قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والخمسون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والخمسون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والخمسون

خرج سليم من غرفته وهو يضحك بشدة، بينما هتف مناديًا على الشغالة: يا سنية..
هبط الدرج بتمهل ولا يزال يضحك، ثم قال من بين ضحكاته: خدي يا سنية القميص ده إكويه من فضلك..

أومأت سنية في طاعة وأخذته منه، ليضرب سليم كفا على كف ويصعد مرة أخرى إلى غرفته، خرجت سهيلة من غرفتها لتتقابل معه في الرواق، ثم رمقته بنظرات مغتاظه وهي تراه يضحك عاليًا بتسلية، أغلقت عينيها وهي تتأفف بضيق، ثم تحركت من أمامه هابطه الدرج بعصبية، لتسمع صوته يهتف من بين ضحكاته: جايلك يا جوجو..

عضت على شفتها السفلي بضيق لتتجه إلى الردهة، وجدت سنية تقوم بكي القميص، فإقتربت تحدجه بحنق وهي تهمس: مش حلو أصلا وذوقها وحش جدا صح يا سنية؟
إبتسمت سنية ولم تعقب لتتفاجئ بمصطفي ينادي عليها وهو يقول: سنية تعالي من فضلك..
تركت سنية المكواه وصعدت إليه، بينما لاحت فكرة شريرة في عقل سهيلة، فإبتسمت بمكر وراحت تجذب المكواه وتضعها على القميص وتتركها لتركض إلى غرفتها سريعا..

عادت سنية بعد قليل لتتسع عينيها وتلطم على صدرها بصدمة، وتحدث نفسها: ينهار أسود، والله أنا سبت المكوة بعيد عن القميص إزاي إتحرق كده!
بينما هبط سليم الدرج وهو يقول بجدية: خلصتي يا سنية؟
ترقرقت العبرات في عيني سنية وهي تقول بخوف: آآ، أنا والله مش عارفه ده حصل إزاي..
نظر سليم إلى قميصه بصدمة جلية، ثم هتف بعدم تصديق: ينهار مش فايت، القميص الجديد، إنتي بتهزري يا سنيه.

قالت سنية: والله يا سليم بيه أنا حطيت المكوة بعيد عنه ومصطفي بيه ندهلي طلعت أشوفه عاوز إيه، رجعت لقيت المكوة محطوطه عليه كده والله ما عملت حاجة..
زفر سليم بضيق، وهو ينظر بحسرة إلى القميص ذو الماركة الفخمه، ثم قال بعصبية: القميص جديد لانج يا سنيه، صحصحي يا سنيه!
هبطت سهيلة مرة أخري وهي تستمع صياحه، كانت تبتسم بإنتصار، ليقول بمكر بعد أن لمحها تهبط: ياسنيه القميص هديه من جوجو، عارفة يعني ايه جوجو..؟

قالت سنيه من بين دموعها: والله يا سليم بيه ما حطيت المكوة على القميص حتى أسأل ست سهيلة هي كانت واقفه و...
قاطعها سليم رافعًا أحد حاجبيه وهو يلتفت إلى سهيلة: أهاااا، قولتيلي بقي، خلاص أنا كده عرفت مين الي حرق القميص!
إرتبكت سهيلة وهي تقول بتوتر بالغ: نعم، تقصد ايه بكلامك يعني أنا الي حرقته؟
سليم بهدوء: حد قال إن إنتي، مالك متعصبة ليه؟
إزدردت ريقها وتابعت بخفوت: أها بحسب!

تفاجئ سليم بوالده يهتف بإسمه، فتنهد بغيظ، وتحرك متجها إليه، بينما صعدت سهيلة مرة أخرى إلى غرفتها بخجل شديد وهي تؤنب نفسها على فعلتها..

منذ أن علمت ماهيتاب برغبة أمجد في الزواج منها وهي تراوغه، لم ترفض ولم تقبل إنما أقسمت أن تُربيه أولا قبل أن ينولها..
بينما كان أمجد يهاتف زياد يوميًا لمعرفة قرارها إلا أن زياد كان يخترع أي عذر ويعود يتحاور مع شقيقته، حتى يعرف ردها النهائي..
شهرًا كاملًا ٱلي أن نال أخيرًا أمجد موافقة سمو الأميرة ماهيتاب التي توعد لها بداخل نفسه..
وحان الآن الوقت لزيارته لمنزل زياد..

آتي بصحبة أمهُ وشقيقته الصغري ذات العشر أعوام التي أضافت بهجة وجو من المرح..
بينما في الأعلي كانت ماهيتاب متوترة إلى حد كبير وكانت دارين تحاول تخفيف توترها بأي وسيلة..
- هموت من التوتر يا دارين!
أردفت ماهيتاب بتلك الكلمات بتوتر بالغ، في حين تابعت دارين ضاحكة:
- دلوقتي عاملة مكسوفة وأنتي بقالك شهر مغلبانا معاكي، أنا قولت إنتي هتخشي بقلب جامد.

أخذت ماهيتاب زفيرًا قويًا لتحاول السيطرة على توترها، إلى أن طرقت أروى الباب قائلة بإبتسامة: يلا يا جماعة زياد بيقولكم إنزلوا..
أومأت دارين بإيجاب وجذبت معها ماهيتاب وخرجتا بصحبة أروى..
ما إن توجهن إلى الأسفل حتى هتفت الصغيرة بمرح طفولي: أمجد هي دي الحاجة ماهيتاب؟
وضع أمجد يده على فمها وقد إتسعت عينيه وهو يرمقها بتحذير، فقال بحرج: احم، آآ دي العروسة..

بينما ضغطت ماهيتاب على شفتيها بغيظ وهي ترمقه بتوعد، لتبتسم والدته السيدة سميرة وتصافحها بإعجاب وهي تقول: أهلا يا حبيبتي، ما شاء الله زي القمر..
إبتسمت لها ماهيتاب بخجل ثم راحت تجلس بجانب شقيقها، ووالدتها التي رحبت بهم..
أسرعت الصغيرة تصافح ماهيتاب وهي تتابع ببراءة: أنا ملك أخت أمجد الصغيرة..

إبتسمت ماهيتاب وقبلتها بحنان، بينما قالت ملك بضحكة طفوليه: أمجد حكالنا عنك كتير تعرفي كان بيقول عليكي ايه، آآ..
قاطعها أمجد بحزم: ملك تعالي هنا!
بينما قالت سميرة بجدية: إقعدي ساكتة يا ملك عيب..
ركضت الصغيرة لتجلس بجانب شقيقها الذي همس بغيظ: بتسيحيلي، ماشي يا ملك لما أروحلك بس..
كتم أمير ضحكاته حيث كان يجلس بجانبه من الجهه الأخرى، ليردف بخفوت:
- إتسيحلك وبقي شكلك في الضياع يا أمجد!

وكزه أمجد بخفة، ليعتدل في جلسته، وهو يسمع والدته تقول بجدية:
- إحنا جايين النهارده عشان نطلب إيد ماهيتاب بنتكم ل إبني أمجد يا جماعة
أردفت نجاة بإبتسامة: أمجد ما شاء الله شاب كويس وأخلاقه عاليه وإحنا يشرفنا يا مدام سميرة
بادلتها سميرة الإبتسامة وهي تردف: الشرف لينا يا حبيبتي..
بينما قال زياد بمرح: وبالنسبة للأخ أمجد، مش هتعرفنا على حضرتك؟ إتفضل المايك معاك!

ضحك الجميع، ثم تابع أمجد من بين ضحكاته: ايه يا زياد ما أنت عارف كل حاجه!
زياد ضاحكا: وماله نتعرف تاني!، ثم تابع بمرح: خلاص هنسيبك إنت والعروسة تتعرفوا على بعض بس بقولك إيه ربع ساعه بس فاهم..
أومأ أمجد ضاحكا: طب جاي على نفسك ليه، خليها عشر دقايق بس!.
ضحك الجميع وتركوهما بمفردهما وأصبحوا على بعد مسافة لا بأس بها منهما..

ساد الصمت بينهما، كانت ماهيتاب في أشد حالاتها خجلا، بينما كان أمجد ينظر لها بتمعن إلى أن رفعت وجهها ونظرت إليه لتراه محدقا بها فتحاشت النظر إليه بإرتباك..
أردف أمجد بصوت رجولي: هتفضلي ساكته كتير يا ح، صمت ليتابع غامزًا: قصدي يا آنسة ماهي!
رفعت ماهيتاب رأسها ترمقه بحدة، ثم قالت بضيق: ايه ماهي دي، أنا إسمي ماهيتاب على فكرة..
أمجد بهدوء: ما أنا عارف، بس بدلعك!
ماهيتاب بخجل: أها، شكرا مش عاوزة دلع!

أمجد وقد إرتفع أحد حاجبيه: والله براحتي، أنا حر..
صمتت ماهيتاب بغيظ، ليتابع أمجد بجدية: عرفيني على نفسك يا آنسة ماهيتاب ولو عندك أي أسئلة إتفضلي!.
تنهدت ماهيتاب بعمق، ثم أردفت بثبات: إسمي ماهيتاب جمال، عندي 21 سنة في السنة الآخيرة بكلية التجارة، كنت عايشة السنين الي فاتت في أمريكا مع بابا وماما وزياد ونزلنا مصر بس بابا معرفش ينزل عشان شغله كله هناك، وأنا حولت تعليمي هنا..

أومأ أمجد وتابع: على كده بقي بتتكلمي إنجلش كويس صح؟
أومأت ماهيتاب بثقة: طبعا، معايا كورس إنجلش وفرنساوي!
أمجد مبتسما: برافو عليكي، ثم تابع: كنتي بتحلمي فارس أحلامك يكون ايه مواصفاته؟

أجابته بخفوت بعد أن أطلقت تنهيدة طويلة: أنا هكون صريحة معاك جدا، أنا مكنتش ملتزمة كده ولا ده كان لبسي أصلا، تقدر تقول كنت طايشة وهوائية، بحلم بشاب إستايل وأمور وجنتل بس مكنتش أعرف حاجات كتيرة أوي، لحد ما في يوم إتغيرت وقعدت مع دارين وعلمتني حاجات كتيرة في ديني مكنتش أعرفها، وأقنعتني إني أغير من لبسي وأسلوبي وفعلا إقتنعت جدا وبقيت أحسن من الأول، أنا دلوقتي حاسة إني مرتاحة نفسيا وأنا لابسه واسع ومرتاحة وأنا بصلي وبذكر ربنا، مرتاحة لأني إتغيرت من جوه ومبقتش طايشة، صحيح ساعات بتجنن شوية بس أنا راضية عن نفسي دلوقتي..

أعجب أمجد بها بشدة، فأردف بإبتسامة: كلام جميل وموزون، وأنا فخور بيكي!
إبتسمت بخجل ثم قالت بضحكة خفيفه: بس أنا لسه مش جاوبتك على سؤالك، مواصفات فتي أحلامي دلوقتي، إنه يكون محترم وبيصلي ومش بيشرب سجاير، ولا يشتم ولا يهين ولا يضرب كمان، أنا عاوزة أعيش حياة هادية تحت رضا ربنا بإختصار فهل أنت الإنسان ده..؟

صمت أمجد قليلًا ثم تابع مبتسما: ولو مش أنا هحاول، أنا الحمد لله بصلي، ومش بشرب سجاير، بس لأكون صريح معاكي أنا عصبي جدا وبصراحة تامة لساني بيطول ومبعرفش أنا بقول ايه لما بتعصب!
ماهيتاب بجدية: أفهم من كده إنك ممكن تتطاول عليا في أي مرة؟

أمجد بتنهيدة: أنا بحب الي يطاوعني، وحتى لو هتعملي الي إنتي عاوزاه بس بلاش مجادلة يعني وقت غضبي تسكتي بمعني أصح، أنا بعرفك عيوبي قبل مميزاتي وده حقك عليا عشان بعد كده متتفاجئيش طبعا ليكي الحرية تقبلي دلوقتي أو ترفضي، بس إحنا بشر ومفيش حد كامل مش كده برضو ولا إيه؟
أومأت ماهيتاب بهدوء: أكيد كلنا فينا عيوب..
أمجد رافعا أحد حاجباه: يعني موافقة؟

صمتت بخجل شديد وهي تطرق رأسها للأسفل، بينما تابع أمجد بتصميم: عاوز أسمعها منك لو سمحتي، موافقة على الجواز مني يا ماهيتاب؟
ظلت صامتة، وطال الصمت، لكنه ينتظر ردها بشوق وتصميم..
إلى أن قالت بخفوت ووجنتيها تتورد خجلا: م موافقة!
إبتسم بإتساع، ليردف بمزاح: على خيرة الله يا حاجة ماهيتاب!
إستجمعت ماهيتاب قواها وقد هبت واقفه لتشير إليه بسبابتها: تاني! بتقولي يا حاجة تاني..
أمجد ضاحكا: خلاص خلاص سحبت الكلمة..

لتتم بعد قليل قراءة الفاتحة وسط جو من المرح والبهجة وتبادل الضحكات والمزاح من الجميع..

تأخر الوقت وأصبحت الساعة بعد منتصف الليل ولم يحضر، فهل هو مع هذه الفتاة التي يحدثها وعلي موعد معها؟
كانت سهيلة تُفكر بضيق وهي تقف في الشرفة تقضم أظافرها بغيظ..
شعرت بالملل فخرجت من الشرفة ومن الغرفة، دلفت إلى غرفته وهي تبتسم بحزن، هل سيتركها بعد أن زرع الأمل بداخلها، هل لم يحاول مرة ثانيه في إقناعها للزواج منه، وركض وراء أخري؟

ترقرقت العبرات في عينيها وهي تنظر إلى صورته المعلقة على الحائط، تريده، وتريده بشدة، تريد أن تبني حياتها من جديد تريد حياة نظيفة وهو فارسها فيها وحبيبها..
أخذت تتفحص أشيائه وملابسه المبعثرة على الفراش بإهمال، مسحت دموعها بإيجاز وإلتفتت لتخرج، لكنها شهقت بفزع حين إصطدمت بجسده القوي..
سألها بخشونه وهو رافعا أحد حاجبيه: بتعملي إيه هنا..؟
قالت بصوت مرتجف: آآ أن أنا، أنا...

صمتت وهي تبتلع ريقها الذي جف فجأه، بينما هو دلف وأغلق الباب لتتسع عينيها صدمة وهي تهتف: إفتح الباب!
-ششششش، همس لها بجدية وهو ينظر إلى عمق عينيها، تابع بحزم: هو دخول الحمام زي خروجه ولا إيه..؟ إقعدي عشان عاوزك في كلمتين!
ظلت محدقة به دون أن تنبس ببنت شفه، فزمجر هو بخشونة: بقول إقعدي ؛!

جلست على طرف الفراش، ليجلس هو قبالتها على مقعد صغير، وراح يستند بمرفقيه على ساقيه وهو يقول بغضب مصطنع: أنا هسأل وإنتي تجاوبي وإياكي تكذبي مفهوم ولا لأ؟
أومأت سهيلة برأسها وقالت حانقة: طيب..
سليم بجدية: س/ كنتي بتعملي إيه في أوضتي؟
سهيلة بتوتر: ها..
سليم بحدة: جاوبي
إزدردت ريقها وتابعت بإرتباك: آآ أنا دخلت بالغلط كنت فكراها أوضتي وكنت خارجة..
حك سليم صدغه بإبهامه، ثم تابع: مم أوك هعمل نفسي مصدقك..

ثم عاد يسألها: س/ مين حرق القميص بتاعي، أقصد الي جابتهولي جوجو؟
زفرت سهيلة بضيق وأجابت: معرفش..
سألها بهمس: ايه مصحيكي لحد دلوقتي؟
أجابته بحنق: أنا حرة!
تابع بحزم: كنتي بتعيطي ليه؟
سهيلة بتنهيدة مؤلمة: مش بعيط، يعني هعيط ليه أصلا؟!
صمت طويلًا، إلى أن قال فجأة بهمسٍ أذابها: أنا بحبك يا سهيلة وعاوزك تبقي مراتي..
صُدمت وهي تحملق به بتوتر وخجل شديدين، رمشت بعينيها عدة مرات، ثم تفوهت بخفوت: ها آآ...

قاطعها بهدوء: إنسي الي فات وإبدئي معايا من جديد
لكنها قالت بخفوت وهمس حزين: بس إنت مرتبط وهتتقدم لجوجو دي..
ضحك عاليًا وهو يقول غامزًا: يعني بنغير أهو وحلوين أومال مصدرالي الطرشه ليه بس!
قالت سهيلة بثبات: مش بغير، أنا بسألك بس..
أجابها سليم بمزاح: مفيش حاجة إسمها جوجو أصلا، بصراحة دي كانت خطة عشان أصحصحك وأعرف مشاعرك والحمدلله عرفت وإتاكدت إنك بتبادليني نفس الشعور..

تلعثمت سهيلة وهي تقول بنزق: آآ، على فكرة يعني عيب..
قهقه سليم ليقول من بين ضحكاته: لا بس جابت نتيجة!.
لتقول سهيلة بتساؤل: أومال مين الي كنت بتكلمها في التلفون؟
أجابها ضاحكا: ده واحد صاحبي، والقميص أنا الي إشتريته جديد بس يا خساااارة دمرتيه
سهيلة بإرتباك: قولتلك مش أنا
سليم بغمزة: عموما حسابك معايا بعدين، مش دلوقتي!.

ثم تابع مكملا بجدية: عاوز أسمع رأيك يا سهيلة وده أخر كلام عندي، بعدها هحترم قرارك أيا كان ومش هفتح معاكي الموضوع ده تاني، لكن دلوقتي لازم تجاوبيني وبصراحة، تقبلي تعيشي معايا زوجة وحبيبه؟
أغلقت عينيها بألم، إنسابت دموع حارقه ألهبت وجنتيها المحمرتين بشدة..
سألها سليم بقلق: طب ليه الدموع..؟

ردت عليه بصدق بعد أن فتحت عينيها لتنظر له: أنا خايفة، خايفة ومش مصدقة إنك هتقبل تتجوزني وإنت عارف كل حاجه حصلت معايا، مش مصدقه إنك هتتغاضي عن الي حصل وتكمل حياتك معايا، وخايفة في يوم من الأيام، ت..
صمتت فجأة وهي تمسح دموعها، ليقول سليم بهدوء: كملي، خايفة في يوم من الأيام أعمل إيه؟

ردت عليه بخجل: خايفة تعايرني لو حصلت بينا أي مشكلة وتفكرني بالي حصل، خايفة ميبقاش عندك ثقه فيا، خايفة تشك إني ممكن أعمل زي مراتك الألونيه!

حرك رأسه نافيًا ورافضا لما تقول، ثم قال بجدية تامة: مستحيل، كفاية إنك واضحة وصريحة وكفاية إنك ندمانة وتوبتي، كفاية قلبك الي إتعذب ولسه طيب وأبيض، أنا بحبك يا سهيلة ومن أول ما شوفتك في القسم وأنا حسيت إنك كويسة، أوعدك عمري ما هفكرك بالماضي وهنبدأ من جديد وأنا بقي هثبتلك كده، وبعدين ليه مش مصدقه، إنتي مش عارفة إن الجواز ده قسمة ونصيب وإنتي قسمتي ونصيبي يا سهيلة وحقي كمان..

ظلت صامتة وهي تستمع إليه بينما قلبها يضرب كالطبول، ليقول بتصميم وإصرار: موافقة تتجوزيني يا سهيلة..؟
وما كان من سهيلة إلا أن أومأت رأسها ببطئ ثم قالت بصوت مرتجف: أوعدني متجرحنيش ومتسبنيش أوعدني تكون دنيتي وأماني
إبتسم وقال: أوعدك..
بادلته الإبتسامة وهي تهمس: وأنا كمان أوعدك أكون ليك زوجة تصونك وتطيعك..

ثم نهضت سريعًا بخجل وإتجهت إلى الباب لتفتح وتخرج ليتنهد سليم بحرارة وهو يبتسم بإتساع، بينما دلفت سهيلة وهي تتحسس وجهها الساخن ووجنتيها المتوردتين، لتهمس بسعادة: وأنا كمان بحبك..

صباح يوم جديد..
نهضت سهيلة بحيوية لتتوضأ وتصلي صلاة الضحي أولا..
حتى إنتهت وهبطت للإسفل تجهز وجبة الإفطار بسعادة لا توصف ل أول مرة بحياتها تشعر بها..
ذهبت إلى طاولة الطعام ترص الأطباق وتعود إلى المطبخ، ليأتي مصطفي بعد قليل وهو يهتف بإبتسامة: صباح الخير يا سوسو
آتيت سهيلة من المطبخ: صباح الخير يا بابا..
نظر لها وقال بمرح: إيه القمر ده، مالك النهارده حلوة أوي كده ليه؟
- هي على طول حلوة يا عمي..

تفاجئ بسليم الذي نطق بهذه العبارة وهو يجلس على أحد المقاعد..
بينما رفع مصطفي أحد حاجبيه وهو يقول: ده ايه الي بيحصل بقي، سبحان مغير الأحوال، فهموني؟
قال سليم وقد بدأ يتناول طعامه: مفيش يا عمي، أنا وسهيلة إتفاهمنا وإتفقنا على الجواز خلاص..
مصطفي بسعادة وهو ينظر إلى إبنته: بجد؟
أومأت سهيلة بإبتسامة، بينما قال مصطفي بفرحة: مبروك، ربنا يتمم بخير أخيرا إتفقتوا أومال إيه حكاية جوجو دي يا سي سليم؟

ضحك سليم بمرح، لتقول سهيلة مبتسمه: حضرت الرائد كان عامل مقلب فيا عاجبك كده يا بابا؟
والدها نافيًا: أبدا، حسابك معايا بعدين يا سليم..
ليأتي الجميع بعد قليل ويسود بينهم جو من السعادة والبهجة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة