قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي عشر

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي عشر

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي عشر

ظل يتقلب في فراشه حتى ساعات النهار الاولي عقله يؤرقه من التفكير بها فهي اصبحت شرسة متمردة يعترف انها تبدلت لاكن يروق له كثيرا...

زفر في ارتياح فهو قريب منها فهي تقطن بلغرفة المجاورة له يريد ان يذهب ويأخذها بين احضانه ويطلب غفرانها اشتاق اليها بشدة ولاكن هي في عصمة رجل اخر وهو ابن عدوه اللدود. هو احق بها منه فهي من أسرت قلبه وعقله هو من تملكها روحا وجسدا نهض من فراشه وفتح باب شرفته لاستنشاق الهواء احس بصوت انفاس نظر نظرة مصدومة فاهي من تملكت افكاره تجلس في الشرفة المشتركة بينهم تقرأ احد الرويات تحتضن نفسها بوشاحها وشعرها يتطاير بأنسيابية حول وجهها تبدو شهية للغاية ابتسم بسخرية فا هي كما عاهدها احست به لتنهض عازمة الدخول ليستوقفها صوته الرخيم: لسة زى ما انتي بتحبي الرويات؟

ردت عليه بسخرية مريرة: ذاكرتك قوية اه بحبها اصلها خيال والابطال بيبقو مبسوطين والنهاية غالبا بتبقي سعيدة بس ارض الواقع مختلف تماما، ونظرت له شذرا ودخلت غرفتها واغلقت باب شرفتهابوجهه. غامت عينيه بحزن فهو فهم مغزى حديثها المبطن وظل هوشارد في الفراغ.

في صباح اليوم التالى في شركة السمرى
ابتسم بأنتصار فور توقيع عمه علي الاوراق فاهو يحصد ما بدء به ليتحدث بثبات
كدة كله تمام الشحنة هتوصل بعد كام يوم حضر نفسك ورجالتك مش عيزين غلط التمعت عيناه بلطمع ظن منه انه هو المستفاد وانه أقتنص هذة الفرصة متقلقش انا قدها وبعدين دى مش اول مرة ليا لينصرف عاصم وهو يبتسم بسخرية ويتحدث في نفسه بس اكيد هتكون الاخيرة.

كانت جالسة في فراشها شاردة ها هو من سلبها احلامها وحياتها يعود من جديد ليقلب حياتها رأس عل عقب ليهدد سكينتها وفرصتها الثانية في الحياه زفرت فيى ضيق وهي تتسأل مع عقلها لم عاد ياترى ولما تشعر ان علاقته مع عمه وعامر ليست علي ما يرام فهي فاترة مجاملة تنهدت بأرهاق وتناولت هاتفها تحدث اخيها فلقد اشتاقت اليه
علي بلهفة هنون وحشتيني اخبارك ايه وحبيبي سيف وحشتني لمضته.

هنا بعتاب: وحشناك بجد دة انت مصدقت خلصت منا...
علي: اوعي تقولي كدة يا هنا انتو حياتي كلها طمنيني بقي
هنا: الحمد لله كلنا كويسين
علي بقلق مال صوتك يا هنا انتي كويسة
هنا بتوتر كويسة يا حبيبي متقلقش وعامر مش مخلينا عيزين حاجة
علي: وبتاخدى ادويتك ولا بتنسيها زى ما بتعملي علي طول
هنا: اه باخدها هو انا اقدر اعيش من غيرها
ابتلعت غصة في حلقها وترددت اتخبر اخاها بعودته ام لا تثير ريبته
علي: انتي معايا ياهنون.

هنا وقد عزمت امرها
اه معاك خلي بالك من نفسك وسلملي علي اسراء اغلقت الهاتف انكمشت تفكر إلى ان استمعت لصوت ضحكة تعرفها جيدا تأتي من الخارج ارتدت مأزرها وخرجت من الغرفة بتوجس
لتتلاقي اعينهم في نظرة طويلة تحمل الكثير افاقو علي صوت فاطمة تحمحم صحيناكي يا بنتي، حقك عليا
هنا: لا ابدا يا دادة كنت صاحية وريحة اطمن علي سيف
عاصم: سيف نام من بدرى بعد مغلبني في الشطرنج.

فاطمة: مشاء الله عليه ذكي ربنا يخليه ويحفظه يارب
هنا: شكرا يا دادة عن اذنكم ظل يتتبعها بعينيه إلى ان دلفت لغرفة الصغيروتنهد في عشق غافل عن التي التقطت نظراته
فاطمة وهي تربت علي صدره بكرة ربنا يكرمك بأحسن منها، نظر لها بحزن وتنهد بعمق انا مش عايز أحسن منها يا دادة انا عيزها هي، هي وبس
تنهدت بحسرة علي حاله فهو لا يخفي عليها شئ وقد حدثها عنها فيما مضي رتبت علي كتفه وذهبت تباشر عملها.

استيقظت بنشاط عازمة الاستقصاء عنه من فاطمة فيبدو انها تعلم الكثير عنه فهو يبادلها الحديث بأريحية دلفت إلى المطبخ وهي تبتسم بثبات: صباح الخير يا دادة
فاطمة: صباح الفل يا حبيبتي
هنا بحمحمة عايزة اقعد معاكي، ممكن؟
فاطمة: من عيوني يا بنتي تعالي
هنالا تعلم من اين تبدء الحديث
صحتك عاملة ايه؟
فاطمة: نحمد ربنا يا بنتي نظرت لها وادركت انها تحاول مراوغتها والسؤل عنه. اسألي يا بنتي عنيكي فضحاكي.

تلعثمت هنا قليلا وتحدثت ببطئ عاصم عايزة اعرف عنه كل حاجة
فاطمة بعيون ضيقة عايزة تعرفي ليه يابنتي
هنا بتوتر من نظراتهاانا، يعني علشان عايش معانا، وبصراحة هو غامض اوى
بصي يابنتي الكلام اللي هقوله مينفعش حد يعرفه انا لو مش بعزك مكنتش هتكلم معاكي امأت هنا لها بأمتنان ثم اكملت فاطمة وتحدثت بحب فاكرة لما قولتلك ابني اللي ربيته رجع وكنت مبسوطة
هنا: اه فاكرة
فاطمة: ابني اللي ربيته دة يبقي عاصم.

هنا: بجد طب فين امه وابوه تنهدت فاطمة بضيق اتوفو يا بنتي من وهو صغير وانا اللي كنت برعاه لغاية مقرر يعتمد علي نفسه وبعد عني.

هنا بأستفهام: طب ليه حسة ان علاقته بعمه وعامر متوترة ديما ومفيش بينهم اولفة كدة، نظرت لها نظرة ذات مغزى وتحدثت بخفوت علشان ابراهيم خد حق اخوه فكل حاجة بعد وفاته ولماعاصم كان بيدرس في الجامعة راح يطالب بحقه قاله ان ابوه اتنزله عن كل حاجة ومن يومها وهو مخدش منه قرش واعتمد علي نفسه وحلف يرجع حقه وقتهامكنش في حاجة تقدر توقفه، شردت هنا في الفراغ وهي تستمع لها إلى ان ربتت فاطمة علي يديها عاصم طيب وحنين اوى يابنتي واتظلم كتير. كفاية انهم حرموه من امه وابوه ربنا ينتقم منهم.

هنا بأستفهام قصدك ايه يا دادة
فاطمة: موتهم مكنتش حادثة عادية دى كانت مدبرة ووقتها معرفوش يوصلو لحاجة واتقيدت ضد مجهول...
هنا: ومين ليه مصلحة في قتلهم يا دادة
تنهدت فاطمة واخبرتها بضيق ابراهيم هو الوحيد اللي ليه مصلحة
هنا بصدمة عارمة مستحيل يا دادة انتي متأكدة؟
فاطمة: كنت زيك يابنتي مش مصدقة لغاية مسمعته بوداني وهو بيتكلم في التليفون مع اللي نفذ اوامره وبيقولو اختفي لغاية ما القضية تتقفل.

هنا: وانتي فضلتي قاعدة ليه بعد اللي عرفتيه؟
تنهدت فاطمة وتحدثت بضيق مليش حد في الدنيا لا اهل ولا ولاد ولا حتى زوج ربنا عوضني بعاصم وهو اللي طلب مني ابقي وسطيهم علشان يعرف اخبارهم.

هنا: انتي طيبة اوى يا دادة بتفكريني با زوزو ياريت تعتبريني انا كمان بنتك وأحتضنتها بحنان وهي تخاطب عقلها هل يا ترى عامر يعلم بفعلت اباه هل تخبره لياخذ حظره من عاصم اما تفضل الصمت نفضت افكارها فيبدو ان قلبها هو من يمتلك القرار.

في احد المطاعم الفاخرة كان يجلس عاصم مع صديقه المقرب احمد يحتفلون بنصرهم
احمد: اخيرا هنخلص منه وهيرجعلك حقك يا صحبي
عاصم: استنيت اللحظة دى من زمان
عملت ايه في الموضوع اللي كلفتك بيه
احمد: اسكت عامر دة طلع خلبوص لو تعرف لقيت ايه في تسجيلات الكاميرا هتبوسني من بوقي
عاصم: احترم نفسك يا بني ادم اخلص
ناوله احمد الهاتف لتتسع عين عاصم بدهشة الزبالة مقضيها، عرفت مين البت.

احمد: اسمها سوزى وجيبلها شقة ومقعدها فيها ومعيشها عيشة الملوك
عاصم: تبعتله الفيديو بس بطريقتك وتهدده هتقول لمراته ومش عايز غلطة فاهم
احمد: ماشي يا صاحبي اللي تشوفه جال بنظره للمكان وكأنه يبحث عن شئ ثم تحدث بشغب هي القعدة هتفضل ناشفة كدة كتير انا مش واخد علي كدة يعني مش كفاية مفيش شرب كمان المزز
عاصم: ما تحترم نفسك انت ناسي لما بتشرب بتعمل ايه؟

نظر له نظرة نادمة وهو يطرق برأسه بلارض خلاص بقي يا عاصم قلبك ابيض انسي يا صحبي انا وعدتك مش هفتح بوقي تاني اماء له بتفهم فهو يعلم ان صديقه مخلص له لاكن عندما يشرب لا يستطيع السيطرة علي فمه.

في احدى الطرق الصحراوية كان يجلس بسيارته يضع نظارتة الشمسيه لتحجب زرقة سمائه ينظر إلى ساعة يديه بنفاذ صبر حتى لمح سيارة قادمة نحوه ترجل من سيارته وتحدث بعصبيةانت فين ياحيوان انا بقالي مدة مستنيك اقترب منه احدى رجاله ويدعي فرج معلش يا عامر بيه بس كنت متراقب وكان لازم ازوغ منهم اماء له بشر وامسكه من تلابيبه وتحدث بغضب يعني انت متراقب وطلبت تقابلني يا غبي.

فرج: اطمن ياباشا والله زوغت منهم وعملت كل اللي امرتني بيه بس في حاجة لازم تعرفها
عامر بعصبية: اخلص واتكلم معنديش وقت
فرج: معارفي وحبايبي في المينا بيقولو في شحنة كبيرة جية بأسم ابراهيم بيه وشكلها مش تمام
عامر: انت متأكد انه ابراهيم السمرى مش حد تاني
فرج بثقة: عيب يا باشا هي اول مرة دا انا محسوبك، تركه وهو في قمة الغضب وركب سيارته وهو يتوعد لأبيه فهو لم يخبره فهناك سبب ما لا يعلمه.

وثب إلى مكتب ابيه بغضب ولكن لم يجده سال مساعدته
عامر بصياح: بابا فين مش في مكتبه ليه
مي بتوتر: ابراهيم بيه سافر النهاردة الصبح لمناقصة مهمة في القاهرة
عامر: هيرجع امتي.

هي: هيرجع بكرة يا فندم خرج من المكتب وهو غاضب وهم بركوب سيارته ليناول هاتفه ويحاول الاتصال به ولاكن لايوجد اجابة لفت نظره رسالة غير مقروءة من رقم غير مسجل هم بفتحها لتستيقظ كل حواسه بغضب وتنفر عروق يده الضاغطة علي الهاتف وقذف الهاتف علي المقعد وتحدث من بين اسنانه مين بينخرب ورايا وجاب الفديو دة منين مصيرى هعرف ومش هرحمه قاد سيارته بعصبية وتوجه إلى بيت سوزى.

كانت في غرفة صغيرها مغمضة العين فهذا طلب صغيرها ليأتيها وهو يبتسم بأتساع
فتحي عيونك يا ماما
فتحت عيونها ببطئ وهي تبتسم لتتفاجى بلوحة رائعة مرسومة بطفولية استنتجت انهاتخصها هي وصغيرهاواخيها وشخص اخر يحتضنهم نظرت له وتحدثت بأستفهام حلوة اوى يا حبيبي رسمك تحفة بس مين اللي معانا دة في الصورة.

سيف: دة عمو عاصم علشان بحبه اوى تقطعت نياط قلبها علي صغيرها فاهو يمتلك موهبة اباه وادركت ان تقربهم يشكل خطر عليها
تحدثت بحزن: حبيبي مرسمتش عمو عامر معانا ليه عمو عامر بيحبك حرك رأسه برفض لا يا ماما عمو عامر مش انا مش بحبو دة بيشغلك عني
هنا بضيق: حبيبي عيب كدة دة عامر بيحبك وبعدين انا مفيش حاجة تشغلني عنك.

تنهد الطفل ورفع منكبيه بلامبلاااه انا مش بحبو عارفة يا ماما كان نفسي باباعلي يبقي شبه عمو عاصم بيلعب معايا وبيجبلي لعب وبيحبني كانت تستمع له بصدمة وكادت تتحدث لولا دخول عاصم محمل العاب للصغير
وثب اليه الصغير يحتضنه جثا عاصم علي ركبتيه يحتضن الصغير وهو ينظر لها نظرة تحمل الكثير.

سيف: وحشتني يا عمو الله كل اللعب دى ليا، انا لسة كنت بقول لماما نفسي تبقي انت بابا انعقد حاجبه بأستفهام ونظر لها بشك وهي متجمدة وضربات قلبها متسارعة تحدثت مغيرة مجرى الحديث سيف روح لدادة فاطمة تعشيك علشان تنام تنهد الصغير بحزن وذهب بمضض وقف ينظر لها وهي متوترة مطرقة برأسها نهش الشك قلبه حاولت الخروج إلى ان تمسك بذراعها وتحدث هو. (علي)مبيسألش علي ابنه ليه وايه ماما دى مش فاهم.

هنا وهي تنظر ليده الممسكة بها لتتحدث بتوتر اثر كذبتها(علي) مراته مش عايزة سيف يعيش معاها وسيف متعلق بيا انا اللي مربياه بعد وفاة امه واتعود يقولي ماما، ارتحت ممكن تسبني بقى، اماء لها بتفهم وترك يدها ثم تحدث بمكر وعامر بيحب سيف ولا هو كمان مش هيعوزه
هنا بعصبية: وانت مالك حاشر نفسك بينا ليه احتدت نظراته لها و تحدث بثبات انا حبيت سيف واخدت عليه وعايز اطمن.

هنا بسخرية مريرة: تطمن، لا قلبك حنين اوى وبيعرف يقلق دة من امتي دة يا عاصم طول عمرك بتدوس علي اى حاجة في طريقك ايه اللي اتغير، رد عليا كنت فين لما سبتني لما فوقت مالقيتكش لما لقيتك رميلي فلوس كأني وحدة رخيصة وبتطلب مني اعمل بيهم عملية ترجعني زى ما كنت، اخذت شهقةعميقة وتحدثت بحزن كنت فين لما امي ماتت بسببي كنت فين وانا، محتجاك، كنت فين كانت تتحدث وهي مغيبة وكأن حياتها تتجسد امامها من جديد بنبرة تقطع نياط القلب و تبكي بحرقةسحبها من ذراعيها واحتضنها بلقوة ليهدئها بمضض منها وهي تتملص من احضانه بشراسةفقد غامت عيناه بلدموع والحزن وتحدث بصدق عارف اني غلطت كتير بس ندمت ورجعت دورت عليكي، سامحيني يا هنا انا عمرى محبيت غيرك كنتي بتشاركيني احلامي كل ليلة وضميرى كان بيموتني اديني فرصة تانية يا هنا انا محتاجكك جنبي كانت تشهق بخفوت بين احضانه سارت قشعريرة بجسدها واحست بقلبها الخائن يطرق بين ضلوعها لهفة له زاد من ضمها وهويمرر انفه علي عنقها صعوا وهبوطآ يستنشق عبقها الاخاذ بأنتشاء خرجت من احضانه وهي مغمضت العينين تحاول ربط جأشها من جديد نفضت يدة وتحدثت بثبات ابعد عني يا عاصم اخرج من حياتنا وحيات اى حاجة حلوة عندك ابعد، ابعد تركته ووثبت إلى غرفتها وهو ظل ينظر لاثارها بندم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة