قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل السادس عشر

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل السادس عشر

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل السادس عشر

دخل سيف و خلفه مُهند الذي يحاول أن يحادثه: استنى بس يا سيفو.
سيف بغضب: قولتلك متكلمنيش صح؟
ضحك مُهند و هو يحاول أن يحتضنه: خلاص بقى آسف يا باشا قلبك أبيض و عسل يلا.
أبعده سيف بحدة و اتجه للأريكة بتعب لتنظرلهما حبيبة و قبل أي سؤال جاءت ألماس سريعًا: سيف مُهند أنتم كويسين، إيه اللي بهدلك كده يا مُهند؟
سيف ببرود و هو مغمض عيناه: أنا و ليريا و نور.

حبيبة بعصبية و هي تنظر لملابس ابنها فكانت ملابسه مليئة بأثار الأتربة و هناك علامات لأحذية و بوجهه لكمات خفيفة: أنتم اتجننتوا يا سيف و ليه كل ده؟
سيف و هو يأخذ كوب مياه: اسأليه هو عمل إيه الأستاذ.
ألماس لمهند و هي تجلس بجواره: أنتَ هببت إيه ياض؟
ابتسم مهند بغباء: و لا حاجة هو اللي حصل...

(بعد أن أوقف مهند سيارته بمنتصف الطريق هبط و نظر للفراع من أمامه و للشمس التي تحرقه: الجو حر أوي، الجو ده محتاج آيس كريم من عند الراجل اللي شوفته هناك.
و أشار على المباني البعيدة و نظر للسيارة: لو أخدت العربية الواد هيهرب و سوارين هيعلقني. )
مهند: و بس يا ستي قررت أروح مشي و جبت تلاتة آيس كريم اتسليت فيهم و لما رجعت لقيت عربيتي حبيبتي بتولع و اتلموا عليَّ.

ليروي لهم ما فعلوه به و أن سوارين عندما عادوا للمبنى كاد يعلقه على البوابة و لكنه هرب.
ضحكت ألماس بشدة و اقتربت منه: ملحقتش تتهنى يا ابني.
مهند و هو يمسك يدها: اسنديني يا أختي لفوق إل هِ تنستري.
ألماس و هي تحاول اسناده و تضحك عليه: تعالي يا صغيرة على البهدلة يا أختي تعالي.
مهند لألماس و هي تسانده: تعرفي يا بت إن أنتِ اللي فيهم.
ضحكت ألماس: عيب عليك هو أنا أضربك و أسيبك لا طبعًا.

مهند بألم: البت نور و الهبلة L. M عضعضوا دراعتي ولاد العضاضة.
ضربته ألماس على ذراعه: دراعك ده.
صرخ مهند بألم ليبعدها بحدة و يدخل المصعد: يا بنت.
وقعت ألماس على الأرض لتصرخ به: امشي يا ابن ال و الله لتتعض يا مهند الكلب.
نظرت أمامها لليد الممدة لها و ظنت أنه سيف فمسكت يده و هي تحدثه: يستاهل اللي أنتَ عملتوا فيه ابن أمه ده.
لتلقاه آسر يبتسم لها: أنهي كلب اللي وقعك.
جاءه صوت سيف و هو يصعد: الكلب التاني.

أوقف آسر ألماس و ضمها له و هو يشير لسيف: بيعجبني في الواد اقتناعه الكامل بأي حاجه بقولها و أي شتيمه بشتمهاله.
ضحكت ألماس: حلو، سيبني بقى أنا كويسة.
آسر و هو يقربها أكثر له: بسهولة دي.
ألماس بخفوت: آسر مينفعش كده حبيية هنا.
آسر و هو يسحبها للمصعد: محدش هنا هي خرجت...
رفعت ألماس يدها و عانقته ليبتسم لها: مش مصدق إنك معايا.
ضحكت ألماس: صدق أو لا تصدق إلتقاء ميمو و قمرها.

آسر و هو يضربها في أنفها: اسكتِ متبوظيش اللحظات.
نظرت ألماس لباب المصعد التي فُتح: اللحظات باظت، أهلًا شيري.
نظر آسر لشيري و ابتعد عن ألماس قليلًا: أنتِ لسه هنا؟
ضحكت شيري و غمزت: أنا مراتك زيها، متنساش ده.
همست لها ألماس في أذنها: لكن أنا حُبه متنسيش ده.

ثم مدت ألماس يدها و أمسكت ذراع آسر و أخذته للجناح الخاص بهما جناح آسر لتدخل ألماس و تنظر للمكان بانبهار شديد و بدأت بالتحرك في المكان كان الجناح كبير باللون السيمونِ مزين بزينة هادئة و يتوسطه فراش مزين بوردٍ أحمر و هناك خزنة كبيرة للملابس بها ملابسه و ملابسها و شرفة كبيرة بجانبها باب لدورة مياه و يقابلها باب لمكتب آسر دخلت ألماس المكتب و كان بألوان هادئة لتخرج للشرفة التي ينسدل منها درج صغير لحديقة خاصة مليئة بالورد و هناك أرجوحه أمام المسبح الصغير المُزين بالورد هو الآخر.

تقدمت ألماس من المسبح و انحنت تلمس المياه بسعادة ثم اتجهت للأرجوحة و هي تتذكر تلك الأرجوحة كانت دائمًا تجلس عليها مع آسر و نظرت لظهر المقعد و إسمهما المحفور عليها و ابتسمت بشدة و جلست و اقتربت من الأسماء و قبلتها: أنا رجعت زي ما وعدتكم.
كان آسر ينظر لها بابتسامة كان دائمًا يتوهم وجودها في تلك الحديقة و الآن هي أمامه ليتجه لها: يلا يا قلبي عشان الشركة.

نظرت له ألماس بحزن و تذمّر طفولي: خلينا انهارده عايزة اتفرج على البيت.
ضحك آسر و هو يسحبها خلفه: هو البيت هيهرب يلا.
سحبها آسر لباب تلك الحديقة و خرج لتلقى ذاتها بالحديقة الكبيرة و من ثم بالسيارة لتنظر لآسر بتذمر فهي ودت أن تعبث بذلك القصر منذ كانت معلمة ألماسة و أن تتحرك بالقصر و الآن بعدما علمت أنها ملِكته لا يريد آسر ذلك!

ويأخذها للشركة و بالأمس لم يظلا بالمنزل بعدما عادت بملابسها بل ظلت مع ألماسة وبعد ذلك غادرت القصر معه وذهبت لشقة خاصة بهما كانت تأتي دائمًا إليها معه لتنظر له بابتسامة و تتذكر.
بالأمس...
ألماس و هي تنظر للطريق بدهشة: آسر إحنا رايحين فين؟
آسر بابتسامة و تسلية: هخطفك زي زمانك.
ضحكت ألماس بسعادة: بجد في نفس المكان!
هز آسر رأسه لتصرخ بسعادة: إشطا أوي.

و فتحت الأغاني و بدأت تحرك يدها و تهز منكبيها و هو ينظر لها كل دقيقةو يبتسم عليها تلك المشاغبة.
دخل الإثنان للشقة و فتح آسر الأنوار لتركض ألماس بسعادة للشرفة و يتجه آسر للثلاجة و يأخذ زجاجة مياه ثم يسمعها تنادي.
ألماس بصوتٍ مرتفع و هي تنظر لما أمامها: آسر هو حد كان بيجي هنا من آخر مرة جيينا مع بعض؟
آسر و هو يترك الزجاجة على السفرة: لأ ليه.

ألماس بدهشة: لا و الله طب تنضيف الشقة و حد من الخدم نضفها لكن وردي إيه؟
ضحك آسر و هو يحتضنها من الخلف و ينظر للورد: بعت جيبت ورد جديد و نفس الورد اللي بتحبيه.
ألماس و هي تنظر بعيناه: اممم شكيت فيك ظلم يا محترم أنتَ.
آسر بحزن مصتنع: تؤ تؤ مكنتش أتوقع إنك تشكِ فيَّ أبدًا أنتِ عمرك شوفتيني مع واحدة أو تعرفِ عني أني مشيت مع واحدة مثلًا؟
ألماس بسخرية: لا و الله هيهيهيهييي ده أنتَ أستاذ في قلة الأدب.

ضربها آسر على رأسها: اتلمِ كل الكلام ده كان زمان قبل ما أشوفك.
هزت ألماس رأسها و تحدثت بسخرية: نانانا.
ابتسم آسر و نظر للقمر المكتمل بالسماء و كذلك ألماس ثم صرخت: إزيك أحب أعرفك على آسر أو قمري زي ما بقولك دايمًا.
نظر لها آسر بعدم فهم فينظر حيث تنظر و كان نظرها على القمر لينظر لها بدهشة و سؤال: أنتِ كنتِ بتتكلمِ مع القمر عليَّ؟
ألماس بسعادة: أه طبعًا يا قمري.

آسر بيأس من تلك المجنونة التي كانت تجلس دائمًا بأحضانه و تحكِ يومها للقمر: مش هتتغيري يا ميمو خالص.
ألماس بتذمر: في إيه يا آسو هو أنا بكلم نفسي و لا أكون بكلم نفسي.
آسر بسخرية: لأ معاذ الله بتكلمِ القمر!
نظرت بعيناه بدقة: عنيك لسه بتنسيني كل حاجة وبتحببني في الأخضر.
آسر و هو ينظر بعيناها هو الآخر: و أنتِ لسه عينك بتخليني أحس إني في غابة و عشان أنجو من الهلاك لازم أفضل في حضنك.

استدارت ألماس و حاصرت وجهه بيداها: عمرك ما بعدت لحظة عني و عن عقلي و عينك زي الطيف اللي بيطاردني وسط التوهان اللي أنا كنت فيه، دايمًا كنت بشوف عينك بتقولي بحبك و لما كنت بقع بلاقيك قدامي فبقوم تاني، بحبك يا آسر.
اقترب من عيناها و قبلهما بعشق: بعشقك يا نبض آسر.

سيف لنور في الهاتف: شاورما و لا بيتزا و لا برجر؟
ضحكت نور: سيف لما أقابلك هقولك حاضر أنتَ بقيت زي بقبوظة كده ليه!
ضحك سيف بدهشة: مين بقبوظة؟
صرخت نور بفزع أثر ضرب نورسين النائمة بجانبها على ذراعها: إيه يا حمارة؟
نورسين بنعاس: أنا مش بقبوظة.
ثم تحدثت بشك: plus بتكلمِ مين و بتضحكِ كده؟
ضربتها نور و قالت بتوعد: نامي يا نورسين.
سيف و هو متسطح على الفراش و عاري الصدر: سيبك من صاحبتك يا نور.

نور و هي تبتسم: حاضر ممكن أفهم رنيت ليه؟
سيف بابتسامة و تذمّر كأنه طفل: أففف مش عارف أنام.
ضحكت نور بشدة: أقولك حدوته طيب؟
ابتسم سيف بسعادة و كأنه طفل صغير وافقت والدته أخيرًا على أن تحكي له حكاية لتبدأ نور و هو يستمع لها و يتذكر:
(صرخ سيف الصغير: مليش دعوة احكيلي أنا الأول.
لتبتسم له أمه: هحكيلكم أنتم الاتنين.
أخرج آسر لسانه لسيف: هتحكيلي أنا يا صغنن أنتَ.

سيف بتذمر و هو يقذفه بوسادته: أتفو بكيهك (بكرهك) يا آسي (آسر).
آسر ببرود: و أنا بحبك ياض يا سيف عارف ليه، قول ليه ياض، عشان بتجيبلي شيكولاتة لما بتيجي من عند الدكتور.
سيف بصراخ: مصلحجيييي حق.
لتصرخ والدتهم: رأفت تعالى خد عيالك دولا.
سيف بتذمر: ليه بس يا سلوم!
آسر و هو يقترب من والدته: في إيه يا مزتي متضايقة ليه.
دخل رأفت و رأى آسر: اثبت عندك يا حيوان يا اللي متربتش.

آسر: رؤوفه حبيبي تعالى يا راجل شوف مراتك و ابنك سايقين قلة الأدب خالص!
سلمى بدهشة: مين دولا يا آسر اللي سايقين قلة الأدب!
رأفت و هو يُجلس آسر ذات العشر أعوام: بطل طولت لسان يا آسر.
سيف بضيق: يؤوف خليه يسيب ماما تيجي تحكيلي حدوته.
سلمى لسيف و هي تحتضنه: تعالى ننام كلنا هنا و احكيلكم حدوته كلكم.
اتجهت سلمى للفراش و هي تحمل سيف و رأفت يحمل آسر ثم جلس رأفت يحتضن آسر من اتجاه و الآخر سلمى و بينهما سيف.

سيف لوالده بسعادة: احكيلنا أنتَ يا يأفت.
ضحك رأفت و نظر لسلمى: شكل وجودي هيقطع رزقك.
سلمى و هي تنظر له: مش مشكلة المهم إنك معانا.
آسر بصخب: انزل يا ابني ب music رومانسي.
سيف بتذمر: يلا بقى احكولي مش عارف أناااام. )
كان سيف و ما زال لا يعرف أن ينام بدون أن يروِي له أحدهم حكاية ودائمًا ما يزعج مهند بذلك الأمر و لكن الآن هو لا يحادثه.

ضربت نورسين نور ببطنها: اسكتِ في إيه بتكلمِ طفل و قاعده تحكيله حدوتة قبل النوم؟
ركلت نور نورسين حتى سقطت ثم تحدثت بهمس: بره أوضتي و سيبيني أخلص.
وقفت نورسين و هي تسبها و خرجت بحذر و هي مغلقة عيناها بخوف من الظلام لتحاول الوصول لمفتاح المصباح فتلقى شخص ما يلمس يداها فتصرخ بشدة و تضع يدها على عيناها.

نورسين بصراخ و هي مغمضة عيناها و بنبرة أوشكت بها على البكاء: متسرقنيش أنا محلتيش حاجة و الله هما اتنين برجر في التلاجة و الله جوه و لا معايا مال و لا بنون أنا فقيرة يا باشا.
بالداخل عند نور سمعت صوت الصراخ لتتحدث لسيف: سيف أنا هقفل، سيف أنتَ نمت؟
لتغلق الخط و هي تبتسم و تخرج للخارج بحذر و هي تمسك سلاحها و فور دخولها الصالة ضحكت بشدة و هي ترى نورسين معلقة على الحائط محل ساعة الحائط و ألماس أمامها.

نور من بين ضحكاتها: أنتِ عاملة فيها كده ليه!
ألماس و هي تنظر ل‌نورسين: بقى يا كلبة بتعملي فراخ من ورايا و أعرف كمان من بره؟
نورسين بتذمر: معلقاني هنا عشان فرخة يا ألماس!
ألماس و هي تنظر لها: يعني أنتِ لو استأذنتيني كنت رفضت؟
نورسين و هي تحاول نزع ذاتها: أه كنتِ هترفضِ أنتِ بتستقوي عليَّ.
نور و هي تكتم ضحكاتها و تدخل الغرفة: و أكلت الفرخة كلها لواحدها كمان.
ألماس بصراخ: كمااان يا طماعةةة.

نورسين و هي تنظر لها بترجي: ميسو حبيبي نزليني.
ألماس ببرود: لأ فين نصيبي؟
نورسين بصراخ: عايزة تقوليلي إنك جوزك مأكلكيش يا مفجوعة أنتِ.
ألماس و هي تتذكر و على وجهها ابتسامة: مقولكيش يا نونه أحلى عشا و أحلى ليلة قضيتها امبارح.
نورسين بغمزة: أيوة بقى يا ميسو يا جامد.

نزعت نورسين ذاتها و سقطت على الأريكة الصغيرة بحدة و لم تعطي للوجع انتباه ففضولها من يتحكم بها الآن و تقدمت من ألماس بفضول ظاهر بعيناها لتضحك ألماس وتبدأ بسرد لها ما حدث.

مر الوقت وتبقى القليل على غروب الشمس لتدخل ألماس جناح سيف بعنف: سيف.
نظر لها سيف بصدمة فهو كان يغلق قميصه و نور تحدثه على الهاتف.
نور بدهشة: صوت مين ده يا سيف؟
اقتربت ألماس من سيف و أمسكته من ثيابه: ممكن أفهم اللي بيحصل لو معندكش مانع يا كزنوفا أنتَ و أخوك اللي مترباش.
نور بتركيز: ألماس؟

نظر سيف للهاتف على يمينه فهو كان يحادث نور وهو يرتدي لذلك كان يفتح مكبر الصوت و من ثم نظر لألماس التي تنظر للهاتف لتغلق نور، نظر سيف لألماس و أبعدها عنه و دخل آسر على صوت سيف.
سيف بصراخ لألماس: في إيه يا ألماس أنتِ هبلة نور سمعتك.
ألماس بهدوء: و أنتَ تعرف نور منين؟
سحب آسر ألماس من ثيابها: مش قولت متدخليش أوضته هو أو مهند؟
ألماس لآسر و هي توقفه: استنى عشان أنا دماغي لفت!

سيف لألماس بعدم فهم: أنتِ اللي تعرفي نور منين؟
ألماس و هي تجلس و تنظر لآسر و تضحك: أصحابي القدام بيحبوا أصحاب الجداد.
ركلها سيف بقدمها و هو يمسك هاتفه ليحاول الاتصال بنور مجددًا: حب إيه و بتاع إيه أنا ونور أصحاب.

ألماس و تهز رأسها و تحدث ذاتها: يعني سيف و مهند و نور أصحاب و نورسين حبيبة مهند، نور عارفة إني عند جوزي و سمعتني بكلم سيف و هتلقيها دلوقتِ قافلة الفون، نظرت لسيف و تحدثت بهدوء فهي تعلم ما يجول بخاطر صديقتها: صح.
نظر لها سيف و ابتسم و هو يأخذها من يدها: و أنتِ زي الشاطرة هتيجي تفهميها إن تفكيرها غلط و إنك مرات أخويا. ثم نظر لآسر: لمؤاخذة يا ريس الهانم تلزمني.

آسر و هو يتسطح على الفراش: خدها عشان تقلل المصايب و أنا شوية و هروح أشوف اللي عامل مصيبة ده.

أغلقت نور الهاتف نهائيًا و نظرت لذاتها بالمرآة و تحدثت بألم و بدون وعي: ألماس قالت إنها مع جوزها و أنا سمعت صوتها جنب سيف، سيف جوز ألماس!
سمعت الباب يفتح و صوت ألماس بالمنزل و تتحدث: نورسين أنتِ هنا.
بالخارج دخلت ألماس و انتظر سيف بالخارج لتلقى نورسين تجلس أمام التلفاز و هي تأكل كعادتها:
ألماس بسخرية: قومي يا بقبوظة هانم ادخلي جوه معايا ضيف.

نظرت لها نورسين بصدمة و فمها مليء بالطعام: ضيف بصيغة المذكر! راجل في بيتنا يا ألماس يا شماتة أبلة ظاظا فيكِ يا نونه.
اقتربت منها ألماس و كتمت فمها: اكتمِ يا نورسين.
لتخرج نور بدهشة من صوت نورسين: في إيه؟
نظرت لهما ألماس و لثيابهما: الحمد الله لبس خروج.
و ذهبت لباب و فتحته و نظرت لسيف و ألماسة التي أصرت أن تأتي معهما وزاد إصرارها عندما علمت بأنها ستقابل نور.

نظرت لهما ألماس وتحدثت بسخرية: محترمين ما شاء الله ادخلوا.
دخلت ألماس و ألماسة و خلفهما سيف حتى وصلا لردهدت المنزل لتصرخ ألماسة بسعادة: طنط نور وطنط نورسين.
نورسين بتذمر و هي تقف: متقوليش طنط بس.
احتضنت نورسين ألماسة التي ضحكت عليها و نور التي تنظر لسيف بدهشة فهي لم تتوقع رؤيته بمنزلها من قبل ليخرجها من دهشتها صوته:
نظر سيف لنورسين و نور ثم تحدث بحرج: أخبارك يا أنسة نورسين.

نورسين بسخرية: بخير طول ما أنا بعيدة عن صاحبك.
نور بدهشة: صاحبه!
جلست ألماس و أجلست ابنتها بجانبها و أعطتها من حلوى نورسين و أخذت هي الأخرى ثم تحدثت ببرود: صاحبنا، صاحبنا مش قولتلك هخليه يعتذر وإني قده.
صمتت ألماس وكذلك الجميع ونور ونورسين لا يفهمان شيء لتنظر لهم ألماس بدهشة: مالكم يا شباب ما تقعدوا تعالى ياض يا سيف ده بيتي أقعد.
لترد نور و نورسين بذات الوقت بسخرية: بيتنا...

جلس الثلاثة وسحبت نورسين الحلوى من ألماس لتنظر لها وترميها بباقي الحلوى فتأخذها نورسين بسعادة.
نظرت ألماس لنظرات نور ثم تحدثت: سيف ومهند أصحابي وقرايب آسر، جوزي.
نور بصدمة: آسر غيبوبة جوزك.
نظرت لها ألماس برفعة حاجب وتحدثت بسخرية كما تتحدث من لحظة دخولها المنزل: لاحظي إن ألماسة قاعدة plus ده جوزي يا أما.
نظرت لها نورسين بغباء: يعني إيه.

ألماس بنفاذ الصبر: لا إله إلا الله ربنا يكون في عون الغبي الرابع، يعني أنا مرات آسر اللي مش بتبطلي شتيمة فيها.
سيف بسخرية ولم ينزع نظره عن نور: ممكن تخلصي وتقولي المفيد عشان زمانها خلصت الشتايم اللي عندها علينا.
ضحكت ألماس و نظرت لنور: لما سمعتِ صوتي كنت أنا داخلة أضرب سيف بس وبعدين آسر دخل ورايا على طول تمام.
ونظرت لنورسين و ابتسمت بخبث: وكنت داخلة أضربه عشان اللي عملتوه في مهند.

نظرت لها نورسين بفزع: ماله مهند!
ألماس بمكر وقد قدرت على جذب انتباهها أخيرًا: ضربوه انهارده.
كادت تجيب لتلاحظ نظرات الجميع الخبيثة لتبتسم ببرود: هه يستاهل.
وتركت المكان و اتجهت للشرفة و أغمضت عيناها و هي تتنفس بهدوء ليتحول لحدة و تحدث ذاتها: بحبك جدًا بس أنتَ اللي مش عايزني، زي بابا أه والله بابا مكنش عايزني فرماني لأبو فارس.

لتبتسم بسخرية على ذاتها فالجميع يتركها والدتها وأخوها و والدها تركها لشخص أكبر منه ليتركها هو الآخر ف‌تهرب والآن مهند.
ما بها لِمَّا هكذا لِمَّا يحدث معها هكذا و والدتها من الرضاعة لا تعلم عنها شيء لماذا يحدث ذلك يا ألله؟
نظرت للسماء وتحدثت: يا رب أنا راضية بكل شيء و الحمد الله بس أنا تعبت عايزة حد جنبي.
: أنا جنبك يا نونه.

نظرت لتلقاها ألماسة التي بعثتها ألماس فتبتسم وتنظر لباب الشرفة لصديقاتها بل إخوتها تحملن الكثير مع بعضهن ولديهن كامل الاستعداد لتحمل المزيد فتحت يداها لتركض نور وألماس لأحضانها.
همست ألماس: متأكدة إن زي ما حياتي بدأت ترجع، حياتك هترجع، صبرًا يا ابن أدم صبرًا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة