قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والعشرون

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والعشرون

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والعشرون

بعد مرور أسبوع.
صباحا
بمنزل زايد
تحت مظله بالحديقه
نهضت حكمت وخلفها خديجه قائله: أسماء جت أهى يلا خلونا نروح بيت عطوه.
تعجبت فريال قائله: وهتروحوا بيت عطوه ليه دى الميته بقالها أسبوع هو العزا مش بيقى تلات أيام خلاص بقى لازمته أيه كل يوم تروحوا لبيت عطوه وكمان أيه اللى مقعد سهر هناك المده دى هي ناسيه إن ده بيت جوزها.

ردت حكمت قائله: سهر كانت متعلقه بجدتها والفراق في بدايته صعب وكمان النهارده أول خميس للحجه آمنه.
إستهزأت فريال قائله: ما كلنا كنا متعلقين بأهلنا والفراق كاس وداير أنا لما أمى ماتت كانت أثارحنة فرحى على إيديا حضرت أيام العزا كنت بروح بالنهار وأرجع لبيت جوزى بالليل بس هي لاقيه دلع بزياده متدلعش ليه وكمان أنا حاسه بوجع في ضهرى ورجلى وبنكسف لما تسندونى قدام حد غريب.

ردت أسماء وهي تنظر لزوجة عمها: يلا بينا إحنا يا مرات عمى ماما بتقول أنها عندها شويه وجع عالعموم إحنا مش هنغيب هناك.
ردت خديجه موافقه أسماء: يلا بينا يا حجه حكمت زى ماقالت أسماء إحنا مش هنغيب وخلى الحجه فريال مرتاحه ربنا يشفيها.
توافق الثلاث وغادرن المنزل وبقيت فريال وحدها.

فكر عقلها هي فرصتها المنزل خالى من الجميع، نهضت تستند على عكازيها ودخلت الى المنزل منه صاعد الى شقة سهر فتحت بذالك المفتاح الموجود دائما بمقبض الباب دخلت الى الشقه منها الى غرفة النوم مباشرة، جلست تلتقط انفاسها على الفراش تشعر بآلم بساقها وظهرها لكن تحاملت على آلمها ونهضت أزاحت مرتبة الفراش لأعلى قليلا ثم وضعت ذالك الحجاب الأسود بجزء مخفى من المرتبه.

نهجت قليلا وجلست تستريح، ثم وقفت تغادر الشقه ونزلت مره أخرى لأسفل لكن تقابلت مع إحدى الخدمات التي تفاجئت بها على آخر درجات السلم.
فقالت بخضه: حجه فريال!
نظرت لها فريال بتهكم قائله: مالك شوفتى عفريت أيوا الحجه فريال ستك وست البيت ده كله غورى من وشى أعمليلى قهوه ساده أشربها على روحك.
ذهبت الخادمه وتركتها.

بينما فريال خرجت مره أخرى لحديقة المنزل وذهبت أسفل شرفه بشقة سهر جلست أرضا ومددت ساقيها وقامت بحفر حفره صغيره بعمق كبير وقامت بدفن الحجاب الأخر ثم وضعت عليه التراب مره أخرى ونهضت واقفه ثم أتت ببعض الماء وسكبتها فوق الحفره تنظر حولها كاللصه.
بمنزل عطوه
بعد الظهر بوقت
دخل عمار برفقة منير الى داخل شقته تقابلا مع نوال.
تحدث عمار: فين سهر؟
ردت نوال: سهر دخلت من شويه لأوضتها إدخل لها إنت مش غريب.

أماء عمار برأسه لها وتوجه الى غرفة سهر.
بينما تحدث منير قائلا: عمار كبر في نظرى قوى الكام يوم اللى فاتوا شايفه واقفته معانا في عزى أمى غير أنه سايب سهر على راحتها بقالها أسبوع بتبات هنا لو واحد تانى غيره زى وائل كان قال مراتى تبات في بيتى وتيجى بالنهار وائل اللى سابنا في أيام العزا وراح يتابع تجهيزات المعرض بتاعه كآن أمى مكنتش جدته ده كان له قيمه كبيره عندها بس هقول أيه الخواطر مش بتنشرى.

ردت نوال: عمار مش زى وائل وائل أنانى مش بيفكر غير في نفسه تربية هيام عودته على كده نفسه أولا. عمار إتربى على تحمل مسئولية اللى حواليه مش زى تربية هيام ل وائل الأنانيه وحب الذات...
دخل عمار الى غرفة سهر دون طرق للباب.

وجدها ممده على الفراش تثنى ساقيها قليلا كانت تغطى وجهها بطرحة ردائها الأسود أشعل الضوء وذهب بأتجاه ذالك الشباك وأغلقه ثم جثى بجسده جوارها على الفراش ماددا يده يسحب تلك الطرحه السوداء من على وجه سهر ظهر وجهها الشاحب وتلك الهالات السوداء أسفل عيناها وأنفها الأحمر ووجنتيها الحمرتان أيضا بسبب البكاء شعر بغصه كبيره في قلبه تنهد يزفر أنفاسه قائلا: سهر.
فتحت سهر عيناها.

تعذب عمار حين فتحت سهر عيناها المدمعه اللتان إختفى لونهما البنى خلف تلك الشعيرات الدمويه بعينيها مد يده يمسد على وجنتي سهر قائلا: سهر هتفضلى كده كتير الدوام لله وحده وأكيد جدتك مكنتش تحب تشوفك بالشكل ده المفروض تترحمى عليها وتقرى لها قرآن وتدعى لها بالرحمه ده هينفعها أكتر من أنك تحبسى نفسك وتفضلى تبكى.

دمعه فرت من عيني سهر جذبها عمار لتبقى على صدره قائلا: صدقينى دموعك غاليه وبتعذب الى حواليك كفايه دموع يا سهر علشان خاطر جدتك.
جففت سهر دموعها بيدها، قائله: فعلا تيته مكنتش بتحب تشوفنى ببكى بس غصب عنى أول مره أحس الأحساس ده حاسه بوجع هيفرتك قلبى.
ضمها عمار ووضع يده على موضع قلبها قائلا: سهر كل شئ بيبدأ صغير ومع الوقت بيكبر ما عدا فاجعة الموت بتبدأ كبيره ومع الوقت مش هقول بتصغر، لأ بتهون.

ضمت سهر عمار صامته كأن كلماته هدأت من نار قلبها قليلا.
شعر عمار بيد سهر التي ضمته ضمها أقوى.
قائلا: أظن كده كفايه بقى لازم ترجعى لبيتك.
إبتعدت سهر قليلا عن عمار ونظرت لوجهه قائله بأستغراب: أرجع لبيتى فين ده!
رد عمار: بيت زايد هو بيتك يا سهر ناسيه إنك مراتى وبيتى هو بيتك.
قالت سهر: لأ مش ناسيه إنى مراتك وكمان مش ناسيه إنى مراتك التانيه بس هرجع لبيت زايد.

كاد عمار أن يقول لها أنها زوجته الوحيده لكن قطع ذالك رنين هاتفه.
أخرج عمار الهاتف كى يغلقه لكن تعجب حين رأى خديجه هي من تهاتفه نظر للهاتف ثم نظر ل سهر التي نظرت بتلقائيه للهاتف، فرأت إسم خديجه إبتعدت عن عمار قائله: رد عليها يا عمار.
للحظه كاد عمار يغلق الخط لكن رد مع نهاية الرنين.
إنفزع واقفا يقول مسافة السكه هكون عندك.
قال هذا ثم أغلق الهاتف.
تحدثت سهر: في أيه، إيه اللى حصل؟

رد عمار: خديجه بتقول أحمد أثناء خروجه من المدرسه وقع من على سلم المدرسه والمشرفه إتصلت عليها مقالتش لها أكتر من كده.
تعجبت سهر من لهفة عمار.
لكن إحنى عمار جزعه وقبل وجنة سهر.
قائلا: لازم أروح أشوف أحمد حصله أيه وهرجع بالليل علشان أخدك لبيتنا.

قال عمار هذا وغادر الغرفه تاركا سهر لتفكيرها الذي للحظه قالت مش عارفه أيه سر حبه الزايد لأحمد ده يكونش إبنه من خديجه لكن سرعان ما أستغفرت قائله: حرام يا سهر تفكيرك ده داخل على إتناشر سنه وعمار إتجوز خديجه من تسع سنين بس أستغفر الله يارب إرحمنى على تفكيرها هذا سمعت طرقا على الباب فقالت إدخل.

بينما عمار خرج من الغرفه وتوجه الى باب الشقه ثم الى بوابة المنزل وكاد يصتدم بأحداهن فعاد للخلف بضع خطوات حتى دخلت هي وقبل أن يخرج من بوابة المنزل
نادت عليه مياده قائله: عمار.
توقف عمار ينتظرها تنزل بعض السلالم.
جذب إسم عمار تلك التي دخلت قبل قليل نظرت له للحظات ثم دخلت الى شقة والد سهر.
بينما عمار إنتظر نزول مياده الى أصبحت بجواره وقالت له: سهر صاحيه ولا نايمه؟

رد عمار بأستعجال: لأ سهر صاحيه في أوضتها.
مثلت مياده الصعبانيه قائله: تيتا آمنه قطعت بينا كلنا والله، بس سهر مزوداها قوى عن الازم، بس يحقلها، تيتا آمنه كانت بدلعها، زياده عن اللزوم، ودارى على أخطائها قدام طنط نوال.
تعجب عمار قائلا: تقصدى أيه أنها كانت بتدارى على أخطاء سهر.

إدعت مياده عدم الانتباه لما قالت له، وتعلثمت قائله: مش قصدى حاجه، خالص، بس بصراحه سهر كانت مدلعه زياده عن الأزم من تيتا، يعنى لما سافرت للبحر الأحمر ومقالتش لحد حتى تيتا، بس تيتا وقتها هي الى هدت طنط نوال، هي سهر كده متعوده عالدلع حتى لما طنط نوال تضغط عليها كانت بتسيب البيت وتروح عند جدتها يسريه، بس دى سافرت للبحر الأحمر قبل أجازة نص السنه، وحتى محضرتش زفافك على سهر، بس عرفت إنها راجعه قريب لهنا، وسهر متعوده أما تزهق، تروح تقعد عندها في بيتها، لحد طنط نوال ما تروح تصالحها، زى ما عملت قبل الزفاف، راحت لهناك ومسبتش أى خبر، وفضلنا كلنا قلقانين يكون جرالها حتى طنط نوال عقلها كان هيشت لحد ما تيتا يسريه طلبتها عالتليفون، وقالت لها أن سهر وصلت، راحت لها طنط نوال تانى يوم صالحتها وجات معها، هي دى عادة سهر دايما، بتضغط على إلى بيحوبوها، دلع يعنى.

تحدث عمار قائلا: وهي سهر لما كانت سافرت البحر الأحمر مكنتش سابت أى خبر عن أنها مسافره.
ردت مياده بغباء: لأ مكنتش سابت أى خبر، وطنط نوال عقلها كان هيشت وقتها، هي سهر كده، عديمة المسؤليه، وأنا كتير بخاف عليها دى أختى الثانيه، إحنا متربين سوا، حتى في الأيام الأخيره إتصلت عليها أكتر من مره علشان أقولها لها تيتا عيانه، بس
مكنتش بترد لا على مكالماتى، ولا رسايلى.
رد عمار قائلا: طب ليه مكنتش بترد عليكى؟

تلعثمت مياده قائله: هي مفكره أنى بغير منها علشان إتجوزت قبلى، بس سبق وقولت لها ده النصيب والنصيب بينادى صاحبه، وكمان أنا لسه صغيره عنها.
تعجب عمار، لكن أخفى ذالك قائلا: أنا لازم أمشى عندى أمر ضرورى ومستعجل.
شعرت مياده بالخذو قائله: أنا آسفه إن كنت عطلتك مش قصدى حاجه، كنت بطمن على سهر أما أدخل لها، أواسيها، مع إنى محتاجه الى يواسينى، تيتا كانت غاليه عندى قوى.

أماء عمار راسه لها ثم خرج من بوابة المنزل.
تبسمت مياده بلؤم، ثم دخلت الى شقة عمها.

بينما عمار، ذهب الى سيارته، وصعد بها، يفكر في قول تلك اللئيمه الغبيه، التى حاولت إظهار سهر أمامه، بصورتها القديمه، التي نعتها بها يوما، لو لم يسمع لقول جدة سهر لكان صدق قول تلك الخبيثه، فكر عقله هي أخطأت وأخبرته أن سهر لم تخبر أحدا بذهابها الى البحر الأحمر، لكن تلك الرساله التي سبق وقرئها، وأتت بين دعوات الزفاف، كيف وصلت بين الدعوات إن لم تكتبها سهر، لكن هو سمع سهر وميادة يوم عقد القران بالمسجد تتحدثان حول، رساله، شت عقله هنالك حلقه مفقوده، فكر عقله، أتكون سهر تركت رساله تخبر والداتها بشئ، وبدلت الرساله، أو أختفت عن قصد، لتأتى بين دعوات الزفاف، تذكر، يوم طلب من وائل بعض الدعوات الزائده لديه، قال له أنه يوجد بالمنزل مجموعه كبيره من الدعوات، إن كان يريدها فليرسل من يأخذها من منزله، وبعد وقت هاتفه أنه ترك الدعوات لزوجة عمه، كما أن يوسف أخبره بوجود مياده في نفس الوقت تقف جوار زوجة عمها، وأن الدعوات وقعت منه أرضا وساعدته مياده بجمعها من على الأرض، فكر عقل عمار بذهول، مياده تلك التي لم تبلغ الثامنه عشر، كيف لها أن تكون بكل هذا الخبث، شعر بالندم الشديد، سهر ظلمت منه ليلة، زفافهم، بعلاقه عنيفه، سببت لها جرح كبير، لم يلتئم الى الآن أحيانا كثيره يشعر بعدم وجودها معه، تكون مستلمه له جسدا فقط، وأحيانا أخرى، يشعر بها تبادله لحظات عشق، أين كان عقله ليلة زفافهم التي تركت بداخل سهر إحساس بالخوف منه، ربما وقتها تلذذ منه لكن مع الوقت سأم ذالك الاحساس المقيت، أصبح قلبه يريدها بأرادتها، لا تأدية فرض ولا صعف منها، يريد سهر، بقلبها وعقلها، وليس بجسدها فقط كما تظن.

ليلا بمنزل زايد
دخلت سهر برفقة عمار، أتى أليها الخادمات يستقبلنها، ويقدمن لها العزاء، تقبلته منهم بود
دخلت الى تلك الغرفه
وجدت حكمت تجلس مع فريال، وكذالك معهن سليمان ومهدى، لكن بعيد قليلا كأنهم يتحدثان بالعمل.

وقف كل من مهدى وسليمان، وأقتربا من سهر وقدما لها العزاء مره أخرى، كذالك فعلت حكمت وهي جالسه، بينما سخرت فريال لنفسها، قائله: محسسنى أن الى ماتت ملكة إنجلترا، أيه مش عزتوها قبل كده ولا هي شغلانه، بس لازم أعمل زيهم، على الأقل قدامهم، وبالفعل
قدمت فريال لها العزاء.
تحدثت حكمت قائله: سهر أكيد تعبانه، خدها وأطلع شقتكم يا عمار، تصبحوا على خير وأنا كمان هقوم أخد علاجى وأنام.

قالت حكمت هذا ونظرت الى فريال قائله: وأنتى يا فريال مش هتنامى.
نهضت فريال ببطئ قائله: لأ أنا كنت عاوزه أنام من بدرى بس لما قولتى أن عمار راح يجيب سهر من بيت أهلها قولت أقعد آخد بخاطرها، وكمان خضتنا على أحمد، يلا الحمد لله خير.
رد مهدى: الحمد لله جت بسيطه، يادوب أيد أحمد إلى إنكسرت قدر ولطف، ربنا يحميه، يلا يا حكمت، أنا عندى شغل بكره الصبح لازم اصحى بدرى فايق، يلا تصبحوا على خير.

كذالك قال سليمان وأخذ فريال وغادر
لف عمار يده حول خصر سهر قائلا: وأحنا كمان مش نطلع شقتنا.
نظرت سهر حولها، وخجلت من لف عمار يده حول خصرها، أن يكون أحد رأهم، وقالت بخجل: خلينا نطلع عاوزه أطمن على أحمد، خديجه الأيام الى فاتت كانت كل يوم بتجى وتقعد جنبى في عزا تيتا، وكمان أنا وأحمد أصدقاء، بغض النظر إنى إستغلاليه.

نظر عمار لسهر، ود أن يقول لها أنه لابد من فتح صفحه جديده بينهم، لكن سهر تسرعت، وأزاحت يده من حول خصرها، وسبقته للصعود الى شقة خديجه، فتحت لها منى الباب، التي تبسمت بتلقائية طفله، وضمت سهر، مرحبه بها قائله: أنا كنت طلبت من ماما تاخدنى معاها وهي جايه لعندك، بس قالتلي ممنوع للعيال الصغيره، بس أنتى وحشتينى قوى يا سهر.
رد سهر عليها بود قائله: خديجه كانت قالتلى، وانا أهو، رجعت من تانى، فين أحمد.

ردت منى: نايم على سرير أوضة عمار، من وقت ما رجع من عند الدكتور، ومرضاش ينام في أوضته، تعالى معايا.
ذهبت سهر خلف منى، ودخلت الى تلك الغرفه.
حاول أحمد النهوض، حين رأى سهر، لكن قالت له، خليك نايم مرتاح يا أحمد، أنا هاجى أقعد جنبك عالسرير، جلست سهر جوار أحمد على الفراش قائله: حمدالله على سلامتك.
رد أحمد: الله يسلمك وحشتيني يا سهر، انا حضرت عزا جدتك مع عمو مهدى، وعمو، سليمان مشفنيش كان زعقلى.

ردت سهر: شكرا ليك يا أحمد، ها بقى قولى أيه الى حصلك، بالتفصيل.
ردت خديجه التي آتت تحمل صنيه عليها كوب من اللبن، وقالت: هيقولك أيه على شقاوته، الى إتسببت في كسر إيده غير، بعض الجروح في جسمه، ربنا ستر المره دى، يرضيكى يا سهر، يتنطط وهو نازل عالسلم، إفرضى كان وقع على دماغه، ولا زمايله داسوا عليه وهما نازلين بدون قصد؟

رغم حزن قلب سهر لكن تبسمت قائله: لأ ميرضنيش يا أحمد بعد كده خد بالك وانزل السلم بدون تنطيط.
صمت أحمد، في ذالك الوقت كان دخل عمار، ونظر لجلوس سهر جوار أحمد وحديثها معه هو ومنى بود.

هلل أحمد حين دخل عمار قائلا: عمار شالنى من تحت طلعنى لهنا، وأنا طلبت منه أنى انام في أوضته، اللى كان بينام فيها هنا وأنا كنت بنام معاه فيها كتير، مع أنه كان بيقولى أنه بيحب ينام عالسرير لوحده بس أنا أستثناء، وأكيد هينام جنبى فيها الليله.
نهضت سهر من جوار أحمد قائله: تمام أنا أطمنت عليك، هروح بقى أنام علشان كمان أسيبك تستريح، والصبح هاجى أطمن عليك تصبح على خير.

رد أحمد: وأنتى من أهله، هستناكى الصبح، نقعد سوا علشان في حاجات كتير مش فاهمها وعاوزك تفهمهالى، علشان لما إرجع لزمايلى في المدرسه أبقى متفوق عليهم.
عادت سهر قولها: تصبحوا على خير.
مرت سهر من جوار عمار، ثم غادرت الغرفه والشقه كلها، وذهبت الى شقتها.
فتحت الباب ودخلت مباشرة الى غرفة النوم.

ألقت بجسدها على الفراش، إستعاد عقلها قول أحمد، إن عمار كان بينام في أوضه لوحده، ومش بيحب ينام جنب حد، كيف ألم يكن ينام بفراش خديجه، مثلما ينام جوارها منذ ليلة زواجهم المشؤمه، هو كان له غرفه خاصه بشقة خديجه، لماذا؟
فكرت ليهتدى عقلها لجوابين.

الأول، أنه ربما غرفة خديجه كانت لها مع عمه زوجها الأول ولها معه بعض الذكريات، والثانى، ربما كانت تشاركه الغرفه بعض الليالى، وهنا لا تعرف سهر سبب لذالك الشعور الذي ينهش قلبها وعقلها كلما فكرت وتخيلت عمار يشاطر خديجه الغرام كما يفعل معها، ما سبب هذا الشعور، هي تعلم منذ البدايه أنها زوجه ثانيه وهنالك أخرى تشاركها فيه، ولديها حقوق عليه.

نهضت سهر من على الفراش تنفض عن رأسها وقلبها تلك الاحاسيس، توجهت الى دولاب الملابس، أخرجت منامه لها، وأخذتها وتوجهت الى الحمام، لأخذ حمام دافئ، بعد قليل خرجت، لم تجد عمار عاد، إذن لابد أنه سينام بشقة خديجه، نامت على الفراش، مازال عقلها يشرد، أين كان ينام عمار الليالى الماضيه التي غابتها بمنزل والدايها، بالتأكيد كان ينام بشقة خديجه، بسبب شرود عقلها، لم تشعر بدخول عمار الى الغرفه الى أن تحدث قائلا: لسه منمتيش؟

نظرت سهر له قائله: كنت خلاص هنام، أنت مش كنت هتنام في شقة خديجه بسبب أحمد.
رد عمار: أحمد شرب اللبن وبعدها خد علاجه ونام، مش هيحس بحاجه، بسبب المسكن الى أخده، هينيمه للصبح، هروح أخد دش.
بعد دقائق أنضم عمار الى سهر بالفراش، أقترب منها ووضع إحدى يديه على جسدها يقربها منه ووضع رأسه على كتفها، وهمس جوار أذنها قائلا: وحشتيني يا سهر.

أصبحت سهر تفهم قليلا نبرات صوت عمار، وضعت يدها على أزرار منامتها، فتحت زرين، وضع عمار يده على يدها يوقفها قائلا: تصبحى على خير يا سهر.
تعجبت سهر لأول مره عمار يفعل ذالك الشئ، ربما يراعى حزنها على جدتها.
بعد مرور عدة أيام
بمنزل زايد.
مساء.

طلبت فريال من إحدى الخادمات عمل كوبا من الشاى الأخضر بالنعناع لها تأخرت الخادمه في عمله بسبب إنشغالها، فنادت عليها فريال، وقامت بتوبيخها، فبكت الخادمه، وهي تغادر من الغرفه
فى ذالك تقابلت الخادمه مع سهر التي رأت ما حدث، ولم يعجبها طريقة حديث فريال مع الخادمه، فدخلت الى الغرفه قائله: على فكره غلط الطريقه الى كلمتى بها الشغاله دى، هي مش عبده أو جاريه عندك كتر خيرها إنها بتخدمك، وبتنفذ أوامرك.

ردت فريال: وأنتى مالك كانت الخدامه عينتك محامى دفاع عنها، ولا أيه؟
ردت سهر: لا معبنتنيش محامى دفاع عنها، بس أنا بنبهك أنها خدامة لقمة عيشها مش جاريه عندك، تهنيها.
ردت فريال بحده وعلت صوتها قائله: معدش الأ أنتى الى تنبهينى، إزاى أعامل الخدمات، نسيتى نفسك ولا أيه، إنت هنا مش أكتر من ماعون تشيلى في بطنك نسل عيلة زايد، دى مكانتك مش أكتر.

إغتاظت سهر من قول فريال، وردت عليها قائله: أنا هنا زيك بالظبط، وأنتى كمان كنتى في يوم ماعون، وشيلتى في بطنك نسل عيلة زايد.
إغتاظت فريال منها بشده قائله: أوعى لكلامك كويس مفكره أنى معرفش إنك هربتى من بيت أهلك للبحر الأحمر علشان...
سبقت سهر قائله: على الأقل أنا أما هربت من بيت أهلى كنت هربانه لوحدى، مش مع واحد مفيش بينى وبينه أى صله، ويا عالم حصل بينهم أيه في الليله دى.

لم تفكر فريال، وقامت بصفع سهر بقوه، وصرخت وأدعت سقوطها أرضا، بسبب دفع سهر لها.
وضعت سهر يدها مكان صفعة فريال، بذهول من تلك الكاذبه، كيف لأمرأه بعمرها أن تكذب تلك الكذبه الرخيصه، وقبل أن ترد عليها، كان يدخل عمار، الذي لسوء الحظ قد عاد للمنزل باكرا، وجاءت من خلفه كل من حكمت، وخديجه.

إدعت فريال الدموع قائله: تعالوا شوفوا كنة البيت وهي بتطاول على اللى أكبر منها ليه وليه زعقت للخدامه علشان إتاخرت في طلبى، إنتهزتها فرصه، وحبت ترسم نفسها عليا، وقبل ما أرد عليها كانت زقانى ووقعت عالأرض.
ذهلت سهر من كذب فريال، ولا تعرف كيف تلجم لسانها، ولم تشعر سوا بيد عمار، تسحبها بقوه الى أن صعدا الى شقتهما.

دخل عمار خلفها، وصفع باب الشقه بقوه، للحظه أرتجف قلبها، تخبر نفسها، لما صمت ولكن الأجابه وصلتها حين قال: أنا قبل ما أتجوزك كنت عايش في راحة بال
وو...
قبل أن يوصل حديثه.

تكلمت سهر: أنا مغلطتش فيها صدقنى أو لأ، هي بتعاملنى، على أنى دون المستوى، ومستكتره عليا أزاى أنى أبقى حرم عمار زايد، وبتعاملنى بأستعلاء، ومش بس هى، ولهم الحق، عمار زايد مفيش واحده على قد مقامه غير بنتها، الى أتجوزت ببدل، تروح تشوف بنتها بتتعامل أزاى في بيت عمى، بتتعامل على أنها ملكه، مش زيي، جاريه من ضمن الجوارى،.

تضايق عمار من قولها، حاول يتمالك عصبيته عليها، كان أمامه زهرية ورد كريستاليه، أمسكها وألقاها بالحائط ثم أعطى لها ظهره
تهشمت الزهريه، لم يرى هو تلك الشظيه التي تناثرت فأصابت ذراع سهر، سهر التي صمتت بآهه خافته ووضعت يدها على الجرح تكتم دمائها التي تسيل.

تعجب عمار من صمت سهر المفاجئ، فأدار وجهه لها، وقع نظره على يدها التي تمسك بها مكان الجرح، رأى بعض الدماء، أنخض وأقترب منها سريعا، ورفع يدها، رأى الدماء تندفع أسفل كم عبائتها، الذي شق، علم أن شظيه من تلك الزهريه التي ألقاها بالحائط أصابتها، رفع الكم عن يدها، وقال لها: هدخل أجيب شنطة الأسعافات، بعد ثوانى
عاد ملهوف، وفتح شنطة الأسعافات
وأخرج قطن ومطهر، ثم لاصق طبى، وألصقه على الجرح.

ثم قال: أيدك هتوجعك شويه بس...
قاطعته بسخريه قائله: مش بس إيدى الى بتوجعنى، ومن أمتى السيد بيهمه وجع الجاريه.
قالت سهر هذا وتركت عمار، وذهبت الى غرفة النوم
شد عمار شعر رأسه وزفر أنفاسه، بغضب ساحق، وذهب هو الآخر الى غرفة النوم
وجد سهر، تقف بملابسها الداخليه، وتقف بالقرب من الدولاب.
حاول تمالك غضبه قائلا: سبق وقولت ليكى بلاش تتوقفى قصاد مرات عمى إعملى زى خديجه كده، بتتجنبها قد ما بتقدر.

نظرت له سهر قائله: أنا مش زى خديجه، يا عمار، أنا هنا مجرد ماعون، زى هي ما قالتلى، ماعون يشيل نسل عيلة زايد، وكمان رغبات عمار زايد.
تعصب عمار، لو ترك لجام غضبه الأن سيحرقهما الأثنان.
ترك الغرفه، وترك الشقه كلها بل المنزل بأكمله.

بعد مرور عدة أيام
كان الصمت هو سيد الموقف بين سهر وعمار، كانت سهر تتجنب المكوث في مجلس فريال، تقضى وقتها بين جامعتها، وبين المكوث مع أحمد ومنى، أو بشقتها.
فوجئت بعد الظهربدخول عمار، الى شقتهم وقام بطلب منها تجهيز حقيبة ملابس له ولها.
فقالت بأستغراب: ليه عاوزنى أجهز شنطة هدوم ليك وليا!

إقترب عمار منها قائلا: هنسافر سوا لمزرعة الفيوم، أنا عندى شغل هناك ضرورى وفكرت إنها فرصه، تغيرى جو بعيد عن جو هنا المكهرب.
تبسمت إبتسامه خفيفه وقالت: وهنقعد كم يوم هناك.
رد عمار: تلات أو أربع أيام بالكتير، أو على حسب الجو هناك يمكن يعجبك، وإنتى الى تطلبى منى نطول هناك.
تبسمت له سهر وقالت، هحضر الشنطه بسرعه، علشان نلحق السفر قبل الليل.

رد عمار: أنا هنزل أستناكى تحت، هكلم بابا في موضوع مهم على ما تغيرى هدومك و تخلصى توضيب الشنطه براحتك.
أماءت سهر له رأسها
بعد قليل
نزلت سهر تحمل حقيبة ملابس صغيره، وأعطتها للخادمه التي أخذتها لتضعها بالسياره، ثم توجهت الى غرفة المكتب وقامت بطرق الباب، ثم دخلت بعد أن سمحوا لها بالدخول، نظرت لعمار قائله: الشغاله خدت الشنطه للعربيه وانا جاهزه.

تبسم مهدى يقول: تروحوا وترجعوا بالسلامه، كذالك قال لهم سليمان وأكمل لعمار قائلا: إطمن هتفذ كل اللى قولت عليه، ولو حاجه وقفت قدامى هتصل عليك.
رد عمار: تمام، سلام أنا بقى.
قال عمار هذا وجذب يد سهر للسير معه الى السياره.
بالطريق أثناء قيادة عمار للسياره تجاذبت سهر معه الحديث قليلا، ثم إستسلمت للنوم دون شعور منها، الى أن وصلا الى تلك المزرعه.
كان الليل قد حل عليهم.

أيقظ عمار سهر الى أن فتحت عيناها فقال: يلا إنزلى وصلنا للمزرعه.
تبسمت سهر وفتحت الباب المجاور لها، دخلت الى أنفها، رائحه ربيعيه منعشه، مع نسمات هواء بارده قليلا
مسك عمار يد سهر ودخل الى ذالك المنزل الكبير المرافق لتلك المزرعه، كان بأستقابلهم حارس خاص حمل الحقيبه من عمار، وهنالك أيضا خادمه، بالمنزل، أستقبلتهم، أمرها عمار بتجهيز طعام لهم.
بعد أن تناولوا الطعام سويا، أتى لعمار ضيف، وهو حسام.

ترك سهر وذهب معه الى غرفة المكتب
بينما سهر جذبتها رائحة الزهور الأتيه من تلك الحديقه التي أمام المنزل، فذهبت تتجول، بها، الى أن وجدت تلك الأؤرجوحه، فجلست عليها، مستمتعه، بذالك الهواء الربيعى، تتطلع الى تلك النجوم المضيئه، بالسماء
بينما عمار، ودع حسام، وأثناء صعوده راى جلوس سهر بالحديقه من الشباك الموجود على السلم، فقرر الذهاب إليها
كانت ليله ربيعيه هادئه، بنسمات بارده.

جلست سهر على تلك الأؤرجوحه الموجوده بحديقة تلك المزرعه
كانت تجلس تتطلع لنجوم السماء، المتلألأه وجوارها القمر، كأنهم يرسموا لوحه مضيئه بالسماء، غفلت عيناها، رغم شعور البرد الذي بدأ يتسرب الى جسدها
لكن فتحت عيناها بخضه رقيقه، حين شعرت بذالك الدثار، يوضع على كتفيها.
تبسم وهو ينحنى من خلفها، يقبل إحدى وجنتيها قائلا: أيه الهوا البارد سطلك، و نعستى؟

قال هذا ولف يجلس جوارها على الأؤرجوحه مبتسما يضع يده حول كتفيها يضمها لجسده
تبسمت بتلقائيه قائله: يظهر كده الهوا البارد خلانى أنعس، بس أيه عرفك إنى هنا.
تبسم عمار، وهو يجذب جسدها ليصبح بكامله بين يديه قائلا بهمس جوار أذنها: شوفتك من شباك السلم وأنا طالع، قولت أكيد الجو بارد، جبت ليكى المفرش الخفيف ده.

رفعت سهر وجهها نحو السماء تقول: شايف القمر والنجوم حواليه، تحسه في وسطهم، زى الملك في عرشه، والنجوم الى حواليه تحسها عاشقه ضيه.
تطلع عمار الى السماء يقول: بس مفيش غير نجمه واحده قريبه من القمر، وباقى النجوم صحيح جنب بعضها بس بعيده عنه، هي نجمه واحده الى قريبه منه، تحسى أنها خلاص داخلت لمداره.

تطلعت سهر، نحو النجوم، وقالت: لأ في نجمه تانيه ماشيه أهى مقربه من القمر، ويمكن تسبق النجمه التانيه وتقرب أكتر منه.
رد عمار: لأ مش هتقرب، لأنها هتوقف، وسط النجمات التانيه، والنجمه دى هتقرب أكتر من القمر، تراهنينى.
نظرت له مبتسمه موافقه أراهنك النجمه دى هتقرب أكتر من القمر.
رد عمار: وأنا على رهانى معاكى، بس لو كسبت هتنفذى الطلب الى هطلبه منك
فكرت قمر وتطلعت الى السماء، رأت النجمه مازالت تسير.

ليطمئن قلبها، وقالت موافقه، بس كمان وقتها هتوافق على طلبى منك.
تبسم عمار يقول بأختصار، : تمام.
ظلا الأثنان يراقبان حركة النجوم، لدقائق
ليتحقق ما قاله عمار، توقفت النجمه وسط النجمات، والنجمه الوحيده إقتربت بالفعل أكثر من مدار القمر.
رفع عمار وجه سهر مبتسما يقول: أنا الى فوزت.
تبسمت سهر تقول: تمام أتفضل أطلب طلبك، بس يكون طلب أقدر أنفذه.

فكر عمار، قليلا ثم قال: سبق وطلبت منك ترقصيلى، وقولتى مبعرفش أرقص، بس أكيد بتعرفى تغنى.
ضحكت سهر قائله: طبعا بعرف أغنى، أحلى نشاز ممكن تسمعه في حياتك، بس لو ده طلبك، موافقه طبعا، وأتحمل أنت بقى صوت النشاز.
تبسم عمار يقول: مش يمكن نشازك يكون أحلى صوت سمعته، عالعموم، ده طلبى، ولازم تنفيذيه.

تبسمت سهر تقول: براحتك، بس أنا خايفه على طبلة ودانك، بس بدال مصر، هغنيلك أغنيه بتليق عالقمر والنجمه الى إتراهنا عليهم.
بتمون
عاضحكى انا بيتمون
بتمون عالدمعه وأليك بتمون
بتمون يا قلبى عينك على قلبى، ما كان يمكن لو ما انت تكون، معذور لو چن القلب معذور بعيون عم تغزل حلا معذور، مين الى ما بيحبك، يا ويلى من قلبك مغرور قلبك، يا حلو مغرور.

بتمون عالدقه ولولا القلب شو بيقى، حبيبي ان غبت راح بشقى، راح بشقى، عينك على
ياقلبى، قلبى شوى شوى واتوقى، قلبى حنون ما بييلقى، ما بيلقى، بتمون
مبخون لو حبك اللى بتخون، بجنون شو بحبك، انا بجنون، بتمون يا عمرى قلبى مشى بأمرى، صفا بامرك هالقلب مرهون
معذور لو چن القلب معذور، بعيون عم تغزل حلا معذور، مين الى ما بيحبك، يا ويلى من قلبك مغرور قلبك يا حلو مغرور.

بتمون عالدقه ولولا القلب شو بيقى، حبيبي ان غبت، راح بشقى، راح بشقى، عينك على قلبى شوى شوى واتوقى، قلبى حنون ما بيلقى، بتمون.
أنهت الأغنيه، رغم أنها قالتها بصوت هادئ، وصلت معانى الكلمات لقلبه، تبسم وهو ينظر لعيناها، بتآمل، وبرد فعل تلاقى كان يجذبها نحوه، يقبلها، بشوق، وعشق، وأمل أن تكون كلمات الاغنيه خارجه من قلبها كما
أخترقت قلبه، نظر عمار، لعيني سهر قائلا: أنا بحبك يا سهر، إنتى نجمه نورت حياتى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة