قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الثاني عشر

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي  الفصل الثاني عشر

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الثاني عشر

وفي اليوم التالي كانت مريم قد أعدت نفسها للخروج من المستشفى وكانت قد عزمت الأمر على العودة ل بيت والديها وليس بيت أدهم لا لأنها مازلت غاضبة منه ف لقد سامحته على طرده لها لكنها أصبحت تخشى أن تظل معه في بيت واحد أصبحت تخاف التعلق به أكثر ف حينها لن تحتمل الفراق وهو آت لا محالة ف هو لا ولن يحبها ألبتة، حينما أتى إليها أدهم نظر لها قائلا:
- مريم احنا هنروح على بيتك مش بيت عمي.

- لا يا أدهم بيتي هو بيت أهلي مش بيتك
- مريم اسمعيني كويس أنتي مش هتروحي غير على بيتك وهو بيتك أنتي مش بيتي أنا
- قاطعته مريم قائلة: لأ بيتك أنتا وأنا مستحيل أرجعله تاني
- أدهم بحزم: مريم قولتلك متقاطعنيش ده بيتك أنتي وده الورق اللي يأكد كلامي ده
مده يده إليها بالورق قائلا وهي تنظر للأوراق التي أمامها مذهولة.

- أنا كتبتلك الشقة بإسمك ومن النهارده لو أنتي مش عايزاني اقعد معاكي فيها هروح أقعد في أي مكان أو أجر شقة تانية بس ياريت تخليني معاكي عشان أبقى مطمن عليكي.

- مريم وهي مازلت تحت تأثير الصدمة: أدهم أنتا ليه عملت كده! مش مصدقة بجد أنتا حتي متملكش شقة تانية وأنا عارفة أنتا قد بتحب الشقة ديه ومتقدرش حتي تشتري زيها ديه شقتك أنتا وب فلوسك أنتا مستحيل تبقي بتاعتي أنا أول ما هخرج من هنا هروح الشهر العقاري واتنازلك عنها.

- أدهم بصرامة: الموضوع ده منتهي يا مريم مش عايز نقاش فيه تاني الشقة ديه بقت شقتك وده أقل رد ل كرامتك وأنا مبسوط كده ممكن بقا يلا نروح ثم قال بتردد: ولا مش عايزاني معاكي؟
- لأ أزاي مقدرش أقول كده
- لأ تقدري تقولي اللي أنتي عايزاه
- بس..
- بس أيه؟
- هدومي وليا حاجات في شقة بابا.

- هبقى أعدي أجبهالك بكره وكده كده الهدوم ديه معظمها بيجامات وأكيد مش هتنفع عشان الجرح بتاع العملية أنا جبتلك كام حاجة كده يارب بس يعجبوكي
- شكرا بجد يا أدهم
- على أيه؟
- على الهدوم وعلى اللي أهم من الهدوم
- وأيه بقا اللي أهم من الهدوم؟
- وقفتك جنبي ومساعدتك ليا واهتمامك بيا وتعبك معايا كل حاجة عملتها يا أدهم ودمك اللي ادتهولي ومقولتليش.

- أنا دكتور يا مريم وأنتي مريضة مينفعش أتأخر عنك في أي حاجة ف مابالك بقا أنك كمان بنت عمي ومسئولة مني بلاش هبل يلا بينا
- ماشي
عادا معا ل شقة أدهم والتي أصبحت من اليوم شقة مريم أدخلها غرفتها فابتسمت له قائلة:
- تصدق أوضتي وحشتني أوى
- بجد؟
- أه والله جدا أصلي برتبط بالأماكن
- على العموم نورتي بيتك، أسيبك ترتاحي شويه
- ماشي
وأثناء خروج أدهم من الغرفة وجدت مريم فلاشته موجودة على السرير ف نادته:.

- أدهم
- ألتفت إليها قائلا بحنو: نعم محتاجة حاجة؟
- لأ، هو أنتا نمت هنا لما كنت مش موجودة؟
- شعر أدهم بالتوتر الشديد من سؤالها ولا يعلم لما سألته من الأساس كيف علمت بأمره لكنه تماسك ثم أجابها: لأ وأنا ايه اللي هينيمني هنا، بس بتسألي ليه؟
- أصلي لقيت فلاشتك على السرير أيه اللي جابها هنا؟
- كويس أنك لقتيها أنا كنت بدور عليها تلاقيها وقعت مني لما كنت بروق الأوضة
- بتروق الأوضه أها طيب
- أيه طيب ديه.

- الله أمال أقولك أيه
- أه صحيح نسيت أوريكي الهدوم اللي جبتهالك
كان قد وضعها في خزانتها فأخرجها منها ووضعها على السرير أمامها ثم قال:
- اتفرجي عليهم بقا وقوليلي رأيك
كانت الملابس جميعها ما هي إلا قمصان نوم لكن بالروب الخاص بها مما جعل مريم تشعر بالحرج الشديد منه وتحمر وجنتيها خجلا ثم قالت بصوت ملؤه الحياء وهي تحاول ألا تنظر في عينيه:
- أيه دول!، أنا مش هينفع ألبس الهدوم ديه.

- أمال هتلبسي أيه يا مريم؟ وبعدين هما كلهم بالروب بتاعهم يعني متخافيش مش هتبقي مكشوفة ولا حاجة وكمان هما كلهم طوال مش قصيرين بس مش هينفع تلبسي بيجامات خالص دلوقتي
- حاضر
- طيب غيري بقا هدومك و نامي عشان شوية وهصحيكي عشان تتغدي وتاخدي الدوا
- ومين اللي هيعملنا الأكل؟
- أنا طبعا أنا طباخ شاطر هدوقك وبعد كده هتتحايلي عليا عشان أعملك أكل بإيديا
- أما نشوف
- يلا تصبحي على خير
- وأنتا من أهله.

علمت مريم أن أدهم يكذب عليها ف موضوع نومه في غرفتها فهو لا ينظف الغرف ولكن أم محمد هي من تأتي كل أسبوع لتنظيف الغرف والشقة بأكملها كما أن رائحة عطره منتشرة في أرجاء الغرفة منذ أن دخلتها علمت أنه كان فيها وحينما وضعت رأسها على الوسادة وجدت أن عطره قد امتزج مع عطرها فلقد كان عطره قوي جدا وكان أدهم معتاد أن يضع الكثير منه فأينما يذهب تعلم أنه كان هنا من عطره الذي تظل رائحته طويلا في المكان...

كانت الأفكار تدور برأسها، تسأل نفسها ترى هل يحبني أدهم كما يقول سيف ودينا أم أنه مجرد أعتياد على وجودها؟وتعود ف تسأل نفسها هل تحبه هي الآخرى أم ماذا؟ وإن كان أدهم يحبها لما يكابر لما لا يعاملها أفضل؟ لماذا لا يخبرها؟ تعود مرة آخرى وتقول أنها تحبه ومع ذلك تكابر وتعاند وترفض أن تصدق أنها أحبته لكن الحقيقة هي أنها أحبته بكل كيانها وهي لا تعرف متي وكيف ولما حدث هذا؟ كل ما تعرفه الآن أنها أصبحت تحب أدهم كثيرا لكنها لا تستطيع الاعتراف بهذا ألبته خاصة له هو ف هي لا تعلم ردة فعله وتخشى أن يجرحها مرة آخرى، شعرت وكأن تلك الأفكار تحاوطها فتخنقها ف قررت الفرار منها ف قامت وخرجت من غرفتها بحثت عنه ف علمت أنه في المطبخ من صوته لقد كان يدندن مع نفسه لكن كان صوته عالي إلى حد ما ف لقد سمعته حتى قبل أن تصل للمطبخ كان يغني ويقول بتناديني تاني ليه أنتي عاوزة مني أيه ما أنتي خلاص حبيتي غيري ما أنتي خلاص حبيتي غيري روحي للي حبتيه أه روحي للي حبتيه.

- أروح فين بس يا أخوي أني مش قادرة أروح في حتة والله يا بوي قالتها مريم ردا عل أغنيه أدهم قالتها بطريقة غنائية مضحكة فلقد ألفت مقطع آخر للأغنيه ل تليق عليها
- حرام عليكي بوظتي الأغنية وبعدين أيه اللي صحاكي
- مريم بمرح: صوتك النشاز
- بقا كده ماشي يا مريم بس بجد صوتي اللي صحاكي أنا آسف والله أنا اندمجت شوية أصلي متعود لما بدخل المطبخ بحب أدندن.

- لأ أنا بهزر معاك مجليش نوم ف قومت أشوفك بتعمل أيه سمعت صوتك جيت أشوف بس صوتك حلو
- تريقة ديه بقا ولا أيه
- لا والله صوتك حلو بجد يلا قدم ف اراب ايدول ولا ذا فويس
- قالولي بس أنا مش فاضي قالها وهو يضحك
- ماشي يا عم المهم بس حتى وأنتا بتغني بتغني أغاني فيها اتهام للستات أعوذ بالله منك
- الله ديه حقيقة ومش قصدي أنتي والله بس تحسي كده أن الستات طبعها بيميل أكتر للخيانة.

- بالعكس خالص والله عمر الست ما كانت خاينة الخيانة فعل ممكن يجي من راجل أو ست وده يخلينا نرفض وندين الشخص الخاين بصرف النظر عن كونه راجل أو ست، أنا عارفة أن تجاربنا مكنتش اللي هي وهية اللي خلتنا نشخصن الأمور شوية ونعمم الأحكام لكن لما فكرت لقيت أنه من الظلم التعميم ياريت يا أدهم أنتا كمان تبصلها كده.

- على فكرة يا مريم من وقت متجوزنا وأنا كل لما أقنع نفسي أنكم كلكم خاينين أستثنيكي معرفتش أشوفك خاينة ابدا
- مريم بعدم تصديق: لا والله أمال الكلام اللي كنت بتقولهولي كان أيه تشجيع ليا ولا غزل فيا؟
- كان، كان حاجة كده تقدري تقولي فش غل
- بس أنتا كنت بتشك فيا فاكر لما روحت المستشفى القديمة اليوم اللي قابلت مروان هناك واتخانقتوا أنتا قولتلتي أنك كنت بتراقبني.

- كنت بضايقك لكن أنا كنت عرفت معاد اللي بتخلصي شغلك فيه وكنت جاي عشان أروحك بدل ما تتبهدلي ف المواصلات بس
- يا سلااام
- أه والله
- طب وليه عايز تضايقني؟ وليه الكلام الصعب اللي كنت دايما بتقوله؟
- أنسي يا مريم ومتسأليش مسيرك ف يوم تعرفي كل حاجة، سيبيني بقا أكمل الغدا ومتعطلنيش لو سمحتي
- حاضر يا فندم طب أي مساعدة.

- لأ شكرا ولا أقولك ممكن بس تاخدي حاجات السلطة وتعمليها وأنتي قاعدة ولو تعبتي من القعدة قوليلي
- متخافش عليا أنا كويسة الحمد لله
- الحمد لله يارب دايما
- تفحصها بنظره قائلا: الهدوم حلوة عليكي والحمد لله المقاس شكله مظبوط
- أجابته بخجل من تفحصه لها: ميرسي، ثم استطردت قائلة: أه مقاسهم مظبوط الحمد لله
- الحمد لله
أعد أدهم المائدة ووضع عليها الطعام الذي صنعه وتناولاه معا نظرت له مريم ضاحكة:.

- بس بصراحة أكل تحفة مكلتش زيه أبدا
- أنتي هتتريقي مهو لازم تآكلي شوربة وفراخ وحاجات خفيفة دلوقتي
- لأ والله أمال أيه بقا هعملك غدا محصلش وف الاخر طلع شوربة وفراخ وسوتيه زي المستشفى يعني
- طب بذمتك شوربتي الجميلة زي بتاعتهم والسوتيه بتاعي زيهم يا ظالمة
- لأ بصراحة مش زيهم أوي
- ماشي متخلنيش أحرمك من أكلي بقا
- لأ خلاص هآكل من سكات.

مرت الأيام وهما يقتربا من بعضهما البعض أكثر أصبحت علاقتهما بها ود أكثر ومشاعر متخفية لكن كلا منهما يحاول أن يقنع نفسه أنه يفعل ذلك بدافع القرابة لا بدافع الحب، كانا كل يوم يقفان معا في المطبخ لتحضير الغداء ويظلا يغنيا معا أدهم يبدأ وهي تكمل له الاغنية بطريقتها ويضحكان.

إذا رآهم أحد أو سمعهما ظن أنهما أسعد زوجين في العالم لكن الحقيقة غير ذلك فكلا منهما يخفي مشاعره عن الآخر لا يودا الاعتراف بحبهما لبعضهما كانت مريم قد عادت لعملها وبدءا يركبا معا سيارة واحدة ويعودا معا فالجميع أصبحوا يعلمون ب زواجهما كان فرح دينا وسيف كما حدداه بعد ستة أشهر من خطبتهما ف كلا منهما يعرف الآخر جيدا ف هما ليس بحاجة ل فترة خطبة طويلة وشقة سيف موجودة ينقصها بعض التشطيبات القليلة وف إحدى الأيام طلبت دينا من مريم أن تصحبها ل شراء فستان زفافها ف هي تريد منها أن تساعدها في الاختيار لأنها مترددة جدا وتحتاج من يحسم الاختيار فرحت مريم جدا ل دينا وأخبرتها أنها ستستأذن أدهم وتقابلها وبينما كانا يتناولا طعام الغداء هي وأدهم نظرت له قائلة:.

- دينا عايزاني أنزل معاها النهارده عشان أختار فستان الفرح ماشي؟
- ماشي طبعا أكيد وبعدين أنتي كبيرة ومش محتاجة تستأذني وأكيد أنا مش هقولك لأ
- معلش بس ديه الأصول والدين كمان
- ماشي على العموم عقبالك
- عقبالي أيه؟
- عقبال ما تنزلي تشتري فستان فرحك على الراجل اللي يستاهلك وتستاهليه
- أغاظتها جملته تلك فأرادت أن تردها له فقالت: ميرسي إن شاء الله بس أدعيلي أنتا.

- لم يحاول أدهم أظهار ضيقه من ردها لكنه الباديء ف نظر لها قائلا: أكيد طبعا هدعيلك مش بنت عمي وأختي
- لأ معلش بنت عمك أه بس أختك ومراتك ف نفس الوقت هبل أوي
- ماشي يا بنت عمي بس، يلا قومي اجهزي بقا عشان تلحقوا تنزلوا وترجعوا بدري ومتتأخروش
- حاضر.

اتصلت مريم ب دينا وتقابلا بعدها ب ساعه ذهبا لأماكن كثيرة وأتيليهات أكثر ف لم يعجب دينا أي فستان حتى رأت فستانا أبيض من خامة الجبير مع التل مطرز بشكل بسيط وهاديء غير منفوش من نوع التايبست ف هي لا تحب الفساتين المنفوشة وأخيرا انبهرت ب هذا الفستان واختارته كان أدهم قد اتصل ب مريم ليخبرها أن الوقت تأخر وطلب منها أن يتعجلا لأن مكان سكنهما هاديء وهويخشى عليها وبالفعل بعد أن أشترت دينا فستان الزفاف واتفقت مع الميكب ارتست التي ستزينها في حفل زفافها وعادت مريم بعد أن استهلكت كل طاقتها مع دينا لكنها حينما عادت كانت تشعر بالملل هي تعلم أن أدهم مازال بعيادته فقررت أن تصعد للروف كما أنها لم تصعد هناك منذ أن جاءت ل شقة أدهم وبالفعل توجهت إلى الطابق الأخير ووقفت تتأمل المكان بهدوء حتى سمعت صوت نباح الكلب كانت تظن أنه مربوط ب سلسلة حديدية لكن أدهم قد فك قيده في الصباح ففتحت باب الغرفة الموجود بها الكلب بدافع من الشفقة فقد ظنت أن ينبح لأنه عطشان أو ما شابه وحينما اقتربت وفتحت باب الغرفة وجدته غير مقيد وبمجرد فتح باب الغرفة جرى الكلب تجاهها وظل ينبح خافت كثيرا وركضت هي الآخرى محاولة الهرب منه وقعت على الارض وجرحت ركبتيها استنشقت عطر أدهم ف ظلت تصرخ لتستنجد به وفي لحظات كان أمامها وكان روك على وشك أن يهجم عليها لكن في تلك اللحظة ظهر أدهم وأوقفه ثم أعاده ل غرفته وأوصد بابها وساعد مريم على النهوض التي وقفت تبكي ثم ارتمت بين أحضانه وهي متشبثة بملابسه تماما كالأطفال ظل يمرر يده على رأسها ليطمئنها قائلا:.

- مريم أهدي مفيش حاجة أنا معاكي متخافيش
- كان هيعضني يا أدهم كان هيعضني أنا خوفت خوفت أوي كانت تتحدث وهي تبكي
- شششش خلاااص مفيش حاجة أنا جنبك أهوه يلا ننزل قادرة ولا أشيلك
- لا قادرة
ظلت متشبثة به حتى وصلا ل شقتهما وفي الداخل نظر إلى قدميها التي كانت تمسكها من الوجع فلقد جرحت ركبتيها أثر الوقعة
- أيه ده أنتي اتعورتي؟
- حاجة بسيطة الحمد لله كويس أنك جيت ولحقتني.

- أنا عايز أعرف كنتي بتعملي أيه فوق أصلا؟ وبعدين أيه اللي خلاكي تفتحي باب الأوضة؟
- كنت زهقانة وطلعت أشوف الروف وأقف فوق شوية لحد ما تيجي وبعدين سمعت الكلب بيهوهو ف كنت عايزة أشوفه مكنتش أعرف أنه مش مربوط بسلسلة افتكرته عطشان أوحاجة ف دخلت لقيته جري عليا.

- هو روك طيب جدا صدقيني بس بصراحة أنا اللي غلطان بقالي كتير مش بخرجه وامشيه وكمان روك كبر وعايز يتجوز عشان كده تلاقيه بقا عنيف شويه وبعدين هو ميعرفكيش وهو بيخاف من الناس الغريبة عنه على العموم بعد كده هعرفك عليه وهتبقوا أصحاب كمان
- ولا عايزة أشوفه تاني أصلا قال أصحاب قال خلاص من قلة البشر هصاحب كلب
- على فكرة بجد الكلاب أوفى من البني آدمين والله
- شكرا.

- هو كل كلمة تآخديها عليكي أنا مقصدتش حاجة وحشة والله على العموم هروح أجيب بيتادين وشاش عشان الجرح ده
- مش مستاهل أنا هبقا أشوفه
- اقعدي ساكتة ممكن
- لأ مش هينفع..
- أشمعنا؟ نظر لها بخبث قائلا: عشان يعني هشوف رجلك وماله ما أنتي مراتي على الأقل أطلع بالجوازة ديه بنظرة حتى وبعدين ديه رجل ثم غمز إليها مش حاجة تانية ثم ضحك كثيرا.

- والله ده بجد ماشي على العموم شكرا أنا هعرف أطهر لنفسي الجرح بقت عينك زايغة أهوه
- أنا بهزر معاكي وعد وعد هعالجك بأدب كأني دكتور وبس أتفقنا؟
- ماشي أما نشوف
ظل يضحك كثيرا أثناء احضاره للبيتادين وحينما عاد إليها نظرت له في حنق قائلة:
- وأيه بقا اللي بيضحك تاني إن شاء الله؟
- مفيش ل تزعلي
- لأ مش هزعل قول
- والله هتزعلي
- والله مش هزعل قول بقا
- شكلك كان مسخرة بقا حتت كلب يخوفك كده.

- والله! مهو كان ممكن يآكلني
- يآكلك ليه هو أسد هو جري وراكي لما أنتي جريتي شم ريحة خوفك ولا أيه يا دكتورة؟!
- في الحاجات ديه أنا أصغر من أصغر عيل
جلس أدهم في الأرض أسفل قدميها ليطهر جرح ركبتيها ف نظر لها قائلا:
- أيه ما ترفعي هدومك
- متوطي صوتك هتفضحنا الناس يقولوا أيه
- هههههههه يالهوي على اللي هيقولوه
- مالك يا أدهم فيك أيه النهارده؟
- مفيش خلاص أنا هسكت أهوه خلصيني بقا.

رفعت مريم الاسدال التي كانت ترتديه ثم خلعته بمساعدة أدهم ثم رفعت قميص النوم التي كانت ترتديه وكانت تشعر ب حرج شديد من أدهم تلك المرة الأولى التي يرى فيها هذا الجزء من جسدها، شعر أدهم بخجلها وتوترها ف حاول أن يتحدث معها أثناء تطهيره للجرح ولكنها كانت ف دنيا آخرى ف لقد كانت لمسته تشعرها بقشعريرة في سائر جسدها أنه ليس أي رجل أنه حبيبها وزوجها شعرت بدقات قلبها تتسارع ويداها ترتجفان حاولت أن تخفي ذلك لكنها فشلت لقد شعر بها أدهم وشعورها هذا حرك مشاعره التي طالما حاول تكذيبها وعدم الاعتراف بوجودها وحينما أنتهى من تطهير الجرح ولفه بالشاش حاولت هي الهرب فأخبرته أنها تود الذهاب إلى غرفتها لتنام وشجعها هوعلى ذلك وحينما أقترب منها ليساعدها على النهوض التقت عيناهما في نظرة طويلة وتسارعت دقات قلبيهما وتلاحقت أنفاسهما لم يشعر أي منهما بشيء سوى بأنفاس الآخر الملتهبة تلفح وجهه وفجأة سقطت كل الحواجز التي كان كلا منهما يضعها للآخر ف قبلها أدهم وهي استسلمت ولم تقاوم لحظه واحدة ف لقد كانت مشاعرها قد وصلت أوجها كانت قبلة طويلة كأن كلا منهما أراد أن يبث شوقه وحبه للآخر دون أن ينطق بحرف واحد ابتعد أدهم أولا بعدما أدرك ما جرى للتو لم يعلم ماذا عليه أن يقول فلم يستطع لسانه أن ينطلق سوى بكلمة آسف هزت مريم رأسها ثم أدخلها غرفتها سريعا وهرب هو الآخرإلى غرفته أما هي.

ف لقد جرحتها كلمة آسف كثيرا على ماذا يعتذر؟ هل على تقبيله لها؟ أم على تركه أياها؟ف بدلا من أن يخبرها بمدى حبه لها وشوقه إليها فقط يقول آسف وكأنه ارتكب جرم أو معصية وكأنها ليست زوجته ظل جسدها ينتفض حينما تذكرت قبلته تلك فلقد كانت بداخلها مشاعر حب مكبوتة له وقد خرجت في تلك اللحظة....

في هذه الليلة أخبرت مريم نفسها أن أدهم لا يريدها أن تصبح زوجته قولا وفعلا حتى وإن كان يحبها، إنها قد تيقنت بحبه لها لكنها تأكدت أيضا أنه سيتركها ويطلقها....

أما أدهم في غرفته انتابته أحاسيس عدة من تأنيب ل نفسه على تلك القبلة ومن تأنيب آخر على تركه إياها وهو يعلم انها تحتاجه وهو يحتاجها لكن هناك شيء ما بداخله يدفعه بعيدا عنها ثم يعود فيقول ما فعلته هو الصواب من أجلها هي ومن أجلي أنا لكن كان على ألا أقبلها وأنا متأكد من حبها لي وتذكر حينما ذهب لبيت والديها لإحضار ملابسها من هناك كانت هناك أجندة تخصها قد طلبت منه إحضارها وقد أخبرته أنها تخص والدتها وتحب أن تقرأ فيها لتتذكرها وحينما فتح الدرج ليأخذها وقعت منه على الأرض وبالصدفة البحته فتحت على أخر صفحة كانت تكتبها مكان موضع القلم الذي كان بداخل الاجندة وحينما وقعت عيناه على أسمه قرأ السطور الأخيرة التي كانت مكتوبة علم أن الأجندة تخص مريم نفسها وليست والدتها كما قالت ما قرأه كان اعتراف صريح منها أنها أحبته لكنها تخشى تقلباته لم يكمل قراءة مذاكراتها لأنه اعتبر ذلك اختراق لخصوصيتها وانتهاك لها كما أنه لايريد التعلق بها أكثر لا يريد أن يقرأ ما يجذبه إليها ويحببه فيها أكثر فأغلقها واحضرها لها دون أن يخبرها أنه قرأ اعترافها بحبه لكن ما فعله تلك الليلة سيعذبها أكثر ظل هكذا طيلة ليلته وأخيرا قرر تجاهل ما حدث وتمنى أن تتجاهل هي الآخرى تلك القبلة التي أفصحت عما يختلج في قلبه هو الآخر الشيء الذي حاول كثيرا في أخفائه....

خلدا كلا منهما للنوم بعد عناء طويل من التفكير الشاق حتى أعياهما التفكير ف ناما حتى الصباح....

وفي اليوم التالي تظاهر كلا منهما بأن شيئا لم يحدث حاول كلا منهما التظاهر بالهدوء وإن كان داخلهما يستعر ويغلي كالبركان تناولا طعام الإفطار سريعا وحاولا ألا تلتقي أعينهما وخاصة مريم والتي كانت ستفضحها عيناها بكل تأكيد ف تجاهلت النظر إليه، كان أدهم أكثر صلابة وتماسكا ولكنه شعر بمحاولتها المستمرة في تجاهل النظر إلى عينيه ف لم يرد أن يحرجها أكثر لم يكن فطورهما كعادتهما الأيام السابقة من ضحك وثرثرة بل كان صامتا إلا بالنذر القليل من الكلمات وذهبا لعملهما معا كما يفعلان كل يوم وهناك وجدت مريم أمرا أخر تنشغل به عما حدث ليلة أمس ف حينما دخلت غرفتها وجدت نور تجلس على مكتبها شاردة باكية الدموع تتساقط من مقلتيها وكأنها تسقط من عيني شخص آخر يبدو أنها تتألم كثيرا وأنها لم تنم ليلتها السابقة ويبدو أيضا أنها لم تشعر حتى بدخولها حتى اقتربت منها في هدوء خشية أن تفزعها قائلة:.

- نور حبيبتي مالك أيه اللي حصل؟
- مريم أنتي جيتي أمتا؟
- لسة جاية دلوقتي في أيه؟.

- لم تهتم نور بمسح دموعها من على وجنتيها وأردفت قائلة وسيل آخر من الدموع تتساقط متدافعة: تعبت تعبت أوي يا مريم، تعبت من كتر الضغط اللي عليا ضغط من جوزي وحماتي جوزي اللي ماشي ورا كلام مامته لمجرد أنها أمه يبقا صادقة وأنا كدابة مهما حصل لمجرد أنها أمه يبقا حقها تهني وتغلط فيا كل شوية هو لو كان بيحبني كان حافظ على كرامتي بس هو عمره ما حبني هو أصلا عمره ما حب حد هو أناني أناني أوي يا مريم تخيلي لو كنت عايزة اشتري هدوم بشتري من مرتبي لو حبيت أجيب هدوم للولد أوحتى نجيب أكل من بره بردو من مرتبي بالرغم أن مرتبه ماشاء الله كبير لكنه هو بيصرف على نفسه وبس لكن أنا والولد أقل القليل أو مش بتشتغلي اصرفي من مرتبك ف أول جوازنا كان مقعدني في البيت ولما كنت بحب أشتري حاجة كنت بطلبها من بابا تخيلي أن بابا كان بيديني مصروف شهري عشان لو احتجت حاجة متكسفش اطلبها منه ويبقا معايا فلوس بتاعتي هو عمره ما فكر أنه يسبلي فلوس ليا أصرف منها بالعكس كان بيحاسبني على كل مليم صرفته فكرت في الطلاق بعد كل اللي حكتهولك واللي بيحصل أكتر منه أضعاف مضاعفة لقيت نفسي بتحط تحت ضغط تاني بس المرادي من أهلي اللي مش عايزني أطلق عشان كلام الناس والبهدلة طب هو أنا دلوقتي مش متبهدلةهو كل اللي بيحصلي من جوزي ده مش بهدلة طب لما حماتي طول الوقت بتنتهك خصوصيتي بتدخل بيتي وتفتش وتلعب ف حاجتي ده بردو مش بهدلة لما أهلي يجوا يزوروني وتعمل معاهم مشكلة بدون سبب وتطردهم من بيتي مش بهدلة طب لما تتدخل ف أشد خصوصياتي وهي علاقتي ب جوزي ده أيه طيب كل اللي بيحصلي منهم تسميه أيه؟! ليه لازم الست هي اللي تدفع التمن تفضل تستحمل حاجات مفيش بشر يستحملها بس عشان ميتقلش عليها مطلقة عشان المجتمع ميحاكمهاش على أنها مطلقة كأنها وصمة عار مثلا يعني مش كفاية الظلم اللي أكيد اتعرضتله عشان تطلب الطلاق لأ كمان ظلم من المجتمع بدل ما يقف في صفها ويساندها ومهما كانت تعليمها أو حتى طبقتها الإجتماعية ليه كل ده والراجل عادي يطلق ويتجوز تاني ويتقال أكيد مراته هي اللي كانت غلطانة يخرج ويتفسح ويتبسط وكأنه هو المجني عليه مش الجاني ليه؟ بيلوموا المقتول على أنه لما جه يتقتل قال أه والقاتل يسقفوله ويشجعوه عشان يقتل تاني.

كانت تنشج وهي تتحدث لم تكف دموعها قط أثناء حديثها مع مريم ثم أردفت بعدما أخذت نفسها بقوة تستعيد أنفاسها وقواها التي خارت من كثرة البكاء أو من كثرة الوجع أيهما أصدق...
- عارفه يا مريم أنا متجوزة محمد بقالي 8 سنين لو عديت الأيام اللي عشتها في هدوء مش هيكملوا أسبوع تفتكري علاقة زي ديه أكمل فيها بس عشان الناس لأ طز بقا وألف طز اللي مضايق يروح يعيش مكاني خلاص كفاية كده بقا.

لم تعلم مريم بماذا عليها أن تجيب كانت تصمت في هدوء وإن كان داخلها يلعن هذا المجتمع بأفكاره فلقد كانت هي الآخرى ضحية لقد تزوجت من أدهم خشية من كلام الناس وكأنها عار لابد وأن يختبأ لم تكن نور تعلم تفاصيل طلاق مريم ولم تكن أيضا تعلم بقصة زواجها ف هي لم تعلم بزواج مريم من أدهم إلا من فترة وجيزة وكانت تظن أنهما تزوجا حديثا ولم تكن مريم تريد أن يعلم أحد بحقيقة زواجها من أدهم سوى سيف وديناوكفى ولكن ما إن انتهت نور من جملتها الأخيرة لم تتحدث مريم لكنها ضمتها لحضنها بشدة ف هي إمرأة وتعلم أن نور الآن ليست بحاجة لحديث بل أنها بحاجة لذاك الحضن فقط انها تحتاج الدعم المعنوي والنفسي أكثر ضمتها ولم تتركها حتى سكنت تماما ثم قالت:.

- نور حبيبتي محدش لازم يقررلك حاجة ومحدش هيعيش مكانك أنا مش هقولك اتطلقي أو لأ لأنك أدرى بحياتك مني لكن هقولك حاجة واحدة بس أنا معملتهاش أهم حاجة تبقي مبسوطة شوفي أيه اللي يبسطك وأعمليه وحاجة تانية أهم لو خدتي قرار الطلاق واتطلقتي اللي حواليكي هيفضلوا يطالبوكي بتنازلات كتير لمجرد أنك مطلقة أوعي تتنازلي أبدا فاهماني لأنك لو اتنازلتي مرة هتفضلي تعاني طول حياتك صدقيني والله.

- أومأت نور رأسها بالايجاب ثم قالت: عندك حق
مرت الساعات التالية مكتظة بالعمل وانشغل الاثنان بالحالات الطارئة وانشغلت مريم عما حدث بالأمس حتى وإن كان حديث نور آلمها هي الآخرى لأنها قد ذاقت من نفس الكأس من قبل...
انقضى اليوم وكانت مريم قد أنهكت للغاية جاءها أدهم وصارا معا حتى سيارته وعادا سويا لمنزلهما وخلت جلستهما في السيارة ايضا من الحديث إلا ب كلمات مقتضبة وسريعة.

أخبرها أدهم أن سيعد طعام الغداء ويتركها تستريح في غرفتها قليلا لأنه يبدو عليها الإرهاق الشديد وافقت على اقتراحه أولا لأنها فعلا بحاجة للراحة ثانيا لأنها لا تود البقاء أو الحديث معه طويلا.

انتهى أدهم من إعداد اطعام وطرق باب غرفتها وجاءت هي لتساعده في وضع الطعام على المائدة ثم تناولا طعامهما بعدما شكرته على مجهوده في صنع الغداء كما أثنت على مذاقه وأخبرته أنها من الغد ستتولى مهمة اعداد الطعام بمفردها وسيساعدها هو نهج ف مهما كانت تشعرتجاهه فلن تبوح له بشيء مما يختلج في قلبها.

مرت الأيام سريعة وكانت مريم مشغولة مع دينا في تحضيرات حفل زفافها هي وسيف وهذا كان أفضل لها هي وأدهم حتى ينسى كلا منهما ما حدث تلك الليلة والقبلة التي باعدت بينهما بدلا من أن تقربهما..
كانت دينا لا تكف عن سؤال مريم هل ما زال زواجكما صوريا؟ وكانت مريم في كل مرة ترد بنفس الأجابة وسيظل صوريا نحن أبناء عم فقط يا دينا لا تهتمي.

وسيف لا يكف هو الآخر عن الحديث مع أدهم في نفس الموضوع وكان رد أدهم مماثل لرد مريم ولكن سيف ودينا لم يكفوا عن ذلك ألبتة وأخيرا جاء يوم حفل زفاف هذا الثنائي المرح.

كانت مريم قد أختارت فستان من اللون الذهبي ذو الأكمام مصنوع من طبقتين السفلية من الستان الذهبي وفوقها تغلفها طبقة من الشيفون تبدأ أسفل منطقة الصدر التي يوجد عل جانبيها رسمة رقيقة من الجبير كان الفستان رائعا حقا كانت تشبه الأميرات تماما لكنها محجبة ولكن حجابها هذا أضفى عليها براءة وجمال أكثر رفضت مريم وضع أي من مساحيق التجميل حتي مع إصرار دينا عليها ل وضع لمسات خفيفة منها، كانت مريم مع دينا طيلة يومها ولم يرها أدهم منذ الصباح الباكر وكانت لم تريه الفستان التي أشترته لأجل حفل الزفاف وأخبرته أنه سيراه وهي ترتديه كانت تفضل أن تجعله مفاجأة له وكان هذا اقتراح من دينا التي أخذت منها الفستان وجعلته مع فستان زفافها حتى لا يراه أدهم ويتفاجيء بها يوم فرحها هي وسيف كانت تعلم أن مريم ستكن رائعة في ذلك اليوم في ذاك الفستان وبالفعل حدث ذلك بل أن دينا حينما رأت مريم أطلقت صفيرا ثم قالت:.

- ده أدهم هيتلوح هتجننيه النهارده يا مريومة برنسيس يا أخواتي والله أحلى مما توقعت بجد شكلك حلو أوي
- أنتي أحلى يا عروسة ومتكسفنيش بقا وبعدين أنسي بقا موضوع أدهم ده وركزي مع عريسك أحسن
- الواد سيف مش متخيلة يا مريومة أننا أخيرا هنتجوز بحبه بحبه أوي
- ربنا يسعدك يارب يا دندون أنتي وسيف تستاهلوا بعض والله.

- زمت دينا شفتيها ورفعت حاجبها وقالت بمرح: قصدك أيه يا مريم بتستاهلوا بعض؟ ها اعترفي؟قصدك مجانين زي بعض
- ههههههه هو من ناحية مجانين ف أنتو رايحة منكوا أصلا لكن بجد أنتو أطيب وأجمل اتنين قابلتهم ف حياتي
- حضنتها دينا بشدة قائلة: حبيبتي يا مريومة أنتي بس اللي عيونك حلوين
وفي تلك اللحظات طرق سيف باب الغرفة بحركات أشبه بالتطبيل لكن دينا صرخت فيه قائلة: أوعى تدخل يا سف متستعبطش.

- بقا في عروسة بذمتك يا أدهم تقول ل عريسها متستعبطش عجبك كده يا صاحبي
- قالت له دينا قبل أن ينطق أدهم: هو دكتور أدهم معاك؟
- أه يا حبيبتي معايا مهو اللي جايبني هنا بيسأل على مريم معاكي؟
- اختبئت مريم خلف دينا التي ضحكت عليها بشدة ثم قالت: بقولك أيه يا سيف خد أدهم وأمشي وخمسة كده واحنا هنخلص ونخرج
- يعني مريم معاكي قالها أدهم
- أيوه يا دكتور معايا والله أمال خطفتها.

- أعوذ بالله منك ومن جوزك خلصوا بقا عشان عايزين يكتبوا الكتاب ولا نكتب من غيرك؟
- لأ من غيري أيه ثواني وهخرجلكوا.

أطمأنت الفتاتان أنهما فى أحسن حال وكل شيء رائعا وخرجت دينا وخلفها مريم وبينما كان الجمع منشغل برؤية العروس كانت عيني أدهم لا ترى إلا مريم التي ما إن تخطت دينا للأمام حتى ظهرت هي خلفها كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها أدهم زوجته ب هذا الجمال البريء الذي يأسر كل من يراه خطفته بطلتها تلك حتى أن عقد القران قد تم ولم يتبقى سوى أمضاء أدهم على أنه الشاهد الأول وكان سيف يناديه وهو لا يشعر ولا يرى سواها حتى جذبه سيف من يده قائلا: أمضي الأول وبعدين بحلق يا عم النحنوح.

- لكزه أدهم قائلا: لم نفسك يا عريس ثم مضى أدهم
بعدها قام المأذون بالاشهار حتى انتهى بالدعاء للزوج والزوجة
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
دعا كل من في القاعة لهما
وبدأ الحفل بالرقصة السلو كانت الرقصة الأولى للعريس والعروسة فقط لكن الرقصة التالية كانت لأي كابلز يود الرقص وكانت أغنية ماجدة الرومي ومجد القاسم غمض عنيك.

كان أدهم مترددا هل يدعو مريم للرقص معه أم لا كان يود أن يجد حجة مناسبة ليرقص معها دون أن يعني هذا أنه يحبها لقد أراد أن يرقص معها ليشعر بقربها أكثر لقد أراد تلك الرقصة وتلك الضمة أن يشعر بأنفاسها وأن يرى خجلها ووجنتاها التي تتورد حياءا يريدها بين ذراعيه الآن وأثناء تفكيره كان سيف يغمز إليه لكنه كان مازال شاردا في تلك الحجة...
هل سيجد أدهم الحجة المناسبة ليراقصها؟ أم أنه سيتخلى عن تلك الأمنية؟.

وهناك عينان آخرى تراقبهما وتضمر لهما الكثير من الشر ف هل تستطيع الايقاع بينهما مجددا أم ماذا؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة