قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جميلة الجزء الثاني بقلم الشيماء محمد الفصل الثاني عشر

رواية جميلة الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد

رواية جميلة الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني عشر

فهد قام بغضب هيا قابلته بغضب اكبر: قسما بالله يا جميله
جميله: نعم ! بتقسم بايه يا ابن ميس ..
فهد بصلها وافتكر كلمه صلاح يا ابن ميس لانك مش ابن وليد واهو جميله بتقولها .. ليه جميله بتقوله يا ابن ميس !
فهد: نعم ! ابن مين ! لاخر مره هحذرك اعرفي حدودك هنا في الشركه
جميله بتحدي: انا عارفه حدودي كويس بس هل يا تري انت عارف حدودك !

فهد: انا هنا ماليش حدود نهائي الشركه شركتي والموظفين هنا كلهم بلا استثناء موظفيني ولو انتي فاهمه ان احترامي لخاطر والدتي ده هيخليكي في مركز قوه فلا فوقي لنفسك واعرفي انتي بتتكلمي مع مين ! اه خاطر والدتي علي عيني وعلي راسي بس مش هسمحلك تتمادي في تصرفاتك علي حساب الخاطر ده .. فانتبهي لنفسك لو عايزه تكملي في الشركه هنا والا هتلاقي نفسك بره وروحي ارجعي لطلبتك ولتدريسك ..

جميله كانت هترد بس افتكرت عمتها ودموعها وشوقها لابنها وحرمانها طول السنين اللي فاتت دي .. فهد اه ممكن يسمحلها بشويه تجاوزات بس فعلا مش للدرجه دي فلازم تكون حذره
فهد فهم سكوتها ده انها فعلا خافت تترفد وحس بانتصار مالوش معني جواه لانه بيحب وقوفها قصاده وبيحب تحديها ليه
فهد: ودلوقتي اتفضلي ترجميلي شروط العقد ده ايه وتجهزي علشان في حد من الشركه هيتكلم معايا اون لاين دلوقتي وممكن ما يكونش بيعرف انجليش فهحتاجك تترجميلنا.

جميله برضه مش عايزه تستسلم بالسهوله دي لفهد وفي نفس الوقت مش عارفه تعمل ايه
فهد حط الورق قصادها وزعق: اتفضلي
جميله: يعني انت محتاجاني وعايز مليون طلب مني باي عين بتعلي صوتك هاه !
فهد: ده شغلك.

جميله: شغلي اه بس انا مش محتاجاله للدرجه اللي اخاف فيها من سيادتك لا ترميني بره فخلي انت كمان النقطه دي في بالك .. انا كمان بسهوله اقدر اسيب الشغل هنا وأرجع لطلبتي المحترمين
شددت قوي علي كلمه المحترمين وفهد بصلها وهيا بصاله والاتنين واقفين قصاد بعض زي الاسدين اللي بيستعدوا للهجوم .. وقطع عليهم هجومهم دخول علاء بنرفزه واول ما شاف جميله اللي رجعت خطوه لوري بدخول علاء.

علاء بتريقه: مش تحطلك لمبه حمرا قدام الباب زي بتوع زمان علشان قبل ما حد يدخل يعرف انك مشغول
فهد بصله: تلميحات سخيفه زي بتوع بنتك مش هسمح بيها يا عمي عندك حاجه مهمه عايز تقولها قول معندكش فاتفضل لاني منتظر مكالمه اون لاين مع الشركه في المانيا والباشمهندسه حاليا الوحيده في الشركه اللي بتعرف الماني وبسبب بنتك الفصيحه اللي قبلت تستلم فاكس كله الماني فأنا علي اخري ومش مستحمل حرف واحد من حد.

علاء: الباشمهندسه امممم قولتلي
فهد: لو حضرتك تعرف الماني اتفضل علي الاقل هيا تروح بدري ؟
علاء: ولا الماني ولا ياباني .. كلامنا في البيت يا فهد اسيبك ل ... لشغلك
خرج وقفل الباب وراه وفهد بص لجميله
فهد: انجزي.

جميله بصتله نظره ناريه الاول وبعدها وقفت جنبه وبدئت تترجمله
فهد: قومي نقعد هناك بدال ما انتي واقفه كده !
جميله استغربت اهتمامه بحاجه زي دي بس طبعا لازم تحط التاتش بتاعها: وانت مهتم قوي بوقفتي وتعبي !
فهد بصلها: انا غلطانلك .. اشبعي وقفه كملي.

جميله تعبت وضهرها وجعها من الوقفه وبدئت تبدل الوقفه علي رجليها وهو ملاحظ ده ومطنشها وبيقول جواه.. تستاهلي بس فجأه اتضايق من تعبها.. اتضايق من كبرياءها ومعدش مركز معاها فقام وقف وهيا سكتت و أخد الورق بصمت وراح قعد علي تربيزه الاجتماعات الصغيره في ركن مكتبه وهيا بصمت باعت كبرياءها وراحت قعدت جنبه واول ما قعدت جسمها كله أنّ من الوجع فغمضت عنيها للحظه وهو هنا لعن كبرياءها الغبي .. فتحت عنيها لقته مركز معاها قوي فاتحرجت وبصت للورق وبدئت تكمل بس هو شد الورقه من ايدها.

فهد: يعني بس فهميني استفدتي ايه من رفضك غير تعبك انتي !
جميله بتهور وسرعه: اني ضايقتك
فهد هنا بصلها الاول بدهشه ومره واحده انفجر في الضحك ودي كانت اول مره جميله تشوفه بيضحك كده .. كان نفسها تقوله قد ايه هو وسيم لما بيضحك ..انتظرته يخلص ضحك
جميله: هاه خلصت ضحكك .. الحمد لله ان في حاجه ضحكت فهد بيه.

فهد بابتسامه: معلش هو ايه اللي هيضايقني لما انتي تتعبي من الوقفه ! بس فضولي الرهيب هيموتني واعرف اجابتك
جميله معندهاش رد بس لازم تبتكر: اني قلتلك لأ .. وانك عارف اني بعاندك حتي لو حاجه هتريحني برضه اجابتي ليك لأ.

فهد ضحك بخفه: وهو انتي متخيله انك لما بتقولي لأ فانا مش هعرف اخليكي تعملي اللي انا عايزو ! يا حلوه انتي انا بسيبك بمزاجي لاني بس بستمتع بمحاولاتك دي .. عارفه زي الفهد بالظبط لما بيلعب بفريسته .. انا بلعب معاكي لما بسيبك ترفضي .. لكن في الحاجه المهمه انا بعرف كويس اخليكي تعملي اللي انا عايزو بالظبط !
جميله بصتله شويه ومره واحده قامت وخارجه
فهد باستغراب: انتي رايحه فين !

جميله: مروحه بيتنا وانت هاتلك حد يترجملك العقد ولما يتصل اللي هيتصل ده بلغه انك ما بتعرفش الماني .. ( بتحدي ) اجبرني بقي اقعد واترجملك يا ... يا فهد بيه
خرجت ورزعت الباب وراها وهو بدال ما يتضايق ابتسم .. وعاجبه عنادها ده الي اقصي حد ومستغرب ازاي تحول من قمه غضبه الي الابتسامه الغبيه اللي علي وشه
تليفونه رن وكانت الشركه وتجاهل التليفون وقام يخرج من مكتبه .. خرج قابل آسر في وشه داخل فسلم عليه.

فهد: جيت امتي !
آسر: لسه واصل حالا .. خلصت تسليم الاجهزه ورجعت علي طول
فهد: مش قلت اخدت امل معاك علشان تقعد معاك يومين في الغردقه قبل ما تيجو !
آسر: لقينا الدنيا خنقه واحنا لوحدنا كده فقلنا نبقي نطلع كلنا مع بعض هتكون الذ
سالي كانت خارجه من عند ابوها ورايحه ناحيه مكتبها ولمحت جميله مركزه مع فهد وهيا بتتكلم مع امل وكأنها ماشيه بس قابلت امل صدفه علي باب الاسانصير فراحت بسرعه علي اسر وسلمت عليه.

آسر: ازيك سالي
سالي: حمدالله علي السلامه اسر .. مش تباركلي !
آسر باستغراب: اباركلك علي ايه الاول !
سالي عينها علي جميله وعلت صوتها ومسكت دراع فهد بتملك: خطوبتي انا وفهد بعد بكره يوم الخميس .. بذمتك مش خبر يجنن ؟
آسر نزل عليه الخبر زي الصاعقه وبص لفهد اللي دور وشه بعيد مخنوق من سالي وتصرفاتها وامل كمان سمعت وشهقت بهمس وجميله لاحظت تغيرها
لحظه من الصمت عدت علي الكل قطعها آسر: مبروك ( بص لفهد بنظره فهد مافهمش معناها ) مبروك يا .. يا ابن عمي
انا جاي من السفر تعبان بعد اذنكم ..

سالي: اوك نتقابل بعدين .. ( بصت لامل ) امل ما تيجي تنقي معايا الفستان بتاع الخطوبه ونشوفلك انتي كمان فستان !
امل مكنتش عارفه ترد فجميله ضغطت علي ايدها بتشجعها
امل بصت لجميله اللي بتشجعها تتكلم وتداري ضعفها: وقت تاني
آسر وقف واخد اخته ودخلوا الاسانصير ومعاهم جميله ونزلوا التلاته بصمت وامل ماسكه ايد جميله لحد ما خرجوا بره الشركه
جميله بتشد ايدها: امل انتي هتروحي مع اخوكي
امل: ما تخليكي معايا .. خليكي معايا يا جميله !

جميله بتردد: مش عارفه يا امل ! مقولتش لحد من عيلتي
امل بصت لاخوها: آسر استني لحظه تتصل باهلها تقولهم وناخدها معنا ارجوك
آسر: هنتظركم في العربيه.

هرب هو كمان من قدامهم وجميله اتصلت بعمتها وبعدت خطوتين عن امل وكلمت عمتها وبعدها رجعت لامل: بس مش هينفع اتأخر ماشي
امل فرحت بيها جدا وركبوا الاتنين جنب بعض وري، امل سندت علي كتف جميله وعيطت بهدوء وجميله مش عارفه تواسيها ازاي او تواسي حتي نفسها ازاي ..اما آسر فساق بتوهان لحد ما روحوا ودخلوا فيلتهم .. نزلوا ودخلوا بيتهم كان خالد ومعاه ندي تقريبا بيتخانقوا بس سكتوا مع دخول عيالهم
ندي جريت علي بنتها: في ايه امل مالها !

جميله: هيا كويسه .. تسمحيلي اطلعها اوضتها
ندي ابتسمت لجميله: طبعا طلعيها
طلعوا الاتنين مع بعض اما آسر انتظر لحد ما طلعوا وبص لابوه: انت كنت عارف ؟
خالد: كنت عارف ايه !
آسر: باللي حصل ؟
خالد: وايه اللي حصل !
آسر: خطوبه سالي وفهد ؟
ندي: سالي وفهد اتخطبوا معقوله ! واحنا ما نعرفش !
آسر: الخطوبه لسه الخميس .. بابا انت كنت عارف !

خالد ابتسم: طبعا انا اللي اقترحت اصلا الخطوبه دي .. جدودك كان لازم يكبحوا جماح فهد وقولنا ان الجواز افضل شيء للسيطره عليه واقترحوا امل بس انا رفضت وقولت امل طيوبه ما تنفعش مع واحد زي فهد فاقترحت سالي والكل وافق وفهد كمان وافق
آسر كان بيسمع بصدمه: انت اللي اقترحت سالي ! انت ! يعني من ضمن بنات الكون كله ملقتش غير سالي
خالد باستغراب: ماهو يا امل يا سالي ! وامل ما تنفعوش !

امل من فوق: ليه ما انفعوش ! هو انا مش بنت زي باقي البنات ! ولا علشان سالي اجمل مني وبتتكلم افضل مني ! انت استكترت فهد علي بنتك !
خالد باستغراب: العيال دي مالها ! مالكم انتو الاتنين
امل زعقت وجريت: انا عمري ما هسامحك
دخلت اوضتها لجميله اللي اتفزعت من منظرها: في ايه مش نزلتي تجيبي كوبايتين ليمون نهدي بيهم ! مالك بقي
رمت نفسها في حضنها وفضلت تعيط وجميله تهديها.

اما اسر فبص لابوه بغضب وساب البيت كله وخرج وخالد بص لمراته: العيال دي مالها ؟ اتجننوا ولا ايه !
ندي بصتله قوي: هو انت للدرجه دي اعمي ؟ ما بتشوفش ولا بتحس خالص ؟
خالد: انتي بتقولي ايه انتي كمان ؟ في ايه مالكم !
ندي: في انكم لسه ما بطلتوش الشر بتاعكم وبتخططوا لفهد زي ما قبله كنتو بتخططوا لوليد بس المره دي انت خطتك اتقلبت عليك وعلي رأي المثل ( لا يحيق المكر السيء الا باهله ).

خالد: مكر ايه وخطط ايه ؟ فيها ايه لما نتفق ان فهد يتجوز سالي ! ده ايه الشر اللي فيها ؟
ندي: انكم عايزين تضمنوا ما يبصش لحد بره ويجيبلكم حد يخلفله وريث تاني وتفضل الشركه في حضنكم علشان انتو اصلا مخلدين فيها ..
خالد: بقولك ايه مهياش طالباكي .. عيالك مالها !
ندي: عيالي ! عيالي انت كسرتهم الاتنين النهارده
خالد: ليه بقي ان شاء الله ؟

ندي: علشان آسر ابنك ولا حب ولا هيحب غير سالي ومن زمان وهو بيحبها وبنتك بتحب فهد وبس ! ( خالد اتصدم ) شوفت بقي انت عملت ايه بايدك في عيالك ! كسرتهم الاتنين وحطمتهم ! وبنتك فهمت انك مستعر منها ومن شخصيتها المهزوزه ورفضت تجوزها لفهد لانه عايز سيده مجتمع زي سالي اما ابنك فربنا يعينه .. وريني بقي هتعمل ايه وهتصلح كسرتهم دي ازاي !
سابته هيا كمان وطلعت لبنتها ولقت جميله منوماها علي رجليها وشاورتلها تسكت علشان نامت
ندي بهمس: نامت حبيبتي !

جميله: ايوه نامت .. شكلها تعبانه من السفر
ندي: اكيد .. انتي طيبه قوي يا جميله .. بتفكريني بحد كنت اعرفه زمان .. كانت طيبه قوي زيك
جميله ابتسمت لانها عارفه انها تقصد عمتها: وطيبتها دي كانت حلوه ولا وحشه
ندي: قصدك ايه !
جميله: اقصد نفعتها طيبتها ؟!
ندي بزعل: للاسف لأ .. دمرتها تماما .. زي امل كده برضه طيبه وطيبتها للاسف برضه مدمراها
جميله: يعني ابطل انا الطيبه دي !

ندي: والله ما عارفه يا جميله ايه الصح وايه الغلط !
جميله: الطيبه مش وحشه ابدا .. بس الطيبه لازم يكون معاها قوه بحيث محدش يستغلها غلط ويحول طيبتك دي لضعف يدمرك .. اكون طيبه اه بس بدون ما حد يستغلني ..

ندي: فعلا الطيبه لازم يكون معاها قوه .. المهم تعالي نتغدي انا وانتي ايه رأيك نقعد مع بعض لحد ما امل تصحي !
جميله: لا معلش اعذريني انا لازم امشي علشان مش هينفع اتأخر اكتر من كده وقت تاني وظروف احسن من كده ونقضي وقت مع بعض
مشيت جميله وراحت لعمتها مهمومه وحكت لعمتها اللي حصل كله ..
وعمتها كمان معرفتش تقولها ايه او تواسيها ازاي ! الدنيا كلها متلخبطه ..

مي فاقت واتحسنت وامها ساعدتها وخصوصا لما عرفت انها سليمه .. واخدوها البيت وصلاح راح لعلاء يطلب منه يطلق البنت بهدوء ووعده انه مش هيتكلم مع فهد تاني وعلاء رفض يطلق وقاله ينتظر لحد ما يطمن تماما من ناحيته ويتم فرح بنته بهدوء

قبل الخطوبه بيوم ندي كانت رايحه بأمها المستشفي لاستشاره سريعه
نبيله: عملتي اللي قلتلك عليه ؟
ندي: عملته بس خايفه .. لو فهد عرف !
نبيله: فهد مشغول بخطوبته اللي بكره والنهارده افضل فرصه
ندي: طيب مش افضل كنا طلبنا مساعده ليلي
نبيله: ليلي متفقه مع فهد والله اعلم مش يمكن تبلغه ! خلينا في المضمون
ندي: طيب ومين قالك ان الراجل ده مضمون !

نبيله: ده صديق قديم ومقرب جدا مننا ومش هيتأخر ابدا عن مساعدتي
ندي: برضه خايفه
نبيله: ندي وبعدين ! يعني ايه اللي ممكن يحصل اسوأ من اللي بيحصل اصلا ؟
ندي بصت لامها: اني اخسرك تاني !
امها طبطبت علي ايدها بابتسامه: مش هتخسريني ابدا.

خلصوا الاستشاره وراحوا علي معادهم وكانت في راجل كبير اسمه سليم عبد الرحيم في انتظارهم في المكان اللي اتفقوا عليه .. رحب بنبيله جامد
وفضلوا يتكلموا شويه في ذكرياتهم
سليم: خير يا نبيله ! بنتك قالت انك عايزاني في حاجه مهمه !
نبيله حكتله حكايتها كلها
سليم: انتي عايزاني اتدخل لميس دي ؟
نبيله: لا لا انا عايزه اعرف قرار وليد
سليم: وليد ! مش قلتي انه اتوفي من زمان !
نبيله: بس جد في الامور امور
فلاش باك

نبيله خرجت من اوضتها علي كرسيها كانت قلقانه علي فهد انه اتأخر وقربت من اوضه ميس لانها سمعت بابها بيتقفل تسمع هل فهد معاها ولا لأ وهنا سمعت صوت ميس بتتخانق مع محي في الموبيل
ميس: بقولك ايه يا عمي فهد غير وليد .. وبعدين فهد اصلا بيكره وليد.

سكتت شويه وبعدها كملت: مش هيحن لذكري ابوه مش معني انه وقف دقيقتين قدام قبر ابوه يوم جنازه جده انه حن مش يمكن يكون بيشتمه .. وبعدين وهو القبر ده فيه وليد اصلا ! ماهي جثه والسلام الي فيه.

سكتت كتير: عمي عمي .. فهد مش زي ابوه ولا هيحن له وبعدين اهو وافق علي سالي وبكره يخلف منها والعيل ده هيكون الكل في الكل فالصبر حلو .. وبعدين وليد لو كان هيرجع كان رجع من زمان مفيش شيء في الكون كله ممكن يبعده عن جميلته غير الموت .. وليد اكيد مات وشبع موت كمان نقفل بقي صفحته وخلينا نركز في الفرح اللي جاي .. يالا سلام وبطل قلقك ده .. اجهز لفرح حفيدتك ..
نبيله رجعت اوضتها وهيا مش عارفه تفسر اللي سمعته ده ايه
نرجع للواقع

سليم: يعني انتي شاكه ان ابنك يكون عايش ! طيب فين وليه ما رجعش !
نبيله: معرفش .. لو كانوا واثقين من موته مش هيكونوا خايفين للنهارده من اسمه وذكراه .. هما بيفترضوا انه ميت معني كده انه ممكن كمان يكون عايش
ندي: ماما مش يمكن بيتهيألك ! بلاش امل كداب والنبي يا ماما
نبيله: لو في امل ولو واحد في الميلون ان ابني عايش فأنا هتعلق بيه .. ارجوك يا سليم ارجوك ساعدني
سليم: من غير رجا ابدا يا نبيله انتي عارفه معزتك ولو ابنك عايش هرجعهولك وده وعد مني.

نبيله: بس اوعي مخلوق يعرف ليقتلوه
سليم: عيب عليكي ده شغلي انا بقي .. وبعدين انتي نسيتي اني كنت مدير مخابرات ولا ايه ! اوعي تفكري ان طلوعي علي المعاش اثر فيا ولا انا عجزت !
نبيله ابتسمت: انا متشكره جدا ..
سليم: بس يا نبيله ما تحطيش امل كبير
نبيله بحزن: انا تقبلت موت ابني بس عايزه اريح ضميري وقلبي اني عملت كل اللي اقدر عليه ومش عايزه افضل في حيره لو هو ميت قلبي يطمن ولو عايش يبقي

دموعها غلبتها وسكتت
ندي: ماما حبيبتي .. هنتأخر وممكن يشكوا في تأخيرنا
سليم وقف: لو في اي شيء هتواصل معاكي استاذه ندي
ندي: تمام بس ازاي ! اخاف
سليم قاطعها: ما تقلقيش هعرف اوصلك بدون ما حد يحس ده شغلنا بقي ..
روحوا وكلهم امل ان ممكن يكون وليد فعلا عايش ..

ليلي: ادهم رايح فين كده علي الصبح حبيبي ؟
ادهم قرب وباسها وضمها لحضنه: المدير استدعاني
ليلي بتكشيره مصطنعه: مدير مين ما انت مدير نفسك ؟
ادهم ابتسم وباسها بين عنيها في تكشيرتها: اقصد المدير سابقا
ليلي: غريبه ليه ؟

ادهم: الله اعلم ممكن عايز خدمه او حاجه هعرف وابقي اقولك ما تقلقيش .. المهم آسيا ويوسف فين ؟
ليلي: نايمين لسه .. اصحيلك آسيا تاخدها معاك !
ادهم: لا سيبيها تصحي براحتها النهارده اجازه اصلا
سابها ونزل وراح لبيت مديره اللي رحب بيه جدا: بقي ما تسألش علي مديرك مكنش العشم ادهم بيه
ادهم بحرج: والله غصبا عني معلش اعذرني.

سليم: هعذرك يا بكاش المهم طمني عليك وعلي بيتك وعيالك
اتكلموا شويه مع بعض
سليم: طبعا اكيد مستغرب ليه انا طلبتك
ادهم: لا يا افندم عادي
سليم: بجد عادي !
ادهم: مش عادي قوي يعني اكيد عندي فضول
ضحكوا الاتنين و بدأ يحكيله بالتفصيل عايز منه ايه ؟

ادهم ساكت وبيفكر وافتكر كلام مراته وافتكر دلوقتي هو سمع اسمع وليد نصار ليه قبل كده ...
سليم: ايه ساكت ليه ؟
ادهم: حضرتك اللي فهمته عايزيني اجيب قرار وليد نصار واسافر باريس واعرف اختفي فين صح كده ! بس ليه ! يعني ايه اللي جد دلوقتي بعد اكتر من عشرين سنه.

سليم حكاله اللي نبيله سمعته
ادهم: انت شايف ان ده سبب كفايه ! دي ست مريضه وابنها ميت بتتعلق بقشايه
سليم: حتي لو قشايه ما تستهونش بيها .. مش ساعات بيقولك القشه اللي قسمت ظهر البعير .. يمكن يا ادهم
ادهم بفضول: ماشي بس برضه ليه مهتم بوليد ده اصلا او والدته.

المدير: اولا وليد كان سمعته معروفه ورجل اعمال ناجح فازاي يهرب سلاح ؟ فاعتقد انه مش هو اصلا فده معناه ان اللي بيهرب موجود وممكن يكون كمان لسه بيشتغل بالتهريب فانا عايزك تجيبلي قراره .. غير كده مراته اتحبست ودي بنت كانت بسيطه جدا .. من قريه بسيطه معندهاش العقليه دي ابدا .. الموضوع كله مش طبيعي.

غير اختفاء وليد نصار نفسه ! ولو هو بره ساب مراته وابنه ليه ؟ وليه ساب طليقته وصيه علي ابنه مش مراته ؟ ولو هو محبوس فمحبوس فين ؟
ادهم كل دي اسئله غامضه انا محتاج لاجابتها ..
ادهم باستغراب: هو انا ليه حاسس ان في حاجه شخصيه في اهتمامك بوليد ؟
المدير: والدته كلمتني وتهمني وانا اعرفها معرفه شخصيه ... وهيا شخصيه محترمه جدا وكنا اصدقاء في فتره من الفترات هيا وزوجها
ادهم ابتسم: ليه حاسس ان علاقه حضرتك بيهم اتقطعت بعد ما ارتبطوا ؟

سليم بص لادهم: قصدك اني... قوم يا ادهم من بيتي وشوف هتعمل ايه قوم
ادهم ضحك ورجع لجديته: المهم مبدئيا كده اول حاجه هعملها هعمل تحليل لل DNA
سليم باستغراب: لمين ؟

ادهم: للي في قبر وليد مش يمكن يكون هو اصلا وميت وشبعان موت واحنا نفضل نلف عليه بره ! الاول اتأكد انه مش هو وبعدها اتحرك فعايز من حضرتك عينه من فهد ابنه
سليم: دي سهله هجيبهالك
ادهم: تمام .. بس ايه بقي حكايه نبيله هانم دي !

سليم مسك مخده وحدفها علي ادهم اللي ضحك ووقف وهو خارج سليم وقفه: الموضوع اتمني يكون سري يا ادهم وهيكون بصفه غير رسميه كخدمه شخصيه ليا .. اه كمان حتي مراتك ما تعرفهاش حاجه
ادهم: مراتي ؟
سليم: نبيله بتقول انها علي اتفاق مع فهد فقلقانه من ناحيتها
ادهم بابتسامه: لا ما تقلقش ( قبل ما يقفل الباب ) بس مجرد صداقه ؟

سليم يدوب هيقف بس ادهم قفل بسرعه ومشي وساب مديره اللي غرق في ذكرياته
المدير بيفكر: يا تري يا نبيله اتغيرتي ولا لسه زي ما انتي عنيده ! الدنيا عركتك ولا لسه قويه ! ويا تري ويا تري ويا تري ؟

ندي كانت بتشتري هديه وخالد منتظرها في عربيته ومره واحده لقت حد جنبها اتكلم لدرجه انها كانت هتصوت
سليم: اهدي اهدي ده انا
ندي اتلفتت حواليها بخوف: اهدي جوزك في العربيه وهيا كلمه .. عايزه عينه من فهد
ندي: يعني ايه عينه !

سليم: اي حاجه نعمل بيها تحليل DNA
ندي: تحليل لايه ! وليه ؟ و زي ايه ؟
سليم: مفيش وقت لاسئلتك دي كلها لاحسن جوزك يجي .. المهم عينه زي نقطه دم او شعره .. اي حاجه منه .. ابعتيلي رساله علي الواتس حتي بكلمه تم وهبعت اللي ياخدها منك او هجيلك انا زي كده ..

قبل ما ترد كان اختفي فجأه زي ما ظهر فجأه وندي بتتلفت حواليها واتفاجئت تاني لما سمعت صوت جوزها وراها: بتتلفتي علي ايه !
ندي: يا لهوي يا خالد خضتني
خالد: المهم نقيتي هديه ولا لسه خلينا نخلص من ام اليوم اللي مش فايت ده .. كلمتي آسر ابنك !
ندي: ما ردش عليا
خالد: يعني وبعدين هيقاطعنا يعني ولا ايه !

ندي: الله اعلم بقي
نقوا هديه ومشيوا وندي راحت علي بيت امها تشوف هتجيب العينه ازاي لان ميس مش سايباها ابدا .. انتظرت فهد كتير اللي قاعد في شغله ...
ميس: عزمتي الدكتوره صاحبتك !
ندي: عزمتها
ميس: بعتيلها دعوه ولا روحتيلها بنفسك ؟

ندي: الاتنين بس نفسي اعرف ليه عايزه تعزميها مع انك ما تعرفيهاش
ميس ابتسمت: مش علشانها علشان جوزها مدير المخابرات .. هو في حد يتردد في معرفه حد بالمستوي ده ! عايزاكي تعرفيني عليها بشكل افضل

ادهم اتقابل مع مراته اللي ما شفهاش من امبارح لانها كانت نباطشيه
ليلي: حبيبي وحشتني
ادهم: انا ماشفتكيش من امبارح طيب ازاي !
ليلي: صح مديرك السابق كان عايزك في ايه !
ادهم افتكر: الا قوليلي صح ايه الاتفاق اللي بينك وبين فهد نصّار؟
ليلي: مين قالك ؟

ادهم: بجد انتي بتسأليني عرفت حاجه عنك ازاي !
ليلي ابتسمت: لا بجد مين قالك ؟
ادهم: قوليلي الاول بس اتفاق ايه اللي بينكم
ليلي حكتله وفكرته بالموضوع كله
ادهم: طيب مش يمكن يكون هو نفسه اللي بيعمل فيها كده وضحك عليكي يا قطه !

ليلي كشرت: علي اساس انك شايفني عيله ومش بعرف الناس
ادهم ضمها: علي اساس قطتي الجميله طيوبه وبتثق في الكل بسهوله
ليلي سرحت: لا يا ادهم عارف فهد فكرني بمين !
ادهم: بمين يا قلبي ؟
ليلي: بيوسف ابننا
ادهم باستغراب: يوسف ؟ ليه ؟

ليلي: معرفش بس انا شوفته يوسف لما انت رجعت فاقد الذاكره فاكر كان عامل ازاي ! كان تايه .. مش فاهم .. مش عارف اذا كنت بتحبه ولا بتكرهه . مش عارف مين الكويس ومين الوحش ! مش عارف ولا فاهم بيتخبط وخلاص اهو فهد شاب وكبير بس نفس التوهه واللخبطه فيه ..
ادهم: هو فعلا يا ليلي تايه وباذن الله هنرسيه علي بر
ليلي: ازاي !

حكالها ادهم الحوار اللي دار
ادهم: اهو نفسي اتقابل معاهم كلهم الشله دي !
ليلي ابتسمت: بس كده ( بعدت وجابت ظرف من شنطتها ) اتفضل
ادهم: ايه ده !
ليلي: دعوه لخطوبه فهد .. ندي عطتهالي النهارده .. تروح ؟
ادهم ابتسم: طبعا اروح .. اجهزي بس اوعي تقعي بحرف
ليلي: عيب يا حبيبي انا تلميذتك
ادهم: يؤبر قلبي ها الحلو...

فهد كان في مكتبه مش عايز يروح وبيفكر في جميله اللي مكلمهاش من اخر خناقه بينهم وحس انه مفتقد لجرعه خناقها ..
خرج من مكتبه كانت خارجه بسرعه من مكتبها وبتقفل الباب وراها واول ما اتعدلت شافته اتخضت وحطت ايدها علي قلبها
جميله: استغفر الله العظيم .. بعد اذنك
فهد فتح الطريق: هتيجي النهارده.

جميله وقفت لحظه بجمود وبعدها بصتله ورسمت ابتسامه عريضه مصطنعه وهو عارف ده: طبعا امال انا بجري ليه ! مش علشان الحق اجهز نفسي لحفله فهد بيه وسالي هانم .. دول ثنائي محصلش .. اخيرا هيجتمعوا .. ( عملت صوت مقدم برامج ) واخيرا بعد طول انتظار لقاء السحاب سالي وفهد .. هيييييي
فهد: خلصتي تريقه !

جميله بتريقه: تريقه ! عيب يا فهد بيه ! انا حته موظفه ازاي اتريق علي صاحب الشركه كلها ( مثلت بحزن ) احسن ممكن يرفدني وامشي في الشارع اشحت اهيء اهيء اهيء
فهد وصل لاخره وانفجر: جميله بطلي بقي هبلك ده .. كنتي عايزه مني اعمل ايه هاه ! اقف قصادهم ! مش انتي اللي قلتي بنفسك انه ساعات من الذكاء ان الواحد يوطي لحد ما الريح تعدي .. مش ده كان كلامك انتي ولا ايه !

جميله بصتله وهي مش عارفه تفسر مشاعرها اللي اتلخبطت كلها من بس كلمه جميله اللي نطقها .. ولا كلامه نفسه معناه ايه ! معناه ايه يا فهد وضح اكتر! اسأليه يا جميله وخليه يفسر اكتر اسأليه
فتحت بوقها تسأل بس هو اتكلم: بعدين انتي يفرق معاكي في ايه انا اتجوز مين ولا اخطب مين هاه ! مهتمه بايه وليه !
فهد لنفسه جاوبيني بقي يا جميله ! عرفني اجابتك ايه وانا افرق معاكي بجد ولا مجرد عناد اجوف
جميله اتراجعت: ولا تفرق معايا بس مجرد انك اثبت نظريه
فهد بخيبه: نظريه ايه !

جميله: الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات
فهد بصلها بصدمه وجعتها هيا اكتر منه هو: وانا من اي قسم فيهم .. بس اعتقد ان رأيك واضح .. علي العموم مش هأخرك اكتر من كده اتفضلي ..
جميله ندمت علي كل حرف نطقته وهو عطاها ظهره وراجع مكتبه وهيا عايزه تنطق اسمه وتوقفه وتقوله يستني ويفهمها بس عايزه تفهم ..
جميله:...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة