قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس

في المقابر التابعة لعائلته كان يقف بهيبته المعتادة.

اخذ يشتنشق الهواء ويزفره في بطئ وهو ينعي حاله فهو وحيد ليس لديه احد لقد جاهد في سنوات غربته حتى يأسس هذه الامبراطورية الضخمة لقد لجأ كثيرا لطرق ملتوية لجني المال فطموحه جامح ليس له حدود ليس امامه سوى بضع خطوات لأخذ ثأره من عمه فقد اقسم ان لا يرحم احد ها هو يخطو نحو ما طمح به من نعومة اظافره قد اقسم ان لا يعيقه شئ بعد وفاة امه وابيه اثر حادث مدبر لم يتبقي له احد غير عمه الذي طالما حقد عليه بسبب جبروته وتحكمه بأبيه واتباع الحيل الملتوية للذج بيه خارج ممتلكاته فقد استباح عمه حق ابيه بعد وفاته لم يتبقي احد غيرزوجة عمه التي كانت تحنو عليه إلى ان توفاها الله و فاطمة المربية كانت ترعاه ببعض صدقات عمه إلى ان اعتمد علي نفسه في سن صغير تنهد تنهيدة حارقة، فاق علي من يربت علي كتفه.

احمد: تعيش وتفتكر يا صحبي
عاصم: عملت اللي قولتلك عليه؟
احمد: كله زى ما أمرت تحب نروح الشركة دلوقتي
عاصم: لا في مشوار الاول لازم اروحه
التفت ليغادر إلى ان اوقفه صوت صديقه
احمد: لسة عندك امل تفتكر هتلاقيها مستنياك؟
عاصم بشك: مش عارف، صدقني مش عارف، انا ظلمتها وجيت عليها اوى انا كل السنين دى مش بشوف غيرها مش عارف هوجها ازاى ولا عارف هبرر اللي حصل بأيه انا كنت ندل
احمد: افرض اتجوزت وبقي ليها ولاد.

تنهد بضيق: مش هبوظ حياتها وهدعيلها ربنا يهنيها، بس اشوفهاواعتذر منهاو اريح ضميرى
احمد: عارف نفسي اشوف الجبارة دى اللي وقعتك علي بوزك
عاصم: جبارة ايه بس دى شبه البسكوتة
احمد بسخرية: علشان كدة كسرتها؟
عاصم بحدة: بطل رغي بقي وسوق وانت ساكت
ذهبو إلى وجهتهم وهو شارد بها.

تم عقد قرانهم بحضور الجميع فهو اصر بعدم عمل خطبة والزواج خلال ثلاث اشهر فهو لايستطيع التحمل اكثر فهو عاشق حتى الثمالة بها كانت تتملكه سعادة غامرة ظاهرة علي محياه وهو يتتطلع بها وكانها اغلي ما يملك
عامر بهيام: مبروك يا احلي عروسة في الدنيا
تصبغت وجنتيها بحمرة الخجل وردت بفرحة: الله يبارك فيك يا مورى تصنم مكانه لما تفوهت به نظر اليها بصدمة
عامر: انتي قولتي ايه سمعيني تاني كان بيتهيألي صح؟

هنا: خلاص بقي يا مورى متكسفنيش
عامر بشقاوة: يخربيت مورى اللي طلعة من شفايفك دى اللي عايزة تتاكل
هنا: احترم نفسك حد يسمعنا
عامر بخفوت: انا هوريكي الاحترام علي اصوله بس نبقي لوحدنا
تصنعت الجدية ولكمته في كتفه الايسر ليتمسك بقلبه ويتحدث بمراوغة: اه قلبي يا مفترية انا عايز تعويض حالا
هنا: بطل بقي انت اكيد اتجننت
عامر: حد يبقي معاه القمر وميتجننش
وطبع قبلة حنونة علي وجنتيها.

علي: مبروك ياحبايبي عقبال الفرح يارب
عامر: الله يبارك فيك يا كبير انتم السابقون بقي هههههههههه.

كانت تجلس بغرفتها شاردة بعد اغلاقها معه الهاتف فهو يغدقها بأهتمامه وكلامه المعسول ترى هل سوف يتفهمها لو اخبرته ام سوف تخسره إلى الابد مثل ما خسرت الكثير لتتنهد بقلة حيلة إلى ان دخل اخيها يجالسها
علي: مالك يا هنا سرحانة في ايه؟
هنا بشرود: هاه، لا ابدا بس كنت بفكر في عامر...
علي: لسة مصممة متقولوش علي سيف؟

هنا: خيفة اقوله يا علي اخسره زى ما خسرت كل حاجة ساعات بحس ان ربنا بعتو ليا يعوضني بيه عن كل اللي فات
علي: حبيبتي كان لازم يعرف قبل كتب الكتاب وكنتي سبيه هو يقرر يكمل او لا.

هنا: حاولت، والله حاولت اقوله كتير بس هو رفض يسمع وقالي ان ليه من بعد ما عرفني وقالي انو بيثق فياوبعدين خفت، خفت أخسره يا علي خفت، اكيد عمره ما هيتوقع اني ابقي بلبشاعة دى يا علي صح، كانت تتحدث من بين شهقاتها ودموعها تنهمر دون ارادة منهاجذبها اخيها بحضنه وظل يربت علي ظهرها بحنو اخوي.

علي: لو بيحبك هيغفرلك يا هنا ولازم يعرف منك انتي مش من حد تاني اوعديني انك تبقي قوية وتحاولي، وبعدين انا هلاقيها منك ولا من اسراء إلى مجنناني
خرجت من احضانه وتحدثت بتأنيب ضمير
انا السبب مش كدة انا عارفة انها مش مستوعبة ولا مصدقة انك كنت متجوز قبليها انا اتحيلت عليك كتير تقولها.

احتضن وجهها بيده وتحدث انا معملتش كدة غير علشانك قوليلي لو مكنش واحد صحبي بيشتغل في الصحة وساعدني لما عرف ظروفنا كنتي هتعملي ايه كنتي هتنسبيه لمين؟ تقدرى تقوليلي كنتي هتكملي دراستك ازاي نظرة الناس ليكي هتبقي ايه انتي مغلطيش لوحدك ياهنا، انا عارف اننا تعبنا كتير واحنا بنتنقل من مكان لمكان علشان نهرب من الناس وعيونهم ونبني لنفسنا الشكل الاجتماعي دة مش هقدر اقولها علي الاقل دلوقتي وهتحمل زنها وامرى لله...

هنا: انا بحبك اوى يا علي ربنا يخليك ليا.

مرت ايام قليلة وحان موعد زفاف اخيها انتهي من ارتداء حلته وصفف شعره بعناية وهو يستعد لهذا اليوم فلقد انتظره طويلا
هنا: اخيرا هفرح فيك، اقصدى بيك ههههههههه
علي: بقي كدة ماشي ياهنون بكرة تحصليني
هناوهي تربط رباط عنقه: ربنا بتمملك علي خير ياحبيبي احتضنها وطبع قبلة علي جبينها وتحدث بتأثر ربنا يخليكي ليا
عامر: اش اش اش بوس واحضان وانا، لاء، مليش دعوة انا عايز.

علي بضحك: بعينك انا بس لغاية ما تروح بيتك ابقي اعمل اللي انت عاوزه
عامر بغيظ: ياعم خف شوية دى مراتي والنعمة اجيبلك القسيمة علشان تصدق
انتي يابنتي مش انتي مراتي
اماءت له وهي تبتسم بلايجاب وضع يده بخصرها بتملك لاغاظة اخيها
علي: يعني اطلع منها انا. والله ليكو فوقا معايا اصبرو علياقاطعم صوت الصغير وهو يتأفئف
سيف: مش تيجي تساعديني مش عارف البس ولاهو خلاص الدلع كله ليهم وانا لا.

هنا بضحك: يا لمض انا جية معاك اهو يلا
عامر: مبروك ياسيدى عقبال 100سنة
علي: يابني انا بتجوز مش عيد ميلادى
عامر بسخرية: ما انا عارف قصدى 100 سنة جواز
علي: لا ياعم مستحملش انا كل دة ههههههه
ضحكو الاثنين معا ثم ربت( علي) على كتفه وتحدث خلي بالك منها واوعي تزعلها في غيابي ومن سيف انت عارف هو متعلق بيها ازاى.

عامر: اطمن حط في بطنك بطيخة صيفي انا هخدها معايا اسكندرية تقعد في الفلا عقبال ما ترجع انت عارف شغلي هناك، وبلمرة تحضر للفرح ولو في حاجة حابة تغيرها في ديكور الفلا
علي بتردد بس عايزك توعدني انك احمم...
عامروقد فهم مغزاى حديثه متقلقش عمرى ما هعمل كدة هي اغلي عندى من اي رغبة بس يعني الامر ميستغناش من تصبيرة ولا ايه،؟ لكمه علي بصدره وهو يتصنع الجدية انت سافل امشي من وشي
هنا: انتو لسة مخلصتوش اتأخرنا.

علي: لا ياهنون نزلين وراكي كنت بس بدى الوصايا العشرة لعامر
هنا: يارب يعمل بيها هههه
ذهبو لاحضار العروس واتمام مراسم الزفاف كان كل شئ رائع وكانو يغطون في سعادة عامرة انقضي زفاف اخيهاوسافر هو وعروسه لقضاء شهر العسل.

هنا براحة: وصلنا اخيرا دانا هموت وانام
عامر: سيف نام هشيله وهحصلك
اخذ الصغير إلى فراشة وهي تتبعه دثرته بلغطاء واغلقت باب الغرفة عليه وجدت من يتمسك بخصرها ويقربها منه علي مضض منهاو وضع قبلة حنونة علي ثغرها
كنت هموت لو معملتش كدة
بعد الشر عليك.

عامر: انا همشي علشان مضمنش نفسي ممكن اتهور. حضرى نفسك الصبح هننزل اسكندرية تصبحي علي خير فر هارب من ثورة مشاعره احس بسخونة جسده فهي تشعله رغبة نزع سترته ورباط عنقه وفتح منافذ الهواء لتلفحه نساءم باردة لعاها تتثرب إلى جسده.

ظلت شاردة تفكر به فهو شخصية نادرة الوجود حنون مثل الاباء ومرح مثل الصغار ما ان تنفرج شفتاه يضحكني يكاد قلبي يتوقف من دعاباته المرحة لا يتحامل علي مشاعرى ويشعرني بلعبء وفوق هذا وذاك وسيم حد اللعنة وضعت يدها علي شفاها وهي تتذكر قبلته كم كانت قبلة شغوفة وحنونة انعقد حاجبيها بتفكير واخذت تساءل نفسها لما لم ابادله قبلته لما لم اكن مثله شغوفة به لا اعلم ربما مازلت خجلة منه فهي لم تستشعر هذة العاطفة بعد لا تعلم هل تلبدت مشاعرها ام شئ اخر تخجل من التفوه به ظلت تبرر لعقلها لاتريد ان تنصاع إلى قلبها وهواجسه. خلدت للنوم بعد أتخاذ القرار بأعطاء نفسها فرصة ثانية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة