قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون والأخير

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون والأخير

صعد سليم درجات السلم بلهفة، يدعو الله أن لا تكون نوران قد غلبها النوم، يشتم فى سره زين الذى صمم على أن يخرجا سويا بحجة مناقشته فى موضوع هام ولا يحتمل التأجيل، ليظل يتحدث فى أمور عادية، وغير مهمة، وكلما أراد سليم النهوض لكى يعود الى منزله، إلى نورانه، يمنعه وهو يخبره أن تلك المواضيع الجانبية هى مقدمة للموضوع الذى يرغب فى مناقشته معه، حتى أصاب سليم الضجر وأدرك تأخر الوقت لينهض مغادرا ومتجاهل نداءات زين له، غافلا عن تلك الإبتسامة التى ارتسمت على وجه زين بعد مغادرته..

اقترب سليم من حجرته حيث توجد نوران، حبيبته التى اشتاق اليها حد الجنون، ليفتح باب الحجرة بلهفة ويفاجأ بتلك الشموع المضاءة والتى تزين الحجرة بأكملها، تتوسط تلك الحجرة تلك الفاتنة التى تزوجها، حبيبته نوران، ترتدى فستانا من الحرير الأبيض ذا حمالات رفيعة يضيق من عند صدرها حتى خصرها لينساب بنعومة على جسدها مظهرا تفاصيله المنحوتة بدقة، وتجمع شعرها الناعم على كتف واحد بمظهر خلاب..،

أحس أنه يعوضه عن ليلة زفافهما والتى لم يراها فيها بفستانها الأبيض، اقترب منها بعشق، تتشابك نظراتهما، وتتعالى دقات قلبهما حتى وقف أمامها تماما، تأمل ملامحها بشوق وكأنه يحتضنها بعينيه، لتعشق نظراته التى لطالما حلمت بها، ألقى نظرة سريعة متأملة لمحيطه، ابتداءا من ذلك القلب المزين بالورود على سريرهما، وتلك الشموع ذات الرائحة العطرة، ونهاية بتلك الطاولة والتى تقبع عليها أشهى المأكولات يتوسطها شمعدان على شكل قلب، ليعود بنظراته اليها قائلا:
كل ده علشانى؟

أومأت برأسها دون أن تتحدث ليبتسم قائلا بتقرير:
عشان كدة زين أخدنى بعيد عن البيت، انتوا متفقين صح؟
ابتسمت مجددا دون أن تنطق بحرف، ليميل عليها قائلا:
تفتكرى ممكن يكون فيه حاجة أكتر من العشق يوصف احساسى بيكى دلوقتى؟

نظرت اليه وهى تقترب منه حتى لفحته أنفاسها وهى تقول بهمس:
الأكتر من العشق هو الوله، وأنا ولهانة بيك ياحبيبى
أغمض عينينه يتنفس أنفاسها، يستنشق عطرها الرائع، ويستمتع بكلماتها التى أذابته ولها بها، ليفتحهما مجددا وهو يرفع يديه يحيط بهما وجهها، هامسا أمام شفتيها:
العشق انتى، الوله انتى، وروحى انتى يانوران

ليضم شفتيها مع آخر كلمة فى قبلة مشتاقة بادلته اياها وهى ترفع يدها تضم رأسه اليها ليتعمق بقبلته ثم يبتعد عنها فقط كى يتنفسا وهو يضع جبهته على جبهتها ليعود ويقبل أنفها نزولا الى شفتيها ومرورا بذقنها قبلات ناعمة متفرقة، يمرر شفتيه على عنقها ببطئ لتشعر بدقات قلبها تتسابق مع الريح لتأخذ نفسا عميقا كى تتمالك نفسها وتخرج من دوامة المشاعر التى أغرقها بها حتى تستطيع اخباره بمفاجأتها قبل أن ينسيها العالم بين ذراعيه، لتقول بهمس:
سليم

غمغم من بين قبلاته لها قائلا:
اممم
ليعود الى تقبيل عنقها بشغف لتبتعد عنه قائلة:
سليم

نظر إليها بعينين غائمتين من المشاعر يتساءل بحيرة عن سر مقاطعتها لتلك المشاعر الثائرة بينهما، لتمسك يده وهى تتجه الى السرير، تجلسه وتجلس بجواره وسط حيرته التى ازدادت، لتأخذ نفسا عميقا قبل ان تقول:
أنا عندى خبر بتمنى يفرحك أد ما فرحنى
عقد حاجبيه فى تساؤل قائلا:
خير يانوران

نظرت الى عينيه تود رؤية رد فعل تلك المفاجأة عليه قائلة:
أنا حامل
اتسعت عينيه بصدمة، لينظر الى بطنها ثم يعاود النظر اليها قائلا بلهفة وقد بدأ يستوعب معنى كلماتها:
نوران، انتى بتتكلمى جد؟

ليمد يده ويضعها على بطنها قائلا بلهفة:
انتى حامل بجد ولا انا بتهيألى انى سمعت كدة؟
انفرجت أساريرها القلقة لتبتسم وقد ترقرقت الدموع بعينيها وهى تشعر بسعادته لتهز رأسها تأكيدا ليحتضنها بقوة قائلا:
أنا مش مصدق نفسى، يعنى هبقى أب يانوران؟ هيجيلنا طفل يملى علينا حياتنا
ابتسمت نوران قائلة فى حنان:
هيكون حتة منى ومنك، هنعلمه كل حاجة اتعلمناها، حتى الحب، هنعلمه ازاى يحب ياسليم

ابتعد عنها يضم وجهها بيديه قائلا فى عشق:
أنا لازم أحمد ربنا كل يوم على وجودك فى حياتى يانوران، انتى جيتى نورتيلى دنيتى اللى كانت من قبلك مفيهاش غير الضلمة والسواد وبس، وكمان بتهدينى أجمل هدية ممكن اى راجل يتمناها
لتضع يديها على يديه الساكنتين على وجهها قائلة:
انت كمان هدية ربنا لية ياسليم

لم يستطع ان يقاوم أكثر ليهبط بشفتيه على شفتيها يغمرها بقبلات متفرقة، يهمس بأحلى كلمات العشق مابين القبلة والقبلة، لتذوب هى بين ذراعيه عشقا وتنطفئ الشموع رويدا رويدا، فحديث العشق قد طال وعندما يطول حديث العشق ينسى العاشقون أى شئ سوااااه

بعد مرور بضعة أشهر
ابتسمت بدور وهى تجيب هاتفها قائلة:
زين
تنهد زين قائلا:
قلب زين وعمره كله
تخضب وجهها بحمرة الخجل لتقول متلعثمة:
احمم، أخبارك إيه؟
ابتسم يدرك خجلها ليقول بحنان:
بخير طول ما انتى بخير
ابتسمت قائلة:
طب الحمد لله، ممكن بقى تسيبنى أنام، عشان بكرة هيبقى اليوم طويل

قال زين بمرح:
لأ مش ممكن، ست البنات لازم تجيلى البيت حالا؟
قالت بدور بدهشة:
الوقتى، طب ليه؟ احنا مش فرشنا الشقة وكل حاجة جاهزة عشان كتب كتابنا وفرحنا اللى بكرة ده يازين؟
قال زين بإصرار:
حبيبة قلب زين، اسمعى بس الكلام وتعالى حالا ومش هتندمى، عاملك مفاجأة

تنهدت بقلة حيلة قائلة:
خلاص يازين، جاية حالا، مسافة السكة
قال زين:
متجيش لوحدك، أنا بعتلك العربية بالسواق مستنياكى تحت
ابتسمت تعلم خوفه الشديد عليها من القيادة ليلا، لتقول بحنان:
ماشى يازين، سلام

لتغلق الهاتف وهى تنهض لتبدل ملابسها وهى تبتسم على جنون حبيبها، نعم فزين قد تسلل الى قلبها وامتلكه امتلاكا، أرسله الله عوضا لها عن كل مالاقته من عذاب لتعوضه هى بدورها عن زوجته الراحلة فكليهما يحتاج الآخر، يشبه الآخر، ويعشق الآخر

دقت بدور جرس الباب ليفتح لها زين وهو يبتسم قائلا بمرح:
أهلا بأميرتى، مفتحتيش الباب ليه بالمفتاح اللى معاكى؟
ابتسمت قائلة:
خفت أبوظ المفاجأة، قوللى بقى هى إيه؟ ؟

أمسكها من يدها وأدخلها الشقة وأغلق الباب لتقف بدور مصدومة وهى ترى والديها يقفان فى وسط الردهة يتطلعان إليها باشتياق، تغمر عينيهما الدموع، تجمعت الدموع فى عينيها وهى تنظر إليهما لتتقدم منهما بخطوات بطيئة لم تلبث ان تسارعت حتى وصلت إليهما لتلقى بنفسها فى أحضانهما تضمهما بلهفة وحنين، يراقبهم زين بقلب يبكى، رفع يده يمسح دمعة سقطت منه سهوا، ليبتسم فى مرح وهو يقترب منهم قائلا:
كفاية كدة ياجماعة، أنا بغير والله

ابتسموا جميعا لتخرج بدور من حضن والديها تنظر إليهما فى حب قائلة:
دى احلى مفاجأة فى حياتى، بجد وحشتونى أوى
قالت والدتها بحنان:
وحشتينا أكتر ياعمرى أنا

قال والدها بعتاب:
كدة يابدور، منعرفش عنك حاجة طول الفترة اللى فاتت دى، ولولا زين ربنا يبارك فيه اللى اتصل بينا وقالنا عن أخبارك، كنا فضلنا فاكرين انك لسة قاعدة فى فرنسا مع نزار
قالت والدتها:
ربنا يرحمه بقى، مبقاش يجوز عليه غير الرحمة، وربنا يبارك فيك يازين انك وصلتلنا وقلتلنا على كل حاجة وخصوصا على خبر جوازكم بكرة

قال زين:
مكنش ينفع بدور تفرح بكرة من غيركم، كانت فرحتها هتبقى ناقصة
نظرت بدور الى زين بامتنان لتعود بنظراتها الى والديها قائلة:
خلاص اللى فات مات، وياريت ننساه عشان نقدر نفرح
ابتسم زين وهو يقف بجوار بدور ليضمها بذراعه الى جواره قائلا:
فعلا لازم نفرح، وبالمناسبة الحلوة دى انا عازمكم على العشا برة، يلا بينا

ابتسموا جميعا، مرحبين بالدعوة، وهم يتجهون للخارج، فى حين استوقفت بدور زين بيدها، التفت اليها بنظرات متساءلة، لتنظر اليه بعشق قائلة:
أنا مش عارفة أشكرك ازاى يازين، انت رجعت الفرحة لحياتى من تانى، وبعدت عنى كل حزن، انت هدية من ربنا، بعتك لية فى وقت كنت بجد محتاجالك فيه، ربنا ما يحرمنيش منك يازين ويخليك لية

ابتسم بحنان وهو يرفع يده الحرة ويضعها على وجنتها قائلا بعشق:
انا كمان كنت محتاجلك يابدور، كل واحد فينا كان محتاج للتانى، تعرفى، احنا لقانا كان قدر يابدور، جمعنا ربنا ومش ممكن يفرقنا مخلوق، ومن هنا ورايح حياتنا خلاص الفرح بقى عنوانها والحزن بعد عنها...

ربتت على يده الساكنة على خدها بحنان، غامت نظراته ليقترب من شفتيها ليقبلها ولكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة، وهو يبتعد عنها قائلا بحزم:
يلا بينا ننزل يابدور، لإنى لو لمستك مش هسيبك تانى ياحبيبتى.

لتتسع عينيها ويتخضب وجهها خجلا وهى تفهم كلماته، لتسرع فى خطواتها تسبقه، يتبعها هو بابتسامة حانية، يدرك خجل حبيبته، يشعر انها تخطوا خطواتها الأولى فى الحب، فى الثقة، تحلم من جديد بحياة سعيدة وهو قادرا على منحها كل أحلامها وأكثر

قالت ضحي في سرعه:
يلا ياشهاب إتأخرنا، بدور بتتجوز ومينفعش أتاخر عليها
تأملها شهاب ابتداءا من شعرها المنساب علي كتفيها المرمريتين في ذلك الفستان الازرق ذو الحمالات الرفيعه والذي يضيق علي صدرها وحتي خصرها لينزل بتنوره متسعه ليقول بغيرة من جمالها الظاهر والذي من الممكن أن يراه غيره:
ضحي، روحي غيري ياماما الفستان اللي انتي لبساه ده يااما مافيش خروج ولا فيه فرح .

نظرت إليه في صدمة قائلة:
أغير ليه ياشهاب؟ مفيش وقت اغير
لتنظر إلي فستانها قائله في حيره:
وبعدين ماله الفستان بس ؟
اقترب منها قائلا في غضب:
مش شايفه دراعاتك باينه ازاي، ولا جسمك اللي متحدد ده، أنا راجل شرقي وبغير ياحبيبتي عندك اعتراض ؟

أحست ضحي بقلبها تتقافز دقاته في سعاده من غيرته الواضحه في نظراته وكلماته لتميل عليه قائله في دلال:
ولا أي إعتراض يافندم، ثواني هغير هدومي وارجع لحبيبي
احاطها بذراعيه في ثواني وقد رقت ملامحه الغاضبه ليظهر العشق خالصا في عينيه وهو يقول:
أنا بقول تفضلي لبساه ونقضي الليله هنا، هو لازم نروح يعني ؟

خرجت من محيط ذراعيه وهي تضحك قائله:
آه لازم نروح وبطل شقاوه بقي علشان أنا مش أدك على فكرة
أبتسم بعشق، لتسرع إلي حيث غرفه الثياب لتبدل ملابسها بسرعه قبل يبدل رأيه، ذلك العاشق المجنون، زوجها شهاب

أعلن المأذون زين وبدور زوجا وزوجة، لتعلو الزغاريد ويتقبلوا التهاني من كل الحضور، إقتربت نوران من بدور لتحتضنها قائله:
ألف مبروك يابدور
قالت بدور بإبتسامه:
الله يبارك فيكي يانؤنؤ
لتملس علي بطن نوران المنتفخة قائله:
عقبال مانباركلك علي البيبي ياقلبي

إنضمت إليهم ضحي قائله:
إلا صحيح يانؤنؤ إنتوا لسه معرفتوش نوعه إيه ؟
إبتسمت نوران قائله:
لأ، سليم صمم منعرفش، حابب يكون مفاجأة، بس أنا بدعي دايما يكون ولد شبهه تمام
لتلقي نظره إلي زوجها الذي يقف بجوار زين يضحك علي كلمات شهاب التي همس له بها، لتبتسم في عشق قائله في شرود:
وياخد ضحكته اللي شبه حتة الشوكولاته السايحه في البوق

إتسعت عينا بدور في دهشه لتنظر إلي ضحي التي علت ملامحها الدهشة بدورها لتقول بمرح:
شبه إيه يااختي ؟
أفاقت نوران من شرودها لتوكز ضحي في كتفها قائلة:
وانتي مالك انتي، خليكي في حالك

ضربت ضحي كفا علي كف وهي تقول:
يادي حالي اللي مخلييني فيه كل شويه، إنتي تقولي خليكي في حالك وشهاب يقولي خليكي في حالك، شكل حالي هيتبري مني أصلي زهقته من كتر قعدتي فيه
قالت نوران بدهشه:
انتي بتقولي إيه !

ضحكت ضحي قائله:
متركزيش معايا، أنا كده لما بفرح بقول أى كلام
ليبتسمن جميعا في حين قالت بدور:
بجد يابنات، اللي يشوف حالنا من سنه بالضبط، ميصدقش حالنا دلوقتي

ابتسمن مجددا، بينما قالت نوران:
كل واحدة فينا بقي في حياتها حب كبير، حب حقيقي، حب مفتح عيونه وفارد دراعاته وحاضن الدنيا كلها مش حب أعمي مغمض عيونه عن مشاكله وأحزانه ورافض يعيش السعاده اللي كلنا بنحلم بيها ونستاهلها

أومأن برؤوسهن، وكل منهن تنظر إلي حبيبها وزوجها ليرفع كل من شهاب وزين وسليم عيونهم في تلك اللحظه وكأنهم شعروا بأنفسهم مراقبين لتواجه عيونهم عيونا عشقتهم حتي النخاع ليبتسموا بحنان وكل زوج منهم يتجه إلي زوجته، إلي عشقه، إلي حبه الأول و،،، الأخير..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة