قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر

علي صوت صريخ فريال.
إستيقظ عمار، بفزع، وكذالك سهر.
تحدثت سهر: ، الصريخ ده عندنا هنافى البيت.
رد عمار وهو
ينهض سريعا، يرتدى ملابسه: واضح كده، ربنا يستر، قال عمار هذا وغادر الغرفه يغلق سحاب بيجامته، وخرج من الشقه لكن لاحظ نقرة مياة تلمع على أرضية المكان، فتفداها وسار من جوارها.
بينما لمت سهر غطاء الفراش ورمت بجسدها تنام مره اخرى تقول: يا سلام لو الى في بالى تكون فلسعت، الله يرحمك يا فريال.

نهضت سهر من على الفراش تحدث نفسها وهي ترتدى ملابسها: ها اما اقوم ألبس هدوم تانيه عليا وأروح وأعرف بنفسى سبب الصريخ ده يمكن أمنيتى تتحقق، يارب أنت، شايف معاملتها ليا من يوم ما دخلت البيت ده بالغصب، أنا كنت بقول مفيش أسوء من مرات عمى هويام لكن دى شرها فاقها بمراحل، دى عالدوام كلمتى بتقف في زورها، ومفيش مره قالتلى كلمه حلوه، كأنى عدوتها، ونظراتها ليا الى كلها غل غير أوقات بتقوم طنط حكمت عليا، صحيح هي حماتى، بس شديده، أو كانت شديده وبدأت تلين معايا شويه، إنما فريال دى جواها حقد مش بينتهى، وواضح كمان إنها مش بتحب عمار معرفش ليه، حتى مع بناتها، مفيش غير غدير الى زيها بس الواد وائل يستاهل، إنما عليا وأسماء مش زيها، حتى عليا من يوم ما رجعت من أسوان، وبحس أنها طيبه مش زيها، حتى بدافع عنى لما تكون موجوده، وأسماء معرفش سبب، دى قليل لما بتجى لهنا، حتى يوسف، معظم الوقت يا بيجى لعمار، أو خديجه، متهيألى كده كمان أن فريال بتكرهه هو كمان، مش عارفه سبب للكره الى في قلبها لأقرب الناس حواليها، ربنا يهديها، أو الأفضل ياخدها ويكون الصريخ ده عليها.

إنتهت سهر من أرتداء ملابسه لتلحق بعمار، لتعرف سبب الصريخ، فتحت باب الشقه دون إنتباه منها خطت قدمها بنقرة المياه القريبه من باب الشقه
بينما بشقه خديجه
صحوت فزعه هي الاخرى كذالك أبنيها
حين خرجت من غرفتها وجدتهما يقفان أمام غرفهم
حيث قالت منى: ماما مين الى بيصرخ كده.
ردت خديجه: معرفش هدخل ألبس ايسدال وأنزل أشوف في أيه
قالت منى، وانا كمان هنزل أعرف.

قبل أن تمنعها خديجه كانت قد خرجت من باب الشقه، وخطت هي الأخرى بنقرة المياه، بينما خديجه رأت النقره، رأت نزول بعض مياه المطر على السلم، تجنبت المياه، ونزلت خلف، منى.
.
تفاجئ عمار، بوقوع زوجة عمه على السلم.
ذهب بأتجاها مسرع، قائلا بلهفه: مرات عمى، خير، أيه الى حصلك.
صرخت بتألم: وقعت، وضهرى طقطق، ورجليا مش قادره أقف عليها.
فى ذالك الأثناء، خرج الجميع من غرفهم، على صوت الصريخ، وآتوا الى مكان وقوع، فريال.

تحدث سليمان بعصبيه: كان أيه الى مطلعك عالسلم في وقت زى ده، قولى؟
صمتت فريال، تبكى من شدة الألم، تحدث عمار قائلا: مالوش لازمه عصبيتك دى يا عمى، خلينا ناخد مرات عمى للمستشفى
قال عمار هذا وإنحنى يحملها
لكن قبل أن يضع عمار، يده
جذبت سهر يد عمار قائله: عمار هتعمل أيه.
رد عمار: هشيل مرات عمى، علشان أوديها للمستشفى، مش شيفاها مش قادره تقف على رجلها، وبتصوت من ضهرها كمان.

مسكت سهر يد عمار تكتم بسمتها قائله: إنت ناسى الأصابه الى في دراعك، لسه الجرح بتاعها ملتئمش، وطنط تقيله، وممكن الجرح يفتح من تانى، وتبقى مشكله، أنا بقول أنا وخديجه وعليا نسندها لحد العربيه.
نظرت لها فريال المتألمه نظره، لو كانت تقدر على الوقوف على ساقيها، لكانت قذفتها من فوق سطح المنزل، وتألمت، بشده.
تحدثت خديجه أيضا: كلام سهر صحيح، أنا وعليا، وسهر هنسندها، بس وسعوا أنتم من على السلم.

ردت سهر: بس أنا المفروض مشلش حاجه تقيله إفرضوا، أنى حامل مثلا، أسقط مره تانيه، بسبب تقل طنط فريال.
كتم عمار ضحكته بصعوبه، فعن أى حمل تتحدث، وهي بأيام عادتها الشهريه، يبدوا أن ل فريال معزه خاصه لدى سهر
بينما فريال تتألم بشده، صرخت قائله: سيبونى عالسلم لحد ما أموت من وجع رجلى وضهرى وأنتم بتتشاوروا مين يسندنى.

تحدثت عليا التي تبكى قائله: بعيد الشر عنك يا ماما خلاص، يلا يا خديجه، إسنديها معايا من الناحيه التانيه، أقتربت سهر، وقالت: خلونا نساعد طنط، ربنا يخفف وجعها
بالفعل ساندت، كل من سهر، وخديجه وعاليه، فريال، ووضوعها بالسياره، وغادر عمار، ومع والده وعمه، وذهبا بها الى أحد المشافى الخاصه بالمنصوره.

بينما دخلت سهر، وخديخه، وعاليه التي قالت: هطلع أغير هدومى، وأتصل على عمار أعرف، راح بها أى مستشفى وأروح أطمن على ماما.
تبسمت لها حكمت قائله: ربنا يرآف بيها و يطمنا عليها، والله لو بصحتى كنت روحت معاكى، ردت خديجه أيضا: أنا بعد ما الولاد يرحوا للمدرسه هروح لها المستشفى.

تنحنحت سهر بخجل قائله: وأنا كمان، هفضل مع طنط حكمت، وعندى محاضره عالساعه عشره الصبح، هبقى أتصل على عمار أطمن عليها منه، وربنا يقومها بالسلامه.
ردت عاليه: شكرا ليكم، أنا هطلع اغير هدومى عن أذنكم، وأخلى السواق يوصلنى للمستشفى.
غادرت عاليه وتركتهم، لتأتى منى، وبيدها زجاجه بلاستيك قائله: ماما أنا لقيت الأزازه دى واقعه عالسلم يمكن هي الى وقعت طنط فريال.

أخذت خديجه الزجاجه، تنظر إليها، بأستغراب، لكن قالت: ومين الى رمى الأزازه دى عالسلم يمكن إنتى والا أخوكى، عالعموم، خدى، إرميها في سلة الزباله، وإطلعى، نامى لك شويه لسه بدرى على ميعاد المدرسه أنا هاجى أصحيكى.
بينما قالت حكمت: الفجر خلاص قرب يآذن هدخل أتوضى، وأدعى شويه ليها، على ما يأذن وأصلى، وأنتى يا سهر، إطلعى شقتك أنا مش محتاجه ليكى، ربنا ينجحك.
تبسمت سهر قائله: شكرا يا طنط، عن أذنكم.

تركت سهر حكمت وخديجه معا، تحدثت خديجه بسؤال: هي الحاجه فريال، كانت بتعمل أيه عالسلم في وقت زى، ده، أكيد الى زحلقها، الميه الى عالسلم، نازله من عالسطح، يظهر حد ساب باب السلم مفتوح، وسرب ميه من الشتا، هروح أشوفه، كده وأقفله، وأنزل أتوضى، ونصلى سوا.
ردت حكمت قائله: خدى حذرك وانتى طالعه، لا الميه الى عالسلم، تزحلقك إنتى كمان، عيالك محتاجينك، مين يقدر لهم، ربنا يخليكي لهم.
تبسمت خديجه، وذهبت.

بينما بالمشفى
بعد وقت
بعد وقت، خرج أحد الأطباء، في نفس الوقت كانت قد لحقت عاليه بهم للمشفى، ذهبت إلى الطبيب بلهفه تقول: خير، يا دكتور ماما مالها.

رد الطبيب: الأشعه الى أتعملت للمريضه بتوضح في كسر في تلات فقرات في العمود الفقرى، كمان شرخ بسيط في الحوض، وكمان كسر في رجلها اليمين، ولازم تتجبس، وبالنسبه لفقرات ضهرها هنعمل لها عمليه، وبعدها هيبقى في فترة علاج طبيعى، بس بالنسبه للمشى طبعا هيتأثر، خصوصا، ورجلها متجبسه هستأذن دلوقتي علشان زمانهم جهزوها للعمليه.

أستأذن الطبيب وتركهم، راى مهدى، عاليه تبكى، توجه إليها وربت على كتفها، دخلت الى حضنه مباشرة تبكى، فربت على ظهرها بحنان، بينما سليمان، لم يكن يشعر بشئ، كأنها بالنسبه له أحدا غير مهم.
مرت خمس أيام
بالمنصوره.

بعد أن أنهت سهر محاضرتها، دخلت متردده الى تلك العياده، الخاصه بأحدى طبيبات النساء، كانت تشعر كأنها تسرق، تنظر لوجوه النساء الجالسات بالعياده، تخشى أن تتعرف عليها إحداهن، جلست تنتظر دورها، بأرتباك، وخشيه لا تعرف سببها.
حين نادت بأسمها المساعده الخاصه بالطبيبه، نهضت سريعا، وتوجهت لها.

نظرت لها المساعده بتفحص، فيبدوا عليها صغيره بالسن، تحيرت المساعده ان تسألها سبب وجودها هنا، بسبب القلق الواضح على وجهها منذ أن دخلت للعياده، لكن قالت لنفسها، لا يعنيها
ألامر، قالت لسهر: إتفضلى إدخلى للدكتوره دورك يا مدام.
ردت سهر وهي تتوجه ناحية غرفة الطبيبه: شكرا.
دخلت سهر للغرفه وأغلقت خلفها الباب، ووقفت خلفه بعيد قليلا عن الطبيبه.
إستغربت الطبيبه وقالت لها: واقفه عندك كده ليه، قربى لهنا.

قربت سهر منها.
تحدثت الطبيبه قائله: شكلك صغيره، قوليلى مشكلتك، زى مشكلة بعض البنات الى بتتأخر البريود عن ميعاد نزولها، وجايه تشوفى لها حل.
أماءت سهر راسها ب لا
سألت الطبيبه قائله: طب أيه مشكلتك؟
ردت سهر سريعا: مش عاوزه أخلف، ثم إبتلعت ريقها الجاف قائله: قصدى مش عاوزه أخلف دلوقتي.
تعجبت الطبيبه قائله: إنتى متجوزه.
أماءت سهر راسها، بنعم.

رسمت الطبيبه بسمة، راحه قائله: طب تعالى أقعدى، أول مره أشوف، واحده، مش عاوزه تخلف، قوليلى السبب، ولا تكونى مش متجوزه وبتكذبى عليا.
ردت سهر بفزع: لأ والله العظيم متجوزه، وكمان معايا قسيمة الجواز في الشنطه، تحبى تشوفيها علشان تصدقى؟!
ردت الطبيبه: ياريت أشوف قسيمة الجواز.

أخرجت سهر تلك القسيمه من حقيبتها وأعطتها للطبيبه قرأتها، وأعادتها لها مبتسمه تقول: طيب طالما متجوزه، ليه مش عاوزه تخلفى، الأمومه حلم كل بنت!
ردت سهر: طبعا، بس أنتى فهمتينى غلط، أنا مش عاوزه مخلفش خالص، أنا بس عاوزه آآجل الخلفه شويه، يعنى لمده، وبعدها أبقى أخلف.
تبسمت الطبيبه قائله: وقد أيه المده دى، شكلك لسه طالبه، إنتى بتدرسي، في الجامعه.

ردت سهر: أيوا، أنا في سنه تالته جامعه، ولسالى سنه كمان غير التيرم ده، وخايفه الدراسه تشغلنى عن مراعية الى هخلفه، أو العكس هو الى يأثر على دراستى، فقررت آآجل الخلفه شويه.
ردت الطبيبه: وجوزك موافق عالقرار ده؟
تلبكت سهر ثم قالت: آه طبعا موافق.
ردت الطبيبه: طب هو مجاش معاكى ليه؟

ردت سهر: أصله بينكسف، وقالى روحى لوحدك، لأنه مش عاوز حد يعرف من العيله إننا مأجلين موضوع الخلفه ده، بيت عيله أرياف، بقى وحضرتك عارفه، بيبقوا مستنين أول بيبى بعد تسع شهور من يوم الفرح.
تبسمت الطبيبه قائله: هسألك سؤال وجاوبينى عليه؟
ردت سهر: أتفضلى.
سألت الطبيبه: أنت متجوزه، بقالك مده قد إيه؟
ردت سهر: قربت على شهرين كده.
سألت الطبيبه مره أخرى: وكنتى بتاخدى فيهم أى وسيلة منع حمل قبل كده.

ردت سهر: لأ مأخدتش أى وسيله قبل كده.
تعجبت الطبيبه قائله: مخدتيش أى وسيله، ومحملتيش قبل كده.
بلعت سهر حلقها قائله: لأ حملت حوالى تلات أسابيع قبل كده، وأجهضت.
سألت الطبيبه: وكان أيه سبب الأجهاض؟
ردت سهر: كنت وقعت من غير ما أخد بالى، ومكنتش أعرف أنى حامل، غير لما أجهضت.
قالت الطبيبه: وأيه سبب وقوعك.
ردت سهر: إتزحلقت وأنا ماشيه بدون قصد.

قالت الطبيبه: طب وبعد الأجهاض، كنتى إزاى مع جوزك ومحملتيش مره تانيه، وأنتى مش بتاخدى مانع حامل.
ردت سهر: معرفش أكيد النصيب، ودلوقتي عاوزه آخد وسيله مضمونه لفتره بعدها أقدر أحمل تانى، وأخلف بعد ما أسيبها.
تبسمت الطبيبه قائله: أتفضلى ادخلى وراء الستاره دى وأطلعى عالشيزلونج، أكشف عليكى وأقررلك أى وسيله تنفعك.

أزاحت سهر الستاره وصعدت على فراش الطبيبه، وبدأت الطبيبه الكشف عليها، لاحظت الطبيبه خجلها، وربكتها أيضا، ربما لانها لأول مره تخضع لكشف من هذا النوع.
أنتهت الطبيبه من الكشف على سهر قائله: تقدرى تعدلى هدومك، وتحصلينى عالمكتب.
عدلت سهر ملابسها، وذهبت الى المكتب، وجلست.
تحدثت الطبيبه قائله: واضح أن البريود، يا دوب لسه خلاصنه من عندك، وده كويس، جدا، بصى بقى.

فى أكتر من وسيله، هرشحهم ليكى وانتى تختارى، طالما التأجيل لمده، وأعتقد انها مش هتكون طويله، فاللولب ده مستبعد تماما، فى حبوب، ودى بتتاخد يوميا
تسرعت سهر قائله: لأ بلاش الحبوب، ممكن أنساها، أنا عاوزه وسيله مضمونه، وتفضل لفتره.
تبسمت الطبيبه: تمام، يبقى الحقن، ودى نوعين، نوع بيفضل تلات شهور، ونوع، مدته شهر واحد.
ردت سهر: وأى نوع فيهم مضمون أكتر.

ردت الطبيبه: أنا كطبيبة أمراض نسا، وياما ورد عليا، أقدر أكدلك مفيش أى وسيله مضمونه ميه في الميه، ستات كتير حملت وهي بتاخد وسيله منع، كل شئ قدر، بس حقنة الشهر ممكن تناسب حالتك، بحيث لو قررتى أنتى وجوزك الخلفه في أى وقت، تقدرى متاخدهاش، تانى، وربنا يكرمك، بالحمل بعدها.
ردت سهر: تمام خلاص أخد الحقنه كل شهر، ودى ليها مواعيد ثابته.
ردت الطبيبه: ايوا، بعد أنتهاء البريود مباشرة.

ردت سهر: تمام، وأنا البريود إنتهت عندى من يومين، وكمان إطهرت منها، وجوزى لسه مقربش منى، ينفع آخد الحقنه دلوقتي.
تبسمت الطبيبه: أكيد، هستدعى المساعده، تجيبلك الحقنه، وهعطيهالك بنفسى، وتقدرى تجى للعياده كل شهر في نفس المواعيد تاخدى الحقنه.
بعدما اعطت الطبيبه الحقنه لسهر، غادرت العياده، وهي تنظر حولها بترقب، الى أن إبتعدت عن مكان العياده، فشعرت براحه، وقررت العوده للمنزل.
بمنزل زايد
أقترب المساء.

بغرفه مخصصه بالدور الأرضى
كانت تجلس بها فريال، منذ ان عادت من بالأمس من المشفى.
كانت تنام على مرتبه طبيه، كانت معها بالغرفه، كل من غدير، وأسماء أيضا.
دخلت عليهن حكمت قائله: أزيك، النهارده، يا فريال، معليشى والله العلاج الى باخده، زى ما يكون منوم، باخده، ومبدراش بنفسي، بس سألت خديجه عنك الصبح، قالتلى نايمه، مرضتش أجى اصحيكى ربنا يتمم شفاكى، يارب.
ردت أسماء: ربنا يشفيكى أنتى كمان يا مرات عمى.

بينما ردت غدير: أمال فين سهر مش باينه من وقت ما جيت الصبح.
ردت خديجه التي دخلت: في جامعتها هي كمان، ربنا ينجحها هي وعاليه، وكل الطلبه، وزمانها جايه.

همست غدير قائله: واضح أن سهر مدلعه هنا، بالقوى، حتى أنتى يا خديجه، بتقدمى ليها أعذار، واضح كده، أنها مش سهله، زى ما مياده قالت عليها قدامى، وقدرت تلعب بكل الى في البيت هنا، آه، لو يعرفوا أنها كانت هربت علشان ممتجوزش من عمار، ونفسى أعرف رد فعل عمار نفسه، لما يعرف، بكده، بس الصبر.

علي حديثهم معا، دخلت سهر للغرفه، ألقت السلام، رد عليها الجميع عدا غدير، وفريال، التي إغمضت عيناه، بتمثيل الألم، وهمست لنفسها، شكل العمل الى الوليه عملته طلع فشنك، واقفه قدامى، أنتى والمخسوفه خديجه أهو، لأ وهي الى بتقدملك أعذار، لأ وحكمت كمان بتبتسملك، مفيش إتأذى غيرى ظهرى ورجلى إنكسروا، وياعالم هقف تانى على رجلى ولا لأ، بس أقف على رجلى هروح للوليه دى، أشوف معاها حل نهائى يخفيكى أنتى والمخسوفه التانيه من وشى.

تحدثت سهر: إزيك، يا طنط فريال، عامله أيه النهارده، معليشى الصبح كان ورايا محاضره بدرى، مرصتش أجى أزعجك، قولت أما ارجع أبقى أطمن عليكي.
ردت أسماء ببسمه: الحمد لله، اتصلنا عالدكتور، وكتب لها مخدر، يسكن الألم، وعاليه ركبت لها كلونه، لما بتحس بوجع، أنا بعطيها المخدر، وأرتاحت عليه، وربنا ينجحك أنتى وعاليه، وكمان ولاد خديجه.

تبسمت لها سهر قائله: ربنا يتم شفاها على خير، هطلع أغير هدومى، وأنزل تانى أطمن عليها، ومره تانيه، ربنا يشفيكى، يا طنط.
بجميع لعنات فريال غادرت سهر الغرفه.
مساء
بعد أنتهاء العشاء مع العائله، صعد الجميع لأماكنهم، عدا عمار ووالده، وعمه، ظلوا قليلا يتحدثون حول أعمالهم، الى ان إنتهوا، نهض عمار يقول: أنا هطلع لشقتى، يلا تصبحوا على خير.
تحدث عمه قائلا: هتطلع أى شقه.

رد عمار دون إنتباه: أكيد شقتى، أنا وسهر مراتى.
رد سليمان: وكمان خديجه مراتك، ولا ناسى، وليها عليك حقوق، وشايفك من يوم ما إتجوزت سهر، وأنت معشش عندها وناسى خديجه، ولا علشان مش بتتكلم، هادم حقها، راعى ربنا هي كمان مراتك وليها حقوق عليك، ولا نسيت الشرع بيقول العدل بين الحريم، ولا تكون الصبيه سحرتلك بصباها، ومبقتش شايف غيرها، راعى العدل، علشان ربنا يكرمك بالذريه الصالحه.

رد عمار دون مجادله لعمه: حاضر، ياعمى هعدل، تصبح على خير.
غادر عمار وترك بالغرفه والده وعمه، الذي قال: وعى إبنك يا مهدى، أنا شايفه هادم حق خديجه، وهي بنت أصول ومش بتتكلم، خليه يعدل بين حريمه.
رد مهدى: خلاص بقى يا سليمان، يمكن فتره، على ما سهر تحمل وبعدها يبقى يعدل بينهم، متشغلش بالك بهم هما أحرار هما التلاته، الى يهمنى، سهر تحمل وتجيبلى الحفيد.
بشقه سهر.

أوصدت صنبور المياه، ولفت حول جسدها منشفه قصيره قليلا، لا تعرف سبب لشعور الخوف الذي يتملكها في الأيام الاخيره، تشعر أن أحدا، معها بالشقه، كأنه يراقبها، دون أن تراه، تتخيل رؤيته أحيانا، على حوائط الشقه.
جائها هذا الشعور الآن، وهي بالحمام، فخافت وأرتجفت، وخرجت من الحمام، بتلك المنشفه فقط.
تفاجئت حين خرجت من الحمام، بوجود عمار، بغرفة النوم، إرتبكت وخجلت، لكن سألته: عمار، أنت هنا في الشقه من إمتى؟!

رد عمار، وهو ينظر لها: يادوب لسه طالع من تحت ودخلت الاوضه علطول، ليه بتسألى
ردت سهر، وهي تنظر حولها بالغرفه، قائله: لأ مفيش، بس بسأل.
تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوف، سهر، عيناه تنظر لها بإفتتان، وهي أمامه بتلك المنشفه الملفوفه حول جيدها، وشعرها الذي يقطر ماء حول عنقها، ومقدمة صدرها.
لاحظت سهر نظرات عمار، لها، شعرت بالخجل، وقالت: نسيت أخد معايا غيار، هاخد غيار وأدخل أكمل حمامى.
قبل أن تستدير.

ضمها عمار بين يديه، هامسا: وحشتينى يا سهر الكام يوم الى فاتت مش خلاص المده خلصت.

صمت سهر، وهي تشعر بيديه تمسك مقدمة المنشقه، فمسكت يده، وقبل ان تتحدث، إنقض عمار على شفاها، بالقبولات الشغوفه المتشوقه، وسيطر على مشاعرها، تشاركه، وقت حميمي، بعد وقت، قبل عمار سهر، وإبتعد عنها نائما بظهره على الفراش، سعيدا، سهر مع الوقت بدأت تتجاوب معه، فكر عقله، لما لا يعترف لها الآن عن حقيقة مشاعره إتجاهها، وأنها، ليست معه من أجل أن تكون ماعون إنجابى كما تظن، بل هو يريدها أن تكمل معه الباقى من مشوار، حياته، ويروزقا، بأبناء تقوى علاقتهم معا.

بينما سهر عقلها شارد بكذا إتجاه، شعورها بإحساس الذنب، وهي تخفى عنه أنها، لاتريد الأنجاب منه، لا تريد ان تكون له ماعون، تحمل بأحشائها جنينا منه، تنتهى مهمتها بمجرد أن يولد هذا الجنين، ويعود مره أخرى، لأحضان خديجه.
وهناك سبب آخر هو تلك التخيلات التي أصبحت تراها، هناك ما يرافقها بالشقه، أغمضت عيناها بقوه تعتصرها،.

فى، تلك اللحظه، نظر لها عمار وكان سيخبرها، لكن، رائها تعتصر عيناها، ظن منه، أن ما شعر به معها من تجاوب منذ قليل، لم يكن سوى، إمتثال منها لحدوث ذالك الأمر بينهما، فأغمض عيناه هو الأخر، ينظر لها بصمت.
بينما حين إعتصرت سهر عيناها، رافقاها الخيال مره أخرى، ففتحت عيناها، وبتلقائيه، تشبثت بعمار، قائله: عمار، في واحد ماشى الحيطه.
نهض عمار جالسا يقول بتعجب: بتقولى أيه، أيه الجنان ده.

دون شعور من سهر نزلت دموعها قائله: صدقنى يا عمار، في واحد ماشى عالحيطه، ومش أول مره أشوفه، ده بقاله كام يوم، وانا كنت خايفه أقولك، لا متصدقنيش، وتقول إتجننت.
تبسم عمار، وهو سعيد، بألتصاقها به، وقال بمرح: والواحد ده أحلى منى؟
ردت سهر وهي تبتعد عنه بتذمر قائله: أنا بتكلم جد، وأنت بتهزر، عالعموم براحتك، تصبح على خير، بس بلاش تطفى نور الأوضه، لو سمحت.

تبسم عمار على تذمرها وذمها لشفتيها مثل الأطفال، وجفف دموعها بيديه، وجذبها لحضنه، يربت على ظهرها العاري أسفل يده، شعر برجفتها بين يديه، فضمها أكثر له وقبل جانب عنقها قائلا: متخافيش يا سهر، يمكن دى تهيؤات مش أكتر، أنا جنبك.

شعرت سهر بالأمان، ولفت يديها حول ظهر عمار، شعر عمار، بيديها المرتعشه والبارده على ظهره، فضمها بقوه لجسده، ونام على الفراش، يحتويها، بين يديه، لتنام، بين يديه، بعد جولة عشق بينهم، بعد أن شعرت، بالدفء، والامان بين يدي، عمار.

بينما بشقة خديجه
صحوت خديجه بفزع، حين سمعت صرخه صغيره، أعقبها بكاء
توجهت بتلقائيه لغرفة منى، وأشعلت ضوء الغرفه
رأت منى تجلس على الفراش تضم ساقيها، ورأسها بالمنتصف بيهم، وتبكى برعشه.

أقتربت وصعدت جوارها، للفراش تضمها بين يديها بحنان، وتقرأ بعض أيات القرآن، قالت منى برعشه ورعب: ماما في حرامى في البلكونه، أنا شوفت خياله، هو عاوز يدخل، بس مش عارف، ماما متسبينيش أنا خايفه، خلينا ننزل لتحت للحرامى ده يأذينا، أنا بقالى أكتر من ليله بشوفه، يجى وبعدها يمشى، وبخاف أقولك.

تعجبت خديجه وهي تنظر بأتجاه الشرفه قائله: بلكونتك جنب بلكونتى، أكيد بيتهيألك، حرامى أيه الى هيدخل منها ناسيه في حارس بره عالباب غير في كاميرات على باب البيت، وفي المدخل كمان يعنى محدش
يعرف يطلع للبلكونه، تلاقى كابوس، أبقى أقرى قرآن قبل ما تنامى، ونامى متوضيه.
بكت منى بحضن خديجه وتشبثت بها قائله: نامى معايا يا ماما أنا خايفه.

أعتدلت خديجه نائمه على الفراش، وأخذت منى بين يديها قائله: نامى، يا روحى متخافيش أنا هنام معاكى علشان تطمنى.
بعد مرور أكثر من ليله
ليلا
صحوت، سهر، بصرخه خافته، فزعه، أقتربت من عمار تضم جسدها إليه، قائله: عمار أصحى.
تحدث عمار قائلا: نامى، يا سهر الله يرضى عليكى.
كلبشت سهر بجسد عمار، قائله، بخوف: عمار، أصحى.
نهض عمار، قائلا: صحيت في أيه بقى الليله دى.
لم ترد سهر ومازالت تكلبش، في جسد عمار.

تبسم عمار، وشعر، بفرحه، وهي تضم نفسها، تتمسك، به، فقال: خير، بقى، في أيه الليله دى كمان، شوفتى أيه ماشى عالحيط!
ردت سهر: ليه مش عاوز تصدقنى، أنا شوفت فعلا، واحد ماشى عالحيطه، بس الليله، شوفت حاجه تانيه.
تعجب عمار، يقول بسخريه: وأيه بقى الى شوفتيه الليله، يا ترى!
ردت سهر: أنا شوفت واحد ماشى على سقف الأوضه، وكمان وقع عالسرير، وأنا حسيت بوقوعه، صدقنى.

نظر عمار بذهول وأنار، ضوء الغرفة قائلا: لأ ده بقى، خارج التوقعات، السرير، قدامك أهو، مفيش غيرنا، إحنا الأتنين عليه، راح فين بقى الى وقع من السقف، والأوضه قدامك أهى، لحق، يطلع منها.
نظرت سهر للفراش، بأستغراب، هي شعرت بسقوط أحد على الفراش، عقلها يكاد يذهب.

لكن تحدث عمار بخبث، وهو يرى تمسكها، به، بشده، فضمها، بقوه لجسده، وقرب من وجهها، لثم شفاها بقبولات، ناعمه، يحاول، صرف عقلها عن ما تقوله له منذ أيام عن رؤيتها، لأحد يسير على حوائط الغرفه.
لكن كان هناك صراخ، عالى، قطع اللحظه
نهض عمار، يخرج من الشقه، يتجه الى مكان الصراخ.
فتح له أحمد الباب
دخل مباشرة، الى غرفة منى، وجدها، بين يدى خديجه، ترتعش.
فقال بذهول: فيه أيه، منى بتصرخ ليه؟

رد أحمد: دى مش اول مره، دى بقالها كذا ليله، تصحى مفزوعه، وماما تروح تنام معاها، بس معرفش ايه الى خلاها تصرخ قوى كده، الليله
ردت منى وهي ترتعش: أنا شوفت واحد فتح باب البلكونه، ودخل، وكان واقف جنب السرير.
قال عمار، بذهول: نعم، أنتى كمان، هو البيت سكنه العفاريت ولا أيه!

أتت سهر بعد أن أرتدت إيسدال على منامتها، كما صعد أيضا، مهدى، وسليمان، وفتحوا باب شقة خديجه، ودخلوا، يسألوا عن سبب صريخ منى، بهذا الشكل.
سردت لهم خديجه، أن منى ترى أحدا، يقف خلف شرفة غرفتها كل ليله، وتهلوس، بمنامها، وتصحو فزعه تبكى،
ذهل عمار، فتقريبا سهر نفس الشئ تتخيل أحدا، يسير على حوائط الغرفه، وهذه الليله قالت انها شعرت بسقوطه على الفراش، ماذا يربط خيال سهر ومنى معا.

لاحظ مهدى وسليمان، صمت عمار، وذهوله.
ليقول مهدى: في أيه يا عمار
تحدث عمار، وهو ينظر لسهر: سهر كمان بقالها كذا يوم بتشوف خيال عالحيطه، مش عارف أيه الرابط بينهم
تحدثت خديجه: أنا لما حكيت لماما على صحيان منى وبكاها بالشكل ده قالتلى، على شيخ، بيقرى قرآن وقالتلى خدى منى ورحى له، بس أنا قولت دى كوابيس، وهتروح لحالها، بس إنت كمان، بتقول سهر نفس الشئ.

رد مهدى يقول: قصدك يكون حد عمل لهم حاجه! بس مين، دى أول مره تحصل، الحكايه دى في البيت ده.
رد سليمان وهو ينظر، بإتجاه سهر: الخير على قدوم الواردين، ياما قولت لك أعدل بين نسوانك، بس يظهر في واحده منهم، شاغلاك، ومنسياك التانيه، وأخرها سحر كمان.
ردت سهر بتسرع: قصدك، يا عمى، يعنى انا بسحر للى في البيت، طب أنا كمان هسحر لنفسى، واشوف خيال واحد ماشى عالحيطه، ولا أكون بمثل علشان، محدش يشك فيا.

ردت حكمت التي دخلت تلهث قائله: عمك مش قصده يا سهر وهو بس مضايق من صويت منى، وخايف عليها، وزى خديجه ما قالت كده نجيب الشيخ ده يقرى قرآن في البيت، يمكن دى تهيؤات، وتروح.
ردت سهر بغضب: تمام براحتكم، أعملوا الى أنتم عاوزينه عن إذنكم، هروح شقتى، تصبحوا على خير.
غادرت سهر الشقه، بغضب شديد.

نظر عمار لعمه قائلا: سهر بريئه من تفكيرك ده، ماهو مش معقول، هضر نفسها كمان، سهر فعلا بقالها كام يوم بتقولى أنها بتشوف خيالات، وبتصحى مرعوبه وبترتعش كمان، وأنتى يا خديجه، هاتيلى رقم الشيخ الى أم يوسف قالتلك عليه، أنا هبعت اجيبه بكره، يقرى قرآن في البيت كله.
ويلا أعتقد كده خلاص لقينا بداية حل للحكايه دى، أنا رايح شقتى، وأنتى يا خديجه، سيبى النور منور، وشغلى قرآن في الأوضه.

رد سليمان قائلا: ودى شقتك كمان ولا ناسى يا عمار.
رد عمار: لأ إنت الى ناسى يا عمى، دى شقة عمى محمود الله يرحمه، ومن بعده شقة خديجه وولادها، تصبح على خير.
غادر عمار الشقه بغضب
بينما قال سليمان: شايف طريقة إبنك، واضح أن البت دى قدرت تلعب عليه.

ردت حكمت: سهر بريئه، يا سليمان، اللعبه دى أتعملت زمان، من قبل سهر ما تجى هنا، وكانت بين أسماء وخديجه، بيشوفوا تهيؤات سوا، ووقتها الشيخ قال ده عمل معمول لعروسه جديده، وأسماء خطت عليه بالغلط، نفس الى بيحصل مع سهر، ومنى.
تعصب سليمان يقول: قصدك أيه يا حكمت.

ردت حكمت: مش قصدى حاجه، ياسليمان، بس أنا بوضح شئ سهر بريئه منه، وحرام نتهمها بيه بدون دليل، تصبح على خير، أنا هنام مع خديجه وعيالها مش هقدر انزل السلم مره تانيه، تصبح على خير يا مهدى.
شد مهدى سليمان قائلا: خلينا ننزل، ونسيبهم يرتاحوا، وبلاش عصبيتك، الزايده دى، والشيخ عمار هيجيبه بكره، ويكشف لنا الى حصل ده، ويمكن يعرف سببه.
غادر سليمان مع مهدى، تاركا حكمت، وخديجه التي نظرت لحكمت نظرات فهمت مغزاها.

بينما
عاد عمار لشقته، ودخل مباشرة لغرفة النوم، وجد نورها مضئ وسهر تجلس على الفراش تبكى، أقترب منها، وحضنها من الخلف مازحا: أيه العفريت الى ساكن في الشقه ده نكدى، ولا أيه.
ردت سهر قائله: بتهزر ما يحوقلك، أنا انتهمت من عمك، أنا أساسا بصلى فرض بفرضه، وكمان حافظه أجزاء من القرآن، وعارفه جزاء الى بيأذى الناس بأى طريقه، وعمرى ما أذيت حد في حياتى، بالعكس أنا الى تأذيت من أول ما ليله، دخلت فيها للبيت ده.

شعر عمار بغصه من قول سهر، ضمها بقوه لجسده يقول: سهر مالوش لازمه طريقتك دى، خلاص، عمى مكنش يقصد.
إستدارت سهر لوجه عمار قائله: ولا يقصد متفرقش كتير، مجتش عليه هو كمان يظن السوء بيا.
نظر عمار لوجه سهر وعيناها وأنفها الأحمران: بآلم وكاد أن يعترف لها، بمكنون قلبه، لكن جمله قالتها، لجمت لسانه حين قالت: أنا عارفه مكانتى هنا في البيت ده أيه بالظبط مش أكتر من ماعون، يجيبلك، أولاد وبس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة