قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الأول

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الأول

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الأول

كان يجلس على الأرض ينظر إلى تلك التي بين يداه تنزف دماءً، سقطت الدموع على وجنتيه فهو لا يريد هذا هو يريدها بجانبه دومًا لتسانده، لتبقى تتحمله فلا أحد يستطيع فهمه غيرها فلقد تعلم الحب على يداها و بين أضلعها.
لا يمكن أن تنتهى علاقتنا إلى هذا الحد لا يمكن، لقد أقسمت أن أحافظ عليكِ لأخر نفس لا يمكنني العودة بدونك عزيزتي.
أريد إخبارك إنني أحبك و بشدة لربما أتت متأخرة و لكنني دومًا كنت أحبك.

دلف إلى شقته و هو يشعر بالتعب أثر عمليته، ألقى بالجاكت على الأرض و حاول أن يصل إلى غرفته ولكنه لم يستطع فجرحه يؤلمه بشدة.
خرجت تلك الفتاة من غرفتها لتطمئن على أولادها و لكنها وجدت خياله أمامها جرت عليه بسرعة...
-رحيم أنت كويس؟
رحيم(بتعب): كويس يا بيان بس اسنديني أدخل الأوضة.
أسندته بيان بيدها و أدمعت عيناها و هي تنقله إلى غرفتهم و أجلسته على السرير.

ساعدته بيان في خلع ثيابه و رأت جرحه على ظهره من الخلف و الدماء تخرج منه.
بيان: أتصل بالدكتور يحيي جارنا.
رحيم(بعصبية): لا يا بيان مش عايز حد لو كنت شايف مستاهل إني أروح للدكتور كنت روحت يا بيان.
بيان: هجيب علبة الإسعافات الأولية.

ذهبت بيان إلى الحمام الملحق بغرفتها و أحضرت علبة الإسعافات الاولية و قامت بمسح الدماء من على ظهره و نظرت إلى الجرح بتعمق فهي أصبحت معتادة في كل مرة يذهب إلى عملية خاصة تبع عمله و بالرغم من أنها اعتادت على هذا منذ سنوات إلا و أنها ما زالت تخاف عليه في كل مرة.
رحيم(بعصبية): خلصتي يا بيان؟
بيان(بضيق): أه خلصت يا رحيم.

نهضت بيان من على السرير و جلبت ثيابا نظيفة ليرتديها رحيم و لكنه نظر إليها برفعة حاجب بادلته بيان له.
بيان: عايز إيه؟
رحيم(بحدة): مش عايز.
اقتربت بيان من رحيم ببطء و ساعدته على إرتداء ثيابه الذي واجه صعوبة في إرتدائهم أثر جرحه.
بيان: تحب تأكل؟
رحيم: لا.
بيان: طيب.
أرجع رحيم ظهره إلى الخلف ببطء في محاولة منه للنوم، ذهبت بيان لتطمئن على أولادها و عادت مرةً أخرى إلى رحيم و استلقت بجانبه على السرير.

اقتربت بيان من رحيم لتحضنه باشتياق.
رحيم: عارفة إني مش بحب حد يلمسني.
بيان(بضيق): عارفة يا أستاذ رحيم يا جوزي.
استلقت بيان بعيدًا عن رحيم و أعطته ظهرها و أغمضت عيناها لعلها تنام و لكنها لم تستطيع.
شعرت بيان بيد رحيم تمتد لخصرها ليقربها منه و احتضنها من الخلف بيطء.
رحيم(بخفوت): نامي و متفكريش.
بيان: لحد امتى يا رحيم؟
رحيم: تصبحي على خير.

تنهدت بيان و نامت كما نام رحيم من شدة تعبه و وجع جرحه الذي يحاول أن يتحمله.
رحيم الرفاعي: -يعمل ضابط بالمخابرات، طويل، لديه بشرة بيضاء، و أعين بلون القهوة الغامقة، لديه جسم رياضي بحكم عمله.

بيان الجمّال: -تعمل مهندسة بإحدى الشركات المرموقة، طويلة إلى حدًا ما، تمتاز بشرتها بين أولى درجات البياض، تمتلك غمازات تظهر حتى في كلامها، شعرها يصل إلى منتصف ظهرها يمتاز بلونه البني اللامع مع ضوء الشمس، تمتلك أعين باللون العسلي، بالرغم من أنها ولدت مرتين إلا و أنها ما زالت تحافظ على رشاقتها و صحتها.

في الصباح الباكر...
استيقظت بيان قبل الجميع كعادتها لتحضر الفطور لهم، استمعت لصوت ابنتها تتشاجر مع أخيها فذهبت لغرفتهم.
بيان: إيه الصوت ده بقى؟
مالك: بنتك يا هانم صاحية عمالة تتخانق معايا أنا إيه ذنبي.
بيان: مالك يا ملاك؟
ملاك: وعدني يا ماما يجيب ليا شيكولاتة إمبارح و مجابش.
مالك(بضيق): قولتلك فلوسي خلصت.
بيان: خلاص منك ليها بابا نايم جوا تعبان.
مالك(بحزن): هو ليه مش بيحبنا يا ماما؟

اقتربت بيان من مالك و على وجهها علامات الحزن فلا يجب أن يشعر طفل بمثل عمره بذلك الشعور من قبل أبيه.
بيان: ليه كدة يا مالك بابا بيحبك و بيحب ملاك أوي و روحه فداكوا أنتوا الاتنين.
مالك: يا ماما أحنا بنقعد معاه مرة في الشهر عمره ما أتكلم معانا و سألنا عن أحوالنا أو أخبار مدرستنا أنتِ اللي مهتمة بكل ده.
ملاك: أنا بحبك أوي يا ماما.
احتضنت ملاك بيان التي حزنت لحال أطفالها.

بيان: مش النهاردة يوم أجازة لينا كلنا ا.
مالك: إلا ليكِ أنتِ بتشتغلي في اليوم ده.
بيان: يا عم مش مهم الشغل المهم هتكلم مع بابا و نخرج النهاردة.
ملاك: و شغلك؟
بيان: هأخد أجازة.
رحيم: صباح الخير.
الكل: صباح النور.
رحيم: الفطار جاهز يا بيان؟
بيان: دقيقة و هتلاقيه جاهز.
رحيم: تمام.
ذهب رحيم إلى طاولة الطعام و جلس على مقدمتها في انتظار الفطور و كذلك ملاك و مالك الذين جلسوا بجانبه.
رحيم: مش في المدرسة ليه؟

مالك: عشان النهاردة أجازة يا بابا.
رحيم: تمام.
بيان: يلا بسم الله.
شرعوا في تناول الطعام، تحت توتر بيان الذي شعر به رحيم و أمسك بيدها.
رحيم: عايزة تقولي إيه من غير توتر؟
بيان: بعد الفطار.
رحيم: تمام.
بيان: كُلوا يا حبايبي يلا.
نهض رحيم بعد أن تناول فطوره و ذهب إلى الأريكة استلقى عليها بهدوء يتعب الأعصاب من شدته.
مالك(بهمس): ماما ماما.
بيان(بهمس): إيه؟
مالك(بهمس): بلاش تقولي ليه هيزعق.
بيان(بهمس): أنا هقنعه.

بيان: يلا يا حبايبي خلصوا أكل و شيلوا الاطباق جوا في المطبخ و أنا هأجي أغسلهم.
بيان: احم رحيم تعالى ندخل أوضتنا...
رحيم: تمام.
نهض رحيم و دلف لغرفته و خلفه بيان التي أغلقت الباب خلفها.
بيان: كنت عايزة أطلب منك طلب.
رحيم: خير؟
بيان: عايزة أخرج أنا و الولاد و.
رحيم: طب ما أنتِ علطول بتخرجي أنتِ و الولاد وقت ما تحبي إيه الجديد بتستأذني ليه؟
بيان: و أنت.
رحيم: أنا مالي؟
بيان: يا رحيم عايزينك معانا.

رحيم: ما أنتوا دايما بتخرجوا لوحدكم.
بيان: عشان أنت مش عايز تخرج معانا يا رحيم.
رحيم: بيان.
بيان: يا رحيم نفسي لما أروح مكان يبقى معايا راجل و أقول للناس كلها ده جوزي حبيبي.
بيان: ليه بتحرمني من كدة؟
رحيم: و ليه تقولي للناس كلها هي الناس ليها عندك حاجة!
بيان: يا رحيم بقى أفهمني يا رحيم افهمني شوية، الولاد اتخنقوا عايزين يخرجوا معاك عايزين يحسوا أنهم عندهم أب.

رحيم: لو هخرج معاكوا فهنروح بيت سيادة اللواء غير كدة مفيش.
بيان(بعصبية): ما أنت علطول بتخرج معانا لبيت سيادة اللواء عايزين نخرج معاك و نقعد معاك أنت مش مع مامتك و باباك.
رحيم(بحدة): بيان صوتك.
بيان(بضيق): أسفة يا حضرة الظابط.
بيان تركت رحيم و غادرت الغرفة بأكملها و ذهبت إلى المطبخ لتغسل الصحون و تعيد ترتيب السفرة.
ملاك(بحماس): هنخرج يا ماما؟

بيان: أه يا حبايبي هنخرج أنا و أنتِ و مالك بابا تعبان شوية عنده جرح معلش.
مالك(بضيق): ما هو علطول تعبان.
بيان: عيب يا مالك.
بيان: يلا اجهزوا عشان نخرج.
ملاك(بحماس): ماشي.
جرت ملاك إلى غرفتها لتبدل ثيابها و كذلك مالك، دلفت بيان إلى غرفتها لترتدي ثيابها أيضا و لكن تعالى رنين هاتفها التقطته و وضعته على أذنها لتقم بالرد و لكن المتصل قاطعها بصوته.
-أنتِ فين يا بيان محتاجينك في الشغل.

بيان: أستاذ عاطف بعتذر لحضرتك بس مش هقدر أجي النهاردة.
عاطف: ازاي يعني مش هتعرفي تيجي النهاردة ده اسمه هبل ده شغل يا أستاذة شغل.
بيان(بضيق): أنا أخدت أجازة.
عاطف: مفيش أجازة و بالذات النهاردة فاروق بيه قالب الدنيا عليكِ و مينفعش تتأخري عن نص ساعة.
بيان(بضيق): تمام يا فندم.
أغلقت بيان الهاتف و أرتدت ثيابها تحت أنظار رحيم الثاقبة التي تجعل بيان تتوتر كثيرًا.
رحيم: راحة فين؟

بيان: أعتقد سمعت و أنا بتكلم في التليفون.
رحيم: عايز أسمعها منك.
بيان: هضطر أروح الشغل.
سمع كلًا من رحيم و بيان طرقًا على باب الغرفة و سمحت بيان للطارق أن يدلف.
بيان: نعم يا حبايبي.
مالك: جهزت يا ماما بس ملاك عايزاكِ تيجي تساعديها.
بيان: تمام يا حبيبي.
بيان: قرب يا مالك.
مالك: نعم يا ماما.
وصلت بيان لمستوى مالك و وضعت يداها على إحدى كتفيه و هي تشعر بالحزن فهي الآن تخلف بوعدها معهم.

بيان: أنت عارف أن ماما بتحبك صح.
مالك: صح يا ماما.
بيان: لازم أروح الشغل النهاردة سامحني يا حبيبي و أوعدك الأسبوع الجاي هخرجك انت و ملاك لكن دلوقتي هنروح عند جدو حبيبنا و أنا راجعة هعدي عليكم.
مالك(بحماس): جدو صلاح.
بيان: أه يا حبيبي.
مالك: طب يلا.
بيان: ماشي.
غادر كلا من بيان و مالك الغرفة و تركوا رحيم يجلس بمفرده صامتًا و حتى لو بقى هكذا لعدة ساعات لن يمل فهو يعشق الصمت و يقدره.
بيان: حبيبة ماما.

ساعدت بيان ملاك على إرتداء ثيابها و دلفت إلى رحيم مرةً أخرى لتخبره بمغادرتهم.
بيان: أنا هعدي الولاد ل بابا و هروح الشغل و أنا راجعة هأخدهم.
بيان: و هحاول أرجع قبل ميعاد الغداء.
رحيم: مفيش داعي.
بيان: قصدك مرجعش!
رحيم: هتفضل دماغك صغيرة لحد امتى؟
بيان: لما تكبرها حضرتك.
رحيم(برفعة حاجب): مستغنية عن لسانك؟
بيان: إيه العيشة الميري دِ أستغفر الله.
بيان: يلا يا حبايبي.

غادرت بيان الشقة و استقلت المصعد مع أبنائها ثم استقلت سيارتها الخاصة بها التي جلبها رحيم لها حتى تذهب إلى عملها دون استخدام المواصلات العامة تتذكر كيف أهداها لها.

بيان: جيت يا حبيبي؟
رحيم: حضرتك شايفة إيه!
بيان: يا أخي ادعي عليك بأيه بس يا رحيم أدعي عليك بأيه بطل دبش يا رحيم.
رحيم: هو ده أسلوب كلام يا بيان! الزمي حدك.
بيان: عارف يا رحيم لو مكنتش حامل كنت اتطلقت منك.
اقترب رحيم من بيان التي تراجعت اللي خلف و ودّت لو أن تتراجع عن ما قالته فلابد من عقاب فهذا رحيم الذي لا يرحم، يا هذا ألم يستطعون تسميتك بالقاسي أو الحازم يا إلهي كيف سأخرج من هذا المأزق.

رحيم: طب ما أحنا فيها يا بيان نتطلق لو حابة...
بيان: أنا قولت نشوف حل مش نتطلق أنت سمعت غلط بس هتلاقيك وقعت على ودنك و أنت صغير معلش ألف سلامة.
رحيم: هحاول أعديها.
رحيم: أمسكي.
بيان(بشهقة): هتخليني أغسل عربيتك.
رحيم: تصدقي فكرة.
رحيم: تحت في الجراج جمب عربيتي عربية تانية حمرة و ده مفتاحها من هنا و رايح دِ عربيتك مراتي متركبش مواصلات خصوصًا و أنتِ حامل.
رحيم: و أعتقد أن باباكِ علمك السواقة.

بيان: أنت جبتلي عربية.
رحيم: شايفة إيه؟ أعتقد مش أنا اللي واقع على ودني و أنا صغير.
قفزت بيان إلى أحضان رحيم الذي لم يبادلها ذلك الحضن و قبّلته على إحدى وجنتيه بسعادة بالغة.
بيان: و الله أنت سكر و قمر.
رحيم: أبعدي عايز أغير هدومي.
تركها رحيم و ذهب إلى غرفته ليبدل ثيابه و كذلك هي ذهبت إلى المطبخ بعد أن كسر فرحتها بتلك الهدية بأسلوبه القاسي.

وقفت بيان إلى فيلا والدها و ترجلت من السيارة، كذلك ترجل كلًا من مالك و ملاك الذين دلفوا إلى الداخل بسعادة بالغة.
مالك(بصوتًا مرتفع): جدو جدو.
ملاك(بحماس): إيه اللي هناك ده؟
صلاح: حبايب جدو.
قفز مالك داخل أحضان صلاح الذي حمله و احضتنه بقوة.

صلاح الجمّال: -والد بيان، مدير بنك و لكنه على المعاش الآن و عنده أراضي، كان يحب والدة بيان و هو الذي راعى بيان منذ بلوغها للعام السادس عشر، مرح و متفتح يحب أحفاده كثيرا لأن بيان ابنته الوحيدة.
صلاح: حبيب جدو.
ملاك: جدو إيه البيت اللي هناك ده؟
صلاح: ده مش بيت ديِخيمة هنلعب فيها سوا حاطط ليكوا فيها ألعاب كتير.
ملاك: لينا يا جدو؟
صلاح: هو أنا ليا غيركوا.
ملاك: حبيبي.

جرت ملاك إلى تلك الخيمة لتلعب و كذلك مالك الذي أتى خلفها، تقدمت بيان من صلاح و احتضنته.
صلاح: أخبار سي رحيم إيه؟
بيان: بخير الحمدلله يا بابا.
صلاح: مجاش الباشا ليه؟
بيان: معلش يا بابا هو جه إمبارح تعبان لأنه كان في مهمة و كمان متصاب.
تنهد صلاح بحزن علي حال ابنته و زوجها.
صلاح: طيب تعالي.
بيان: اجي فين أنا عندي شغل خلي بالك من الولاد يا صلاح.
صلاح: مصلحة طول عمرك زي أمك.

بيان: هو أنا ليا غيرك يا صلاح يا قلبي أنت...
بيان: يلا باي.
استقلت بيان سيارتها لتذهب إلى عملها فهي قد تأخرت عن تلك النصف ساعة التي أخبرها عنها عاطف.
بيان: منال إيه اللي حصل؟
منال: فاروق بيه و عاطف و المدير التنفيذي و كلهم قالبين الدنيا عليكِ لأنك اللي ماسكة مشروع القرية السياحية تبع مهند بيه.
بيان: الدنيا هتقف يعني ما المشروع جاهز.
عاطف: أنتِ واقفة بترغي تعالي هنا.
بيان: نعم يا فندم...

عاطف: اتأخرتي ليه؟
بيان: و أسيب ولادي في الشارع! معنديش رحمة و لا إيه؟
عاطف: قدامي يا مصيبة.
بيان: تمام يا فندم.
صعدت بيان مع عاطف إلى غرفة المدير أستاذ فاروق.
فاروق: أعمل فيكِ إيه و لا هو عشانك من اكفأ الموظفين عندي.
بيان: يا فندم ما التصميم جاهز إيه المشكلة بقى.
بيان: ده أنا حتى متجوزة ظابط طول بعرض كل يومين مهمات و عندي طفلين بجري عليهم و بشتغل و أبويا الحاج تعبان و.
فاروق: بس.

بيان: و لا عشاني واحدة ست بقى هتتكاتروا عليا أنا.
فاروق: بس يا مصيبة يالهوي.
عاطف(بتوتر): مهند بيه.
مهند(بحدة): هي دِ المهندسة اللي ماسكة مشروعي.
بيان: اه العبدلله أنا.
مهند(بحدة): ده إهمال و تسيب.
بيان: و أنت مين؟
مهند: لا كمان مش عارفة أنا مين؟
بيان: أستاذ فاروق سيبك منه موظف جاي يستهبل ركز معايا دلوقتي مطلوب مني إيه صحتي في النازل يا عم.

فجأة صرخت بيان بقوة عند تذكرها قول منال عن ذلك مهند صاحب المشروع و تفاجيء عاطف بدخوله و ذكره لاسمه.
بيان: أنت مهند!
مهند: أيوه أنا.
بيان: فاروق بيه انا قولت لحضرتك أن التصميم متوفر عايزين مني إيه؟
مهند: لما طلبته مكنش موجود و ده خطأ مش هسمح بيه و هلغي التعامل.
نظر فاروق بغضب لبيان التي نظرت إلى مهند و تغاضت عن غروره.
بيان: طب ما تشوف التصميم و ممكن يعجبك يا عم خد فكرة و اشتري بكرة.

أستغرب مهند أسلوب بيان المرح و نظر إلى عاطف.
مهند: وريني التصميم.
بيان: لحظة واحدة.
جرت بيان إلى غرفة مكتبها و أحضرت التصميم الخاص بمشروع مهند.
بيان: اتفضل.
نظر مهند إلى تصميم بيان أعجبه كثيرًا نظر إلى فاروق.
مهند: المرة الأخيرة.
فاروق: هي بيان ملتزمة جدا و لكن.
مهند: مش مهم التصميم أنتِ اللي هتنفذيه بنفسك.
بيان: أنا لا مينفعش.
مهند(بحدة): أومال هتبعتي شوية عمال ينفذوه.

بيان: أنا واحدة متجوزة و مش هسيب بيتي بالأيام عشان خاطر تصميم.
مهند: فاروق.
فاروق: نعم يا فندم.
مهند: دِ اللي تنفذ المشروع.
تركهم مهند و غادر و كذلك عاطف الذي حاول إقناعه بأن أحد غير بيان يقوم بالبناء.
بيان: بقولك إيه يا أستاذ فاروق رحيم لو عرف مش بعيد يجي يبيتني عندكوا و مش هيرجعني البيت.
فاروق: ما تحاولي تتناقشي معاه.
بيان: ما تيجي أنت تحاول على الأقل يلعب في وشك شوية.

فاررق: متجبيش سيرة جوزك قدامي يا بيان مش قادر أنسى اللي حصل في الفرح.
بيان: ده كدة كان بيسخن بس.
لم يمر فرح كلًا من بيان و رحيم كأي فرح فكيف يمر بشكل طبيعي و هو فرح رحيم الرفاعي، تتذكر بالطبع ماذا حدث بعد كتب الكتاب في الفرح و كيف أتى إليهم من خرب تلك الليلة.

المأذون: بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير، بالرفاء و البنين إن شاء الله.
اقترب رحيم من والدته و والده و قبّل يداهم و احتضن والدته التي ابتسمت له بهدوء.
بيان(بهمس): هو نسي أنه اتجوز و لا إيه يا بابا؟
صلاح(بهمس): وماله ابن خالتك يا بيان على الأقل كان بيضحكني مش زي جوزك اللي يكره الواحد في عيشته ده.
بيان(بهمس): ده فعلا نسيني يا بابا! بقولك إيه طلقني منه.

صلاح(بهمس): بحب الناس الغامضة يا بابا اشربي بقى.
بيان(بهمس): كان يوم أسود دول شغلوا النشيد الوطني يا بابا كل اللي موجودين ظباط.
صلاح(بهمس): جاي جاي اعمل نفسك ميت اعمل نفسك ميت.

صافح رحيم كل من قابله ليهنئه ثم اقترب من بيان بهدوئه المعتاد و أخرج مسدسه من خلف ظهره دون أن يراه أحد سوى بيان الذي حاوطها بيداه ثم دار بها ليصبح مكانها و صوب مسدسه إلى أعلى و تلقى تلك الرصاصة بدلا من بيان فليصبح ثوبها الأبيض ملطخ بالدماء، و سقط ذلك الذي حاول أذيته أرضًا تخرج الدماء منه.

بيان: و مين سمعك دِ كانت ليلة يالهوي!
عاطف: هو ده وقته حاولي تقنعيه يا بيان مهند ده من العملاء المميزين عندنا.
بيان: أنا راحة أشتغل منك لله يا مهند على رحيم في وقت واحد.
ذهبت بيان إلى غرفة مكتبها لتكمل عملها.
في المساء.
توقفت بيان بسيارتها أمام العمارة التي تقطن بها، هاتفت رحيم حتى يهبط ليحمل أحد أطفالها النائمين.
بيان: ألو رحيم أنزل لو سمحت.
رحيم: ليه؟

بيان: مالك و ملاك نايمين مش هقدر أشيلهم هما الاتنين.
رحيم: ثواني و أكون عندك.
نزل رحيم إلى بيان و فتح باب سيارتها و أخرج مالك و حمله و كذلك بيان التي حملت ملاك و أغلق سيارتها و صعدت خلف رحيم الذي فتح باب المصعد لها و هي دلفت إلى الداخل.
بيان: إيه أخبار شغلك؟
رحيم: مفيش داعي من السؤال يبقى متسأليش.

خرجت بيان من المصعد و هي غاضبة من رحيم و أسلوبه معها دوما و قامت بفتح الباب الخاص بالشقة و وضعت ملاك بغرفتها لتنام.
وضع رحيم مالك بغرفته و تركه و غادر، ثم وجد من تفتح الباب بانفعال شديد لاحظه على ملامحها و عيناها.
رحيم: خير؟
بيان: ابنك يتعب عادي!
رحيم: كل الاطفال بتتعب.
بيان: ابقى غطيه كويس يا رحيم هي مش ناقصة تعب و قرف و راعي شوية إني اللي شايلة كل البيت.
رحيم: محدش قالك تلعبي دور السوبر.

بيان: أنا بلعب دور يا رحيم!
رحيم: بالظبط كدة.
بيان: ربنا يهديك يا رحيم ربنا يهديك.
رحيم: إياكِ تفكري تكسري حاجة.
ضغطت على يدها بقوة فهي تحاول أن تتمالك عصبيتها و هو يعصبها أكثر و لكنها لم تستطع فأمكست بتلك زجاجة البرفيوم الخاصة بها و ألقت بها بعيدا.
تقابلت أعينهم في المرآة، رحيم يحاول أن لا يغضب حتى لا يؤذيها تركته بيان و دلفت إلى الحمام الملحق بالغرفة.

تعالى رنين هاتف رحيم التقطته و وضعه على أذنه ليصدر صوت المتصل...
-رحيم.
رحيم: نعم يا سيادة اللواء.
-أخبارك أنت و الولاد إيه؟
رحيم: كلنا بخير يا سيادة اللواء.
-تمام مش واجب تجيبهم أشوفهم و لا مراتك منعاك.
رحيم: الولاد هيكونوا عندك بكرة.
بيان: بكرة مينفعش عشان عندهم مدرسة و مذاكرة.
رحيم: سيادة اللواء قالت عايزة تشوفهم بكرة يبقى خلاص يا بيان.
بيان(بانفعال): و هو عشان سياد.

صمتت بيان عندما وضع رحيم يده على فمها يمنعها من الحديث.
رحيم: أخبار سيادة الوزير إيه؟
-بخير الأحوال كويسة...
رحيم: تمام.
رحيم: هقفل أنا.
-تجيب مراتك معاك.
رحيم: أمرك سيادة اللواء.
-تمام.
أغلق رحيم الهاتف و نظر إلى بيان التي كانت تجاهد لتبعد يد رحيم، سقطت على الارض و هي تشعر بالاختناق الشديد.
بيان(بخفوت): البخاخة.

جرى رحيم ليجلب تلك البخاخة التي تستخدمها بيان فهي تعاني من الربو، استنشقت بيان تلك البخاخة و حاولت التنفس بشكل منتظم.
حملها رحيم بين يديه و وضعها على السرير و جلس بجانبها حتى تهدأ و لكنها لم تستطع التنفس بصورة طبيعية لفترة.
رحيم: اهدئي و خدي نفسك.
بيان(بخفوت): روح اطمن على الولاد يا رحيم.
رحيم: لما تعرفي تتنفسي بشكل طبيعي.
بعد فترة،.

أصبحت بيان تتنفس بصورة طبيعية نظر لها رحيم بهدوءه المعتاد ثم قبّل رأسها بصمت.
رحيم: نامي دلوقتي.
بيان: و الولاد؟
رحيم: هطمن عليهم نامي يلا.
أغلق رحيم الأنوار و لكنها أمسكت بيده.
رحيم(بضيق): مش عارف بتخافي من الضلمة ليه؟ أنتِ أم يا بيان لازم تحافظي على صورتك قدام ولادك.
تركها رحيم و اطمئن إلى ملاك و مالك ثم عاد إلى غرفته و استلقى جانب بيان الذي احتضنته و وضعت رأسها على صدره.

بيان: أنا مراتك يا رحيم مش حد غريب بلاش تحسسني كدة.
رحيم(بهدوء): تصبحي على خير يا بيان.
في الصباح الباكر.
استيقظت بيان و نظرت أمامها وجدت رحيم يرتدي قميصه فاعتدلت في جلستها و نظرت له.
بيان: أنت هتشتغل؟
رحيم: لا من بكرة هبدأ شغل.
بيان: طب و بتلبس ليه دلوقتي؟
رحيم: النهاردة هروح لسيادة اللواء.
بيان: تمام.
رحيم: قومي ألبسي و جهزي الأولاد.
بيان: رحيم أنا مش عايزة أروح.
رحيم: يبقى هأخد الأولاد.
بيان: يا رح.

رحيم(بانفعال): أنتِ عايزة إيه؟ عايزة تحرمي الأولاد من جدتهم أنتِ اتجننتي يا بيان.
اغرورقت عيناها بالدموع و نهضت من موضعها و اتجهت إلى المرحاض لتغسل وجهها و تحاول تهدئة نفسها.
سمعت طرق على باب المرحاض.
بيان: عايز إيه يا رحيم؟
رحيم: صحي الأولاد و لبسيهم و جهزي الفطار.
بيان: تمام.
خرجت بيان من المرحاض و بدأت في تجهيز الفطور ثم انتقلت إلى غرف أبنائها.
ملاك(بنوم): يا ماما بلاش المدرسة.

بيان: لا يا حبيبتي مش هتروحي المدرسة هكلم المديرة.
ملاك(بحماس): بجد أومال هنروح فين؟
بيان: هتروحي عند جدو و تيتة.
ملاك: تيتة نجدت!
بيان: أه...
ملاك: لا لا مش عايزة أروح.
ملاك: مالك الحقني يا مالك.
نهضت ملاك سريعا و جرت إلى غرفة أخيها تحتمي به، نظر لها مالك بنصف عين فهو يجاهد حتى يستيقظ للذهاب إلى مدرسته.
ملاك: ماما هتودينا عند تيتة نجدت.
مالك: مين دِ؟
مالك: و الله أبدا ما أروح.

تنهدت بيان فهي تعلم مدى خوف أبنائها من تلك التي تُدعى نجدت فهي حازمة في قرارتها، و كلاماتها، و أفعالها.
بيان: اجهز يا مالك هتروحوا مع بابا.
مالك: و أنتِ؟
بيان: عندي شغل مينفعش.
ملاك: لا يا ماما متسبناش لوحدنا.
مالك: مش هنغيب من المدرسة عشان نخرج لا يا ماما.
رحيم(بحدة): أنا قولت كلمة واحدة قدامكم نص ساعة تكونوا فطرتوا و لبستوا غير كدة قسما بالله هتصرف معاكم تصرف وحش.

بيان: اهدأ يا رحيم هما مش عندك في المبنى مجرمين دول ولادك.
رحيم: مش عايزك تتدخلي.
بيان(بصوت مرتفع): لا هتدخل يا رحيم دول ولادي فاهم ولادي يا رحيم و مش هسمحلك تدمر نفسيتهم.
غضب رحيم بشدة و صفع بيان على إحدى وجنتيها بقوة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة