قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

أوصلها أمير إلي المنزل، فترجلت من السيارة بهدوء وهي تتحامل على نفسها وقدمها تؤلمها، فتحدث أمير بإهتمام:
- هتقدري تمشي عليها؟!
أومأت له وقالت بألم: هحاول..
رد بخفوت: حطي عليها مرهم كدمات وان شاء الله هتبقي كويسة وخدي بكرة أجازة مش مهم تيجي
قطبت جبينها وتابعت في تساؤل: طب والمقابلة بتاعة بكرة؟
أجابها بهدوء: مش مهم بقي هروح أنا وخلاص..
إبتسمت له ثم قالت بخفوت: ماشي، تصبح على خير..
- وأنتي من أهله.

رد بجدية، لتتحرك في إتجاه مدخل البناية وهي تسير ببطئ ضاغطة على شفتيها من شدة الألم..
بينما ظل أمير يتابعها بعينيه حتى إختفي ظلها ثم أدار المحرك وإنطلق بسيارته..

ما أن صعدت أروى ودلفت إلي المنزل، أشعلت الأنوار لتنصدم صدمة جليه جعلتها تقف متسعة العينين برعب شديد..
- ايه مالك شوفتي عفريت ولا إيه؟
قالها سامي وهو يجلس واضعا ساقا فوق الآخر ينظر لها بوقاحة!
إزدردت أروى ريقها، ثم قالت بإنفعال: أنت إزاي تدخل هنا؟
نهض وهو يضع كلتي يديه في جيب بنطاله، ثم قال بهدوء مستفز:
- ايه ممنوع أدخل شقتي ولا إيه؟ أنتي نسيتي إني أنا الي معيشك هنا؟!

صاحت به أروى بنفاذ صبر: عايز ايه وإزاي تفتح وتدخل كده عادي انت ايه معندكش أي نوع من الأخلاق!
تحولت عينيه إلي جمرتين من نار وهو يطالعها بنظرات نارية قاتلة ثم قال بصوتٍ مُخيف: أوعي تنسي نفسك وإلزمي حدودك وأنتي بتتكلمي معايا!
أخذت تلتقط أنفاسها وهي تلهث بشدة أثر إنفعالها، لتقول بعصبية: أنت عاوز ايه ما تخلص!
حك صدغه بإبهامه، ثم تابع رافعا حاجبه ببرود يكاد أن يقتلها..

- شايفك أخدتي على الأمير أوي لأ وكمان بيوصلك شكلك سبكتي الدور عليه أوي لدرجة أنه إتكعبل في مدة قصيرة لأ شاطرة عموما ده هيفيدنا عشان تنهي بقي!
زفرت أروى بحنق، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وتابعت بحدة:
- أنا خلاص مش هقدر أعمل الي أنت بتقوله ده، ده حماني وأنقذني وأنا لا يمكن أغدر بيه ولو حاولت تعملي حاجة أنا هعترفله وهخليه يوديك في ستين داهيه...

إندفع نحوها في حركةٍ واحدة، ليلوي ذراعها خلف ظهرها بقوة، حتى صرخت بعنف لكنه قام بوضع يده على فمها ثم إقترب من أذنها قائلاً بصوتٍ أقرب للفحيح:
ساعتها قسما بالله ما هرحمك، ومش بس هسجنك ده أنا هنسفك نسف من على وش الدنيا ومش هخلي ليكي أثر، جربي تلعبي معايا وهتشوفي!
إنسابت دموعها وهي تتألم من قبضته حتى أنها بغضت حالها وكل شيئاً حولها وتكاد أنفاسه القذرة أن تحرق روحها من الداخل..

تركها وهو يدفعها بعنف لتلتصق بالحائط خلفها، ليقترب منها رافعا سبابته أمامها قائلاً بتحذير: إياكي واللعب معايا! وخدي وقتك وبراحتك أنا مش مستعجل!، صمت ليتحدث مرة أخري بإبتسامة باردة: لو قليتي بأصلك هبكيكي بدل الدموع دي دم!، سلام يا، يا شريفة
إتجه صوب الباب ليفتحه ويخرج صافعا إياه خلفه بقوة، لتبصق أروى عليه وترتمي باكية بحرقة على الأرض...

وصل أمير إلي منزله ثم أبدل ملابسه بملابس أكثر راحة، حيث إرتدي بنطالا أسود قطنيا، وفوقه تي شيرت قطني أبيض..
تفاجئ بهاتفه يصدر صوتاً معلناً عن إتصال فأجاب عليه قائلاً بمرح: عاوز ايه تاني!
رد زياد بجدية: ايه يابني قلقتني هو ايه الي حصل فجأة لقيتك قطعت الخط ايه الي حصل؟
إتجه إلي المطبخ فأسند الهاتف بين كتفه وأذنه وهو يفتح الثلاجة ويخرج منها الطعام، ثم قال متنهداً ؛:.

- أبدا كان معايا واحد صاحبي تعب فجأة فإضطريت أقفل معاك معلش بقي
- كذااااب، قالها زياد ضاحكا، ثم تابع من بين ضحكاته: وربنا بتكذب يا أمير أنا سمعتك وأنت بتقول اسمها حتى إسمها أروى صح؟.
تنحنح أمير وهو يقول: احم، أنت إيه يابني بتلمع أوكر، أيوة يا عم إرتاحت
زياد نافياً بمزاح: لأ ما ارتحاتش طبعا، كمل يا بابا مين أروى دي بقي ومالك كنت ملهوف عليها كده؟

رفع أمير حاجبه وقال بإندهاش: ملهوف! ايه الهبل بتاعك ده؟، عادي يعني دي السكرتيرة وتعبت فجأة وإحنا راجعين من الشركة
لوي زياد فمه بتهكم وتابع: شركة! أنت يابني مش كنت في القسم؟ ينهار اسوح على الكذب ما تنهي ياعم وتقول مين دي!
قهقه أمير بشدة ثم قال: وأنت مالك طيب ايه الحشرية دي؟!
شاركه زياد الضحكات، ليردف بفضول: الله مش ابن الخال ونفسي أفرح فيك انطق بقي نشفت ريقي معاك..

تنهد أمير ثم جلس يتناول طعامه، بينما قال بعد ذلك:
- هحكيلك!

صعد خالد إلي شقته بعد أن إطمئن على زوجته سلمي، دلف ثم توجه إلى غرفته لتستوقفه نعمة قائلة بحدة:
- كُنت فين يا خالد؟
أجابها خالد بهدوء: كنت تحت مع سلمي يا ماما في حاجة؟
أومأت برأسها وقالت بنبرة غاضبة: اه في يا خالد في كلام الناس ورقبتنا الي بقت اد السمسمه، شوفت الي اخوها عمله؟ شوفت نظرات الناس وكلامهم وهما بيقولولي ده انتي ناسبتي عيلة تعر يا أم خالد!

عقد خالد ما بين حاجباه وتابع بإستغراب: واحنا مالنا بالكلام ده؟ وايه اللهجة الي بتتكلمي بيها دي يا ماما؟
زفرت نعمة بحنق وتابعت: يارتنا ما اتسرعنا وكتبنا الكتاب ده أنا كنت في نص هدومي على أخر الزمن هتتجوز واحدة أخوها صايع ورد سجون أنا لو كنت أعرف أنه كده مكنتش هوبت ناحيتهم أبدا!
إنفعل خالد: معناه ايه الكلام ده يعني؟
كزت على أسنانها ثم قالت بصرامة: معناه إنك تسيبها يابني وأنا هشوفلك ست ستها..

إتسعت عيني خالد بصدمة، ثم قال بعدم تصديق: اسيبها؟ عاوزاني أسيب سلمي يا ماما؟ إزاي تقولي كده، مش دي سلمي الي انتي مربياها ودي طنط كوثر الي بتعتبريها أختك؟ لو ماجد غلط هما ايه ذنبهم!
- ذنبهم أنه إبنهم يابني، ذنبهم أن كلام الناس مبيرحمش، وأنا مقدرش أستحمل بقي كل ده
حرك خالد رأسه بغضب وهو يحاول التحكم في ضبط أعصابه:
- الي انتي بتقوليه ده مستحيل يحصل يا ماما مستحيل..!

أنهي جملته ودلف إلي غرفته مغلقا الباب خلفه بغضب، بينما زفرت نعمة بضيق وهي تحدق بالفراغ...

دلفت سلمي إلي غرفة والدتها، جلست إلي جوارها بحذر، ثم قالت بخفوت:
ماما، أنتي كويسة؟
هزت رأسها بصمت ودموعها لم تتوقف منذ أن عادت من مركز الشرطة وصورة ولدها لم تذهب من أمامِ عينيها اللتين إنكسرتا من الحزن..
تنهد سلمي وهي تربت على كتفها قائلة بصوتٍ مُختنق:
- طيب هنسيب ماجد كده محبوس يا ماما، هنطلعه إزاي..
خرج صوت كوثر بحدة: مش هيخرج، هيفضل جوه وهياخد جزاءه أنا مش هخرجه..

مسحت سلمي دموع أمها بأناملها بحنان، ثم قالت بهدوء: معقولة يا ماما، هو مش صعبان عليكي؟ بصراحة أنا قلبي بيتقطع عشانه ولما كان بيعيط كنت هموت..
حركت كوثر رأسها بعلامة النفي وهي تقول: لأ مش صعبان عليا وحتي لو صعبان عليا هدوس على قلبي وهسيبه!

- بس هو ده الي حصل
أنهي أمير حديثه مع زياد الذي قال بمزاح: طول عمرك بطل
أمير بنبرة جادة: أتريق كتير بقي عشان أقفل في وشك السكة..
زياد ضاحكا: طيب خلاص سكت اها، بقولك إيه، أنت حاسس بحاجة تجاه البنت دي؟
زمجر أمير وهو يقول: أنت مجنون يا زياد صح
زياد بتصميم: ما هو اللهفة الي سمعتها في صوتك دي مش طبيعية.

أمير بغيظ: برضو هيقولي لهفة، اقفل يا زياد سلام، أغلق الخط سريعا في وجهه ليضحك زياد قائلاً: والله مجنون..
بينما إبتسم أمير وهو يضرب كفا على كف: ال بيقولي لهفة، عيل مجنون...

قامت أروى بوضع ماسك للكدمات على قدمها ثم قامت بلفها بالرباط الضاغط، ثم أخذت حبة مُسكنة للآلام وتسطحت على الفراش بإرهاق..
أغمضت عينيها، وهي ترتجف خوفاً من مصيرها القادم تخشي أن تتعلق بالأمير وهي تخدعه ولكن كيف سيكون موقفه اذا اعترفت الآن؟ وكيف إذا عرف أن والدتها تفتح منزلها للرجال ليصبح المنزل مشبوهاً! هل سيقتنع أنها لا علاقة لها بذلك؟ أم سيأخذها بذنب غيرها وتنسفها عاصفته الغاضبة!؟

هكذا كان عقلها سينفجر من كثرة الأفكار التي تراودها حتى غلبها النعاس وغطت في سُباتٍ عميق...

صباح يوم جديد، نهضت أروى لتري قدمها قد تحسن للأفضل فإبتسمت بإرتياح وتوجهت إلي الحمام لتغتسل ثم بعد ذلك إرتدت ملابسها والتي كانت عبارة عن بنطالا من الجينز الأزرق فوقه بلوزه من اللون الروز الهادئ بينما تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها بتمويجاته الجذابة...
ثم قامت بتكحيل عينيها الخضراوتين اللتين لمعتان ببريقٍ يخطف الأنظار...
أخذت بعد ذلك مُتعلقاتها وخرجت من المنزل لتتجه إلي الشركة..

ما إن وصلت صعدت إلي الأعلي فأقبل عليها أحد الزملاء وهو يقول بإنبهار: صباح الخير يا آنسة أروى..
ردت بإبتسامة: صباح النور يا أستاذ كرم..
تفحصها بعينيه: ايه الجمال ده؟ بصراحة أنتي جميلة جدا
- ايه يا أستاذ كرم هنقضيها هنا معاكسات في التورئة ولا إيه؟
تفاجئا بصوته الجوهري الحاد لتزدرد أروى ريقها بإرتباك وكذلك كرم الذي إتجه إلي عمله سريعا، بينما قال أمير بصرامة:
- إيه الأرف الي أنتي لابساه ده؟

صُدمت أروى وتطالعته بإستغراب لتردف بخفوت: أرف؟
تحدث بحدة وإنفعال: أول وأخر تيجي باللبس الضيق ده، أنا مبحبش قلة الحيا تمام! إتفضلي شوفي شغلك..
ثم لم يمهلها فرصة للتحدث وسار متجها إلي مكتبه بعصبية...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة