قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل السابع

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي بجميع فصولها

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل السابع

وقفت عليا تنظر للنافذة المقابلة تسترجع ذكريات طفولتها، وتذكرت أيضاً مصطفى في الجامعه وهو يقف مع كريم، مراراً وهى تتابعهم من بعيد دون أن يروها، دموع حزينه انسابت على وجنتيها حسرة على حلم لم يكتمل، فجأه اتسعت عيناها بصدمة عندما رأت النافذة تُفتح ويظهر منها وجه طالما عشقته، وجه تمنت أن يصبح من حقها النظر إليه عن قرب، لم يستطع قلبها، وعقلها تحمل المفاجأة، شعرت وكأن جسدها محور الأرض؛ والكون يدور من حولها بسرعة رهيبة.

كلمات تتردد على أذنها بصوت حسناء وهى تقول كريم مات مات ظلت تتردد تلك الكلمة على سمعها حتى فقدت وعيها تمامآ، وسقطت مغشيآ عليها.
فتحت عيونها بعد فترة لتجده أمامها؛ نعم هو يجلس بجوارها على الأرض رأت نظرات القلق تشع من عيناه، خرج صوتها ضعيف مختلط بدموعها التي انهمرت بلا توقف: ك ك كريم إنت... إنت عايش صح؟ إنت عايش.

كريم بلهفة: عليا انتي كويسة قلقتيني عليكي، متخافيش انا عايش لازم أكون عايش علشان انتي محتجاني، وانا كمان محتجالك.
عليا بصوت باكي: بس حسناء قالت انك ثم قطعت كلمتها لم تستطع نطقها، اقصد اني معدتش هشوفك.
كريم: لا أنا قدامك اهو وعمري ما هسيبك، إلا لو انتي عايزاني أسيبك.

عليا بابتسامة وهى تمسح دموعها: يعني فعلا زي ما كنت عارفة إنك حسيت بمشاعري، وكمان بتبادلني المشاعر دي صح؟
كريم: اكيد زي ما إحساسك دلك، انا كدة فعلا.
نظرت له بفرحه لتحقق ما تمنت يوم ما لكن تذكرت الحادث فهتفت: طيب والحادثة، انت كويس مش مجروح ولا حاجه ده كان تمثيل صحيح؟!

كريم بهدوء: أه زي ما توقعتي كدة تمثيل، علشان فيه ناس بيهددوني فحبيت أعرفهم إني مت، لعند ما يتقبض عليهم .
عليا: مش عايزه أعرف بيطار وك ليه، ولا حتى هما مين المهم إنك كويس؟
إنت جيت هنا في شقة مصطفى علشان تكون بعيد عن توقعاتهم؟
ابتسم لها كريم ابتسامه تعشقها: انتي عارفة إن مصطفى صديقي، وكمان انا بحب البلد هنا لأن إنتي منها.

لمعت عيون عليا وقالت: مكنتش أعرف إن حظي حلو لما أصريت أجي هنا، أنا مقدرتش أدخل الجامعة وانت مش فيها، معرفتش أصدق أساساً انك مت خلاص
كريم بابتسامه: للدرجه دي؟
عليا بنبره سريعه: وأكتر، أنا بصراحة كنت عارفة إنك اكيد بتبادلني نفس الإحساس، بس ليه عملت نفسك متعرفنيش في المحاضرة.
كريم: انتي عارفة الجواب على سؤالك.

عليا: أيوة علشان مفيش حد يتكلم عليا، عارفة إنك بتحافظ عليا، ثم نظرت للأسفل بحرج انا كمان متخيلتش هتكلم كده معاك في يوم من الأيام بدون خطوبه، أو ارتباط رسمي لأني عارفه ان ده غلط؛ بس المفاجأه، والفرحه خلوني اقول كل اللي كنت بتمنى اقوله ليك من زمان.

وقف كريم وابتسم ثم هتف بصوت رزين: ومن باب المحافظه هكون دائمآ معاكي لما تحتاجيني بس من الشباك، علشان اكيد جواكي رافض وجودي معاكي لوحدنا.
عليا: فعلا بتمنى وجودك بس مينفعش لوحدنا هنا، انت دخلت ازاي؟! أه اكيد شميت ريحة الدخان
كريم: أه ولما وقعتي كان باب شقتك مفتوح، بس سامحيني مقدرتش أشيلك من الأرض علشان مش من حقي المسك.
عليا بإعجاب: مش مشكلة، انت عندك حق.

كريم: هبص ليكي من الشباك، عن إذنك.
وقفت عليا، ونظرت من النافذة ووجدت كريم ينظر لها نظرات كم تمنت أن تراها، نظرات حب، وشوق.
كريم: ليه الدخان ده سببه إيه نسيت أسألك.
عليا بإحراج: أصلي نسيت الأكل على البوتاجاز، فاتحرق.
كريم: وعندك غيره؟
عليا بسعادة من اهتمامة: أيوة اختي عملت كتير هسخن غيرهم، اجيب لك.

كريم: لا مش محتاج متشكر
عليا: انا عارفة انك مش هتحب حد يعرف بوجودك هنا أكيد، واكيد مصطفى اللي هيهتم بطلباتك علشان متخرجش.
كريم: انتي دايما فهماني من غير ما اتكلم كده؟
عليا بإحراج كم تمنت أن تسمع تلك الكلمات من كريم ابتسمت وقالت: اكيد لازم افهمك، لو مش هفهمك انا مين يفهمك؟

نظر لها بحب وقال: أكيد جعانه، ادخلي ياله
ابتسمت وقالت: طيب ادخل انت
كريم بهدوء: كل مره هتبقى انتي الأول مش ممكن ابعد وانتي لسه واقفه قدامي مقدرش ابداً.
أشارت له بيدها مع ابتسامه تزين شفتيها، وتنهدت براحه قبل أن تغلق النافذه،وتوجهت للمطبخ لتعد الطعام، وأكلت بشهيه كما لم تأكل منذ زمن.

في صباح يوم جديد، أتى على كل قلب بأحوال مختلفه، فهناك قلب يتمنى بقربه أن يدق فؤاد حبيبه، وهناك قلب يشعر بسعادة لقرب البعيد الذي طالما تمنى قربه، وهناك قلب قرر بوجوده في مكان جديد أن يطوي صفحة الألم من حياته، وليبحث عن دواء لجرحه،
وقلب جرح نفسه بيده، فينتظر عقابه بندم لكن بعد فوات الأوان.
وهناك قلوب تعاني من قسوة لا تعلم لها سبب، لكن ها هو حال القلوب العاشقة، مع كل صباح، عندما يرون اشعة الشمس تخترق الظلام لتبدده، يتجدد لديهم امل أن تتبدد قسوة الأحبة.

وصل بدر، وعمر إلى قنا قلب بدر يكاد يقفز فرحا من قرب حبيبته، أما عمر وقف يستنشق الهواء بعمق وكأنه يريد إبدال كل ما في داخله، بهواء جديد ليس به رائحة الغدر.
بدر: ياله ياعمر سالم منتظرنا في مكتبه، وهو بيحب انضباط المواعيد.

عمر: ياله بينا احنا اساسا مش هناخد من وقته كتير، أنا مجهز كل أوراق وعقد الشراكة ناقص امضائكم بس.
عندما أذن لهم العسكري بالدخول للمكتب وقف سالم مرحبا.
سالم بابتسامه، وفرحه: يا مرحب بالغالي، يابوي أخيرآ وافقت تتنازل وتاجي تشيل عني هم الشركة، لو اعرف إن عليا ليها التأثير ده كنت مسكت فيها تعيش اهنه من زمان.

يبتسم بدر: انت بتقول فيها أنا مجبنيش فعلا غير وجودها، ولأني حسيت من كلامها انها ناويه بعد الامتحانات تعيش هنا مش عندنا.
عمر بابتسامة: شوفت ياحضرة الظابط، مبهدلني معاه من اسكندريه لقنا علشان يكون مطمن البيه.
نظر له سالم ثم صافحه: منور بلدك يامتر، بس احنا من اهنه، ورايح أصحاب واخوات بلاش ألقاب ما بينا.
ابتسم عمر بود: يشرفني طبعا.

سالم بجدية: وانت يابيه، انشف شويه، الست لازمها راجل حمش، اوعى تحسسها بحبك ولهفتك، هتركبك، وتعصيك.
بدر بتعجب: كلام إيه ده ياسالم، لا طبعا الست لازم تحس بالإهتمام؛ هو أساس الحب.
سالم بضيق يداريه: المهم سيبك من سيرة الحريم دلوك، وخلينا في شغلنا ها جهزت العقد؟
تعجب بدر من ضيق سالم لكن رد عليه بهدوء: أيوه عمر مجهز كل حاجه.
تحدث عمر بجديه وهو يخرج أوراق من حقيبته: فعلا ناقص امضائكم، والتسجيل بس.

أنهوا امضاء العقود بينهم، وأصبح عمر هو مدير الشئون القانونيه بالشركه

وقفت أمامه تطالعه بحزن شديد، تحدثت وقلبها يتمزق من الألم، فهى لم تعلم معنى الحب ولو يدق قلبها لأحد يوماً ما لكن تبحث عن الإستقرار، ألا يكفيها قسوة والدتها، خرجت من بيت والدها باحثه الحب فوجدت الجفاء

ملك ببكاء: حرام عليك ياحامد، أنا مستهلش المعاملة دي منك أبدآ، أني يمكن اتجوزتك من غير ما تتعرف عليا كويس، أو حتى نتعود على بعض بس ده حالنا اهنه، والكل بيعيش عادي في هدوء، يا حامد انت اول راجل في حياتي، عمري ما فهمت، ولا حسيت الحب اللي بيتحاكوا عنه البنته اللي كانوا معاي في الجامعه، بس كان نفسي أعيش معاك في زوج، وزوجه يراعوا ربنا في حياتهم.

تأثر حامد من حديثها، وبكائها لكن لم يعلم ماذا يقول فهتف ببرود: يابت الحلال أني قولتلك قبل سابق، أني محبتكيش وماهحبكش واصل، انتي بقى اللي مش عايزه تمشي من اهنه، اعملك إيه اكتر من إني طول الليل برة علشان تكوني على راحتك، ولولا ابوي مهعتبش الاوضه واصل.

نظرت له برجاء تريد معرفة السبب وجلست أمامه، وتحدثت من بين دموعها: طب ليه الظلم، ليه اتجوزتني، ابوك راجل طيب ويعرف ربنا، وكل البلد بيشهدوا بكده، يعني لا يمكن يرضى بالظلم ده، بس عرفني السبب.
لم يستطع حامد تشويه صورة ابيه امام ملك، فهى لا تعلم أن أبيه من ضغط عليه في تلك الزيجه، فهو يتعامل معه عكس ما يظهر للاخرين، هو فقط من يعلم الجانب القاسي لأبيه.

تحدث بعصبيه وهو ينهض واقفاً: كفياكي حديت ملهوش عازه عاد، اني اكده، وزي ما تقولي علي قولي.

تركها حامد وخرج قلبه يتألم من اجلها، لكن ليس بيده فقلبه العاشق يأبى أن يشارك وردته أي أحد، حتى وإن كانت وردته مخفية عن عيون الناس ستظل هى فقط من تمتلك كيانه دون شريك.

نزل السلم الداخلي للفيلا في عجالة هاربآ من نظرات اللوم التي تمطره بها ملك كلما رأته، لكن سمع صوت أضحى يكره سماعه.

علوان: رايح فين يا ولد المركوب انت.
حامد وهو يغمض عيناه بغضب استدار ببطئ: يابوي مينفعش إكده، اني ولدك مش شغال عندك، علشان كل ما تشوفني تهزأني، وكمان أني راجل مش عيل قدامك.
علوان باستهزاء: تعالى يا واد وراي على المكتب عايزك علشان مرتك متسمعش.

دلفا سويآ مكتب علوان.

جلس علوان ونظر لولده بسخرية وغضب: بتقول بقى إنك راجل ومعاوزش تتهزأ، طب والراجل مش يحافظ على بيته ومرته، ولا كل ليلة يسهر مع عشيقته، ويرجع وش الصبح.
اتسعت عين حامد مصدوماً أن والده يعلم بذهابه عند وردة، تحدث بتوتر: حديت إيه ده يابوي، اني خلاص مفيش حاجه من يوم ما اتجوزت.
علوان بعصبيه: تكونش فاكر إني نايم على وداني يا واد انت؟
أني عارف إنك بتروح للبت دي كل يوم، بس مكنتش أعرف إنها رخيصة إكده، هى دي اللي كنت عايز تتجوزها، معرفتش توقعك في شباك جوازها، خدتك عشيق.

شعر حامد وكان دمائه تغلي في عروقه، كيف يصمت وهو يستمع لهذه التراهات عن حبيبته

تحدث بعصبية: وردة تبقى مرتي يابوي، عمرها ما كانت رخيصة.
وقف علوان بصدمة وضرب بيده سطح المكتب وتحدث بعصبيه: اتجوزتها يا ولد الفرطوس، انت اتجنيت إياك، لو مرتك عرفت مش بعيد تطلب الطلاق.
حامد مسرعآ: وفيها إيه إنت في الأساس ظلمتنا مش لوحدي؛ لا انت ظلمت الغلبانه اللي فوق دي، وظلمتني، وظلمت وردة ليه يابوي بس نفسي افهم ليه؟!
لو على الغنى احنا أغنى منهم، لو على الاخلاق وردة كمان بنت راجل محترم، وطيب، حتى لو فقير وهى أخلاقها زينه، ليه تغصبني اتجوز واحده مش قادر ابص لعنيها لأني ظالمها.

علوان وقد فقد السيطرة على أعصابه: علشان اخوها، لازم نناسب اخوها لانه ضابط معروف وليه كلمته.
حامد: واحنا محتاجين شغله في إيه يابوي؟

علوان بنبره حازمه: شوف يا واد انت زي ما قولتلك قبل سابق، واللي خلاك تتجوز ورجلك فوق رقبتك، لو مرتك عرفت بعملتك دي وطلبت الطلاق، هخلي الدبان الأزرق ميعرفش لهبابة البرك اللي اتجوزتها دي طريق جره، وانت الوحيد اللي تعرف إني اعملها، سيبك من إني طيبتي بيحلفوا بيها إهنه، بس اللي يعصاني ياويله مني، واعمل حسابك هطلقها.

ارتجف قلب حامد بين ضلوعه خوفاً على حبيبته، فهو يعلم مدى قسوة والده منذ صغره فتحدث برجاء: طب يابوي ملك ومتعرفش، بس احب على يدك يابوي بلاش اطلقها واوعدك خلاص معنتش هسهر عنديها، ومفيش حد هيعرف واصل بالموضوع ده.
علوان بقسوة: زي ما قولتلك لو حد درى بالموضوع ده محدش هيرحمها، ولا عيلتها كلاتها مني، وبردك هتطلقها، فااااهم؟

لم يستطع حامد مجادلة والده، لكن قرر أن يجد حل فلن يتخلى عن زوجته و حبيبته، وأم ولده القادم حتى لو قدم حياته لهم، فهز رأسه بالموافقه لوالده ليهدأ فقط، ثم خرج والحزن يملئ قلبه، يكاد ينخلع من صدره اعتراضآ على ما يتعرض له.

صُدم عندما رأى ملك تقف بالقرب من باب المكتب، عيناها متسعة بصدمة، ودموعها تسيل بغزارة على وجنتيها دون صوت، اقترب منها حامد لكنها تركته، وصعدت مسرعة لغرفتها.
صعد حامد خلفها لا يعلم ماذا يفعل، أو ماذا يقول لها لكنه يشعر بالخوف أن يصل لأبيه أن ملك علمت كل شئ، وقتها لن يتهاون في عقابه، وياليت عقابه هو الموت، ما كان تردد في استقباله، لكن عقابه سيكون قتل قلبه، ويبقى جسد دون قلب.

كانت تغط في ثبات عميق، استيقظت على صوت هاتفها، فتحت عينها ببطئ، ونظرت للهاتف فاعتلت شفتيها ابتسامة رقيقة عندما أنارت الشاشة بإسم My Moon هذا هو اسم بدر على هاتف عليا ردت بنفس الإبتسامة: بدر إزيك؟
بدر بسعادة: كويس طول ما انتي كويسة، ها ذاكرتي امبارح كويس؟

ابتسمت عليا عندما تذكرت ليلة أمس، وظهور حبها امام عيونها ثم قالت: معلش بقى يابدر وعدتك اذاكر امبارح، بس توضيب الشقه تعبني جامد، نمت.
شعر بدر بالضيق عندما تذكر وجودها في البيت بمفردها: نفسي اعرف بس ليه نشفتي دماغك، وقعدتي في البيت لوحدك؟
عليا: معلش كده هكون مرتاحة أكتر، أصل مش برتاح مع طنط نوارة إنت عارف.

بدر بتفهم: ماشي على راحتك يا عليا، اهم حاجه تكوني مبسوطة، وده انا حاسه من صوتك النهارده.
عليا بابتسامه: دايما بتفهمني يابدر، انا فعلا سعيدة جداً جداً.
بدر بسعادة: طيب كويس كده انا كمان سعيد، وعندي ليكي خبر.
عليا: خير خبر إيه؟

بدر بترقب لرد فعلها: انا هنا في قنا، ومعايا عمر، قررنا نشارك سالم في الشركة هنا.
عليا بسعادة: بجد يابدر، انا كدة كملت سعادتي بوجودك هنا، وكمان كويس لعمر علشان يقدر ينسى اللي عملته حسناء.

كاد قلب بدر أن يقفز من شدة فرحه عندما شعر بسعادة عليا أنه سيكون معها، وأيضآ تخيل انها قد تخطت حزنها على المدعو كريم.

بدر: ياله فوقي كده وذاكري شوية، أنا رايح الشركة محتاجه حاجه؟
عليا: انتم هتناموا فين؟
لمعت الفكرة في رأس بدر أن يكون بجانب حبيبته، ليكون مطمئن عليها.

بدر: انا كنت هأجر شقه، بس لو مفيش عندك مانع، انا هسكن في الدور الارضي في البيت، الشقه بتاعتنا زمان، علشان اكون مطمن انك مش لوحدك في البيت.
توترت عليا فهى لا تريد أحد يعلم بوجود كريم وهتفت: بس الشقه مقفولة من فترة، واكيد مش هتعجب عمر، كمان دور أرضي.
بدر بإصرار: أرضي بس واسعه، وكويسه هنجيب اللي ينضفها، ولو محتاجه توضيب اوضبها، وكمان علشان السلم بيتعبني.
لم تستطع عليا أن ترفض: تمام البيت تحت أمرك طبعا يابدر.

أغلقت الهاتف، ثم نظرت لصورة كريم التي علقتها على الحائط امامها، هنعمل إيه ساسي كريم؟!
نهضت من فراشها، وتوضأت وأدت صلاتها، ثم ذهبت للنافذه المطلة على الشقه المقابله، وظلت تنظر لها طويلا في انتظار أن يظهر كريم، حتى رأتها تفتح، ويظهر امامها فارس أحلامها.
عليا بابتسامة: استنيتك كتير، هنا في الشباك.

كريم: معقول اول ما افتح الشباك عيني تشوف القمر الصبح كدة منور الدنيا كلها.
عليا بكسوف: قمر مرة واحدة.
كريم: القمر يتكسف يقارن نفسه بيكي ياعليا، تعرفي انتي امنية ياما حلمت بتحقيقها، وحاسس إني قربت خلاص.
عليا بفرحة كبيرة: انا كمان ياما اتمنيت، اليوم اللي هنكون لبعض، من اول يوم شفتك فاكر لما ضربت الشاب اللي كان بيضايقني، قدام الجامعة.
كريم: اكيد فاكر، أي لحظه جمعتني معاكي حتى لو من غير كلام اكيد فاكرها.

عليا بهيام: اول ما شوفت عضلاتك، وقوتك وانت بتضربه، ده غير شهامتك حسيت قلبي بيتنفض جوايا من كتر إعجابي.
كريم: وانا أول ما شوفت دموعك، وخوفك اتجنيت معرفتش إيه السبب بس، لما شوفت نظرة الإعجاب والشكر بعدها حسيت وكأنك اتخلقتي علشان تكوني نصيبي.
عليا وقد تذكرت بدر: على فكرة بدر ابن عمي هيجي يعيش في البيت هنا تحت، لأنه هيشتغل هنا، وعلشان مكنش لوحدي، اوعى تغير أو تضايق منه لأنه بيخاف عليا مش أكتر.

كريم: خلاص مش هضايق مدام دي رغبتك، يهمني انك تكوني سعيدة.
عليا: بص محدش بيستعمل السلم اللي في البيت ورا، خلي مصطفى لو جالك، أو بعتلك حد يكون منه.
كريم: تمام انتي بتفكري في كل حاجه مظبوط.

ابتسمت عليا ورددت: بحب اعمل حساب لكل حاجه، بس مسألتنيش يعني ازاي، جيت هنا الغياب، والكليه؟

كريم: أكيد مصطفى قالي كل حاجه عن اللي حصل عليا وهي تخبط مقدمة رأسها: أه فعلا نسيت، هو فعلا بدر ربنا يخليه ليا كلمه وظبطوا الموضوع.

كريم بجديه: أهم حاجه مذاكرتك علشان الامتحان قرب.
عليا بهدوء: بدر كمان لسه موصيني على المذاكرة، هروح أذاكر علشان هخرج النهارده ازور ملك بنت خالي شوية كده.
ابتسم لها كريم بحب، ثم أرسل لها قبلة فى الهواء: هتوحشيني الشويه دول.
ابتسمت عليا بخجل: انت لا مش هتوحشني.
كريم بزعل: كده برده؟

عليا: مينفعش توحشني علشان انت دايما هنا وهنا.
أشارت على عقلها، وقلبها.
ابتسم لها كريم وأشار لها بيده، وأرسل لها قبله أخرى.
أغلقت النافذه ووضعت يدها على قلبها تريد أن تهدأ من دقاته، توجهت لمكتبها، فتحت كتبها الدراسية، وانهمكت في المذاكرة سريعآ.

عاد سالم إلى المنزل مبكرآ ذلك اليوم، فقد أراد تناول وجبة الغذاء مع أسرته.
حضرت عبير الطعام بسعادة، وحب فطبيعة عمل سالم لا تسمح له بتناول الطعام معهم كثيرآ.
عبير بابتسامة: الوكل جاهز ياحبيبي، هنادي على مرت خالي حالا.
نوارة من خلف عبير قالت بضيق: انا اها جيت، ابقي خلي ياحبيبي دي في اوضتكم، بلاش دلع ماسخ.
هزت عبير رأسها بإحراج: حاضر.

لم يعلق سالم رغم انه بداخله يعلم أن والدته، احرجت عبير، وهذا أشعره بالضيق.
سالم: ياله يا جماعة أني جعان جداً، عامللنا إيه يا أم مروان.
عبير بضيق فقد اشتاقت لسماع اسمها من حبيبها خاصة عندما كان يناديها مدللاً إياها (بيرو) لكن تحدثت بهدوء: عاملة كل الاكل اللي بتحبه
جلسوا سويآ يتناولوا الطعام.

عبير بهدوء: انت هتخرج تاني النهاردة ياسالم، ولا اخيرا هتاخد راحة بقيت اليوم.
سالم: معلش مضطر اخرج، عندي قضية مهمة جدآ اليومين دول ادعيلي.
نوارة مقاطعة: هدعيلك انا ياولدي دعوة الام لا يعلى عليها.
سالم: طبعآ يا أمي، وكمان دعوة الزوجة حلوه.

شعرت نوارة بالغضب فقلب ابنها، بدأ يرق وهذا ما لا تريده، فالمرأة لابد أن تعامل بقسوة حتى ينصلح احوالها، هكذا تفكيرها، والذي رسخته في عقل ولدها، عندما رأته في بادئ زواجه يتعامل بحب مع زوجته.

عبير بهدوء: ربنا يوفقك، وينجيك لينا دايمآ، طيب بعد إذنك ممكن أروح أشوف عليا، وابقى اخدها ونروح لملك شوية.
قبل أن يرد سالم ردت نوارة بسخرية: اه عليا جيت علشان تبقى حجه بقى، كل يوم خروج من البيت، ومياصه، وده يشوفك، وده يتكلم، وبعدين ما انتي كنتي عند ملك امبارح، هى حكاية.
عبير بضيق: مين ده اللي هيتكلم ياما، انا بمشي بأدبي، وكمان حشمة في خلجاتي.

سالم وهو لم يستمع سوى لكلمات والدته( ده يبص، وده يتكلم)، شعر بالغيرة تكاد تقتلة وقال بصرامه: مفيش خروج عليا اطمني عليها بالتليفون وخلاص.
نظرت له عبير بحزن،
للحظه سالم رق قلبه فقال بهدوء: متزعليش ياعبير، ملك قالتلي إن عليا هتروحلها النهاردة، خليكي لبكرة وانا هوديكي بنفسي.
ابتسمت عبير: اللي تشوفه ياسالم خلاص.
اغتاظت نوارة وأرادت أن تعيد ولدها لقسوته مرة اخرى، فكرت قليلا ثم ابتسمت بخبث.

بعد انتهاء الطعام، قالت نوارة موجه حديثها لعبير

نوارة: شوفي حد من الشغالين يعمل لينا الشاي يا عبير.
عبير وهى تنهض: حاضر.
وعندما تحركت خطوتان.
نوارة: العباية دي لونها فرايحي وجميلة قوي عليكي ياعبير، بس محبكة شوية عليكي بلاش تلبسيها قدام حد تاني، خصوصي لو راجل.
سالم بغيرة، وعين يطق منها الشرر: قدام راجل مين ياما.

عبير بصدمة: راجل مين اللي تقصديه يامرت خالي، تقصدي أحمد، انتي عارفه إن احمد أخويا في الرضاعة ومتربين سوى، وكان جاي مع امه من غير ما اعرف، ولما شافني أني كنت متحجبه، انتي ليه عايزاه تعملي مشاكل بينا.
سالم بغضب: مفيش اخوكي في الرضاعة ولا يحزنون، هو راجل زي أي راجل.
عبير بدموع: والعباية واسعة ياسالم، وبعدين قولتلك انهم جم فجأة، وإلا كنت هلبس اسدالي.

نوارة: وانتي بقى لسانك طول، وبتردي عليا، وعلى جوزك، ده علشان إيه إن شاء الله إيه شدك أوي إكده؟
عبير ببكاء وعصبية: حرام عليكي بقى، ارحمينا أنا عملت معاكي إيه، ليه بتحبي تنكدي عليا، انتي سبب التعاسة اللي أنا فيها
انتي حتى بنتك صعبه معاها.
سالم بغضب: اكتمي نفسك ياعبير عاد.
عبير بعصبيه وصوت عالي: لا مش هسكت، هى طول الوقت بتقسيك عليا، لعند ما شككتك في أخلاقي، وحبي ليك وانت ماشي ورا كلامها كيف الأعمى.

تفاجأت بصفعه قوية أوقعتها أرضاً، وضعت يدها بتألم على وجنتها، ونظرت لسالم بصدمة، وهو ينظر ليده في عدم تصديق لما فعله تواً.
وهناك عيون تملأها السعادة، تتابع ما حدث بفخر فهذا ما أرادته، هذا بطلها الذي يظهر قوته على زوجته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة