قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر

يقود سيارته بجنون لا يعلم لماذا هو خائف إلي هذا الحد عليها، يريد أن ينقذها الآن بأي طريقة، ضرب المحرك بيده وهو يلعن ذاك الذي يسمي ماجد:
- طيب يا ماجد الكلب إما وريتك!
عقد حاجباه فجأة وهو يحدث نفسه بتساؤل: ياتري فين الشقة دي!
زفر حانقا، ثم شرد بذاكرته قليلاً حين تذكر شيئاً ما!
فلاش باگ.
- وأنت مأجر الشقة دي ليه يا ماجد..؟

سأله أمير بجدية، فقال ماجد: عادي لما أحب أنفصل عن الناس بروح فيها وأقعد مع نفسي شوية..
رفع أمير أحد حاجبيه وتابع: أوعي تكون بتجيب ستات فيها أنا عارفك رمرام!
حرك ماجد رأسه نافياً وتابع بتوتر: لأ طبعا أنت مجنون يا أمير أنا أعمل كده!
باگ..
آفاق أمير من شروده وهو يزيد من سرعة القيادة وهو يقول بغضب: أكيد هي الشقة دي يا إبن ***.

وصل ذلك الرجل الذي إنتحل شخصية سائق تاكسي، الي هذه الشقة والتي تقع في منطقة تكاد تكون مهجورة.
ترجل من السيارة وحمل أروى بين ذارعيه، وصعد بها إلي الأعلي، وقف أمام الشقة وطرق الباب بقدمه وإنتظر حتى فتح ماجد الذي إبتسم بإنتصار فأخيرا سينتقم وفريسته أمام عينيه الآن!
دعك يديه في بعضهما، وهو يعض على شفته السفلي بشهوه، ثم قال بوقاحه: ناولني!

مد الرجل يديه إليه بها فإلتقطها ماجد بين ذارعيه ومن ثم دلف فتحدث الرجل سريعا: بقولك أنا إتصلت بيك و...
لم يمهله فرصة ماجد للتحدث بل ولم يسمعه من الأساس حيث أغلق الباب بقدمه وهو يقول: بعدين بعدين!
ثم إتجه ماجد إلي الداخل ووضعها على الفراش الرديئ ذو الاتربه، ثم تفحص جسدها بعينيه بتلذذ قذر...

وصل أمير أخيرا وترجل من السيارة بسرعة شديدة، ما إن ترجل وجد الرجل يدلف إلي التاكس فركض نحوه جاذبا إياه من ملابسه وهو يقول بشراسة: يا إبن ***، هي فين ودتها فين، أنهي جملته بلكمه قوية ليصرخ الرجل بشدة: ااااه هي مين أنت مين يا عم أنت
كز أمير على أسنانه وهو يقول بغضب جلي: أنطق ماجد في أنهي دور إخلص!
صمت، ليلكمه أمير مرة ثانية بقوة أشد، ليصرخ الرجل وينطق سريعا: في الدور الرابع شقة...

تركه أمير سريعا وهو يدفعه بعنف، ثم ركض بكل ما لديه من سرعة صاعداً الدرج بأنفاس لاهثه وقلبه يكاد أن يتوقف..!
وقف أمام الباب ليطرق بعنف بل ويحاول كسره، حيث كان يتراجع للخلف قليلاً ثم يعود مندفعا بقوه إلا أن ماجد أصاب بالهلع حين سمع صوته يسبه ويلعنه وهو يتوعد له.

هب ماجد واقفاً، الذي كان يستعد للإنقضاض على أروى لكنه لم ينعم بهذه اللحظة، فتوجه ناحية الباب والرعب بداخله يزداد، ماذا يفعل الآن ؛ كيف آتي أمير إلي هنا وكيف عٙرف مكانه بالطبع إذا فتح الباب سيحطم أضلاعه وأسنانه ليتركه حُطام إنسان!
أصبح الباب على وشك التحطم من أمير الذي يحاول كسره بكل ما أوتي من قوة، فمد ماجد يده ليفتح ف لا مفر الآن..

فتح الباب ليندفع أمير مسدد له لكمه قوية دون مقدمات جعلته يترنح ويسقط أرضاً في الحال، إنقض أمير عليه جاذبا إياه من تلابيبه وهو يقول بصياح: اه يا واطي يا ابن *****
حاول ماجد الدفاع عن ذاته وهو يقول بصراخ: إستني بس أنا آآآ.

قاطعه أمير حين ضربه بمقدمة رأسه في أنفه لتتسع عيني ماجد وهو يري الدماء تسيل من أنفه على الفور ويتهاوي جسده، فتركه أمير وهو يبحث بعينيه عن أروى بينما سقط ماجد على الأرض وهو يرمش بعينيه وكأن ما يراه ضباب فقط..
دلف أمير إلي الغرفة ليجدها نائمة بثيابها على الفراش فتنهد الصعداء، فماذا كان حدث إذا تأخر دقيقةٍ واحدة!

إقترب منها ليحملها بخفة بين ذراعيه لتسقط رأسها على صدره ويتجه بها للخارج ولكن وقف ليبصق على ماجد وهو يقول بتوعد: والله ما هرحمك يا ماجد بس إصبر!
خرج بها من الشقة هابطاً الدرج، ثم إتجه إلي سيارته ليدخلها برفق في المقعد الخلفي، ويغلق الباب، ثم إستقل السيارة وإنطلق بها...

حين تعمّ الفرحة، نري القلوب ترفرف، والعيون تلمع بسعادة هكذا كان حال الجيران الذين تجمعوا في منزل السيدة كوثر والسيدة نعمة، فغداً سيكون عقد قران الحبيبان، وأخيراً سيتجمعا ف الحلال وما أجمل الفرحة حين تكون حلالا!

كانت تتمايل بدلال بين صديقاتها الفتيات على أنغام الموسيقي الشعبية وشفتيها متسعتان بإبتسامة سعيدة، حتى إختفت تلك الإبتسامة وهي تري عبوس وجهه ينظر لها بتوعد، فتوقت عن الرقص وإتجهت إليه قائلة بحنق: مالك يا خالد في إيه؟
صر خالد على أسنانه ثم تابع بحدة: مش عارفه في ايه؟ عمالة ترقصي وتتمايصي قدام الناس ولا عملالي أي حساب!

زفرت بضيق وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ولوت فمها بغضب، فأردف مُكملا حديثه: قسما بالله يا سلمي لو ما بطلتي رقص وزفت ده لكون...
قاطعته وهي تقول بتذمر: في ايه هو أنت هتزعقلي وتمشي كلامك عليا من دلوقتي! ما تضربني أحسن بقي..
رفع أحد حاجبيه وهو يقول بجدية: بكرة هنكتب وبعدها هكسر عضمك يا سلمي!
إتسعت عيناها وهي تطالعه بغيظ، لتهتف بصرامه: أنت بجد هتعمل كده! والله أروح أقول لأمي..

عقد حاجباه بجديه مُصطنعه: مفيش ماما، من بكرة في خالد! ثم غمز لها ليقول بغزل: خالد وبس!
لوت فمها بتذمر وغضب طفولي، لتردف بحنق: خالد الي هيضربني صح؟
حرك رأسه نافياً وتابع بمزاح: ضرب خفيف يا لوما!
أومأت رأسها بتهكم: اه هتكسر عضمي بس صح
ضحك عالياً ليقول من بين ضحكاته: ده لو رقصتي تاني، إنما لو سمعتي كلامي ها، ولا بلاش هقولك بكرة بقي!

وصل أمير إلي منزله، فترجل من السيارة وحمل أروى صاعدا بها الدرج، ما أن وصل أمام الشقه وقف قائلاً بحنق: يووه هفتح الباب إزاي دلوقتي!

تنهد طويلاً ثم نقلها بحذر إلي كتفه ليحمله بذاعٍ واحد ثم بيده الأخري أخرج المفتاح من جيب بنطاله وفتح الباب ودلف مغلقاً الباب خلفه بقدمه، وضعها على الأريكة المُريحة، ثم إنتصب ليخلع سترته ويلقيها دون إكتراث، ثم جلس على مقعد قبالتها مستنداً على ظهره، لينظر لها قائلاً في نفسه:
- أعمل فيكي إيه دلوقتي! أوووف..

زفر أنفاسه بضيق، ثم قام ليحملها ويتجه إلي غرفته واضعا إياها على الفراش ثم جذب زجاجة عطره وأخذ يفيقها حيث وضع قطراتٍ منها على ظهر يده وقربها من أنفها ولكن لا يوجد إستجابة!، فنهض وجلب زجاجة مياه ليلقي عليها بعض القطرات ثم ضرب وجنتها برفق فلم تفيق، هز رأسه بحيره وهو يقول: طب هتفوقي إمتي!

مرت ساعة واحدة. ظل أمير جالساً أمامها حتى غفيّ، بينما بدأت أروى في الإفاقة رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول التركيز وإستيعاب ذلك المكان، نظرت حولها بريبة حتى وقعت عينيها على أمير فإنتفضت بذعرٍ صارخة بإهتياج!
إنتفض أمير على صراخها وهي يقول بذهول: في إيه في إيه!
حركت رأسها بهستيريه وهي تشير له بيدها صارخة: إبعد عني متقربش أنت إيه حيوان، إبعد!

إتسعت عينا أمير على وسعهما، ثم تجمد مكانه وهو يهتف بصدمة: أنا حيوان!
أومأت برأسها وهي تتراجع للخلف بظهرها ثم قالت بشراسة: أنت طلعت مش محترم وزي صاحبك وعاملي فيها محترم!
رفع حاجبيه مشدوها، ثم إقترب قليلا وهو يقول بغضب: أنتي فاهمه غلط آآ...
قاطعته وهي تنهض من الفراش قائلة بصياح وإهتياج: اه يا وقح انت عملت فيا ايه ده أنا هوديك في ستين داهية!

إقترب منها سريعا فدفعته صارخة بصوتٍ عالِ: إبعد عني متقربش يا حيوان
لم يتحمل أمير إهانتها للمرة الثانية فصفعها بقوة وهو يقول بغضب جلي: إخرسي، أنتي مجنونة ولا إيه..
إنهمرت الدموع من عينيها، لتقول من بين شهقاتها: وكمان بتضربني والله ل...
كتم فمها بيده وهو يقول بحدة: أنتي مجنونة اقسم بالله! أنا الي نقذتك يا متخلفة كان زمانك ضعيتي دلوقتي!

إتسعت عينيها بدهشة، ليزيح هو يده وظل ناظرا لها يلتقط أنفاسه اللاهثه..
تحدثت بصوتٍ متقطع مبحوح: آآ ض ضعت إزاي، وأنقذتني من مين
أغلق عينيه محاولا السيطرة على إنفعالاته، ثم قص عليها ما حدث وكيف آتي بها إلي هنا، لتضع يدها على فمها وهي لا تصدق ما يقوله!
فتحدثت ثانيةً: ك كان ع عاوز يغتصبني!
أومأ لها وجلس، على المقعد وهو يقول: أيوه، فهمتي أنتي هنا ليه! كنت هوديكي فين يعني وأنا معرفش طريق بيتك..؟

تنفست الصعداء، وجلست بإرهاق مرة ثانية على الفراش لتبتلع ريقها بخجل وندم على تصرفها الأحمق وإهانتها له بعد كل ما حدث ودفاعه عنها! لتنظر له بعد ذلك وتقول بخفوت: آآ أنا أسفة أنا فكرتك...
قاطعها بحدة: فكرتيني حيوان مش كده؟
إزدردت ريقها ثم هتفت بتلعثم: آآ أعذرني أنا فجأة لقيتك قدامي كده بدون مقدمات فخفت ومحستش بنفسي..

تنهد أمير وهو ينظر لها بغيظ ويضغط على شفتيه، يريد أن يقوم ويصفعها مرة ثانية على فعلتها الحمقاء التي أذهلته وأصابته بالذعر..!

على الجانب الآخر.
نهض ماجد بصعوبة عن الأرضية وهو يتوجع بشدة، ورأسه ستتفجر من كثرة الألم..
- اااه يا دماغي
نطق بها ماجد وهو يتحسس رأسه ويمسح الدماء عن أنفه المتورمة، سار إلي الحمام ثم أخذ يغسل وجهه بالماء وما أن إنتهي قام بتجفيفه، ثم خرج ليهبط درجات السلم ويستقل أي سيارة يجدها أمامه..
بصعوبة وصل إلي المنزل، وما إن دلف هبت كوثر واقفة قائلة بصدمة:
- ايه ده يا ماجد مين عمل فيك كده...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة