قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جويرية حقي أنا للكاتبة ريحانة الجنة الفصل العاشر

رواية جويرية حقي أنا للكاتبة ريحانة الجنة الفصل العاشر

رواية جويرية حقي أنا للكاتبة ريحانة الجنة الفصل العاشر

بدأت الدراسة وچوريرية كالعادة وبمساعدة حذيفة دايما متفوقة ومهما كانت المواد صعبة ومهلكة بس هو دايما بيساعدها ويسهلها الصعب، وفي ليلة چوري مع حذيفة بيذاكر معاها وفريدة والحاج بلال قاعدين جنبهم بيتفرجوا على Tv.
حذيفة بتركيز في الشرح وعنيه في الكتاب: هاه يا چوري وصلت كدة، خالي بالك الجزئية دي مهمة جداااا.

چوري كانت مركزة معاه بإستيعاب بس في لحظة بصتله وسرحت فيه، واتنهدت بحيرة من تاجله ليها ولكل يوم هي بتكبر فيه، هي متخيلة انه بيتعامل معاها بالتحفظ والثبات ده لانه معتبرها زي اخته ومش ممكن يشفها عكس كدة، والحقيقة انه عاشق ليه ودايب في عنيها، بس كل الكتمان والحرمان ده. لانه خايف يغضب ربنا اولا وثانيا خوف وحفاظ عليها. بس كل واحد عنده ظنه وفكره اللي مخليه خايف ومتردد يظهر اي مشاعر او حتى تلميح...

حذيفة لاقتها ساكته ومش بترد عليه بصلها بقلق وشافها سارحانه، عقد حاجبه: چوري انتي معايا ولا بتفكري في ايه!؟
چوري بإنتباه: هاه، ااه. ااه معاك يا ابيه. معاك.
حذيفة بغيرة وشك: لا مش معايا. كنتي سارحانة في ايه وفي مين بقي،!؟
چوري ابتسمت بخجل: ابدااا مافيش. هكون سارحانة في مين.

حذيفة ملامحه اتغيرت وهو بيتخيل انها زي اي بنت في سنها مراهقة وممكن تكون ميالة لاي شاب او بتحب. وسارحانها ده في واحد مثلا، ملامحها بتقول انها كانت هيمانة وبتفكر، اتعصب ودمه غلي، من الفكرة دي، وهو مايعرفش انها كانت هيامنة فيه وبتفكر فيه هو.
حذيفة بعصبية وغيرة: على فكرة انتي لازم تركزي في مذاكرتك وميسقبلك، مش مسموح تتدلعي وتضيعي تعبك السنين اللي فاتت. مفهوم.

چوري بعصبية: الله وانا عملت ايه!؟ ما انا مركزة اهو، هو انت يا ابيه على طول كدة بتهب زي البوتجاز...
حذيفة بيجز على سنانه: اانتي اعمل ايه في لسانك ده هموووت واقصلك نصه، انتي يا مصيبة حياتي وربنا كتبها عليا هتبطلي تتكلمي كدة امتي، راعي فرق السن يا غبية انتي.

چوري بمزاح: يا ابيه بالله عليك فكك من السن ده، طب ده انت احسن من كل شباب الكون والله. عسلية كدة ومش باين عليك سن، وغمزته. ولا انت يا ابيه خايف من الحسد. قول قول انت خايف احسدك صح.
حذيفة ابتسم غصب عنه مجنونة وشقية وبتعرف ازي تنسيه عصبيته اتنهد: لا يا مصيبة هانم مش خايف من حاجة، ثم حسد ايه بس وعلى ايه...

فريدة: والله معاها حق. انت طول عمرك محسود. وهو حد يقول ان الشيخ حذيفة يفضل لحد دلوقتي من غير جواز، حسبي الله في كل حد حسدك وباصص في حياتك يا حذيفة يا ابن فريدة...
حذيفة بغيظ من چوري علشان خلت فريدة تفتكر تاني موضوع جوازه: عجبك كدة يا مصيبة اهو انتي فكرتيه. وهتقعد تزعل مني، اعمل فيكي ايه بس اخنقك.
چوري بتكتم ضحكتها: ههههههه. خلاص. والله ما كنت اقصد...

فريدة بعتاب: وهو انا كنت نسيت ابداااا. ده بنام واصحي احلم باليوم اللي اشوفك فيه عريس. ربنا يهديك وتريح قلبي اموت واعرف انت رافض ليه، ولو على چوري ماهي كبرت اهي وكلها سنة ولا اتنين وتتجوز، وانت هتندم على كل يوم ضيعته وانت بطولك كدة. وابقي افتكر كلام امك.
الحاج بلال بضيق: لا اله الا الله. ما خلاص يا حاجة. هو حر. هو احنا اللي هتجوز ولا هو، لسة نصيبه ماجاش...

چوري قلبها وجعها من العتاب اللي في كلام فريدة، وبيدق بخوف من تأثيره والرعب من اليوم اللي حذيفة هيتجوز فيه وتشوفه في حضن واحدة تانية...
حذيفة حاله حالها ملامحه اتعصبت وغار. من فكرة انها هتتجوز وتكون لراجل تاني، وازاي هو هيقبل ده. والاهم ازاي يمنعه وبأي سبب. ولو قال الحقيقة ايه هيكون الوضع، هي نفسها هتتقبل ده، ازاي وهو بالنسبة ليها ابيه حذيفة، اتخنق وقام بضيق.

حذيفة بوجع: اااانا نازل الورشة عندي شغل كتيرر، ومش طالع على العشا. سلام عليكم...
فريدة بحزن ودمعت: هو انا كل ما اقول كلمتين اتفك بيهم. تتقمس كدة وتزعل، طب ماهو من حرقة قلبي اعمل ايه، ده خلاص اللي فاضل مش قد اللي راح، عايزني اموت من غير ما اشوفك عريس. واشوفلك عيل يعوضك السنين اللي فاتت.
حذيفة بتعب وحزن على امه هو مش بيقدر يزعلها قعد على ركبته قصادها وباس ايديها. وابتسم.

حذيفة: حقك عليا يا ست الكل. والله ما بقصد ازعلك. بس الجواز من وجهة نظري مش سهل، مش واحدة هختارها وتعيش معايا وخلاص، لازم على الاقل ارتاحلها اتقبل اعيش معاها باقي عمري، طيب يرضيكي اتجوز اي واحدة وخلاص واعيش بعد كدة تعبان.
فريدة بدموع: لا طبعااا. ده مني عيني اشوفك مرتاح، بس دول سنين يا حذيفة سنين كتيير وانت تتحجج وترفض، يا ابني كل البنات اللي خلقها ربنا. دي مافهمش واحدة تنفع تبقي مراتك.

حذيفة اتنهد وغمض عنيه وبينه وبين نفسه: ااااه يا امي لو تعرفي ابنك عاش ازاي السنين دي، ولا مرت عليه ازاي، اااه لو تعرفي مين الوحيدة اللي تنفع، الوحيدة اللي حبيتها وماحبتش غيرها، بس ااااه من النصيب والناس، اااه من الموانع يا امي اللي مكلبشاني ومعجزاني ااااه.
فريدة شافته مهموم وحزين قلقت وطبطبت عليه: يا حبيبي والله انا قلبي عليك، ماتزعلش مني.

حذيفة ابتسم بوجع وباس ايديها: لا يا امي مش زعلان. بس انتي اللي ما تزعليش، بالله عليكي خاليكي راضية عني.
فريدة: طبعااا يا قلب امك راضية عنك...
بلال ابتسم: روح يا حبيبي شوف شغلك، ولا تشغل بالك، دي امك برضوا. وانت حته منها. وماحدش بيزعل من حتة منه. روح ربنا يسعدك ويريح بالك ويزقك ببنت الحلال اللي تهنيك وتريح قلبك...

چوري كل ده واقفة عنيها محبوس فيها الدموع ونفسها كل الكلام ده ينتهي ويتقفل، وخايفة حذيفة يضعف ويتجوز علشان يريح امه، مع انها مش لاقية السبب الحقيقي ورا عدم جوازه لحد دلوقتي، هو فعلا خوف عليها علشان ماحدش يضايقها.!؟ ولا هو مش لاقي واحدة مناسبة.!؟ ولا هو مش عايز اصلا يتجوز!؟..
حذيفة قام وابتسم: طيب لو عايزني في حاجة كلموني، وبص لچوري بتحذير.

حذيفة بغيرة: والمصيبة اللي ربنا كتبها عليا. ياربت تركز في مستقبلها وتسيبها من التوهان والسرحان مفهوم...
چوري اتنهدت: حاضر يا ابيه، هركز ماتقلقش عليا...
حذيفة بمزاح: لا بجد! اييه الادب والتواضع ده، مش بعادة. انتي سخنة يا حبيبتي!؟
چوري الكلمة دي برغم انه بيقلهالها من صغرها والمفروض اعتادت عليها. بس بتسمعها قلبها بيحن ويدق وابتسامتها بتكبر، بس ردت عليه بمشاكسة...

چوري بثقة: على فكرة انا مثال للفتاه المثالية. طول عمري هادية ورقيقة ومش بعمل مشاكل، ومطيعة جداااا. ومريحة خاااالص. صح يا مامتي...
كلهم بصوا لبعض. وضحكوا...
حذيفة: لا اله الا الله، لو حد رد دلوقتي هياخد سيئات على كدبه سامحنا يارب، قال مطيعة. وهادية. وايه كمان. ااه ومريحة. ده انتي تمرضي قابيلة بحالها وتشليهم...
چوري بغيظ: انا! ماشي يا ابيه، بكرة تعرف اني كبرت وعقلت اه والله...

حذيفة: ههههههه. ده اليوم اللي تعقلي فيه ده، هدبح عجل لله. ده هيبقي يوم ما حصلش...
فريدة: ههههههههههه، بصراحة عنده حق. ده انتي يتفاتلك بلاااد. الله يعين اللي هيتجوزك. قلبي بيقولي هيرجعك ليا الصبح ويوخد المهر...
الحاج بلال: ههههههههههه، لا احنا هنكتب في القسيمة لا ترد ولا تستبدل...

حذيفة برغم ان سيرة جوزا چوري من غيره، بتعصبه الا انه ضحك من شكلها وعصبيتها: ههههههههههه. خلاص يا حاج بقي. هي شكلها هتعنس وتأنسنا هنا.
چوري بعصبية: انا! انا يا بابا لا ارد ولا استبدل، ماشي. لييه يعني مجوزينه غسالة ولا ثلاجة.
حذيفة اتنهد وهو بيبتسم بينه وبين نفسه: ثلاجة ايه بس، انتي شعلة ناار بتاكل في قلبي من سنين، وربنا مايكتبك على غيري ابدااا...

چوري كملت بدرامة مصتنعة. اخس على كدة، ربنا يسامحكم ظالمني والله، ااااه ياربي، طب ده انا هبقي عروسة زي العسل وفرفوشة وهخليه اسعد راجل في الدنيا بكرة تشوفه...
حذيفة بغيرة عقد حاجبه: احمم. كفاية بقي دلع وهزار وركزي واقعدي ذاكري يالاا...
اانا نازل سلام عليكم.
كلهم: وعليكم السلام...

چوري بصت عليه لما خرج واتنهدت: مع السلامة يا تعابني، ااااه منك تقيل تقل، هتحس بيا امتي بس. لما اجي اقولهالك بنفسي، اااه يا غلبي يا اني...
واخدت حاجتها ودخلت اوضتها تكمل مذاكرة...
فريدة بعد ما اتطمنت انها دخلت ومش هتسمعهم. قربت من الحاج بلال وبهمس.
فريدة: بقولك ايه يا حاج، انا متوغوشة وقلبي مش متطمن. من ناحية حذيفة.
الحاج بلال بقلق: ليه بس يا حاجة. ماله حذيفة.

فريدة بتردد وخوف: يعني خايفة يكون تأخيره عن الجواز كل السنين دي يكون يعني لسبب، احممم، قصدي ان يكون عنده مشكلة كدة ولا حاجة ااانت فاهم قصدي ويكون يعني مخبي علينا...
الحاج بلال استوعب قصدها وبنفي: اااااه فهمتك، لا لا يا حاجة ابنك زي الفل ان شاء الله، ما تقوليش كدة.

فريدة بقلق: ماهو اصل التأجيل ده مش طبيعي اكييد وراه علة وسبب كبير، ريح قلبي يا خويا وابقي اقعد معاه واستفهم منه كدة، وريحني، انت ممكن ما يتكسفش يحكيلك.
الحاج بلال اتنهد: سبحان الله. ربنا يسامحك هتشغليني وتقلقيني ليه بس، ان شاء الله يكون خير وابنك يبقي زي الفل مافيش حاجة...

چوري كانت سمعت كلامهم وهي طبعااا مش فاهمة هما بيتكلموا عن ايه، عقدت حاجبها، : اممم يا تري هما يقصدوا ايه، وايه السبب ده اللي ممكن يكون مانع حذيفة من الجوزا، امممم. لا ماهو انا لازم افهم وهفهم...
في بور سعيد. في بيت فاروق متجمعين كلهم.
عصام بضيق: افهم يعني انت بتعند مع مين ما تمضي يا فاروق بقي وتخلصنا انت. عمال تماطلنا بقالك كام شهر. في ايه بنقولك المشروع مضمون...

فاروق من وقت تعبه وشلله ووجوده وحيد عاجز كان طول السنين دي بيحاسب روحه وبيندم على كل لحظة ظلم وجبروت، وبقي مختلف كل الاختلاف...
فاروق: يا عصام افهم، المثل بيقولك ادي العيش لخبازه، مش كل حاجة ينفع ندخل فيها. احنا خالينا في اللي بنفهمه وبنشتغل فيه من سنين، ليه نضيع ونحازف بكل اللي عندنا وجمعماه من سنين، علشان سمك في مياه، انا التجارة علمتني لو مش متأكد ان الجنيه هيرجعلي الف. يبقي ما احطهوش...

امجد. ابن عصام بضيق: يا عمي افهمنا بقي، بنقولك مشروع كبير مع ناس تقيلة وفرصة مش هتتعوض، لو رفضناها نبقي مجانين واغبيا...
خالد بغضب: انت ياللا انت تتكلم عدل مع ابويا ده مهما كان لسة هو كبير العيلة دي، وانت اصلا حتة عيل مالكش قعدة وكلام وسط الكبار انت بتتكلم ليه اصلا، اظبط نفسك بدل ما اظبطك فاهم ولا لا...

امجد بعصبية: بقولك ايه فكك من كبير وصغير، انا زيي زيك، انت وابوك شركا معايا انا وابويا، وابويا اللي شقي السنين اللي عمي اتشل فيهم وقاعد في البيت هنا ومابيتحركش. وانت مقضيها سرمحة مع الستات، جوازة كل كام سنة في السر. انا مش نايم على وداني، فتلم ثعابينك بقي وتسكت مش عايز افتح في كلام يوجع...
خالد اتحرج من كلامه واستغرب هو عرف منين، وبص لابوه اللي لاقاه انكسر وكلام امجد جرحه...

فاروق بكسرة: خالد دخلني اوضتي.
عصام ابتسم بنصر وغمز ابنه بإعجاب: على فين يا فاروق. لسة ما خلصناش كلامنا، سيبك من كلام الولاد، دول شباب يتصافوا مع بعض. المهم هتمضي امتي الناس مستعجلة...
فاروق بصله بعتاب ولوم، واتأكد انهم الاتنين زي ما طمعوا زمان واتفقوا على الشر عمر ربنا ما هينصرهم لانهاية، وان عصام وابنه دلوقتي طمعانين زي ماهو وعصام زمان طمعه في حق دينا.

فاروق اتنهد بحسرة: اعملوا اللي يعجبكم، المهم ان فيه املاك ومحلات مش هتتباع هتفضل زي ماهي لانها اصلا مش ملكنا...
عصام وخالد تقريبا نسيوا چويرية ووجودها وحقها اصلا...
كلهم استغربوا هو بيتكلم عن ايه ومين.
عصام عقد حاجبه: انت بتقول ايه. هو فيه حد غيري وغيرك.!؟
فاروق ابتسم بسخرية: انت خلاص نسيت بنت اخوك الله يرحمها وبنتها.
خالد بص لعصام بصدمة هما فعلا نسيوها. عصام بغيظ من خوفه كل شئ يقف: چويرية.

!؟، ده انا كنت ناسيها خالص، دي كدة كل حاجة ممكن تبوظ
خالد بعصبية: ده غم والله، قرفتنا في حياتها ومماتها، حتى لما ماتت سابتلنا شوكة في حلقنا. ماكنتش ماتت مع امها وابوها وريحتنا من الارف ده...
امجد. مش فاكر ولا عارف هما بيتكلموا عن ايه لانه كان صغير ومش فاكر اللي حصل.
امجد: بتساؤال: مين دول اللي بتتكاموا عنهم، ومين چورر، چو ايه اسمها ايه يا بابا اللي قولت عليها دلوقتي دي.

عصام بتأفف وغضب: اسكت يا امجد. دلوقتي هبقي افهمك بعيدين، احنا دلوقتي في الكارثة دي دي مصيبة...
خالد: ودي هنخليها تمضي ازاي ولا اصلا هنعمل ايه
عصام بإندفاع: طبعااا نجبها هنا ونشوف الاجراءات ايه. ده حقنا وشقي سنين مالهاش حق فيه...
فاروق ابتسم بسخرية: انت لو عملت كدة تبقي غبي يا عصام...
عصام عقد حاجبه: ليه بقي ان شاء الله!؟

فاروق: اولا انا شايف ان لو جبناها نبقي بنفكرها بينا وبحقها عندنا. اللي لو هي ولا الواد الشيخ ده عايزينه كانوا سألوا من سنين، هما نسيونا واحنا نسيناهم...

ثانيا بقي ده مصلحة لينا، علشان لما نبيع املاكنا ومحالتنا وكل اللي معانا ونملكه. ونحطوا في المشروع بتاعكم ده، اللي يا عالم هيكمل ولا لا، وهينجح ولا هيروح تعبنا وشقانا على الارض، لو حصل اي حاجة مش محسوبة يبقي مش هيفضلنا غير محلات واملاك چويرية اللي احنا معانا حق ادارتها. وشغالة وبتكسب، هيبقي ده هو سندنا الوحيد وقت الحوجة، فهمت ولا لا.

امجد: برغم اني مش عارف مين جويربة دي ولا ايه اللي ليها عندنا، بس كلامك كيفني يا عمي...
عصام ابتسم: انت ايوة بعيد عن التجارة والشغل من سنين واللي حصلك مش سهل، بس لسة دماغك الماظ، عندك حق احنا لو فكرنا نظهر في حياتها هنرجع نفتح العيون علينا...

فاروق اتنهد براحة. انهم اقتنعوا يبعدوا عن چويرية وحقها، هو الوحيد اللي ندم عن اللي عمله وتاب لربنا بس متكتف بشلله وتعبه ومش قادر يستصرف ويرجعلها حقها، هما حاليا متحكمين في كل حاجة، حتى هو شخصيا...
في ورشة حذيفة كان بيشتغل ومشغول ومركز ودخله مصعب.
مصعب دخل وقعد بتعب: السلام عليكم يا شيخ حذيفة.
حذيفة ابتسم: وعليكم السلام يا نص متر.
مصعب بغيظ: انا نص متر يا مفتري، ده انا احسن محامي فيكي يا بلد...

حذيفة: ههههههه. اياكم والغرور، تواضع يا متر، يرفعك الله...
مصعب: ههههه. ونعم بالله يا شيخنا...
حذيفة بصله وشاف ملامحه حزينه وبرغم انه بيضحك. الا ان صاحب العمر، الصاحب الحقيقي يعرف صاحبه من نبرة صوته، من نظرة عينه حتى وسط الضحكة، اوقات ممكن نضحك مع الناس والاغراب. واحنا بنتوجع وقلبنا بينزف بس اللي بيحبنا بجد هو الوحيد اللي بيشوف القهرة والوجع قبل الضحكة اللي بتشوفها الناس.

حذيفة ساب اللي في ايده وقرب وقعد قصاد مصعب: مالك يا مصعب. شكلك مهموم.
مصعب ابتسم بحزن: مالي! مالي ان الدنيا جاية عليا وزي مايكون ربك بيعاقبني، هو انا صحيح ممكن اكون اذنبت كل الذنوب اللي ربنا يعاقبني بيها بجوازي من ايمان،!؟

حذيفة اتنهد بتعب ليه: لسة تعاباك ربنا يهديها ويصلح حالها، انت دايما بتشتكي منها ايوة انا عارف ايه سبب مشاكلكم ولا تفاصيلها ومش عايز اعرف، بس انتم من وقت جوازكم وانت دايما معاها في مشاكل.

مصعب دفن وشه بين ايديه بتعب: مش هقدر احكي واقول يا حذيفة، مهما كانت مراتي ومش هقدر اكشف سترها ولا اعريها قصاد حد، حتى لو انت، الخلاصة اني تعبت ومبقاش عندي قدرة اني اعدي ولا اداري، انا كلمتها كتيير في كل اللي تاعبني، كلمت امها. ابوها، نصحوها بس طبعاا بيجوا في صفها، عارف لو ماكنتش خلفت ادم، كنت طلقتها، بس ذنبه ايه الواد يتحرم مني او منها، مش عارف اعمل ايه بس هو اللي لاوي دراعي.

حذيفة بنفي: لا لا يا مصعب طلاق ايه بس، ده الرسول قال. كسر المرأة طلاقها، اهدي وبلاش تيأس. حاول معاها في كل اللي تاعبك، بس بلاش طلاق.
مصعب: هي كسرها طلاقها، واللي انا فيه مش كسرة، وبتردد وحرج، يا حذيفة انا، اانا مش حاسس اني متجوز، مش حاسس اني راجل افهمك ايه بس...
حذيفة بتفهم لخصوصية ومحارم كلامه: يا حبيبي من غير ما تشرح ولا تقول، ايا كان اللي بينكم اكيد ليه حل. استهدي بالله بس وايستعيذ من الشيطان...

مصعب بتعب: ونعم بالله، المهم سيبك من كل ده انا كنت عايزك في موضوع تاني يفرح بدل الغم من سيرة بنت فتحية.
حذيفة ضحك غصب عنه: يا اخي اتقي الله وبطل تتريأ. عيب كدة.
مصعب بتأفف: اتريأ. هي ايمان بنت فتحية هما كدة، بتبدل عليهم مثلا. المهم، عارف صلاح ابن الحاج محسن
حذيفة بتفكير: صلاح. صلاح، ااااه مش ده اللي طب.!؟

مصعب: عليك نوور. بس خلاص اتخرج وخلص تكليف كمان، وكان عايزك في طلب وخايف يجلك تكسفه فجاني وقالي اتوسط عندك.
حذيفة عقد حاجبه: خايف مني ايه بعض. سبحان الله، المهم عايز ايه ده!؟
مصعب بإستفزاز ابتسم: طالب القرب منك عايز يناسبك.
حذيفة بصدمة وجنون اتنفض: اااييييييه. يأييييه، من مين بقي ان شاء الله.!؟
مصعب بتفكير مصطنع: امممم. في مين. في مين، هيكون في مين يا حذيفة، في الحاجة والدتك، في چوري طبعااا.

حذيفة بغيرة وغضب: ده اتجنن الواد ده صح. چوري مين. ده بعده
مصعب ابتسم بمكر: ليه يعني واحد وعجبته واحدة وحبها وعايز يتجوزها ايه الغريب في كدة غلطت في ايه. ويمكن هي كمان بتحبه، مش احسن ما كان راح كلمها من وراك ولا
حذيفة بغيرة بتمزع فيه مسك مصعب من هدومه بغضب: ولا ايه، انت اتجننت انت كمان صح. چوري مش بتاعة حب وكلام من ده. انت فاهم. انت تقوله ينسي التخريف ده نهائي. ويبعد عن چوري احسن ليه.

مصعب بخبث: طب سيب هدومي طيب انا مالي هو انا اللي عايز اتجوزها...
حذيفة بأنفاس سريعة وعصبية ساب مصعب وبعد عنه وهو دماغه هتتفرتك. وافتكر سارحانها وهو معاها بتذاكر، وكلامها انها هتبقي عروسة وتسعد جوزها والكلام ده، اتجننن والافكار كلها بتتصارع جواه...
حذيفة: معقول يا حذيفة.

تكون، تكون چوري بتحب الواد صلاح ده، معقول يكونوا على علاقة، لا لا. دي تبقي كارثة مش ممكن، اومال تفسر بإيه كل ده مش معقول صدفة هي سرحانة وبتتكلم عن الجواز. وهو يبعت يطلب ايديها، مش ممكن، مش ممكن ده يبقي حقيقي، معقول
غمض عنيه بجرح ووجع وقلبه بيتمزع من كونها حقيقة، ازاي هيتقبل انها تكون لغيره ازاي، وخصوصا لو عايزاه وفعلا بتحبه، ده يبقي موتك بالحيا يا حذيفة موتك بالحيا...

مصعب بهدوء قرب منه وطبطب عليه: بتحبها مش كدة!؟
حذيفة لفله بصدمة: انت بتقول ايه!؟ هي مين دي!؟
مصعب ابتسم وشاور على قلب حذيفة: اللي قاعدة هنا. واسمها وصورتها منقوشة فيه، چوري الصغيرة يا حذيفة، ايه لسة هتخبي على اخوك.!؟
حذيفة بنفي وحرج: ااايبه، ااايه التخريف ده، لا طبعااا، ااانا ايوة بحبها بببس. ببس مش زي ما انت فاهم.

مصعب ابتسم: عارف سنين وانا بشوف حبها في عنيك، بشوف لهفتك عليها وانا قلبي يقولي ده حب عاشق مش اخ، ليه بتخبي لييه!؟

حذيفة بحسرة قلب ودمعه بتحاول تخونه وتنزل حزن على حاله: علشان ماينفعش، ماينفعش يا مصعب، دي كل الناس حاسبنها اختي وتربية ايدي، ماحدش هيتقبل ولا يفهم انها بحبها. الكل هيتهمني اني طمعت فيها، هي نفسها ازاي هتفهم وتتقبل فجأة. ابيه حذيفة اللي مربيها، يبقي حذيفة اللي بيعشقها، امي وابويا اللي عارفين هي عندي ايه، وهيتجننوا من سبب تأخير جوازاي، هيعملوا ايه لما يعرفوا انها في قلبي حبيبتي ومش شايف غيرها زوجة وحبيبة، هواجه مين ولا مين، قولي انت يا مصعب، انا ماحدش اتعذب عذابي ولا اتوجع قدي، حب عمري بتكبر قصاد عنيا ومش قادر اطولها، هيجلها يوم وتحب وتبقي عايزة تتجوز، قولي ازاي هتحمل ازاي.

مصعب دمع وقرب منه: ياأاااااااه كل ده في قلبك لوحدك وساكت، ليه تتحمل لوحدك، شاركني شارك اخوك وصاحبك...
حذيفة قعد بتعب ودفن وشه بين ايده: كنت هقولك ايه. هقولك ان الشيخ حذيفة اتفتن بالحب، الشيخ اللي الكل حاسبه كبير ومابيغلطش، حب وعشق واتوجع. اقولك ايه بس...
مصعب قرب وقعد جنبه: طب واخرتها هتعمل ايه!؟
حذيفة بحيرة: مش عارف، مش عارف...

مصعب بتردد: طب افرض. افرض يعني انها، انها مثلا موافقة على صلاح. هتعمل ايه.!؟
حذيفة بغضب وقوة: انت تقول للواد ده ينسي الموضوع ده خالص. واقسم بربي لو فكر بس يهمسلها مش يكلمها، انا هخليه يكره اليوم اللي اتولد فيه.
مصعب بيكتم ضحكته: اهلاااااا. ولان ظهر الوجه الاخر للشيخ حذيفة، وهو حذيفة السفاح القاتل المحترف، ههههههههههه.

حذيفة بغيظ: هو انت مش هتتهبب تتعلم تتكلم جد، ده وقت هزار. وابتسم غصب عنه، بس ايوة يا سيدي ده الوجه الاخر، چويرية بتاعتي برضاها غصب عنها بتاعتي. ازاي وامتي مش عارف. بس كل اللي اعرفه. ان چويرية دي حقي انا من الدنيا، فاهم.
مصعب ابتسم وغمزه: فاهم يا عم للشيخ يا جااااامد انت...

مرت ايام قليلة و حذيفة مش عارف يفاتح چوري ازاي ويسألها عن صلاح، من جواه خايف ينصدم وتكون عارفة وموافقة، وهي شايفاه دايما متعصب ومتوتر وبيعاملها بعصبية زايدة، وفي يوم رايح حذيفة ياخدها من المدرسة...
كانت چوري خارجة هي وضحي بيتكلموا ويضحكوا سواا. وضحي شافت وائل واقف قصاد المدرسة بتاعتهم ومنتظر هرجهم ولما شاف چوري انبسط وابتسم.
ضحي بتوشوش چوري: شايفة مين واقف هناك.

چوري مش واخدة بالها اصلا: مين مش شايفة.
ضحي بتكتم ضحكتها: وائل يا بنتي. اهو ده بيقرب الحقي يخربيته.
چوري بعصبية: هو مش انا قولتلك تفهمي التنح ده اني مش هكلمه لو اتسخط قرد ماله بقي جاي وفاتح بوقه من هنا لهنا ليه كدة، عيل سئيل. اوفففف
ضحي: ههههههههههه. وربنا فهمته كتيير البعيد جبلة. ودايب في فيرچينيا، هيمووت عليكي يا موزة جيلك...

چوري بتأفف: اوففف منك ومنه. ربنا ياخدكم، قولي للبغل ده يبعد لو ابيه حذيفة جه وشافه جنبنا هيطين عشتي وعشته هو كمان مش ناقصة غباوة انا.
وائل قرب منهم ووقف قصادهم وابتسم: ازيكم يا بنات، ايه يا چوري هتفضلي تتعاملي معايا كدة. انتي بس وافقي نتكلم حتى فون مش عايز غير كدة...
چوري هتنفجر: يا ابني انت فهمك تقيل ليه، ما قولنا لا لا لا. اييه احبلك طبلة والحنهالك، انا مش بكلم حد ولا بخرج مع حد.

وائل بعدم يأس متخيل انها بتتقل: طيب عموما انا فاهم انك بنت كويسة ومؤدبة وده بصراحة عاجبني فيكي ومخليني مصمم عليكي ومتمسك بيكي اكتر، بس ممكن تقبلي مني الهدية دي والورد ده كمان. ووعد مش هضايقك بس هتطمن عليكي من بعيد...
في الوقت ده حذيفة ووصل و شافهم. وشاف وائل بيقدملها الهدية والورد. دمي غلي وغضب وغار وبقي عبارة عن بركان بيتحرك، نزل من عربيته زي المجنون وقرب منهم بندفاع وبصوت يرعب.

حذيفة: چوووووووري...
چوري بصتله بصدمة وبرعب: اببييه. وووالله انت فاهم غلط. ببص، هفهمك.
حذيفة بأنفس غضبانة: على العربية.
چوري بتبلع ريقها بخوف: طط ططب ههفهمك.
حذيفة بصوت غاضب: قولت على العربية ولا كلمة امشي.

مشيت چوري بسرعة وركبت وضحي هي كمان جريت وحذيفة التفت لوائل اللي واقف مرعوب: انت عارف لو بس فكرت تقرب منها تاني هعمل فيك ايه، دي بالذات تشوفها اكنك عميت بالظبط. ولا تفكر حتى تعدي قصادها. علشان ده لو ماحصلش ما تلومش غير نفسك.

وائل من غير كلام هز راسه ومشي بسرعة، وحذيفة رجع وركب من غير كلام وهو هيتجنن وساق بجنون للبيت. وچوري هتموت من العياط. وكل ما تحاول تتكلم هو يسكتها مش قابل منها كلام ولا اي توضيح، وصلوا البيت. ودخلوا وفريدة مش عارفة چوري بتعيط ليه...
فريدة بقلق: مالك يا حبيبتي فيكي ايه...
چوري بصت لحذيفة بخجل: ابيه زعلان مني. بس والله مظلومة.

حذيفة بغضب: مظلومة!؟ مظلومة وانتي واقفة مع عيل مسهوك وجايبك هدايا وورد. دي اخرة تربيتي ليكي، دي اخرتها يا چوري. انتي. انتي تعملي كدة. تخوني ثقتي فيكي كدة...
چوري ببكاء: والله مظلومة. والله ما فيه حاجة بينا. هو اللي مصمم انا اعمل ايه
والله طلبت منه كتير يبعد عني وبيرفض...
حذيفة بعصبية: وليه ماقولتليش ليه خبيتي عليا.!؟
چوري بدموع: كنت خايفة تحصل مشكلة بسببي خايفة اعملك مشاكل مع الناس...

حذيفة بجنون وغيرة: وانتي لسة هتعملي. انتي من زمان كل مشاكلي، جمالك اللي مطمع الكل فيكي ده سبب مشاكلي. ضحكك وهزارك. سبب مشاكلي. اخدانك على الناس بسرعة سبب مشاكلي، انتي كلك على بعضك مشكلة حياتي، انا تعبت تعبت ارحميني بقي ياشيخة...
چوري بوجع للدرجة دي هي تقيلة عليه. معقول محمل في قلبه كل ده وساكت: ااانا اسفة ماكنتش اعرف اني وحشة اوي كدة...

حذيفة بعصبية: اسمعي. انتي من بكرة هتلبسي النقاب مافيش مخلوق هيشوفك حتى انا...
فريدة وچوري بصوا لبعض بصدمة: نقاااااب.
چوري بدهشة: بببس. ببس المدرسة مش هتوافق.
حذيفة: مالكيش دعوة بالمدرسة انا هتصرف وهتلبسيه جوا المدرسة خلصت فاهمة.
چوري هزت راسها ودخلت اوضتها بتعيط...
فريدة قربت من حذيفة بلوم: ليه كدة يا ابني دي لسة صغيرة. ماكل البنات بتغلط.

حذيفة بعصبية: وهو انا عملت ايه. وهو النقاب عقاب. ده عفة وحفاظ عليها. خالي كل اللي بيبصلها يبعد عنها انا لو اطول انسي الناس شكلها كنت عملت كدة، انا تعبت يا امي تعبت. دي مش بتكون في مكان الا والكل يتلفت عليها. كفاية بقي انا همشي اقتل في الناس ولا اعني عنيهم.
فريدة: اهدي طيب. بس اهدي
حذيفة بوجع: اهدي ازاي بس وهي سبب كل اللي انا فيه، اعمل فيها ايه بس انا تعبت منها تعبت.

چوري بتبكي بحسرة من كلام حذيفة وصوته العالي واللي هي متخيلاه كره وتعب منها. وهي مش عارفة انه حب وعشق ليها.
عند بيت مصعب كان راجع بيته وركن عربيته وطالع لقي واحدة محجبة قصاده شايله شنط كتييرر. وغصب عنها وقعوا منها قرب بسرعة وساعدها.
مصعب: حاسبي، وشالهم منها وبصلها، مصعب شاف بحر ودنيا تانية مش مجرد عيون. قلبه دق وسهم وبلع ريقه بدهشة وابتسم.
مصعب: هاتيهم انا هطلعهمك. انتي جاية تزوري حد هنا...

عطر بخجل وحرج: لا لا متشكرة ما تتعبش نفسك انا هشيلهم، اانا ساكنة هنا.
مصعب عقد حاجبه: هنا!؟ فين انا ساكن هنا اول مرة اشوف حضرتك.
عطر بتوتر: اااحنا لسة بننقل انا في الدور الثالث.
مصعب ابتسم: اهاه الشقة اللي فضيت انتم اشترتوها، اهلا على فكرة احنا في الشقة اللي قصادكم، مصعب حمدي محامي وتحت امرك في اي حاجة قتل سرقة اي حاجة.
عطر ابتسمت بخجل: هههه. اهلا بحضرتك، متشكرة ربنا ما يكتبها علينا...

مصعب، : هههههه. يا ستي بهزر. بصي بقي انا هطلعلك الحاجات دي بس قولي مافيش حد يساعدك.!؟
عطر بحرج: لا العفش كله طلع الصبح. دي حاجت بسيطة كدة جبتها لوحدي لان زوجي في الشغل.
مصعب ملامحه اتغيرت وحزن: يوكسك يا مصعب متجوزة. عليك وعلى بختك المهبب. انا قولت والله حظي منيل من يومي، يعني ابدأاها ببنت فتحية وهفلح منك لله يا بنت فتحية.
عطر: هاتهم من فضلك. مش عايزة اتعبك...

مصعب ابتسم بحزن: لا مافيش تعب. انا متعود عليه. اتفضلي انتي انا هوصلهم للشقة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة