قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

صدح صوت أيهم قريبا منهم: جميلة، حميلة انتي فين
تقدم ناحيتهم مسرعا ونزع جميلة من حضن جسور يضمها لصدره بشدة
أيهم: كدة يا جميلة كدة تخضي بابا، ما تعمليش كدة تاني فاااهمة
جميلة الصغيرة: حاضر يا بابا
أيهم لجسور غاضبا: اياك تقرب من بنتي تاني
قبض جسور على يده بشدة ليته يملك دليلا واحدا يقول إن تلك الصغيرة ابنتع لكان دق عنق ذلك الايهم في الحال، أخذ أيهم الصغيرة ورحل.

بينما ظل جسور يراقبهم وهم يبتعدون، لوحت له الصغيرة من بعيد فرفع يده ولوح لها بدموع حبيسة مهددة بالسقوط
جميلة بحزن: جسور
نادته وسكتت لا تعرف ماذا عليها أن تقول لأول مرة تشعر بالشفقة عليه
قام من مكانه ومد يده لها ليساعدها على القيام
فكرت للحظات وبدلا من أن تمسك يده القت نفسها في صدره ولفت ذراعيها حول عنقه
جميلة: ما تزعلش يا بابا عشان خاطر جميلة
انسابت دموع عينيه بصمت لف يديه حول جسدها يضمها لها بقوة.

جسور بحزن: قلبي حاسس أنها بنتي، لو بس معايا دليل واحد على إن بنتي عايشة
جميلة مقاطعة بحزن: يعني كنت بتضحك عليا لما قولتلي اني بنتك، اوعي بقي أنا زعلت منك
حاولت الابتعاد عنه فشدد على احتضانها
جسور بمكر: أبدا هو دخول الحمام زي خروجه
جميلة بخجل: جسور اوعي حد يشوفنا
جسور بخبث: احنا مش فيلم بينا اتفاق ولا ايه
جميلة بحذر: احنا في بينا اتفاق، اتفاق ايه.

جسور: انكري بقي مش اتفقنا اخدك معايا عند الدجال في المقابل تنفذيلي طلب، صحيح انتي كنتي قاعدة مركزة مع رجله ليه كدة
جميلة ببراءة: كنت عايزة اعرف رجله هتبقي رجل معزة زي الفيلم
جسور ضاحكا: انتي مصيبة، بس بردوا ليا طلب
جميلة بمرح: لاء مالكش، حد ياخد على كلام العيال يا عمدة، بس حلو العمدة الكاجول دا
تقدم جسور بضعه خطوات بها الي أن وصلا خلف شجرة
جميلة: انت بتعمل ايه
جسور: استني بس لحد يشوفونا، ايوة كدة تمام.

جميلة بخجل: اوعي يا جسور بطل قلة أدب
جسور مبتسما بخبث: احنا لسه عملنا قلة أدب
جميلة بصدمة: انت ناوي على ايه
اتسعت ابتسامة جسور الخبيثة ولم يرد
جميلة بدلال: جسور
جسور ضاحكا: قديمة، هتفضلي تقولي جسور وفي الآخر هتقوليلي يا عجوز وتطلعي تجري
نفخت خديها بغيظ طفولي وربعت ذراعيها امام صدرها: اوووف طب انت عايز ايه دلوقتي
مال على اذنها وهمس لها بما يريد لتتسع عينيها بخجل
جميلة بصدمة: يا قليل الادب يا ساف.

ابتلع باقي شتيمتها في فمه فكانت قبلتهم الأولي
جسور بيه، يا جسور بيه
ابتعد عنها سريعا ينظر للغفير الذي يأتي ناحيتهم مهرولا
جسور غاضبا: عايز ايه يا زفت
الغفير: الست صفاء هانم بتسأل على جنابك
جسور غاضبا: غور قولهم جاي
رحل الغفير مسرعا، فعاد ينظر لها وجدها كالياقوتة الحمراء وجهها بأكمله مشتغل من الخجل تغمض عينيها وتضغط عليهما بشدة
جسور بهدوء: جميلة
فتحت عينيها المليئة بالدموع تنظر له.

جسور بصدمة: انتي بتعيطي للدرجة دي مش طيقاني
لم يمهلها الفرصة للكلام كان غاضبا بسبب تلك الدموع التي مبررها الوحيد عنده أنها تكره قربه
جسور ساخرا: ما تشوفيش نفسك أوي دا أنا متجوزك شفقة، وآخر مرة هفكر حتي اني أقرب ناحيتك
ثم تركها ورحل غاضبا ووقفت هي متجمدة من الصدمة مكانها
ذلك الاحمق لا يعرف أنها عندما تشعر بالخجل الشديد تدمع عينيها تلقائيا
جميلة بضيق: جسور لو سمحت استني.

هرولت ناحيته سريعا ووقفت امامه تنظر له بتحدي
جميلة غاضبة: ممكن اعرف مين اداك الحق تقرر بلساني، أنا طيقاك ولا لاء
جسور ساخرا: ردك وصل يا دكتورة
جميلة بضيق: على فكرة يا جسور أنت بتاخد قرارتك غلط ما بتديش نفسك فرصة تقكر ولا تسأل بتحكم على ظاهر الصورة بس، ثم اكملت بارتباك وهي تفرك يديها بخجل أنا لما بتكسف عينيا بعيط
رمقته بعتاب ثم تركته وهمت بالرحيل عندما قبض على رسغ يدها برفق
جميلة: لو سمحت سيب ايدي.

جسور باحراج: جميلة أنا آسف، أنا عمري ما اعتذرت لحد تقريبا غيرك
جميلة بضيق: مش ذنبي انك تنك وشايف نفسك
جسور بضحكة صغيرة: ماشي يا ستي، أنا آسف ما كنتش اقصد اضايقك أنا بس...
جميلة مقاطعة: اتسرعت في الحكم
جسور: عندك حق خلاص بقي سماح
جميلة: ماشي يلا بقي نروح أنا بردت الجو هنا برد أوي والجزمة كعبها عالي وجعالي رجلي
جسور بصوت عالي: عززززام انت يا زفت
الغفير: ايوة يا سي جسور بيه
جسور: هاتلي عبايتي من العربية.

هز الغفير رأسه إيجابا سريعا وهرول الي سيارة جسور
جميلة: جسور مالوش لازمة احنا هنروح العربية أهو
احضر الغفير جلباب جسور الاسود الصعيدي الذي يضعه على كتفيه
فاخذه جسور منه ولفه حول جميلة بأحكام وانحني بجذعه قليلا وحملها بين ذراعيه
جميلة بصدمة: يالهوي نزلني يا جسور.

وقفت السيدات والفتيات ينظرن الي عمدة بلدهم الوسيم وهو يحمل زوجته ترمقهم الفتيات بابتسامة حالمة، بينما يختلف تعابير المتزوجات ما بين غبطة وسرور وحقد وحسد وتنظر بعضهن الي أزواجهم شرزا برسالة فحواها ( ليلتك مش فايتة الليلة دي )
وضع جسور جميلة في السيارة ثم ذهب ليحضر والدته واخته فوجد زين يلعب مع مجموعة من الأولاد
جسور غاضبا: زين تعالا اهنه
تقدم زين نحوه برعب: ايوة يا خال.

جسور غاضبا: اني مش خبرتك قبل سابق ما تلعبش مع حد
زين بخوف: إني آسف يا خال هما الي جم لعبوا معايا
جسور غاضبا: عقابك يعدين روح على العربية يلا
هرول الصغير مسرعا من امامه الي سيارة خاله
جميلة مبتسمة: ما تخفش يا زين خالك بيحبك مش هيعاقبك
زين بحزن: عارف أنه هيحبني بس إني نفس العب مع العيال، خالي ما بيرضاش خالص ودايما عايزني ابقي لحالي
جميلة بحزن: ما تزعلش يا حبيبي أنا هكلمه وهخليه يوافق تلعب مع العيال.

زين مبتسما: ، بجد يا مرات خالي
جميلة بضيق: ايه مرات خالي دي قولي يا جميلة
زين: لع عيب خالي يزعل وكله الا زعل خالي دا هو كل حاجة ليا بعد ابوي الله يرحمه
جميلة مبتسمة: ماشي يا سيدي قول الي يعجبك
جاء جسور ومعه صفاء وسهر ما أن رأت جميلة جسور شعر بضيق واختناق فاشاحت بوجهها بعيدا عنه.

أيهم: طب انتي زعلانة ليه يا جميلة
جميلة الصغيرة: عتان انت زعقت لعمو
أيهم بصدمة: مش عمو دا كان مخوف جميلة
جميلة: لاء عمو كان بيضرب الراجل الترير الي عايز يموت العيال التغيرة ( الصغيرة )
أيهم بضيق: يعني انتي عيزاني أعمل ايه
رفعت جميلة حاجبها بضيق فاكمل أيهم بضيق: حاضر يا ست ميلا هروح اعتذر حلو كدة
قبلته الصغيرة على وجنته بسعادة: شاطر يا ايتم
أيهم بحنان: قلب ايتم يلا بقي عشان تنامي.

دثرها أيهم بالغطاء جيدا وجلس بجانبها يمسد على شعرها بحنان وهي نائمة بداخله قلق لا يعرف ماهيته ذلك الجسور يثير قلقه تجاه ابنته، نظر أيهم ناحية وجهها الملائكي وهي نائمة واردف في نفسه بتصميم: ايوة انتي بنتي ومستحيل أخلي اي حاجة في الدنيا تبعدك عني.

في السرايا ما أن وصلوا الي السيارة حتي تركتهم جميلة وصعدت الي غرفتها بضيق
صفاء: أنت زعلت جميلة يا جسور
جسور: لاء ومش فاهم هي مضايقة
صفاء مبتسمة: طب اطلع شوفوها عروسة جديدة بقي وبتدلع
هز جسور رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة وقبل رأس صفاء: تصبحي على خير يا ست الكل
صفاء مبتسمة: وانت من اهله يا حبيبي ربنا يريح قلبك يا ولدي ويرزقك الذرية الصالحة
ابتسم جسور لها ابتسامة صفراء ثم صعد لأعلي.

دخل غرفته فوجد جميلة تقف امام النافذة تعقد ذراعيها بضيق امام صدرها تحرك قدمها بعصبية
جسور في نفسه: مالها دي
تقدم ناحيتها الي اصبح قريب منها: جميلة
نفخت بغضب ثم تركته وذهبت ناحية الفراش
جسور بضيق: في ايه يا جميلة
جميلة غاضبة: مالكش دعوة
قبض جسور على رسغ يدها بعنف: صوتك يعلي اقطعلك لسانك مالك في ايه
جميلة بضيق: ما اعرفش المشكلة أن أنا ما اعرفش أنا مخنوقة ومضايقة ومش طايقاك.

جسور بدهشة: لا حول ولا قوة الا بالله مالك يا بنتي
جميلة بدموع: ما اعرفش يا جسور حاسة بخنقه وحاسة إني مضايقة كأن في حاجة طابقة على نفسي
جسور بهدوء: طب اهدي كدة وروحي اغسلي وشك واتوضي وتعالي
هزت رأسها إيجابا ثم تركته وذهبت إلى المرحاض وفعلت مثلما طلب منها وخرجت وجدته جالس على الفراش بعدما ابدل ملابسه
اشار الى ان تأتي وتجلس بجانبه، نظرت له بقلق، فابتسم لها ابتسامة هادئة
جسور: تعالي ما تخافيش.

جلست بجابنه فوضع يده على رأسها وبدأ يقرأ عليها الرقية الشرعية..

شعرت بجفنيها يتثقلان وهو يقرأ عليها، وبدأت تشعر بالنعاس يداهمها
جميلة بنعاس: جسور أنا عايزة انام، هاااااااا
شهقت بعنف عندما القي على وجهها بعض قطرات من الماء فجاءه
جسور مبتسما بهدوء وهو يمسح قطرات الماء عن وجهها: اهدي اهدي، خلاص
جميلة بنعاس: هو ايه الي حصل
جسور مبتسما: محسودة يا ستي
جميلة بنعاس: على ايه يعني
جسور بغرور: كفاية أنك مراتي يا ماما
جميلة بنعاس: طب حاسب من كتر النفخة تفرقع.

جسور ضاحكا: انتي مشكلة
حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش ودثرها جيدا بالغطاء وظل يمسد على شعرها وهو يقرأ بعض آيات القرآن الكريم حتي غلبه النعاس.

في صباح اليوم التالي
يالهوي مز حتي وهو نايم
قالتها جميلة بابتسامة حالمة وهي تتطلع الي ملامح جسور المستكينة وهو نائم
وببقي مز أكتر لما بصحي على فكرة
قالها جسور بخبث وهو يفتح عينيه، فخباءت جميلة وجهها تحت الغطاء
جسور بخبث: جميلة
جميلة بخجل: أنا نايمة
جسور ضاحكا: لاء يا شيخة وبتردي عليا ازاي وانتي نايمة
جميلة مبتسمة ببلاهة: عادي أنا بتكلم وأنا نايمة، في ناس بتمشي وهي نايمة.

رفع الغطاء عن وجهها ليقابل ذلك الياقوت الأحمر مرة أخري
جسور بخبث: بقولك ايه
جميلة ببلاهة: ايه
جسور بخبث: قربي بس هقولك حاجة مهمة
جميلة: صحيح أنت اتجوزتني ليه
نظر لها جسور باشمئزاز: تكفير ذنوب، الي بتعمليه فيا دا تكفير ذنوب أنا رايح الحمام
تركها وغادر الي الحمام وهو يتمتم بغضب: أنت اتجوزتني ليه مش لما اتجوزك الأول فصيلة
دخل الي الحمام وصفع الباب خلفه بضيق
جميلة: ايه دا هو اتضايق ليه.

خرج جسور من المرحاض يجفف شعره بضيق
جميلة: جسور
جسور بضيق: نعم
جميلة: هو أنت ليه مش بتخلي زين يلعب مع العيال عشان هو ابن أخت العمدة ودول ولاد ناس غلابة
جسور بملل: جميلة الساعة كام
جميلة: 8
جسور: بصي يا جميلة قاعدة كدة اعرفيها ما تسأليش راجل مصري صاحي من النوم ولا سؤال عارفة إن شاء الله حتي تفطر ايه بدل ما تلاقي ايده معلمة على قفاكي
جميلة: بس أنا عايزة اعرف وعايزة اعرف كمان أنت اتجوزتني ليه.

جسور: حاضر بليل تمام كدة
دق باب غرفة جسور
جسور: ادخل
دخلت الخادمة: جسور بيه في راجل واقف تحت اسمه أيهم ومعاه عيلة اصغيرة
هتف جسور بقلق: جميلة
نزل جسور يهرول لأسفل سريعا الي أن وصل إليهم
جسور بقلق: خير في ايه جميلة كويسة
أيهم بإحراج: ما تقلقش حضرتك، أنا طبعا آسف على الازعاج وإني جيت لحضرتك بدري كدة بس جميلة أصرت اننا نيجي دلوقتي
جسور سريعا؛ انتوا تيجوا في اي وقت
فتح جسور ذراعيه وهتف بلهفة: تعالي يا جميلة.

تركت الصغيرة أيهم وأسرعت تحتضن جسور
جميلة الصغيرة بسعادة: عمو جتور
أيهم باحراج: معلش يا افندم اصلها لدغة في السين بتقولها تة، أنا كنت لحضرتك أعتذر عن الي قولته امبارح أنا آسف يا جسور بيه
جسور: ما فيش مشكلة ما حصلش حاجة
أيهم مبتسما: يلا يا جوجي بقي مش اعتذرنا لعمو
جسور سريعا: بالسرعة دي اكيد لسه ما فطرتش صح، صح يا حبيبتي
هزت جميلة رأسها إيجابا: أنا عايزة كورن فلكت
جسور سريعا: من عينيا.

أيهم باحراج: بس يا افندم...
جسور مقاطعا: ما فيش بس مش هتمشوا من هنا من غير فطار ثم صاح بصوت عالي يا أم السعد
جاءت الخادمة مسرعة: ايوة يا بيه
جسور: حضري الفطور بسرعة
الخادمة: حاضر يا بيه
جسور لجميلة: تعالي انتي معايا اجيبلك كورن فلكس
حملها على ذراعه وخرج بها من غرفة الصالون متجها الي المطبخ
أم السعد: خير يا بيه
جسور: مالكيش صالح انتي شوفي بتعملي ايه.

فتح جسور دولاب المطبخ الذي يحوي تلك العلب على مصرعيه فزين ابن اخته يحبه لذلك يحضر منه الكثير
جسور مبتسما: اختاري يا ستي الي يعجبك ولو عيزاهم كلهم نجيبهم كلهم
جميلة الصغيرة: أنا عايزة بالتوكولاتة
جسور: بس كدة
اخرج لها جسور كل العلب التي بنكهة الشكولاتة.

في غرفة الصالون يجلس أيهم قلقا على صغيرته
الي أن سمع صوت انثوي يهتف بنعاس
سهر بنعاس: يا أم السعد حضري الفطور لزين عشان يروح المدرسة
نظر لصاحبة الصوت ليفغر فاهه بصدمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة