رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الخامس عشر
غادر رحيم المبنى بأكمله و عاد لشقته و لكنه لم يجد بيان فتعجب و حاول مهاتفتها و لكن هاتفها مغلق.
تعالى رنين هاتف رحيم بعد فترة أجاب.
-رحيم زيدان الرفاعي معايا؟
رحيم: أيوه مين؟
-أنا رشاد بكلمك بخصوص المتهم المدعو أيهم للأسف هرب أثناء عرضه للنيابه.
رحيم: مسكتوه؟
-لا للأسف قدر يهرب بالفعل فأنا بتصل بطمن على مدام سيادتك عشان ممكن يحاول يعترض طريقها لغاية ما نلاقيه.
رحيم(بخفوت): بيان!
أغلق رحيم الهاتف سريعا و بحث عنها في المنزل بأكمله و هو يحاول أن يقنع نفسه بأنها بخير و ذلك المدعو أيهم لم يعترض طريقها.
خرج رحيم من منزله و كاد أن يستقل المصعد الخاص بالعمارة حتى وجدها تخرج من شقة تلك السيدة التي تُدعى شيماء و التي ساعدتهم من قبل.
اتجه نحوها سريعا و باندفاع استغربت هي حالته و وضعت كف يدها على وجنته.
بيان: مالك أنت كويس؟
رحيم: فين تليفونك!
بيان: في الشقة بتاعتنا فاصل شحن.
بيان: مالك؟
رحيم(بضيق): مفيش.
جذبها رحيم نحو شقتهم بينما هي نظرت لشيماء التي ابتسمت لها بهدوء و أغلقت بابها.
بيان: مالك يا رحيم؟
رحيم(بحدة): مبلغتنيش ليه أنك هتقعدي عند الست دِ؟
بيان: من امتى ببلغك يا رحيم!
رحيم(بحدة): كل خطوة يا بيان تخطيها أكون على علم بيها أنا خسرت ولادي مش على استعداد أخسر مراتي كمان.
بيان: أنا عمري ما كنت زوجة ليك يا رحيم انا بس دوري في حياتك إني أم لولادك و لما خسرتهم خسرتني مش لسة هتخسرني.
بيان: الحياة بينا مستحيلة و لكني لسة بعافر عشان أمل و لو 1% أن ولادي عايشين.
تركته بيان و حضرت الغداء و وضعته على طاولة الطعام و جلست بجانبه و كان الصمت ميسطر عليهم حتى قاطعته بيان.
بيان: في تطور في موضوعهم؟
رحيم: أنا موقوف عن العمل يعني فرقتي مبقتش تحت قيادتي يعني بعافر و بخطط لوحدي.
أمسكت بيده و نظرت له.
بيان: و أنا معاك.
رحيم: لا يا بيان كل مهماتي كنت بقومها لوحدي و من غيرك.
بيان: و لكن المهمة دِ بالذات محتجانا سوا.
رحيم: أسف لكنك مش هتمشيني على مزاجك.
نهض رحيم و ذهب لغرفته ليمارس بعض الأعمال المتعلقة بتلك المهمة التي سيقوم بها لإعادة أبناءها كما وعدها.
أبدل ثيابه في تمام الساعة ثامنة ليلا و خرج من غرفته وجدها أمامه تهاتف أبيها و بمجرد ما رأته حتى أغلقت مع أبيها.
بيان: رايح فين؟
رحيم: شغل.
بيان: أنت موقوف عن العمل، شغل ايه يا رحيم؟
رحيم: شغل و خلاص يا بيان ملكيش دعوة.
بيان: لازم تفهمني يا رحيم.
رحيم: من امتى بدخلك في أمور شغلي!
بيان: مش هسمحلك تخرج غير لما تقولي رايح فين و شغل تبع إيه.
رحيم: هخرج يا بيان و مش هتقدري تمنعيني.
وقفت بيان أمام الباب تمنعه من التقدم و لكنه تقدم منها حتى اختلطت أنفسهم ببعضها.
رحيم(بهمس): بلاش.
بيان(بخفوت): أنت مش عايزني ابقى جزء من حياتك و ده مقتنعة بيه تمام لكن مش عايزني ابقى جزء من ولادي أسفة يا رحيم.
رحيم: هتعملي ليهم إيه؟
بيان(بخفوت): مش مهم اعمل المهم ا.
رحيم: أنتِ طلبتِ ولادك يبقوا في حضنك و أنا وعدتك ب ده، يبقى تقعدي في بيتك معززة مكرمة لحد ما يجوا أو يوصلك خبر موتي و موتهم.
شهقت بيان بخفوت و نظرت له بخوف و قلق هي قد خسرت أبناءها بالفعل نسبة نجاتهم لا تتعد ال5% و لكن كيف ستتحمل خسارة رحيم معهم!
رحيم: ابعدِ يا بيان.
بيان: ابعد ازاي و أنا عارفة أنك لو خرجت من الباب ده و نفذت اللي في دماغك ممكن ترجعلى جثة!
رحيم(بانفعال): اومال عايزاني اعمل ايه!
رحيم(بانفعال): عايزة ولادك و عايزاني و مش عايزاني و مش عايزة ولادك افهم ايه!
رحيم(بانفعال): عايزة ولادك في حضنك و مش عايزاني اروح اجيبهم.
رحيم(بانفعال): عايشة معايا عشانهم و مش عايشة معايا، أنتِ تتخيلي أن ممكن حد يتطوع و يخاطر بحياته و يحارب دولة عشان عيال بيان الجمّال.
بيان: و أنت ليه تحارب بنفسك!
بيان: فين والدك؟ مش هو وزير الداخلية يساعدك بنفوذه يساعدك و يوظف مية شخص تحت قيادتك و يطلع معاك المهمة دِ ليه رافض دلوقتي يعترف بيك ك ابن.
رحيم: ابعدِ يا بيان ابعدِ.
تعالى رنين هاتف رحيم فتعجب عندما وجده رئيسه في العمل فاجأب عليه.
رحيم: سيف باشا.
سيف: رحيم أنا تحت بيتك بعتذر لو جيت من غير ميعاد و لكني محتاج اتكلم معاك.
رحيم: أكيد يا فندم تقدر في أي وقت البيت بيتك.
رحيم: اطلع و أنا في انتظارك.
رحيم: ادخلِ.
بيان: مش هسيبك.
رحيم: و أنا هغور فين يا بيان ما أنتِ سامعة اهو جايلي ضيف.
بيان: توعدني مش هتمشي؟
رحيم لا رد.
بيان(بإصرار): رحيم.
رحيم: وعد يا بيان مرتاحة كدة.
احتضنته بقوة و أحاطت يدها بخصره.
بيان: خليك قد وعدك يا رحيم أرجوك.
ذهبت بيان لغرفتها بينما رحيم استقبل ذلك المدعو سيف و تعجب من زيارته له.
رحيم: اتفضل.
سيف: رحي.
رحيم: تشرب إيه بس في الأول؟
سيف: مش عايز أشرب، اسمعني كويس.
رحيم: اتفضل يا فندم.
سيف: مال حالك يا ابني؟ إيه اللي حصل فين رحيم زيدان الرفاعي اللي بيتصرف بحكمة و عقلانية.
نظر له رحيم و علم بأنه شخصا ما أرسله له ليجعله يعود عن قراره فنظر له بهدوء.
سيف: نجدت هانم بعتتني ليك لازم ترجع عن قرارك أنت ابن سيادة الوزير زيدان الرفاعي احتا محتاجينك أنت من اكفأ الظباط عندنا يا رحيم عايزنا نخسرك.
رحيم: في حاجة تاني؟
سيف: يا رحيم.
رحيم: أنت عارفني بفكر في عقلي و بحسب حساب كل خطوة بقدمها، قول لسيادة اللواء إني هبقى بخير و تعتبرني في مهمة لوطني و أنا بالفعل في مهمة لوطني لو قدرت أرجع جميع الاطفال المفقودة يبقى أسديت خدمة لوطني.
سيف: رحيم اسمعني نجدت هانم خايفة عليك.
رحيم: مقولتش تشرب ايه؟
علم سيف بأن رحيم أعلن نهاية النقاش فاستأذن و رحل، تقدم رحيم من غرفته وجدت بيان تحاول ألا تغفو.
رحيم: نامي يا بيان هروح مشوار و اجي.
بيان: لا قولتلك رجلي على رجلك أنا هلبس بسرعة.
رحيم: بيان سيبيني على راحتي.
بيان: هبقى معاك خطوة بخطوة يا رحيم مش هقدر.
رحيم: بيان أنتِ تعبانة نامي بقى و لما أرجع هحكي ليكِ.
ترددت بيان و اعترضت و أبدلت ثيابها سريعا تحت تذمر رحيم الذي غادر المنزل و لحقته سريعا.
رحيم: بيان أنا مش.
شبكت يديها بيده و ابتسمت له.
بيان: دِ الحاجة الوحيدة اللي مشتركة ما بينا يا رحيم ولادنا.
تنهد و قاد بصمت نحو مكان عشوائي تذكرته بيان على الفور فقد أتت لهنا مرة من قبل.
بيان: سمر فين الأكل؟
سمر: مش ملاحظة أنك كلتي النهاردة أربع مرات.
بيان: سمر روحي جيبي الأكل و خليكِ في حالك.
-يا هانم يا هانم.
بيان: خير يا سامي؟
سامي: رحيم بيه بره عايز يقابل سيادتك.
بيان: قوله بابا مش هنا و قوله ملكش حاجة عند بيان هانم.
بيان: مش هو مطنشني خليه بقى يطنش.
سامي: يا هانم كان واضح أنه م.
رحيم(بحدة): هو إيه شغل العيال ده!
بيان: انت ازاي تدخل كدة؟
رحيم: متخلنيش اتجنن عليكِ يا بيان اطلعي البسي و انزلي بسرعة، و فين صلاح بيه؟
سمر: سافر.
رحيم: كويس، يلا اطلعي.
بيان: مش هطلع.
رحيم(بحدة): مش عندي استعداد أخدك كدة في خطر على حياتك اخلصي.
بيان: خطر خطر مش مهم.
جذبها رحيم له بسرعة و نظر لها بغضب و أشار بسبابته عليها.
رحيم: هي كلمة واحدة الاقيكِ لابسة في خلال دقيقة.
رحيم: يلا.
بيان: أنت ملكش الحق.
رحيم: هنتكلم في العربية اطلعي البسي.
صعدت بيان على مضض لغرفتها و أبدلت ثيابها و هبطت مرةً أخرى فجذبها رحيم نحو سيارته.
رحيم: لو حد جه و سأل عن بيان قوله مش موجودة فاهم.
سامح: تؤمر يا بيه.
بيان: هو في ايه؟
صعد رحيم سيارته و نظر من مرآته فوجد خلفه سيارتين فقاد سيارته سريعا و بدأت المطاردة وجدته يسرع بقوة فخافت.
بيان: هديء سرعة شوية.
رحيم: لو هديت السرعة هنبقى فريسة سهلة ليهم.
بيان(بصريخ): طب و انا مالي!
رحيم: اهدئي.
كان يقود رحيم بسرعة كبيرة ينحرف يمينا و يسارا بسيارته، بينما بيان كانت تصيح بصوتا مرتفع.
رحيم: بغتصبك!
بيان: يالهوي عايزة ارجّع.
اصطدم رحيم بعربة طعام صغيرة و أكمل طريقه حتى استطاع أن يضلهم، تنهدت بيان بعمق و نظرت له بخفوت.
بيان: ممكن تفهمني بقى!
رحيم: باختصار كان في ناس عايزة تأذيني بيكِ.
بيان: ده احنا مخطوبين بس!
رحيم: مش كل الناس في حالها يا بيان لازم مترجعيش الفيلا دلوقتي.
بيان: هروح فين؟
رحيم: هقولك.
قاد رحيم نحو ذلك المكان العشوائي الذين يتواجدون به الآن و صعد لسطوح إحدى العمارات القديمة.
بيان(بشهقة): ماية بسرعة.
رحيم: مينفعش تشربي أنتِ قلبك مش مستقر اهدئي الأول.
بيان: نسيت البخاخة! هتعب.
رحيم: اهدئي.
تقدم منها رحيم و ساعدها حتى دلف تلك الغرفة الصغيرة فوق سطح العمارة و جعلها تجلس.
رحيم: اهدئي شوية و هتتحسني.
بيان: أنت جايبني فين؟
رحيم: مكان هتقعدِ فيه لبليل و هرجع أخدك الفيلا متراقبة دلوقتي.
بيان: أنت عرفت ده منين؟
رحيم: بشتغل سباك أنا أسف.
نظرت له بيان بغيظ و تركها رحيم دون أن يجعلها تتفوه حرفا، فظلت بمكانها حتى قضى عليها الملل تماما و غفت من شدة التعب و الإرهاق.
رحيم: انزلي.
هبطت بيان و صعدت معه لتلك الغرفة مرةً أخرى و عادت ذكرياتها ابتسمت عندما تذكرت كيف عاد لها و قلق عليها عندما وجدها لا تنطق و شبه مغشيا عليها.
دلف رحيم أولا وجد كلا من سلمى و عمر فجلس و بجانبه بيان التي نظرت لسلمى بعدم فهم.
رحيم: أنتوا بس؟
عمر: اه يا فندم.
رحيم: تمام يا عمر شكرا، سلمى أنا مش هأخدك معايا.
نظرت له سلمى من أسفل لأعلى و نطقت بهدوء.
سلمى: ايه يا رحيم مش معاك في الفرقة و لا إيه، و لا تكون فاكرني من البنات الفرافير.
رحيم: أنا رايح لمسؤولية و مش هأخد معايا مسؤولية تاني، في أي عملية غير دِ كان ده شغلك و واجبك اما ده فأنتِ هتتحاسبي عليها و كمان مضمنش إيه اللي هيحصل.
سلمى: و أنا ممكن أعمل إقرار.
رحيم: مش عايز نقاش يا سلمى شكرا لكن مش عايز منك الخدمة دِ.
نظرت له سلمى بغضب و غادرت الغرفة سريعا شعر عمر بالاحراج.
عمر: ممكن اسأل سؤال؟
رحيم: اتفضل يا عمر.
عمر: هو انا و أنت بس اللي هنروح!
رحيم: لا طبعا.
عمر: اومال؟
رحيم(بشرود): هتعرف.
عمر(باحراج): طب استأذن أنا.
كانت بيان شاردة كيف رحيم سيتصرف بمفرده لا أحد سيعوانه سوى ذلك المدعو عمر و أصبح موقوف عن العمل و والده لا يحميه أنه يرمي بأنفسه للتهلكة لا يمكن أن تسمحله بذلك.
رحيم: مالك؟
بيان: أنا مش عايزة.
رحيم: مش عايزة ايه!
بيان: مش عايزاك تسافر يا رحيم مش عايزاك.
لم تستطع نطق تلك الجملة مش عايزاك ترجع ولادي توجد نسبة بأنهم ما زالوا على قيد الحياة و لكنها ستخسر رحيم كيف!
رحيم: في إيه يا بيان؟
بيان: نجدت هانم كان عندها حق في خطر خليك هنا يا رحيم جمبي.
شبكت يدها بيده و نظرت له بينما هو أزاح يدها و نهض ليعطيها ظهره.
رحيم: و حياتنا مش هتكون طبيعية إلا لما ده يحصل يا بيان.
رحيم: ده الحل الوحيد.
بيان: و لكني ممكن أخسرك!
رحيم لا رد.
رحيم: نتكلم بعدين يا بيان يلا بينا.
بيان: طب.
رحيم: يلا يا بيان.
جذبها و غادر المكان بأكمله.
-مرت عدة أيام كان يضبط أموره و يجمع أولئك الذين سيشتركوا معه في تلك المهمة الساحقة.
توقف أمام نادي سري للرجال أو ربما نادي للقتال، دلف للداخل و نظر حوله الجميع يحتسي مشروبا و يهتفون باسم مينا الذي يقف داخل الحلبة لا يهمه أحد و ينتظر المحارب الأخر الذي سيسقط أرضا كالذي قبله.
و في خلال دقائق كان قد تخلص منه ذلك المدعو مينا و لمح رحيم الذي أشار له بأن يأتي.
خرج مينا من الحلبة و تقدم من رحيم و تعالى الهتاف على السباق الجديد.
مينا: سنين.
رحيم: الدنيا صغيرة.
مينا: يا أهلا يا أبو الصحاب.
احتضنه مينا بقوة و حماس فحثه على الجلوس.
رحيم: عايزك في مصلحة.
مينا(بغمزة): هي الداخلية مش جايبة همها و لا ايه!
رحيم: عندك حق لأول مرة هخالف الداخلية بس مش اللي في دماغك يا عم النضيف.
رحيم: هستناك في بيتي بكرة الساعة 11 بليل متتأخرش، هبعتلك العنوان.
مينا: شكل في حوار يا صاحبي؟
رحيم: في حوار يا مينا.
غادر رحيم و ترك ذلك المدعو مينا يفكر فمنذ عدة سنوات قابله رحيم و تحدث معه لما افتكره فجأة هكذا.
بينما رحيم غادر ذلك المكان و استقل سيارته و بعد قليل توقف أمام شركة عالية و من الواضح بأنها مِلك لأحد رجال الأعمال المهمين.
-رايح فين يا فندم؟
رحيم: حسام موجود؟
-حضرتك مين؟
رحيم: رحيم زيدان الرفاعي تقدري تبلغيه بإني في انتظاره.
-تمام يا فندم.
دلفت تلك السكرتيرة لغرفة مديرها حسام و أخبرته عن رحيم، التفت بكرسيه و نظر لها باستغراب.
حسام: رحيم الرفاعي!
حسام: دخليه.
حسام: أهلا برحيم باشا.
رحيم: مش جاي ارغي يا حسام جاي في موضوع مهم.
حسام: خير اتفضل
رحيم: هنتكلم بس مش دلوقتي هنتظرك في بيتي بكرة الساعة 11، هبعتلك العنوان.
حسام: موضوع خطير اوي كدة!
رحيم: اه يا حسام خطير كدة.
غادر رحيم و ترك خلفه المدعو حسام يحاول أن يصل بماذا يفكر رحيم و لما يريديه؟
بعد فترة،
توقف رحيم أمام منزل أبيه و أشار لأحد الحراس بأن يتقدم له.
-تؤمرني يا باشا.
رحيم: بقولك يا نادل لو قولتلك إني محتاجك في مصلحة هتيجي؟
نادل: رقبتي سدادة يا باشا.
رحيم: طيب يا نادل عايزك تيجي بكرة بيتي الساعة 11 أكيد عارف العنوان.
رحيم: بس أهم حاجك سرية تامة و لا الوزير و لا سيادة اللواء يعرفوا حاجة.
نادل: تؤمر يا باشا أكيد.
رحيم: تمام.
غادر رحيم و توقف أمام إحدى الملاهي الليلية تنهد قبل أن يدلف و نظر حوله باشمئزاز فلا يروقه ذلك المكان بمن فيه.
-أنت رايح فين؟
رحيم: داخل لدياب.
-معاك أذن؟
رحيم(بسخرية): هو دياب بقى مهم للدرجة دِ؟
-لا ده انت جاي تستظرف يلا بره.
دفعه ذلك الحارس فنظر له رحيم بهدوء و سريعا ما تحول و ضربه بقدمه في بطنه و جذب رأسه له و اصطدمها برأسه هو فسقط الحارس الأول أرضا، تقدم منه الأخر فجذب إحدى زجاجات الكحول و ضرب بها كلا من اعترض طريقه ظهر أمامه شخصا يبدو عليه الهيبة.
-عندك يا باشا.
رحيم: مش لازم المرمطة دِ عشان أقابلك مش بقابل الوزير.
دياب: عندك حق، بس ليه يا باشا هو بابا الوزير مش بيسمحلك تدخل ليه كدة بسهولة.
رحيم: عايزك بره.
غادر رحيم الملهى و خلفه المدعو دياب الذي استشاط غضبا من عجرفته.
دياب: خير ايه اللي فكرك بيا؟
رحيم: وحشتني فقولت أشوفك، هكون عايز ايه من واحد سُكري و فاشل زيك.
دياب(بسخرية): هتفضل بغرورك ده.
رحيم: و انت هتفضل بفشلك ده!
دياب(بحدة): ملكش دعوة انجز عايز ايه؟
رحيم: عايزك في مصلحة.
دياب(بحدة): خير؟
رحيم: هتعرف لما تيجي البيت عندي.
دياب(ببرود): تحب أجيب معايا مزتين تطري القعدة.
رحيم: مش كفاية انت موجودة.
استشاط دياب غضب و كاد أن يرد عليه و لكن رحيم قاطعه.
رحيم: بكرة في بيتي الساعة 11 متتأخرش، هبعتلك العنوان.
غادر رحيم و هو يشعر ببعض التعب، وجد بعض الجروح البسيطة التي تعتلي وجهه.
عاد رحيم لمنزله وجد جميع الأضواء مطفئة فتقدم من غرفته وجد بيان تجلس تنتظره.
بيان(بقلق): اتأخرت ليه يا رحيم!
رحيم لا رد.
بيان: طمني عليك.
رحيم: كويس يا بيان كويس.
تذكرت بيان مكالمتها اليوم مع أبيها.
صلاح: يا حبيبتي هو مش هيفضل هاديء علطول، متنسيش أنه متحاصر من كل ناحية عائلته شغله انتِ.
صلاح: الكل ضده خليكِ انتِ معاه.
تقدمت بيان من رحيم و وضعت يدها على كتفه و استطاعت أن تلمح تلك الجروح.
بيان: أنت كويس يا رحيم؟
رحيم: أه يا بيان.
بيان: انت زعلان مني؟
رحيم: بيان انتِ عارفة مش بحب الكلام الكتير.
تركها رحيم و ذهب للمرحاض و أخذ حماما دافيء لعله يمكنه أن يهدىء خرج رحيم و جلس على السرير بجانب بيان التي نظرت له و أزاحت بعض الخصلات عن عينيه.
بيان: إيه أخبار يومك؟
رحيم: كويس يا بيان متسألنيش السؤال ده تاني لو سمحت.
أعطاها ظهره فاحتضنته و قبّلت وجنته و أغمضت عيناها حتى استطاعت النوم.
كانت تجري و هي تشعر بالبرودة التامة بجسدها و كأن أطرافها تجمدت و لكنها بالرغم من ذلك قاومت و أكملت جريها تشعر بهم تشعر بنبض قلبهم.
بيان(بصوتا مرتفع): مالك ملاك يا مالك ملاك.
شعرت بأنفاس أحدهم قريبة منها التفتت لم تجد أحد أخذت تمشي ببطء لا ترى شيء حتى وجدت أحدهم يجري نحوها من على بُعد اعتقدته مالك و لكن لا، مالك ليس بذلك الطول و لكنها وجدت شخصا لا تعرفه غير مألوف طعنها بسكينة داخل قلبها.