قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الأربعون والأخير

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الأربعون والأخير

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الأربعون والأخير

ماجد: كنت مستني ردك
لم يكن في حسبانه ما فعلته، فقد صفعته بقوة وغضب على وجهه!
هاجر: دة ردي على واحد حقير بيخدعني و عايز يرجع ليا برغم انه متجوز و مخبي
اتت ان تصفعه مرة آخرى ولكنه امسك بمعصمها بقوة وقال بهدوء مخيف
ماجد: مش هسمحلك تعمليها تاني
و دفعها بعيدا فأختل توازنها قليلا ولكن ثبتت نفسها و وقفت ناظرة له بإستحقار وقالت بإنفعال.

هاجر: ليه ها، ليه عملت كدة معايا؟ مش حرام تعمل معايا كدة، مش حرام تخدع مراتك و تخدعني
التفت وجلس على كرسي مكتبه ووضع قدم على الآخرى وقال بلا مبالاة
ماجد: مش بخدع حد، بس عايز امتلكك بجانب مراتي
نظرت له غير مصدقة مايقوله، هزت رأسها بعنف وقالت غاضبة
هاجر: انت واحد حقير و اناني، مفكرتش في مراتك، الحمدالله ان ربنا بعدك عني، بجد بحمد ربنا.

ضحك بصوت عالي اغاظها و زاد غضبها، نهض من مكانه و اقترب منها و وقف مقابلا لها و على وجهه إبتسامة جانبية ساخرة
لؤي: بتحمدي ربنا!؟، ما انا رحت و محدش جه تاني
تلعثمت وهي تقول
هاجر: انت ازاي تقولي كدة، انت...
قاطعها ببرود
ماجد: انا بقول الحقيقة، انتي خلاص راحت عليكي من بعدي، محدش هيبص لواحدة عانس.

كلامه جارح بالنسبة لها، إنه وقح، تحجرت الدموع في عينيها، اخفضت رأسها محاول إخفاء دموعها هذ، سقطت الدموع من عينيها خلاف إرادتها، شعر هو بالندم لأنه قال ذلك، قلبه بدأ يلين، مد يده ليرفع رأسها و يمسح دموعها ولكن وجد يد قوية تمسك بيده التي كادت ان تلمس وجهها
لؤي وهو يجز ع اسنانه بغضب: اياك تفكر تقرب منها تاني
و دفع يد ماجد بعيدا، رفعت هاجر رأسها تنظر للؤي الذي يلويها ظهره.

نظر له ماجد بغضب، كيف دخل هذا، نظر لتلك السكرتيرة التي تقف على باب المكتب و على وجهها علامات الغضب مما يظهر ان لؤي دخل دون ان تسمح له، اشار بها بالمغادرة، ثم نظر ل لؤي بتهكم و قال ساخرا لهاجر
ماجد: لا في واحد بس بصلك، بس هو اصغر منك
وضحك وهو يكمل: معرفتيش توقعي غير واحد اصغر منك يا استاذة هاجر
اقترب لؤي منه بغضب وامسكه من ياقة قميصه و نيران الغضب تخرج من عينيه و قال وهو يجر ع اسنانه.

ماجد: شكلك مش ناوي تسكت
و بحركة سريعة كان ماجد ملقى ع الأرض وهو يضع يده على انفه الذي نزف بسبب لكمة لؤي القوية
لؤي بهدوء: اعتقد كدة هتخرس شوية
التفت لؤي و امسك بيد هاجر و خرجوا من المكتب، إتجهت للمصعد وجد ان هناك موظفين كثر منتظرينه فأستدار و إتجه لمدخل السلالم
اوقفته هاجر وهي تجذب يدها الممسكة بيده لها، التفت لها بإستنكار.

نظرت له بغضب لكي تخفي جرحها الذي تسبب به ماجد، وقالت بغضب، وما قالته كانت عينيها اللامعة بالدموع تقول عكسه
هاجر: مكنتش محتاجة مساعدتك، انت اية اللي جابك، ليه بتطلعلي دايما، عايزاك تختفي من حياتي بقى
رد بهدوء جعل دمعتها تتحرر
لؤي: بس عينيك بتقول غير كدة، ولية دموعك دي!؟
نظرت له لبرهة و شعرت بأن دموعها تخنقها، فسالت دموعها ع وجنتها كالشلالات و صوت بكائها وشهقاتها تعلوا، هي لم تعد تتحمل، حقا اكتفت.

شعر بأن قلبه يتحطم لرؤيتها تبكي بهذه الطريقة، اقترب منها و اخذها بين احضانه لتهدأ، ليشعرها بوجوده، همس لها ببضعة كلمات جعلتها تهدأ انا جمبك، وهفضل دايما جمبك و مش هسيبك حتى لو طلبتي مني، بحبك
استقرت انفاسها و بدأت تجف دموعها من ع وجنتيها و ها قد تمرد قلبها عليها و امتلكه هو
ابتعدت عنه قليلا ونظرت لعينيه و قالت بصدق و حب خارج من قلبها
هاجر: وانا كمان، بحبك.

شعر بأن قلبه قفز من السعادة، ها قد اعترفت اخيرا، إبتسم إبتسامة جذابة و انعكست على وجهها هي ايضا
علا صوت رنين هاتفه، اخرج الهاتف من جيبه و كان المتصل احمد
لؤي: الو
احمد: انت فين يا لؤي؟، انا جيتلك للشركة ملقتكش
لؤي: انا مش في الشركة دلوقتي
احمد: طيب انت فين، عايز اقابلك ضروري عشان لازم اقولك ع حاجة مهمة
لؤي: حاجة مهمة؟، طيب انا جي الشركة دلوقتي، استناني
احمد: ماشي هستناك.

بعد ان اغلق الخط، نظر ل هاجر و إبتسم و احضتن يدها بين يده و قبلها و من ثم قال بلطف
لؤي: تعالي اوصلك للبيت
اومأت برأسها بخجل وقد توردت وجنتيها لفعلته ولما قالته هي منذ بضع دقائق.

اوقف السيارة اسفل مبنى منزلها، قال قبل ان تترجل من السيارة
لؤي: بكرة هنيجي عشان نحدد موعد الخطوبة
رفعت حاجبيها دون إستيعاب وقالت بنبرة حزينة قليلا
هاجر: ازاي؟ مش انت مخطوب
لؤي: كنت
هاجر بإستغراب: يعني؟
تنهد ونظر امامه وقال
لؤي: مش مهم، جهزي نفسك بكرة هاجي و اخدك انتي و والدتك و نروح نشتري الدبلة
هاجر بسرعة: طيب مامتك؟
التفت ونظر لها
لؤي: مالها؟
إرتبكت وقالت بضياع و تردد
هاجر: يعني...

وصمتت وشعر هو بشيء غريب، بضياعها
هاجر بسرعة: خلاص مفيش
و ترجلت من السيارة بسرعةو صعدت لمنزلها بينما هو شعر بأن هناك شيء غريب ولكنه تخطى ذلك الشعور وإتجه للشركة.

في منزل لؤي
كانت منال جالسة قلقة و تفكر، نعم هي لقد علمت بأمر ترك لؤي ل نيرة، شعرت بالغضب لا تنكر ولكن شعورها بالقلق و التوتر و الخوف بأن يكون لؤي فعل ذلك من اجل هاجر و العودة لها امتلكها اكثر، و اصابها من خوف زائد فكرة ان لو لؤي علم بأمر محادثتها ل هاجر و امرها بالأبتعاد عنه فسيكون رد فعله عنيف جدا معها ولن يتفهم وجهة نظرها بهذا الموضوع ابدا.

مر الوقت و قبل اذان المغرب بساعة
نهضت هاجر من مكانها وإتجهت للباب الذي يطرق
هاجر من خلف الباب: مين؟
كان الطارق احمد، فوضعت شال طويل ع شعرها و جسمها و فتحت الباب
هاجر: احمد، ازيك، ادخل
دخل و جلس وهو صامت
هاجر بإستغراب: مالك؟، ساكت لية؟، الووو
نظر لها احمد وقال ما يصدمها
احمد: انا قلت ل لؤي، عن سبب بعدك عنه
نهضت مفزوعة مما قاله ومصدومة، قالت بغضب
هاجر: مين قالك تقوله؟ انت ازاي تخاد قرار زي دة، قرار يخصني.

نهض احمد بهدوء وقال مبررا
احمد: افهميني، دة لمصلتحك، لؤي كان لازم يعرف
رمقتة غاضبه وتركته وإتجهت لغرفتها و بعد دقائق خرجت وهي ترتدي ملابسها
احمد: ع فين؟
هاجر وهي تخرج من باب الشقة
هاجر: للؤي
قال احمد وهو يلحقها
احمد: استني هاجي معاكي.

في منزل لؤي، كانت الأصوات مرتفعة مما يدل على ان هناك شجار
منال بصوت عالي و تبرير لتدافع عن نفسها: افهمني يا لؤي، عملت كل دة عشان سعادتك، هاجر مش هتسعدك، انا امك و عايزة مصلحتك و ساعدتك، انا ام...
قاطعها صارخا: امي ماتت من عشرين سنة، انت مش امي
نظرت له مصدومة مما يقول، كيف يقول ذلك!، نعم هي ليست والدته ولكن هي عاملته و كأنه ولدها و لا فارق بينه وبين لميس ابنتها
بينما كان هو يكمل.

لؤي: مش انتي اللي تقرري و تحكمي ان هاجر هتسعدني ولا لا، انا بحب هاجر و مش هستغنى عنها حتى لو عملتي اية، المرة دي انا رجعتلها و مش هسيبها، حتى لو قال ببطئ عملتي اية لتفرقينا
نزلت دمعة من عيون منال وهي تقول بقهر وببكاء
منال: انت عارف بتقول اية؟، انت بتتعامل معايا كدة عشانها!، ايوة انا مش امك اللي ولدتك بس اعتبرتك زي ابني و اكتر، عمري ما حسستك انك مش ابني، دة جزائي!؟ دة جزائي عشان كنت عايزة مصلحتك.

لؤي بهدوء: مصلحتي مع هاجر
اخفضت رأسها بحزن و قالت بإنكسار
منال: خلاص، اعمل اللي انت عايزه، عايز تكمل مع هاجر كمل، بس متعدش كلامك دة، لأنه صعب عليا، نظرت له وقالت بخوف بس قول انك مش هتسيب البيت و لا تسيبنا
لؤي: فات الأوان
لا يا لؤي
هتفت بها هاجر بحزن وهي تقف ع باب الصالون، التفت لها لؤي بإستغراب و ايضا منال
لؤي: هاجر!
اقتربت منهم وهي تقول.

هاجر: لا يا لؤي متقولش كدة، متعملش كدة في مامتك ولا تقول كدة حتى لو عملت اية، هي اتصرفت كدة عشان مصلحتك و انا موافقاها، طنط منال مقالتش حاجة غلط و اللي عملته مش غلط، مش عشاني تعمل كدة فيها، انت دلوقتي خليتي احس بالذنب لأني سبب في خلاف بينك و بين والدتك
ثم اقتربت منه وقالت برجاء و استعطاف
هاجر: امانة عليك، متخلينيش احس بالذنب.

نظر ل هاجر لبرهة ثم نظر لوالدته و شعر بالذنب، اومأ برأسه و اقترب من والدته و قبل يدها وقال أسفا
لؤي: اسف، ا...
قاطعته وهي تحضتنه وتبكي و هي تقول
منال: انا امك ها، متقولش كدة تاني
تأسف أكثر من مرة لها و هو يقبل رأسها
ابتعدت عنه و من ثم نظرت لهاجر و اقتربت منها و احتضنتها واعتذرت
منال: سامحيني يا هاجر، انا غلطت، سامحيني
هاجر بإبتسامة سمحة: انا مسمحاكي.

كانت لميس تتابع كل ما حدث، و شعرت بالغضب و القهر من لؤي و هاجر لأنهم جلعوا والدتها تبكي، فنوت على مقاطعتهم.

في سيارة لؤي
لؤي ممسك بيد هاجر وهو يشعر براحة و هي ايضا
تنهد احمد الذي يجلس في المقعد الخلفي
احمد بمزاح: يارب
إبتسمت هاجر وضحك لؤي بخفة وقال
لؤي: مالك يا احمد ها
احمد: كدة كتير
قالها وهو ينظر ليديهم المتشابكة
لؤي ليغيظة: نعملك اية يعني، اقف انزلك طيب
احمد بعناد: لا، مش هخليك تغتلث الفرصة
لؤي: ههههه ماشي
قالت هاجر
هاجر: احمد، انا اسفة
احمد: ع اية؟
هاجر: عشان زعقتلك يعني.

احمد بمزاح ممزوج بغيظ: يوووة عاادي يا بنتي ما انا ياما خدت زعيق منك
هاجر مصتنعة البراءة: انا؟، عمري ما زعقتلك
احمد: والله!
ضحكت بخفة، كان ينظر لها لؤي نظرة العاشق وهي تضحك تلك الضحكة الصغيرة التي جعلت قلبه يصرخ بحبة لها.

بعد مرور شهرين، يوم الحنة
كان صديقاتها و جيرانها متجمعين في منزلها فهذا يوم حنتها، صوت الموسيقى عالي الذي يملأ منزلها و السعادة ايضا
كانت هاجر ترتدي فستان بحمالات بلون الأزرق يظهر ساقيها، و شعرها البني الفاتح الذي يميل للون البرتقالي منسدل ع ظهرها بحرية، كانت جميلة حقا
وصلت منال و معها لميس التي اتت دون رغبتها
عندما رأت منال هاجر.

منال بإعجاب: ماشاءالله ماشاءالله، اية الجمال دة كله، كنتي خافياه فين بس
هاجر بخجل: شكرا
اماني بسعادة: نورتوا، يلا اتفضلوا اتفضلوا، تعالي يا لميس اوديكي عند اوضة الحنانة تحطلك حنة
و اخذتها، بينما ظلت هاجر مع منال
منال: ها و انتي امتى هترسمي الحنة؟
هاجر: لسه مش دلوقتي، انا الأخيرة
اقتربت منال منها و احضتنتها وهي تهمس لهاجر ف اذنها
منال: كويس ان لؤي مش هنا، لو كان شافك كان طار عقله.

و ابتعدت عنها و نظرت لهاجر الذي توردت وجنتيها باللون الأحمر من خجلها لما قالته منال
منال بسعادة: يالهوي ع عروستنا الخجولة
عند الحنانة
كانت لميس جالسة بحانب سلين التي ترسم الحنة ع يدها
لميس: مالك؟ مش مبسوطة لية؟
سرين: انتي ليه يا لميس مش بتكلمي اخوكي و هاجر؟
اومأت لميس برأسها
سرين بعتاب: لية؟ مينفعش عفكرة، كدة هيزعلوا
لميس: يزعلوا يطقوا طز
سلين بضيق: خليكي كدة بدماغك المنيلة دي، انتي اللي خسرانة.

لميس: ليه إن شاء الله
سرين: عشان فرح الأخ و الأخت و الفرحة اللي فيها مش بتبقى مرتين
تأففت لميس بضيق.

تعدى الوقت منتصف الليل و غادر الجميع و هدأت الأوضاع
جلست هاجر ع السرير بعد ان غسلت الحنة
التقطت هاتفها و فتحته وجدت عشرون اتصال من لؤي، عاودت الأتصال به
لؤي بحدة: فينك كل دة؟، بتصل بيكي و مش بتردي
هاجر: اسفة مسمعتوش من الدوشة
تأفف بضيق و قال
لؤي: ماشي
هاجر: عملت اية؟
لؤي: ف اية؟
هاجر: مع اصحابك، مش النهاردة توديع العذوبية بيقولوا عليها
صمت لدقائق يفكر ثم قال بخبث
لؤي: اها، مينفعش اقولك.

هاجر بشك: ليه مينفعش تقولي؟
لؤي: اصل مش هيعجبك
هاجر: ليه إن شاء الله
لؤي: كدة
صمتت لدقائق ثم قالت
هاجر: كان في بنات؟
غمغم بمكر، سايرته و قالت
هاجر: ها طيب عملت معاهم اية؟
لؤي بمكر: عملت اااا، مينفعش اقولك يا حلوة
هاجر لتغيظة: اهاا، ماشي براحتك، يلا سلام بقى
لؤي بلهفة: هتقفلي لية؟
إبتسمت وقالت
هاجر: عايزة انام.

لؤي بخبث: اممم ماشي، بس صحيح كنت هقولك
هاجر: اية؟
لؤي بمكر: الوالدة اللي عندي مبطلتش كلام عنك، عن جمالك ها
احمرت وجنتيها و لم ترد بينما هو اكمل بمكرة
لؤي: خلتني اتلهف اشوف الجمال اللي بتقول عليه، اية رأيك تبعتيلي صورتك!
هتفت بحدة خجلة
هاجر: لؤي
قهقه بصوت عالي اخترق قلبها، اردف
لؤي: بهزر، يلا روحي نامي، تصبحي ع خير
هاجر بخفوت: و انت من اهله
واتت ان تغلق ولكن قال بسرعة
لؤي: تؤ تؤ اسمها وانت من اهلي.

إبتسمت وقالت
هاجر: سلاام
و اغلقت الخط وهي تضع يدها وجنتيها الذي توردوا خجلا، استلقت ع السرير و إبتسامة فاتنة ع وجهها و الراحة تغمرها، تنهدت وقالت
هاجر: اخيررا، شكرا يارب، عوضتني ب لؤي بعد كل دة، الحمدالله.

اشرقت شمس يوم جديد و ذلك اليوم المنتظر لكلاهما
بدأت تجهيزات العروس لمثل هذا اليوم
مساءً
واقف لؤي مستند على سيارته منتظر خروج هاجر من بوابة الكوافير، ينظر للساعة كل دقيقة
احمد بضحك: اهدى شوية، هتخرج دلوقتي، مش كل شوية تبص في الساعة
لؤي بضيق: اتأخرت اوي
احمد: متهيألك.

وها هي تفتح بوابة الكوافير و تظهر منها اميرته وزوجته، اعتدل بوقفته و هو مثبت ناظريه عليها، نم هي فاتنة لقد فتنته بفستانها الأبيض و حجابها
تقابلت عينيه بعينيها فتوردت وجنتيها عندما وجدت تلك النظرة العاشقة المحبة لها، اخفضت بصرها خجلا
اقترب منها مسحورا، مد ذراعه لتطأبتها و يسيرون معا للسيارة ليفتح لها الباب لتصعد السيارة و من ثم يلتفت هو حول السيارة ويصعد بجانبها و يصعد احمد ليقودها.

لم تتزحزح عينيه من عليها، شعرت بعدم الراحة و الخجل، فقالت بصوت خافت
هاجر: لؤي، متبصليش كدة
امسك بيدها التي قشعرت عندما امسكها
لؤي بهمس و هيام: مش النهاردة
ابتلعت ريقها و التفتت و نظرت من النافذة، لعلها تجد هواء تتستنشقه لأنها شعرت بأن الهواء نفذ بالسيارة
وصلوا للنادي الذي سيقمون فية حفل الزواج
دخلوا القاعة تحت انظار المدعوون من جيرانهم و اصدقائهم و عائلاتهم و اصدقاء العمل.

كانت اماني تشعر بالسعادة تغمرها، فها هي ابنتها تتزوج، كانت عينيها لامعة بدموع السعادة و الفرحة
كانت هاجر تشعر بشعور غريب، شعور رائع وهي بثوبها الأبيض هذا، كم هو رائع، الأن تحمد الله مئة مرة ع هذا الشعور التي كان من الممكن ان لا تتذوقه ابدا
وقفت في منتصف القاعة، وضعت يدها حول رقبته و وضع هو يدة ع خصرها و اقتربوا من بعضهم ليرقصون رقصتهم الأولى بعد اتحاد قلبهم اخيرا
قال لؤي وهو يخترق عينيها.

لؤي: و اخيرا يا هاجر، انتي بين ايدي، اخيرا حلمي اتحقق
اخفضت بصرها
هاجر بخفوت: اخيرا
لؤي: بصيلي
رفعت ناظريها له، فأردف هو بحب و هيام
لؤي: بحبك
هاجر بخجل: لؤيي
اقترب منها وقبلها من جبينها قبلة مطولة قبل ان يحملها و يدور بها بسعادة، تمسكت به وهي تشعر بشعور رائع، توقف و اعاد قدميها على الأرض و اكمل رقصتهم
لؤي: انت من النهاردة ملكي و بس، و مفيش و لا عامر و لا ماجد و لا حد
إبتسمت و اومأت برأسها بخجل.

تم عقد القران و حفل الزواج
وها قد انتهى، ودعت هاجر والدتها و الجميع و ايضا لؤي و من ثم صعدوا لهذا الفندق الذي سيقضون فيه ليلتهم و من بعدها سيسافرون إلى باريس مدينة العشاق
بعد ان تم التقاط الصور لزفافهم كذكرى لهم في المستقبل لهذا اليوم
صعدوا القسم الذي حجزه لؤي لهم، فقط
وقف امامها ممسك بيدها و قال
لؤي: مبروك
هاجر بخفوت: الله يبارك فيك
لؤي: تعالي نتوضى و نصلي عشان ربنا يباركلنا في جوازنا.

اومأت برأسها والتفتت لتدخل الحمام لتغير فستانها ولكنه اوقفها
لؤي: انا خارج، خليكي هنا و براحتك
اومأت برأسها وهي مخفضة الرأس.

بعد ان انهوا الصلاة و رددوا الدعاء
لؤي: مش جعانة؟
هزت رأسها نفيا
لؤي بإستنكار: مالك؟ الفار اكل لسانك يا بنتي؟
هاجر بخفوت: لا
لؤي: نعم؟ مش سامع
هاجر بصوت عالي نسبيا: لا
لؤي بغزل: ايوة كدة سمعينا صوتك الكروان
إبتسمت بينما اكمل هو
لؤي: وانا مش جعان، يلا ننام بس اقلعي الأسدال دة
نظرت له مصدومة، فضحك وقال
لؤي: مالك؟
هاجر: ...
كما هي، توقفت رأسها عن التفكير
إبتسم و امسك بيدها وسحبها خله و وقف امامها و قال.

لؤي: هتنامي بالأسدال؟
كما هي
لؤي: هاجر، الوو
هاجر بشرود: نعم؟، اها، ماشي
ثم نظرت له وقالت بفزع
هاجر: نعم؟
ضحك وقال وهو يلقي بجسده ع السرير
لؤي: انا هنام
و اغمض جفونه و بعد دقائق استقرت انفاسه، نظرت له مدققة و استنتجت انه نائم من استقرار انفاسه و جفونه
خلعت الأسدال من عليها، وكانت ترتدي بيجامة بلون الأحمر ذو قماش حريري.

إتجهت لنصف السرير الأخر الخاص بها و اراحت جسدها عليه و اغمضت عينيها وما بثت فتحتها مفزوعة عندما شعرت بيده تسحبها من خصرها له و ارتطم ظهرها بصدرة
هاجر بإرتباك وصوت يكاد يسمع: انت مش نايم؟
قال بإبتسامة وهو مغمض عينيه
لؤي: لا نايم و بحلم بأحلى حلم، انك جمبي.

نظرت لة من فوق كتفها وجدته مغمض عينيه فإبتسمت و اراحت رقبتها و اغمضت عينيها، فتح عينيه هو وهو يتأملها بسعادة و من ثم دفن رأسه بين رأسها و عنقها يشم رائحتها.

اشرقت الشمس و مع شروقها فتح عينيه، تجول بناظريه في المكان و تركز ناظريه عليها وهي نائمة بين احضانه، إبتسم و من ثم قبل رأسها وهو يشم رائحة شعرها
تحركت قليلا فهمس ف اذنها
لؤي: صباح الورد، مش ناوية تصحي
فتحت عينيها ببطئ و بنعاس و من ثم اغلقتهم، فإبتسم و نهض ليتصل بالريسبشن ليجلبوا الفطور، بعد ربع ساعة تقريبا وصل الفطور
جمل الصينية و وضعها ع الطالة و اقترب من هاجر وجلس بجانبها وهو يقبل وجنتيها.

لؤي: ها اصحي بقى، الفطور جهز
غمغمت بنعاس
لؤي: انتي نومك تقيل، قومي بقى
اخذت تغمغم بتذمر
لؤي بمكر: طيب
و اقترب منها وقبلها من شفتيها، ففتحت عينيها مصدومة، ابتعد عنها وهي يضحك ع منظرها، اعتدلت جالسة بسرعة و وضعت يدها و فمها
لؤي ومازال يضحك: مالك؟ مصدومة كدة لية؟ ههههه
و مكمل في نوبة ضحكة، شعرت بالغيظ و الغضب فأمسكت بالوسادة و القتها عليه بغل وهي تقول بغيظ
هاجر: بس متضحكش عليا.

لؤي: ههه ماشي ماشي، يلا عشان نفطر
هاجر بضيق: مش عايزة
لؤي بصرامة اتقنها: مش بمزاجك
واقترب منها و حملها بين ذراعة، فقالت بعناد
هاجر: يعني لو عملت كدة هاكل، طب مش ماكلة
اجلسها ع الكرسي و جلس هو ع الكرسي الملازق لها و اخذ قطعة خبز ممتلأة بالمربة و حاول وضعها في فمها ولكنها رافضة
لؤي بنفاذ صبر و تهديد: لو مش هتاكليها و الله لأشيلك و اقعدك على رجلي زي البيبي و اكلك، هاا.

و نظر لها بتهديد صادق، إرتبكت و خافت ف فتحت فمها، نظر لها برضا و وضعها في فمها لتأكلها
بعد ان انتهوا من الفطور نهضوا و تجهزوا للسفر إلى مدينة العشاق.

بعد مرور سنيتن
جالسة هاجر ع السرير و دموع السعادة كالشلالات ع وجنتيها، عيونها تقرأ تلك الورقة الطبية التي تعلمها بتأكيد امر حملها
بعد عذاب سنتين من الأنتظار لهذا الخبر، كانت دائما تدعي الله ف صلاتها ان يرزقها بالذرية في اقرب وقت و ها قد استجاب الله دعائها.

دخل لؤي شقتة بلهفة و قلق و خوف عندما اتصلت به هاجر وهي تبكي وطالبته بالمجيء بسرعة
دخل غرفتهم سريعا و وقف ع الباب وهو ينظر لها، نهضت من ع السرير بحذر عندما وجدته واقف امام ناظريها، تنظر له بسعادة و الدموع لا تتوقف، وضعت قدمها ع الأرض و وقفت وهي تنظر له وتتقدم حتى وقفت مقابلة له
قالت بحروف تظهر سعادتها و فرحتها و دموعها تأكدها
هاجر: انا حامل، يا لؤي.

نظر لبرهة يترجم ما قالته بصوت مسموع، ثم لمعت عينية بسعادة و حاوطها من خصرها غيرمصدق و من ثم قال بإرتباك
لؤي: ح حا مل!
أومأت برأسها وهي تضحك من بين دموعها، حملها بلهفة و سعادة غمرتهو دار بها في الغرفة، كانت تضحك هي بسعادة و هو ايضا، اعاد اقدامها ع الأرض و هو مبتسم و قال بقلب عاشق
لؤي: و اخيرا يا هاجر
احضتنت وجهه بكفيها وهي تستند بوجهها ع وجهه و هتفتت بهمس
هاجر: الحمدالله الحمدالله.

في غرفة الدكتور، بعد ان كشف ع هاجر
الدكتور: خلي بالك استاذ لؤي حمل المدام هيبقى صعب شوية و هتحتاج إهتمام كبير من اللي حوليها و منك و من نفسها
لؤي بإبتسامة: هحطها في عنيا، كلنا
اومأت هاجر برأسها بسعادة.

بعد مرور تسع شهور
في غرفة العمليات
صوت صريخهها يملأ المكان
كانت اماني و منال و سميرة جالسين ع المقاعد يدعون الله ان تتم ولادتها ع خير، بينما كانت سرين و سلين و لميس واقفين متوترين و متشوقين لرؤية الطفل المنتظر من الجميع، كانت لميس تحاول إخفاء شعورها، بينما كان لؤي يشعر بالقلق ع زوجته و حبيبت و الطفل ايضا
خرج الدكتور وعلى وجهةه إبتسامة خفيفة
تجمعوا حوله مسرعين
لؤي: طمنا يا دكتور، هاجر كويسة؟

الدكتور: المدام بخير
منال: و البيبي؟
الدكتور: تؤام زي القمر ربنا يحميهم
علت الأبتسامة ع وجوههم جميعا
لؤي: عايز ادخل لمراتي
الدكتور: دقايق و هننقلها للأوضة و الزيارة مسموحة
بعد ان نقلوها للغرفة.

جالس لؤي بجانب هاجر التي تستند برأسها ع صدرة بتعب، تنظر لوالدتها و السعادة التي تقفز من عين والدتها بهاذين الطفلين و ايضا والدته و سرين و سلين ينتظرون دورهم بلهفة لحمل احد الطفلين بينما كانت لميس جالسة بعيدا عنهم ولكن عينيها تنظر للطفلين بلهفة
هاجر بهمس ل لؤي
هاجر: شوف لميس و حاول تصلح الوضع بحجة انس و إناس
نظر لها مستنكرا
لؤي: انا اللي اصلح؟
هاجر برجاء: عشاني.

تنهد و نهض و حمل انس بين ذراعه بحذر و اتجه ل لميس
لؤي: مش عايزة تشيلية؟
نظرت للجهة الأخرى، اخذ الطفل يبكي
لؤي: يرضيكي كدة، زعلتيه
نظرت للطفل من طرف عينيها بلهفة و من ثم نظرت له و إبتسامة ع وجهها ل رؤية هذا الملاك
قالت لميس وكأنها نست إنها مقاطعة له
لميس: عايزة اشيله
اومأ برأسه و وضعه بين ذراعها بحذر
لؤي: حاسبي
اومأت برأسها بسعادة و حملته.

نظر لؤي ل هاجر المستلقية على السرير بتعب ظاهر عليها، كانت تنظر له برضا و من ثم اغمضت عينيها و نامت، اقترب من السرير و جلس بجانبها و اخفض رأسه و قبل يدها و من ثم قبل جبينها قبلة مطولا و قال بهمس جانب اذنها
لؤي: بحبك يا طمطميتي الخجولة
ارتسمت ع وجهها إبتسامة صغيرة بعد ان دخلت كلماته مسامعها.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة