قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الختامي

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الختامي

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الختامي

جميلة صارخة: جسور يا جسوووور
جسور بضيق وهو يدخل الغرفة: ايه يا بنتي بنتادي عليا من البلكونة
جميلة بضيق: أنا مش هروح الفرح
جسور: انتي عبيطة يا جميلة مش هتروحي فرح اختي
جميلة بدموع وهي تشير الي بطنها المنتفخة: أيوة بص بطني عاملة ازاي الناس هتفضل تتريق عليا، مش كنتوا استنيتوا لما أولد
جسور: لاء بالله عليكي الواد أيهم هيولع فينا دا بقالوا سبع شهور بيقنع فيها توافق
Flash back.

جسور لايهم بعد انتهاء المشكلة: حمد لله على سلامتك يا بطل
أيهم مبتسما: الله يسلمك يا جسور بيه
جسور: بص يا أيهم أنا بعفيك من الوعد الي بينا، سهر حالتها النفسية وحشة وأنا ما يرضنيش أنك تتجوزها غصب عنك
أيهم: جسور بيه أنا لو ما كنتش عايز اختك ما كنتش سكت لما سعادتك قريت الفاتحة في بيتي أنا كمان قريتها معاك على فكرة بس في قلبي واوعدك اني هحافظ على اختي وهتبقي دايما جوا قلبي.

جسور مبتسما: أنا عارف انك قد كلمتك بس دلوقتي مهمتك بقت أصعب لأن سهر حالتها وحشة بعد ما عرفت حقيقة جوزها الله يرحمه ما تجوزش عليه غير الرحمة
أيهم بثقة: ما تقلقش يا جسور بيه سيب الموضوع دا عليا
Back
جسور: يا جميلة الواد طلع عينه سبع شهور عشان سهر توافق
جميلة: ماشي يا جسور بس والله لو حد اتريق لهاكل دراعك
جسور ضاحكا: لاء ما أنا هبات النهاردة في البلكونة كدة كدة انتي اصلا بتاخدي السرير كله.

جميلة غاضبة: عبوشكلك
امسكها جسور من اذنها، جسور بغيظ: يا بت لسانك الي عايز قصه دا هولع فيكي
جميلة بدلال: واهون عليك يا جسوري
جسور بمكر: لاء طبعا يا قلب جسورك، ما تيجي اقولك كلمة سر
جميلة بخجل: اتلم يا جسور
جسور بخبث: تعالي بس هقولك كلمة سر زي الي كنا بنقولها عند الشجرة
ما كاد يقترب منها حتي
جميلة الصغيرة شاهقة: هاااااا، بتعمل ايه يا بابي
جسور بارتباك: هاااا دا أنا أنا أنا آه كنت بحط لماما قاطرة.

وضعت الصغيرة يدها على خصرها واردفت بتهكم: ايه يا بابي جو الأفلام القديم دا ما تقول انك عاوز تبوسها
جسور بصدمة: يا نهار ابوكي اسود، البت دي من ساعة ما لسانها اتعدل واحنا مش عارفين نتكلم معاها
جميلة ضاحكة: مالكش دعوة بجوجي حبيبتي، ميلا قلب مامي ايه العسل دا
لفت الصغيرة حول نفسها بسعادة بفستانها الأبيض المنفوش: شكلي حلو يا مامي
جميلة مبتسمة: قمر يا روحي
دق زين الباب
جسور: تعالا يا زين.

زين مبتسما: مساء الخير يا خال
جسور: تعالا يا زين الرجال ادخل
زين لجميلة بغضب: ايه القرف دا
جميلة غاضبة: وأنت مالك أنت
زين غاضبا: الفستان دا قصير وعريان
جميلة بتحدي: مالكش دعوة يا رخم
ثم ركضت ناحية والدها وهتفت ببراءة مصطنعة: بابي الحقني زين بيزعقلي
ضحك جسور عاليا ثم حملها على ذراعه: مالكش صالح بيها يا زين
زين بغضب مكبوت: الي تشوفه يا خال عن إذنك
تركهم زين ورحل غاضبا، فابتسم جسور بخبث.

جسور: يلا خدي جوجي وروحي لسهر وانا هشوف أيهم جهز ولا لسه
اخذت جميلة الصغيرة وذهبت إلى غرفة سهر
جميلة بإعجاب: ايه القمر دا
جميلة الصغيرة: عمتو سهر انتي مزة اوي
صفاء ضاحكة: نفسي اعرف البت دي بتجيب الالفاظ دي منين
سهر مبتسمة بخجل: بجد يا جميلة شكلي حلو
كانت سهر ترتدي فستان أبيض باكمام طويلة منفوش من الأسفل عليه حجابها الأبيض وتاج كبير
جميلة مبتسمة: قمرررررر واحلي من القمر كمان.

صفاء مبتسمة: والله غلبت معاها مش عارفة مش مقتنعة دي
جميلة: صحيح عمو مختار جه ولا لسه
صفاء: لسه مكلماه في السكه هو ورامي.

يالهووووووووووي الله يخربيتك هتقلبنا هدي السرعة شوية
صاح بها مختار بذعر في سيارته التي يتولي قيادتها رامي
رامي بثقة: ما تقلقش يا حج
مختار: يا رامي يا حبيبي أنا مش عايز أموت دلوقتي أنا لسه صغير وعايز اتمتع بشبابي
رامي ضاحكا: ربنا يديك الصحة يا حج
مختار: اي حج دي ياض دا الي يشوفونا يقول الي انت الي ابويا
رامي مبتسما: ربنا يخليك ليا يا بابا وما يحرمنيش منك ابدا
Flash back.

كان رامي يبحث عن والده بجنون بعدما اخبرته جميلة أن رامز ضربه على رأسه
الي أن أتاه هاتف من خالد
رامي: خالد باشا ابويا...
خالد مقاطعا: ابوك في مستشفي، في ناس لاقوه مرمي في الطريق وودوه على المستشفى
رامي: متشكر اوي يا باشا مع السلامة
أسرع رامي الي تلك المستشفي
رامي بلهفة لموظفة الاستقبال: لو سمحت في مريض جه من شوية مضروب على رأسه
الموظفة: ايوة يا افندم الدور الثالث اوضة...

أسرع رامي يركض على سلم المستشفي الي أن وصل الي الدور الثالث فاتجه ناحية الغرفة
وجد دكتور ومعه ممرضة يخرجان من الغرفة
رامي بلهفة: ارجوك طمني بابا كويس
الدكتور بعملية: الضربة كانت شديدة اوي على رأسه احنا وقفنا النزيف بس هو لسه ما فقش
رامي: طب هو هيفوق امتي
الدكتور: لو ما فقش خلال أربعة وعشرين ساعة احتمال كبير يدخل في غيبوبة
رامي باكيا: ممكن أشوفه
الدكتور: عشر دقايق بالكتير.

هز رامي رأسه إيجابا سريعا واتجه الي غرفة والده ليجده ممدا رأسه ملفوف بالضمادات العديد من الاجهزة متصلة به
جثي رامي على ركبتيه بجانب فراش والده
وامسك كف يده وقبله
رامي باكيا: بابا، سامحني يا بابا أنا آسف قوم يا بابا طب قوم وزعقلي واشتمني أنا فاشل وصايع بس انت قوم، على فكرة جميلة كويسة أنا ساعدت جسور عشان ينقذها.

عارف ليه فاكر اليوم الي جيتلك فيه المكتب وقولتلك نتفرج على فيلم ونشرب عصير، سامحني يا بابا أنا ساعتها حطتلك منوم في العصير عشان تنام واعرف أدور على المعلومات الي كان عايزاها ماهر، كنت عايز انتقم من جميلة بأي شكل لحد ما لقيت وأنا بدور دفتر مذكراتك وعرفت اد ايه أنا غبي وأن أنت أعظم أب في الدنيا وإنك كنت دايما عايز مصلحتي قوم يا بابا وحياة جميلة عندك قوم، طب وحياتي أنا عندك قوم.

شعر رامي بحركة اصابع يد والده في كفه فنظر ناحية وجهه بلهفة، فوجد مختار يفتح عينيه
مختار بتعب: بتحط منوم لابوك يا ابن الكلب
ضحك رامي من بين دموعه وبدأ يقبل يد والده ورأسه
فاق رامي من شروده على صوت والده
مختار: يا ابني هنتقلب ركز
فنظر له رامي بحنين وهو يحمد الله بداخله على نجاته.

في غرفة زين في سرايا جسور
أيهم وهو يعدل وضع رابطة عنقه السوداء: ايه رأيك يا زين الرجال
زين: عريس
ايهم: محبط اوي، طب قولي حلو قمر مز اي حاجة
جسور ضاحكا: بس يا اهطل ويلا انزل عشان اجبلك سهر
رفع أيهم كفيه داعيا: الحمد لله يا رب اخيرا هتجوز
ضحك جسور عليه ثم تركه وذهب الي غرفة سهر
دق الباب
جميلة: ادخل يا جسور
صفاء: انتي عرفتي منين انه جسور.

جميلة ضاحكة: ابنك بيخبط 3 خبطات بين كل خبطة والتانية ثانيتين ونص تحسيه ظابهم بالثانية
صفاء ضاحكة: انتي مشكلة
دخل جسور الغرفة يهتف بضيق: بقي أنا ظابطهم بالثانية ماشي ماشي
ابتسمت جميلة ببلاهة ثم اخذت يد الصغيرة وفرت هاربة من الغرفة
بينما وقف جسور امام اخته مبتسما بحنان دني برأسه وقبل جبينها
جسور بحنان: مبروك يا سهر
سهر مبتسمة بخجل: الله يبارك فيك يا اخوي.

جسور بندم: أنا عارف اني كنت قاسي عليكي اوي بس صدقيني دا من خوفي عليكي انا...
وضعت سهر يدها على فمه واكملت: ما تبررش يا جسور انت اخوي وابوي وكل حاجة ليا في الدنيا أنا ما زعلناش منك يا جسور
احتضنها جسور بحنان: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
سهر بحنان: ويخليك ليا
جسور بمرح: يلا بقي أيهم فاضله دقيقتين وهيطلع يولع فينا
امسك يدها وجعلها تتأبط ذراعه واخذها متجها
الي اسفل فبدأت الموسيقي تعلو.

طالت عيننا على العريس شفنا البشاير
الفرحة مليه عيونه خلت قلبه طاير
يااااا ليل ياااا ليل
يا فرحة ملية قلبنا و لا قادر اوصفها
الليلة حلوه خالص والمولى فيها حارس
وعرسنا ابو الفوارس من الفرحة طاير
قرب يا فرح مننا وابعد يا حزن عنا
خلى الحبايب عندنا تفرح وتتهنى
قرب يا فرح لينا حلى ليالينا
ده عرسنا نور عنينا على السنة ساير
وصل جسور الي نهاية السلم فصافح أيهم وسلمه يد سهر
جسور: سهر في عينك يا أيهم.

أيهم: سهر في قلبي هي وزين
جسور مبتسما: خلي بالك منيها
أيهم ضاحكا: دا على اساس أن أنا هاخدها واطير دا أنت مش راضي تخليني حتي أجر بيت هنا مصمم نقعد معاكوا في السرايا
جسور: اكدة احسن لسهر ولزين ولجميلة الصغيرة لو عايز تشوفها
أيهم: ماشي يا عم ممكن بقي اخد عروستي مش كتبنا الكتاب
جسور: تسلم ويلا عشان هنقعد مع الرجالة برة
ايهم بصوت منخفض لسهر: اخوكي دا تنح اوي
جسور: بتقول ايه ياض
أيهم مبتسما: جاي اهو.

نظر أيهم لسهر بحب: مبروك يا سرسورتي
سهر بخجل: الله يبارك فيك
ايهم: يااااه اخيرا وافقتي بعد ما ذلتيني وراكي سبع شهور زي كلب الليل الحيران
سهر: ما تقولش على نفسك اكدة دا انت زينة الرجال
ايهم بهيام: هييييح
وجد فجاءة يد تقبض على بدلته
جسور بضيق: ساعة بتسلم الناس كلها بتسأل على العريس برة
أيهم: ايه قلة الادب دي صحيح ناس غريبة يلا يا راجل
ضحكت سهر عليه ثم اخذتها صفاء وجلست في الكوشة في المنزل.

بدأت جميلة تشعر بألم بسيط ولكنه تجاهلته وانشغلت في سهر ولكن الألم بدأ يشتد أكتر الي أن اصبح غير محتمل
فصرخت بقوة من شدته: ااااااااااااه
نظر له كل الحاضرين بقلق
صفاء: مالك يا جميلة
جميلة صارخة بألم: مش عاااااااارفة يا ماما وجععععع رهيب اااااااااااه
صفاء بقلق: يا نهار ابيض شكلك كدة هتولدي في السابع، بسرعة حد ينادي جسور
اسرعت احدي الخادمات الي صوان الرجال
الخادمة بلهفة: جسور بيه يا جسور بيه.

جسور غاضبا: في ايه وكيف تخرجي وسط الرجالة
الخادمة: أنا آسفة يا بيه بس الست جميلة شكلها هتولد
هتف هشام وجسور معا: جميلة
ثم اخذا يركضان الي داخل السرايا
جميلة صارخة: ااااااه الحقوني
جسور بقلق: مالك يا جميلة
جميلة صارخة: سناني بتوجعني انت غبي الحقوني ااااااه
حمل جسور جميلة التي لم تتوقف عن سبه
الي أن وصلا الي المستشفي فوضعها الممرضات على السرير النقال.

جميلة صارخة: اااااااه منك لله يا جسور حسبي الله ونعم الوكيل فيك، اقتله يا بابا
هشام: حاضر يا حبيبتي قومي انتي بالسلامة وانا هعقله
اخذها الممرضات الي غرفة العمليات
فامسك جسور الطبيب من تلابيب معطفه الطبي
جسور غاضبا: مراتي لو حصلها حاجة هقتلك
خلص هشام الطبيب من يد جسور بصعوبة
فاسرع الطبيب الي غرفة العمليات وبدأ جسور يجوب الممر امام غرفة العمليات بقلق.

مضي بعض الوقت الي ان وجدوا سهر وأيهم وصفاء وجميلة الصغيرة وزين
جسور بحدة: انتوا ايه الي جابكوا
سهر بقلق: جميلة ولدت ولا لسه
هز رأسه نفيا بقلق
صفاء: ما تقلقش يا ابني هي كدة البكرية بتتأخر
أيهم بضيق: وهي حبكت مراتك تولد النهاردة وكمان في السابع ما العيال كلها بتنزل في التاسع
جسور: ابن جسور السيوفي مش اي حد يا بابا
بعد لحظات سمعوا صوت طفل يصرخ من غرفة العمليات
جسور بلهفة: جميلة ولدت.

خرجت الممرضة تحمل طفل رضيع على يديها ملفوفة في بطانية زرقاء
الممرضة: مبروك المدام جابت ولد
جسور بلهفة: طب وهي، هي عاملة ايه
الممرضة: زي الفل وهتروح على اوضتها دلوقتي
أعطت الممرضة الصغير لجسور فاخذه يكبر في أذنيه بصوت منخفض
في غرفة جميلة وقف الجميع في غرفتها يباركون لها
صفاء مبتسمة: مبروك يا حبيبتي
جميلة بتعب: الله يبارك فيكي يا ماما.

هشام بدموع وهو يحمل الصغير: الحمد لله ربنا استجاب لدعائي وعشت لحد ما شيلت ابنك يا جميلة
جميلة بتعب: ربنا يخليك لينا يا بابا ويباركلنا في عمرك
أيهم بحزن: مش مسامحك ابدا كشفت رأسي ودعيت عليكي يا جميلة يا بنت ام جميلة
جميلة ضاحكة: معلش بقي يا أيهم خليها عليك
سهر: ها بقي يا ستي هتسموه ايه
نظرت جميلة لجسور الذي ينظر لها بعشق
جميلة مبتسمة بحنان: ايه رأيك يا جسور في اسم ايان.

جسور مبتسما: ايان جسور السيوفي حلو مبروك يا ام ايان
جميلة: لاء يا سيدي أنا أم جميلة ولا ايه يا جوجي
عانقتها الصغيرة بسعادة: أنا بحبك اوي يا ماما
جميلة: وأنا بموت فيكي يا قلب ماما
أيهم مبتسما: بالمناسبة الحلوة دي واحدة سلفي المستشفي
وقف أيهم واخرج هاتفه فبدأ الجميع يقف خلفه ليظهروا في الصورة
بينما ظل هو ينظر لها
جميلة بخجل: جسور الكاميرا.

تلاقت عينيه العاشقة مع عينيها المحبة الشغوفة في لحظة التقاط أيهم للصورة
جسور بعشق: بحبك يا جميلة
جميلة: بحبك يا جسور
والي هنا تنتهي قصة جسور وجميلة.

مشهد خااااص للعمدة الصعيدي

تقف خلف زجاج أحد نوافذ السرايا الضخمة تنظر للحديقة بغيظ ظاهر من حاجبيها المعقودين بغضب شفتيها التي على وشك ادمائها من شدة ضغطها عليها باسنانها على وشك أن تخرج النيران من عينيها، وهي تنظر لتلك الفتاة الحمقاء المهندسة الزراعية الجديدة التي جاءت لتباشر أعمال الاراضي الخاصة بجسور، اتسعت عينيها بغيظ حينما رأتها تقترب من جسور عمدا بحجة أنها تشرح له ما تفعله، اخذت نفسا عميقا تزفره بحرقة سأريكي يا شمطاء، خرجت من الغرفة بعدما وضعت حجابها على خصلات شعرها باهمال لتتجه اليهم تسير بخطي سريعة غاضبة، فتحت باب السرايا كانت على وشك الخروج حينما تذكرت تعليم جسور الصارمة بأن لا تخرج حاليا لوجود الكثير من العمال في الحديقة وقفت عند باب السرايا من الداخل تنظر خارجا...

لتري جسور يقف بهيبته التي تعشقها، ممسكا بعصاه الابنوس السوداء عينيه ترتكزان على مساحة الأرض الشاسعة أمامه، يستمع لتلك المهندسة بإصغاء تام يهز رأسه إيجابا باهتمام دون أن يوجه لها نظرة واحدة كلما حاولت أن تقترب منه خطوة يبتعد هو خطوتين حرصا على أن يترك مسافة بينهما، اشتعلت أنفاس جميلة غضبا وهي تسمع تلك الفتاة التي علمت مؤخرا أن اسمها سيلين تتحدث بصوت ناعم تحاول ترقيقه قدر الإمكان، نظرت جانبها حينما شعرت باحدهم يقف جوارها لتري جميلة الصغيرة وايان الصغير.

عقدت الصغيرة ذراعيها أمام صدرها تهمس بحدة: البت الملزقة دي عمالة تتلزق في بابا وهو عمال يبعد عنها وهي مصرة، عاملة زي الأمير لما بيلزق ما بيتطلعش
هزت جميلة رأسها إيجابا تضيق عينيها بغيظ تهمس بحنق: ايوة، يا اما نفسي أجيبها من شعرها وانتفها زي الفرحة ريشة، ريشة.

شدت الصغيرة يد جميلة لتهبط الاخري قليلا همست لها الصغيرة ببعض جمل في اذنيها لتتسع ابتسامة جميلة المتشفية تهز رأسها إيجابا، خبطت جميلة كفها بكف الصغيرة تتمتم بحماس:
شطورة يا جميلة تربيتي بصحيح يلا طيري
ابتسمت الصغيرة بخبث لتركض ناحية والدها وتلك الفتاة، ابتسم جسور بحنو حينما رأي ابنته الصغيرة قادمه نحوه ليحملها على أحد ذراعيه يعاتبها برفق:.

حبيبة بابا، ايه اللي خرجك يا حبيبتي في عمال ودوشة عشان ما تتعوريش ولا تتعكبلي في حاجة
ابتسمت الصغيرة بمكر طفولي تشير ناحية سيلين تهتف ببراءة: زهقت من اللعب جوا، بس هدخل حاضر جوا، عايزة أسلم على طنط
ابتسمت سيلين بسعادة مصطنعة تمد يدها تسلم على الصغيرة لتسلم عليها الصغيرة بحرارة، تركت يدها لتتسع عيني بفزع حينما رأت عنكبوت صغير في منتصف يدها بدأت تنفض يدها بعنف تصيح بفزع: عااااااا، عنكبوت، عنكبوت.

انسلت جميلة من بين أحضان والدها الذي رمقها بنظرات حادة غاضبة لتفر سريعا الي الداخل، بينما اتجه جسور الي تلك الفتاة يحمحم بحرج:
معلش يا آنسة سيلين هي جميلة بنتي بتحب تعمل مقالب في الناس
صرخت سيلين بغيظ: دي بنت قليلة الأدب مش متربة
اشتعلت عيني جسور غضبا ليدق بعصاه على الارض بحده أشهر سبابته أمام وجهها يهدر غاضبا: اوعاكي تطولي لسانك ولا تفكري تهيني بت جسور السيوفي، بتي متربية أحسن رباية، انتي فاهمة.

حمحمت سيلين بحرج تبتسم بتوتر: أنا مش قصدي يا جسور بيه انا آسفة جدا جدا يعني، والله مش عارفة أنا قولت كدة ازاي
تنهد جسور بضجر ليهز رأسه إيجابا على مضض هاتفا بضيق:
كملي شغلك يا باشمهندسة
في الداخل صرخت جميلة بغيظ تنظر لتلك الفتاة، لتزم الصغيرة شفتيها تهتف بحنق: الخطة فشلت
عقدت جميلة ساعديها أمام صدرها تبتسم بخبث نظرت لجميلة الصغيرة تهتف بخبث: شوفي واتعلمي.

اتجهت ناحية سلم البيت الكبير لتخلع حذائها ذو الكعب المرتفع، كسرت كعب أحد فردتي الحذاء تلقيها بجانبها لتسقط أرضا تمسك بقدمها اليسري نظرت لجميلة الصغيرة تهتف: اجري نادي لبابا وقوليله ماما وقعت من على السلم
ابتسمت جميلة بحماس تهز رأسها إيجابا لتركض للخارج في طريقها لوالدها بدأت تصيح بفزع: يا باااااااابااااااا الحقنا يا بااااابااااا.

انقبض قلب جسور فزعا حينما وجد ابنته تركض وهي تصيح وقفت أمامه تصيح بفزع ؛ ماما وقعت من على السلم، ماما يا بابا الحقنا
اتسعت عيني جسور بفزع في لمحة كان يجذب تلك العباءة التي يضعها فوق كتفيها ملقيا عصاه الأبنوس يركض بهلع ناحية باب السرايا الضخم، ليجدها ملقاة ارضا جوار السلم تمسك قدمها اليسري تتاوه تبكي تصرخ، هرع ناحيتها يجثي على ركبتيه بجانبها يمسك قدمها برفق لتصيح متألمة:.

اااااه رجلي يا جسور براحة، رجلي
نظر حوله بجزع ليجد فردة حذائها ذات الكعب المكسور امسكها ينظر لها بعتاب: أنا مش قايلك بدل المرة ألف ما تلبسيش كعب عالي وانتي نازلة على السلم عاجبك كدة يعني.

حملها بين ذراعيه برفق متجها بها الي أعلي يخفق قلبه بعنف لتتعلق في رقبته تبكي تدفن رأسها في عنقه تحاول إخفاء ابتسامتها الواسعة وصل بها الي الغرفة ليضعها بحرس شديد على الفراش هاتفا بلهفة: أنا هروح طوالي اجيببك حكيمة الصحة
فتحت فمها تود الاعتراض فلو جاءت الطبيبة سيعلم أنها تختلق الأمر، ولكنه كان خرج بالفعل، نزل يهرول على سلم البيت ليجد إيان الصغير يهتف بحماس:
بابا، بابا في حاجة مهمة عايزة اقولك عليها.

تجاوزه جسور يهتف سريعا: بعدين يا حبيبي بابا هيروح يجيب دكتور لماما
ما كاد يتحرك خطوتين حتي سمع الصغير يهتف ببراءة: بس ماما ما وقعتش يا بابا، ماما بتكذب عليك
قطب جبينه بتعجب من كلام الصغير ليعود إدراجه متجها إليه جثي على ركبتيه بجانبه يهتف بحذر حتي لا يخيفه ؛ بتكذب عليا ازاي يا حبيبي.

هز الصغير رأسه إيجابا ليقترب من والده يهمس بصوت خفيض: ماما كانت متضايقة لما شافتك واقف مع طنط اللي برة فراحت قعدت عند السلم وقلعت جزمتها وكسرتها وقالت لجميلة تجري تقولك أنها وقعت
جز جسور على أسنانه بغيظ يتوعد للصغيرة والكبيرة بأشد عقاب على ما فعلا ابتسم في وجه الصغير يربط على كتفه بحزم:
جدع يا واد ولد ابوك بصحيح.

ابتسم الصغير ينفخ صدره بحماس ليفر الي غرفته يلعب بالعابه، بينما ابتسم جسور بخبث متجها ناحية الحديقة يقف مع تلك المهندسة من جديد.

في الاعلي مرت أكثر من ربع ساعة وجميلة تزرع الغرفة ذهابا وايابا بقلق ذهب وتأخر، إن جاءت الطبيبة ستعلم انها تكذب، اتجهت ناحية النافذة تود إلقاء نظرة خاطفة لتراه أن كان جاء أم لاء، اشتعلت انفاسها غضبا حينما رأته يقف جوار تلك الفتاة يبتسم بهدوءه الرزين مكملا عمله بهدوء كأن لم يكن، جزت على أسنانها بغيظ ألتلك الدرجة لم يعد يهمه أمرها، هتفت في نفسها بتوعد:
ماشي يا جسور صبرك عليا.

رأته في تلك اللحظة يتجه ناحية السرايا لتعود سريعا الي الفراش تمسك قدميها ترسم ببراعة ملامح الألم على وجهها لحظات ودخل الي الغرفة يخلع عبائته، لتساله بصوت خفيض متألم: اومال الدكتورة فين يا جسور، رجلي بتوجعني اووووي
صفع جبينه براحة يده يهتف بضيق: اوووبا.

الواحد تقريبا كبر وبقي بينسي، أنا كنت خارج اجبلك الدكتورة بس باشمهندسة سيلين ندهت عليا كانت عوزاني في حاجة وقفت معاها ونسيت خالص أنك تعبانة، وبعدين يا جميلة اربطيها برباط ضاغط ولا حاجة هتلاقيه جزع
قطبت جبينها بغيظ تهتف بحدة: يا سلام للدرجة دي مش فارقة معاك، يا جسور بيه يا عمدة البلد يا أمام الجامع.

اقترب منها الي أن صار أمامها مباشرة ليدني منها قليلا يهمس بحنق: اديكي قولتيها عمدة البلد وأمام الجامع الراجل اللي حافظ كتاب ربنا ومستحيل يغضبه حتي ولو كانت قدامه أجمل ست في العالم، فاكرة ولا افكرك يا دكتورة
اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر تحاول السيطرة على دقات قلبها الهادرة التي اشعلتها قربه الشديد منها، لتمتم بصدق:
عارفة وفاكرة.

مد يده يمسك فكها برفق يدير وجهها ناحيته، ينظر لعينيها هاتفا بعتاب: طالما عارفة وفاكرة إيه لزمتها حركات العيال اللي عملتيها دي...
اتسعت عينيها بذهول كيف علم، جزت على أسنانها بغيظ بالتاكيد ذلك الفأر إيان هو من اخبره، توعدت للصغير في نفسها لتنظر لجسور بحزن تهمس: عشان بغير عليك، مش من حقي اغير عليك
ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة ليخفيها سريعا هاتفا بجمود: ليييه تغيري شيفاني كل يوم والتاني مع واحدة...

هزت رأسها نفيا بعنف تهمس: لاء طبعا أنت مستحيل تعمل كدة، بس اللي بيحب لازم يغير، إنت كمان بتغير عليا وبتغير اوي كمان
مش من حقي اغير عليك وأنا شايفة البت الصفرا دي عمالة تتلزق فيك وعمالة تنعم في صوتها وتضحك على الفاضية والمليانة...
جزت على أسنانها بغيظ تكمل بحنق: أنت عارف كان هاين عليا اروح اجيبها من شعرها وانتفه ليها، والله هتلاقيها قارعة ولابسه باروكة.

ضحك رغما عنه يمسح وجهه بكف يده ليقرص وجنتها برفق هاتفا: يا بت اعقلي بقي
جلست على ركبتيها تحاوط رقبته بذراعيها تهتف بدلال: لاء مش هعقل أنا مجنونة، وانتي بتحبني بجناني، انكر بقي يا سور يا عجوز انت
قرص انفها برفق هاتفا: مش هتبطلي تقولي يا عجوز دي بقي، دا أنا يدوب 42 سنة
مدت يدها تغوض بين طيات شعره الأسود الذي خالطه شعيرات بيضاء تهمس بنعومة:
احبيه اربعينيا خالط الشيب رأسه فزاده وسامة ووقار.

ابتسم بسعادة من كلماتها المثلجة لقلبه ليجدها ترتمي بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس بمرح: يلا بقي قول الكلمة اللي أنا بحبها
ضحك بصوت عالي ليهتف من بين ضحكاته: يا ام السعدددد انتي يا أم الزفت هاتيلي الكرباج للبت دي
ضحكت تكور قبضتها تضربه على كتفه برفق ليميل مقبلا جبينها يحمد الله في نفسه على عائلته السعيدة المجنونة.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة