قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الخامس

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي كاملة

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الخامس

أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن ؟؟ أنه صوت عمها وليس بمفرده بل ومعه زوجته أيضا ظلت مريم بغرفتها لترى ماذا سيقول أدهم ؟وكيف سيخبر عمها بخبر طلاقهم هذا وأسبابه وذلك بعد شهر واحد من زواجهم ..انتظرت في غرفتها حوالي ربع ساعة قبل أن يأتي أدهم إليها ..طرق على الباب طرقات خفيفة ثم دخل قال لها وهو متحاشيا النظر إلى وجهها :

-بابا وماما بره
-سمعت
-أنا مقولتش حاجة عن اللي حصل دلوقتي بابا تعبان وجه هنا عشان يكشف ويعمل أشعة وتحاليل وهيقعدوا معانا كام يوم ومكنش ينفع أقوله اللي حصل ممكن يتعب أكتر احنا منعرفش هو ماله أصلا وكمان خبر زي ده منعرفش وقعه أيه عليه وهنبقا ثبتنا الكلام اللي اتقال عنك في البلد وبدل ما كنت متجوزك عشان سمعة عمي هبقا نيلت الدنيا أكتر.

-مريم بلهجة ساخرة : سمعة عمك! ههههه حلوة ديه أنتا نيلتها من اللحظة اللي شكيت فيها في بنته وصدقت عنها الكلام اللي اتقال لأ مش بس كده ده أنتا قولت أكتر من اللي أي حد قاله
-مش وقته الكلام ده دلوقتي خلينا نخرجلهم ونبقا نتكلم بعدين أنا قولتلهم أنك مريحة جوه شوية وإني داخل أصحيكي هسيبك تغيري هدومك بسرعة وتطلعيلنا بره امسحي وشك ده عشان محدش ياخد باله أنك كنتي معيطة ومتتأخريش
-ماشي
في الريسبشن ..

-مريم بتغير هدومها وجاية حالا البيت نور بيكم يا بوي
-ابتسم والده قائلا : بوي أيه يا ولدي هو أنتا عمرك أتحددت صعيدي ما لغوة مصر وبلاد الخواجات نسيتك لغوتك ومبجيتش تتحدت بيها
-هههههه ماشي يا حج أنا قولت أفرحك شوية يعني ..بس قولي يا حجوج أنتا كبرت ولا أيه مش شايف أمي لسة شباب أزاي عجزتك أنتا وفضلت هي زي ما هي ولا كأنها داخلة عل الستين
-ردت والدته :ستين أيه يا واد أمك لساتها ف التلاتين
-طب يا ولية جولي في الاربعين..

-أدهم بمزاح :ههههههه أه كده بقا انتا هتعدي الخطوط الحمرا يا حج
وفي تلك الاثناء أتت مريم محاولة التظاهر بابتسامة ونظرت لهم مرحبة :
-أيه الزيارة الحلوة أوى ديه يا عمي نورتونا والله أنتا وطنط
-قالت لها زوجة عمها وهي تحتضنها : منور بيكي يا عروستنا
-اتجهت مريم نحو عمها وذهبت هي لاحتضانه : أيه يا عمي ألف سلامة عليك أدهم بيقولي أنك تعبان ما أنتا زي الفل أهوه..

-الحمد لله يا بتي شوية تعب بسيط وهيروح لحاله بس مرت عمك بتجلج عليا حبتين جالت لازمن ندلى على مصرجولتلها نكشف هناك هو يعني الصعيد مفيهوش حكما جالتلي لأ لازمن ولدي هو اللي يطمني وبالمرة نطمن عليكوا
-احنا بخير طول ما أنتو بخير يا عمي
-والد أدهم :اسكت يا أدهم يا ولدي من ساعت الكلام اللي دار بينك وبين أحمد خال مريم والكل اتخرس وحطوا لسانتهم جوه خشمهم وده خلاني أحمد ربنا أني جوزتك ل بت عمك عشان أنتا أكتر واحد هيحافظ عليها وتحميها بعدي ربنا يخليكوا لبعض يا ولاد..

-تسلم يا حج وربنا يخليك لينا أنتا والحجة
-والد أدهم وقد وجه بصره تلقاء مريم الجالسة بجواره :ألا صحيح يا بتي أدهم عامل معاكي أيه
-قالت زوجته مقاطعة : أدهم ولدي هو في زييه ده سيد الرجالة ولد أصول ولد الحاج محمود
-رد عليها زوجها قائلا : طبعا مين يشهد للعريس يا ولية سيبي العروسة هي اللي تجول..

-نظرت مريم ل أدهم نظرة بها كل الحزن والوجع لكن سرعان ما اتجهت بنظرها لعمها وقالت بابتسامه مصطنعه : فعلا يا عمي مفيش زي أدهم بيدافع عني ويجبلي حقي سند حقيقي وضهر خلاني أعرف قد أيه ربنا بيحبني عشان رزقني بيه كفاية إني مبقتش خايفة من حاجة ولا من حد وأنا معاه وكفاية أنه دايما واثق فيا وعمره ما بيفكر يجرحني أو يوجهلي أي أهانة هو ده الراجل الصح يا عمي
تعجب أدهم من حديثها الغير متوقع عنه..

شعركأنها قد صفعته على وجهه وندم على حديثه معها ف استرق نظرة سريعه لها ثم وجه بصره لوالده قائلا :
-مريم مش بنت عمي وبس ديه حتة مني يا حج متخافش عليها ف عنيا
-نظرت له والدته بحب قائلة : الله اكبر عليكوا يا ولاد ماشاء الله عليكوا أجده نحسدكوا يا ولدي
-لأ يا حاجة عين الحبايب مبتحسدش ثم أردف قائلا :طيب هطلب غدا بقا لأن مريم جت مرهقة ومعملتش غدا لسة وأكيد أنتو جوعتوا ف نجيب أي حاجة دليفري..

-لأ يا ولدي هي ديه حاجة تفوتني أني جايبة معايا وكل من اللي جلبك يحبه بط ورز معمر بالسمن البلدي وحمام
-أيه كل ده يا أمي بس ليه تعبتي نفسك وكمان شايلين كل ده
-ووه أمال العروسة توجف في المطبخ وتتعب نفسيها يلا يا مريم يا بتي ندخل المطبخ نحضرلهم الوكل
-قالت مريم : متتعبيش نفسك يا طنط أنا هحضر كل حاجة أنتي ادخلي غيري هدومك وأنا هجهز الغدا
-لا يا بتي والله ما يحصل لازمن أكون معاكي هو الأكل بس ناجص يتسخن تعالى يا ولدي وريني هننعس فين..

هنا انتبه أدهم أن غرفة مريم بها ملابسها ماذا عليه أن يقول لوالدته وهي أيضا وجدته قد أيقظها من تلك الغرفة وغرفته بها كل ملابسه ماذا عليه أن يفعل وهنا قاطعته والدته وهي تهتف باسمه
-أدهم أدهم يا ولدي
-نعم يا أمي
-أيه يا ولدي أنتا مخبرش وين طريج الأوضة
-لا تعالي يا أمي اتفضلي من هنا
-وه يا ولدي هي ديه أوضتكم
-لا أوضتنا هناك مش ديه
-أمال ليه مرتك كانت نعسانه فيها وخلجاتها كمان اهنه طمني عليكوا يا ولدي أوعاك تكون لسه مجربتلهاش ؟

-لأ أزاي بس يا أمي كل الحكاية إني زي ما أنتي عارفة أنا نومي وحش وبتقلب كتيير ف بخاف مريم متعرفش تنام جنبي براحتها ف كل واحد فينا بينام في أوضة وعلى فكرة بره كمان بيعملوا كده
-ووه كل واحد ينام ف أوضه وديه تاجي أزاي؟! هية ناجصة كمان تجاليع بره وجوه اللي خبراه أن الراجل ومرته بيناموا ف فرشة واحدة أمال يبجوا متجوزين أزاي ؟

-أدينا هنام ف أوضة واحدة أهوه يا ست الكل يلا بقا حطي هدومك وهدوم الحج ولو في أي حاجة ناقصاكي أندهي عليا
-تسلم يا ولدي
خرج أدهم من الغرفة وأشار ل مريم بيده قائلا بصوت خافت :
- مريم بعد أذنك تعالى ثواني
-في أيه ؟

-أمي سألتني ليه هدوم مراتك هنا قولتلها أن كل واحد فينا بينام ف أوضة لوحده عشان أنا بتقلب كتير وبخاف متخديش راحتك وكده ودلوقتي بقا خدي هدومك حطيها في الضرفة اللي على الشمال أنا فضيتهالك عشان تحطي حاجتك فيها
-يا سلام وأنتا هتنام فين
-هنا طبعا ف أوضتي
-وأنا ؟

-بردو هنا في أوضتي
-نعم أزاي بقا مينفعش طبعا أنا لا يمكن أنام معاك في اوضة واحدة أنتا راجل غريب
-غريب! أنا جوزك يا مريم ,إن كان قصدك عشان الطلاق وكده ف أصلا شرعا الست بتفضل قاعدة ف بيت جوزها لحد فترة العدة وتفضل بلبس البيت عادي وكل حاجة عادي إلا أنه يقرب منها ك زوجة او يحصل معاشرة  وان حصل يبقا معناها انه ردها لعصمته حتي من غير ما يقولها باللفظ..

-أنا عارفة الكلام ده كويس بس ده أصلا للمتجوزين أحنا مش متجوزين أحنا عاملين متجوزين بنمثل مش أكتر
-ماشي كملي تمثيل بقا
-أنا مقدرش أنام في سرير واحد مع راجل غريب
-ليها حل متقلقيش مفيش حاجة هتحصل غصب عنك أهم حاجة بابا وماما ميحسوش بأي حاجة غريبة وخلي بالك أمي بتاخد بالها جدا ف خلي بالك من كل تفصيلة بتقوليها أو بتعمليها قدامها
-حاضر هخلي بالي
وفي تلك اللحظة هتفت والدة أدهم على مريم قائلة :
- مريم يا بتي هو المطبخ منين أصلي مجيتش الشوجة ديه جبل أجده
-تعالي يا مرات عمي اتفضلي
وفي المطبخ ...

-أيه يا بتي أدهم عامل معاكي أيه أنا خابرة ولدي طبعه صعب وخصوصا من بعد سفرية أمريكا ديه اتغير جوي مخبراش ليه بس أنتي غيرتيه أنا جولت أنه عمره ما هيتجوز أبدا لانه من ساعت ما رجع وهو كاره الحريم كلاتهم مخبراش أيه السبب بس والله يا بتي أدهم ولدي مافي أطيب منه في الدنيا كلاتها وحنين حنية مش موجودة ف الزمن ده وجدع مش بجول أجده عشان هو ولدي يعلم ربنا المهم انك تشدي حيلك بجا وتجيبلنا ولي العهد
-لسه بدري ياطنط أحنا متفقين نأجل شوية أنتي عارفة أنا مريت بتجربة صعبة ومحتاجة اتحسن واتهيأ نفسيا الأول قبل ما افكر ف موضوع الحمل والخلفة ده..

-بشوجك يا حبيبتي أنا مش بجول أجده عشان اتدخل بيناتكم لاوالله يا بتي بس نفسي أفرح بيكوا مش أدهم بس اللي ولدي أنتي كمان بتي يا مريم بت الغالية والغالي ربنا يعلم معزتهم في جلبي الله يرحمهم
-الله يرحمهم أنا عارفة والله يا طنط ربنا يخليكي لينا
-بصي يا بتي أنا هجولك شوية نصايح لو عملتيهم أدهم هيبجى عجينه ف يدك ..كل الرجالة يا بتي بيحبوا الجلع جلعيه البسي اللي يجسم وميكشفش الرجالة يحبوا أجده أكتر من العريان مش كل يوم تتمكيجيله له مرة أه ومرة له عشان ميتعودش على شكلك أجده مرة تلاجيه تعبان تدلكيله ضهره علطول تبتسمي ف وشه وتكوني هادية أجده ...

إذا بأدهم يأتي من خلفهم قائلا :
-أيه كل ده مش بتقولوا الأكل جاهز أمال لو مكنش جاهز ده أحنا جوعنا أوي بقا
-وووه يا ولدي رجفتني روح أنتا عند بوك واحنا هنجيب الوكل وناجي طوالي
ثم وجهت بصرها تلقاء مريم قائلة: يلا يا بتي لأحسن ياكلنا
تناول الجميع الغداء الشهي التي أعدته والده أدهم وفي تلك الاثناء.

-ما توكلي جوزك يا مريم "قالتها والدته بابتسامة وغمزة لها"
-قال والده : مش تبجى تخلي بالك يا ولدي ولا العروسة طيرت عجلك وصابت يدك ورجلك
-طبعا يا حج مش بنت عمي والحب ولع ف الدرة بقا "قالها ضاحكا وهو ينظر داخل عينيها وهي تطعمه بالمعلقة في فمه "
فاهتزت المعلقة من يدها واحمرت وجنتاها كان يتعمد أن ينظر داخل عيناها وهو يتحدث حتى يرى ردة فعلها تلك وهو لا يعلم لماذا لكن فإنها تصبح جميلة لا بل فاتنة حينما تستحي وتحمر وجنتيها ف نظر لها ثم وجه بصره تلقاء والديه قائلا لهما بمرح :

-أهو كل أما أكلمها أو أقولها كلمتين حلوين وشها يحمر كده
-ضحكت والدته : بتستحي يا واد هي البنتة المتربية أجده مش زي الخواجات
-أردف والده بابتسامة : الحياء شعبة من شعب الايمان يا ولدي
-قال أدهم بمزاح : وهو أنا بكره الحياء يا حج ده أنا بمووت فيه وف الخدود اللي بتحمر ديه
حاولت مريم تغيير مسار الحديث بعدما شعرت بوجنتيها كادت تحترق من شدة خجلها على أثر كلماته الناعمة التي لم تعتاد عليها إليها ف تسائلت وهي تنظر بإتجاه عمها بصوت مبحوح :

-صحيح يا عمي هو أيه الأعراض اللي عندك بس الأعراض المستمرة اللي بتحس بيها معظم الوقت ومن أمتا ؟
-بصي يا بتي من أسبوع أجده بحس بوجع ف بطني من فوج هنيه وساعات بتقيا الوكل وملياش نفس لحاجة واصل وكمان بحس بوجع ف كتفي اليمين وعندي لامؤاخذه يعني امساك
-طيب بص ياعمي بعد الأكل أنا هكشف عليك أنا عندي شك ف حاجتين وإن شاء الله بسيطة يعني
-خير يا بتي
-خير يا عمي لما أكشف عليك وبردو نروح المستشفى ونعمل تحاليل واشاعة وبإذن الله نطمن
-نظر لها أدهم قائلا :أيه شاكة في ايه ؟
-Appendix or gallbladder
-اشمعنا يعني ؟

-يعني الأعراض مش هتخرج بره كده وبعدين أنتا ناسي إني دكتورة جراحة والأعراض ديه بتمر عليا كتير
-قالت عفاف :أيه يا ولدي أنتو هتجلجونا ليه وعمالين ترطنوا بالخواجاتي واحنا مفهمينش حاجة واصل
-متقلقيش يا أمي الحج بخير وزي مقالتلك مريم بسيطة بإذن الله
- ردالحاج محمود :تجلجي من أيه يا ولية وبتي وولدي دكاترة كد الدنيا
-عارف يا حج مش تعبك غير أكل أمي ده "قالها أدهم مازحا "
-ليه يا ولدي مش عاجبكوا الوكل؟
-لأ طبعا يا أمي جمييل بس دسم جدا والحج يبقا تقيل عليه وعليكي كمان
-له يا واد أنا لسه صغار بوك اللي عجز وكبر خلاص
-أدهم :هههههههه شوفت يا حج أهي طلعتك أنتا اللي كبرت وهي لأ
-الحمدلله "قالتها مريم بعدما أنهت طعامها ".

-قالت عفاف:أيه يا بتي لحجتي شبعتي هو ده وكل لازمن تتغذي وتبجي بطة زيي أجده
-أدهم :يا أمي سيبي مريم هي حلوة كده
-مريم :طب أنا هستناك جوه يا عمي بعد ما تخلص الأكل عشان نتطمن عليك وأنتي يا مرات عمي اغسلي أيدك ومتعمليش أي حاجة هطمن على عمي وهلم كل حاجة ومتقلقيش في غسالة أطباق هنا هنحط فيها الأطباق يعني مش هتعب ف حاجة
-رد أدهم قائلا : متشغليش بالك أنتي يا مريم أنا هلم كل حاجة واشغل عليهم الغسالة.

- بأيدك ورجلك دول تقعد ومتتحركش كتير عشان الغرز متفتحش متهيألي قولتلك كده ريح اليومين دول وهتبقى زي الفل متنساس جرح رجلك عميق ثم التفتت ل عمها قائلة بمزاح :أتفضل يا عمي أحنا هناخد بعضنا ونسيب طنط وأدهم هنا مع بعض لوحدهم
-عفاف بمزاح :بجا أجده يا مريم ماشي يا بتي مرات عمك دلوجت بجت عفشة طب مش هكملك الحديت اللي كنا بنجوله في المطبخ
-صحيح يا أمي هو أنتو كنتو بتقولوا أيه ؟"قالها أدهم متسائلا بفضول
-مريم :لأ أوعي يا ماما تقوليله حاجة.

-أدهم: بقت ماما كمان لأ أنا لازم أعرف كنتوا بتقولوا أيه جوه ها يا أمي قوليلي
-مريم برجاء:بالله عليكي يا ماما متقوليش حاجه
-خلاص يا ولدي حلفتني بالله طيب روحي يا بتي طمنينا على عمك وأنا مش هجوله حاجة واصل
دخلت مريم مع عمها في غرفتها وظلت عفاف مع ولدها يتحدثان
-مريم ديه بت حلال يا ولدي حافظ عليها وخلي بالك منيها وأجدعن رايدين نفرح بعوضكوا وأشيل ولدك وأوعى تجولي زييها أنكوا مبتفكروش في موضوع الحبل دلجيت.

-انسي يا أمي الموضوع ده خالص دلوقتي يمكن بعدين الله أعلم
-بس يا ولدي مرتك فيها حاجة عينيها حزينة حاول يا ولدي تنسيها اللي فات وتكون ليها ضهر وسند الست منينا محتاجة الطبطبة وبت عمك ملهاش غيرنا يا ولدي أنتا دلجيت بجيت جوزها وولدها وبوها وخيها وكل ناسها خليها دايما تحت جناحك وضلل عليها اعتبرها زرعتك وأرضك اللي كل ما ترويها بحبك وحنانك هتطرح كل حاجة حلوة
-أدهم بدعابة :أيه يا أمي أنتي بقيتي أسامة منير ولا أيه؟

-بتتمسخر عليا يا واد أيه أسامة منير ده أااه مش ده اللي بياجي ف الأذاعة وبيجعد يجول حديت عن الحب والكلام ده
-الله ده أنتي متابعة بقا أيه بتسمعيه عشان الحج ولا أيه ؟
-بابتسامه "أتحشم يا واد "
وفي تلك اللحظه خرجت مريم من الغرفة فسألها أدهم :
- ها طلع أيه؟
-غالبا زي ما قولتلك بس الأكثر احتمالية بالنسبالي gallbladder
-اشمعنا ؟

وفي تلك الاثناء خرج عمها من الغرفة هو الاخر ف نظر لهما قائلا :
-ها يا مريم يا بتي عرفتي اللي عندي ده من أيه ؟
-أه يا عمي غالبا التهاب في المرارة وهو ده اللي عاملك الوجع ده أنا كنت شاكة فالتهاب في الزايدة او المرارة بس غالبا هي المرارة على العموم بكرة هتيجي معايا المستشفى نعمل آشعة ونطمن ونتأكد ونشوف سببها أيه وإن شاء الله خير
-الحاج محمود :أنا مش خايف من حاجة واصل يا بتي طول ما أنتي معايا
-أدهم بمرح :أيه يا حج وأنا مليش نصيب من الدلع ده.

-الحاج محمود :له أنتا رجال والرجال ميتجلعوش الجلع ده للحريمات وبس
-المهم يا عمي لازم تاخد بالك من الأكل مينفعش تاكل غير مسلوق ومشوي أو سوتيه
-مالت والدة أدهم على أذنه متسائلة :أيه السوتيه ده يا ولدي ؟
-أدهم :هههههه يعني خضار متشوح ني ف ني بنقطة زيت أو مكعب زبدة واحد مش مسبك وزبدة وسمنة والدسم بتاعك ده
-عفاف :وه وهو ده يبجى وكل يا ولدي
-أدهم :لازم يا أمي عشان صحة الحج
وفي السهرة بينما كان الجميع يشاهد التلفاز قالت مريم :

-صحيح يا ماما لو عايزين تاخدوا دش عشان تراب السفر وتهدوا جسمكم كده أقوم أجهزلكم الحمام
-ردت عفاف قائلة :أه والله يا بتي خدتيها من على لساني لسه كنت هجولك إني عاوزة أتحمم ..تدخل أنتا الأول يا محمود ولا أدخل أنا
-أنا هدخل الأول يا عفاف وأنتي حضريلي خلجاتي
-قال أدهم مازحا : طب إيه مش عايز عفاف معاك يا حج جوه واحنا مش هنفهم غلط ولا حاجة
-اتلم يا واد هو احنا لسة صغار عل الحديت ده "قالتها عفاف"
دخل الحاج محمود وأخذ حمامه وتلته زوجته عفاف وبينما كان الجميع قد عادوا إلى جلستهم قالت مريم :

-طيب بعد أذنكم أنا كمان هدخل آخد شاور لأني لما جيت كنت مجهدة وملحقتش أخد الحمام بتاعي
-الله هو كلكم هتاخدوا شاور وأنا اللي هفضل معفن كده أنا نفسي فيه من بدري
-قالت مريم بخبث وبابتسامة حاولت قدر الامكان أن تخفيها : أيه مكفكش الدش بتاع امبارح
-هو ده كان دش يا شيخة ده كان تعذيب.

شعر أدهم ومريم أن والده وأمه ينظران إليهما ولا يفهمان عما يتحدثا فردت مريم ل توضح الأمر لهما :
-أصل امبارح يا ماما أدهم كان سخن بسبب الجرح ف كان لازم دش بارد عشان السخونية تنزل ف شديته وسندته لحد البانيو وحطته ف مية فاترة بهدومه عشان الحرارة تنزل
-قالت عفاف بحنان :يا ضنايا ياولدي أنتا كنت تعبان أجده
-الحمد لله بقيت أحسن يا أمي.

-عفاف :طب يا ولدي طالما مريم هتدخل تتحمم أدخل معاها وأهي بالمرة تساعدك
شعرت مريم بالحرج الشديد وأدهم لم يعلم بماذا يجيب والدته التي شعرت بدورها بحرج الاثنين فقالت :
- عادي ياولاد والله متتحرجوش أنا والحج هندخل ننعس وأنتي تدخلي تساعدي جوزك
-لا يا امي مش لازم أخد الدش النهارده عادي بكرة بقا
-لا والله يا ولدي لازم تتدخلوا مع بعض أنا حلفت وخلاص
-ردت مريم بخجل :لا يا ماما أنا مش بعرف أخد شاور مع حد مش هينفع.

-خلاص أدخلي مع جوزك ساعديه وبعدين أبجي خدي الدش بتاعك ومالت على أذن مريم هامسة "احنا جولنا إيه يا بتي الرجال يحب مرته تجلعه "
شعرت مريم أنه لا مفر من اقتراح والدة أدهم الذي لن تتنازل عن تنفيذه فقررت أن تنهي الجدال في هذا الموضوع
-نظرت له بغيظ وبأبتسامة مصطنعة قالت :اتفضل يا حبيبي أدخل اسبقني على الحمام وأنا هجيبلك الهدوم وأحصلك
-عفاف بود : طيب أنا وعمك بجا هنجوم ننام تتمسوا بالخير
-وحضرتك من أهل الخير.

قام أدهم ودخل الحمام وذهبت مريم وأحضرت ملابسه ثم طرقت باب الحمام ودخلت بعد أن أذن لها وكان مازال بكامل ملابسه نظر لها بحرج قائلا :
-أنا أسف مكنتش أعرف أن أمي هتفكر ف كده وتقترح الاقتراح ده على العموم متخافيش أنا مش هضايقك أنا هدخل أخد دش وهشد الستارة بتاعت البانيو وأنتي خليكي قاعدة هنا بس لحد ما أخلص عشان تساعديني ألبس هدومي.

-ماشي
-طيب ممكن تساعديني بقا عشان أقلع هدومي
ساعدته مريم في خلع ثيابه وتركته يكمل خلع بقية ملابسه الداخليه وانتظرت حتى انهى استحمامه وارتدى بعض من ملابسه حتى يستر جسده وناداها لتساعده في ارتداء الباقي وبالفعل ساعدته في ارتداءها ثم أسندته للوصول إلى غرفته ودخلت لتأخذ حمامها هي الآخرى ولم تتأخر كثيرا وخرجت ودخلت غرفته التي ستنام معه فيها حتى يعود والداه للصعيد مرة آخرى وقبل أن تدخل طرقت الباب عدة طرقات خفيفة ثم أذن لها أدهم بالدخول ف نظرت له قائلة:

-أنتا كنت نمت ؟ أسفة لو كنت صحيتك
-لأ مكنتش نمت ولا حاجة أنا صاحي ومستنيكي
-طيب هنعمل إيه هنام أزاي ؟
-عادي هتنامي على السرير وأنا هنام على الفوتيه ده
-لا طبعا أنتا هتنام على سريرك عادي وأنا اللي هنام على الفوتيه
-لا مش هينفع بصي كده الفوتيه ده بيتفتح وبيبقا سرير ومحدش هينام عليه غيري
-لأ مش ...

-قاطعها قائلا : مفيش لأ أنا قولت وخلاص بس قبل ما تنامي أنا عايز أتكلم معاكي كلمتين أنا أسف جدا على الكلام اللي قولتهولك وأسف على كل حاجة متزعليش مني مكنش قصدي
-مفيش حاجة حصل خير أنا كمان مسكتش ورديت بكلام سخيف وغلطت معاك وده مكنش ينفع لأنك مهما كان جوزي بردو واحترامك واجب عليا
-لأ انتي استحملتيني كتيير وأنا زودتها معاكي أوي النهاردة ف كان لازم تعملي كده على العموم أنا آسف وأوعدك هحاول مكنش سخيف معاكي تاني كده
-ماشي شكرا على العموم أنا كمان آسفة وبعدين أنتا مش هتضطر تستحملني تاني أنا خلاص هرجع شقتي.

-لا طبعا أنتي هتفضلي معايا هنا وهنفذ اللي اتفقنا عليه بس اسمحيلي أرجعك على ذمتي تاني
-ملهوش لازمة
-لأ طبعا ليه لازمة أحنا هنقعد مع بعض فترة مش قليلة ف لازم تبقي مراتي عشان لو العدة عدت يبقى مفيش حرمانية من وجودك معايا
-وأيه لازمته أني ابقى معاك
-معلش عشان محدش يفكر يتكلم عليكي تاني سيبيني أنا اللي أحدد أمتا الوقت المناسب اللي نطلق فيه موافقة
-أماءت رأسها بالموافقة : موافقة
-نظر ل عينيها مباشرة لأول مرة بقصد وقال :مريم أنا رديتك لعصمتي.

شعر من أثر تلك النظرة بوخزة في قلبه لم يعلم سببها هي نفسها ارتبكت من تلك النظرة وكأنها هي الأخرى قد أصابتها تلك الوخزة وحتى تخرج من ذلك التوتر والارتبارك قالت وهي تبتعد بعيناها عنه :
-طب يلا بقا عشان تنام ..صحيح أخدت الدوا بتاعك؟
-تصدقي نسيته
-معقولة كده
-أنا جبته هنا على التسريحة ونسيت أخده
-طيب أنا هقوم أجبهولك ..أتفضل بالشفا إن شاء الله
-شكرا على تعبك
-العفو مفيش تعب ولا حاجة تصبح على خير
-وأنتي من أهله
-طب تعالى أما أفردلك الفوتيه وأغطيك
-كمان بس كده كتير
-عادي مش هعمل حاجة صعبة يعني.

نام كلا منهما ب مكانه وبعد وقت ليس بالكثير استيقظا على صوت والدته التي طرقت على الباب عدة طرقات ولم تنتظر أن يجيبها أحدهم فما لبث أن فتحت باب غرفتهما وهي تستنجد ب أدهم
لكنها وقفت لحظات تستوعب فيها ما رأته لما كلا منهما ينام ف مكان منفصل عن الآخر.

ترى كيف سيفسر أدهم لوالدته ما رأته للتو ؟؟هل سيضطر للإفصاح عن حقيقة علاقته ب زوجته أم أنه سيستطيع أن يخرج من ذاك المأزق بطريقة آخرى ؟؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة