قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الرابع عشر

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الرابع عشر

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الرابع عشر

مصطفى بتوتر ظاهر: عايز اعرف حاجة منك، وبتمنى تكوني صادقة معايا
هاجر بإستغراب: اتفضل
مصطفى: في حاجة بينك وبين الأستاذ لؤي؟
هاجر: منين جيت بالكلام دة؟
مصطفى: سمعت بالصدفة من اميمة ونورة
زفرت بضيق ثم قالت له بهدوء
هاجر: طبعا مفيش حاجة بينا غير انه مديري وانا موظفة عنده و بس
ظهرت على ملامحه الإرتياح، قال
مصطفى: ريحتيني، و عموما اسف لو ضايقتك بسؤالي.

هاجر: بتمنى ان محدش ياخد بكلام اميمة ونورة عشان انتوا عارفينهم بيحبوا يطلعوا إشاعة على اي حاجة واي حد
اومأ برأسه و غادر، تنهدت هاجر وحدثت نفسها
هاجر: هنبدأ من دلوقتي، ربنا يستر.

وصل لؤي للشركة وكان منهمك في العمل كثيرا لأن موعد تسليم اول صفقة له على آخر الأسبوع، ولكن كان من حين لأخر يرفع ناظريه لينظر لها ويطمأن، إنتهى يوم العمل، نهضت و لملمت اشياءها واتت ان تخرج من مكتبها وجدته يُفتح و يدخل لؤي
لؤي: تعالي ورايا
و دخل مكتبه وهي خلفه
هاجر: افندم
امسكها من كتفها و اجلسها على الأريكة وعاد هو لمكتبه وعاد يعمل، رفعت حاجبيها و قالت بتساؤل
هاجر: جايبني لية؟

لؤي: استنيني عشان هنمشي مع بعض، هخلص الشغل دة و نمشي
نهضت وقالت بضيق: مش هستنى و مش همشي معاك اصلا
رفع رأسه عن الاوراق التي امامه لينظر لها لبرهة ومن ثم عاد لما كان يفعله
لؤي بتحذير: لو مشيتي لوحدك هتشوفي تصرف مش هيعجبك
هاجر بعناد: هتعمل اية يعني؟
لؤي: هخطفك بقية اليوم
رفعت حاجبها وقالت بسخرية
هاجر: تخطفني، محسسني اني طفلة.

لؤي بدفئ: ايوة، طفلة بالنسبالي
ثم اردف وهو يكمل عمله: هتقعدي ولا اخطفك
نظرت له بسخط وجلست تنتظره وهو مبتسم، بعد نصف ساعة إنتهى من العمل غادرا واوصلها لمنزلها، فتحت الباب و اتت ان تترجل من السيارة لكن اوقفتها حركته وهي إمساك يدها و قبلها، التفتت له بحدة وقد توردت وجنتيها وقالت بضيق
هاجر: قلتلك مية مرة مش بحب كدة
لؤي بحنان: هخليكي تحبيه.

شعرت بأن حرارتها ترتفع، فسحبت يدها وخرجت من السيارة واغلقت بابها بقوة وصعدت لمنزلها بينما هو إبتسم بسعادة و حرك السيارة عائد لمنزله، بينما لم يلاحظوا تلك العينين التي رأتهم و كادت تحترقهما من الغضب، دخلت الشقة دون اي كلمة و إتجهت للحمام و غسلت وجهها بالماء البارد و نظرت في المرآة لصورتها المنعكسة لبرهة ثم خرجت و دخلت غرفتها.

كان لؤي جالس في الصالون مع والدته و شقيقته بعد ان اغتسل
منال: لؤي
لؤي: نعم
منال: بكرة إحتمال روان تيجي
لؤي ببرود: اعمل اية يعني
منال بغضب: يعني تيجي بدري، هي جاية عشانك
لؤي بهدوء: مش فاضي يا ماما، الصفقة هسلمها بعد تلت ايام وانا بشتغل و مش فاضي للعب العيال دة
منال: خلاص، هخليها تيجي بعد تلت ايام
تنهد و اومأ برأسه ثم نهض و دخل غرفته فلحقت به منال.

لؤي بضيق: لوسمحت يا ماما لو هتكلميني على روان و كدة، بلاش احسن
منال: مش هكلمك عنها متخفش
اردفت منال: ها قولي اخبار الشغل اية
لؤي: الحمدالله لغاية دلوقتي كله تمام
منال: الحمدالله، بكرة هبقى اعدي عليك في الشركة
لؤي بإستغراب: لية؟
منال: عادي، اشوف شركة ابوك بقت ازاي و اشوف شغلك، عندك إعتراض؟
لؤي: لا تنوري الشركة طبعا.

ربتت على كتفه ثم نهضت لتتركه ينام، استلقى على السرير ووضع ذراعه على جبينه واغمض عينيه ليسترخي وها هو يتذكرها وكأنها امامه، الحب شعور غريب، كيف وقعت في فخ هذا الحب بتلك السهولة؟!

اليوم التالي
في الشركة
وصل لؤي الشركة و القى التحية على الجميع ثم دخل مكتبه وعندما القى نظرة ع مكتبها لم يجدها فأمسك بالهاتفه وضغط على زر لتأتي له حبيبة بعد ثواني
حبية: اتفضل استاذ لؤي
لؤي: هي هاجر مجتش؟
حبيبة: لا لسه
لؤي: طيب متصلتش او حاجة
حبيبة: لا
لؤي: ماشي اتفضلي على شغلك
ثم بدأ في العمل.

اصبحت الساعة العاشرة والنصف ولم تأتي هاجر، امسك بالجوال الخاص به واتى ان يتصل بها ولكن قاطعه دخول منال، نهض ورحب بها، نظرت حولها
منال: اية المكتب دة؟
لؤي: مكتب السكرتيرة
منال: اممم حلو، بس هي فين؟
لؤي: مش عارف اتأخرت
منال بغضب: ارفضها، دي مش منتظمة في الشغل، تتأخر وتيجي وقت ما هي عايزة مينفعش الكلام دة
لؤي بكذب: هي اعتذرت على التأخير هي كانت مع مامتها في المستشفى واهي في الطريق.

هزت رأسها بعدم إقتناع، بعد دقائق كانت قد وصلت هاجر لمكتبه
هاجر: اسفة حضرتك على التأخير
لؤي: ها مامتك بخير دلوقتي؟
رفعت حاجبيها وقالت ببلاهة
هاجر: نعم؟
لؤي وهو يجز ع اسنانه: مامتك مش انت اتصلتي وقولتي على إنها كانت في المستشفى
ظلت مُحدقة به بعدم فهم فأردف
لؤي: خلاص روحي ع شغلك مش عايزين عطلة
اومأت برأسها واتجهت لمكتبها
منال بإستنكار: دي شكلها تايهة خالص، انت ازاي توظف ناس كدة!

لؤي بإبتسامة: هي نشيطة اوي بس عشان عندها ظروف
اومأت برأسها بعدم إقتناع و اصبحوا يتحدثون في امور عدة، كانت هي لأول مرة تتابعه من خلف الزجاج، كانت تحاول معرفة من هذة السيدة، نهرت نفسها لأن الفضول إنتابها من ناحيته ولكن ليس باليد حيلة، ها هي تنهض وترحل تلك السيدة، تلاقت نظراتهم من خلف هذا الزجاج فأخفضتها بسرعة، إبتسم هو و اكمل عمله.

اتى وقت الإستراحة
نهضت و خرجت لتأكل، وهي جالسة وجدت مصطفى يجلس امامها على نفس الطاولة
مصطفى: ممكن اقعد؟
هاجر بإبتسامة: ممكن
مصطفى: شكرا، كنت عايز اسألك
هاجر: امم
مصطفى: هو استاذ لؤي عنده كام سنة
هاجر: مش متأكدة بس على ما اعتقد عنده 30 او 29 مش عارفة
مصطفى وهو يتنهد: طمنتيني
هاجر بإستغراب: طمنتك ازاي؟
مصطفى: من ناحيتكم يعني
هاجر: مش فاهمة!

اتى ان يرد ليفهمها ولكن قاطعهم صوت لؤي الذي طالب بإجتماع الموظفين حوله، ففعلوا خلال دقائق
لؤي: اول حاجة بكرة يعتبر اخر يوم للشغل على الصفقة فعايز الكل يجتهد عشان نخلص كل حاجة على اكمل وجهة، وإن شاء الله لو تمت الصفقة على خير هيبقى في حفلة في نادي عامر بية بيضم كل الموظفين و المدراء فاللي يحب يجي يجي تشرفونا
شعر الجميع بالسعادة والحماس
لؤي: اسف لأني اخدت من وقتكم.

وتركهم و عاد لمكتبه وامسك بهاتفه واتصل بها، كانت قد عادت لتُكمل تناول طعامها، رن هاتفها فألتقطته واجابت
هاجر: الو
لؤي: تعاليلي على مكتبي
واغلق الخط
تأففت و نهضت
مصطفى: ع فين؟
هاجر: هرجع مكتبي
و تركته وإتجهت لمكتب لؤي
هاجر: افندم
لؤي: هتحضري الحفلة؟
هاجر: مش عارفة لسة
لؤي: لازم تحضري.

هاجر: لية؟
نهض و إتجه لها و وقف امامها
لؤي: مش حبيبتي!، فلازم تبقي موجودة
رفعت حاجبها بإستنكار وقالت
هاجر: حبيبتك؟!، مين اللي خلاني حبيبتك
لؤي بهيام: انت
هاجر: انا مخلتكش حبيبي عفكرة عشان اخلي نفسي حبيبتك
لؤي بثقة: هتخليني صدقيني، يوم الحفلة
هاجر: اية الثقة دي؟
لؤي: فكك من دة كله، تعالي نروح نتغدا برة، انا جعان
هاجر: كل لوحدك
لؤي بحزن مصتنع: خلاص هفضل جعان لغاية ما حضرتك تفرجيها عليا
هاجر: براحتك.

لؤي بغيظ: ماشي يا هاجر
إبتسمت وهي تلويه ظهرها وتغادر، عاد و جلس على مكتبه وهو يشعر بالضيق منها، فهي تعامله بلامبالاة.

في المدرسة
جالسة سلين في مقعدها، فجأة اتى و جلس بجانبها وهمس لها
هو: ها هتيجي النهاردة
سلين: لا مش هينفع يا زين
زين بضجر: لية؟
سلين: معلش بقى ورايا دراسة كتيير
نهض بغضب وقال قبل ان يغادر
زين: زي ما تحبي.

في الشركة
إنتهت فترة الإستراحة و عادوا للعمل، وقفت امام مكتبها و كادت ان تدخل ولكنها غيرت وجهتها و إتجهت لمكتبه ودخلت دون إستأذان، وضعت ذلك الكيس امامه ثم اختفت من امامه لتعود لمكتبها، نظر لها بإستغراب ثم فتح الكيس وجد بداخله شطيرة وعصير، شعر بالسعادة و إرتسمت ع وجهه إبتسامة جذابة، كانت هي تتابعه بالتخفي من خلف الزجاج وهي تشعر بالغرابة والسعادة في آن واحد، امسك بهاتفه واتصل بها فردت
هاجر: نعم!

كان ينظر لها من خلف الزجاج وهو يحدثها
لؤي: شكرا
رفعت راسها لتنظر له، إبتسمت وقالت
هاجر: العفو
واغلقت الخط وهي تشعر بالخجل من نظرات الحب التي تخرج من عينيه، توردت وجنتيها، فأخفضت رأسها سريعا وإنشغلت في العمل.

سلين و سرين عائتدين من المدرسة
سرين: مين دة اللي لاقيته قعد جمبك وكلمك!
سلين بإرتباك: ها، قصدك مين؟
سرين بحزم: متستهبليش
سلين بتلعثم: ا ااا، دة كان عايز ياخد كشكول الواجب عشان ينقل الواجب وانا قلتله لا
همهمت سرين ثم حذرتها: خلي بالك دة واد مش كويس انا سمعت عنه كلام مش حلو، فخلي بالك
اومأت سلين برأسها و نظرت امامها بشرود.

في الشركة
بعد عمل طويل انتهى وقت العمل
فنهضت هاجر و لملمت اشياءها و خرجت من مكتبها لتقف محتارة امام باب مكتبه، اتغادر ام تنتظره؟، طرقت الباب و دخلت
هاجر: هتمشي
رفع ناظريه و قال
لؤي: لسة ورايا شغل
اومأت برأسها، لمعت عينيه وقال بخبث
لؤي: شكلك وقعتي يا قطة
هاجر بعدم فهم: نعم؟
لؤي: بحبك
حدقت به لبرهة قبل ان تقول بإرتباك حاولت إخفاءه
هاجر: انا ماشية
و فرت هاربة، بينما تنهد هو و إبتسم إبتسامة جانبية و قال.

لؤي: هنشوف يوم الحفلة هيحصل اية و يعتبر اخر يوم من إتفاقنا انا و انت و الحب.

خرجت هاجر من الشركة وهي تشعر بمشاعر مختلطة، كانت تسير وهي شاردة فلم تلاحظ ذلك الرجل الذي يلاحقها.

القى لؤي بما في يده على المكتب ونهض بضيق، لم يعد في مزاج للعمل، التقط مفاتيحه وغادر الشركة.

فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها فأخرجته من حقيبتها و ردت
هاجر: الو
لؤي: انت فين؟
عندما سمعت صوته شعرت بالإرتباك والسبب، لا تعرف ما السبب
لؤي: الوو
هاجر: معاك
لؤي: انتي فين؟
هاجر: قربت من محطة المترو
لؤي: طيب استنيني هاجي اخدك
هاجر: لا متجيش عشان مش هركب معاك
لؤي بإستغراب: لية؟
هاجر بغضب: مش عايزة وخلاص.

و اغلقت الخط، لا تعرف لماذا تصرفت هكذا ولكن من الممكن ان هذا التصرف يعيده لرشده ويعيدها هي ايضا، نظر للهاتف بغضب، لقد تهاون معها كثيرا، سيوقف كل هذا عند حده و سيريها وجهه الآخر لعلها تتوب عن افعالها تلك، تحرك بيسيارته مُسرعا لمحطة المترو.

شعرت بيد تضع ع كتفها، فألتفتت بسرعة، كان رجل من الظاهر عليه انه مجنون ومتسول، إبتعدت عنه بخوف
الرجل بطريقة مُخيفة: قربي يا قمر قربي، اشوف معاكي فلوس اية الاول و بعدين اعمل اللي انا عايزه.

نظرت له بفزع و ظلت واقفة مكانها من خوفها، وجدته يُمسك بيدها وعينيه تلمع، بلمت وازداد خوفها، اخذ حقيبتها والقاها على الأرض و اخذ يبحث فيها عن نقود، كانت واقفة و كأنها مقيدة، كانت تنظر حولها بخوف فجأة سمعت صوت لؤي من خلفها و لكن كان صوته غاضب، التفتت بسرعة و شعرت بأن القيود قد انكسرت لتركض ناحيته بلهفة.

كانت نظراته غاضبة ناحيتها في البداية وكان ينوي ان يلقنها درساً ولكن كل هذا تبخر عندما وجدها ترتمي بين ذراعيه كقطة صغيرة، وها هو ذلك الشعور الذي شعرت به سابقاً يراودها، شعور الدفئ و الأمان، شعرت بهذا الشعور من جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة