قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل الخامس

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي بجميع فصولها

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل الخامس

حين يسري العشق في وريدي، لن أستطيع التخلص منه، فإن فقدته سأموت حتماً، وإن كان في العشق عذابي؛ فأهلآ بك أيها العذاب.
بعد أن وصل بدر أمام الجامعه وفي قلبه غصة، فاليوم علم أنه لا حق له أن يحلم بالفوز بحبه الوحيد، ها هى تعشق رجل أخر.

شرد قليلآ وهو يردد لنفسه:
عش واقعك يا ولدي
ولا تحلم أن يحدث اكثر
لا أحد يهتم لحبك
ولا يشعر أبدا بما تشعر
لا تحلم ان تطرح أرضك
البور، او أن شجرك يثمر
منبوذ انت يا ولدي
لا تصلح الا لصديق
او جلسة سمر لا اكثر
لا تحلم ان يزهر وردك
شيطان انت لو فكر
قلبك في الحب ان يبحر
ستصدم بسهام ناريه
و سكين على عنقك ينحر
و شروق بلا ضوء احمر
و يخفون القمر من ليلك
ليصبح معتوم اسمر
و تمطر في كل الدنيا
و سحابك انت لا يقطر
و تشعر في لحظة انك
شيطان عن حبه عبر.

أفاق من شروده على دموع ساخنة تنساب على وجنتيه، تشاركه ألمه، مد يده ومسحها بهدوء ثم
ترجل من السيارة يريد مقابلة ذلك المدعو كريم، يتوعد في نفسه له، إن كان يريد إستغلال مشاعر قطته، فحتى إن أذت قلبه بأظافرها، ستبقى قطته التي يعشقها.

اقترب بتعجب من جمع كبير للطلاب، يعلو أصواتهم ما بين صراخ، وبكاء، وصياح يستنجد أن تسرع سيارة الإسعاف، اقترب أكثر ليصدم عندما رأى كريم ملقى على الأرض ينزف دمآ، فقد صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق، علم أنه كريم من خلال الصور التي كانت ترسمها عليا، وأيضاً استمع صوت بعض الطلاب الوافين بجواره يرددون اسمه.

وما هى إلا ثوان من وقوف بدر بجوار الحادث حتى حضرت سيارة الإسعاف، وعندما نقلوه إليها، اقترب بدر منهم لا يعلم لماذا، ولكنه اقترب فسمعهم يقولون أن النبض أوشك أن يتوقف، ثم أغلقوا باب السيارة سريعآ وانطلقوا للمشفى.

جلس والد حازم أمام صديق له يعمل كطبيب في أكبر مشفى خاص بالأسكندريه
محمد بترحيب: ازيك يا أمين والله واحشني ياراجل.
أمين بابتسامه هادئه: والله وانت يا محمد أنا كنت بعمل تحاليل، وشويه وهاخد جلسة الكيمو فقلت اعدي أشوفك زي كل مرة قبلها.
بدت علامات التأثر على محمد ثم ردد بهدوء: لسه برده مش عايز تقول بتعبك لحازم؟

أمين بقلة حيله: حازم! ده حتى مش ملاحظ تعبي، ولا خد باله من شعري اللي بدأ يقع، ولا شكلي اللي اتغير
كل همه ياخد فلوس ويسهر للصبح، وينام بالنهار، أنا خايف عليه أوي يامحمد خايف أموت وهو مش مسؤل.
محمد بهدوء محاولاً تهدئة صديقه: بعد الشر عنك يا أمين ان شاء الله هتخف وتبقى كويس، مش انت قولتلي في الفون انك قولتله يتجوز وفعلا اختار عروسه، يمكن لما يتجوز يعقل يا أخي ولا تعلم.

أمين بموافقه على كلام صديقه: أيوه فعلا انا قولتله وهددته بحجة اني محتاج حفيد بأقرب فرصه كوريث، وأنا اساسا قولت اكيد لما يتجوز ويخلف ويبقى أب هيشيل المسؤليه، واطمن عليه بقى
محمد بابتسامه مشجعه: ان شاء الله هيبقى تمام، وأنا ياسيدي اللي هبقى اتابع حمل مراته واولدها كل مرة مجاناً علشان خاطر تشيل أحفادك مش حفيد واحد.
ضحك أمين وقال: يااه كده اطمنت ان اكبر وأشهر دكتور نسا هو اللي هيستقبل أحفادي،ومجاناً ربنا يديم الود يا صاحبي.

وقف أمين وأغلق سترته وهتف مبتسماً: أسيبك بقى لشغلك واروح لجلسة العذاب.
نعض محمد هو الأخر وقال وهو يدور حول مكتبه: لا انا خلصت الشغل النهارده، وهاجي معاك علشان اكون جمبك.
ربت أمين على كتف صديقه، ونظر له بعرفات وخرجا سوياً من المكتب.

قامت عبير بتحضير طعام الغذاء، حضرت الأطعمة التي يحبها سالم، ثم وضعتها بالأطباق بطريقه مزينه، وخرجت من المطبخ واقتربت من والدة زوجها.
عبير: مرت عمي مش هتعوزي حاجه مني قبل ما اطلع.
نوارة ببرود: لا معايزاش حاجه، بس وين مروان.
عبير بهدوء: مروان بيلعب مع أم السعد برة، مستني سالم علشان يشوفه قبل ما ينعس.
نوارة: حبيب سته، طيب خلاص لو حابة تطلعي مع السلامة.

لم تعد عبير تتعجب من أسلوب نواره زوجة خالها، وأم زوجها، فقد تعودت على جفاف المعاملة، دون أسباب.
نفضت ما في ذهنها، فهى الأن تجاهد في استرجاع معاملة زوجها وعشقها منذ طفولتهم، لا تعلم لما تغير معها بعد فترة وجيزه من الزواج، أصبح لا يهتم بها، لكنها ستحاول مرارآ حتى يعود حبها الذي افتقدته.

صعدت الدرج المؤدي للطابق الثاني، ومنه إلى غرفتها، وضعت الطعام المغطى بالورق الحراري على المنضده، ثم ارتدت فستان رقيق، باللون الزهري، وتزينت ببعض المساحيق البسيطه، ثم أطفأت الأنوار، وأشعلت بعض الشمعات، مع تعطير الغرفه بعطر أضفى جو مريح للأعصاب.
جلست على كرسي هزاز، تنتظر عودة حبيبها، شردت تفكر محدثه نفسها: يا ترى ياسالم فاكر النهارده إيه ولا لأ.
في الأسفل عاد سالم من عمله، وحمل مروان واحتضنه بحب، ولعب معه وقت قليل.

نظر سالم للخادمه: خدي مروان اوضته يا ام السعد، كفاية لعب كدة، الهوانم جوه؟
أم السعد: أيوه يابيه، ست عبير اكلت مروان، وحضرت اكل تاني مخصوص لحضرتك، وطلعت، وست الحاجه بتتفرج على التلفزيون .
دخل سالم وألقى التحية على والدته، واقترب منها، وقبل يدها.
نوارة وهى تربت على كتف سالم بحنان: كيفك ياولدي، قولي حاساك متغير اكده بجالك فترة.

سالم بهدوء: ولا حاجه ياما، الشغل ودوشته .
نوارة وهى تنظر له بنصف عين: هتخبي على امك بردك ياسالم، عمر الشغل ما كان بيتعبك إكده، انت اللي شاغلك السنيورة مرتك صوح.
سالم بهدوء: بصي ياما عبير بت عمتي قبل ما تكون مرتي، واني عارف أخلاقها كويس، بتعمل كل شئ يرضيني، مش لازم تكون زي مرت خالي، أني بس حاسس عقلي هيشت.

نوارة باستهزاء: وايه مانعك روح دلعها، وكلمها كلام من بتاع التلفزيون.
سالم بحزن: مش عارف كل ما اقول اتعامل كويس، صورة مرت خالي تاجي قدامي، واخاف ألين معاها، تفتكر حبي ضعف.
نواره بابتسامة: ها اديك قولت أها، الحب ضعف ياولدي، أبوك طول عمرة ما قال كلمةحنية، وكان شاكمني، يبص البصة اترعب، واشوف طلباته. الله يرحمه، علشان إكده رباتكم أحسن تربيه، بقيت راجل صوح، وخيتك فضلت في طوعنا مبتتحركش يمين، ولا شمال إلا بالإذن، وحتى الكليه اللي انت وافقتها تاخدها كنت ببعت اللي يرقبوها البت لازمن مية عين عليها، وإلا تسيب.

شرد سالم في كلام والدته قليلآ، وتذكر ما حدث قبل قليل وهو في العمل، وهو يتحدث مع صديق له في قسم الأداب

سالم بضحك: شغلك في الأداب روقان يا عم مصطفى هنياله، ولا مطاردات ولا سلاح.
مصطفى: هههه بطل أر ياسالم بيه، كفايه الأرف اللي بنشوفه، لسه امبارح مقتحمين شقه، وماسكين كتير، منهم واحدة مرات رجل أعمال تقيل، لما جه وشافها كان هيتجنن، وفضل يضرب فيها، ويقولها اخرت حبي ليكي، أخرت الحرية اللي ادتهالك، أخرت ألمفاجأت ليكي علشان اسعدك، وهوب وقع من طوله، وانتقل المستشفى، تعرف لما اتنقلت من القاهرة لهنا تخيلت مش هشوف كلام من ده زي عندنا بس الظاهر أغلب الستات بدهم الحرق
سالم بحزن: يا حول الله يارب، مستحملش، كان لازم يعاملها بشدة علشان متخرجش من طوعه..

مصطفى بجديه: لا يا عم مش للدرجه دي، المحترمة محترمة حتى لو جوزها مش موجود خالص، واللي عايزه تمشي بمزاجها، هتمشي لو جوزها سي السيد.
شعر سالم باختناق فوقف وهتف: طيب استأذن أني، أصلي اتوحشت الواد مروان وما صدقت النهارده اخلص بدري.
وقف مصطفى وسلم بيده: مع السلامه نورت ياباشا، ابقى خلينا نشوفك.
عاد سالم من شروده على صوت نواره
نوارة: إيه ياسالم رحت فين ياولدي.
سالم: مفيش ياما بعد ازنك، اطلع أريح.
هزت نوراه رأسها بالموافقه وهى تردد: أيوه اطلع ياحبة عيني اتغدى وريح شويه.

صعد سالم وقبل أن يدخل، وضع يده على جيب سترته وأخرج سلسله على شكل قلب يُفتح وفيه صورتان، صوره له، وصورة لعبير، وحدث نفسه قائلا: ياااه نفسي أعبر عن حبي، ياعبير حياتي، بس خايف؛ أيوه خايف الظابط اللي مجنن المجرمين خايف، وضعها في جيبه مرة أخرى.

دق باب الغرفة، ودخل تفاجأ بالغرفه مزينه بطريقه جميلة، ورود وشموع، ورائحة العطر الذي يعشقه، بحث بعينه عن عبير حياته، وجدها تجلس مغمضة العين، وهى في أبهى صورها، دق قلبه بفرحة، وحب، وابتسامة ارتسمت على شفتيه، أغلق الباب بهدوء واقترب منها ظناً منه أنها نائمه، دنى من وجهها وظل يتأمله بحب وتنهد بصوت ففتحت عبير عيناها وابتسمت بفرحه من نظراته التي افتقدتها وقالت بحب: الحمد لله على سلامتك، محستش وانت بتفتح الباب كنت شاردة شوي.
ابتسم سالم بهدوء: الله يسلمك، إيه كل الحاجات دي.

اقتربت منه عبير بدلال: انت جاي تعبان من شغلك، قولت اجدد في الأوضه شوي، اشتريت الحاجات دي.
نظر لها سالم بقسوة مفاجأة، امسكها من ذراعها: وخرجتي من غير اذني.
عبير بتألم، وتعجب من تحوله المفاجأ: لا ياسالم مخرجتش، بعت البواب، كتبتله ورقه وراح جابها.
سالم: وانتي خرجتي وكلمتي البواب؟

عبير بحزن ودموع: لا شيعتله أم السعد، متخافش ياود خالي أوامرك بتتنفذ بحذافيرها، فيه أوامر تانيه؟!
عندما رأى سالم دموعها، لام نفسه وتحدث بهدوء: مش أومر، أنا بخاف عليكم.
عبير بهدوء: اه عارفه، الوكل جاهز وسخن.
اقترب سالم من الطعام، وجد كل ما يحب من الاطعمة، أعدتها له حبيبته.
بعد أن انتهى من طعامه، اقترب منها يريد أن يبثها حبه، وشوقه لكن هناك صراع بداخله، لا يستطيع.
سالم: تسلم يدك.

نظرت له ونسيت حزنها ورددت بابتسامه: تسلم.
قامت عبير و فتحت موسيقى هادئه، كانت دائمآ تستمعها مع سالم أيام خطبتهم، رق قلب سالم، ونسى مخاوفه بعض الشئ، ثم اقترب من حبيبته، وأخرج العلبه من سترته، وأعطاها لها: إيه رأيك في السلسلة دي.
عبير بفرحة أنه تذكر عيد زواجهم: الله جميلة أوي ياسالم، قلت أكيد مش هتنسى عيد جوازنا.
سالم تصنع اللامبالاه: لا اني كنت مع واحد صاحبي ولقيت بيعمل واحده لمرته، عجبتني عملت زيها وبس.

هزت عبير رأسها بيأس، فهي تعلم جيدآ انه يكذب، وأنه يتذكر عيد زواجهم، لكنه لا يريد الإفصاح عن مشاعره
فقالت بهدوء: طيب ياسالم، ممكن تلبسها ليا.
تردد سالم لكن لم يستطع الرفض: اه ماشي هاتي، عندما اقترب منها شعر بدقات قلبه تنطق بحبه، ألبسها إياها فالتفتت له ليصبح وجهها قريب منه وقالت: الناس بقلب واحد، وانا دلوقتي بقلبين، هحافظ عليها، زي ما بحافظ على حياتي.

وضعت يدها حول رقبته وبدأوا يتمايلون، على أنغام الموسيقى، وهو ينظر بحب لعيناها، وكأنه مغيب إثر النظر لهم.
كانت عبير تكاد تطير من فرط سعادتها، ويشاركها سالم تلك السعادة، لكن فجأه وكأن كلام صديقه مصطفى، وكلام نوارة كشريط يدور في أذنه وعقله، فدفع عبير عنه بقسوة.

عبير بصدمة: فيه إيه ياسالم، حصل مني حاجه.
سالم بجمود: أنا مليش في مسخرة النسوان دي، اظبطي نفسك أحسن.
كسى الحزن، والصدمه ملامح عبير ورددت بصوت مكسور: حاضر ياسالم، هبطل مسخرة مع جوزي.

بعد أن عاد بدر للبيت، شعر بالقلق على عليا، فهل يا ترى أحبته، لدرجة أنها ستصدم من خبر تلك الحادثه، أم هى مشاعر عابرة، فهو برغم جرحه إلا أن المهم الأن عنده هو قلقه على حبيبته.
استأذن بالدخول لغرفة عليا بعد أن قرر أنه لن يخبرها، أذنت له والدته بالدخول.
بدر: السلام عليكم، ازي عليا دلوقتي يا أمي؟

إيمان: الحمد لله ياولدي، الحرارة نزلت، مش فاهمة ازاي تسيب الشباك مفتوح في البرد ده.
بدر: ما انتي عارفه عليا بتعشق جو الشتا، والهوا البارد، من وهى صغيرة تلاقيها راحت عليها نومة كالعادة.
فتحت عليا عنيها بهدوء وقالت بصوت ضعيف: لسه فاكر يابدر اني بحب المطر، والبرد.
ابتسم بدر: الحمد لله على سلامتك، اكيد فاكر، لما ننزل الصعيد في الشتا، كنتي تجري في المطر وانا اجري وراكي، وطبعا مقدرش الحقك، كنت بموت من الخوف عليكي لتخدي برد، بس كنتي عناديه.

وقفت إيمان وقالت:الحمد لله انك فوقتي حبيبتي هروح اجبلك حاجه سخنه، واطمن على ستك، واطمنها عليكي.
عليا: اسفه على تعبك معايا ياطنط.
ايمان: انتي بتي ياعليا وربنا يعلم، اني بحبك ورايده مصلحتك.

خرجت إيمان من الغرفه، وتركت بابها مفتوح.
اعتدلت عليا في جلستها، ونظرت لبدر: ها قولي بقى سبب قلقك ايه، ومتقولش مفيش لأني حاسه بيك.
بدر بابتسامه فها هى تشعر به دون أن يتحدث: قلقان عليكي بس.
عليا: طيب وسبب حزنك، عيونك بتتحول للأخضر الغامق لما تكون حزين، اعترف.
ارتبك بدر قليلا، ثم قال: أصل حسناء وعمر انفصلوا، واكيد زعلان علشان عمر.

عليا بصدمة: بتقول ايه، معقول يكون أنا السبب.
بدر بتعجب: انتي السبب ليه، هى انسانه طماعة متزعليش مني علشان صاحبتك.
قبل أن تتحدث عليا رن جرس المنزل، وذهب بدر ليفتح، وجد حسناء أمامه التي عندما رأته انزلت بصرها في الارض وقالت باستحياء: ممكن أطمن على عليا، هى مجتش الجامعة النهاردة.
بدر بنظرة غيظ، واحتقار: اه اتفضلي.

دخلت حسناء غرفة عليا، وما أن رأتها عليا علمت أنها حزينة جدآ.
اقتربت حسناء منها: ألف سلامة عليكي ياعليا، قلقت لما مجيتش النهارده.
عليا: الله يسلمك ياحسناء، شوية برد، هو صحيح اللي عرفته عنك وعن عمر؟!
حسناء بهدوء: كل شئ قسمة ونصيب.
لامت عليا نفسها فهى من أخبرت عمر بالهاتف دون أن تقصد فرددت بحزن: حسناء أنا والله ما قصدتش أقول لعمر عن الفون، كنت فاكراه عارف، بس انا يظهر
ال...

قاطعتعا حسناء: حصل خير ياعليا، أنا مش ل عمر، قرار الانفصال كان قراري، مش بسبب الفون خالص، صدقيني الحب مش كل حاجه، وده اللي لازم تفهميه، وده الموضوع اللي جايالك فيه دلوقتي.

عليا بتعجب: موضوع ايه؟
حسناء: حبك الوهمي لكريم، لازم تنسيه وتفوقي.
عليا بتعجب انتي ليه بتقولي كده؟!
وبعدين كريم هيتقدم قريب، هو قال كده يوم الحب، هو بس مكلمنيش علشان خايف على سمعتي.

حسناء بقلق وتردد: عليا انا خايفه عليكي، ممكن تشوفيني وحشه، وغلطانه في عمر، بس انتي صاحبتي ومهما حصل لازم انصحك
انتي لازم تنسي كريم، لأنه مش هيتقدم. صدقيني انا بحبك جدا وخايفه عليكي.
عليا بعصبية: انتي بتقولي ليه كده، انطقي يا حسناء بقى فيه ايه؟

حسناء بنبرة مترددة لكن خانتها دموعها وانسابت قبل أن تتحدث: أصل كريم عمل حادثه النهارده، عربية مخالفة خبطته، وهو بيعدي الطريق.
هذه الكلمات نزلت على قلب عليا، كسهام مصوبه لها.
عليا بضعف وتردد: و و حصله إيه؟
حسناء بخوف على صديقتها، لكن لابد أن تعلم: أنا مقدرتش استنى فروحت وراه المستشفى، ولسه جايه من هناك، وسمعت الدكتور بيقول شيدوا حيلكم، وقرايبه كانوا بيصرخوا بإسمه.

صرخت بها عليا: كذابة انتي كذابه، علشان بعتي حبيبك عايزاني أكون زيك، اطلعي بره بره.
اجتمع من بالمنزل على صوت عليا التي تعلم بداخلها أن صديقتها لا تكذب عليها مطلقآ، لكن هى لا تريد تصديقها.
بدر بقلق: عليا حصل إيه؟! وعندما رأى دموع حسناء، فهم ما حدث.
ايمان: مالك ياعليا بسم الله، وضمتها بحنان حتى هدأت، إيه اللي حصل يا حسناء.
بدر مسرعآ: مفيش يا أمي تلاقي عليا زعلانه من حسناء علشان سابت عمر.

إيمان بأسف: صوح الكلام ده ياحسناء؟
هزت حسناء رأسها بنعم ثم استأذنت وخرجت، ثم تبعها بدر وسألها: قولتلها على كريم؟
تعجبت حسناء بمعرفة بدر بما حدث لكريم، وايضآ حب عليا له فهزت رأسها وقالت: أيوه كريم الله يرحمه
ثم انصرفت مسرعه وهي لا تستطيع أن توقف بكائها

نامت عليا في أحضان إيمان دون إصدار أي رد فعل أخر، حتى أنها لم تبكي.
بعد فترة استيقظت عليا من نومها، وخرجت من الغرفه.
الجدة: عليا تعالي يابتي بقيتي زينه؟
عليا بهدوء: الحمد لله ياستي.
إيمان: هقوم اجبلك حاجه تاكليها.

عليا مسرعة: معلش ياطنط شبعانة دلوقتي، هو عمي فين وبدر.
إيمان: بيصلوا العشاء في الجامع وزمانهم جاين.
بعد قليل وصل كامل ومعه بدر: السلام عليكم.
الجميع وعليكم السلام.
كامل: كيف حالك يابتي دلوكيت.
عليا: الحمد لله احسن ياعمي.

كامل: طيب ياستي، انتي خلاص هتخلصي الكلية السنة دي، وفيه دكتور أطفال ابن واحد صاحبي كلمني امبارح، عليكي راجل أخلاق، ومتعلم زي ما بتقولي، ها اقوله ياجي ميتى؟
بدر بصدمة، وعصبيه يداريها: يابا لما تخلص امتحانات اول متشغلهاش، هو كل ما تشوفها تقولها على عريس.
تحدثت عليا بملامح جامده: عمي أنا مش عايزه اتجوز خالص.
كامل بعصبيه وزعيق: بتقولي إيه، ها إيه الحديت الماسخ ده، ليه معيوبه اياك.
إيمان بعصبيه: إيه ياحاج كامل الحديت ده، لااا عليا تربيتي.
بدر بعصبية: ليه كده يابا أخلاق عليا مفيش عليها غبار.

كل هذا حدث أمام عليا المصدومة من كلام عمها، لكن تعلقت عينها ب بدر الذي يدافع عنها باستماته، ولأول مرة يعلو صوته أمام أبيه، فعلمت بالفعل أنه بجانبها.

الجدة: استغفر ربنا ياكامل واهدى ياولدي، عليا وانت اللي مربيها.
جلس كامل بوهن: أستغفر الله العظيم، عارف ياما أخلاقها زين، بس مش عارف ليه بترفض حاجه تجن العاقل.
وقفت عليا بهدوء: بدر لو سمحت ممكن كلمة في التراس.
وقف بدر وذهب معها: خير ياعليا، متزعليش اكيد بابا ميقصدش.
عليا: عايزاك تقف جمبي في قراري اللي هقوله، أياً كان ممكن؟

بدر: طبعآ أنا جمبك دايمآ، بس خير
عليا: أنا عايزه أرجع الصعيد، عايزه أبعد عن هنا شويه
اتسعت عين بدر بصدمة: بتقولي إيه؟! وليه، طيب وكليتك.
عليا بدموع مكتومة: أرجوك يابدر عايزاك تقنع عمي إني أروح هناك، وهذاكر وابقى أجي على الامتحان، لولا أن معدش ينفع انقل ورقي دلوقتي كنت نقلته.
بدر بحزن لانه يعلم سبب قرارها: طيب وحضورك؟
عليا: أنا عارفه إن ليك علاقات في الكلية، كلم مصطفى او أي حد، دي اول مرة أطلب منك تتوسط ليا هناك، خليهم يعدوا غيابي أو اعمل شهادة مرضية أي حاجه بس مش عايزة أروح الجامعة.

شرد بدر بحزن وحدث نفسه: للدرجة دي مش عايزه تروحي الكلية علشان مش هتشوفيه.
بدر بحزن واضح على ملامحه: حاضر ياعليا هعمل اللي يريحك بس بشرط إنك متقصريش في مذاكرتك.
عليا بهدوء: متخافش هذاكر.
بالفعل استطاع بدر أن يقنع والده، وجدته رغم رفضهم لكن بعد محاولات كثيرة جدآ، بحجة أنها اشتاقت لعبير ولن تستطيع التركيز في مذاكرة دروسها إلا بعد الاطمئنان عليها.

أوصل بدر عليا لقنا واستقبلهم سالم، وذهبوا معه للمنزل.
تجري عبير بفرحة واحتضنت عليا التي بدورها ضمتها بقوة وكأنها تضم والدتها.
عبير بدموع: اتوحشتك أوي ياعليا.
عليا بدموع: وانتي كمان وحشتيني أوي أوي ياعبير، فين مروان حبيبي.
عبير بسعادة: نايم، شوية ويقوم.

سالم: الغدا جاهز ياعبير؟
عبير: أيوه اتفضلوا، كيفك يابدر وازي عمي ومرت عمي، وجدتي معلش فرحتي بعليا نستني، أرحب بيك.
بدر: الحمد لله، بخير وبيسلموا عليكم كتير.

جاءت نوارة وقامت بالترحيب بهم.
بعد أن انتهوا من وجبة الغذاء، أصر بدر على الرحيل في نفس اليوم.

مرت عدة أيام على أبطالنا كل منهم على حاله

علم حازم بانفصال حسناء، ولم يتتردد في التقدم لها سريعاً هو ووالده، وتمت الموافقه عليه رغم عدم ارتياح والد حسناء لكنها أصرت أن حازم هو شاب مناسب.
دخل عمر في حالة اكتئاب؛ بسبب جرح قلبه بيد حبيبته.
بدر يذهب لعمله أوقات كثيرة، ويشعر وكأن روحه ليست معه فهو يحيا لأنه يتنفس فقط.

جلست عليا بعض الأيام مع أختها في منزل خالها، لكنها لا تشعر بالراحه، فنظرات الجميع تريد معرفة سبب شحوب وجهها، وحزنها، لكنها لم تريد التحدث عن ما بها لأحد، كما أن معاملة نوارة لعبير بطريقه جافه لم ترق لعليا مطلقاً، قررت الذهاب لبيت والدها والعيش فيه تلك الفترة لحين اقتراب موعد امتحانه وأصرت على قرارها رغم معارضة عبير، وسالم.

دخل بدر شقته، ونادى على عمر وعندما سمع صوته في الغرفه الخاصه به توجه إليه فوجده يرتدي ملابسه، ويستعد للخروج فألقى التحيه، واقترب منه قائلاً: ازيك يا عمر أخيرا قررت تخرج ها بتلبس وعلى فين كده؟!
عمر بهدوء وهو يهندم سترته: القاعة اللي كنت متعاقد معاها، مديرها كلمني، وانت عارف ده اخر العقد بتاعي، والناس طلبني بالإسم، طالبين المطرب المجهول فلازم اروح.

بدر بجديه: طيب كويس اهو تغير جو وبعد كده تسيبك خالص من الشغل ده،وتركز في مهنتك اللي هتكسر الدنيا فيها ان شاء الله.
نظر عمر له وقال: ان شاء الله خلاص اللي كنت بعمل كده علشانها راحت فملوش لزوم الشغل الإضافي أنا لازم أنجح كمحامي.
نظر في ساعة يده، ثم رفع نظره لبدر مرة أخرى وهتف:لسه حوالي ساعه ونص على ميعادي إيه رأيك تيجي معايا أهو تفك انت كمان شويه؟
وقف بدر وردد بترحيب: تمام موافق أنا أساساً مخنوق وحابب أغير جو، هغير هدومي بسرعه ونمشي.

بعد فترة وصلوا للقاعة، ثم ترجلوا من سيارة بدر هما الإثنين، وتوجهوا للداخل، لم يعلموا أن هناك مفاجأة صادمة لهم تنتظرهم بالداخل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة