قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والعشرون

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والعشرون

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والعشرون

في قسم شرطة الجيزة
قاطعه محمود بحركة بيده بمعني انتظر ثم اكمل ب: سيبني اكمل يا حسام، الاهم من دا كله بالنسبالك ان ندى اختك لسة عايشة لحد دلوقتي
صُدم حسام للغاية ولم ينطق بكلمة قط لمدة دقيقتان تقريباً يحاول استيعاب ما سمعه للتو، شعر وكأنه سكب كوب ثلج عليه، جمع الكلمات بصعوبة مردداً بصدمة: ايييية، ندى لسة عايشة!، طب ازاى وفين؟
اخذ محمود يتذكر ما حدث في ذلك اليوم.

فلاش باك.

جاء عبدالله ل ندى في المكان المهجور ولكن عندما رفضت ندى ان تخبرهم بمكان الاوراق التي تدينهم، قال لرجاله ان يتخلصوا منها ان لم تخبرهم بمكان الاوراق غداً، غادر عبدالله بغضب بينما دلف محمود بعد خروجه ورأى ندى ولكن ندى لم تراه لان عيناها مُغطاه، اشفق عليها بشدة وقرر ان لا يترك عبدالله يقتلها، غادر المكان بسرعة، وذهب لمنزل عبدالله وحاول جاهداً اقناعه بعدم قتل ندى ايضاً واخيراً وافق عبدالله على مضض لانه يقتنع بكلام محمود فهو يعتبره يده اليمني، اتصل برجاله واخبرهم ان لا يقتلوا ندى ولكن يعذبونها حتى تعترف، اصبح الرجال كل يوم يضربوا ندى وبشدة وينسلوا شعرها ويصعقونها بالكهرباء ويعذبونها اشد العذاب ولكن ندى لم تستسلم ابداً، كان يعلم محمود بذلك ولكنه غير قادر على فعل اى شيئ حتى لا يشك عبدالله بأمره، نفذ صبر عبدالله وامر رجاله بالاعتداء على ندى املاً ان تبوح بكل شيئ بعدما تفقد اعز ما تملك، اعتدوا على ندى بوحشية، واصبحت كالجثة الهامدة، لا تنطق لا تأكل واحياناً تشرب مياة فقط، حزن محمود عليها ولكنه تناسي الامر.

بااااك.

ها هو حسام يتلقي صدمة اخرى، ف اخته اصبحت مُغتصبة!، حدق به حسام بغضب ثم هتف بحدة قائلاً..
يعني ايييييية، يعني هما اغتصبوا اختي بسببي
هاج حسام واصبح يلقي بكل شيئ على الارض بغضب شديد وهو يصرخ، ولكن محمود لم ينطق ابداً كان ينظر له بهدوء منتظراً ان ينفث حسام كل غضبه وألمه، فهو يقدر ما به ويشعر بألمه بل اكثر.

تابع محمود بحزن قائلاً..
انا اسف يا حسام، بس انا حصل لبنتي اوسخ من كدة واتردتلي عشان سكت على اغتصاب بنت اخويا، بس احمد ربك، على الاقل ندى قاومت كتيير
ثم ابتسم بسخرية واكمل ب..
لكن انا بنتي سلمته نفسها بكل سهولة!
صُدم حسام مرة اخرى واردف قائلاً..
زعلي على بنت عمي طبعاً بس انت اوعدك هخليك تتمني الموت وماتطولهوش انت وعبدالله البهنساوى.

تنهد محمود ثم ضحك وبشدة في حين تعجب حسام كثيراً، فمن المفترض ان يقلق على نفسه، نظر له محمود وهتف قائلاً وسط ضحكاته..
عادى يا حضرت الظابط، مافيش حاجة هتحصلي اسوء من إلي حصل
نظر له حسام نظرة خالية من اى شفقة حتى، ثم صاح قائلاً..
اختي فيييين؟
اجابه محمود بهدوء قائلاً..
اختك مش ف القاهرة اصلاً، اختك خدوها المنوفية، في العنوان دا (، )، الحقها يا حسام، عشان لو ما اسرعتش ممكن تخسرها وللأبد.

هتف حسام بصوت أجش قائلاً..
حسنييين
دلف حسنين وألقي التحية وهو يقول..
نعم يا باشا
تابع حسام ببرود مصطنع قائلاً: خدوا على الحجز الانفرادى يلا
اومأ حسنين برأسه ونهض محمود مع حسنين وذهبوا، في حين ظل حسام يفكر بحزن شديد في اخته الوحيدة ندى
ثم امسك بهاتفه واتصل بخالد وبعد ثواني رد خالد قائلاً..
ايوة يا حسام
خالد تعالي مكتبي حالاً
خير في اية بس؟
ندى لسة عااايشة انا عرفت مكانها.

صمت خالد ولم يرد لدقيقة يستوعب ثم اجابه بهدوء كأنه متوقع هذا الكلام قائلاً..
طيب يا حسام، انا هأجي حالاً
ماشي سلام
سلام
وبالفعل اتي خالد بعد دقائق ودلف بشوق ولهفة قائلاً..
اية إلي حصل يا حسام قول
قص حسام كل شيئ قاله محمود لخالد الذي ظل محدق بحسام واثار الصدمة جلية على وجهه، ف حبيبته اصبحت مُغتصبة...!

في قصر عبدالله البهنساوى
تجلس رنا على الاريكة بملل وهي تشاهد التلفاز ثم تنهدت وامسكت بهاتفها واتصلت ب نور ووضعت الهاتف على اذنها منتظرة الرد، ردت نور بعد ثواني بهدوء قائلة: ازيك يا رنا
رنا بأستنكار: رنا اية بقاا ما انا اتنسيت خلاص
نور: بتقولي كدة لية بس يا روني
رنا بملل يشوبه الحزن: اصلك مطنشاني على الاخر وحسام بقاله 4 ايام مش بيسأل فيا وماكلمنيش خالص
نور: معلش يا رنا ممكن يكون مشغول.

رنا: شكل كلام بابا صح، اول ماتجوزني كرهني خلاص
نور: اية إلي بتقوليه دا يا رنا، لا طبعا انا وانتي عارفين حسام بيحبك اد اية، شيلي الافكار السودة دي من دماغك
رنا: طيب، المهم انتي عاملة اية؟
نور: تمام الحمدلله، الفرح بعد اسبوع هاتيجي طبعا
رنا مؤكدة: اه اكييد
نور: طب اية رائيك تيجي يوم الاحد الشركة بعد الشغل ونخرج انا وانتي ومريم
رنا بتساؤل: مريم مين دي؟
نور: واحدة زميلتي بس طيوبة خالص.

رنا: ماشي يا نورى هاكلمك تاني، سلام دلوقتي
نور: سلام يا حبيبتي
اغلقت رنا مع نور ثم اتصلت بحسام بأمل ولكنه لم يرد ايضاً هذه المرة، تأففت بغضب ثم رمت الهاتف ونهضت بأتجاه غرفتها بحزن وملل معاً.

في اليوم التالي مساءاً
سافر حسام بسيارته على الفور إلي المنوفية لانه لم يجد اى تذاكر قطار او طائرة مسافرة في نفس اليوم مع خالد الذي اصر على السفر مع حسام، كان حسام يسير بسرعة فائقة ولكنه لا يأبه لنفسه، فكل ما يهمه هو انقاذ شقيقته كما قال محمود قبل ان يفقدها.

في مكتب حمزة العيسوى.

كان المكتب والشركة بأكملها خالية ولكن الحراس بالطبع يقفون امام الشركة، جاء بعض البودى جارد امام الحارسان ثم خدروهم من الخلف وكبلوهم بالحبال ودلفوا إلي الشركة لتنفيذ ما جاءه من اجله، دلف شخص والاخر انتظر بالخارج ليعيطه اشارة اذا علم بقدوم اى شخص، فتح الرجل الخزنة بمهارة واخذ كل الاوراق التي كانت بالخزنة ووضعهم في جيب الچاكيت واغلقه وتلفت حوله ثم استدار وخرج وسار مع رفيقه خارج الشركة بأكملها.

ذهبوا لمكان خالي ثم اتصل واحد منهم بأحد الاشخاص و..
الوو يا باشا
جبت الورق
ايوة طبعا يا باشا، انا ف (، )
تمام اووى انا جاى في السكة
ماشي يا باشا، سلام
مع السلامة
بعد ربع ساعة وصل الشخص المتحدث في الهاتف ثم اخذ نفساً طويلاً واخرج من جيبه بعض المال ثم مد يده للرجل قائلاً..
الفلوس إلي اتفقنا عليها اهيه، هات الورق
اخرج الاخر الورق من جيبه واخذ المال ثم ابتسم الاثنان واستدار كلا منهم وذهب لطريقه.

وصل حسام إلي مدينة المنوفية والي العنوان الذي قاله له محمود بالتحديد، اخذ حساك وخالد يراقبوا الجو ليجدوا الحراسة عددهم لا يتعدى خمس، اعتقاداً من عبدالله ان لا داعي للحراسة الكثيرة لانهم لن يعرفوا المكان وخاصة ان كان بالمنوفية، تسحب حسام وخالد حتى دلفوا إلي المكان وكان عبارة عن مصنع ولكنه مهجور وكبير جداً، قفز حساك وخالد البوابة ثم وقف كلاً منهم خلف رجل وخدروه وتركوه جثه هامدة، وتسحبوا حتى وصلوا للباقيين وفعلوا معهم نفس الحركة حتى تخلصوا من الحراسة بالكامل، اخذ يبحث حسام عن المكان الذي تتواجد به ندى واخيراً وجدها بصعوبة شديدة، كانت تجلس في ركن تضم ركبتيها إلي صدرها وملابسها تكاد تكون ممزقة بالكامل، شعرها ( منكوش )، اقترب منها حسام ثم رفع رأسها ليجعلها تنظر له، فأنتفضت ندى اثر لمسته وصرخت قائلة..

لا لا ابعد عنننني
حزن حسام وبشدة واعتصر الألم قلبه ثم هتف بحنان قائلاً..
ندى حبيبتي بصيلي، انا اخوكي حسام
نظرت له رنا بأنكسار وحزن ثم اجابته بحزن قائلة: حسام، اتأخرت اووى يا حسام، اووووى
تلقلقت الدموع في اعين حسام واخذها في حضنه وهو يربت على كتفيها برفق قائلاً: انا اسف يا حبيبتي، اسف سامحيني يا ندى.

بكت ندى بكاء حاد وشدد حسام بضمها وعلت شهقاتها، ابتعد عنها حسام قليلاً ثم دقق النظر في عيونها ووجهها ليجد بعض الجروحات وفي يدها ايضاً وعيونها البنية اصبحت حمراء من كثرة البكاء، هنا جاء خالد وهو يلهث قائلاً..
حسام لاق...
لم يكمل جملته حتى وجد حسام يجلس بجانب ندى، تنفس الصعداء واخذ ينظر لها بأشتياق في حين ابتسم حسام رغماً عنه على لهفة خالد التي لم يعترف بها ل ندى حتى الان.

تقدم خالد بخطوات بطيئة منهم ونظر لندى و..
ندى، الحمدلله، وحشتيني اوى يا ندى، كنت بموت ف اليوم الف مرة من غيرك
حدق به حسام ثم اردف قائلاً..
احم نحن هنا يا خالد
تنحنح خالد في حرج قائلاً: آآ حمدلله على السلامة يا انسة ندى
ندى بهدوء: الله يسلمك يا خالد
نهضت ندى وهي مستندة على حسام بينما اشاح خالد بوجهه بعيداً وهو يقول..
طب انا هأستناكم برا
اومأ حسام برأسه متفهماً واولاهم خالد ظهره وخرج.

خلع حسام الجاكيت الخاص به ثم اعطاه لندى لترتديه وخرجوا سوياً ببطئ.

خرجوا من المصنع بأكمله وتقدم خالد قبل ندى ثم فتح باب السيارة لها واسندها حسام لتركب واستدار واتجه ليركب هو الاخر وبينما حسام يقف رن هاتفه، اخرجه حسام من جيبه ليجد الاتصال من رنا، تنهد ثم اجابها بهدوء قائلاً..
الوو يا رنا
حسام يااااااااه واخيرا
معلش غصب عني، هأشوفك واحكيلك
غصب عنك ماتكلمنيش 5 ايام يا حسام
انا اسف يا رنا حقك عليا
خلاص سمااح، المهم عايزة اشووفك.

حسام:
فجأة صرخت رنا قائلة: حساااااااام.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة