قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثامن والعشرون

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني بقلم بسملة حسن

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثامن والعشرون

ركض ادم ف طرقه المستشفي متوجها الي غرفه فارس بعدما قام الطبيب المُكلف بمتابعة حاله فارس واخبره بضروره القدوم الي المستشفي.. حاول ادم ان يستفهم منه ما حدث ولكن الطبيب رفض واخبره ان يأتي بسرعه ويتحدثوا بعدما يأتي

وصل للغرفه وفتح بابها بسرعه ولهفه وهو خائف من ان يكون مكروه قد اصاب صديقه
فتح الباب وتصنم مكانه وتوسعت عينيه بصدمه عندما وجد فارس يجلس علي الفراش
وعندما رأهه فارس ابتسم بتعب وقال: مالك واقف كده ليه.. مش هتيجي تاخدني بالحضن ولا انا موحشتكش ولاايه

فاق ادم من صدمته واقترب من فراش صديقه بخطوات مسرعه ووقف امامه وهو يتأمل ملامح  وجهه الشاحبه المتعبه
فقال فارس بمرح: احلويت مش كده
جلس ادم علي الفراش امامه ثم جذب فارس لاحضانه وشدد عليه بقوه ألمت فارس ولكن تحامل علي نفسه وبادله الحضن وهو يبتسم بهدوء

سمع صوت ادم الغاضب يقول: جرحك بس يخف وانا هربيك يافارس عشان اللي انت عملته
ضحك فارس وقال بتعب: هي دي حمدلله علي السلامه اللي بتقولهالي

ابتعد ادم عنه ونظر اه بابتسامة وتلاشي غضبه منه وقال باشيتاق: حمدلله علي السلامه وحشتني ياصاحبي..
فارس بابتسامه: طبعا مكنتش عارف تعيش من غيري الايام اللي فات
ابتسم ادم وقال بصدق: مريت بحاجات كتير وكنت محتاجك فيها جمبي

فارس بمرح: لا بقولك ايه انا دمعتي قريبه بلاش الكلام ده
ادم بغيظ: تصدق انا غلطان
ثم تابع بغيظ اكبر: صحيح فين الدكتور ابن**** اللي بيعجالك.. اتصل عليا وقالي تعالي ضروري وحسسني انك خلاص بقيت مع الاموات
  ضحك فارس وقال: ما انا اللي قولتله يقولك كده وهددته

اغمض ادم عينيه وقبض علي يده بغيظ ثم فتحها وقال بابتسامة صفراء وهو يصك علي اسنانه بغيظ: الحساب بيتقل يافارس.. انا ماسك نفسي عنك بالعافيه  دلوقتي عشان لسه فايق من غيبوبه بس
فارس بضحكه: خلاص بقا يادومي قلبك ابيض بقا
كاد ادم يعنفه علي كلمه دومي تلك ولكن منعه الباب الذي فتح فجأه وظهر بعدها ليان وخلفها والده

ظلت ليان واقفه امام الباب تنظر لفارس باشيتاق وحب والدموع مترقرقه ف عينيها
تحدث فارس وقال بحب واشتياق: مش هتيجي تسلمي عليا
ركضت ليان نحوه واحتضنته باشتياق شديد وبدأت تبكي بشده
اغمض فارس عينيه بالم بسبب اندفاعها.. ولكن وضع يده علي ظهرها وظل يربت عليها وهو يقول بحب ونبره هامسه لا تسمعها الا ليان: حبيبتي خلاص كفايه عياط.. انا كويس ياليلو كفايه عياط عشان خاطري

اقترب منهم قاسم ووضع يده علب ظهر ليان بزفق وقال: ليان حبيبتي انتي كده بتضغطي علي جرح فارس
ابتعدت ليان عنه ف الحال عندما سنعت كلام والدها ونظر لفارس وقالت ببكاء: انا انا اسفه

فارس بابتسامه: ششش اهدي انا كويس
نظر فارس بعدها لقاسم الذي قال بابتسامه: حمدلله علي السلامه يافارس
فارس بابتسامه: الله يسلمك ياعمي

تحدث معه قاسم لدقائق قليله ثم قال بعدها
قاسم بابتسامه: هسيبك انا وادم مع ليان شويه.. وعلفكره هي مبطلتش عياط عليك من ساعه ما دخلت الغيبوبه.. كانت بتعيط ليل نهار وكمان كانت بتاخد علاجها بالعافيه

نظر فارس الي ليان بعتاب ثم قال بعد خروج قاسم وادم من الغرفه: انتي فعلا كنتي مهمله ف دواكي وصحتك ياليان
ليان ببكاء: انا مكنتش عايشه اصلا يافارس.. متعملش فيا كده تاني.. متبعدش عني تاني يافارس
مد فارس يده ومسح دموعها برفق وهو يقول بحب: طيب ممكن تبطلي عياط الاول.. انتي عارفه اني مش بحب اشوفك بتعيطي

مالت عليه ليان ودفنت وجهها ف عنقه مع مراعتها لجرح فارس
وقالت بعدها بدموع وحزن: وحشتني اوي يافارس.. الشهر اللي عدا عليا ده كان اسوأ شهر ف حياتي.. شوفنا حاجات كتيره وحشه اوي.. وكنت محتاجك جمبي محتاجك تطمني زي ما بتعمل دايما.. كان اختبار صعب اوي من ربنا يافارس صعب اوي

فارس وهو يملس علي ظهرها بحنان: خلاص اهدي.. انا فوقت وهفضل جمبك ومش هسيبك.. خلاص الوحش كله عدا واوعدك انه هخلي ايامك الجايه كلها سعاده.. سعاده وبس

مرت ساعات اخري وقد حضر والد فارس الذي عندما رائ ابنه انهال عليه بالاحضان التي لم تخلو من بكاءه لشده اشتياقه لابنه
مر اليوم وقد ارتاحت ليان بشده وعادت الابتسامه ترتسم علي وجهها منذ مده طويله من الحزن والبكاء  وكانت سعادته ف ذلك اليوم لا توصف..

مر اسبوع
واصبح قُصي قاسي بشده واصبح اكثر عصبيه وانفعالا ..وحديثه مع حبيبه ف الاونه الاخيره عباره عن اهانه وكره لها فقط
لاحظت حنين تبدل حالته وحاولت عده مرات ان تستفهم منه ما حدث ولكن دائما ما يخبرها قُصي بانه بخير وينجح كل مره في ان يتهرب منها ومن اسألتها
تحسنت حاله لُجين اكثر وبدأت تتجمع مع عائلتها اكثر من ذي قبل وبدأت تستعيد روحها المرحه
وسعدت عائلتها بتحسنها هذا وبشده
اما فارس فهو قد خرج من المستشفي واصبحت حالته افضل بكثير وبدأ يساعد ادم ف البحث عن فرعون بعدما اخبره ادم بكل شئ حدث عندما كان ف الغيبوبه

وف المصحه
كان يزن يجلس علي الارض بعدما قام بافراغ طاقته ف تكسير الغرفه والصراخ مطالبا باخراجه من ذلك المكان

فقد عزيمته واصراره فالعلاج.. فالالم التي يشعر بها ليست هينه ابدا.. لم يعد يرغب ف ان يتمم علاجه.. كل ما يوده ويرغبه هو ان يتخلص من هذا الوجع  والالم  باي شكل
كان يضم ركبته الي صدره ويتنفس بصوت عالي وعيناه ملئيه بالغصب وكان يصدر تأوهات موجوعه كل فتره
لا يتحمل الم جسده والصداع الذي لا يتركه.. يريد الخروج من هذا المكان واخذ جرعته ليتخلص من  ذلك الالم البشع
صوب نظره الي باب الغرفه الذي يُفتح

دخل ذلك الطبيب الذي يكرهه ويكره بروده
فنظر له يزن بغضب شديد
تحدث الطبيب ويدعي مهاب: في ضيف عايز يشوفك
نهض يزن من علي الارض وقال بفظاظه: مش عايز اشوف حد ولا عايز اشوفك.. وقولتلك طلعني من هنا.. انا خلاص مبقتش عايز اتعالج.. خرجني من هنا انا مبقتش قادر اتحمل خلاص
انهي كلامه بصوت عالي منفعل
ولكن ذهب انفعاله وغضبه واصبحت ملامح وجهه مصدومه عندما سمع صوت من خلف الطبيب يقول: حتي انا يايزن مش عايز تشوفني

يعرف صاحب هذا الصوت.. يعرفه حق المعرفه وكيف له ان ينسها.. انه صوت وردته.. ورده حياته.. صديقته وحبيبته
رائ الطبيب حاله السكون التي اصابته وعلم عندها تأثير ورد عليه فقرر الخروج من الغرفه ليتحدثوا براحه اكثر.. وهو مطمئن ان يزن لن يقوم باذيتها

اغلق الطبيب خلفه ف فاق يزن بعدها من شروده وقال وهو يتجنب النظر ف اعين ورد: انتي انتي ايه اللي جابك
اقتريت منه ورد وقالت بصوت هامس والدموع مترقرقه ف عينيها: جيت عشانك يايزن
ابتعد عنها يزن واعطاها ظهره وقال بصوت مرتعش: ابع ابعدي عني.. وبعدين انتي مين جابك هنا
ورد بخفوت: مش مهم مين جابني المهم اني جمبك وهفضل جمبك مهما حصل يايزن

تحدث يزن بنبره جامده مصطنعه: لو سمحتي امش امشي وانسيني
ورد بصوت باكي: حاولت ومعرفتش.. اقتربت منه وقالت بنفس النبره: من ساعت ما سبتني وانا مش عايشه يايزن.. وردتك دبلت وانت السبب ف كده.. انت وعدتني انك عمرك ف يوم ما هتكون السبب ف ان دموعي تنزل.. ليه خلفت بودعك انا دلوقتي مبقتش بعمل حاجه غير اني اعيط.. ليه يايزن اخترت تبعدني عنك.. ليه مخلتنيش جمبك وكنت هساعدك وهنتخطي المحنه دي سوا

نزلت دموع يزن وقال: انتي متستاهليش ترتبطي وتتعلقي بواحد مدمن زي.. انتي تستاهلي حد احسن مني الف مره
ورد بصوت هامس: انا مش عايزه اللي احسن منك انا عايزاك انت
صرخ يزن وقال: وانا مش عايزك ابعدي عني ابعدي..
ثم تابع بعدها بهستريه وضياع: مكنش مكنش المفروض تشوفيني كده مكنش المفروض تشوفيني ضعيف كده

ورد ببكاء: يزن
وقف يزن وقال لها باعين حمراء وانفاس متسارعه: امشي ومتجيش هنا تاني ياورد..ولو جيتي مش هسمحلك تشوفيني .. امشي ياووووورد امشي
انهي كلامه بصوت عالي جعله تنتفض من مكانها
وقالت بعدها ببكاء وصوت متألم: انا همشي يايزن ومش هاجي تاني.. بس هستناك تخف وترجع تاني يزن القديم.. اتعالج يايزن وخلي عندك اصرار انك تخف مش عشاني.. عشان خاطر عيلتك يايزن
انا همشي واتمني المره الجايه لما اشوفك اشوف يزن اللي انا عارفه

انهت كلامها ببكاء شديد ثم خرجت من الغرفه
وبعد رحيلها جلس يزن علي الارض وبكي بصوت مسموع علي تلك الحاله التي وصلوا لها.. ولكن هو السبب ف كل ما يحدث..
خرحت ورد من الغرفه ومسحت دموعها واتجهت لادم والطبيب
نعم فادم من احضرها الي هنا بعدما اخبره الطبيب بان اخيه فقد اصراره علي ان يتعالج واصبح دائما يصرخ مطالبا الخروج من المصحه

ففكر ادم وتذكر ورد وتذكر تعلق يزن بها فقرر ان يذهب الي الجامعه ويتحدث معها ويخبرها بما حدث ويطلب منها ان تقف بجانب يرن لانه يعلم ان ورد قادره ان تعيد له اصراره من جديد
اما ورد فعندما سمعت حديث ادم صدمت بشده بسبب ما اصاب يزن ولم تتردد ثانيه ف ان تذهب وتزور يزن وقد نست تماما كل وعودها مع نفسها ان تنسي يزن وتضع تركيزها فقط ف دراستها ولا تفكر ف شئ اخر

نظر ادم الي ورد وقال بهدوء: كلمتيه
ورد بحزن ودموع: هو مش عايزاني وقالي امشي.. بس انا عارفه انه قال كده عشان مش حابب اني اشوفه ف الوضع ده ويفتكر انه كده هينزل من نظري.. بس هو منزلش من نظري ابدا والله انا عارفه ان دي حاجه غصب عنه وانه كان ضحيه واحد مش هقول غير انه مريض نفسي

ابتسم مهاب بهدوء وقال: هو واضح انه بيحبك وانا شوفت ده ف عنيه عشان كده سبتك وخرجت من الاوضه بالرغم ان يزن ف مرحله صعبه من العلاج وممكن يقوم باي تصرف عنيف بس انا اطمنت لما شوفت نظرته ليكي وقولت انه مستحيل ياذيك.. وزي ما انتي قولتي هو قالك الكلام ده عشان خايف تنزلي من نظره

نظر لادم وقال بابتسامه: علي ماعتقد المقابله دي هتفيده جدا ف مرحله العلاج
تنهد ادم وقال: اتمني يادكتور
ثم نظر لورد وقال بهدوء: شكرا انك جيتي ياورد
ورد بابتسامة باهته: انا اللي عايزه اشكرك انك قولتلي.. وانا واثقه ف يزن وعارفه ان هيخف قريب
ادم: ان شاءالله..

رحل ادم وورد وبعد رحيلهم اتجه مهاب الي غرفه يزن وفتح الباب ووجد يزن يجلس علي الارض وينظر امامه بشرود
فقال مهاب بهدوء: ورد بتحبك علفكره ومستنياك تخف.. ومش هي بس ف ناس كتير اوي مستنياك تخف وترجعلهم زي ما كنت.. متبقاش اناني وفكر فيهم يايزن
انهي كلامه ثم خرج من الغرفه واغلق الباب خلفه
تاركا يزن يفكر بعمق ف كلامته الاخيره: متبقاش اناني وفكر فيهم يايزن..

وبعد مرور اسبوعان
في فيلا مازن
كانت افراد الاسره متجمعه حول سفره الطعام
وكان الصمت يسود المكان فقاطع يحيي هذا الصمت وقال بنبره هادئه وهو ينظر لوالده: بابا عايز حضرتك تكلم خالي قاسم وتقوله اني عايز اتجوز لُجين

احتلت الصدمه ملامح وجههم وشهقت كارما باندهاش
فضحك يحيي علي هيئيتهم وقال: في ايه ياجماعه  انا طلبت حاجه مستحيله ولااايه
تنحنح مازن ثم قال بجديه: لا مش مستحيله.. احنا استغربنا بس.. بس انت عايز تتجوز لُجين ليه

يحيي بصراحه: عشان بحبها
ابتسم مازن وقال: مشفتش ف صراحتك
ضحك يحيي وقال: طيب ايه هتكلم خالي امتي
تنهد مازن بهدوء وقال: هبقي افاتحه ف الموضوع ده بكره ف الشركه.. بس معتقدتش ان في حاجه هتحصل غير لما يرجع يزن من السفر

يحيي بتفهم: مفيش مشكله بس علي الاقل نقرأ فاتحه ونأجل حفله الخطوبه بعد رجوع يزن
ضحكت كارما وقالت بسعاده: مبروك يايويو.. علي الرغم اني زعلانه انك مقولتليش علي الموضوع ده بس هعديها

ابتسم يحيي وقال بهدوء: لا متزعليش مش قصدي اخبي عليكي
تدخلت رهف وقالت بابتسامه صغيره: ربنا يسعدك ويقدملك اللي فيه الخير ياحبيبي
يحيي بابتسامه: ربنا يخليكي ليا ياماما
تنهدت رهف وقالت بهدوء: بس في حاحه عايزاك تاخد بالك منها
يحيي: ايه هي
رهف: معتقدتش ان لُجبن هتوافق بسهوله.. انت عارف اللي حصلها الفتره اللي فاتت وعارف ازاي اثر علي نفسيتها

ابتسمت يحيي بهدوء وقال: متقلقيش انا هعرف اتعامل معاها وهخليها توافق
قالت كارما بمرح: يويو هيعرف يسيطر ياماما متقلقيش
رهف بضحكه: اما نشوف

تحدث مازن وقال بابتسامه خفيفه: بمناسبه الجواز  وكده
تابع بعدها وهو ينظر لكارما: في عريس متقدملك ياكارما.. وقبل ما ترفضي زي كل مره عايز اقولك ان الولد محترم جدا وراجل يعتمد عليه وابن عيله كويسه ومعروفه.. مش عايزك تتسرعي خدي وقتك وفكري ياحبيبتي ماشي

توترت كارما بشده وقالت بتلثعم: بس
قاطعها مازن وقال بابتسامه هادئه: مفيش بس ياحبيبتي.. مش عايزك تاخدي اي قرار دلوقتي.. هتقعدي مع الراجل وتشوفيه وانا عندي احساس انك هتعجبي بيه وبشخصيته

نظرت كارما ليحيي ووالدتها باستنجاد
فوجدت ملامح وجههم هادئه
وتحدثت والدتها وقالت بحنو: اقعدي معاه ياحبيبتي واديله وادي لنفسك فرصه مين عارف يمكن زي ما بابا بيقول وتحسي بقبول من نحيته

نظرت كارما ليحيي لعله ينجدها من ذلك الموقف
ولكن صدمها عندما قال بهدوء: وانا كمان رائ من رائيهم ياكارما. ..اقعدي معاها ولو مقبلتوش ارفضيه عادي محدش فينا هيجبرك علي حاجه
نظرت كارما لهم ثم قررت ان تنفذ رغبته وتجلس معه ولكن بالتاكيد سترفضه فهي لم تستطيع ان تحب شخص اخر غير ادم ولا تتخيل نفسها الا زوجته هو
زفرت بتوتر وقالت: تمام هقعد معاه

ابتسم مازن وقال: تمام.. هتصل عليه وهتفق معاه علي ميعاد عشان يجي ويقعد معاكي
كارما بتوتر وبتلعثم: ما ماشي

وبعد مرور ساعات
ف قصر قاسم
كان قاسم يجلس علي الاريكه وامامه ادم ويتحدثوا سويا
انضمت اليهم حنين وجلست بجانب قاسم
فتحدث قاسم وقال: امال فين البنات
حنين: لُجين وسجي نايمين وليان بتكلم فارس فوق
اومأ قاسم راسه بهدود فقالت حنين بحزن: قاسم يزن وحشني اوي مينفعش اروح اشوفه عشان خاطري

قاسم بابتسامه حنونه: مش هينفع ياحبيبتي وبعدين مش كلمتيه اول امبارح واطمنتي عليه
حنين بدموع: لا مش هطمن غير لما اشوفه قدامي
تدخل ادم وقال بابتسامه: خلاص ياماما هانت.. الدكتور طمني وقالي ان يزن بيستجيب للعلاج بسرعه وان شاءالله يطلع ف اقرب وقت

حنين بحزن: يارب
مسحت الدموع العالقه ف عينيها وقالت بابتسامة خفيفه: صحيح رهف لسه قافله معايا وقالتلي علي خبر حلو
قاسم بابتسامة: خبر ايه
حنين: قالتلي ان في عريس متقدم لكارما واتفقوا علي معاد عشان كارما تقعد معاه وبتقولي الشاب اللي متقدملها ده كويس جدا

ابتسم قاسم وقال: بجد.. ربنا يقدملها اللي في الخير.. كارما طيبه وجميله وتستاهل واحد كويس يحافظ  عليها ويصونها
ثم تابع بعدها وهو ينظر لادم الذي منذ سماعه لحديث والدته شعر بالغضب الشديد والغيره وود لو يمسك ذلك الشاب ويفتك به ف الحال.. ويعاقب كارما لانها وافقت علي ان تجلس معه

نظر لوالده واستطاع ان يتحكم ف نفسه وقال بابتسامه صفراء: بتقول حاجه يابابا
لاحظ قاسم ووجه ابنه الذي اصبح لونه احمر ولاحظ ايضا انه يضغط علي يده بعنف ليتحكم ف نفسه
فقال قاسم بمكر: بقولك ايه رايك ف الموضوع ده.. كارما بردو زي اختك الصغيره واكيد يهمك مصلحتها مش كده ولاايه

اشتعل ادم اكثر من كلام والده ولكن قال بثبات مصظنع وبنفس الابتسامه: اه اه اكيد
نظر لساعه يده وقال بعدها: انا لازم امشي دلوقتي  عشان عندي شغل مهم..
لم يترك الفرصه لهم ليتحدثوا فقال وهو يتحرك من امامهم : سلام عليكم

وبعد رحيله ابتسم قاسم بمكر ونظر بعدها الي حنين التي قالت باستغراب: هو ادم ماله ياقاسم.. قلب مره واحده ليه
ضحك قاسم وقال وهو يغمز بعينه: الغيره تعمل كتير ياحنون
اتسعت عين حنين وقالت بدهشه: انت قصدك
ثم ضحكت بسعاده وقالت: قصدك ان ادم بيغير علي كارما
قاسم بابتسامه: شكله كده..

حنين: بس بس ده كان بيعتبرها اخته
قاسم بابتسامة: اديكي قولتيها كان
كانت علي وشك التحدث ولكن توقفت عندما لاحظت نزول قُصي من علي الدرج
فنادت عليه عندما وجدته علي وشك الخروج من باب القصر دون ان يلقي عليهم التحيه حتي

اقترب منهم قُصي وقال بملامح جامده: ايوه ياماما
حنين:رايح فين ياقُصي..
قُصي بهدوء ظاهري: رايح لواحد صاحبي اقعد معاه شويه... عن اذنكم
انهي كلامه ثم رحل من امامهم
وبعد رحيله تنهدت حنين بحزن وقالت: قُصي مش مظبوط اديله فتره مش عارفه ماله
تابع قاسم رحيله ابنه بشرود وقال لحنين: خير ياحبيبتي متقلقيش.. ممكن يكون متخانق مع حبيبه وهيتصافوا سوا
اومأت حنين براسها بهدوء ولم تتحدث

اما عند ادم
كان يقود السياره وهو يقبض علي المقود بغضب وقال بصوت خافت منفعل: دي بستبهل دي ولاايه.. ازاي توافق انها تقعد معها.. وبعدين انا لمحتلها كذا مره اني هتزفت واتقدملها
ثم تابع بوعيد: ماشي ياكارما.. تظهري بس قدامي وانا هوريكي.. وابقي وريني هتقابلي عريس الغلفه دي ازاي..

ف اليوم التالي
ف غرفه حبيبه
كانت حبيبه متسطحه علي الفراش بتعب وحزن
وتقول لوالدتها التي تقف بجانب الفراش: مش جعانه ياماما
سهير بقلق وخوف علي ابنتها الوحيده: ياقلب ماما مالك بس ايه اللي مزعلك اوي كده.. انتي داخله علي الشهر اهو مش بتاكلي وعلطول محبوسه ف اوضتك
طمني قلبي وقلب ابوكي وقوليلي في ايه

ابتلعت حبيبه ريقها بصعويه وقالت بالم: مفيش حاجه ياماما..
سهير: طيب انتي زعلانه مع قُصي.. لو الموضوع كده ف ان شاءالله هترجعوا تتصالحوا تاني.. بس متعمليش في نفسك كده ياحبيبه

وعلي ذكر اسم قُصي انتفضت حبيبه بخوف
وتذكرت مكالمته لها الايام الماضيه والكلمات الصعبه القاسيه التي تسمعها منه
وما يخفيها اكثر الان هو رده فعله نحوها فهي لم ترد  علي  مكالته منذ عده ايام
فهي لم تستطيع ان تتحمل المزيد من كلماته المؤلمه تلك فقررت ان تتجاهله وتتجاهل مكالمته مطمئنه نفسها بانها في بيت والدها ولم يستطيع ان يفعل شئ
ولكن خائفه من ان يصدر منه اي رده فعل غير متوقعه او يأتي ويخبر والدها بما حدث
وهي متاكده انه ان حدث ذلك فلم يسمعها والدها ايضا ولن يصدق بانها مظلومه

فاقت من شرودها علي صوت والدتها القلق يقول: حبيبه انتي سمعاني ياحبيبتي
حبيبه بتعب: ماما عشان خاطري متضغطيش عليا وسبيني براحتي ممكن
تنهدت سهير وقالت: حاضر ياحبيبه مش هضغط عليكي.. بس لو محتاج تتكلمي انا موجوده نادي علي ف اي وقت
اومأت حبيبه راسها بوهن

فقبلتها سهير من جبهتها ثم خرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها
وبعد خروجها عادت حبيبه تبكي بدون صوت
وبعد مرور نصف ساعه
اتجه والد حبيبه الي الباب عندما سمع صوت الجرس

فتح الباب ووجد قُصي امامه
ففتح الباب علي مصرعيه وقال بترحيب: ازيك ياقُصي اتفضل ياابني
دخل قُصي وقال بملامح هادئه علي عكس غضبه المتصاعد داخله باتجاه حبيبه: اخبار حضرتك ياعمي
والد حبيبه بود: الحمدلله ياابني اتفضل اقعد

قُصي بجديه: لالا ملوش لزوم انا كنت جاي بس وعايز اتكلم مع حبيبه شويه ده بعد اذن حضرتك يعني
حضرت سهير وقالت بلهفه: قُصي حبيبي كويس انت جيت
ثم تابعت بعدها بحزن: حبيبه مش عارفه مالها علطول حابسه نفسها ف الاوضه ومش بتاكل غير لما انا اضغط عليها

ابتسم قُصي باصطناع وقال: انا جاي عشان اشوفها ياطنط واخرجها من الحاله اللي هي فيها دي
سهير بلهفه: استني اطلع اناديها
قُصي بهدوء: لا خليها انا هطلعها
وتابع وهو ينظر لوالد حبيبه: ده لو مش هيضايق حضرتك طبعا
هز راسه نافيا وقال بابتسامه بسيطه: لا يابني مش هيضايقني.. دي مراتك

ابتسم قُصي باصطناع ثم سار خلف سهير لترشده الي غرفه حبيبه
وبعد ثواني
وقف قُصي امام باب غرفه حبيبه ونظر لسهير وقال: خلاص انا هدخلها واتكلم معاها
اومأت سهير راسها فدخل قُصي واغلق الباب خلفه
وسرعان ما تبدلت ملامحه الي القسوه والبرود
اقترب من فراش حبيبه ووجدها متكوره علي نفسها وتغمض عينيها

فمال عليها وهمس ف اذنها بصوت مخيف وقال: لو فاكره انك طالما ف بيت ابوكي يبقي مش هقدر اجي جمبك تبقي غلطانه
نهضت حبيبه بفزع عندما سمعت صوته ورجعت بجسدها للخلف وهي تنظر لملامح وجهه المخيفه
ابتسم قُصي بشر ثم جذبها من ذراعها بعنف واضعا يده الاخري علي فمها حتي لا تصدر صوتا

جعلها تقف امامه ولم يهتز امام دموعها التي بدأت تنهمر بغزاره ولا بارتعاش جسدها خوفا منه
تحدث قُصي وقال بقسوه وهو يزيد ضغطه علي ذراعها: مش نبهتك وقولتلك علي الله ارن عليكي ف مره ومترديش.. نبهت ولا منبهتش

هزت حبيبه راسها ايجابا بهستريه
فتابع قُصي وهو يضغط اكتر: وطالما اه.. برن عليكي اديلي اربع ايام  ومش بتردي علي الزفت ليه

كانت حبيبه علي وشك التحدث ولكن قاطعها قُصي وهو يضع اصابعه امام شفتيه ليمنعها عن التحدث
ونظر نحو الباب وقد عرف ان احد يقف خلف الباب    بسبب الظل الظاهر  امام الباب

فتحولت نبرته الي الحنان المصطنع وقال بنبره عاليه نسبيا لكي يسمعه من بالخارج: مالك ياحبيبتي متغيره ليه.. هو انا عملت حاجه تضايقك
كان يتحدث وهو ينظر لحبيبه بوعيد وقسوه

نظر الباب مره اخري وعندما وجد ان الظل قد اختفي ابتسم بسخريه ثم نظر لحبيبه مره اخري وقربها نحوه وقال بقسوه: لو رنيت عليكي تاني مره ومردتيش ردت فعلي مش هتعجبك.. واديكي شوفتي عرفت ادخلك اوضتك وبعلم امك وابوكي..

انا هنزل وهكلم ابوكي واقوله اني هاخدك علي بيتي الاسبوع الجاي من غير لا فرح ولا زفت  ولما يسالك هتوافقي ومش محتاج اقولك لو موافقتيش هعمل فيكي ايه.. وتابع بعدها بقسوه اكبر وابتسامه ساخره: واستعدي بقا ياقطه عشان جحميك هيبتدي من الاسبوع الجاي

زاد ارتعاش حبيبه اكثر من نبرته المخيفة ومن شده رعبها وخوفها لم تستطيع التحدث بكلمه واحده.. فقط تومأ براسها بهستريه وهي تتمني ان يمر ذلك الوقت ويرحل من غرفتها بسرعه..

دخل ادم الي المخزن بخطوات متزنه
وكانت ملامح وجهه جامده مخيفه
ظل يسير لمده دقائق قليله
وتوقف بعدها فجأه امام شخص مقيد ف الكرسي
وقد كان مغمض عينيه
نظر ادم الي الرجل جانبه واشار بيده
فمهمه الرجل وقد بجذب دلو مملوء بالمياه
مسك ادم الدلو ثم سكب الماء بقوه علي ذلك رجل

شهق الرجل بعنف وعاد لوعيه
وظل يتنفس بصوت عالي وهو ينظر الي الارض يستوعب ما يحدث له
رفع نظره ووجد ادم ينظر له بابتسامه مخيفه
مال عليه ادم وجذبه من خصلات شعره فتأوه الرجل بسبب قبضته القويه علي شعره..  قرب ادم وجهه منه وقال بصوت هامس قوي: والله ووقعت تحت ايدي ياادهم درغام.. وتابع بسخريه وقوه: ولا تحب اقولك يافرعون...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة