قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل التاسع والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي  الفصل التاسع والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل التاسع والعشرون

- أدهم بقلق: في أيه يا حازم قلقتني؟
- جاسر هرب من السجن ومريم وليلة وأحنا كمان معرضين للخطر بس طبعا البنات هما الأهم أنا...
- قاطعه أدهم قائلا: جاسر مين اللي هرب؟ وهرب أزاي؟ وخطر أيه؟
- حازم موضحا: جاسر السيوفي يا ادهم اللي كان هيخطف البنات
- أدهم بعصبية: وهو يعني أنا بسألك عشان تعرفني عليه أناا قصدي هرب أزاي وأمتا؟ وأنتو معرفتوش تقبضوا عليه؟.

- هرب من يومين من وقت ما سافرتوا ومقولتلكش عشان مرضيتش أقلقك ولسه جاري البحث عنه بس أنتا عارف بردو أنه مش هيتقبض عليه بسهولة المهم البنات يبقوا ف حمايتنا وتحت عنينا علطول عشان كده أنا أصريت إني أكتب كتابي أنا وليلة الأسبوع الجاي وقولتلهم الفرح والحاجات ديه خليها ف الدخلة وفهمت أبوها أن في خطر عليها عشان كده وافق على كتب الكتاب بالسرعة ديه وقولتله كمان ميقولهاش عشان تعيش حياتها طبيعي من غير متقلق وهتفضل بردو تحت عنيا حتى لو مش معاها و أنتا ومريم ف أمان طالما أنتو بعيد عنه وكمان أنتا مش هتسبها لوحدها خالص حتى لو في الشغل ويفضل أنتا كمان متقولهاش عشان متقلقش فاهمني.

- أدهم بخوف: ربنا يستر أنا مش مصدق بجد اللي بسمعه مش عارف أزاي واحد زي ده قدر يهرب وهنفضل كده في القلق ده كتيير؟
- متخافش والله هجيبه هي مسألة وقت أهم حاجة أنتا متسيبش مريم دلوقتي خالص لحد ما نقبض عليه أجل مسأله طلاقكوا ديه
- ماشي أكيد مش هسيبها يعني، وخد بالك من ليلة أنتا كمان
- بإذن الله يلا أشوفك على خير يا أدهوم
- بإذن الله أول ما ارجع من الصعيد هكلمك ونتقابل ولو في جديد كلمني.

- أكيد طبعا يلا سلاام
- سلام.

أغلق حازم الخط وأنتهت المكالمة بينه وبين أدهم الذي شعر بالقلق الشديد يعصف بكيانه لم يكن قلقا على نفسه بل كان كل ما يشغل باله هي زوجته وحبيبته هبط إلى أسفل وجلس مع أخوته لكنه كان شارد الذهن أما مريم فقد كانت مع بقية النسوة في القاعة الآخرى وحينما صعدا غرفتهما بدلت ملابسها وقرأت وردها اليومي ونامت أما هو فقد جفا النوم عيناه كان ينظر في وجهها بين كل لحظة وآخرى حتى يطمئن أنها مازالت بجواره وأنه لم يصبها مكروه....

مرت الأيام التالية بهدووء شديد مريم مندمجة مع بقية نسوة الدار والعروس وأدهم منشغل بالتفكير في هروب جاسر وكيف سيقنع ابنه عمه بعدم طلاقهما الآن دون أن يخبرها عن السبب حتى لا يثير قلقها....

في ليلة الحنة كان الطقس شديد البرودة وحينما صعد غرفته ليبدل ملابسه وجدها أمامه وحينما رآها لم يتمالك نفسه من الضحك على هيئتها ف لقد كانت ترتدي جاكته وكان كبير عليها جدا يصل قبل ركبتها بقليل وأكمامه طويلة عليها وترتدي في قدميها جوربه الصوفي كانت هيئتها مثيرة للضحك حقا وحينما لم تتوقف ضحكاته الساخرة نظرت له مريم بغيظ وهي تحاول كتم ضحكاتها هي الآخرى قائلة:
- أيه اللي بيضحك كده يعني شوفت أراجوز؟!.

- أدهم وهو يضحك بشدة: أكتر هههههه همووت والله مش قادر منظرك يفطس من الضحك أيه اللي أنتي لابساه ده؟ وعامله ف نفسك كده ليه؟وبتسأليني أيه اللي بيضحك أنتي مبصتيش على نفسك ف المراية؟ يعني أنتي بذمتك مش عايزة تضحكي ده أنتي ماسكة نفسك بالعافية
- الله بردانة جدا ولقيت الجاكيت بتاعك حلو وبيدفي ف لبسته هعمل أيه يعني أنتا اللي كبير.

- أدهم وهو يضحك: أنتي اللي صغيرة يا حبيبتي مش أنا اللي كبير طب وبالنسبة ل شرابي أيه طمعتي ف كل حاجاتي
- بردانة يا أدهم وبعدين شرابك صوف وتقيل ولقيته بيدفي هو كمان ف لبسته
- أدهم محاولا تمالك نفسه من موجة الضحك التي انتابته: مريم بجد مش قادر منظرك فظييييع وانطلق بضحكاته مجددا.

- مريم بضيق طفولي: أوووف أدهم بقاااا وبلهجة تحذيرية أردفت قائلة: ماشي براحتك أتريق أتريق وياريتني بعد كل اللي لبسته ده أتدفيت لسه ايدي ورجلي متلجين معرفش أنا أعمل أيه ف نفسي طول الشتاء أيدي ورجلي زي الميتين.

أشفق عليها فاقترب منها وأجلسها على الفراش وخلع عنها جوربه وأخذ يمسد قدميها لكنها فاجأته أنها تغار ف ظلت تتملص ل تخلص قدميها من بين يديه وهي تضحك حينما علم نقطة ضعفها ظل يدغدغها وهي تضحك بشدة واخيرا هربت منه فقالت له وهو يحاول اللحاق بها:
- أدهم خلاص بقا بغير والله
- أدهم ببراءة مصطنعة: وهو أنا عملت أيه بس؟! طب بصي خلاص والله مش هزغزك تعالي بس
- مريم غير مصدقة: بجد ولا بتضحك عليا؟.

- أدهم مبتسما ابتسامة قد سلبتها لبها: أنا حلفت يا مريم أكيد مش هحلف كدب تعالي هدفيكي بس والله.

تحركت نحوه وكأنها منومة تنويما مغناطسيا أثر ابتسامتة الرائعة أخترق عيناها بنظرته الحانية ثم أخذ يديها بين كفيه وظل يفركهما بلطف حتي يبث فيهما الدفء كانت هي تنظر إليه في سعادة وحينما تقابلت عيناهما شعر كلا منهما بالدفء يغمره فارتبك بشدة من أثر لقاء أعينهما وحتى يتخلص من هذا الشعور بالارتباك ترك يدها ضاحكا:
- كفاية عليكي كده أنتي سقعتيني جيت أدفيكي بردتيني.

- ضحكت هي الآخرى وقالت هو أنا كده بردتك أنا هوريك البرد بجد بقا
وضعت يديها خلف رقبته حاول هو التملص منها وجرى من أمامها قائلا
- حرام عليكي يا مفترية أيدك تلج تقومي تحطيها ف قفايا منك لله يا شيخه ده كأنك حطتيلي تلجة أعوذ بالله روحي شوفيلك جوانتي البسيه ف أيدك
- مريم ضاحكة: والله ما بيفرق يا ابني بردو بتفضل أيدي سقعة وأنا لابساه مفيش فايدة على رأي عمك سعد زغلول.

- أدهم ضاحكا: خليتي سعد زغلول باشا عمي كمان ياخوفي يطلع أحمد عرابي جدي
- مريم بجدية مصطنعه: احنا هنهزر عرابي مين ده اللي جدك ثم استطردت وهي مازلت تضحك عرابي ده يبقا جوز خالتك
- فين خالتي كانت سمعتك وظبطتك
- مريم بجرأة مصطنعة: ولا بخاف لأ ده أحنا جامدين أوي
- والله أنتي بق لو حد زعقلك بس بتروحي تتكومي ف أي ركن وتقعدي تعيطي
- بتتريق عليا يا أدهم مااشي وبعدين ده كان زمان لكن دلوقتي....

- أكمل أدهم ضاحكا: لكن دلوقتي أهبل من الأول
- قذفته مريم بالوساده في وجهه: مش أنا هبلة يبقا تستاهل ديه بقا، بس بقا سيبني عشان ألحق أغير وأنزل أشوف الستات اللي تحت عندي نمرة الليلة الحنة والسهرة هتبقا صباحي
- أدهم وقد رفع حاجبيه بدهشة: نمرة؟ هو أنتي يابنتي عندك ميول تشتغلي رقاصة؟ وبعدين مش قولنا بلاش موضوع الرقص ده؟
- مريم بعناد: ملكش دعوة أحنا ستات ف بعضينا بتدخل ليه؟.

- أدهم غامزا: طب وهو جوزك ملوش نصيب يتفرج على النمرة ديه
- مريم وكأنها فجأة تذكرت حديثه السابق فقالت بغيظ: لأ ملهوش ومتقولش جوزك بس كلها كام يوم وتنسى الكلمة ديه وأبقا أتجوز بقا اللي ترقصلك وتعملك أحلى نمرة وأهم حاجة متنساش تكون متجوزتش قبل كده عشان تقدر تتعامل معاها عادي.

قالت جملتها الأخيرة ولم تنتظر رده بل أنصرفت من أمامه مسرعة ودخلت الحمام بدلت ملابسها وارتدت عباية مزركشة قد أعطتها لها زوجة عمها عفاف لترتديها يوم الحنة وحينما خرجت من الحمام وجدت أدهم قد أرتدى جلباب صعيدي وفوق رأسه طاقية ولف عليها عمامة بيضاء ف بدا وسيما بحق وما إن رأته حتى نظرت له في أعجاب قائلة:
- شكلك حلو في اللبس الصعيدي شكلك صعيدي بجد
- أدهم ضاحكا: أمال أنا أيه ما أنا صعيدي.

- مريم بسخرية: قال صعيدي قال ده أنا أول مرة اشوفك لابس جلابية
- حوش يعني البت اللي اللبس الصعيدي مالي دولابها ما أنتي زيي لا تعايرني ولا أعايرك الصعيدي طايلني وطايلك
- أنتا هتألف أمثال كمان
- أدهم بفخر: عيب عليكي أدهم بيعرف يعمل كل حاجة لأ وتعالي اتفرجي عليا وانا بأرقص بالعصاية عل المزمار وكمان هيكون في تحطيب وهرقص بالفرس كمان
- مريم بانبهار: بتهزر! بتعرف أصلا؟.

- طبعا أهو دول الحاجات اللي منستهومش وبحبهم التحطيب والرقص بالعصاية والفرس أبقي تعالي أتفرجي بس متخرجيش بصي كده من بعيد ل بعيد
- مريم بفرحة: ماااشي يلا أنا هنزل بقا
- على فكرة أنتي كمان شكلك حلو جدا ف اللبس ده
- مريم وقد نظرت له باسمة: شكرا يلا بقا عشان متأخرش
- مااشي مستعجلة أوي يا أختي أنزلي
- سلاام.

هبطت حيث القاعة الموجود بها النساء في الدار وكانت الليلة رائعه حقا رقصت فيها مريم مع الفتيات الموجودات في مرح وسعادة وسمعت أيضا أغاني فلكورية شعبية صعيدية لم تسمعها من قبل وكانت تضحك كلما سمعت أغنية جديدة وحينما بدأ التحطيب خرجت وشاهدت أدهم دون أن يراها الرجال وكان مميزا في التحطيب وايضا في الرقص بالعصا أما حينما ركب الفرس ورقص به خطف قلبها أكثر نظرت له وقد هامت فيه حبا وقالت في نفسها: أنه وسيم جدا بهيئته تلك ثم تنهدت تنهيدة طويلة وعادت أدارجها إلى قاعة النساء مرة آخرى.

وفي اليوم التالي جاءت ليلة العرس وكانت في إحدى قاعات الأفراح الموجودة هناك كان الجميع سعداء خاصة مريم التي أحبت العروس بشدة ويبدو أنها لا تشبهها شكلا فقط لكنها كانت قريبة منها في الطباع....

كانت ترتدي فستان رقيق لا يتسم بالتكلف وفوقه حجابها وقد لفته بطريقة عاديه وقد حرصت أيضا أن تظهر بلا أية زينه عل طبيعتها كما هي ومع ذلك بدت أجمل بكثير كانت عينا أدهم تتابعها أينما ذهبت وحينما أنشغل بالحديث مع أخيه علي وجد عمر ابن خالتها يقترب منها ويتحدث معها حاول أن يترك أخاه ويتوجه إليها لكن أمه قد جاءت هي الآخرى وظلت تتحدث معه ولم يستطع التملص منهما وبعدما فرغا من حديثهما توجه حيث زوجته التي تركها عمر للتو نظر لها أدهم غاضبا وقد امسكها من معصمها قائلا:.

- ممكن اعرف الزفت أبن خالتك ده كان واقف معاكي وبيكلمك في أيه؟ وبعدين مش قولتلك متقفيش تتكلمي معاه تاني ولا هو كلامي مبيتسمعش
- مريم بتأوه وقد آلمها ذراعها من أثر قبضة يده: أه أدهم سيب أيدي وبعدين واحد جاي بيكلمني أمشي وأسيبه وكان بيكلمني بكل أحترام وف وسط الناس يعني مش بيتكلم معايا ف مكان لوحدنا.

- أدهم بعصبية وهو مازال قابضا على معصمها: لأ والله! كنتي خديه يا حبيبتي واتكلمي معاه ف مكان لوحدكوا وبعدين بيكلمك ليه أصلا؟
- مريم بمشاكسة: ابن خالتي ويكلمني زي ما هو عايز
قالت جملتها الأخيرة لتثير غضبه أكثر وقبل أن ينطق هو وجد من يهتف باسمها ويرمقه بغضب:
- مريم! في أيه اللي بيحصل هنا وأنتا ماسك ايديها كده ليه؟.

نظر أدهم بغيظ شديد لهذا الواقف خلفها والذي لم يكن سوى ابن خالتها عمر شريف ف أجابة ببرود ولكن بداخله يثور غيظا وغيرة من هذا العمر لكنه قال:
- ميخصكش
- عمر بغضب حقيقي من أدهم وهو يراه يتعامل بهذا العنف مع ابنه خالتة الرقيقة التي رآها للتو تتأوه من ضغطة أدهم على ذراعها والتي اشتدت أثر غضبه منه: يعني أيه ميخصنيش أنتا فاكر أن ملهاش ضهر.

قبل أن يجيبه أدهم وجد هذا العمر هو من يقف أمامه حائلا بينه وبين زوجته وقد أخذها ل تختبأ خلف ظهره لتحتمي به منه..
لحظة؟ لحظة أدرك فيها أدهم ما حدث، لم يفعلها عمر بل فعلتها مريم هي من استغلت انشغاله واندفاعه في الرد على عمر ف خلصت معصمها من قبضته واختبأت سريعا خلف ظهر هذا الوسيم ابن خالتها...

وهذا جن جنون أدهم ليصرخ بها أتحتمي ب هذا الواقف أمامه منه؟!، أتخشاه هو هو من قالت أنه أمانها وسندها وحمايتها لتحتمي بآخر سوااه ف هتف باسمها صارخا:
- مرييييم! متجننيش عليكي تعالي قدامي حالا
لكنها أماءت رأسها بالرفض وهي على وشك البكاء ف التف نحوها عمر وتحدث معها بهدووء ليحتوي الموقف قائلا:.

- مريم بعد أذنك روحي عند الحاجة عفاف أنا عايز اتكلم مع الدكتور كلمتين اتفضلي أنتي وفي تلك المرة أماءت رأسها بالموافقة ثم قالت برقة:
- حاااضر
وهذا ما أغاظ أدهم بشدة فقال بغيرة شديدة لم يستطع التحكم بها:
- نعم يا أختييي حاااضر يعني بتقوليلوا هوه حاضر ده على أساس من فينا اللي جوزك
تجاهل عمر حديث أدهم الغاضب ونظر مرة آخرى لمريم قائلا:
- اتفضلي يا مريم.

تركتهما وانصرفت أما هو ف ظل يحدث نفسه بغيظ قائلا:
- ماشي يا مريم بقا بتقوليله حاضر وراحة تستخبي مني وراه وماشي يا سي عمر الشريف أنتا عاملي فيها مهند وعمال تنطنطلي زي الفرقع لوز حوالين مراتي وعاملي فيها حامي الحما والله لأوريك، قطع عمر هذا الصمت الذي غلفهما حينما انصرفت مريم من أمامهما قائلا
- ها يا دكتور ممكن نتكلم بالعقل كده كلمتين مش هاخد من وقتك كتير
فقال أدهم محدثا نفسه:.

أنتا اللي جتلي برجليك
- أدهم وهو يحك ذقنه متبرما محاولا أن يتظاهر بالهدوء الذي هو ابعد ما يكون عنه في تلك اللحظة: خير يا بشمهندس؟
- عمر: خير إن شاء الله بص من غير لف ولا دوران أنا هسألك سؤال وعايز أجابة صريحة ومباشرة عليه
- أدهم وقد عقد حاجبيه بدهشة قائلا: سؤال؟ سؤال أيه؟
- أنتا ومريم في أمل أنكوا متطلقوش والأمور تتصلح بينكوا وتكملوا مع بعض؟.

- أدهم وقد عقدت الدهشة لسانه صمت لحظات ثم أجاب بعصبية: وأنتا عرفت منين أننا هنتطلق؟
- مريم قالتلي وأنا قولت أشوف إذا كان في أمل للصلح ولا لأ؟
- أدهم بحدة: وده يفرق معاك ف أيه؟
- أزاي؟ أكيد طبعا يفرق معايا مريم بنت خالتي وأمرها يهمني
- أيوه بقا أمرها يهمك أزاي يعني؟ أيه لو أنا هطلقها هتتجوزها مثلا؟.

- عمر بجرأة مقصودة خاصة بعدما رأى عنفه مع مريم مما دفعه ليثير حنقه وغضبه وغيرته أكثر: وليه لأ؟ هي بنت خالتي وأنا أولى بيها وعلى فكرة لو كنت موجود مكنتش هتحتاج أنها تتجوزك أنا كنت كفيل إني أحميها من كلام أي حد حتى من غير جواز أو أخليها تسافر معايا دبي وأشوفلها شغل هناك ولو وافقت أنها تتجوزني كنت هبقا أسعد راجل ف الدنيا
- أدهم بعصبية: أنتا مجنون؟!جاي تقولي أنك عايز تتجوز مراتي؟!.

- عمر موضحا: أنا مقولتش كده وبعدين أنا جاي أصلح الامور بينكوا لو كان في أمل ل ده وبعدين أنتا اتجوزتها أصلا عشان كلام الناس بعد كلام الحيوان طليقها عنها مش عشان بتحبها وعايزها وعشان تنفذ كلام أبوك لأنها بنت عمك ومحدش يتكلم عليها واللي فهمته من كلام مريم انكم مختلفين وعشان كده هتتطلقوا ومعتقدش أنك حبيتها لو كنت حبيتها كنت خليتها تحبك وكانت هتبقى سعيدة أكتر من كده.

- أدهم بنفاذ صبر: وهي بقا اللي قالتلك كمان إني مش بحبها وهي مش بتحبني وكمان مش مبسوطة معايا؟!
- لأ بصراحة هي مقالتش كده بس أنا بفهمها كويس وعارف ومتأكد أنها مش سعيدة معاك وبعدين المرة اللي فاتت لما أتقابلنا كنت بتتكلم معاها بطريقة جافة وسخيفة وبتتجاهل كلامها أصلا ده طبعا بإستثناء اللي حصل من شوية والعنف اللي اتعاملت بيه معااها، شكلك مش عارف قيمة الست اللي متجوزها ف خلاص بقا سيبها للي يقدرها.

- أدهم بغضب: اللي هو مين أنتا مش كده؟
- طبعا أنا
- أدهم محاولا أغاظته: وهو مين قالك أصلا أنها هترضى بيك حتى لو اتطلقنا متهيألي أنها رفضتك زمان وأكيد رأيها زي ما هوه
- عمر بابتسامة ليثير حنقه أكثر: متهيألي أنك غلطان أنا متأكد أن رأيها أتغير وأنها هتوافق تتجوزني دلوقتي
- أدهم بدهشة: وأيه خلاك بقا متأكد من كده أنتا قولتلها؟.

- لأ طبعا أنا عمري متكلم مع واحدة متجوزة ف حاجة زي كده اللي مرضهوش لنفسي مرضهوش لغيري بس في حاجات الواحد بيحسها مش محتاج أسأل عليها أو اتكلم فيها وأنا حسيت أن مريم ممكن توافق تتجوزني لو اتقدمتلها بعد ما تنفصلوا وصدقني أنا مش بسعى ل ده بس هي قالتلي أن مفيش أمل أنها تكمل معاك.

- أدهم بحنق: أسمع بقا يا اسمك أيه أنتا مريم مراتي وملكش دعوة بيها خااالص وأوعى تفكر حتى تنطق أسمها بلسانك مرة تانيه وملكش دعوة بقا نتطلق ولا نتجوز أعاملها حلو ولا وحش أحنا حرين ف بعض ومتدخلش تاني ف حاجة متخصكش
- بس هي مش عايزاك هو بالعافية.

- أدهم وقد أوشك على افتراس عمر: وأنتا مالك هي كانت قالتلك طلقني منه هي حتى لو مش مراتي ف هي بنت عمي يعني ف كل الأحوال أنا أقربلها منك وعل فكرة حتى لو طلقتها أنتا مش هتتجوزها فاااهم ولا حتى هتطول ضافرها وقسما بالله لو ما بعدت عن طريقي دلوقتي أنا مش عارف ممكن أتهور وأعمل فيك أيه أنا ماسك نفسي عنك بالعافية عشان خاطرها بس وأنك ابن خالتها لكن ثانية كمان وهخليك تزعل على نفسك ومش هيبقا فيك حتة سليمة وبلهجة تحذيرية أردف بجد أحمد ربنا إني لحد الآن بعقلي معاك والله لو كان حد تاني قال اللي أنتا قولته كان زمانه متكوم في الأرض مكانه ف ثانية واحدة كمان قدامي هنسى أي صلة تربطك ب مراتي وساعتها بقا متلومنيش.

شعر عمر بجدية حديثه وأنه قد وصل لأوج غضبه فقرر الانصراف من أمامه فلقدأدى دوره على أكمل وجه فأستأذن منه وتركه أما أدهم ف ظل يبحث عن مريم والتي كانت قد سبقته مع والدته ومجموعة من الفتيات وما أن وصلا للبيت نادى عليها بعصبية شديده قائلا:
- مريم لو سمحتي عايزك فوق
- حاضر ثواني هشوف ماما عايزة أيه وأجيلك
- أدهم بنرفزة: لأ استأذني منها حالا وتعالي.

- عفاف بصوت منخفض: روحي يا بتي شوفي جوزك شكل عمر جام بالواجب ديري بالك على حالك وخليكي جوية خلاص بينك وبين سره اللي داسه عنيكي دنشة أوعاكي تضعفي ولا تتراجعي
- مريم بخوف: ربنا يستر أدعيلي يا ماما أنا خايفة أوى
وفي تلك الأثناء صدح صوت أدهم من فوق يصرخ:
- مررريم
- حاضر يا أدهم طالعة اهوه.

صعدت حيث غرفتهما وهي تدعو الله أن تمر تلك الليلة بسلام وما أن دخلت الغرفة حتى جذبها من معصمها بقوة واغلق الباب خلفها وأجلسها على السرير بعنف ونظر لها والشرر يتطاير من عينيه قائلا:
- بقا رايحة تستخبي مني وراه ليه إن شاء الله هو أنا مجنون ولا أيه؟
- مريم شارحة: لأ يا أدهم مش مجنون بس عصبي أوي وانتا بجد كنت متعصب جداا وكنت واجعني أووي وبصراحه خفت منك.

-ادهم بغضب: خوفتي مني؟من أمتا أنا أذيتك؟ أه ممكن أكون اتعصبت وشديت ايدك جامد بس الأكيد واللي أنتي واثقه منه إني لا يمكن أعمل أكتر من كده
-مريم بمهادنة: خلاص يا أدهم أنا آسفة مقصدتش أنك تفهم كده بس عصبيتك بتخوفني وده مش بايدي واديني اعتذرتلك بالرغم أنك غلطت لما شدتني بالمنظر ده وأنا مش عايزه منك اعتذار ممكن أمشي بقا
-أدهم وقد تملك الغضب منه: تمشي فين يا دكتورة لسه نيجي بقا للأهم ثم اردف قائلا.

أحكيلي بقا يا هانم أيه اللي قولتيه للبيه ابن خالتك عشان يتجرأ ويجي يقولي أنه عايز يتجوزك لما نتطلق؟
- مريم بدهشة: عايز يتجوزني أنا!هو قالك كده؟
- أدهم بعصبية شديدة: أيوه يا هانم، ممكن أعرف بقا أيه اللي خلاكي تقوليله على موضوع طلاقنا ده؟ وياترى بقا قولتيله كمان على طبيعة علاقتنا؟ وأيه اللي عملتيه حسسه أنك عايزاه وأنك مش هترفضيه المرادي؟.

- طيب ممكن تهدى عشان نعرف نتكلم أولا أنا قولتله على موضوع طلاقنا عادي يعني لأنه سألني عنك وعن حياتنا وليه مخلفناش وكده ومعرفتش أكدب عليه قولتله أن حياتنا مش مستقرة مع بعض وأن شخصياتنا مختلفه جدا وهنتطلق عشان مش مرتاحين مع بعض بس ومقولتلوش أي حاجة عن طبيعة علاقتنا ولا عملت أي حاجة ممكن تحسسه إني عايزة أتجوزه.

- أدهم بنرفزة: مين ده أصلا عشان تكلميه عن موضوع يخصنا وكمان موضوع محدش يعرفه غيرنا مش ممكن كان أتكلم قدام ماما ولا بابا
- أكيد لأ عمر مش أهبل وأنا فهمته أن محدش يعرف حاجه غيره وده باعتباره ابن خالتي وكمان هو جدع وأنا هحتاجله الفترة اللي جايه عشان يظبطلي حوار السفر معاه ل دبي
- أدهم بغضب: نعم يا أختييي! تسافري معاه بصفته أيه؟وبعدين السفر بقا حلو دلوقتي ما أنتي قولتي مش عايزة أسافر.

- أهدا شوية يا أدهم وبعدين الكلام كان على أمريكا لكن دبي ف بلد عربي وناس شبهنا وعادتهم شبه عادتنا ولغتنا والدين واحد وبعدين أنا قولتلك مش هسافر معاك أنتا بالذات
- أدهم بنرفزة: أه طبعا أنا بالذات لأ لكن عمر الشريف بتاعك ده أه وماله مهو حبيب القلب القديم.

- أدهم لو سمحت ملوش لازمة الكلام ده وبعدين قولتلك إني عمري ما حبيته وأنه زي أخويا بس طالما بقا أنتا قولت كده يبقا عندك حق وليه لأ أنا كل مرة كنت بتجوز رجالة غلط خلاص المرادي أتجوز بقا راجل بيحبني وعايزني من زمان ويتمنالي الرضا مش راجل واحد هزه بكلمتين على الأقل عمر هيتجوزني وهو راضي بكل ظروفي ومش بس كده ده كمان هيكون فرحان بيا مش هيشك فيا ويطلع عيني ويبهدلني وأخرتها خايف يقربلي عشان صورة راجل تاني كان جوزي بتبعده عني ولا تكون فاكر إني هترهبن جنبك يا أدهم؟!.

- أدهم بعصبية وغضب: مش هيحصل يا مريم والله مهتتجوزي ولا زفت عمر ولا غيره عايزة تتجوزي يا مريم عايزة تكوني ل راجل تاني غيري أزاي قلبك طاوعك تنسي حبك ليا ولا حلاوته نستك الراجل اللي قولتي أنك عمرك ما حبتي غيره
- مريم بحزن: لأ مش حلاوته اللي نستني حبك وأنتا الصادق اللي نساني بعدك عني وخوفك من قربي اللي نساني وخلاني دوست على قلبي اللي قولته وعملته.

كان يستمع لها وقد فاض به الكيل لم يعد يحتمل أكثر من هذا لابد أن يفصح لها عن السر الذي أضناه كثيرا السر الذي طالما أرق نومه السر الحقيقي الذي بعده عنها وليس هذا الهراء الذي أخبرها به من قبل نظر لها طويلا ثم قال: مريم أنا كدبت عليكي أنا مبعدتش عنك عشان الكلام الأهبل اللي قولته أنا فعلا بتوجع كل أما افتكر أنك كنتي لغيري بس حبي ليكي أكبر من أي حاجة تانيه إلا السر اللي جوايا هو اللي أكبر من حبي ده السر اللي وجعني قبل ما يوجعك مكنتش عارف أقوله أزاي خايف من خسارتك وخايف بردو من وجودك معايا خايف عشانك مش عايزك تتعذبي مش عايز أكون أناني أنا حبيتك لدرجة تخليني أضحي بيكي عشان أسعدك بس بجد مش قادر لما تخيلت دلوقتي للحظة أنك ممكن تكوني لغيري الموت عندي أهون من حتى مجرد التخيل ده كنت بقول طلقها وسيبها للي تستاهله ويستاهلها اللي يقدر....

وفي تلك اللحظة رن هاتفه وحينما نظر وجد مكالمة من حازم صديقه ف أجابه سريعا ظنا منه أن هناك أخبار جديدة عن جاسر لكنه وجد مفاجأة آخرى بانتظاره:
- حازم: أدهوم حبيبي أزيك؟
- زوما الحمد لله بخير أيه في جديد ف موضوعنا طمني؟
- لأ مفيش جديد ف الموضوع ده بس في جديد ف موضوع تاني
- أدهم متعجبا: موضوع أيه؟
- مروان اللي قولتلي أسألك عنه
- بجد!عرفتلي عنوانه؟
- أه بس مش ده الجديد
- أمال أيه الجديد؟.

- مروان عندي هنا ف القسم
- أدهم بدهشة: عندك ليه؟
- أخوه مات ف حادثة وهو راح لأمه عشان يتخانق معاهاا عشان أهملت ف أخوه ومهتمتش بيه واتهمها أنها السبب في موته وشدوا مع بعض ف زقها وقعت اتخبطت ف حصلها نزيف وماتت وجه سلم نفسه عندي في القسم أنا عرفته من أسمه
- أدهم بصدمة: معقول كل ده حصل أمتا؟
- النهارده بس الغريب بقا أنه طلب يشوفك أنتا ومريم
- أدهم بدهشة: يشوفنا ليه هو عرف أنك صاحبنا؟.

- لأ بس هو أداني اسمكم وعنوانكم وطلب أنه يشوفكم ضروري جداا
- أدهم بتردد: معتقدش أني حابب أعمل كده وحتى لو أنا جيت مريم معتقدتش هخليها تيجي
- والله براحتكوا أنا قولت أبلغكوا وأنتو أحرار
- تسلم يا صاحبي.

أغلق الخط وكانت مريم تقف مترقبة له في صمت منتظره أن يوضح لها الأمر الذي كان يتحدث عنه والأهم أن يفصح لها عن سره التي كانت قاب قوسين أو أدنى منه ترى هل سيفعل؟ هل سيكمل حديثه ويعترف بما يختلج في صدره أم أنه سيعود ل شرنقته مرة آخرى؟
تحدثت لتخرجه عن صمته الذي طال بعدما أنهى مكالمته قائلة:
- أدهم في أيه؟ أيه اللي حصل؟
- أدهم بتردد: طليقك...
- مريم بدهشة: ماله؟.

- أخوه مات ف حادثة وأتخانق مع أمه ف زقها ووقعت أتخبطت ف راسها وماتت وراح سلم نفسه في القسم عند حازم والغريب أنه طلب يشوفنا أنا وأنتي
- مريم وقد الجمتها الصدمة: أنتا بتقول أيه قتل أمه؟ وبعدين عايز يشوفنا ليه لأ لأ يا أدهم مش هنروح
- أنا أصلا مش عايزك تروحي لكن انا لازم أروح لازم أتكلم معاه.

- مريم ب رجاء: بلاش يا أدهم لو سمحت عايز تروح ليه هو مش هيعمل حاجة غير أنه هيحاول يبخ سمه ف ودانك أكتر زي ما عمل قبل كده صدقني مش هتستفاد حاجة من زيارتك ليه
- أدهم باصرار: مش هينفع لازم أروح أنا أصلا كنت ناوي أجيبه وكنت موصي حازم يعرفلي طريقه
- هتروحله عشان تشمت فيه؟
- لأ يا مريم أنا مش كده وعمري ما هكون كده بس لازم أعرف كان بيشككني فيكي طول الوقت ليه؟لازم أتكلم معاه عشان ارتاح.

- وتفتكر أن واحد بالنفسية ديه هيريحك صدقني كل اللي هتجنيه من زيارتك هو الشك والحيرة والغيرة أكتر وبعدين طالما كده كده هنتطلق يهمك في أيه بقا كلامه؟
- ومين قال إني هطلقك أنا مقدرش أسيبك مقدرش أتخيل أنك زوجة ل راجل تاني ملكه
- مريم بحدة: أنا مش ملك حد.

- أدهم بحب: أنتي ملكي أنا، بتاعتي أنا وبس يا مريم لما نروح ل للزفت ده ويخلص فرح ليلة وحازم هقولك على السر اللي كنت مخبيه عنك وساعتها هسيبك تختاري عايزة تكملي معايا ولا تتطلقي
- ما أنتا كنت هتقولي دلوقتي قول يا أدهم وريح قلبي بقا.

- أدهم وهو يضحك ساخرا: ومين قالك أن اللي هتعرفيه هيريحك في آيه في سورة المائدة بتقول بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم صدق الله العظيم
يعني السر اللي فاكرة أنك لما تعرفيه هترتاحي هيتعبك أكتر ويمكن يعجل بطلاقنا على العموم يا مريم زي ما قولتلك أنا هقولك بعد كتب كتاب ليلة وحازم وقبلهم زياره طليقك
- يعني بردو مصمم تروحله، ماشي خلاص أنا هاجي معاك.

- لأ يا مريم ملوش لازمة وجودك
- مريم بإصرار: طالما هتروح هكون معاك مش هسيبك تروحله لوحدك لازم أعرف وأسمع هيقولك ايه
- ماشي يا مريم قومي نجهز شنطة سفرنا عشان هنسافر الصبح
- حاضر
أعدت شنطة سفرهم وجهزتها استعدادا لسفرهم ثم نامت بجوار أدهم الذي لم يستطع أن يبدد قلقه من تلك الزيارة ولم يغمض له جفن أما هي ف هربت من التفكير في الأمر بالنوم...

وفي الصباح نزل هو أولا من غرفته وما أن رأته والدته حتى توجهت على الفور حيث مريم لتعلم منها ما قاله لها ولدها وعن السر الذي يخفيه عنهما طرقت الباب ودخلت بعدما أذنت لها بالدخول:
- عفاف بابتسامة: تتصبحي بالخير يا بنيتي
- صباح الخير يا ماما
- عفاف بفضول: ها طمني جلبي ان شالله يكون خير ويكون ولدي أتحددت معاكي عن اللي ف جلبه ومداريه عنينا.

- مريم بيأس: للأسف لأ يا ماما كان خلاص هيقولي لكن جه تليفون بوظ كل حاجة مش هعرف أشرحلك تفاصيل أوي هو موضوع يخص طليقي كده لما افهمه هبقا اكلمك واحكيلك كل حاجة بس هو قالي أنه بعد كتب كتاب صاحبه هيقولي على السر اللي مخبيه بس صدقيني أنا بقيت خايفه أعرف السر ده
- عفاف بقلق: وه! خايفة ليه يا بتي؟
- مش مرتاحة حاسه أنها حاجة ممكن تبعدني عنه مش تقربني منه
ربنا يستر.

- يا بتي ولدي هيحبك وأنتي كمان هتحبيه يبجا مفيش حاجة واصل تفرج بيناتكم
- إن شاء الله يلا بعد أذنك أنا لازم أنزل عشان زمانه مستنيني عشان نلحق نسافر
- ماشي يا بتي أدلي عشان كمان تلحجي توفطري جبل لتسافري
- تسلميلي يا ماما
أخذت شنطتها لتهبط بها إلى أسفل وكانت ثقيلة عليها بعض الشيء وبينما كانت تهبط درجات السلم لمحها أدهم الذي جرى نحوها مسرعا وحمل الشنطة من يدها ونظر لها بحنو قائلا:.

- الشنطة تقيلة عليكي شلتيها ليها ما أنا كنت هطلع آخدها
- مريم بابتسامة أسرت قلبه: عادي مش تقيلة اوي وبعدين بردو أنتا لسة تعبان مخفتش أوي قالت جملتها الأخيرة برقة أذابته عشقا فيها
- أدهم وهو يبتسم لها: تعبك راحة وبعدين هو اللي يشوف الابتسامة الحلوة ديه يتعب بردو
لاحظهما ياسين وهما يتحدثان وكانا مازالا واقفان على الدرج فقال مازحا:.

- مكناش نعرف يا بوي أن ولدك أدهم ليه ف التسبيل أجده ولا هي مريم بت عمي اللي تنطج الحجر
- أدهم وقد التفت إلى أخيه وهبط الدرج: ياااه عليك يا ياسين يا أخويا متخليك ف حالك يا ابني مركز معايا ليه؟
- ياسين بضحك: مهو حالي بردك يا ولد ابوي أنتا خيي وأفرحلك
- أدهم مبتسما: والله أنا خايف أولع أنا ومريم بالطيارة من أرك يا ابني
- عفاف بخضة: بعيد الشر عنك يا ولدي متجولش أجده ياسين خيك بيضحك معاك أنتا وبت عمه.

- أدهم وقد وجه بصره تلقاء زوجته قائلا: يلا يا مريم أفطري بسرعه عشان نلحق الطيارة
- مريم: حاضرهاكل حاجة بسرعه أهوه عشان منتأخرش
- ياسين: أوعالها زين يا خوي لحسن ديه بتاكل كيه السلحفاه.

- أدهم ضاحكا: بصراحة اول مرة تقول حاجه صح يا ابني من ساعت ما جينا فعلا مريم بتاكل بالراحة جدا زي السلحفاة أنا باكل وبخلص أكل وديه بتكون لسه ف أول لقمتين عشان كده ساعات ببطء نفسي عشان تكمل أكلها ومتقومش أصلها لما بتلاقيني قمت بتقوم هي كمان
- ياسين بمرح: جعدها مع زينب مرتي عشان تعلمها لحسن ماشاء الله بتخلص الوكل من جدامي.

- أدهم وقد نظر ل زينب زوجة أخيه القابعة على الكرسي المقابل له: أنا مش عارف والله يا زينب مستحملاه ليه ده لا يطاق بجد
- زينب: هعمل ايه بس يا أدهم والله يا خوي ما بيبطل طلبات ولازمن أكل بسرعة عشان ألحج أخلص اللي ورايا خوك وأنتا خابره زين
- ياسين: بتشتكيله يا أختي خليه ينفعك.

- أدهم بجديه: عارف يا ياسين لو ملمتش نفسك أنا هخليها تقعد مع أبويا وأمي هنا وتسيبلك البيت ووريني هتعيش أزاي من غيرها عشان تعرف قيمتها
- ياسين متراجعا: له خلاص أحنا منستغناش عنك واصل ملناش بركة إلا أنتي يا زوزو
- أدهم: أيوه كده أتعدل لوضايقك تاني يا زينب كلميني وأنا اظبطهولك صحيح أنا الصغير بس بردو ياسين ده ميجيش الا بالعين الحمرا
- زينب: تسلم يا خوي.

- وجه أدهم نظره ل والده قائلا: صحيح يا حج فين علي وحسين عشان أسلم عليهم قبل ما أمشي
- والده: زمانتهم جايين يا ولدي اتحددتوا من شوية وجالوا ف الطريج
بعد عشر دقائق وصل أخواته.

وجلس الجميع معا نصف ساعة آخرى ثم أستأذن أدهم في الانصراف بعدما سلم على أخوته ووالديه وايضا مريم التي احتضنت عفاف وعمها محمود بشده قبل أن تتركهما مع وعد بزيارة قريبة وأصر ياسين على أن يوصلهما للمطار وبالفعل ذهب معهما بسيارته وأخيرا ركبا الطيارة عائدين إلى القاهرة....

عادا إلى بيتهما سويا ومراليوم بهدووء وفي نهايته قرأ أدهم الورد اليومي ل مريم مرة آخرى كان قد أشتاق لتلك العادة بشدة لأنها كانت في الأسبوع الماضي تقرأ بنفسها ولم تتركه يقرأ لها لكنه اليوم طلب أن يعود لعادته في القراءة لها وهي لم ترفض ذلك وطلب منها أيضا أن تأتي معه لتنام بجواره في غرفته وعلى سريره كما تعودا في الأيام الماضيه ترددت ف باديء الأمر لكنها وافقت في الأخير نامت في أحضان زوجها بهدووء كأن كلا منهما يستعد للغد ف كلاهما يخشى مما قد يحدث في زيارتهم ل مروان كان بداخل كلا منهما خوف كبير من تلك الزيارة حتى وإن اختلفت اسبابه عند كليهما....

في الصباح تناولا فطورهما سريعا وهبطا معا وركبا السيارة متوجهين إلى القسم الموجود به مروان وحينما وصلا كان حازم بانتظارهما رحب بهما وأجلسهما في مكتبه لحظات قبل أن يدخل عليهم مروان جلس أمامهم وأستأذن حازم منهم وتركهما معه ليتحدثا بعدما طلب منه أدهم ذلك خشية أن يتحدث هذا المروان بكلمات عن زوجته أمام صديقه كان مروان هو الباديء بالحديث نظر أولا ل مريم قائلا:.

- شكراا يا مريم انك جيتي كنت محتاج للزيارة ديه أوي ولو أني مكنتش متوقع أنك تيجي ثم توجه ببصره تلقاء أدهم قائلا: لكن أنتا يا دكتور كنت متأكد أنك هتيجي
- أدهم بحزم: ملكش دعوة بيها ومتوجهش كلامك ليها وقول اللي عايزه وخلاص على فكرة أنا مكنتش هسيبك كنت هجيبك عشان أربيك وأدفعك تمن اللي أنتا عملته مع مراتي ومعايا بس ربنا مأردش أوسخ أيدي ف واحد حقير وزبالة زيك.

- مروان: حقك تقول اللي أنتا عايزه وأنا لو مكانك هقول اللي أكتر منه أنا طلبت أشوفك عشان....

ماذا سيقول مروان في حق مريم هل سيعترف أخير بأكاذيبه ويبرأ مريم أمام أدهم أم أنه سيطلق أكاذيب آخرى ليبعد أدهم عنها ويزرع الشك بينهما؟ هل بإمكان مريم مساعدة نور في علاقتها ب خالد؟ وهل يمكن ل أدهم وخالد الاجتماع دون شجار والاتفاق على شيء ما؟ كتب كتاب ليلة هل يمكن لها أن تمرر هذا اليوم بسلام؟ مقلب من ليلة مفاجآة ل حازم في ليلة زواجهما ف هل يتحمله؟ اختبار ل غيرة سيف على دينا ف هل سيكن هاديء ولا ينفعل؟.

.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة