قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل السادس

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل السادس

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل السادس

اشرقت شمس يوم جديد، فتحت هاجر عينيها بتعب فوجدت والدتها تنام بجوارها، جلست لتنظر للساعة فوجدتها العاشرة صباحا، قفزت من فوق السرير بفزع فأستيقظت والدتها
هاجر بتعجل: الساعة عشرة الساعة عشرة ياالهوي الشغل الشغل اتأخرت يااالهوي
ضحكت والدتها على موقف ابنتها
اماني: مفيش شغل النهاردة المدير اداكي اجازة، فتحت فمها ببلاهة
اماني: مالك؟

تذكرت هاجر ما حدث بالأمس لقد تركته و غادرت، ما هذا الموقف المشين، ضربت جبينها بكفها بغضب
هاجر: غبية غبية انا غبية، زمانه متعصب من تصرفي، غبيييية
اماني بحزم: اهدي شووية يا زفتة انت، خليني اكمل كلامي
هاجر بإستغراب: بس ازاي عرفتي انه اداني اجازة؟
اماني: هو جابك لهنا اصلا و انت كنت نايمة
نظرت لها هاجر بفزع
هاجر: نايمة؟نايمة ازاي يعني؟

اماني بنفاذ صبر: هو قالي انه اغمى عليكي و انه ساعدك و جابك لهنا بعد ما حاول يفوقك فوقتي بس نمتي بعدها و بس
هزت هاجر رأسها ببطئ وهي تتذكر ثم قالت فجأة
هاجر: والعربية؟مخبطتنيش
وضعت اماني يدها على رأس ابنتها وقالت بنفاذ صبر
اماني: شكلك مخبوطة على دماغك، قومي اغسلي وشك ممكن تفووقي، استغفر الله العظيم
و غادرت غرفة ابنتها، ربعت هاجر جلستها و اصبحت تحدث نفسها.

هاجر: هو انا كنت بحلم؟ طيب والله انا فاكرة إن كان ف عربية كانت هتخبطني و حد ساعدني، شكله كان حلم، بس كان حلم حلوو
نهضت بسرعة عندما سمعت صوت والدتها العالي بتوبيخها.

جالس لؤي في مكتبه شارد الذهن، ماذا حدث فجأة لتتغير حالتها هكذا؟، هناك شيء بالتأكيد ولكن ما هو؟، وبخ نفسه، و انا لية مهتم!، كمل شغلك يا لؤي
ثم هز رأسة بعنف و نظر للأوراق الموجودة امامه و لكن حانت منه نظرة من خلف ذلك الزجاج الذي يطل على مكتبها
لؤي بشرود: شكلي اتهبلت صح!
ثم قال بصرامة: ركز في شغلك يا زفت ركز.

تقف هاجر في المطبخ وهي تساعد والدتها في الطبخ وفجأة ضحكت مع نفسها
اماني: بسم الله الرحمان الرحيم، مالك يا بنتي، بتضحكي مع نفسك كدة من الصبح!، بنتي اتجننت يا نااااس اتجننت
هاجر بضيق: يووة يا ماما هو الواحد حرام يضحك مع نفسه!، هو انا افتكرت تصرف غبي عملته وبس
اماني وهي تقلب الشوربة: طيب قولي اية الموقف دة ممكن نضحك
هاجر: انت عارفة إني و الحمدالله مش بعرف اعمل قهوة.

التفتت لها والدتها و نظرت لها نظرة حانية و فتحت فمها لتتحدث ولكن سبقتها هاجر لأنها تعرف ما ستقوله والدتها
هاجر: فالمدير طلب مني اني اعمله فنجان قهوة و انا عملتله بس بدل ما احطله سكر حطيتله ملح
اماني: يااخبر، طيب كان قصدك صح؟
هاجر؛ لا والله مكنش قصدي هي جت بالغلط
نظرت لها والدتها من طرف عينيها و تنهدت
هاجر: مالك؟

هزت رأسها بالنفي لأنها تعلم إذ قالت ما تريد سوف تعيد الماضي من جديد و هذا سيألم طفلتها كثيرا، نعم طفلتها و ستظل كذلك مهما بلغت من العمر، هناك احد يطرق على باب شقتهم، فتحت هاجر
كانت سميرة وهي تلهث من صعود الدرج
سميرة بسعادة: هاجر، كويس كويس، ممكن خدمة ارجوكي
هاجر: اتفضلي، بس ادخلي ع الأقل و اقعدي ارتاحي
اومأت برأسها و جلست
خرجت اماني و القت السلام و جلست معهم.

سميرة: معلش يا هاجر انا ورايا مشوار ضروري للبنك و سرين اتصلت بيا من تلفون المدير و لازم اروح او حد من العيلة، بس انا هنا معنديش حد فممكن تروحي انت، انا اسفة والله لولا مشوار البنك ضروري مكنتش سبت سرين
هاجر بإبتسامة: ولا يهمك خلاص انا هروح، اسم المدرسة و عنوانها
ارتدت هاجر ملابسها و غادرت متجهة للمدرسة.

في الشركة
جالس لؤي يُقلب في التصاميم الذي كانت شبه منتهية، قاطعة إتصال شقيقته
لؤي: عن اذنكم
لؤي: نعم يا لميس
اتى صوتها البكاء
لميس: تعالى خدني يا لؤي، رجلي اتكسرت
لؤي بقلق: ازاي؟
لميس بألم: مش قاادرة، تعالى خدني يا لؤي و هتعرف كل حاجة
لؤي: جايلك دلوقتي حالا، سلام
لؤي للموظفين: مطر امشي يا شباب كملوا شغل التصاميم، هي حلوة اووي، استمروا
و غادر مسرعا لمدرسة شقيقته.

وصلت هاجر للمدرسة و دخلتها و إتجهت لغرفة المدير وكانت سرين جالسة ع الكرسي هادئة
المدير: حضرتك تقربي اية ل سرين؟
هاجر: انا زي اختها الكبيرة، انا بنت جارتهم
اومأ المدير برأسه ثم قال: طيب اتفضلي استريحي عشان نتكلم
اومأت برأسها و جلست و ساد الصمت
هاجر بقلق: قلقتني حضرتك
المدير: الطالبة سرين مفصولة لمدة اسبوع كامل
هاجر: لية حضرتك؟ هي عملت اية؟
المدير: كسرت رجل صاحبتها عمدا.

هاجر: بس منين حضرتك عرفت انه عمدا؟!، اكيد من غير قصدها
المدير: حضرتك هي اللي اعترفت وقالت إنها كسرتهالها قصدا
نظرت هاجر ل سرين بذهول من المستحيل ان سرين تفعل ذلك فهي هادئة و ملتزمة بالقواعد و ليس من الممكن ان تأذي احدهم، ام هذا ما تعتقدة هي؟!

وصل لؤي امام المدرسة، ترجل من سيارته و دخل و سأل عن شقيقته فأرشدوه الى غرفة الممرضة، و عندما وصل لغرفة الممرضة وجد لميس جالسة ع الأريكة و احد رجليها ملتفة ب الكبس، اقترب منها بفزع
لؤي: ازاي اتكسرت يا لميس؟
اتى صوت الممرضة و هي تقول: حضرتك لميس رجليها اتكسرت بسبب زميلة لها
التفت لها
اكملت الممرضة: تقدر تروح لغرفة المدير الطالبة هناك و ولية امرها معاها
اومأ برأسها و اسند لميس و إتجها لمكتب المدير.

كانوا يتحدثون ف امر سرين حتى قاطعهم دخول لؤي ومعه لميس، التفتت هاجر لهما فأصابتها الصدمة لثواني ولكنها تخلصت منها سريعا
المدير: اتفضل يا استاذ لؤي
تقدم لؤي وهو ينظر ل هاجر بتفحص
المدير: استاذة هاجر الطالبة لميس هي دي اللي اتعرضت لكسر رجلها بسبب سرين
نظرت هاجر ل لميس و قالت
هاجر: بجد انا بتأسفلك على اللي عملته سرين
قالت سرين بغضب: لا انا مش بتأسف و هي تستاه..
حدقت بصدمة عندما رأت لؤي، ها هو من جديد.

هاجر بهمس ل سرين: معلش يا سرين اهدي شووية عايزين نحل الموضوع عشان متاخديش فصل
اخفضت سرين رأسها
اتت ان تتكلم هاجر ولكن سبقتها لميس قائلة بطريقة مستفزة
لميس: انا مش هتنازل عن حقي ابدا، انا عايزاها تترفض مش تتفصل بس
لؤي: حضرتك ممكن اعرف المشكلة من اولها
المدير: اتفضلي يا سرين اتكلمي
هاجر: نسمع الطرفين احسن
اومأ المدير برأسه
سرين: ...
هاجر: ممكن تبدأ لميس الأول
نظر لؤي ل لميس وطلب منها ان تقص عليهم ما حدث.

لميس: انا كنت بجري ورا اصحابي و كدة وبدون قصد خبتطها و وقعت عليها العصير فزقتني و وقعت من على السلم و إتكسرت رجلي
هاجر ل سرين: ها يا هاجر؟ صحيح اللي قالتوا؟
اومأت سرين برأسها
نظرت هاجر ل لؤي و قالت
هاجر: بتمنى انكوا تتنازلوا عن معاقبتها
لميس بحدة: انا مش هتنازل
نظر لها لؤي بصرامة، نهض لؤي وقال
لؤي: خلاص حصل خير
المدير: حضرتك متأكد؟
لؤي: ايوة، يلى يا لميس.

نهضت لميس بضيق و تسندت ع شقيقها و خرجوا، كذلك نهضت هاجر و سرين وخرجوا ولم تتفوه بأي كلمة.

هاجر: استني يا سرين
توقفت و نظرت لها
هاجر: لازم تروحي تشكريهم لأنهم راتنازلوا عن العقاب
اومأت برأسها
هاجر بصوت عالي: استاذ لؤي
التفت لها، تقدمت سرين و هاجر خلفها بأمتار
سرين: شكرا
إبتسم و اومأ برأسه، ثم خطف نظرة سريعة على هاجر قبل انا يكمل طريقه للخارج، عادت هاجر للمنزل بينما ظلت سرين تكمل يومها المدرسي.

في سيارته
لميس بضيق: اللي اسمها هاجر دي رخمة اووي
التفت لؤي لها بحدة وقال
لؤي: احترمي نفسك يا لميس، دي اكبر منك
لميس بتأفف: يوووة اكبر مني و اكبر زفت، انا غلطانة لأني اتصلت بيك، يارتني كنت اتصلت ب ماما مكنتش سابت حقي
لؤي بهدوء: متقوليش ل ماما عشان متتعصبش، لو سألتك قوليلها انك وقعتي بدون قصد
لميس بعناد: لا
لؤي بصرامة: لميس، مش هعيد كلامي
نظرت له بسخط.

مر بقية اليوم دون اي احداث مهمة.

اليوم التالي
استيقظت هاجر في موعدها و ارتدت ملابسها و كان عبارة عن فستان باللون الكحلي من الخصر إلى نهايتها و من الخصر لفوق مشجر بالبمبى، حين انتهت و خرجت من غرفتها وجدت والدتها تخرج من المرحاض
اماني بإعجاب: قمر يا حبيبتي، دة جديد صح؟
هاجر: كنت بقلب ف الدولاب فلاقيته فلبسته
اماني: حلوو اووي عليكي ماشاءالله، وياما قولتلك انك احلى بالفساتين
ثم قالت بمزاح: و هتلاقي عرساان كتييير.

ضحكت هاجر بخفة ثم غادرت، وصلت الشركة و دخلت ولسوء جظها كانت اميمة اول ما تراها.

اميمة: نعنوسة اية دة اية دة، نطفتي يعني
نظرت لها هاجر من طرف عينها و ذهبت لمكتبها، لا تريد ان تعكر مزاجها بأحد، وصل لؤي و اخبرهم ان هناك إجتماع فليأتوا جميعا لغرفة الإجتماعات مباشرة، و إتجه لغرفة الإجتماع و تابعه جميعاً، بينما إتجه مصطفى لمكتب هاجر ليخبرها بالإجتماع و اعجب بها اكثر.

مصطفى بهيام: هاجر
رفعت رأسها
هاجر: نعم؟
مصطفى: في إحتماع دلوقتي
اومأت برأسها ونهضت معه متجهين لغرفة الإجتماع، طرقت ودخلت وخلفها مصطفى، كان لؤي ينظر للأوراق الموجودة امامه و عندما رفع ناظريه لها، لم يستطع ان يرفع نظراته عنها و ظل يتأملها حتى جلست بجانبه
اميمة: كلنا موجودين استاذ لؤي ممكن نبدأ.

انتبه و هز رأسه و بدأ الإجتماع، كان مصطفى معلقا ناظريه بها فلاحظ لؤي وشعر بالضيق و لكنه تخطى ذلك و اكمل ما يقوله ولكن ظل مصطفى يتأملها طول الإجتماع، ضرب لؤي بيده ع الطاولة بغضب و قال
لؤي: استاذ مصطفى ركز معانا شوية
مصطفى بإحراج: اسف
رمق لؤي هاجر بغضب و لاحظت هذا وتعجبت، بعد إنهاء الإجتماع، في مكتب لؤي طلبها بأن تأتي له
هاجر: افندم
لؤي بإقتضاب: متلبسيش الفستان دة تاني.

نظرت له بإستغراب و كادت ان ترد ولكن سبقها
لؤي: بدون اي سؤال، يلى اتفضلي ع شغلك
اومأت برأسها وهي تشعر بالدهشة و عادت لمكتبها، لست خلف مكتبها و سندت رأسها على كفيها و هي تنظر له من خلف الزجاج شاردة، رفع نظراته لإتجاهها وجدها تنظر له، فظل ينظر لها ويتأملها وهي لم تلاحظ بأنه ينظر لها فهي كانت ف عالم آخر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة