قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

بعد إنتهاء الوليمة التي صنعتها عائلة فؤاد إلى عائلة حسن نور الدين
عاد هشام متأخرا من منزل فريدة حيث ضل هو بعدما رحل الجميع وذلك ليجلس بصحبة خطيبته ووالدها الذي لم يتركهما بمفرديهما منذ أول يوم خطبه إلى يومنا هذا!

أما سليم فقد إتخذ قرار أنه لن يذهب إلى الشركه مجددا لعدم رؤية فريده له، فقد قرر اللعب على أوتار أعصابها ليشتت مشاعرها ويجبرها على الإختيار الإجباري، والذي هو بالتأكيد إختيار قلب سليم!
صباح اليوم الجديد!

وصلت فريده إلى مقر الشركه على أمل أن تراه وتصمت أنين قلبها الذي لم يتثني عن الصراخ منذ أن أبتعد سليم عنه قاصدا
جلست بمكتبها قليلا تنتظر أن يستدعيها سليم إلى مكتبه كما السابق، ولكن إنتظارها دون جدوي، وقفت وبدأت تتحرك بتوتر داخل المكتب، ثم توقفت فجأة وتحركت خارج المكتب قاصدة مكتب فايز!

وبالفعل طرقت الباب ودلفت ثم جلست، وتسائلت بهدوء وثبات إفتعلته لنفسها بإعجوبه هو الباشمهندس سليم ما طلبش من حضرتك ملفات إنهاردة يا أفندم؟
نظر لها فايز عاقدا حاجبيه بدون فهم!

فأكملت هي بشرح موافي لحديثها، أنا واصله مكتبي من بدري بس لا بعت لي أروح له مكتبه علشان نقفل شغلنا، ولا حتى إتصل يطلب ملفات زي عوايدة، فأنا قلقت وجيت لحضرتك علشان أستفسر بما إن إنهاردة أخر يوم ليه في الشركة!
نظر لها بإستغراب لحالتها وكلامها الغير مقنع بالمرة وأجابها الباشمهندس خلص شغله عندنا إمبارح يا فريدة، هو مبلغكيش ولا أيه؟

إرتعب داخلها وصرخ قلبها متفاجئ ورافض فكرة عدم تواجدها معه بنفس المكان من جديد، وأنه بالفعل رحل دون أن يخبرها لتستعد هي وقلبها لصدمة رحيله مرة أخري!
أجابت بصوت مهزوز وعيون زائغه غير مستقرة لا يا أفندم، المفروض كان قال لي علشان أكون عاملة حسابي، هو أنا للدرجة دي قليله أوي في نظرة؟

ثم وعت على حالها سريع حين رأت نظرات فايز المستغربه وتحدثت بشموخ إصطنعته لنفسها وبرأس مرفوع أردفت قائلة أقصد إني ليا وضعي في الشركه وإنه كان من الذوق واللباقه إنه يبلغني بإن شغله معايا إنتهي!
وأكملت بنبرة رافضة لتلك المعاملة أنا باشمهندسه وكنت بساعده، مش سكرتيرة ولا مساعدة جنابه علشان يتعامل معايا بالغطرسه دي، ولا أنا كلامي غلط يا أفندم؟

أجابها بهدوء بعدما أستقر حديثها وعادت لتوازنها الطبيعي هو المفروض إن ده كان يحصل يا فريدة، أنا فعلا مستغرب هو إزاي مبلغكيش، وخصوصا إن وهو بيبلغني إنه إنتهي من فحص الملفات وإنه قريب هيبلغني بقرارة وقرار شركته شكر فيكي جدا، وأشاد بذكائك وبشغلك المميز إللي كتير ساعدة في إتخاذ قرار هيرضي الكل إن شاء الله!

وقفت وتحدثت بقوة متلاشيه حديث فايز لإطراء سليم على مجهودها ربنا يصلح الحال يا أفندم وإن شاء الله خير، بعد إذن حضرتك!
وخرجت من مكتبه متوجه إلى مكتبها والتي دلفت إليه كالإعصار المدمر لما سيواجهه، وبلحظه أقبلت على هاتفها وبدون تفكير تفحصت إسمه وضغطت زر الإتصال.

كان يجلس بسيارته خلف مقود السيارة وهو يقودها للذهاب لإحدي الشركات التي كانت من ضمن مجموعة الشركات المتقدمه لطلب إدماج شركتهم لشركته
نظر لشاشة هاتفه وأبتسم بخبث حين رأي نقش عشقي الأبدي كما يلقبها، فقد راهن حاله على أنها ستهاتفه اليوم بعدما تنهار حصونها المصتنعه تلك!

صف سيارته جانبا وكان الإتصال قد إنتهت مدته، مما أحزنها وجعل حالتها مزريه ومحزنه
أعاد سليم الإتصال، نظرت بهاتفها متلهفه وهي تتفحصه وبلحظه ضغطت زر الإجابه.

تحدث هو بنبرة جاده ليقضي على ما تبقي من صبرها أهلا يا باشمهندسه!
أجابته هي بنبرة حادة غاضبه أسعدته باشمهندسة أيه بقا، هو حضرتك خليت فيها باشمهندسة، دي معاملة حضرتك ليا محصلتش حتى معاملت سيادتك لسكرتيرتك!

شعر بسعادة داخليه لا يضاهيها سعادة وتحدث بتخابث وبرود قاتل أغضبها أيه بس إللي مزعلك أوي كدة يا باشمهندسه؟
أجابته بغضب و إعتراض هو مش المفروض إني شغاله مع حضرتك في فحص ملفات الشركه واللي بناء عليه موقفه شغلي الأساسي لحد ما حضرتك تنتهي من مهمة سيادتك عندنا،
يبقا من الواجب والأصول إن لما حضرتك تنهي شغلك وتقرر تمشي، على الاقل تبلغني علشان أرجع لشغلي المتعطل بقاله أسبوع بسبب طوارئ سيادتك!

إبتسم وتحدث بتسلي بطريقه مستفزة لها أنا أسف يا أستاذه نسيت، جل من لا يسهو!

تنهدت بضيق من نبرته البارده وتحدثت بنبرة معاتبه علي العموم متشكرة جدا لتقدير سيادتك لشخصي ليا، ومتشكرة كمان على الوضع إللي حضرتك حطيتني فيه قدام باشمهندس فايز إنهاردة وأنا رايحه أسأل على حضرتك زي المغفله!
سألها بهدوء بنبرة خبيثه وياتري كنتي رايحه تسألي عني ليه؟

إرتبكت وتحدثت بنبرة مرتبكة وصلت له عادي يعني، كنت بسأل علشان أعرف إن كنت حضرتك محتاج لي في مكتبك إنهاردة، ولا حالة الطواريء اللي أنا وشغلي فيهم من إسبوع هتتفك وأرجع لشغلي الأساسي!

أجابها بهدوء وصوت حنون أذابها أنا بجد أسف على التصرف الغير مقصود أكيد، وحابب كمان أشكرك على تعاونك المميز معايا واللي ساعدني في إني أتحصل على كل المعلومات إللي إحتاجتها علشان أعرف أتخذ القرار المناسب بخصوص شركتكم، وأنا على فكرة قولت الكلام ده ل مستر فايز!

حزن داخلها من طريقة حديثه الرسميه معها وكادت أن تصرخ به معترضه،
ولكنها دفنت حزنها بداخلها وأخرجت صوتها بنبرة ضعيفه جادة بعض الشيئ متشكرة يا باشمهندس، وأسفه لو كنت أزعجت حضرتك بمكالمتي!

أجابها بخبث ولا يهمك مفيش إزعاج ولا حاجة، مع السلامة يا باشمهندسه!

وأغلق الهاتف نظرت هي بهاتفها غير مصدقه ما حدث، وأدمعت عيناها بألم لتلك المعامله الجافه.

وحدثت حالها بألم وذهول، أيعقل أن تنساني بتلك السرعة سليم؟

أين صوتك العاشق، أين مناداتك لي ب حبيبي؟

أين إصرارك وإلحاحك وحثك لي على أن أترك هشام وأعود لقلبك من جديد؟

أكان كل هذا هراء مثل سابقه؟

أكنت تلهو بي وبمشاعري كسابق عهدك؟

يا لحماقتي وغبائي!
بالله عليك لا تفعلها بي مجددا تاركي وتارك قلبي!

رفعت رأسها لله تناجيه بدموع يا الله قف بجانبي ومعي لأستمد منك العون والقوة لتحمل كل هذه المحن التي تطرق بابي واحدة تلو الأخري!

وأكملت بدموع وغضب، اللعنة عليك سليم، اللعنة عليك قاهري وقاهر قلبي الملعون، الذي وما أن تشار إليه يلهث ويرتمي داخل براثنك من جديد دون وعي أو إدراك!

عند سليم أغلق هاتفه وزفر بضيق وأسند ظهرة للخلف
ولام حاله على إحزان قلب فريدة حياته وإلامها.

أمسك هاتفه من جديد فلم يعد يستطيع تحمل تألم فريدته أكتر ظغط زر الهاتف من جديد، نظرت بشاشة هاتفها بدموع،
وجدت نقش إسمه، إبتسمت رغما عنها وأنتعش قلبها وأرتعش جسدها بسعادة.

وبرغم حزنها منه وسخطها عليه إلا أنها لم تستطع صبرا،
أمسكت هاتفها بيد مرتعشه وضغطت زر الإجابه وأخرجت صوتها عنوة خير يا باشمهندس، ياتري نسيت تقولي حاجه تانيه خاصه بالشغل؟

تنهد بألم لأجل صوتها الباكي التي تحاول جاهدة تخبأة بكائها ولكنها لم تفلح بالتأكيد أمام عاشق أنفاسها.

تنهد بقلب يحترق لأجل دموعها وأجابها بصوت عاشق هائم أهلك قلبها نسيت أقولك إنك حبيبتي ونور عيوني إللي من غيرهم الدنيا بالنسبة لي تبقا ظلام.

ونسيت أقولك إني عمري ما هستسلم وأبعد عنك حتى لو قولتيهالي ألاف المرات.

خرجت شهقه عاليه عنوة عنها من أثر بكائها فتحدث هو سريع بصوت عاشق متألم بلاش دموعك دي يا حبيبي
دموعك بتنزل على قلبي تحرقه، أرحميني وأرحمي ضعف قلبي ناحيتك يا فريدة!

أجابته من بين شهقاتها العاليه بصوت متقطع بائس ياريتك سمعت كلامي ومسافرتش وسبتني يا سليم، ياريتك مكنت ظلمتني وظلمت قلبك معايا!

أجابها بحماس وصوت شغوف إحنا لسه فيها يا حبيبي، إتكلمي مع هشام وقولي له إن نصيبكم مش مع بعض،
قولي له إنك مش قادرة ولا عارفه تكملي معاه، وأكمل برجاء إعملي كدة علشانا يا فريدة، أرجوك يا فريدة، أرجوك!

أردفت بألم ودموع ياريت كان ينفع يا سليم، للأسف الموضوع مش بالسهولة إللي إنت متصورها دي!

أجابها بهدوء وأيه بس إللي صعبها يا حبيبي؟

صاحت بألم وأسي لإن ببساطه الغدر مش من طبعي يا سليم، هشام كان راجل معايا من البدايه ومقبلش على نفسه ولا عليا إنه يحبني من غير رابط شرعي، هشام جه لحد بيتي وطلبني من بابا ومن وقتها عمرة ما زعلني بكلمه واحده،
وأكملت برفض تام ما أقدرش أقابل إحترامه ليا ورجولته معايا بقلة أصل ونداله وغدر، ما أقدرش يا سليم ما أقدرش!

تحدث بألم يمزق داخله من أثر حديثها عن هشام ورجولته معها وأردف بخزي وألم قصدك طلع أرجل مني ومعملش معاكي إللي أنا عملته،
وأكمل بصوت ضعيف مفسرا بس أنا دفعت الثمن غالي أوي، وندمت ندم يكفي عمري إللي راح واللي جاي كله،
وأكمل برجاء صدقيني وأغفري لي غلطتي وإنسي يا حبيبي، إنسي وخلينا نبدأ حياتنا مع بعض، أرجوك يا فريده!

أجابته بدموع وألم أرجوك يا سليم إفهمني وقدر موقفي، قولت لك مش هينفع، ماأقدرش ماأقدرش!

صاح بها بصوت متألم إنت عارفه إنت كده بتعملي أيه؟
إنت كدة بتحكمي على قلوبنا بالإعدام!

أجابته بألم ولو سبته ورجعت لك أبقي بحكم على ضميري بالإعدام، وساعتها عمري ما هحترم نفسي ولا هقدر أعيش معاك مبسوطه ومرتاحه البال،
وأكملت بدموع أهون عليا أعيش بقلب ميت ولا إني أعيش وضميري منتهي،
وأكملت برجاء أرجع من مكان ما جيت يا سليم وحاول تكمل حياتك وتنساني،
بكت بشهيق عالي وأكملت وأدعي لي وادعي لقلبي بالثبات، إدعي لي إن ربنا ينتزع حبك من جوايا ويزرع مكانه حب هشام.

صرخ قلبه متألما طالبا الرحمه وأردف بصوت رجل مدبوح على يد إمرأته يا جبروتك، يا قسوة قلبك يا فريدة، بقا بتطلبي مني أدعي لك إن ربنا يزرع في قلبك حب راجل غيري؟

جبتي القسوة والجبروت ده كله منين؟

أردفت بدموع أرجوك يا سليم لو فعلا بتحبني وأنا غاليه عليك سافر وماتحاولش تقرب مني تاني، وأكملت من بين شهقاتها ولو لقتني ضعفت وبتصل عليك في يوم أرجوك ما تردش عليا، ده رجائي الأخير منك يا سليم، أرجوك تحققه لي!

أخذ نفس عميق وتسائل بنبرة جادة ده أخر كلام عندك يا فريده؟

متأكده من إنك فعلا عوزاني أبعد وأنساكي وأحب وأتجوز وأعيش حياتي من غيرك؟

إشتعلت نار قلبها من الغيرة من مجرد تخيلها أنه بصحبة غيرها من النساء،
تحاملت على حالها وأجابته بصوت ضعيف متأكدة يا سليم، ربنا يوفقك ويرزقك ببنت الحلال إللي تقدر تعوضك!

أجابها بقوة وثبات تمام، زي ما تحبي، أنا هنفذلك طلبك وهبعد عنك زي ما طلبتي بالظبط، وصدقيني مش هحاول أضايقك بعد إنهاردة،
وأردف بنبرة حزينه مع السلامه يا فريدة!

أجابته بدموع وقلب يتمزق ويصرخ مع السلامه يا سليم، مع السلامه!

وأغلقت الهاتف وأجهشت ببكاء مرير كأنها إستمعت للتو خبر وفاة أغلي الغوالي لديها، بكت على أحلامها التي إنهارت وتسربت من بين أيديها للمرة الثانية!

نظرت للسماء تناجي ربها بدموع غزيرة وألم يمزق داخلها بلا رحمة، ، كن معي يا الله، كن بعوني وساندني كي لا أضعف وأصبح خائنة،
لقد إخترت أن أمتثل إلى شرعك وحكمك، فأرجوك ساعدني على أن لا أضعف من جديد،
إنتزع عشقه الأبدي من قلبي وضع محله عشق ذلك المسكين الذي لا ذنب له سوي عشقه الهائل لي،
أرجوك يا حبيبي، أرجوك كن معي ولا تتركني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين!

أما عند سليم فقد أغلق معها وأمسك هاتفه وضغط على زر الإتصال وتحدث بضيق بعد أن أتاه الرد من الطرف الأخر عملت لي أيه في الموضوع اللي كلفتك بيه؟

تحدث بضيق بعد أن إستمع إليه يعني أيه عمر لسه ما وصلش لحاجه لحد دالوقت، إنجز وخلصني أنا مش هقعد عمري كله أستني خبر من سيادتك إنت وسي عمر بتاعك!

صمت ليستمع للطرف الأخر وأجاب تمام، بس ياريت تنجز لإن صبري بدأ ينفذ!

ثم أغلق الهاتف وتنهد بضيق وحدث حاله، صبرا فريدة، أقسم بربي لأعاقبك على كل هذا الهراء الذي تفوهتي به منذ قليل،
سأعاقبك على كل حرف تافه تفوهتي به، وأكمل مبتسم بتسلي ولكني سأعاقبك بطريقتي الخاصه، طريقة سليم الدمنهوري لغاليته ومبتغي أحلامه!

وتنهد بشوق وحدث حاله بهيام، هرم قلبي من ويلات الإشتياق أميرتي، متي يحين الأوان وترضي عني مهلكتي، أريد أن أقتطف معك ثمار عشقي الملتهب داخلي منذ سنوات، أقسم بربي سأذيقك من وابل العشق مالم يتذوقه قبلنا من العاشقين، فقط تخلصي من تلك الأفكار التي تعكر صفونا وتعي لأخضاني لنبدأ معا ملحمة غرامنا المنتظر، غرام ذلك المسكين صريع الهوي لفريدته.

بعد إنتهاء دوام العمل.

كان هشام يستقل سيارته عائدا إلى المنزل إستمع لصوت هاتفه معلنا عن وصول مكالمه، نظر ب شاشة هاتفه وجد رقما غير مسجلا بقائمة أسماء هاتفه.

قرر الإجابه وضغط على زر الإجابه وتحدث بترقب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد عليه صوت أنثوي هاديء وناعم ومرتبك بعض الشئ إزيك يا هشام!

ضيق عيناه بإستفهام وأردف بتساؤل أهلا يا أفندم، ممكن أعرف مين معايا؟

تألم داخلها وأردفت قائله بنبرة معاتبه معقوله نسيت صوتي يا هشام؟

صف هشام سيارته سريع وأبتلع لعابه بتوتر حين تذكر تلك النبرة وصاحبتها وأردف قائلا بترقب لبني؟

إنتفض داخلها بسعادة حين إستمعت لحروف إسمها بصوت معشوق عيناها!

وأجابته بصوت أنثوي رقيق للغايه أيوة لبني يا هشام، لبني اللي خلاص نسيت نبرة صوتها ونسيتها لدرجة إنك تبقا عارف إني موجوده في مصر ليا تلات أيام وماتجيش حتى تزورنا، ولا حتى تطمن عن خالتك و ماجد إللي نفسه يشوفك وأتصل بيك وإنت طنشته!

كان يستمع إلى صوتها بحنين لماضي فات ومضي، فجأه نفض وبشدة من رأسه وقلبه أية أفكار ممكن أن تجعله يشتاق لها ولحنين أيامه معها،
ثم أردف قائلا بعد إستفاقته من تلك الهفوة معلش يا لبني، صدقيني كان غصب عني، أول يوم كان عندي شغل ضروري وإمبارح لما ماجد كلمني كنت في طريقي لبيت فريدة خطيبتي، كنا معزومين كلنا عندهم على الغدا، ورجعت متأخر ونمت على طول!

أجابته بغيرة ظهرت بصوتها الساخر طبعا خطيبتك ليها الأولويه عن زيارة خالتك إللي ليها أربع سنين غايبه عن البلد!

وأكملت بتساؤل بصوت حاد طب وياتري هتتقضل علينا بالزيارة أمتي، ولا محتاج تاخد الإذن الأول من خطيبتك؟

أجابها بنبرة جادة ليذكرها بمعاملتها له من قبل وكيف لها أن تخلت عنه ورحلت أنا مبخدش إذن من حد يا لبني، ومش محتاج لأن ببساطه فريدة عقلها كبير وبتثق فيا لابعد الحدود، فالبتالي ما بحتاجش أبررلها مواقفي وتصرفاتي كل شويه.

أجابته بنبرة جادة وحديث ذات معني يبقا ما بتحبكش كفايه يا هشام،
وأكملت بحنان البنت لما بتحب راجل بيكون هو كل حياتها وبتهتم بأدق تفاصيله!

تحدث بهيام قاصدا جنونها الذي يعرفه جيدا بالعكس، أنا وفريدة بنعشق بعض، و عشقنا مدينا ثقه كبيرة في بعض وده عاملنا إستقرار نفسي في علاقتنا وهدوء روحي،
وأكمل لينهي الإتصال لعدم إعطائها وإعطاء قلبه الإنجراف لمشاعر يكبتها هو ويحجر عليها منذ أعوام ولن يسمح لها بالخروج إلى الحياه مرة أخري علي العموم وإحنا بنفطر إنهاردة الصبح سمعت ماما بتقول للحاج إنها هتعزمكم على العشا بكرة،.

فأنا شايف إنكم كده كده جايين وهنشوفكم،
وأكمل مبررا وأكيد إنتم لسه ماأستقرتوش وتعبتوا من زيارات الأهل
وأكمل بجديه وأكيد أهل خطيبك هما كمان بيزروكم، يعني من الأخر كدة أنا مش عاوز أزود إنشغالكم وتعبكم!

أجابته بصوت مترقب مرتبك أنا سيبت خطيبي يا هشام!

تفاجأ بالخبر وأهتز للحظه، ثم تمالك من حاله وتحدث وكأنه لم يهتم بالأمر من الأساس طب ليه كده، ده حتى ماجد كان بيشكر فيه وفي أخلاقه؟

أجابته بصوت حنون مقدرتش أكمل، خوفت أكون بظلمه معايا، ريحت نفسي وفركشت وإحنا لسه على البر!

تلاشي هشام نبرة صوتها الحنون وأجابها بصوت جاد ربنا يرزقك بإنسان كويس يستاهلك وتستاهليه يا لبني.

واكمل سريعا حتى لا يدع لها أية فرصه لفتح أحاديث مجددا لبني معلش مضطر أقفل لإني سايق ولسه هعدي على بابا في شغله علشان نروح سوا، إن شاء الله أشوفك قريب، مع السلامه!

أجابته بنبرة صوت حزينه من معاملته الجافه مع السلامه يا هشام!

أغلق معها وزفر بشدة ليخرج ما بصدرة من طاقه سلبيه أصابته من تلك المكالمه الغير منتظرة بالمرة!

ثم أدار سيارته مرة أخري وتحرك!

أما عن لبني التي ما أن إنتهت من المكالمه حتى إرتمت فوق تختها وأجهشت ببكاء مرير على ما صنعته بأيديها لتخريب حياتها وبعد حبيبها الأبدي عنها وللأبد.

في منزل حسن نور الدين.

كانت سميحه تقف على قدم وساق هي وزوجتي ولديها لإستكمال ما تبقي من صنع وجية الغداء قبل وصول زوجها وأبنائها من أعمالهم.

تحدثت رانيا بنبرة تكسوها الحذر علي فكرة يا طنط، أنا زعلانه من حضرتك علشان إنت شككتي في كلامي إللي قولته ليكي عن فريدة،
وأكملت بتصميم كاذب وعلي فكرة بقا، هي فعلا قالت الكلام اللي أنا وصلته لحضرتك بس مكانش بنفس السياق، كاا.

وكادت أن تكمل قاطعتها سميحه بنبرة صارمه أنا مسألتكيش عن الموضوع علشان ما احرجكيش، تقومي إنت إللي تيجي وتفتحيه؟

وأكملت بنبرة حاده وبعدين أنا ميهمنيش أيه إللي دار بينكم واللي إتقال، أنا مش صغيرة علشان تقعدي تحكي لي حكايات وروايات،
وأكملت بحديث ذات مغزي أنا كفايه عليا أبص للإنسان في عنيه أعرف إذا كان كذاب ولا صادق، شعري الأبيض ده مش صبغاه يا رانيا، ده سنين كتير علمت فيا وعلمتني كتير أوي.

وأكملت بحكمه اللي عاوزة أوصله ليكي يا بنتي، إني مش صغيرة وعارفه وفاهمه كل إللي بيدور حواليا،
وكلمتين هقولهم لك تحطيهم حلقه في ودانك، خلي بالك من جوزك وولادك وأهتمي بيهم بدل ما أنت شاغله نفسك ب فريدة قالت أيه وما قالتش أيه،
وأكملت بحديث ذات مغزي ومرة تانيه لما حد يقولك حاجه ياريت تخليها بينك وبينه، علشان أنا مش عاوزة مشاكل في بيتي!

وأسترسلت بنظرة حاده ونبره تهديديه فهماني يا رانيا؟

نظرت لها بضيق وتحدثت مرغمه حاضر يا طنط، أي أوامر تانيه؟

أجابتها بحده أنا مبديش أوامر يا بنتي، أنا واحده عاوزة أعيش في هدوء أنا وولادي، وأظن ده من حقي!

أجابتها دعاء بهدوء لتخطي الحدث عندك حق طبعا يا طنط، وأكيد رانيا متقصدش تزعل حضرتك، وإن شاء الله مفيش غير كل خير بعد كدة!

أجابتها سميحه بتمني ياريت يا دعاء!

وأكملت حين أستمعت لصوت زوجها وهشام الذي إصطحبه من عمله بطريق العوده ملحوا السلطه وطلعوها على السفرة، على ما أروح أشوف عمكم حسن!

نظرت رانيا على أثرها وتحدثت بغضب تام طبعا متقدريش تقولي كلامك ده غير ل المسكينه رانيا، لكن الباشمهندسه تضربوا ليها تعظيم سلام كلكم.

نظرت لها دعاء وتحدثت بنبرة ملامه يا بنتي أسكتي بقا هو أنت مكفاكيش الكلام اللي لسه سمعاه منها، إهدي بقا وخلينا في حالنا وخرجي فريدة من دماغك!

إمتعض وجه رانيا وكادت أن تتحدث لولا دلوف سميحه الذي أخرصها!

بعد يومان.

جاءت لبني مع أسرتها لزيارة أسرة حسن نور الدين
دلف هشام من باب الحديقه عائدا من عمله وجدها أمامه وكأنها تنتظر عودته، تلاقت العيون وأنتعش قلب لبني بشدة من الإشتياق، وبلحظه كاد أن يرحل معها إلى ماضيهما المنسي ولكنه إستفاق على حالة، وعاد إلى وعيه من جديد، وتذكر الوعد الذي قطعه على حاله حين رحلت وتركته!

إقتربت منه ومدت يدها وأحتصنت بها راحتيه بلمسه حنونه وأردفت بعيون متفحصه لكل إنش في وجهه هشام، إزيك.

تحمحم بإحراج من هيئتها التي ظهرت عليها أمام الجميع الجالسون يشاهدون لقاء الحب الضائع!

أجابها بهدوء بعدما سحب يده سريعا أزيك إنت يا لبني، حمدالله على السلامه.

ولم ينتظر ردها تركها وذهب إلى زوج خالته الجالس بجانب والده.

تحرك هشام إلى كمال وأحتضنه
ثم ماجد تليه خالته مني التي أردفت بنبرة معاتبه أهلا بالأستاذ إللي نسي إنه ليه خاله إسمها مني!

أجابها بإبتسامة حب وهو يحتضنها برعايه طب بذمتك القمر ده يتنسي إزاي؟

تحدث ماجد بدعابه أبتدينا البكش أهو!

ضحك الجميع وتحدث حازم شقيق هشام لا وهشام إبن خالتك في البكش ما شاء الله عليه، مالوش زي.

إبتسم هادي وأردف ياخد مركز أول وبجدارة.

كان ينظر لهم ويبتسم حين أكملت والدته يا سلام عليكم لما تجتمعوا على حد، سيبوه في حاله بقا ده لسه راجع من الشغل مخدش نفسه.

جاءت لبني إليه وهي ممسكه علبه بيديها ومدتها له وأردفت قائلة بإبتسامة ساحرة إتفضل يا هشام هديتي ليك!

نظر لها مستغربا وتحدث بتساؤل هدية، دي ليا أنا؟

أجابته غادة بإبتسامه لبني جابت لنا كلنا هدايا يا هشام، تقريبا كدة ما نسيتش حد، حتى الأطفال لما جابت لهم!

أخذ منها هشام العلبه وفتحها وإذ بها ساعة يد رجالي رولكس باهظة الثمن.

تفاجأ بها هشام.

وأردفت رانيا التي إقتربت منهما بفضول لتري هدية هشام أردفت بنبرة ساخره هي صحيح جابت لنا كلنا هدايا يا غادة، بس الظاهر إن هشام غلاوته عندها غير أي حد، بدليل الرولكس إللي تجنن دي!

نظر لها هشام وأجابها بهدوء كل واحد ونصيبه في الهدايا بقا يا رانيا، وبعدين لو عجباكي أوي كدة ممكن تاخديها،
وأكمل بحديث ذات مغزي للتوضيح إلى لبني أنا أصلا ما بقلعش ساعة فريدة من إيدي وإنت عارفه كده كويس!

ثم نظر إلى لبني التي إحتجزت دموعها من الهبوط بإعجوبه وتحدث تعبتي نفسك يا لبني، وبجد متشكر، الهديه فعلا حلوة جدا، وأكمل بعيون ولهه وهو ينظر إلى ساعة يده التي يرتديها لكن للأسف، مش هقدر ألبسها!

تمالكت حالها لأبعد الحدود وتحدثت بكبرياء لترد له الإهانه هو فيه كده يا هشام، بقا حد يرفض الرولكس علشان ساعه أخرها من الموسكي؟

أجابها بتفاخر بس عندي كأنها قطعة من الجنه، تخيلي!

وتحرك متوجها للداخل تحت إستشاطتها وأردف بإحترام بعد إذنكم، هغير هدومي وأرجع لكم!

وقفت سميحه وتحدثت علي ما تغير هدومك هكون حضرت السفرة!

إقتربت رانيا من دعاء وتسائلت بإستفسار أقطع دراعي إن ما كانت اللي إسمها لبي دي بتحب هشام!

ضحكت دعاء وأردفت وأي حب يا بنتي، دي كانت قصة إسطوريه!

نظرت له بتلهف وأردفت بحماس إنت بتتكلمي جد يا دعاء، يعني لبني فعلا بتحب هشام؟

أجابتها وهي تجاورها وتتجهان إلى المطبخ لتجهيز الطعام أيوة يا بنتي، وهشام كمان كان بيحبها جدا، دول كانوا تقريبا مبيسيبوش بعض أبدا، بس الكلام ده كان قبل ما تتجوزي إنت!

تحدثت رانيا بتلهف لا بقا، ده انت تحكي لي القصه من أولها لأخرها!

أجابتها دعاء بتذمر بذمتك ده مكان نتكلم فيه ولا ده وقته أصلا!

ردت رانيا بنبرة إصرار وماله الوقت بس، حماتك قاعده برة مع إخواتها وإحنا أدينا بنتسلي وإحنا بنحضر الأكل ونرصه!

تنهدت دعاء بإستسلام وتحدثت بصي يا ستي، الموضوع ده بدأ بدري أوي من ساعة هشام ما كان طالب في الليسانس، وهي كانت لسه في ثالته ثانوي،
حبوا بعض جدا والكل كان عارف إنهم شبه مخطوبين حتى عمي حسن كان موافق، بس كان مأجل الموضوع لبعد جواز حازم، كل مقابلاتهم كانت في شقة غادة، أصل هشام يعتبر كان ساكن معاها، كان واخد هدومه عندها وبيذاكر وينام عندها علشان ولادها كانوا لسه صغيرين وجوزها طبعا كان مسافر،.

بعد حوالي أربع سنين من حبهم لبني خلصت جامعتها، عمو كمال قرر ياخد طنط مني ولبني وماجد يعيشوا معاه في دبي، هشام رفض وطلب منها ترفض وتقعد مع غادة في شقتها وهو هيرجع يعيش معانا هنا تاني، لحد ميجهز شقته هنا في البيت ويتجوزا فيها!

لكن هي رفضت وأتهمته إنه بيكبت حريتها وإنها عاوزة تسافر وتشتغل وتعمل لنفسها كرير وتحقق ذاتها في دبي وبعدين تبقي ترجع ويتجوزا.

هشام وقتها اتجنن ورفض، و خيرها ما بين السفر وبين إنهاء علاقتهم للأبد، وللأسف لبني إختارت السفر وأنتهي كل شيء إتبني في سنين في لحظه واحده!

وأكملت سمعت مرة غاده كانت بتتكلم مع هشام وتقوله إنه مكنش قصدها الفراق، هي سافرت وكان بيتهي لها إنها بكلمتين منها هتعرف ترجعه ليها تاني، بس إنت بقا عارفه هشام ودماغه الناشفه!

إبتسمت رانيا بعيون متسعه وأردفت بعتاب بقا تبقي عارفه كنز زي ده ومخبياه عليا يا دعاء؟

وأكملت بلوم ده أنت مطلعتيش سهله يا ست دعاء زي ما كنت فكراكي!

أردفت دعاء بطيبه وانا هخبي عليكي ليه، كل الحكايه إن الموضوع ما يخصناش، وبعدين موضوع وأنتهي أصلا يعني مبقاش يهم حد!

تحدثت رانيا بتخابث ده بالنسبة لك، لكن الموضوع بالنسبة لي مهم، ومهم جدا كمان!

رفعت دعاء كتفيها بلامبالاة وأكملت ما تتابعه.

بعد حوالي يومان!

كانت فريدة تقبع فوق تختها وهي متقوقعه على حالها بوضع الجنين حزينه متألمه منذ ذلك اليوم، رن هاتف فريدة أمسكته وجدت نقش إسم علي غلاب، إنتفض قلبها فرحا، إعتقادا منها أن يكون سليم قد أرسله لها،
ثم تنهدت بألم عندما وعت وتيقنت أنها إتخذت القرار ولا رجعة فيه.

أجابت بهدوء أهلا باشمهندس علي!

أجابها بإحترام وصوت أخوي إزيك يا باشمهندسه فريدة، أخبارك أيه؟

اجابته تمام، الحمدلله!

أردف هو بصوت حماسي ليا عندك طلب وممنوع الرفض لإنها أوامر عليا!

أردفت بتعجب متسائلة خير يا باشمهندس، قلقتني!

رد عليها صوت أنثوي بخفة ظل أنا بقا يا ستي إسمي أسما، وأبقا مرات الأستاذ على أبو دم خفيف اللي إنت عرفاه ده، ونفسي أشوفك أنا وسولي جدا جدا من كتر ما سمعت عنك،
وأردفت بترقب ها، هتكسفيني ولا هتشرفيني بالزيارة بكرة علشان أتعرف عليكي؟

إبتسمت فريدة من خفة ظل أسما وأرتاح قلبها لصوتها وأردفت بإبتسامة طبعا يشرفني إني أشوفك وأتعرف عليكي، وأكيد هكون سعيدة جدا إني أشوف سولي!

أردفت أسما بسعادة خلاص هستناكي بكرة علشان نتغدا سوا ونتعرف على بعض، وكمان هخرج علي ينزل يقعد على أي Cafe علشان تاخدي راحتك!

أردفت فريدة بنبرة خجله أنا بجد أسفه يا أسما، ياريت إحنا إللي نتقابل في أي Cafe برة، لإن بصراحه بابا رافض مبدأ زيارتنا في أي أماكن مغلقه، ياريت متفهمنيش غلط!

أجابتها أسما بتفهم وأحترام حقه طبعا يا فريدة، وأنا لو مكانك كان ممكن أفكر بنفس طريقتك، مهما كان إنت لسه ما تعرفنيش ولا حتى معرفتك ب على كافيه إنك تثقي فيه وتدخلي بيته!

أغمضت فريدة عيناها بإحراج من طلبها هذا، ولكن هي ليست بالفتاه الساذجه التي تذهب لمنزل أي شخص مهما كانت ثقتها به، هذه أوامر دينها وهذة تربيتها وهذة أيضا قواعدها ولن تتنازل عنها مهما كان!

مع غروب شمس اليوم التالي.

دلفت فريدة داخل ال Cafe نظرت بترقب تتفقد المكان وجدت من أشار إليها بيده،
إبتسمت له وتحركت بإتجاهه قابلها هو وأبتسم وأردف قائلا في ميعادك بالثانية يا باشمهندسه!

أجابته بعمليه ما أنت عارف يا باشمهندس، مهنتنا مفيهاش تهاون، لازم نظبط وقتنا بالدقيقة والثانية، ومع الوقت إتعودنا وبقينا بنطبق نظامنا على كل حاجه في حياتنا!

إقتربت من أسما التي تحركت في إتجاهها مدت يدها وتحدثت بإنبهار ظلموكي كتير وهما بيوصفوكي ليا، أيه يا بنتي الجمال ده كله!

وأكملت بإستسماح تسمحي لي أقولك يا فريدة لأني بصراحه بتخنق من الرسميات ومش بكون مرتاحه!

أجابتها بإبتسامة بشوشه لوجهها الملائكي إنت تقولي وتعملي كل إللي إنت عوزاه، أسمحي لي أنا كمان أعبرلك عن إعجابي بجمالك وبخفة دمك وشخصيتك المحبوبه!

ثم نظرت لذلك الجالس يتطلع عليها بإستغراب وأردفت بإبتسامة وهي تمد يدها بكيس مملوء بالشيكولا المحببه لدي الأطفال!

مدت يدها له بإبتسامة وتحدثت أيه يا أستاذ سولي مش هتسلم عليا؟

إبتسم لها وأردف بصوت طفولي أزي حضرتك!

مالت عليه وقبلته وأردفت بإبتسامة بشوشه طب ممكن بقا نبقا أصحاب، و زي ما أنا بقول لك يا سولي إنت تقول لي يا فيري، إتفقنا؟

فتح كف يده ورفعا ليحسها على رفع يدها هي الأخري وألصق يدها بيده بحركه محببه لديه وأردف بسعادة إتفقنا يا فيري!

إبتسمت له وهي تجلس وتحدثت شطور يا سولي!

نظر على إلى فريدة وتحدث أنا هاخد سولي وأقعد على التربيزة اللي جنبكم علشان أسيبكم براحتكم!

وأشار للنادل وتحدث شوف الهوانم يشربوا أيه لو سمحت!

بعد مده من جلوسهما بمفرديهما وتعارفهما ببعضهما.

تحدثت أسما أنا عارفه إنك قلقانة وخايفه ترجعي تأمني لسليم من جديد ومن تاني يرجع يخدعك، بس صدقيني يا فريدة سليم إتعلم الدرس كويس أوي، وأردفت تعرفي إن حبك غير سليم للأفضل وخلق منه إنسان جديد؟

نظرت لها وضيقت عيناها وأردفت بتساؤل غيرة إزاي يعني، مش فاهمة؟

إبتسمت أسما بهدوء وتحدثت مفسرة سليم قبل ما يعرفك مكنش بيصلي ولا عنده درايه عن دينه إللي بينتمي ليه، وده طبعا بحكم المدارس الدوليه إللي كان بيدرس فيها ولاغيين مادة الدين من منهجهم وده عن قصد طبعا، وحتى مامته كان كل أولوياتها إنهم يتعلموا لغات ويبقوا متميزين ومتفوقين في دراستهم ويحصلوا أعلي النمر،.

وأكملت بإشراقه لكن لما حبك وقرب منك ولقي قد أيه عندك قيم وأخلاق مبتتعديهاش مهما كان السبب، وشافك قد أيه قريبه من ربنا ومحافظه على صلاتك وقد أيه قربك من ربنا عامل لك ثبات نفسي ورضا ومحلي روحك،
بدأ وقتها يقرب من ربنا خطوة خطوة وبدأ يصلي، ولأول مرة يمسك القرأن الكريم ويقرأه، وده كله كان بفضلك ويرجع لك يا فريدة!

إبتسمت فريدة بسعاده ثم أكملت أسما ده كله كان كوم، ولما سافر وحس إنه خسرك لما سابك كان كوم تاني، قرر يرجع لك علشان يتجوزك ويعيش معاكي باقي حياته،
وأكملت بحزن ولما معرفش يوصل لك بسبب اللعبه إللي لعبها عليه حسام، حزن، بس حزنه كان بارقة أمل جديدة وفتح له باب في إنه يقرب أكتر من ربنا، بدأ يناجي ربنا ويشتكي له هم بعدك عنه، بدأ يدعي له ويستعطفه إنه يرجعك لقلبه من جديد!

كانت تنظر لها وغيمة دموع تخيم على عيناها ولكنها تحكمت بها.

وأردفت أسما بدعابه أكيد بتسألي نفسك وتقولي وهي عرفت كل الحاجات دي منين!

وأكملت بنبرة حزينه علي عاش كل ده مع سليم قبل ما نتجوز وأسافر له، علي كان أكبر شاهد على عذاب سليم وألمه في بعدك عنه يا فريدة!

إبتسمت فريدة بألم وأردفت قائلة بصوت ضعيف للأسف يا أسما، إحنا بنتكلم في موضوع مات وأندفن، فات الأوان!

نظرت لها وأردفت بإعتراض هو أنت ما عندكيش غير الكلمتين دول يا فريدة، يا بنتي فوقي لنفسك وألحقيها قبل ما الأوان يفوت بجد!

تنهدت بألم وأردفت كلكم مش فاهميني ولا مقدرين الصراع إللي داير جوايا، أنا اللي جوايا ربنا وحده هو إللي يعلم بيه، صوت جوايا بيقولي إسمعي كلام سليم وامشي ورا قلبك يا فريدة،
ونفس الصوت بيصرخ ويقولي فوقي وأتقي ربنا في هشام يا فريدة،
صوت بيقولي إني لو عملت كدة في هشام لعنة ذنبه هتلازمني العمر كله ومش هقدر أعيش حياتي ولا هشوف الراحه تاني، ده غير إن فعلا هشام ما يستاهلش مني الغدر،.

ونظرت لها وأردفت بتساؤل هو علشان طلع معايا راجل يكون جزائه إني أغدر بيه يا أسما؟

نظرت لها أسما وشعرت بألم وتشتت فريده وصراع العقل والقلب الدائر داخلها يفتك بروحها بشراسه!

تألمت لأجلها وتحدثت بتساؤل ده قرارك الأخير يا فريدة، يعني مش محتاجه تدي لنفسك فرصه تفكري فيها تراجعي قرارك ده مرة تانيه؟

هزت رأسها بنفي وأردفت بصوت حزين لا يا أسما، ده قراري وأنا متأكدة منه!

وأكملت بإبتسامة وهي تنظر إلى طفل علي وتحدثت لتغيير الموضوع سولي دمه خفيف جدا، شكله متعلق ب بباه!

أردفت بتفهم لهروبها فعلا هما قريبين من بعض جدا، أنا بقول أنده ل علي وسولي علشان ييجوا يقعدوا معانا!

إبتسمت بمرارة وهزت رأسها بإيجاب وبالفعل أشارت أسما إلى زوجها الذي حمل طفله وذهب إليهما وجلسوا جميعا.

مساء كانت لبني تجلس داخل غرفتها وحيدة حزينه، دموع الندم تغرق وجنتيها بغزارة.

فاقت من حالتها على صوت هاتفها، أمسكته ونظرت بشاشته وجدت private number ردت بهدوء تستكشف هوية المتصل ألو.

رد عليها صوت غريب بعض الشيئ وكانه صوت ألي وليس لبشرا، لم تستمع إلى نبرته من قبل أستاذه لبني معايا؟

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت مين حضرتك؟

أجابها المتصل أنت ما تعرفنيش، لكن أنا عارفك كويس، وبينا مصلحه مشتركه لازم نتعاون مع بعض علشان لو تمت فيها خير كتير ليا وليكي!

صاحت بضيق وقلة صبر متسائله مصلحة أيه وخير أيه إللي بتقول عليها، إحنا هنقضيها ألغاز،
وأكملت بحده لو عندك كلام محدد و واضح قوله، معندكش تبقي تقفل الخط حالا علشان أنا فيا اللي مكفيني، ومش نقصاك ولا نقصاكي إذا كنت راجل ولا ست بصوتك الغريب ده!

رد المتصل سريعا بتأكيد أيواااااا، أنا بقا بكلمك مخصوص علشان أنهي لك عذابك اللي مكفيكي ده!

ردت لبني بإستفهام تقصد أيه؟

تنهد المتحدث بضيق وأردف بغضب أقصد فريدة فؤاد اللي خطفت حبيبك منك!

إبتلعت لبني لعابها وتحدثت بنبرة مرتبكه معارضه أيه التخاريف إللي إنت بتقولها دي؟

أجابها بقوة أنا مبقولش تخاريف وإنت عارفه كدة كويس أوي، أنا عارف قصة الحب إللي كانت بينك وبين هشام زمان، أظن ان الأوان ترجعي هشام لقلبك تاني وتفرحي بقربه بعد سنين غربتك دي كلها!

أردفت بذهول إنت مين وإزاي عرفت عني كل ده؟
وبعدين أيه صوتك ده، أنا مش قادرة أحدد ده صوت راجل ولا صوت ست؟

وأكملت بتذاكي بس على الاغلب إنت ست وبتكرهي فريدة أوي لدرجة إنك تعرضي عليا تساعديني علشان هشام يسيبها ويقهرها؟

وتسائلت صح ولا أنا غلطانه؟

أجابها المتصل بنبرة جادة مش مهم تعرفي أنا مين، المهم إن مصلحتنا وهدفنا بقا واحد من إنهاردة، وبالنسبة لموضوع إني راجل ولا ست دي بردوا مش مهم!

سألتها لبني بترقب بعدما تيقن داخلها أنها أنثي طب أنا ومصلحتي معروفه من ورا الموضوع ده، إنت بقا، أيه الفايدة إللي هتعود عليكي لو هشام ساب اللي إسمها فريدة دي ورجع لي؟

هحرق قلبها وأشوفها وهي مكسورة وده كفايه أوي عندي قالها المتصل بنبرة يكسوها الغل والذكاء
وأكمل بتساؤل قولتي أيه، معايا؟

نظرت أمامها بشرود وعيون زائغه ثم أردفت بموافقه معاكي!

تري من تلك المتصله المجهوله وما علاقتها بفريدة؟
ولما تكن لها كل هذا العداء الظاهر بحديثها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة