
-خصوصية الازواج في غرفة نومهم يا ولد وليس في مدخل البناية!
ثم غادر وهو يردد بذهول:
-لم يعد يوجد حياء ولا خجل، استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم.

استغلت ريم شروده ودفعته بسرعة بعيدًا عنها لتركض خارج البناية وتوقف أقرب سيارة اجرة وتغادر، فزفر ظافر بصوت مسموع وهو يصعد لاعلى مرة اخرى مقررًا انهاء تلك المسرحية قبل عودة والداه للمنزل...
بمجرد ان صعد ارتمت أطياف بأحضانه مهللة بسعادة:
-حقًا ظافر هل قررت أن تردني لعصمتك؟
ابعدها عنه بحركة واحدة وهو يخبرها بجمود:.

-بالطبع لا، أنتِ مَن قررتي أن تسافري رغم رفضي واعتراضي وفضلتي مستقبلك العلمي على حياتك الزوجية، ولكِ ما اردتي سافرتي واخذتي ابني، ولكني سأستعيده منكِ في المحكمة يا اطياف
كانت تحدق به بشراسة وهي تقول:
-هذا يعني أنك كنت تقول هكذا امامها حتى تثير غيرتها فقط؟!
اومأ مؤكدًا ببرود، ثم أردف بحدة:
-والان هيا، والداي على وشك الوصول ويُستحسن ألا تريني وجههك مرة اخرى
امسكت بحقيبتها بغل وهي تهدر:.

-ولكني لن أترك ابني لك يا ظافر، هذه كانت اخر فرصة مني لكي نعود اسرة سعيدة ولكن يبدو ان تلك الريم تمارس تعويذتها عليك
لم يعيرها اهتمام وهو يغلق الباب خلفها متنهدًا وهو يضع يده على صدره يتنفس بعنف:
-تمارس تعويذة عشقها عليّ بكل عنفوان!

وصلت أسيل مع علي الى الفندق الجديد الذي سيُقيمون به، الصمت يعم المكان، تشعر أن الدخان يخرج من بين انفاس علي ولكنها لا تجرؤ على الحديث ولو بحرف واحد...
منذ أخذها بعنف من بين ذراعي ذلك الحقير وضربه ضربًا مبرحًا حتى فقد وعيه ثم سحب أسيل دون كلمة ليركبا السيارة التي ستنقلهم للفندق الاخر...

دلفا الى الغرفة بهدوء ولكن بمجرد ان اُغلق الباب عليهم انفجر اعصار علي الثائر الذي كان يحاول كتمانه حتى يصلوا...
فجذبها من شعرها بعنف وهو يهزها صارخًا:
-ماذا كنتي تفعلين باحضانه يا أسيل؟ للمرة الثانية اراكِ بين احضانه يا ؟!
حاولت أسيل افلات خصلاتها من بين قبضته وهي تمنع دموعها المتحجرة بصعوبة من الهطول، فبدأت تهمس بحروف مشتتة:
-اتركني يا علي لن اتحدث بهذه الطريقة!

تركها بالفعل وهو يصرخ كالمجنون الذي افقدته الغيرة عقله تمامًا:
-تتحدثين عن ماذا، عن أنك عاهرة رغم كل شيء تقطنين بأحضانه بكل بساطة؟ دعكِ مني ومن رجولتي التي تدعسيها باقدامك، هل فكرتي يومًا انه مُحرم عليكِ يا أسيل؟!؟!
هزت رأسها نافية بسرعة وهي تخبره:
-أنت تُسيء الفهم، ثامر كان...
قطع الخطوة الفاصلة بينهم وهو يزمجر فيها بخشونة:
-لا تنطقين اسمه حتى!

ابتلعت ريقها بتوتر، تشعر أن نظراته تحرقها بغضبها الأهوج الذي اصبح يتراقص بحدقتاه مهددًا، فحاولت استجماع ثباتها وهي تستكمل:
-أتى فجأة ولا ادري كيف فتح الغرفة، كان معه سكين واصبح يبحث عنك وهو يهدد بقتلك، كان شبه مجنون لا ادري ما به ولكنه لم يكن طبيعيًا ابدًا، فلم يكن امامي سوى أن اسايره في جنونه واخبره انني لا احب سواه ليهدأ، كنت اخشى الفضيحة يا علي! وربما كان يقتلك أنت ايضًا!

سقطت على الفراش تتنفس بألم وهي تهمس:
-انا لستُ عاهرة يا علي، انا لا اعود لشخص حاول خيانتي وهو في كامل قواه العقلية!
بدأ يمسح على شعره بعصبية، في كل مرة يحاول تلطيف الاجواء يعكرها اكثر، حتى بدأ يشعر أن ذلك الحقير يعبث بعقله الرزين الذي كان يُحسد عليه...
ولكن مهلاً، في قوانين العشق لا يوجد للعقل حسبان ولا للعقل عليه سلطان!..
جلس جوارها ليجذبها لأحضانه ببطء مغمغمًا:
-أنا اسف يا أسيل، أنا آآ...

ابتعدت عنه بسرعة وهي تستطرد بعصبية جعلته يفرغ ما ينبض به كيانه في تلك اللحظات:
-أنت ماذا؟ أنت شخص غير متوازن لا تثق بأي شخص!
-أنا أغااااار يا أسيل أغاااار وبجنون!
قالها وهو يجذبها رغمًا عنها لاحضانه، يود التأكيد لنفسه أنها لن تترك مأواها وملاذها يومًا، وإن كان رغمًا عنها!..
ثم ربت على خصلاتها برقة وهو يهمس:
-أغار من أن يرى خصلاتك تلك رجل غيري.

ثم أبعدها قليلاً ليرفع إصبعه ببطء يتحسس عيناها الواسعة متابعًا بصوت اجش عصفت به عاطفة خاصة وقوية تشتعل بقربها منه:
-اغار على عيناكِ عندما ترى رجل اخر
ثم هبط بإصبعه لوجنتها:
-اغار على وجنتاكِ عندما يلفحها الهواء فيمس نعومتها
ثم ارتجف تلقائيًا عندما مس شفتاها الرقيقة بإصبعه، وداخله وحوش مستعرة تطلب التبديل بشفتاه عله يشبع ذلك الجوع ويروي ظمأه لها...
لاحظت هي رعشته الخفيفة وهو يهمس متحسسًا شفتاها:.

-اغار عندما تنطق شفتاكِ اسم رجل اخر...
وفي اللحظة التالية وقبل ان تمنع حدوث ذلك كان يبعد إصبعه لتحل شفتاه محله، ولكن بطريقة أكثر شغفًا وتلهفًا...!
وهي مشتتة، رافضة ولكنها مذهولة من حرارة قبلته التي تكاد تفقدها رشدها..
مدت يدها تحاول دفعه بعيدًا عنها ولكنه كان اقوى منها فأمسك يداها بيد واحدة بينما يده الاخرى تجذب رأسها له...
واخيرًا تركها وهو يلهث مسندًا جبينه على جبينها، لتهمس هي بصوت مبحوح:.

-ابتعد ارجوك يا علي، لا اريد أن اكره نفسي اكثر إن استسلمت لك!
وبالفعل احترم رغبتها وبدأ يبتعد ببطء، ولكن قبل ان يبتعد لثم رقبتها بعمق بطيء جدًا وخرج صوته خشن رجولي وهو يخبرها:
-لو تعلمين كم أمارس الضغط على نفسي حتى ابتعد عنكِ الان...
ابتلعت ريقها بتوتر مغمضة العينين تهمس باسمه:
-علي...
انتشل نفسه بصعوبة من جوارها وهو يسب بصعوبة مسموع:.

-اللعنة على علي واليوم الذي ولد به علي، اصمتي ارجوكِ لاني إن اقتربت مرة اخرى لن ابتعد الا بعدما اتأكد أنكِ تحملين طفلاً مني في احشاءك!..
وعلى الفور صمتت وهي تضع يدها على فاهها بخجل طفولي بينما سار هو للمرحاض ليأخذ حمامًا باردًا عله يهدئ تلك النيران التي اشتعلت به...

كانت ريم تسير بسرعة وهي تسحب والدتها معها، فبدأت والدتها تقول بتوتر وهي ترى اسم الطبيبة المُعلق على البناية التي يدلفون لها:
-لمَ أتينا لهنا يا ريم؟ ما بكِ منذ أتيتي من عند ظافر وأنتِ هكذا!
زفرت ريم بضيق وهي تخبرها:
-سأقوم بكشف عذرية يا أمي، يجب أن اتأكد إن كان ظافر فعل بي شيء ام لا
وقفت والدتها فجأة تشهق بعدم تصديق:
-ماذا! هل جُننتي يا ريم؟
هزت رأسها نافية ببساطة:.

-لا ولكني بعد الذي حدث اليوم بدأت اشك ان يفعل بي شيء هكذا، ارجوكِ اتبعيني فقط
وبالفعل تبعتها والدتها بصمت موافقة على مضض، لا تعلم ما الذي يدور بعقلها ولكن ستدعمها قليلاً...
وبالفعل دلفت للطبيبة بتوتر، رغم ضيقها الشديد لتعرضها لذلك الموقف الا أن امل خفي كان ينبض داخلها...
بدأت الطبيبة تفحصها بهدوء وما إن انتهت وابتعدت سألتها ريم بلهفة:
-ماذا ايتها الطبيبة؟
ابتسمت الطبيبة وهي تجيبها بجدية:.

-أنتِ مازلتي عذراء عزيزتي لم يقربك أي شخص...!
وبقدر ما كانت الصدمة مفرحة بقدر ما فجرت داخلها الكثير من الاشياء...!

بعد إنتهاء الخطبة...
كانت عائلة ريهام وريهام ووالدة عاصي وهو، جميعهم يجلسون بهدوء، رآن الصمت بينهم يختزن بين نسمات الهواء...
قطع ذلك الصمت صوت والد ريهام وهو يقول بصوت اجش يعبر عن سخطه وغضبه:
-انا احاول ان اتغاضى عما حدث اليوم فقط من اجل ابنتي، لانها ارادت ذلك ولكن إن تكرر شيء هكذا مرة اخرى يا سيد عاصي لن اتردد في انهاء تلك الخطبة ابدا...

كاد عاصي يرد ولكن والدته التي كانت متيقنة انه سيرد رد يوثق ذلك الانهاء قالت:
-وانا اعتذر لك عني وعن ابني يا سيد زاهر، ما حدث كان تلقائي من رجل شرقي رأى البعض يشاكس زوجته، ارجو ان تتفهمه
اومأ زاهر دون رد، لتسارع والدة عاصي متابعة بتفكير:
-ولكني فكرت في شيء جيد جدًا
سألها بجدية:
-وما هو؟
حينها تشجعت وهي تخبرهم:
-أن نعقد القران غدًا...!

وبمحض الصدفة او لنقل أنها ارادة قدر كانت حور تهبط فسمعت كلماتها التي كانت كسكين ينغرز بقلبها بقسوة، خاصةً عندما نظرت حماتها لعاصي تسألها برجاء خفي:
-أليس كذلك يا عاصي؟
صمت عاصي قليلاً ولكنه رد بصوت اجش وكأنه يفكر:
-بالطبع...
حينها شعرت حور ان دلو من الماء البارد سُكب عليها وكأنه ليس عاصي الذي كان يعلنها ملكية خاصة منذ فترة ليست ببعيدة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة