قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والثلاثون

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والثلاثون

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والثلاثون

بعد مرور عشرون يوما
بمنزل عطوه، في حوالى العاشره صباحا.

فتحت سهر باب الشقه وخرجت منها، وتوجهت الى بوابة المنزل، لكن قبل أن تصل الى البوابه تصادمت مع غدير التي ما إن رأتها جذبت الغطاء على وجه إبنها التي تحمله تخفيه عن مرأى عين سهر، إستهزأت، سهر من فعلتها، وتجنبت منها وعدت من جوارها، دون حتى النظر لها، بينما أغتاظت غدير من ذالك، هي لم تخبى وجه طفلها من سهر بسبب، كبر حجم رأسه الذي أصبح يلاحظ بسهوله.
علي طاوله بكافيه شهير بمدينة المنصوره.

جلست مياده بالمقابل لحازم، الذي يجلس يضع النظاره الشمسيه حول عيناه، لم يكن ينظر لمياده عيناه شارده بمياه النيل أمامه، كانت مياده تثرثر بأشياء كثيره، لم يلاحظ شئ من حديثها، يفكر ب سهر التي أنهت كل شئ حتى صداقتها معه، تذكر قبل أيام قليله
فلاشباك.

طلب حازم من سهر الجلوس بمفردهم بأحد الكافيهات القريبه من الجامعه، فرفضت وقالت له: ، إن كنت قعدت معاك قبل كده بكافيه كانت صفيه بتبقى قاعده معانا، وكمان كان بيقعد معانا بعض زميلنا سواء بنات أو شباب، يعنى مكناش بنبقى بمفردنا، كانت بتبقى قاعدة زمايل، إنما لما أقعد معاك في كافيه لوحدنا، متبقاش قاعدة زماله، غير إن كمان وضعى دلوقتي ميسمحليش إنه أقعد معاك في كافيه لوحدنا قدام زمايلنا، هيقولوا عليا أيه متنساش إنى مطلقه، وكل زمايلى عرفوا بده، وأنا محبش حد ياخد عنى فكره مش فيا، تقدر تقولى الى عاوزه هنا في الجامعه كذا مكان نقعد فيه، ومحدش وقتها هيفسر قعدتنا على هواه.

تنحنح حازم قائلا: سهر الموضوع الى هكلمه فيه خاص، وأنا ميهمنيش كلام حد عنك، أنا عارف أخلاقك كويس وووو...
قاطعته سهر قائله: حازم عارف اخلاقى او مش عارف، ميهمنيش، والكلام الى هتقوله في الكافيه سهل تقوله هنا خلينا نقعد على الأرض هنا في الجامعه زى ما كنت بتقعد معايا أنا وصفيه قبل كده.
إمتثل حازم لطلبها وجلسا الاثنان على أرض جانبيه جوار بعض الزروع بالجامعه.

ظل حازم صامتا لبعض الدقائق، تحدثت سهر: قولى عالموضوع الى عاوزنى فيه، الوقت خلاص المحاضره التانيه قربت تبدا فاضل عليها تلت ساعه.

تحدث حازم بهدوء: سهر سبق وإعترفتلك بمشاعري، وإنها مش مشاعر صداقه زى ما سبق وقولتى لى، وكمان إن أنا كنت لسه طالب في الجامعه، أنا الحمد لله إتخرجت، وقبل من سنه هشتغل معيد في الجامعه، غير إنى أنا تقريبا الى ماسك كل شغل بابا من يوم تعب، وأقدر أتحمل مسئولية فتح بيت، سهر أنت بالنسبه ليا فتاة أحلامى، والبنت الوحيده الى نفسى أكمل معاها بقية حياتى، لو موافقه أنا مستعد أتقدملك من الصبح.

ردت سهر: حازم أولا، أنا مبقتش بنت انا ليا تجربه سابقه في الجواز، ثانيا مشاعرك سبق وقولتلك، إنك بالنسبه ليا مش أكتر من صديق.
رد حازم: سهر أنا مشاعرى مش صداقه، وحكايه تجربتك السابقه في الجواز متهمنيش ولا تفرق معايا، أنا عارف إنك إتجوزتى من عمار بسبب طلب جدتك منك، بسبب وائل، ومقدرتيش تكملى مع عمار بالسبب ده.
إستغربت سهر قائله: مين الى قالك إنى إتجوزت عمار، بسبب طلب جدتى، صفيه الى قالتلك صح؟

تعلثم حازم قائلا: بلاش تظلمى صفيه، أنا سألت وعرفت.
نظرت له سهر قائله: وسألت مين بقى، واللى سألته ده جاب الأسرار دى منين، مياده بنت عمى، صح، أنا شوفتك واقف معاها مره، بس ميهمنيش، بس هقولك حكاية إنفصالى عن عمار هي مسألة وقت وهنرجع من تانى لبعض.
غضب حازم قائلا: هترجعى لعمار اللى متجوز واحده تانيه غيرك، ومش إنت الزوجه الوحيده له.

ردت سهر بضيق: أولا عمار طلق مراته التانيه ميهمنيش أكون زوجه تانيه، بس يهمنى أكون الأخيره، وده اللى هيحصل.
تعصب حازم قائلا: هترضى ترجعى لواحد طلقك قبل كده، سهر عمار ده واضح إنه شخص همجى، شوفتى طريقته في التعامل، سهر، أنااااا.

لم يكمل حازم بقيه هجاؤه لعمار بعد ان قالت سهر بحده: مسمحلش تقول على عمار همجى، ودى حياتى، وعمار مش هو اللى طلقنى من نفسه كان بأصرار منى، لانى كنت محتاجه لوقت أراجع نفسى فيه، واعرف حقيقة مشاعرى إتجاه عمار.
رد حازم بتهكم: ولما راجعتي نفسك إكتشفتى إنك بتحبى عمار فجأه، سهر أنتى مش بتحبى عمار، كل هدفك أنى أبعد عنك بس أنا مش هيأس ومتأكد هيجى اليوم وتعرفى إن محدش حبك قدى و...

قاطعته سهر قائله: موهوم يا حازم، وبقولك فوق من وهمك، وعلشان تفوق أكتر انا بقطع حتى صداقتى معاك.
قالت سهر هذا ونهضت من مكانها وغادرت مسرعه.
عاد حازم من تذكره على قول مياده: حازم روحت فين بكلمك مش بترد عليا.
إنتبه حازم لها قائلا: آسف بس شردت شويه.

تبسمت مياده بدلال: اللى واخد عقلك، كنت بقولك الجو النهارده كان كويس بس بعد الضهر قلب، وشكلها كده ناويه تمطر، لو الجو كان فضل حلو زى الصبح كنا ركبنا مركب في النيل.
رسم حازم بسمه رياء قائلا: مره تانيه، بس قولتيلى إنتى خلصتى محاضراتك النهارده.

ردت مياده: لأ كان فيه محاضره تانيه، بس مش مهم أحضرها إنت اهم منها، كده كده، اللى الدكتور هيقوله في المحاضره موجود في الكتاب، وكمان هاخد ريكوردر المحاضره من زميلى، إنت عارف البنات بيغيروا من بعض ومش بيساعدوا بعض علشان كده سهل أطلب من ولد طلب وينفذه ليا.

نظر حازم ل مياده قارن عقله بينها وبين سهر المقارنه محسومه، سهر بها كل المزايا، متدينه، تضع حدود لها في التعامل مع من حولها، ليست كتلك الطائشه، التي تفكر أن التحرر هو بالتبرج الشكلى والعقلى، التبرج الشكلى بتلك خصلات شعرها التي تظهر من الحجاب، والمكياج الواضح على وجهها، والتبرج العقلى بالتباهى بصداقة الشباب، و الجلوس مع أحدهم بمفردها، دون مراعاة إنها فقط زماله.

نظر حازم الى وجه مياده المنسجمه معه بالحديث براحه وسهوله، ليتملك منه شيطانه، إذا كانت سهر أختارت البعد عنه، فهو سيقترب منها، أكثر، عن طريق إبنة عمها، ولن ينتظر لوقت طويل.
عصرا
فجأه تغير الطقس، لتهب أولى عواصف الشتاء الممطره
بالبلده
بمجرد ان نزلت سهر من سيارة الاجره، سارت بعض الخطوات، لتبدأ الأمطار في الهطول، وكأنها كانت تنتظر سيرها، بالطريق،
سارعت سهر بسيرها، تحت شرفات المنازل.

كعادتها كادت سهر قدم أن تنزلق، لولا إمساك أحدهم بيدها.
رفعت وجهها تنظر أمامها، لمن يمسك بيدها، وقفت صامته تنظر له، لا تشعر، بالأمطار التي تهطل على وجهها، تشعر فقط بدفئ يده، نطقت برجفه، لا تعرف إن كان سببها برودة الطقس، أم من من يمسك يدها.

بينما قبل لحظات كان يسير عمار بالطريق المقابل، لها، حين وقع بصره على سهر من قريب تبسم، تبطائت خطواته، يريد الاستمتاع برؤياها لأكثر وقت قبل أن تغيب عن عيناخ، لكن، سهر التي تسير، تنظر للأرض دائما لم تنتبه له، لو رفعت وجهها لتلاقت عيناهم، قبل أن تتلاقى أيديهم، حين أمسك عمار يدها، قبل أن تنزلق.

رفعت سهر وجهها تلاقت عيناهم، تحدثت بشوق، وعشق، كأنها كانت تنتظر هذا اللقاء أسفل المطر، كأن الطريق إختفى من الماره هو بالفعل لا يسير أحد الجميع إلتزم منزله بسبب هطول الأمطار الغزيره.
كان عمار ينطر لهطول الأمطار التي تلمع فوق شفاه سهر، كم ود أن يقبلها، يروى ظمأ قلبه، من تلك الشفاه العذبه كعذوبة مياه المطر.
أيضا سهر كم ودت الأرتماء بحضن عمار تأخذ من صدره الدفئ التي تشعر به بيدها التي يمسك بها.

توقف الزمان للحظات لكن صوت الرعد الذي شق سرجه السماء، للحظه إرتجفت سهر وأمسكت يد عمار بقوه، تمسك عمار هو الأخر بيدها قويا، لكن عاد السماء تسرج بضياء، ينذر بزيادة هطول الأمطار.
إنتبهت سهر، حاولت سلت يدها من يد عمار، تبسم عمار قائلا: إرفعى رأسك وإنتى ماشيه، يا سهر مش كل مره هتلاقينى بمسك إيدك، أخاف حد غيرى يمسكها، ويحس ببرودتها، تسرى لهب في قلبه.

تبسمت سهر بخجل صامته، وسلتت يدها، أو بالأصح تركها عمار.
سارت من جواره بصمت، شعرا الاثنان بخواء، بروده قاسيه
تمنى الاثنان، العوده للخلف، ليتعانقا معا، يقفيان أسفل المطر تهدئ نار الشوق.
بمنزل عطوه.
بشقة عم سهر.
بغرفة مياده.

كانت تنام على فراشها، تتحدث مع حازم، تتدلل، تحاول ملئ وقته بالأنشغال والتفكير بها هي مؤمنه بمقوله الدى على الأذان أمر من السحر تحاصره لينشغل بها، دوما، تقطع عليه التفكير بشئ غير بها، هكذا عقلها يخبرها، من أجل الفوز عليها التخلى عن الحياء والدلال المصطنع أحيانا.

بينما حازم لا يشعر ولا تشغل حتى باله، كل ما يريده هو التقرب من سهر، حتى لو كانت الخطوه التي تقودها إليه هي تلك الحمقاء اللعبيه، ليس لديه مانع.
تحدث حازم بكذب قائلا: مياده، بصراحه كده إنتى عاجبتى شخصيتك اللطيفه، وكمان كلمت ماما عنك.
فرحه غامره شعرت بها مياده قائله: بجد كلمت مامتك عنى طب قولتلها أيه، عنى!
رد حازم: قولت لها في بنت داخله مزاجى وعجبانى ومحتاج إنك تقولى لبابا، علشان نروح نتقدم لها رسمى.

ماذا قال، هي صدمه، لا هي أمنيه تحققت، كادت تطير في الهواء، لكن مثلت قائله: ومامتك، سألتك، عرفتنى منين و ردها كان أيه؟
رد حازم: ماما كل اللى يهمها سعادتى وبس، وهي قالتلى طالما إنك مقتنع بأختيارك، يبقى ربنا يسعدك، وبابا مش هيمانع حدد إنت الميعاد المناسب لك، وإحنا هنيجى معاك.
ردت مياده بدلع: طب وإنت مقتنع بأختيارك، وأمتى الميعاد المناسب لك.
رد حازم بخدعه: مقتنع جدا، ومتأكد إن ده أفضل إختيار في حياتى.

بنفس الدلع قالت مياده: طيب هتجى أمتى مع مامتك وباباك تطلبونى من بابا وماما.
رد حازم: في أقرب وقت، بس طبعا هتبقى خطوبه لحد ما أستلم وظيفتى معيد في الجامعه، الجواز مش هيتم قبل كده.
تبسمت مياده بدلال: تمام، حتى يبقى في فترة خطوبه، نخرج مع بعض ونتعرف أكتر على بعض.
رد حازم: تمام، شوفى ميعاد مناسب ليكى ماما تجى تكلم مامتك علشان تمهد للخطوبه فيه.

ردت مياده: الميعاد الى يناسبها حتى لو بكره، قصدى يعنى قولى ميعاد وأنا هقول لماما، تنتظرها فيه.
تبسم حازم بمكر: زى ما قولتى بكره، هقفل معاكى وأقول لماما، تجى لبيتكم بكره.
ردت مياده: تمام، هبعتلك تفاصيل الطريق بيتنا في رساله.
تبسم حازم على تلك المتسرعه، التي لا تعرف أنها ليست سوا سلمه لنيل ما يريد.

جافى العشاق النوم، كلا منهم ساهر بمخدعه، يتقلب يمينا، ويسارا، يتمنيا أن يجمعهما مخدعا واحدا يبث كلا منهم شوقه للأخر.

نفث عمار دخان سيجارته ثم وضع العقب، بتلك المطفئه التي على ساقه، تذكر بمقابلته اليوم ل سهر، صدفه بالطريق، هو لقائهم الأول بعد مشادتها معه، يوم أن كاد يضرب، زميلها، تكرر نفس اللقاء سابقا، ما الذي تغير، سابقا كان يعتقد أنها تتعمد لفت إنتباهه لها، كان مخطئ، اليوم تمنى أن تكون بالفعل تريد لفت إنتباهه، لشئ واحد، هو ل صدفه تجمعه بها، أيقن أن سوء الظن القديم هو السبب في بعدها عن مخدعه الليله، جذب هاتفه وفتحه على بعض صور إلتقطها خلثه لسهر وهم بالمزرعه، فكر أن يهاتفها، يحكى لها عن عشقه لملاك أبدلت حياته القاحله، زرعت بها زهره، لكن تركتها ظمئه تريد لمسة ندى من شفتاها.

بينما سهر فتحت هاتفها، تقرأ تلك الرسائل التي كان يرسلها لها، هو لم يعد يرسل لها رسائل منذ ذالك اليوم، يوم منعته من المشاجره مع حازم أمام الجامعه تقرأ كل رساله حرفا حرفا، ثم فتحت ملف خاص على هاتفها، يحتوى، صورا لعمار، منها ما إلتقطته له قبل طلاقهم أثناء نومه، وقتها لم تكن تعرف سببا لألتقاطها تلك الصور، الليله علمت السبب، هي كانت تنتظر ظهوره بحياتها، إحتفظت بقلبها من أجل أن يأتى هو، ويستحوذ عليه، حقا كانت تتمنى بدايه أخرى لقصة حبها له، لكن شاء القدر بتلك البدايه، التي سببت لها النفور، في البدايه، لكن مع الوقت تحول النفور لعشق، كانت تعتقد أنها تسلم جسدها لعمار خوفا، لا لم يكن خوفا، كانت تريد عمار، تستمع بلماسته لها، تذكرت أول مره دخلت الى شقة عمار، كانت قبلها تشعر ببروده قاسيه، بمجرد أن خطت الى الشقه تبدلت تلك البروده لدفئ، شعرت به، عمار أخطأ في حقها في البدايه، لكن هي الأخرى، لم تعطى له فرصه، أن يبدل تلك الأكاذيب عنها، وأيضا وجود خديجه بالمنتصف بينهم، لما طلقها، هي الأخرى، سؤال يلح على عقلها، كم ودت أن تسأله له تريد إجابه منه، هي رأت الأنسجام بينهم، ربما لم تلاحظ نظرات عمار لخديجه، بها شئ من الشغف، كانت نظرات متفهمه فقط، ليس بها اى نوع من الشغف فقط نظرات عاديه، لاحظت ذالك أثناء وجودهم معا بالمزرعه المره الأخيره، كان شبه مرافق لها، هناك لغز بين عمار وخديجه، لم يتزوجنى من أجل الإنجاب فقط، لو كان لهذا السبب لتلهف الإنجاب، لم يكن لينتظر، حقا طلب منها مره الذهاب للطبيبه، لكن لم يلح عليها.

أيقن الأثنان أنه كان لابد لهذا ألانفصال أن يحدث، ليقيم كل منهم حياته مع الأخر، كان هناك أخطاء لكليهما.
باليوم التالى.
بمنزل يوسف
كانت أسماء وخديجه تجلسان معا تمرحان سويا
سألت أسماء خديجه قائله: طمينينى على ماما وبابا.

تبسمت خديجه قائله: الحاجه فريال كويسه وكمان الحاج سليمان بس مأثر معاه بعد عمار عن البيت، وأنه مش بيجى غير في الوقت الى يكون هو مش في البيت فيه، وبيجى بس علشان يطمن على الحجه حكمت ويقعد شويه معاها، ويمشى يرجع شقة المنصوره، حتى مش بيطلع لشقة سهر، حتى كام مره طلبت منه يبات كان بيرفض بطريقه لطيفه، حاسه لو سهر رجعت للبيت هو هيرجع معاها، ربنا يسهل ويرجعوا لبعض، وعلى ما أعتقد ده هيبقى قريب جدا، تعرفى أنا عمرى ما توقعت عمار، يحب ويعشق بالطريقه اللى بيعشق بها سهر، كتير كنت بقوله يسمع لكلام الحجه حكمت ويتجوز، علشان يبقى عنده اولاد، كان بيتهرب، بأى أجابه، بس لما ظهرت قدامه سهر، أخد الخطوه، أنا متأكده، أن جوازه من سهر مكنش جواز بدل مبنى عالعقل، ولا أن واحده قصاد واحده، سهر قصاد غدير، هو كان عاوز سهر وبس.

تبسمت اسماء
فى ذالك الأثناء دخلت عليهن أشجان تحمل صنيه على بعض المشروبات الساخنه، وأخذت الكلمه من فم خديجه وقالت: عمار كان عاوز سهر وبس، وإنتى حياتك فين، من ده كله.
ردت خديجه: أنا حياتى مع ولادى هما كل الى عاوزاه من الدنيا أشوفهم مبسوطين وناجحين.

ردت أشجان: وحياتك أنتى فين من ده كله، إسمعينى يا بنتى، إنتى مفكرتيش بطلاقك من عمار، جوازك من عمار رغم انه كان صورى، لكن كان حافظ ليكى مكانه ومكان بين الناس، مكانه أنك مرات عمار زايد، ومكان زوج محدش يقدر يتقدم علشان ياخد المكان ده، ويفوز بيكى، طلاقك من عمار فتح العيون الطمعانه عليكى، إنتى لسه صغيره، وكمان حلوه، ومعاكى أكتر حاجه ممكن الناس تطمع فيها، وهي الفلوس والسلطه، حتى لو مكنوش بتوعك، وبتوع ولادك، بس تحت أيدك السيطره عليهم، أنا زمان لما أترملت بيكى إنتى يوسف أخوكى، كنت على قد حالى مفيش فيا الطمع، محدش بيطمع في الفقير يا بنتى، حتى لما كان بيتقدم ليا حد كان كل طمعه إنى اربى له ولاده، زى داده يعنى، بس قدام الناس زوجه، أنا مكنش في دماغى جواز تانى، بصراحه كده، أبوكى كان نكدى، وكرهنى في الرجاله، كان شبه الواد يوسف كده.

ضحكن أسماء وخديجه، التي قالت، مش فاهمه قصدك يا ماما.
ردت أشجان: لأ فاهمه بس بتتلأمى عليا، بس هجيبهالك على بلاطه كده، مش اول واحد يتقدملك حسام، في قبل حسام كذا حد طلب منى انه يتجوزك، بس كنت برفض من بره بره، بس لما يوسف قالى على طلب حسام، بصراحه مشفتوش غير مرتين بس، بس دخل قلبى، وهو يعتبر في نفس ظروفك غير إنه مش جاى طمعان فيكى زى الى سبقوه، وكمان، إبنه وولادك بينهم توافق كبير بالاخص أحمد.

تدمعت عين خديجه قائله: يعنى أنتى عاوزانى اوافق على الجواز من حسام، علشان أتجنب الطماعين اللى بيتقدمولى، طب وهبص في وش الناس إزاى، حتى لو كانت جوازتى من عمار على ورق بس، بس الناس متعرفش كده، لو صبحت إتجوزت الناس هيقولوا الفاجره إتجوزت، للمره التالته، ويقولوا عليا من حضن راجل، ل راجل تانى، أنا مش عاوزه غير ولادى، وزى زمان ما قبلت بجوازى من عمار، وهو قبل شرطى معاه، أنا هفضل زى ما أنا مع ولادى في بيت زايد.

تحدثت اسماء قائله: غلطانه في تفكيرك يا خديجه، إنتى قدامك فرصه، يوسف حكالى كتير عن حسام وقد ايه هو شخصيه محترمه، ومتفهمه كمان، وكمان مش جاى طمع، لا تربى له إبنه، ولا في أموال ولادك، حسام فرصه مضيعاش من إيدك علشان خايفه من كلام الناس، الناس كده كدن، لسانها مش هيسكت عنك، تعرفى أن واحنا كنا في عيادة الدكتوره في المتابعه الاخيره، واحده من جيرانا قعدت جانبى، وقالتلى، هي خديجه قاعده ليه في دار زايد بعد عمار ما طلقها، قعدتها دى ملهاش غير تفسير واحد أنه عوزاه يردها له، وأن يمكن سبب طلاق مراته التانيه هى، ولو أتجوز مره تالته مش هيعمر في جوازه طول ما هي قاعده في دار زايد، ما هو مين الى هطيق طليقة جوزها قدامه طول الوقت، يعنى كده او كده الناس مش هتبطل كلام عنك، غير إنها فرصه، إنك لما هتتجوزى من حسام هتبعدى عن هنا، والناس مش هتشغل بالها بيكى، وأحمد ومازن أصحاب وفي سن واحد، حتى منى كمان مصاحبه مازن، وبتعز حسام، يوسف سألهم من وراكى، هما مش ممانعين، بالعكس أحمد فرح قوى، حتى منى الفتانه مقالتش لأ.

تبسمت خديجه قائله: بس غريبه منى مقالتليش!

ردت أشجان: أصلى نبهت عليها متقولش ليكى ولا للحد تانى لحد ما نشوف الموضوع هيرسى على ايه، إفرضى مفيش نصيب تبقى شهرت بالموضوع وخلاص، حتى يوسف لمح لعمار، بطلب حسام، وقاله ياريت حسام يتقدم شخصيه حبابه، ومش طماع، وكمان فدائى زيهم فاكره العلقه الى عمار ويوسف أخدوها من الهجامين في الفيوم هو كمان أخد نصيبه معاهم يومها، ووقف وياهم، جدع، إحنا مش بنضغط عليكى علشان توافقى، دى في النهايه حياتك، بس يا بنتى هقولك تربية الولاد لوحدك صعبه قوى، أنا مكنتش بنام الليل، بسببك إنتى وأخوكى، كنت ليالى كتير، بصحى، أفكر أقول، يا ترى هعرف اربيهم صح، ولت هيضيعوا منى، وكان وقتها التربيه سهله عن دلوقتي، مكنش لا في فضائيات ولا نت، بلمسه تلاقى العالم مفتوح قدامك، كنت قادره أحجمكم، لكن دلوقتي، العالم مفتوح، وولادك عندهم كل الامكانيات سهله قدامهم، وعمار مع الوقت هيرجع لسهر وهينشغل بولاده غصب عنه، مش هقولك هيستغنى عن ولادك، بس كمان بيته وولاده هيبقوا اصحاب الأهميه عنده، حسام عارف إنك إحتمال كبير متخلفيش، وقابل مش معترض، هو عنده إبن، ومش عاوزه لا طمع، ولا داده لأبنه.

بعد مرور يومان.
تفاجئ عمار بأتصال هاتفى من المنزل، من خديجه، رد عليها سريعا.
إنتفض واقفا وهو يسمع لها، ثم قال لها: أنا جاى حالا وهتصل عالدكتور، بس خلى بالك منها.
بعد وقت قليل.
سار عمار مع الطبيب بعد أن قام بمعاينة حكمت.
تحدث عمار قائلا: خير يا دكتور.

رد الطبيب: هو مش خير بصراحه، قبل كده كانت حالة الحجه حكمت شبه بسيطه كنا قادرين نسيطر على الوجع، بالعلاج، لكن واضح، إنها أهملت علاجها الفتره الأخيره، ودلوقتى، بقى لازمها تدخل جراحى، ده رأيي مبدئيا، بس الآشعه والفحوصات هي الى هتقرر، إن كنا محتاجين تدخل سريع، ولا ممكن نستنى لبعض الوقت، علشان نظبط، لها الضغط والسكر قبل العمليه.

شعر عمار بآلم كبير، قائلا: تمام، أكتبلى عالأشعات والفحوصات المطلوبه ومن بكره هنعملها.
رد الطبيب: تمام، هكتبلك عليها ومن الأفضل أننا نسرع في الفحوصات دى، لأن واضح جدا تدهور حالة الحجه حكمت، وبصراحه، دن تدهور مفاجئ ليا، عن أخر فحص عملته لها، كنا قادرين نسيطر على حالة القلب، بالأدويه، بس ده بالتأكيد أهمال في علاجها، أو ممكن يكون حصل شئ، زعجها، أو أجهدت نفسها في شئ، مريض القلب مالوش الحاجات دى.

رد عمار: تمام بشكر حضورك بالسرعه دى يا دكتور.
أماء له الطبيب، رأسه ثم صعد لسيارته مغادرا.
وقف عمار امام باب المنزل يتنفس الهواء، يشعر أن هو سبب رئيسى في تدهور حالة والداته الصحيه، بعده عن المنزل طوال الوقت، ربما أثر عليها
عاد الى داخل غرفة والداته، وجدها نائمه و معها بالغرفع كل من خديجه، وعاليه، .
نظر لهن قائلا: متشكر ليكم، تقدروا تروحوا تشوفوا مصالحكم وانا هفضل جنب ماما.

رددن عليه بموافقه، ليغادرن الغرفه.
قرب عمار أحد المقاعد من فراش والداته، وجلس عليه جوارها، أمسك يدها مقبلا يقول بهمس: ماما.
فتحت حكمت عيناها ورسمت إبتسامة واهنه قائله بوهن أيضا: عمار روحى.
قبل عمار يدها مره أخرى قائلا: إنتى الى روحى، ليه أهملتى علاجك يا ماما، كل وجعك ده بسببى، مكنش لازم أسيبك هنا كان لازم أصر أخدك تعيشى معايا في شقة المنصوره مكنتش شوفتك في الرقده دى.

تحدثت حكمت قائله: لو كنت جيت وعشت معاك في شقة المنصوره مكنتش هترجع لهنا تانى، عمار، دى دار زايد يعنى بيتك، وأنت الى هتعمره بولادك من سهر، سهر هي الى كانت بتهتم بيا، قطعت فيا قوى، كتير بفكر أتصل عليها بس بخاف متردش عليا، يحق لها، متفكرش فينا، مشفتش يوم عدل من يوم ما دخلت للبيت هنا حتى انا كنت في البدايه قاسيه معاها.

تبسم عمار بغصه قائلا: عارفه لو كنتى طلبتيها كانت هترد عليكى، وكانت هتفكرك بمواعيد أدويتك، سهر أطيب قلب، بس عيبنا أننا كنا فاهمنها غلط.
بعد مرور يومان.
مساء
بمنزل عطوه
بعد العشاء
تفاجئت سهر بزراغيد، بالمنزل، تعجبت في البدايه، خرجت من غرفتها، وجدت والداتها تخرج من المطبخ، تحدثت: الزراغيد دى هنا في البيت، أوعى تقوليلى عمى إتجوز على السلطانه هويام، يبقى، ربنا بيحبه.

تبسمت نوال قائله: لأ دول بيقروا فاتحة مياده.
تعجبت سهر قائله: بجد، ومين الفدائى ده.
ردت نوال: مش من البلد إتعرفت عليه في الجامعه، وومامته جت من كام يوم، وطلبتها، وعمك عبد الحميد سأل عنه، وعن أهله، وأهو ربنا جعل النصيب، مش هتطلعى تباركى، لها.
فكرت سهر قائله: أنا بقول بلاش، للست مياده تفكر أنه هخطفه منها.

تبسمت نوال قائله: تخطفى مين، بلاش كلامك ده، يلا إدخلى غيرى بيجامتك دى وتعالى نطلع نبارك لها، لتفكر بصحيح أنك غيرانه منها، وهي متتحطش أساسا في الراس، بس تقولى إيه غباء بعيد عنك.
بعد دقائق صعدت سهر برفقة نوال ل شقة عمها، تقابلت مع زوجة عمها التي تزغرط.

قالت لها: مبروك يا مرات عمى، ربنا يتمم بخير، ردت هيام قائله: عقبالك قريب إنشاء الله بس اللى زيك عذبه مينفعش تتخطب، أدخلى باركى لبنت عمك، هي والعريس في أوضة الضيوف.
تضايقت نوال من قول هيام لسهر التي تغبن وجهها، رغم ذالك إبتسمت، وتركتهن، دخلت مباشرة الى غرفة الضيوف، وقفت مذهوله تقول: حازم العريس!
وقف حازم، ينظر لسهر مبتسما، بينما بادلته سهر بأبتسامه بارده وهنئتهم وخرجت مباشرة دون حديث كثير.

مازال حازم واقف، بعد خروج سهر من الغرفه، لاحظت مياده شرود حازم، وشعرت بالغيره، وقبل أن تتحدث معه، دخلت والدة حازم قائله بأستفسار: مين البنت اللى خرجت من الاوضه دلوقتي دى؟
رد حازم قبل مياده قائلا: دى سهر، تبقى بنت عم مياده.
تبسمت والدة حازم قائله: دى شكلها حلوه قوى وكمان متدينه.
رد حازم: فعلا سهر متدينه.
شعرت مياده، بغيره قائله: وكمان متنساش سهر مطلقه.
بعد مرور عدة أيام
بمشفى خاص بالمنصوره.

أمام غرفة العمليات
كان يقف عمار، ومعه كل من
والده وعمه، ومعهم عاليه فقط
كان الوقت لا يمر عليه، يشعر بضياع، من بداخل غرفة العمليات هي والداته، تصارع الموت، العمليه بالقلب جسدها بالكامل مفتوح بين يدي الأطباء، مازال يلوم نفسه، ما كان عليه ترك والداته، كان من الواجب عليه أخذها معه.

كان يسير بالممر، يود أن ينتهى الوقت، كل تفكيره بوالدته، يدعو لها بالنجاه، كان يشتاق لسماع صوت سهر لعلها، تخفف عنه وتعطيه الآمل.
وبالفعل، سمع صوت سهر، أغمض عيناه هو يتوهم، ولكن حين فتح عيناه وإستدار خلفه، وجدها بالفعل تقف أمامه، هي سهر.
تأكد أكثر حين، وقفت سهر مع عاليه، وسألتها، فردت قائله: مرات عمى لسه في العمليات.
ردت سهر وهي تنظر لعمار: طنط حكمت قويه، وهتسوفوا وهتبقى بخير.

تبسم عمار ل سهر، يأخذ من نظرات عيناها ما كان يريده الآن هو التفاؤل والأمل والبشرى السعيده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة