قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

صباح اليوم التالي
ترجلت فريدة من سيارتها وأعطت المفاتيح للعامل المختص كي يصفها داخل جراچ الشركة
دلفت للداخل وفجأة تسمرت وأتسعت عيناها بذهول، شعرت بروحها تحوم من شدة سعادتها التي تملكت من روحها، نظرت أمامها بسعادة وجدت ما جعل صدرها ينتفض فرحا
إنه سليمها
فارسها النبيل ومرادها
معشوق عيناها أسر روحها
فارس أحلامها متملك فؤادها
خاطف أنفاسها، مالك زمامها.

كان بإنتظارها يقف بطوله الفارع وجسدة العريض، كفارس همام خرج للتو من إحدي الأساطير العريقه كي يخطف أميرته الحسناء بجوادة العربي الأصيل
يرتدي حلة سوداء يطلق العنان لأزرار قميصه العلوي ليظهر صدرة بمظهر شديد الرجوله مهلك لإنوثتها وروحها العاشقه.

ممسك بين يديه باقة من أروع الزهور وأجملها، ممزوجة باللونين القرمزي والأبيض معا مما أعطاها مظهرا خلاب
يصطف خلفه جميع موظفي الشركة والذين أتوا لينتظرونها لتهنئتها وعلى رأسهم فايز الذي لم يتفاجأ بالخبر حين أخبرهم به سليم منذ قليل، فقد إستشف بفطانته إهتمام سليم المبالغ به بفريدة وفهم عشق ذلك الرجل لتلك الحسناء.

إبتسمت بسعادة حين وجدته يقترب عليها بطلته المهلكه لقلبها الولهان، إبتلعت لعابها من شدة وسامته وهو يبتسم لها بسعادة ظهرت على ملامح وجهه فزادتها وسامه وجاذبيه مهلكه لروحها
مد يده إليها بالزهور ونظر بهيام وعيون تكاد تلتهم جميع ملامحها وتحدث بصوت حنون هائم مبروك يا عيون سليم!

إنتشي داخلها ودقت طبول السعادة داخل قلبها الرقيق ونظرت له بعيون هائمة حاولت التحكم بها ولكنها فشلت فشلا ذريع
وتحدثت بصوت حنون أذابه وهز كل ذرة بكيانه الله يبارك فيك يا سليم!

تحرك إليها فايز وتحدث بإبتسامة ألف ألف مبروك يا فريده، حقيقي تستاهلوا بعض
أجابته بإبتسامه ميرسي يا باشمهندس.

أتت إليها نورهان التي رسمت على وجهها إبتسامة مزيفه خبأت خلفها مدي حقدها لتلك المسكينة التي لا ذنب لها سوي أنها حالمه ومتفوقه وتمتلك روح شفافه.

وتحدثت وهي تحتضنها كالأفعي التي تحتضن ضحيتها وتشدد من إحتوائها بجلدها الناعم الملمس، حتى تتمكن من تكسير عظامها لتسهيل إلتهامها في الوقت المناسب مبرك يا فريدة، ألف ألف مبروك يا حبيبتي، ماتتصوريش فرحتي بيكي قد أيه إنهاردة، مع إني عاتبه عليكي علشان خبيتي عليا.

أجابتها بإختصار لضيق الوقت وشدة الزحام من من يقتربون منها لتقديم التهنئة صدقيني يا نور الموضوع كله كان مفاجأة بالنسبة لي
ثم تهافت عليها المهنئون يقدمون لها التهاني هي وذلك الواقف بجانبها يشعر بتفاخر وكبرياء وقلب يهيم فرحا وسعادة على أنه وأخيرا إقتني جوهرته الثمينة.

تحرك عمال الكافيتريا بين الحضور وهم يوزعون الشيكولا والحلوي وعلب المياه الغازيه إحتفالا بتلك المناسبة السعيدة وذلك بناء على توصية سليم بحد ذاته
كان ينظر عليهما من أعلي ممسك بقوة وغضب بسور الشرفه المطله على مدخل الشركه، بقلب يحترق على تلك التي عشق روحها الطيبه وقلبها ناصع البياض، تلك التي أزرته ووقفت بجانبه وأسندته بقوة حين تخلي عنه الجميع.

تلك الجميلة ذات الحس المرهف والضمير المستيقظ، تلك الجوهرة التي أضاعها بغبائه
نعم مازال لديه عشق للبني من مامضي، ولكنه ليس كافيا لينسيه تلك الشفافه، جميلة القلب والعقل والروح
كيف له أن ينسي من وقفت معه بأحلك الليالي وأسوأها
كيف سيحيا بدون عيناها وضحكتها
حديثها ورقتها، خجلها وعفتها
فسلام على من ملكت الروح بعذوبتها
أما أنا
فلي الله يصبرني على مر الأيام وقسوتها.

حدث حاله بغضب، اللعنة عليك سليم، اللعنة عليك أيها المخادع المكار، اللعنة عليك وعلى غبائي ومراهقتي المتأخرة، اللعنة على كل من باعد بيني وبينك جوهرتي، قلبي يحترق لأجل خسارتك غاليتي!

عزائي أن تكوني سعيدة بحياتك بعدي، أما أنا فلي الله بعدك عزيزة عيني وأسرتي!
تحرك بقلب يحترق متجها إلى مكتبة، وقرر أن يتناساها وينغمس بالعمل محاولا نسيانها وأن يكمل حياته بدونها ويتحمل ويلاتها.

داخل شركة الحسيني
كانت تتحرك داخل الرواق تتجه إلى البوفية الخاص بالدور المتواجده به.

وجدها تتحرك فاتجه إليها بعيون تطلق قلوب من شدة سعادتها، فقد قرر أن يطلق العنان لمشاعره البريئه تجاهها وذلك بعد الفشل الذريع في محاولاته المستميتة لأجل نسيانها وإخراجها من قلبه وعقله
إقترب عليها وأردف قائلا بإحترام ونبرة صوت هادئة دكتورة ريم، أزيك.

إرتبك داخلها حين رأته، فقد أصبح هذا هو حالها مؤخرا عندما تنظر داخل عيناه أو تستمع لرنين صوته العذب
وأردفت قائلة بصوت هادئ أزيك إنت يا دكتور.

إبتسم بجاذبية على إرتباكها حديث الولادة المصاحب بنظرة تيهه عندما تراه، وهذا وإن دل لديه بشئ فيدل على أنها بدأت تشعر بما غزي قلبه إتجاهها وبالطبع فهو يغزو قلبها أيضا.

فتحدث بهدوء كي لا يربكها أكثر رايحة فين؟

نظرت له بإستغراب لتطفله الغير معتاد وأجابت رايحة البوفيه هجيب حاجه أشربها.

نظر لها مضيق العينان متسائلا ورايحة بنفسك ليه، ماتطلبي البوفيه وهيبعتوا لك اللي إنت عوزاه مع عامل البوفيه؟

أجابته بكلمات تظهر كم أن روحها جميلة وعلى أيه أتعب العامل معايا، وبعدين أنا بحب أتمشي بدل القعدة على الكرسي طول اليوم.

وأبتسمت وتحدثت خجلا وبيني وبينك كده أنا خرجت إنهاردة من غير فطار وجعانة جدا، هروح أشوف أي بسكوت أو أي حاجة تنفع تتاكل مع النسكافية.

إبتسم لها وأنساق بجانبها متجه معها إلى البوفية ودلفا معا، إنتفض عمال البوفيه من جلستهم ونهضوا واقفين بإحترام.

وتحدث أحدهم وعيناها بالأسفل تحت أمرك يا مراد بيه.

إبتسمت على إستحياء منه، من رعب هؤلاء المساكين الذين هلعوا خوفة من بطش ذلك المتجبر بهم كعادتة، نظر بجانبه لها وأبتسم لأجل إبتسامتها.

ثم وجه حديثه للعامل بهدوء شوف دكتورة ريم تطلب أيه الأول.

إستغرب العامل تعامل مديرة بكل تلك الهدوء والسكينة مع إحدي بنات حواء.

ثم نظر إلى ريم وتسائل بإحترام أؤمري يا دكتورة؟

أجابته بإبتسامة بشوشه الأمر لله وحده، عاوزة نسكافيه من غير سكر ومعاه أي بسكوت سادة.

نظر لها وأجابها نافي للأسف يا دكتور مفيش بسكوت.

تسائلت ولا كيك؟

هز رأسه قائلا مفيش أي مأكولات في البوفيه، البوفيه هنا مشاريب فقط لا غير يا أفندم.

نظرت ببلاهه وتحدثت بإعتراض يعني أيه بوفيه في شركة كبيرة زي دي وميكونش فيه حتى باكو بسكوت يتقدم مع الشاي لو حد من الموظفين حس بالجوع.

أنزل بصره أرض قائلا على إستحياء دي أوامر يا دكتورة.

تحدثت بإستهجان أوامر؟!

والأوامر دي خرجت من دماغ أنهي عبقري إن شاء الله.

إبتسم ذلك الواقف بجانبها يستمع حديثها مع العامل بصمت وضحكات داخليه.

أمال على أذنها بهدوء هامس بدعابه أوامر من دماغ دراكولا الشركة اللي واقف جنب حضرتك.

أغمضت عيناها خجلا ونظرت بجانب عيناها تترقب لذلك الواقف.

ثم تحدثت إلى العامل بدعابة قرار صائب طبعا وفي مصلحة الموظفين، إحنا جايين نشتغل يا حسن، مش هنهرج بقا ونقضيها شاي وبسكوت ونضيع وقت الشركة.

وتحمحمت وأردفت بطريقة ساخرة وهي تشير لساعة يدها إستعجل بالنسكافية يا حسن من فضلك، إحنا كدة بنهدر وقت الشركة يا إبني.

ضحك على جمال وخفة ظلها ووجه حديثة إلى حسن تتصرف في علبة بسكوت سادة حالا وتجيبها على مكتبي مع النسكافية بتاع الدكتورة وقهوتي الساده.

ثم نظر لها بجانب عيناه وأكمل حديثه ومن بكرة تنزل في البوفيه أي حاجه ممكن يحتاجوها الدكاترة والموظفين هنا في الشركة.

وأشار بيده إليها ليحثها على التحرك أمامه وأردف قائلا إتفضلي يا دكتورة نكمل شغلنا في مكتبي.

تحركت بجانبه وتسائلت حين خرجا من البوفيه شغل أية ده اللي حضرتك عاوزني فيه؟!

أجابها عاوز أسألك وأخد رأيك في موضوع خاص بالشغل هنا في الشركة.

ضيقت عيناها وتسائلت وهي تشير بسبابتها على حالها بتعجب حضرتك متأكد من إنك عاوز تاخد رأيي أنا؟!

إبتسم بخفه ودلف معا لباب المكتب وتحدث وهو يشير إليها بالجلوس أعتبر ده تواضع منك؟

وأتجه إلى مقعده الرئيسي خلف مكتبه وأكمل بنبرة معظمه إنت مش عارفة قيمة نفسك وعقلك ولا أية يا دكتورة.

إبتسمت لإطرائه عليها.

خلع حلة بدلتة وعلقها خلفه وبدأ برفع أكمام قميصه بطريقة جعلته أكثر وسامه،
إنتفض قلبها وأرتبكت من شدة وسامته ورجولته وغضت بصرها سريع.

لاحظ هو إرتباكها وسعد داخله بشدة وتنهد براحه.

ثم بدأ يتحدثا بالعمل وتوقفا حين إستمعا لطرقات خفيفه فوق الباب
تحدث مراد بهدوء أدخل.

دلف العامل ومعه علبة بسكوت كانت متواجدة بالفعل لديهم خاصة بهم وأنزل النسكافيه وقدح القهوة وخرج سريع.

كان يتحدث معها بالعمل تحت سعادته المطلقة وهو يراها تتناول طعامها خجلا مع المشروب ويبدوا عليها الجوع الشديد.

وبعد مده دلف صادق إلى مكتب مراد، شعر بغصة مؤلمة إقتحمت صدرة حينما وجدها تجلس أمام صغيره بكل أريحيه ووجد السعادة تكسو وجه فلذة كبده.

تسائل صادق بعدما ألقي التحيه لعل وجودك هنا خير يا دكتورة ريم؟

نظرت له بإستغراب في حين غلي داخل مراد من إحراج والده لمن خطفت قلبه مؤخرا.

وقفت ريم وأبتسمت بوجهها الصابح وتحدثت لا إطمن يا دكتور صادق، خير جدا إن شاء الله، أنا ودكتور مراد كنا بنتناقش في بعض الأمور الخاصة بالفرع هنا.

ثم أبتسمت وحولت بصرها إلى مراد وتحدثت مداعبة إياه دكتور مراد عمل لنا هدنة من لعبة القط والفار والحمدلله تجاوزنا المرحلة دي وبقينا أصدقاء كمان.

ثم أشارت إلى علبة البسكوت الموضوعة فوق المنضدة وتحدثت بخفة ظل ده حتى سمح للبسكوت يتواجد معانا في الشركة بدون قيود ولا فرض رسوم.

كان يستمع لحديثها وهو ينظر لوجه فلذة كبده الذي يبتسم بسعادة لم يره عليها منذ الكثير.

فتحدث صادق متعمدا لإفاقة مراد أخبار خطيبك أيه يا ريم، مش هنفرح بيك قريب ولا أية؟

إرتبك داخلها وأنكمشت أسفل معدتها وأكشعرت ملامح وجهها لا إراديا عندما تذكرت حسام.

علي الجهه الأخري إرتخت أعضاء جسده ولانت بعدما لاحظ تشنجها وردة فعل وجهها التي تدل على ضيقها وضيق صدرها من مجرد الحديث عنه.

فهي حقا أصبحت مؤخرا لم تعد تريد الإستماع حتى لذكر إسمه، فلقد باتت تشعر بالإختناق مباشرة لمجرد الإشارة من أحدهم إلى شخصة.

وأردفت قائلة بلامبالاة لسه بدري يا دكتور، أنا حاليا مابفكرش غير في دراستي وإزاي أتخرج منها بتفوق علشان أكون جديرة بالمكانة اللي حضرتك وضعتني فيها.

أجابها ذلك المنتشي التي كست ملامحه السعادة فجعلت منه وسيم بشكل مبالغ به تحت أنظار والده المشتته برافوا عليكي يا دكتورة، كلام عملي وصحيح جدا لحد متمكن من نفسه ومن قدراته.

نظر والده لملامحه بعقل مشوش وقلب مشتت متسائلا هل يفرح لأجل سعادة صغيرة المزيفه، أم يحزن ويستعد لما هو أت.

فأكملت ريم بسعاده وهي تستعد للخروج على العموم عندنا فرح قريب جدا، الباشمهندس سليم خطب وهيتجوز في خلال إسبوعين إن شاء الله، وأكيد حضراتكم هتكونم أول المدعوين.

إبتسما كلاهما وهنأها وخرجت هي وضل صادق ينظر لوجه إبنه السعيد وهو مكتف الأيدي ولا يدري ماذا يتوجب عليه فعله.

أما ذلك العاشق
الذي كان متواجدا داخل مكتبها يجلس أمامها، مستند بساعديه فوق المكتب ويضع كف يده على وجنته، ينظر إليها بعيون هائمة عاشقه حتى النخاع.

تحدث بعدم إستيعاب أنا مش مصدق نفسي يا فريدة، من كتر ما أتمنيت اليوم ده وحلمت بيه مش مصدق إنه أخيرا حصل وقريب جدا هتكوني مراتي، نور عيوني وأميرة حياتي.

إبتسمت له وسحبت بصرها للأسفل خجلا فتحدث هو معترض بتحرميني من عيونك ليه يا فريدة؟
وأكمل بهيام بصي لي يا حبيبي
بصي لي خلي سليم يشبع من عيون حبيبه اللي إتحرم منها سنين وسنين.

وأكمل بصوت ذائب عشق أذاب روحها وجعل قلبها يصرخ مطالبا إياه يا فريدة.

نظرت له بعيون هائمة مطيعه مسحورة فأكمل هو لينهي على ما تبقي من صبرها وتماسكها الهش بحبك يا فريدة.

تحدثت مستعطفه إياه بشفاه مرتعشه سليم.

أجابها بطاعه وعشق يا عيون سليم.

تحدثت خجلا وبعدين معاك يا سليم، كفايه كده أرجوك.

أجابها هائما كفاية أيه، هو أحنا لسه قولنا حاجه، إحنا لسه بنبتدي يا حبيبي.

وأكمل لسه هنقول اللي ماقولنهوش طول الخمس سنين إللي فاتوا، هوريكي الغرام على أصوله يا فريدة
غرام سليم الدمنهوري لمراته حبيبته اللي عاش عمرة كله يتمني اليوم اللي ياخدها فيه جوة حضنه ويتقفل عليهم باب واحد.

وأكمل بنبرة حماسيه إسبوعين يا فريدة، إسبوعين بس وهتكوني حلالي، وساعتها هعوضك وهعوض نفسي عن سنين الحرمان اللي عشناها، هدوقك شهد الغرام، غرام سليم لفريدة أحلامه.

كانت تستمع لكلماته بقلب هائم وروح حالمه ومشاعر مدغدغة وكأنها تتراقص على نغمات عازف بيانو محترف إستطاع تملك روحها بالكامل وجعل منها راقصة بالية محترفة.

إستفاقت على حالها وتحدثت خجلا أرجوك كفاية يا سليم، حرام عليك اللي بتعمله فيا ده!

غمز بعيناه وأجابها بوقاحه هو أنا لسه عملت حاجه يا قلب سليم، إصبري، ده أنا هبهرك.

إبتلعت لعلبها وتحدثت بإرتباك إنت قليل الأدب على فكرة، وإتفضل بقا على مكتبك.

ضحك برجولة وتحدث بوقاحه قليل الأدب من مجرد تلميح، أومال وقت التنفيذ هتعملي أية؟

وقهقه مسترسلا حديثه هتقدمي فيا بلاغ لشرطة الأداب قسم مكافحة إفساد الأخلاق والفضيلة.

وقفت بإرتباك وتحدثت وهي تشير إليه للخارج سليم من فضلك، ياريت تتفضل على مكتبك لأن عندي شغل كتير محتاج يخلص،
وأكملت وهي تتهرب من عيناه وياريت تبطل تلميحاتك دي لإنها بتوترني وبتضايقني.

وقف وتحرك إليها وأقترب من وقفتها، تلفحتها رائحة عطرة التي باتت تعشقها كما تعشقه وشعرت بقشعريرة تسري بجسدها من مجرد إقترابه، بات صدرها يعلو ويهبط بسرعة فائقة.

فتسائل هو بهمس عابث بعثر كيانها فعلا تلميحاتي بتضايقك وتوترك؟

أجابته برجاء وإرتباك حاجبه عيناها عنه سليم.

أجابها هامس بعثر داخلها عيونه.

تحدثت بقلب ينتفض كفاية أرجوك، متعملش فيا كدة.

تسائل وهو يقترب أكثر كدة اللي هو إزاي يا فريدة، ممكن أعرف هو قربي بيعمل أيه في حبيبي؟

أعلنت إستسلامها ورمت حالها بإهمال فوق مقعدها وتحدثت بنبرة توسلية أخرج يا سليم من فضلك، أرجوك أخرج، إنت ناسي إننا في الشركة.

أجابها بهيام عيونك تنسي الواحد إسمه وزمانه يا حبيبي.

ثم زفر بهدوء وتراجع للخلف وتنهد براحه وعيون هائمه بحبك يا فريدة، بحبك.

ثم تحرك للخارج وأغلق خلفه الباب، وتنهدت هي ثم وضعت يدها فوق صدرها.

وابتسمت بسعادة وحدثت حالها، ماأجمل شعور عشقك حبيبي، يالك من رجل ساحر وسيم، أعشقك يا رجلي، أعشق كل ما بك.

عيناك الساحرة المتيمة بالنظر إلي رسمي
صوتك الهائم وهو يتغني بحروف إسمي
روحك السارحة في سماء عشقي وهمسي.

أعشقك سليم، أعشقك وأنتظر ضمتك الحلال لي ولقلبي المسكين الذي طال إنتظاره لفرحة لقياك.

سأنتظر لقيانا وأنا على أحر من الجمر من شدة الإشتياق
أحبك سليمي بل أعشقك رجلي الوحيد وزوجي المنتظر.

داخل منزل حسن نور الدين وبالتحديد داخل شقة هادي.

خرجت دعاء من المرحاض بعدما أخذت حمام دافئ وجدت زوجها يحمل طفله الرضيع ويهدهده بين راحتيه.

تحركت إليه بهدوء وتحدثت هامسة البيبي نام؟

هز لها رأسه بإيجاب وتحرك بملاكه وقبل جبهته بحنان ثم وضعه داخل مهده بهدوء وعاد إليها.

وبعد مده كانت تقبع داخل أحضانه فوق تختهما وهو يحتويها بحنان متمددا بجوارها.

تحدثت دعاء بنبرة صوت مهموم هادي، أنا عاوزة أقول لك على حاجه.

قبل جبهتها بحب وأردف قائلا بدعابه قولي على حاجه.

تنهدت دعاء وتحدثت أنا حاسه إن رانيا هي المتصل المجهول إللي كانت بتكلم لبني.

وفجأة وبدون مقدمات إنفجر هادي ضاحكا بصوت عالي جعلها تبتعد عن أحضانه وجلست تنظر إليه بوجه عابس.

وأردفت قائلة بغضب طفولي شكرا يا هادي على تقديرك ليا ولكلامي.

أردف قائلا وهو يحاول السيطرة على نوبة الضحك التي أصابته من حديث زوجته الساذج أنا أسف يا حبيبتي، حقيقي مقصدش أتريق على كلامك، بس بجد يا دعاء كلامك مش منطقي خالص.

ربعت يداها على صدرها وتحدثت بوجه كاشر طب مش تسألني يا أستاذ أيه إللي خلاني أقول لك كلامي دي قبل ما تتريق.

نظر لها وكتم ضحكاته محاولا السيطرة وتحدث بهدوء أنا اسف يا قلبي، إتفضلي قوليلي أسبابك.

زفرت بضيق وأكملت بص يا هادي، إنت عارفني مبحبش أظلم حد ولا أفتري عليه بالكلام، علشان كده هقولك شكوكي وإنت أحكم بنفسك،
وأسترسلت حديثها من فترة كده رانيا استدرجتني في الكلام وعرفت مني علاقة هشام ولبني القديمة والغريبه إنها فرحت اوي وقتها، وبعدها بدأت تتقرب من لبني وأخدت رقم تليفونها وبقت تكلمها على طول، ده غير إنها كانت بتتصرف مؤخرا بطريقه غريبة.

إبتسم لها هادي وتحدث بتعقل أنا معاكي في كلامك وأصدق إن رانيا كانت ممكن تعمل أي حاجه علشان تخلي هشام يسيب فريدة، لأن زي ما كان واضح للجميع إن رانيا بتغير من فريده وبتحقد عليها،
وأكمل حديثه معترض بس أنا مش معاك في موضوع إن رانيا هي المتصل المجهول، لسبب بسيط جدا وهو إن رانيا أغبي من إنها تخطط بالذكاء ده كلة، ده غير private number.

واللي رانيا لا تقدر على تمنه ولا حتى كان ييجي في مخيلتها.

تنهدت وأردفت بتفهم وهي تهز رأسها كلامك صح، بس أنا بردوا حاسه إن رانيا مش بريئة من موضوع هشام وفريدة.

تنهد هادي وتحدث بنبرة جادة ربنا يستر عليها الفترة اللي جاية، حازم هيفوقها من عمايلها دي كلها على كابوس عمرها.

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة تقصد أيه بكلامك ده يا هادي؟

تنهد مهموم وأجابها وهو يسحبها داخل أحضانه من جديد ويدثرها تحت الغطاء بعناية ما أقصدش حاجه يا حبيبتي، تعالي في حضني ونامي لك شوية قبل الولد ما يصحي.

تنهدت بإسترخاء ووضعت رأسها فوق زراعه وأغمضت عيناها مستسلمة للنوم بأحضان زوجها الدافئة.

أما هادي الذي شرد بحديث شقيقه الذي أخبره به منذ يومان على أنه عشق صديقه له بالعمل وينتوي إخبار والديه وزوجته لإتمام زواجه منها وذلك لعدم راحته مع زوجته.

في اليوم التالي داخل مسكن غادة
كان هشام يجلس فوق الأريكة مجاورا خالته التي تواسيه وتعينه على حالة كعادتها.

إستمعا لصوت جرس المنزل فتحركت غادة وفتحت الباب، فوجئت ب لبني تقف أمامها، تنهدت وأشارت لها بالدخول.

دلفت للداخل ونظرت إليه والدموع تمليئ مقلتيها وتحدثت بندم أنا أسفه يا هشام، أرجوك تسامحني.

وقف كمن لدغه عقرب وتحدث بحدة أسفه على أيه يا أستاذة، على إنك إتفقتي مع واحد حقير ومثلتي عليا دور الحب علشان تخلي فريدة تسيبني؟

تحدثت بصياح بنبرة معترضه أنا ممثلتش عليك الحب يا هشام وإنت عارف كده كويس أوي،
وأكملت بنبرة صريحه ومش هنكر اللي عملته ولا هتكسف منه، ولو رجع بيا الزمن تاني مش هتردد لحظه واحده بإني أعمل أي حاجه في سبيل إني أرجعك ليا تاني.

تحدثت غاده بمحاولة منها لتهدئة كلاهما إهدوا وأتكلموا بالراحه وبالعقل علشان تعرفوا تفهموا بعض!

وقف هشام وحمل أشيائه قائلا وهو يستعد للذهاب أنا لا طايق أتكلم مع حد ولا عاوز أفهم حاجه، أنا ماشي!

جرت عليه وأمسكته من ساعديه وتحدثت بتوسل ودموع أرجوك تسمعني يا هشام، أديني فرصة أتكلم وأشرح لك كل إللي حصل، وأنا راضيه بحكمك عليا بعدها.

وأكملت بعيون باكية مترجية أنا محتاجة لك أوي يا هشام، أرجوك متسبنيش وتمشي!

نظر لعيناها مطولا، وبلحظه أنتفض داخله وأرتعش صارخ متمردا معلنا عن إنهيار وذوبان جبل الجليد الذي ضل يشيده داخل قلبه طيلة السنوات الأربع الماضيه
ضل يشيده حتى لا يأتي اليوم الذي يضعف به أمام عيناها مرة أخري، ولكن يبدو أنه حان الأن أوان الأنهيار.

أمالت رأسها له في حركة توسلية شلة بها حركته وتسمر بوقفته.

فأكملت هي بهمس عابث له، بعدما شعرت ببداية لينه لها تعال نتكلم جوة، أرجوك يا هشام، أنا تعبانه وفعلا محتاجه أتكلم معاك!

إبتلع لعابه فاستغلت هي ضعفه وسحبته من يده وأنساق هو ورائها ممتثلا لأمر الهوي ولأمرها.

نظرت لهما غادة وتنهدت متمنيه داخل نفسها بأن يتفقا ويعودان لعهدهما السابق.

دلفا لداخل حجرة المعيشه وأجلسته فوق الأريكه وجلست بجانبه ثم أمسكت يده تحت إنتفاض قلبه وتحدثت خلاص يا هشام، ملوش لزوم تعاند وتغالط نفسك أكتر من كده، أنا بحبك وعمري ماقدرت أنساك، وإنت بتحبني وعمرك ماقدرت تنساني، يبقا ليه العند والبعاد؟

وأكملت بترجي خلينا نرجع تاني يا هشام، خلينا نتجوز زي ما كنت بتطلب مني زمان!

إنتفض جسده غضبا عندما ذكرته بالماضي وبلحظة إستفاق من حالة الهيام تلك التي سيطرت عليه، فجذب يده منها بعنف وتحدث بصياح ونبرة محتده أتجوزك علشان ترجعي من تاني تسبيني وتقولي لي إحنا زي الإخوات ومننفعش لبعض يا هشام.

هزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بنفي عمري ما هعمل كده لأني بحبك.

أجابها بحده وعيون تطلق شرزا طب ما أنت بردوا كنت بتحبيني زمان، وحبك ده ما منعكيش ولا شفع لي عندك إنك تفضلي معايا، سبتيني علشان تسافري لباباكي وتتمتعي وتعيشي حياتك في دبي، إتكبرتي عليا وعلى عيشتي وحسستيني بعجزي وقلة حيلتي ومستوايا اللي مايلقش بمستوي جنابك.

وأسترسل حديثه بصياح عالي ويوم ماقررتي ترجعي رجعتي علشان تخربي لي حياتي اللي عشت أبني فيها علشان أتخبي ورا جدرانها وأنسي بيها تجربة غدرك المرة!

وأكمل بإتهام وصياح عالي يوم ما رجعتي رجعتي علشان تخلي فريدة تسيبني وتتخلي عني زي ما أنت عملتي معايا بالظبط، يعني ماأكتفتيش باللي عملتيه فيا زمان، لا، رجعتي علشان تخليني أعيش نفس تجربتك المرة من جديد على إيد فريدة.

وأكمل بمرارة وعيون بها لمعة دموع حبيسة تأبي النزول فريده الإنسانه الوحيده اللي إحتوتني بإحترامها وولائها ليا وصبرها معايا، ووقفتها في ظهري وإصرارها على إننا نتخطي الصعب ونصنع حياه أفضل بمجهودنا وكفاحنا مع بعض.

وأكمل معنف إياها فريده قبلت بيا وبظروفي اللي إنت إتمردتي عليها وروحتي تعيشي حياه الرفاهية عند أبوكي.

وسبحان الله، بعد ماسافرتي على طول قابلت فريدة بالصدفه، وكانت دي الصدفة اللي غيرت حياتي 18 درجة للأفضل.

ونظر لها بقلب يتألم وعيون حزينة تتلئ لئ بها حبات الدموع فريدة كانت القشه اللي إتعلقت بيها علشان أخرج من بحر ظلماتك اللي رمتيني فيه ومشيتي وسبتيني بدون رحمة!

وأكمل متألما فريدة قدمت لي كل حاجه فقدتها على أديكي، قدمت لي ثقتي في نفسي اللي عليت وأرتفعت لعنان السما بفضلها، قدمت لي الإحترام في معاملتها الراقيه ليا، عاملتني كإنسان ليه قيمة، ومكتفتش بكده وبس، لا، فريدة فضلت جنبي وتدعمني عند رؤسائها ومديرينها لحد موصلت للمكانة اللي حسيت بيها إني بقيت بني ادم ليه قيمة بجد.

وأكمل بعيون تحن لذكري أجمل وأنقي فتاة قابلها بحياته وأضاعها بغبائة وضعفه الذكوري فريدة كانت السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي، فريدة كانت كل حياتي.

ثم نظر لها وهدر بها بإشمئزاز ووجع دفين لسنوات مضت إنت بقا عملتي لي أيه غير إنك إتمردتي على ظروفي وروحتي تعيشي في الرخاء عند أبوكي.

كانت تنظر له بقلب يتأكل ندم وغيرة وحسرة، و تهز رأسها بنفي ودموعها تنهمر فوق وجنتيها وتحدثت مفسرة إنت فاهم غلط يا هشام، إنت كده بتظلمني، أنا مسبتكش علشان ظروفك الماديه.

نظر لها بإشمئزاز وتحدث متسائلا أومال سبتيني ليه يا حب عمري؟

بكت وأنزلت بصرها للأسفل وصمتت.

نظر لها وتحدث بنبرة حادة من إنهاردة مش عاوز أشوف وشك قدامي في أي مكان أروحه يا لبني.

وخطي خطوتين وفجأة تسمر بوقفته وتزلزل جسده بالكامل حين إستمع لحديثها بنبرة صوتها الباكي أنا سافرت علشان ماتشوفنيش وأنا بموت يا هشام، أنا كنت مريضة لوكيميا في مرحلة متأخرة.

فاق كلاهما على صوت تهشم عال، إلتفتا حيث مصدر الصوت، وجدا غادة تقف واضعه يدها فوق فمها بذهول وعيون جاحظة، تتناثر حولها قطع زجاجية نتيجة تهشم تلك الكؤؤس التي كانت تحملها وتدلف بها إليهما، و وقعت منها على أثر ما إستمعته من فم إبنة شقيقتها.

أما هو التي نزلت عليه كلماتها كالصاعقة الكهربائية، حول بصره إليها وتحدث بذهول إنت بتقولي أيه يا لبني.

بكت بحرقة وجرت عليها غاده تسألها والقلق ينهش داخلها لبني، إنت بتقولي أيه.

تحرك بخطوات مرتبكه ووقف مقابلا لها وتسائل بصوت حذر والقلق ينهش داخله قبل أي حاجه طمنيني وقولي لي إنك خفيتي وبقيتي كويسه؟

هزت رأسها من بين دموعها الغزيرة بإيجاب.

فتنفس هو براحه كمن كان خارج الحياة وعاد إليها بسلام.

أمسكت غادة التي تبكي بشدة يدها تجرها خلفها للأريكة وأجلستها وتحدث بهدوء أنا كنت حاسة إن سفرك إنت وأمك وراه حاجه كبيرة، بس كنت طول الوقت بكذب إحساسي.

إحكي لي كل حاجه من الأول.

نظرت لهما وبكت حين تذكرت أسوء ذكري في تاريخ حياتها على الإطلاق.

فلاش بااااااااك.

قبل أربعة أعوام من وقتنا الحالي.

كانت تتحرك داخل جامعتها بجانب صديقاتها، فتحرك شاب إليهما قائلا نتيجة التحاليل بتاعت الحملة اللي وزارة الصحة كانت عملاها لنا ظهرت يا بنات، كل واحده تروح تستلم أوراق تحاليلها وتطمن على نفسها.

ضحكت لبني قائلة بدعابة وإنت بقا دخل عليك حوار الإهتمام من الدولة والكلام الفاكس ده، ياأبني ده مجرد برتوكول ظاهري ولا منه أي لازمه.

تحدث هيثم معترض لا طبعا يا لبني مش مجرد برتكول، الدولة عامله الحملة دي علشان إكتشاف الأمراض وإزدياد فرصة علاجها وشفائها بدري.

هزت رأسها بعدم إقتناع وذهبت لإستلام نتيجة التحليل الخاص بها.

نظر لها الموظف الخاص بتسليم نتائج التحاليل مطولا ثم تحدث بنبرة قلقه أنسه لبني، مفيش أي أعراض غريبة حسيتي بيها الفترة اللي فاتت؟

تساءلت بعدم فهم أعراض زي أي يعني مش فاهمه؟

أجابها بهدوء بصي يا أنسه، نتيجة التحاليل بتقول إن فيه أجسام غريبة في الدم، لازم تخضعي لكشف كامل عند دكتور خبرة وتروحي معمل كويس وتعملي تحليل CBC وربنا معاكي إن شاء الله.

إرتبكت لبني من حديثه وعادت إلى المنزل وقصت على مسامع والدتها ما دار بينها وبين ذلك المختص.

بعد مرور ثلاثة أيام كانت تقبع فوق تختها بحالة لا يرثي لها تنظر لسقف الغرفه بشرود وصمت مخيف، تجاورها والدتها التي تحتضن كف يدها وتبكي بألم يمزق جسدها بالكامل وليس قلبها فقط، وذلك بعدما كشفت التحاليل والأشعة التلفزيونية أنها مريضة بسرطان الدم بمرحلة متأخرة وتحتاج إلى معجزة لشفائها.

أخبرهم الطبيب أيضا أن العلاج الأسلم هو زرع نخاع لها من أحد أقرباء الدرجه الأولي وبعدها ستخضع للعلاج الكيميائي.

دلف شقيقها إليهما وهو يتحدث إلى والده عبر تطبيق الفيديو كول من جهاز الحاسوب.

وبعد مدة من الدموع والألام من الجميع.

تحدث كمال بحنان ليطمئن فلذة كبده متخافيش يا لبني، هتتعالجي وهتبقي كويسه، لو هتضر أبيع هدومي وأعالجك مش هتأخر عليكي يا بنتي، أنا هحجز وهنزل مصر في أقرب وقت.

بعد قليل خرجت لبني لبهو المسكن وجدت والدتها وشقيقها يجلسان بوجه مهموم حزين.

جلست مقابله لهما وتحدثت بجمود إصطنعته بصعوبه أنا قررت أسيب هشام، وهسافر عند بابا أقضي أيامي إللي بقيالي في هدوء بعيد عن الكل.

نظرت لها والدتها بألم فأكملت هي مش عاوزة أي حد يعرف بقصة مرضي، أنا فاضل لي إسبوع وأبدأ إمتحاناتي، هخلصها علشان محدش يشك في حاجة وبعدها هسافر دبي عند بابا.

بكت والدتها بقهر وتحدث ماجد بنبرة حادة أيه كمية الإحباط إللي في كلامك دي يا لبني؟

وأكمل بنبرة حماسية أمرة أنا مش هسمح لك تكوني بالضعف ده إنت فاهمه، هتتعالجي وهتخفي وإحنا كلنا هنكون معاك وحواليكي ومش هنسيبك، أنا وبابا وماما وهشام وكل حبايبك هندعمك ونقف معاك.

صرخت به وتحدثت بإنهيار قولت لك مش عاوزة حد يعرف وخصوصا هشام.

أردفت مني قائلة بدموع ليه بس يا بنتي، هشام بيحبك وأكيد وجودة معاكي هيفرق في نفسيتك وهيسرع شفاكي.

صرخت لبني قائلة بيأس وإنهيار ودموع إنت بتضحكي على نفسك ولا بتضحكي عليا يا ماما؟

أنا وإنت عارفين كويس أوي إن إللي بييجي له المرض ده مبينجاش منه،
وأكملت بضعف وأستسلام تيتا وعمتو متوفيين بنفس المرص وأنا أكيد هموت زيهم.

جري عليها ماجد وأحتضنها بإحتواء وتحدث بدموع خلاص يا حبيبتي إهدي، أنا هكلم بابا وأقول له يلغي الحجز وأنا وأنت هنسافر له وهتتعالجي هناك وهتبقي زي الفل.

أكملت والدته على حديثه بتأكيد وأنا هسافر معاكم، وهتخفي يا قلبي، بس أنا هتصل بهشام وأقول له علشان يعمل حسابة ويسافر معانا.

خرجت من أحضان شقيقها تهز رأسها رفض بطريقه هيستيرية
وأردفت قائلة قولت لك هشام مش لازم يعرف يا ماما.

وأكملت ببكاء حارق للقلوب هشام مايستاهلش إني أوجعه يا ماما، أنا هسيبه وهسافر علشان يكرهني وينساني، مش عوزاه يشوفني وأنا بتألم ويتوجع علشاني،
وأكملت بمرارة تدمي القلوب وهي تتلمس شعر رأسها بحسرة عاوزه لما أجي على باله يفتكرني وأنا في أجمل صورة ليا، عوزاه يفضل فاكر لبني الجميله اللي حبها وحلم معاها ببيت صغير يضمهم.

وبعد جدال طويل وافقتها مني وماجد وابلغا والدها وبالفعل بعد تأدية الإختبارات أبلغت هشام أنها لا تريد الزواج منه، وسافرت وتركته محطم الأمال والوجدان.

بعد ذهابها إلى دبي تبرع لها أحد الأثرياء المقربين من كمال بمبلغ طائل وساعدها على السفر إلى أمريكا وبدأت رحلة علاجها التي إستغرقت ثلاثة أعوام حتى الشفاء الكامل.

داقت خلالهم الويلات وكم قابلتها لحظات ضعف ولحظات استسلام حتى تجاوزت محنتها بفضل الله ثم الصبر والدعاء من والديها ومنها وشقيقها.

تذكرت بإحدي المرات التي كانت تقبع فوق سرير المشفي بهيئة مزرية وجسد نحيل ووجة ذابل وذلك من تأثير جلسات العلاج الكميائي التي خضعت إليه بعد زرع النخاع داخل عظامها والذي تبرع لها به شقيقها ماجد.

تحدثت بصوت ضعيف إلى شقيقها الجالس بجانبها هو ووالدتها ماجد، إتصل بهشام وكلمه في أي حاجه، نفسي أسمع صوته، وحشني أوي.

بكت والدتها وأردفت قائلة بمرارة تسكن داخلها خليني أكلمه وأقوله ييجي يقف معاكي يا لبني.

هزت رأسها بضعف وهوان وأردفت قائلة عوزاه ييجي يشوفني وأنا بالشكل ده، ليه كده يا ماما، للدرجة دي مش خايفه عليه وعلى قلبه من الوجع.

هز ماجد رأسه بطاعة وأجابها متجهديش نفسك بالكلام يا حبيبتي وأنا هتصل لك عليه بكرة علشان ممنوع دخول التليفونات وانتي واخده الجلسه.

في اليوم التالي هاتف ماجد هشام لتستمع لبني صوته وتريح قلبها المشتاق، لكنه لم يجب على المكالمة التي كررها ماجد ولكن دون فائدة.

إستمرت رحلة العلاج ثلاثة أعوام كاملة وبعدها تم الشفاء بفضل الله، ضلت لبني عام أخر بدبي عندما علمت بخطبة هشام لأخري وأندماجه معها ونسيانها، حاولت الإرتباط بأخر حتى تمحو هشام من ذاكرتها ويصبح من ماضيها وتكمل هي حياتها بدونه، ولكنها فشلت فشلا زريع، وبعدها قررت العوده هي وأسرتها إلى أرض الوطن.

عودة للحاضر!
إنتهت من سرد قصة مرضها المميت ونظرت إليه تستشف من عيناه السماح والغفران.

كان ينظر لها بذهول وصدمة ألجمته وشلت جميع جسدة بالكامل.

أما عن غادة التي كانت تبكي بإنهيار، أمسكت كفي يداها وقبلتهما وأردفت قائلة بدموع كل ده يحصل لك ومتقوللناش.

تحركت إلى ذلك الساكن بجلسته وجلست بجانبه وتسائلت بترقب ساكت ليه يا هشام؟

إبتسم ساخرا وأجابها بنبرة متهكمه منتظرة تسمعي مني أيه يا لبني، أجري عليك وأحضنك وأقول لك أنا أسف، أقول لك أنا أسف على إنك خلتيني أعيش تجربة وجعت روحي ودمرت كياني سنين، إنت عارفة إنت عملتي فيا أيه؟

ثم نظر لها بإشمئزاز قائلا تعرفي يا لبني، إنت أكتر واحده أنانية أنا شفتها في حياتي، كنت أنانية حتى في مرضك وقررتي تخبيه عن الكل،
كنتي أنانية وإنت بتدبحي روحي وتحسسيني أنا قد أيه قليل الحيلة ومش قادر أحقق لك أحلامك، مشيتي ومهمكيش أهلي وأصحابي هيبصولي إزاي،.

حتي لما قررتي ترجعي رجعتي علشان نفسك، قررتي تدبحي فريدة بسكينه تلمه ومهمكيش قلبها اللي إتكسر وثقتها في نفسها إللي كانت ممكن تدمر لولا قوتها وثباتها، وبردوا ده عملتيه علشان نفسك.

وراجعه تاني وبكل بساطة عاوزة تاخدي كل حاجه من غير ماتخسري أي حاجه،
وتسائل ده في شرع مين الكلام ده يا لبني هانم؟

أجابته بعيون متوسلة في شرع القلوب العاشقة يا هشام، وأكملت بدموع وترجي أنا راجعه من رحلة الموت وأنكتب لي عمر جديد ونفسي أعيشه في حضنك يا هشام.

أمسكت يده وقبلتها ودموع الندم تنهمر من مقلتيها بغزارة سامحني يا هشام وأديني فرصه ثانية، أنا بحبك ومستعده أعيش عمري كله تحت رجليك، بس خليني جنبك أرجوك متبعدنيش.

تماسك لأبعد الحدود كي لا يرتمي بأحضانها ويبكي كطفل صغير وجد ملاذه الأمن بوجود أمه نبع الطمأنينه والامان.

نظر لها وأخذ نفس طويلا وتحدث معترف بتألم أنا عمري مانسيتك يا لبني، أنا كنت بتناساكي، كنت بتلاشي أي حد يجيب سيرتك علشان محسش بحنين ناحيتك.

إنفرجت أساريرها وتحدثت بحماس وفرحة عارمه يعني إنت لسه بتحبني يا هشام؟

أجابها بإبتسامة وعيون عاشقه أنا أكتشفت إنهاردة بس إن عمري مابطلت أحبك يا لبني!

تسائلت هي بحماس هشام، إنت لسه عاوز تتجوزني؟

إبتسم لها بحب وهز رأسه بإيجاب.

فتحدثت هي سريع بسعاده وأنا موافقه، موافقه إني أكون مراتك يا هشام.

تحركت غاده إليهما وإبتسمت بسعادة وأحتضنت إبنة شقيتها التي كادت أن تحلق في السماء من شدة سعادتها.

ثم تحركت لهشام الذي هب واقفا وأحتضنته بسعاده قائلة ألف مبروك يا حبيبي، عين العقل يا هشام، عين العقل يا حبيبي.

ثم نظرت إلى لبني وأشارت لها لتقترب وأحتضنت كلاهما بسعاده وحب تحت نظرات الهيام والسعاده التي تنطق من نظراتهما بعضهما البعض.

سعد داخله وهو ينظر إليها وقرر أن يكمل حياته مع لبني لينسيها ألام الماضي ويتناسي معها ألام ماضيه وحاضره،
وينغمس داخل أحضانها ويذوب فيها ويسبح، علها تنسيه تلك البريئة جميلة الروح، صافية القلب التي لم ولن ينسي برائتها مهما طال الزمن.

ولكن صبرا هشام، فالزمن كفيل يا ولدي أن ينسيك صافية القلب والروح، نعم لن يستطيع أن يمحي تفاصيلها من مخيلتك، ولكن ستتناساها وتتغافل وجودها وخصوص بوجود تلك العاشقة لبني.

ستزور مخيلتك كل حين والأخر، مثل طيف جميل يمر عبر خيالك السارح، مثل نسمة هواء منعشة في نهار صيف ساخن تلفح وجهك تنعشه وتسعد فؤادك، تبتسم لتلك الذكري بسعادة، ثم تستمر بالمضي قدما في رحلة حياتك مع عاشقة عيناك لبني.

هكذا هي الحياة، وهذا هو حال العاشقين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة