قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

خرج رامي من الغرفة بعدما فجر فيه قنابل الشك، بينما في الغرفة اشتعلت عينيه من الغضب لا يصدق أنها ببساطة خدعته
خرج من الغرفة يطوي الطريق حتي قدميه صاعدا الي غرفته الي أن وصل اليها فدخل بعنف
ولكن ما إن فتح الباب حتي وجدها جالسة على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها تبكي
ذهب بهدوء وجلس امامها
جسور: بتعيطي ليه.

جميلة باكية: ، بابا واحشني أوي كان نفسي يبقي معايا النهاردة كان دايما بيقولي نفسي أشوفك عروسة واسلمك بايدي لعريسك
جسور بهدوء: ادعيله بالرحمة أحسن من البكا، البكا عمره ما بيرجع الي راح، قومي يلا اغسلي وشك عايز اتكلم معاكي في حاجة مهمة
قامت من على الفراش متجهه ناحية مرحاض الغرفة دخلته وأغلقت الباب خلفها، فمسح وجهه بكف يده بعنف
جسور في نفسه: اهدي يا جسور اهدي اهدي واعقلها.

ليرد عرقه الصعيدي: تعقل ايه وزفت ايه، دا بيقولك سلمتله نفسها
جسور: أنا واثق انه كذاب مستحيل جميلة تعمل كدة
ليرد عرقه الصعيدي ساخرا: آه عشان كدة لما بتشوفه بتترعب خايفة ليفضحها
جسور: لاء، الحيوان حاول يعتدي عليها عشان كدة هي خايفة منه، ايوة جميلة مستحيل تعمل كدة
ليرد عرقه الصعيدي: وأنت إيش عرفك أنه ما عملش كدة فعلا، أتأكد.

هز رأسه نفيا بقوة: لاء لا لا ما ينفعش أنا وعدتها لو طلعت غلطان هتكرهني وتخاف مني وهبقي اذيتها بطريقة بشعة لاء طب أعمل ايه اوووف اعمل ايه بس، اخلص من الناس اللي تحت دول الأول
خرج ناحية شرفة غرفته وأخرج سلاحه من جيب جلبابه واطلق عدة طلقات في الهواء
ليرد عليه الجمع في الأسفل بطلقات أخري فرحة باكتمال زواج كبيرهم
بينما خرجت هي من المرحاض سريعا عندما سمعت الطلقات النارية.

جميلة بخوف: ايه في ايه، ايه ضرب النار دا
جسور بحذر: أنتي عندك وحمة على كتفك الشمال
جميلة بخجل: ايه الي أنت بتقوله دا قليل الادب
جسور بحدة وهو يقبض على ذراعيها: انطقي عندك ولا لاء
فزعت من صوته الغاضب لتهز رأسها إيجابا سريعا
جسور: رامي حاول يعتدي عليكي ازاي
جميلة بصدمة: أنت عارف.

جسور بضيق: أنا عايز اعرف منك انتي، جميلة انتي ما تعرفيش أنا مسيطر على أعصابي ازاي اتكلمي أحسن، لو حصل اي حاجة بينكوا قوليلي ما تخافيش
نفضت يدها بعنف من يده: حاجة ايه أنت مجنون
جسور غاضبا: صدقيني انتي لسه ما شوفتيش جناني انا لحد دلوقتي هادي، انطقي ومن غير كذب.

جميلة بخوف: حاضر حاضر، كنت قاعدة مع ماما صفاء في شقتي وفجاءة جه تليفون لماما صفاء من رامي وتقريبا كان بيقولها ان عمي تعبان أو عنده مشكلة، نزلت هي على طول بعدها، كل اما احاول اتصل بيها الموبايل ما كنش بيجمع
لحد ما لقيت بابا الشقة بيخبط افتكرتها هي فتحت لقيت رامي
«جميلة: رامي خير يا رامي طنط صفاء كويسة
رامي: ايوة ما تخافيش، افتحي بس عمك بعتلك حاجة معايا
جميلة: باعتلي ايه.

رامي بضيق: في ايه يا جميلة هو أنا هكلك ما تفتحي
فتحت جميلة الباب فتحه صغيرة: عايز ايه يا رامي
دفعها رامي بعنف الي داخل الشقة واغلق الباب خلفه
رامي مبتسما بشر: واخيرا يا جميلة ».

اكملت وهي تبكي: زقني جوة الشقة حاول يعتدي عليا ولما كنت بقاومه فضل يضرب فيا لدرجة أنه خبط دماغي في الحيطة كانت دماغي بتنزف كنت خلاص هيغمي عليا، بس كنت عارفة اني لو اغمي عليا انه هيعمل فيا الي هو عايزة طلبت منه كوباية ماية وأنا هعمله الي هو عاوزة
احتدت عيني جسور بغضب: كملي.

هزت رأسها إيجابا سريعا: حاولت اهرب لما راح يبجبلي الماية بس هو لحقني وفضل يضرب فيا، كان بيضربني جامد أوي أوي لحد ما بالصدفة اتخبطت في السفرة من الضرب لقيت عليها السكينة ضربتوا بيها وهربت، بس والله دا كل الي حصل والله ما لمسني.

كانت عينيه تراقب تعابير وجهها وهي تحكي تلك المأساة ارتجافه جسدها وهي تتذكر ما حدث غرزت فيه سكين قاتلة، كانت لوحدها تماما تحاول مقاومة ذلك ال**** ثم يأتي هو ويخبره بكل تبجح انها من سلمت نفسها له
ابعد قبضتيه عن ذراعها ببطء ينظر إلى عينيها الحمراء المنتفخة الي نحيبها الطفولي الذي يثير ابوته فمسح دموعها برفق
فاجأته عندما القت رأسها على صدره تبكي.

جميلة باكية: بابا ما تسبنيش يا بابا جميلة ما عملتش حاجة غلط جميلة شاطرة ومش بتغلط
مسد على شعرها برفق: جميلة خلاص اهدي، خلاص بقي اهدي
جميلة باكية: والله ما عملتش حاجة غلط
جسور: مصدقك والله مصدقك بطلي بكا عاد
ابتعدت عنه بوجهه أحمر قاني من شدة الخجل: شكرا أنك مصدقني
جسور بجد: انتي عارفة رامي قالي ايه قبل ما اطلع.

هزت رأسها نفيا فاكمل: قالي أنك سلمتيله نفسك برضاكي وإنك ضربتيه بالسكينة عشان هددك أنه هيفضحك قدام عمك
فتحت عينيها على اتساعهما لتهتف سريعا: ما حصلش والله ما حصل ما حصلش، اردفت بانكسار وهي تنظر ارضا، لو عايز تجيب دكتورة تكشف عليا عشان تتأكد أنا موافقة
جسور سريعا: ايه الجنان الي انتي بتقوليه دا أنا مستحيل أعمل كدة
جميلة بدموع: يعني أنت مصدقني.

جسور: يا بنتي والله مصدقك لو ما كنتش مصدقك ما كنش زمانك واقفة قدامي دلوقتي كنتي هتبقي في قبرك
اسبلت عينيها بصدمة فاكمل بابتسامة مشاكسة انتي بتسبليلي
جميلة سريعا: والله ابدا
جسور ضاحكا: يلا يا مجنونة ناكل
نفخت خديها بغيظ طفولي: ما تقولش يا مجنونة
جسور ضاحكا: حاضر يا ست العاقلين مرضية كدة
جميلة بقلق: هتعمل ايه مع رامي
جسور بخبث: تيجي نلعب لعبة
جميلة باستفهام: لعبة ايه
دني جسور برأسه وهمس لها بما يريد.

جميلة بصدمة: يا نهار أبيض دماغك دي الماظات
جسور ضاحكا: الماظات متجوز صبي ميكانيكي، يلا يا بلية
جميلة بغيظ: ماشي يا جسور
جسور: واحد اتنين تلاتة
جميلة صارخة: ابعد عني يا حيوااااان، ابعد عني سبني يا مجنون يا بابا يا بابا الحقني يا بابا أبعد عني بقي حرام عليك.

في الأسفل بعد انتهاء الفرح جلس مختار ورامي وصفاء يتحدثون، يكاد يرمي ينفجر من الغيظ لما لا يسمع صوت شجار او صراخ، الي أن سمع صوتها وهي تصرخ فتهللت اساريره بفرحة اخفاها واكمل بقلق مصطنع
رامي: هي جميلة دي الي بتصرخ
قام مختار يركض بفزع ناحية غرفة ابنه اخيه ومن خلفه صفاء ورامي
بدأ مختار يدق على باب غرفة جسور بعنف
مختار: افتح يا جسور جميلة ما تخافيش يا بنتي.

جميلة بصراخ من داخل الغرفة: عموو ابعده عني بيضرب جميلة، الحقني يا عمو عاوز يغتصبني
جخظت عيني مختار بفزع بينما شقت الابتسامة وجه رامي
رامي في نفسه: اخيرا يا جميلة اخيرا هتتذلي غبي جسور انه صدقني
مختار غاضبا؛ افتح يا جسور سيب البنت جميلة يا جميلة ردي عليا يا بنتي
صفاء باكية وهي تدق على الباب بعنف: لاااا يا جسور عشان خاطري يا ابني ما تعملش زي ابوك جميلة مالهاش ذنب يا ابني افتح والنبي
في داخل الغرفة.

جسور بضيق وبصوت منخفض: يا بت بطلي شتيمة
جميلة بمشاكسة: الله مش بسبك الدور
اقترب جسور من جميلة وامسك كف يده وعلي حين غرة عضها بقوة فصرخت بصوت عالي
ليصيح مختار من الخارج بغضب: جسور هقتلك يا جسور
بينما نظرت له جميلة بغضب
جميلة غاضبة: آه يا عضاض والله لوريك
امسكت سكين الفاكهة الصغيرة وبدأت تركض خلفه
جميلة بصوت منخفض غاضب: هعورك يعني هعورك.

جسور ضاحكا بصوت منخفض وهو يركض منها: يا نهار ابيض متجوز بلطجي، اهدي يا مناااااار سيكااااهاي
جميلة غاضبة: والله لاعضك زي ما عضتني
جسور: يا بت خلاص يخربيتك فهردتيني انا مش حملك
جميلة باستفزاز: عضمة كبيرة بقي يا جدو
جسور بغيظ وهو يركض خلفها: خدي هنا يابت هو مين دا الي عضمة كبيرة دا أنا لسه في عز شبابي
وقفت جميلة على الفراش تخرج طرف لسانها له بطفولة: يا راجل يا عجوز مناخيرك قد الكوز.

جسور: ماشي يا جميلة نخلص بس من اللعبة دي وهوريكي العجوز دا هيعمل فيكي ايه، يلا خشي الحمام وما تخرجيش منه مهما حصل غير لما اناديلك مفهوم
هزت رأسها إيجابا سريعا وذهبت ناحية المرحاض
جميلة: جسور
نظر لها: نعم
جميلة باستفزاز وهي تخرج لسانها: يا عجوز
ثم اغلقت الباب سريعا
جسور ضاحكا بصوت منخفض: مجنونة وهتجنني سور
عادت ملامحه الي الجدية فخلع جلبابه وجرح يده ومسح الدماء بشراشف الفراش
اتجه ناحية الباب وفتحه بعنف.

جسور غاضبا: عايزين ايه في حد يخبط كدة على باب أوضة عريس
نظر مختار حوله فوجد دماء على الفراش ولا أثر لابنه اخيه
مختار غاضبا: جميلة فين عملت ايه في البنت
صفاء باكية: ليه يا ابني حرام عليك
جسور غاضبا: حرام عليا أنا ولا حرام على ابنك
رامي بيه ابنك قالي انه على علاقة بجميلة وأنها سلمت نفسها ليه وضحكت عليا وفي الآخر طلع كذاب وللاسف ما عرفتش كدة غير بعد ما اغتصبتها
مختار بصدمة: الكلام دا صحيح يا رامي ما تنطق.

رامي بشماتة: ايوة صح، أنا فعلا قولتله كدة وهو عمل الي أنا توقعته بالظبط العرق الصعيدي بتاعه شعلل واغتصبتها، لما روحتلها البيت ضربتني بالسكينة وهربت إنما دلوقتي بقت مكسورة ومذلولة ويا يعني مين الي اغتصبها جوزها، انتوا ما تعرفوش أنا سعيد قد ايه
جسور: أنت مريض.

رامي صارخا بغضب: هو السبب جميلة جميلة جميلة على طول هي أحسن واشطر وأنا صايع وفاشل على طول بيضربني بسببها عمره ما خدني في حضنه زي ما بياخد جميلة، جميلة خدت كل حاجة حب وحنان واهتمام على العكس ما خدتش غير ضرب وشتيمة وتهزيق ودلوقتي أنا أسعد واحد في الدنيا هي فين صحيح نفسي اشوفها وهي مذلولة
جسور: أوي اوي جميلة اخرجي يا حبيبتي
خرجت جميلة من المرحاض بهدوء.

مختار بلهفة: جميلة يا بنتي انتي كويسة عمل فيكي ايه الحيوان دا
جميلة: أنا كويسة يا عمي جسور ما عمليش حاجة، دي كانت لعبة عشان جسور يكشف رامي
رامي غاضبا: يعني أنت ما اغتصبتهاش
جسور ساخرا: تؤتؤ، انت فاكرني غبي يا رامي أنا اقنعتك وانت شايفني طالع مولع الأوضة إني هعمل فيها كدة بس ايه رأيك فنان أنا انفع ممثل مش كدة
جميلة بحزن: أنا ما كنتش متخيلة انك بتكرهني اوي كدة.

رامي غاضبا: يعني كنت بتضحك علينا، لاء يا جميلة مش هسيبك تتهني بحياتك ابدا، هدمرك يا جميلة لو آخر يوم في عمري هجيبك مذلولة تحت رجلي
كل هذا ومختار وصفاء ينظران له بحسرة على ما فعلا بفلذة كبدهم ليصبح بداخله كل ذلك الكره
تركهم رامي وخرج من الغرفة ومن السرايا بكاملها
جميلة بدموع: ليه كدة يا عمو، ليه خليته يكرهني كدة، كان نفسي يبقي اخويا مش عدوي.

مختار بحسرة: كنت فاكر إني كدة هخليه راجل يعتمد على نفسه، لما اقرنه بيكي وبك وبنجاحك هتبقي قدوة ليه ما كنتش متخيل أنه هيكرهك للدرجة دي
ثم نظر ناحية جسور بامتنان متشكر يا جسور بيه أنك ما سمعتش كلامه واذيت جميلة
هز جسور رأسه إيجابا بهدوء
مختار: احنا بكرة الصبح هنمشي خلي بالك من نفسك يا بنتي لو عوزتيني في اي وقت اتصلي بيا
جميلة: بسرعة كدة دا انتوا مالحقتوش تقعدوا معايا.

مختار: معلش يا حبيبتي بس ما احبش اقعد في مكان وجودي فيه غير مرغوب، هتطمن عليكي بالتليفون كل شوية
هزت رأسها إيجابا بحزن، كانا يتحدثان وهي تنظر الي ولدها بحنان ودت بشدة أن تضم صغيرها لصدرها فعلي الرغم من سنوات عمره التي تجاوزت الثلاثين وطوله الفاره يبقي ولديها الصغير طفل البكر أول فرحة شهدتها منذ أن تزوجت سليم
فاقت على يد مختار
مختار: يلا يا صفاء
هزت رأسها إيجابا وخرجت معه وعينيها معلقتان به.

اخذها مختار وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه
جميلة: شكرا
جسور: العفو، مش هتاكلي أنا واقع من الجوع
جميلة: هغير الفستان
جسور في نفسه بضيق: يا فضحتك يا جسور عروستك لسه بالفستان
ذهبت ناحية المرحاض وبدلت فستانها ببجامة وردية اللون عليها رسومات كرتونية
جسور ما أن رآها: لو سمحتي البطاقة
جميلة بدهشة: نعم
جسور: البطاقة هاتي البطاقة
ذهبت ناحية حقيبة سفرها وأخرجت له بطاقتها الشخصية اخذها جسور ينظر فيها بضعة ثواني.

جسور: البطاقة دي مزورة
جميلة بصدمة: نعم يعني ايه مزورة
جسور: طبعا مزورة، لأن البطاقة بتقول أن عندك 25 سنة، لكن بمنظرك دا عندك 5 سنين وما كملتهمش كمان
رمقته بغيظ ثم تركته وذهبت ناحية الفراش لتنام
جسور: مش هتاكي
جميلة: مش جعانة
جسور؛ على كيفك أكل أنا الحمام المحشي والبط
لمعت عينها بشراهة شمرت عن ساعديها وذهبت ناحية الطعام وبدأت تأكل بنهم فهي لم تتناول لقمة واحدة منذ الصباح.

جسور ضاحكا: يا بنتي كلي براحة يا ماما براحة هتشرقي
تزاحم الطعام في فمها ولم تستطع بلعه فبدأت تسعل بشدة، ناولها جسور الماء وبدأ يضربها برفق على ظهرها
جميلة بألم بعدما ابتعلت الطعام: اااه يا عم دا ضهر بني آدمه مش واحد صاحبك
جسور ضاحكا: مش كنتي بتفرفري دلوقتي
ضيقت عينيها بغيظ سرعان ما طرقت في رأسها فكرة خبيثة
قامت من مكانها وجلست بجانبه ولفت ذراعيها حول عنقه بدلال
جميلة بهيام: جسوري.

ازدرق جسور ريقه بتوتر وأردف بدهشة: جسورك
جميلة بدلال وهي تهز رأسها إيجابا ببطء: امم مش أنت اسمك جسور تبقي جسوري
جسور في نفسها: مالها دي اثبت يا جسور، اثبت حرام عليكي انتي ما عندكيش أخوات بلاستيك دا أنا لحم ودم
اقتربت بوجهها من وجه تهمس في أذنه بدلال
جميلة بدلال: جسور
جسور بهيام: هممم
جميلة بدلال: جسور
جسور: هممم
جميله بمرح: يا عجوز
ثم فرت هاربة وهي تضحك بصوت عالي، بينما عض جسور هلي شفتيه بغيظ.

جسور بغيظ: ماشي يا اوزعة
جميلة بمرح وهي تضحك: يا عجوز، يا عجوز، يا عجوز
وجد نفسه تلقائيا يندمج في الضحك معها
جسور ضاحكا: ماشي يا ستي أنا عجوز وانتي طفلة
جميلة بغيظ: أنا مش طفلة
جسور: طب يا كبيرة وسعي بقي عشان أنام
جميلة: أنت هتنام هنا
جسور ساخرا: لاء هنام في الحمام، اتاخري يا بت
جميلة: ايوة بس احنا ما اتفقناش على كدة
جسور باستنكار: هو النوم كمان فيه اتفاق
جميلة: ايوة أنا هنام على السرير وانت على الكنبة.

ذهب جسور ناحية الفراش وألقي بثقله عليه
جميلة بضيق: أنت يا استاذ يا باشمهندس با حج
جسور بنعاس: ايوة أنا حج وعجوز قولي زي ما انتي عاوزة بردوا هنام هنا
اخذت الوسادة وضربته بها بغيظ
جسور بتحذير: بلاش شغل عيال لو قومتلك هزعلك
جميلة؛ ماشي يا جسور
اخذت الوسادة وغطاء وذهبت ناحية الاريكة الصغيرة في الغرفة تدبدب على الارض بغيظ طفولي
رمت الوسادة والغطاء على الاريكة بغيظ.

جميلة بغيظ في نفسها: ماشي يا جسور مااااشي استني عليا
تمددت على الاريكة دقائق واستسلمت لسلطان النوم
شعر هو بانتظام أنفاسها ففتح عينيه وانتصف في جلسته وكبت ضحكته بصعوبة على مظهرها وهي نائمة رأسها متدلي تستند برجليها على مسند الأريكة ويديان ملقيان بجانبها بشكل كوميدي
جسور في نفسه: ماشي يا جميلة، أنا هبطلك تقوليلي يا عجوز دي خالص، هيبقي حتة مقلب استعنا على الشقي بالله.

في غرفة سهر
كانت جالسة على الفراش تنظر لصغيرها النائم تسمك صورة والدتها وتبكي اشتياقا لها ولحنانها، لم تلاقي من جسور حنان ابدا فقد كان صارم للغاية منذ وفاة والدهم كان يعاقبها حتي إن أخطاءت دون قصد، دائما ما تبحث في صدره عن الحنان ولكنها تجد دائما الغلظة والقسوة ومع ذلك لم يمكنها التخلي عنه فهو من رباها وله فضل كبير عليها
سهر باكية: آه يا اما نفسي في حضنك قوي.

مسحت دموعها سريعا عندما سمعت دقات على باب غرفتها ظنا منها أنه جسور
قامت سريعا تفتح الباب فوجدتها تقف امام تدمع عينيها بشوق لها
صفاء بشوق: سهر بتي
وبدون كلمة أخري اندفعت سهر تلقي بروحها قلبها وعقلها وجسدها بين أحضان والدتها تنعم بذلك الإحساس الدافئ الذي افتقدته طوال حياتها
دخلت صفاء بها الغرفة واغلقت الباب قبل أن يراهما جسور
صفاء باكية: اتوحشتك قوي يا بنتي
سهر من بين شهقاتها: ليه يا اما، ليه عملتي كدة.

صفاء باكية: والله يا بتي انا مظلومة أنا ما هربتش من ابوكي زي ما قال لجسور واقنعه بكدة
سهر بلهفة: صحيح يا اما
صفاء باكية: صحيح يا بتي والله ما هربت ابوكي السبب ابوكي هو الي عمل فيا اكدة، المهم سيبك مني أنا انتي عاملة اتجوزتي ول لسه
سهر: ايوة يا اما وجوزي الله يرحمه
صفاء بحزن: ربنا يصبرك يا بنتي، ثم اكملت بلهفة وهي تشير ناحية زين دا حفيدي صح.

سهر بابتسامة صغيرة: ايوة يا اما دا ولدي زين، دا العوض ربنا عوضني بيه بعد رامز الله يرحمه
صفاء: بسم الله ما شاء الله احلي من القمر ربنا يخليهولك ويحفظه من كل شر
سهر: أمين يا رب
صفاء: سهر أنا همشي بكرة
سهر مقاطعة: بالسرعة دي، عشان خاطري يا إما أنا مالحقتش اشبع من حضنك خليكي معايا عايزة اتكلم معاكي عايزة افضفضلك كل الي في قلبي، نفسي أنام في حضنك يا اما، عشان خاطري خليكي معايا.

صفاء باكية: حاضر يا حبيبتي حاضر
سهر بسعادة: بجد يا اما
صفاء: أيوة يا حبيبتي مش همشي غير لما تزهقني مني، ويمكن اخوكي قلبه يحن عليا ويسامحني
سهر بسعادة: انا ما هزهقش منك واصل
احتضنت صفاء سهر بحنان وهي تردد: ربنا يخليكي ليا يا بتي ويحنن قلب اخوكي.

بعد عدة ساعات كاد ينفجر فيهم من الغيظ وصل رامي الي المنزل ما أن فتح الباب حتي وجد بعض الرجال يبحثون في انحاء المنزل
رامي غاضبا: انتوا مين
ظهر زعيمهم واردف بهدوء: اهدي يا رامي
رامي: هو أنت، أنت بتعمل ايه هنا
اشار الرجل الي من كانوا معا فخرجوا من المنزل بهدوء
الرجل: طبعا عارف أن عمك مات مقتول عشان كان بيدور ورا شبكة مافيا كبيرة
هز رامي رأسه إيجابا فاكمل ذلك الرجل بهدوء: أنا بقي رئيس الشبكة دي.

حجظت عيني رامي بصدمة: يا نهار ابوك أسود
الرجل: تؤتؤتؤ اهدي كدة يا ابو رامي
رامي ساخرا: ومش خايف اروح ابلغ عنك
الرجل: تؤ أنت أعقل من كدة وخصوصا لما تعرف أن مصلحتك معانا
رامي بحذر: مصلحتي معاكوا ازاي
الرجل: فلوس، فلووووس كتيييير اوي هتعمل بيها كل الي أنت عايزه، رجالة تحت امرك في اي وقت، هتقدر تنفذ بيهم انتقامك من جميلة بسهولة
رامي بحذر: وانا ايه الي مطلوب مني.

الرجل: أنت عقلية شيطانية يا رامي محتاج بس الي يوجهك تستغل ذكائك دا ازاي وامتي، دا غير أن احنا عيزينك تساعدنا في اننا المعلومات الي مخبيها هشام قولت ايه Deal
رامي بعد تفكير قصير: Deal
الرجل مبتسما بخبث: كدة أنت صح، بس لازم تعرف كويس لو فكرت تخونا مجرد تفكير بس هتحصل عمك
رامي: مش محتاج تهدد، أنا مستحيل هعمل كدة
الرجل: يبقي اتفقنا هتصل بيك قريب وابلغك بمهمتك الأولي.

هز رامي رأسه إيجابا، فخرج الرجل من باب الشقة بهدوء واغلق الباب خلفه
رامي بغل: والله وجه اليوم الي هاخد فيه حقي منكوا كلكوا واولهم انتي يا جميلة الجميلات.

في صباح اليوم التالي
شق صراخهاا ارجاء البيت عندما...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة