قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

كانت غافية بين أحضانة بسلام وأطمئنان وكأنه ملاذها الأمن التي تعتاده منذ عقود، واضعه كف يدها الرقيق فوق موضع قلبه النابض بعشقها، دافنة وجهها داخل عنقه تتنفس رائحته العطرة بهدوء.

أما هو، فكان مكبلا إياها بين ذراعيه محاوطا خصرها بتملك وجسدها ملتصق بجسده.

تمطأت بدلال إيقظه، حاول فتح أجفانه بصعوبة بالغه ويرجع ذلك لقلة عدد ساعات نومة، فتح عيناه بهدوء ثم أغلقها وبلحظه فتحهما بإتساع يدقق النظر فيما رأه، إنتفض داخله بسعاده حين رأي وجهها الملائكي وتذكر ليلته الأولي معها وكم كانت ليلة رائعة بكل تفاصيلها، إبتسم سريع وتعالت دقات قلبه منتفضه بسعاده.

مال على شفتاها ووضع فوقها قبله رقيقه، تمللت بنومها وتمطأت بدلال أذاب قلب ذلك العاشق.

فتحت عيناها بثقل ونعاس وإذا بها تري أكثر وجه تمنت على مدار سنواتها الخمس المنصرمة أن تصحو كل صباح من غفوتها وتراه أمامها.

ظهرت على وجهها بوادر السعادة وتحدثث بصوت متحشرج صباح الخير.

أمسك خصلة هاربه من شعرها الحريري وأرجعها خلف أذنها، ثم مال على أنفها وداعبها بأنفه وتحدث بصوت هائم بعشق حبيبته صباحية مباركه يا حبيبي.

خجلت وأنزلت بصرها عنه، أمسك ذقنها ورفع وجهها ونظر داخل عيناها وتحدث بأمر مبقاش من حقك على فكرة.

إبتسمت برقه وأكمل هو عيونك وإبتسامتك وكل ما فيكي بقوا ملكي، يعني مبقاش من حقك تحرميني منهم،
وأكمل بنبرة حنون كفاية عليا حرمان لحد كده يا فريده، أنا عاوزك تغرقيني في بحر عسلك مطلعنيش منه تاني.

إبتسمت له بإيماءة خجله ثم وضعت يدها فوق ذقنه النابته وتحسستها برقه وأردفت قائلة بتساؤل هو أنت ليه محلقتش دقنك؟

غمز لها بعيناه وتحدث بحديث ذات مغزي سبتها علشانك!

إتسعت عيناها بذهول وتساءلت بتعجب علشاني أنا؟!

أردف قائلا بحنان أه يا حبيبي علشانك، أنا سبت ذقني علشان عارف إنك بتعشقيها.

إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة متساءلة خجلة هو أنا كنت باينه أوي كده ومشاعري كانت مكشوفة؟

أجابها بنبرة هائمة وعيون عاشقه لا يا فريدة، أنا إللي كنت قاري جواك قوي وعارف كل اللي بيدور في عقلك وقلبك من قبل حتى ما تفكري فيه.

سحب حاله من بين أحضانها وأعتدل بجلسته ومد يده وسحب درج الكمود المجاور له، أخرج منه ظرف وسلمها إياه متحدث بإبتسامة جذابة إتفضلي يا قلبي.

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة بتساؤل أيه ده يا سليم؟!

اجابها بنبرة حنون ده عقد الفيلا بتاعتك يا عروسة.

ردت عليه قائلة بتعجب بس أنا خلاص مش عوزاها يا سليم، وبعدين أنا كتبت لك تنازل عنها.

إبتسم لها وأردف قائلا ده حقك يا حبيبي وبالنسبة للتنازل اللي بتتكلمي عنه ده أنا قطعته بمجرد ماخرجتي من باب الأوتيل.

تحدثت إليه بنبرة هادئة بس أنا حقيقي مش عوزاه يا سليم، أنا كفاية عليا حبك وحنيتك اللي ملهومش حدود، ودول عندي يساوا الدنيا كلها.

اجابها بتذمر مصطنع وبعدين معاكي بقا، معنديش أنا ستات تراجع كلمة ورا جوزها، بعد كدة تسمعي الكلام واللي أقولك عليه تقولي حاضر وبس، مفهوم يا حرمنا المصون؟

ضحكت بخفة وأردفت بطاعة حاضر يا حبيبي.

ثم نظرت له بحنان وأردفت قائله بنبرة هائمة أنا بحبك أوي يا سليم، ربنا يخليك ليا.

وأنا بعشقك يا روح سليم، قالها بنبرة حنون ثم سحبها لداخل أحضانه الحانية المتشوقة من جديد.

بعد مده كانت تجلس فوق ساقيه أمام حمام السباحه المتواجد بالحديقة، يطعمها بيداه بدلال يليق برقتها وجمالها.

قرب من فمها إحدي اللقيمات فتحدثت معترضه كفاية يا سليم، شبعت خلاص يا حبيبي.

هز رأسه نافي وأردف قائلا بنبرة صارمة مفيش حاجه إسمها خلاص شبعت، الدلع ده هناك عند عايدة لكن معايا هتسمعي الكلام وتاكلي.

مد يده مقرب قطعة التوست من جديد فأعترضت بتذمر لطيف مش قادرة بجد يا حبيبي، والله شبعت.

طب ولو قولت لك تاكليها علشان خاطر سليم، جملة قالها بنبرة حنونه.

إبتسمت له وأجابته وهي تستعد لتناولها من يده علشان سليم أعمل أي حاجه في الدنيا كلها
وتناولتها من يده تحت سعادته.

وتحدثت إليه بإستفسار إحنا هنسافر ألمانيا أمتي يا حبيبي؟

أجابها بهدوء كمان إسبوع بالظبط، هنقضي إسبوعين Honey moon في ألمانيا قبل مانرجع لشغلنا، وإن شاء الله في إجازة الصيف هحجزلك في المكان اللي تختارية بنفسك.

أجابته بإبتسامة سعيدة وأنا مش عاوزه غير إني أكون معاك وبس يا سليم.

داخل شقة محمد زوج نورهان.

كان يجلس هو ووالدته يتناولون قدحين من القهوة قد صنعتهما والدته السيدة إمتثال.

خرجت نورهان من غرفتها بهيئة مزريه ووجه عابس وشعر مشعث من عدم إهتمامها به، حيث أنها منذ واقعة الشركة وأفتضاح أمرها أمام زملائها ومديرها وقد تملكت منها حالة من عدم اللامبالاه بإتجاة الجميع وأصبحت لا تكترس لأي شيئ حتى لأناقتها وإهتمامها بنفسها كأنثي.

وخصوصا بعدما تقدمت للعمل بأكثر من شركة وجميعهم رفضوا تعيينها والسبب يرجع إلى إقالتها من شركة كبيرة ولها إسم ضخم في مجال الإلكترونيات مثل شركتها السابقه، وهذا ما كان يريده سليم بالفعل حين إشترط الإقاله وليس الإستقاله.

تحدثت نورهان بصوت متحشرج كسول صباح الخير.

لوت إمتثال فاهها وتحدثت بنبرة ساخرة ناموسيتك كحلي يا برنسيسه، الساعه عدت من 12 وإنت لسه نايمه ولا ساءلة عن أي حاجه، لا على جوزك ولا بنتك ولا على البيت، وأكملت بنبرة ساخرة أيه يا أختي، تكونيش فاكرة نفسك عايشه في لوكاندة؟

تذمرت نورهان وتحدثت بضيق ولزمته أيه الكلام ده على الصبح يا طنط، ولا هي إسطوانة وبقا مقرر عليا أسمعها كل يوم؟

ردت عليها إمتثال بحده وياريتها يا أختي جايبه معاكي نتيجه.

وأكملت بنبرة جامده إسمعي يا بنت الناس، أنا خلاص جبت أخري منك، الأول كنت بستحمل أفعالك اللي تنقط علشان كنتي شغاله وبتساعدي في مصاريف البيت، لكن دلوقت بعد ما بقيتي قاعدة ولا شغله ولا مشغله أستحمل عمايلك دي ليه؟

وأكملت بلهجه أمرة من بكرة تقومي بدري زي الستات اللي خلقها ربنا ما بتعمل، تجهزي الفطار وتنضفي الشقه والمطبخ، مش تسيبي البيت بالمنظر ده لحد ما سيادتك تقومي براحتك، وده أخر كلام عندي هقوله لك.

نظرت بغضب إلى زوجها الصامت وتحدثت بحده إنت ساكت ليه يا محمد، ولا تكونش موافق على كلام مامتك ده؟

أجابها ببرود وهو يحتسي قهوته أه يا نورهان موافق.

واكمل بنبرة تهديديه إسمعي يا بنت الناس، يا تنزلي تدوري على شغل وترجعي تشتغلي تاني، يا إما تنفذي كلام ماما بالحرف الواحد وبدون نقاش.

صاحت به قائلة وأنا كنت لقيت شغل وقولت لاء يا محمد، ما على إيدك كل الشركات اللي بقدم فيها بترفض الطلب.

اجابها ببرود مش لازم تشتغلي في نفس مجالك.

ضيقت عيناها بتساؤل يعني أيه الكلام ده؟

أجابتها إمتثال بنبرة حاده يعني تشتغلي أي حاجه تجيب فلوس يا حبيبتي، إن شاله حتى تقفي تبيعي في محل ملابس.

نظرت إليها بإستنكار وتحدثت بتعالي وغرور إنت عوزاني أنا، الباشمهندسه نورهان أقف أبيع هدوم لزباين ماتسواش.

أطلقت إمتثال ضحكه ساخرة ووقف محمد وتحدث بحده الكلام اللي بقولهولك ده يتنفذ بالحرف، ومن بكرة ياتنزلي تدوري على أي شغل وتشتغلي، يا إما تقومي من الساعه سبعه تعملي كل طلبات البيت.

ربعت يداها وتساءلت بترقب ولو معملتش اللي بتقول عليه، هتعمل أيه يا محمد؟

وقف مقابلا لها وتحدث بنبرة حادة لو كلامي ما أتنفذش يبقا كل واحد فينا يروح لحاله.

جحظت عيناها بذهول وصدمة وخرج هو وصفق خلفه الباب بشدة.

أما إمتثال فرمقتها بنظرة شامته وذلك ردا على معاملة تلك النورهان المتعاليه لوالدة زوجها طوال الوقت، تركتها بغيظ دفين ودلفت إلى المرحاض.

وهذا ما أستحقته تلك التي أغواها الشيطان وجعلها تبيع صديقتها من أجل حفنة من الأموال.

داخل شقة علي.

كانت تقطن داخل أحضان زوجها الحانيه ممددة بجانبه فوق تختها بعد جوله غراميه أخذها بها حبيبها وأذاقها من شهد عسله ألوان.

تحدث علي مبتسم مش مصدق إن سليم وفريدة خلاص الدنيا ضحكت لهم والقدر أخيرا جمعهم.

ضحكت أسما قائله بدعابه سليم يا حرام مكنش مصدق نفسه لدرجة إنه قفل في وشنا باب الفيلا من غير حتى ما يستأذن.

قهقه على وأجابها ساخرا معذور بردوا يا أسما، الراجل قاسي كتير والصبر مل منه.

إبتسمت له ثم شددت من إحتضانه قائلة برجاء حبيبي، خلينا قاعدين شويه كمان في مصر، أنا ماما وحشاني أوي ونفسي أشبع منها.

إبتسم لها وتحدث بنبرة عاقله مش هينفع يا قلبي، لازم نرجع المانيا بعد يومين علشان مش هينفع أنا وسليم منبقاش موجودين في الشركة.

واكمل بوعد بس أوعدك إن في أقرب وقت تسمح بيه الظروف هنيجي نقعد لو حتى إسبوع واحد.

إبتسمت له وتحدثت ربنا يخليك ليا يا حبيبي.

شدد من إحتضانها وأردف قائلا بنبرة حنون ويخليك ليا يا نور عيوني.

داخل شقة فؤاد.

كانت تجلس فوق تخت غاليتها وتجاورها نهلة تبكيان لفراق عزيزة عيناهم الغاليه الذي لم يكمل يومه الأول.

دلف إليهما فؤاد والحزن ساكن عيناه لبعد فلذة كبده عنه
وتحدث متحاملا على حالة بنبرة لائمة جري أيه يا عايدة، ده بدل ما تهدي بنتك قاعدة تعيطي معاها، قومي يا عايدة إعملي أكل صباحية بنتك علشان نروح لها.

أجابته بصوت ضعيف من بين دموعها كل حاجه جاهزة وعفاف بتسوي باقي الأكل في المطبخ.

إقترب منها وجلس بجوارها وربت على كف يدها بحنان وتحدث إدعي لها إن ربنا يهدي سرها ويسعدها.

ردت عليه بدموع غزيرة داعيه لها وقلبي وربي إن شاء الله راضيين عنها يا فؤاد، بس صعبان عليا إني مش هشوفها كل يوم وأصطبح بوشها البشوش وضحكتها اللي ترد الروح.

وهنا بكت نهلة وأردفت بحنين أنا معرفتش انام طول الليل من غير وجودها، الأوضة وحشه أوي من غيرها يا بابا، فريده كانت نسمة الهواء اللي بترطب على قلبي في عز الصيف.

وقف فؤاد وتحدث بحزم مصطنع قومي يا عايدة إنت وبنتك شوفوا هتعملوا أيه وكفايه نواح على الصبح.

دلفت إليهم عفاف وتحدثت بنبرة لائمة وبعدين معاك يا عايدة، سيبك من اللي إنت فيه ده وقومي معايا شوفي هنرص الأكل ده إزاي؟

تحدث إليها فؤاد وهو يتحرك إلى الخارج قوليلها وفوقيها من اللي هي فيه ده يا أم أحمد.

خرج فؤاد وتحاملت عايده ونهله على حالهما وتحركا بجانب عفاف لتوضيب ورص كل ما لذ وطاب من الأطعمة التي جهزتها عايده وعفاف لغاليتهم الجميله.

داخل مكتب مراد الحسيني.

كان يجلس منكب على أوراقه يعمل بجد وعزيمة، إستمع إلى طرقات خفيفه فوق الباب، سمح للطارق بالدخول ومازال على موضعه ينظر بأوراقة بعناية.

وبلحظه إشتم رائحة ذكية يحفظها هو عن ظهر قلب، إنتعش داخله وأنتفض، رفع رأسه سريع ليري شمسه المنيرة قد طلت وأنارة حياته كما المعتاد.

إنتفض من جلسته وتحرك سريع إلى تلك المبتسمه التي تحدثت برقه ممكن أدخل يا دكتور.

أمسك يدها وقبلها برقه وتحدث بعيون لامعه ده أيه المفاجأة الحلوة دي يا ريم.

أمسك يدها وتحرك بها إلى الأريكة وجلسا سويا
وتحدثت هي كنت محتاجه دكتور محمود يفهمني حاجه في المنهج فجيت له وشرحهالي، ولقيت نفسي جعانة، قولت أجي أشرب النسكافيه بتاعي معاك وبالمرة تطلب لي حاجه أكلها.

وأكملت بحنين يا تري ممكن ألاقي عندكم في البوفيه بسكوت أو كيك؟

إبتسم لها بحنين لأجمل ذكري له معها وتحدث موجود طبعا، والفضل في ده كله يرجع لدكتورة جميلة قدرت بعفويتها ورقتها تدوب جبل الجليد وترجع الحياة والبسمة من جديد لقلب كان بيحتضر.

وأسترسل حديثه بعيون شاكرة غيرتيني أوي يا ريم، رجعتيني لأدميتي بعد ما كنت قربت أنساها وأتحول لأله إلكترونية.

إبتسمت له وتحدثت بنبرة صوت رقيقه إنت أحن وأرق قلب أنا قابلته في حياتي يا مراد.

بحبك يا ريم، قالها بغرام.

إبتسمت هي وردت بحنان وأنا بحبك أوي يا مراد.

رفع سماعة الهاتف وطلب من البوفيه كل ما تريد حبيبته.

ثم إقترب منها وأدخلها بين أحضانه وشدد من إحتضانها وأخذ نفس عميق يدل عن مدي إشتياقه لحبيبته وتحدث وحشتيني أوي يا ريم.

خجلت منه ولكنها إستسلمت لإحتضانه الحاني لها.

ضل محتضن إياها لفترة لم تكن بالقليلة حتى أصابها القلق منه، تمللت وحاولت الفكاك من بين أحضانه فشدد هو أكثر وأكثر وتحدث بنبرة صوت متحشرجه إهدي يا ريم وخليكي جوة حضني ومتخافيش مني.

فتحدثت هي بنبرة معترضه مراااااد، إحنا في الشركة.

أجابها بلامبالاة أيه المشكلة مش فاهم.

كادت ان تتحدث لولا صوت دقات الباب التي جعلتها تفلت حالها بقوة من بين أحضانه.

قهقه هو بقوة ناعت إياها بالجبن وتحدث للطارق أدخل.

دلف عامل البوفية وأقترب ووضع لهما ما بيده وتحدث أي خدمة تاني يا مراد باشا؟

اجابه بوجه بشوش شكرا يا محمد، لو إحتجت حاجة هكلمك.

خرج العامل وقام هو بفتح عبوة البسكويت وأخذ قطعة ووضعها بفمها بحنان.

إلتقتطها منه بفمها تحت خجلها وتحدثت برقه تسلم إيدك يا مراد.

أجابها بحنان بألف هنا يا حبيبي، كلي تصبيرة صغيرة وأنا هقوم أخلص الشغل الضروري بسرعة ونخرج نتغدا مع بعض، وبعدها هوصلك علشان عاوز أقعد مع طنط شويه.

إبتسمت له وتحدثت بسعادة إنت حد جواه حلو أوي يا مراد وأنا حقيقي محظوظة بيك، مبسوطه جدا علشان بتحاول تقرب من ماما علشان تخرجها من عزلتها ومقدرة موقفك ده جدا.

إبتسم لها وأردف قائلا بعيون هائمة أنا مستعد أعمل أي حاجه علشانك يا ريم، المهم أشوفك سعيدة ومرتاحه.

أمسكت كف يده برعاية وأردفت قائلة بإمتنان ربنا يخليك ليا يا مراد.

إبتسم لها وقبل يدها، وقف وأتجه إلى مكتبه وجلس ليكمل أعماله سريع كي يتحرك معها للخارج.

داخل حديقة منزل حسن نور الدين.

كان المنزل مزدحم للغايه حيث الجميع حاضر بناء على دعوتهم من تلك المتسامحه ذات القلب الكبير تلك السميحه صاحبة القلب الأبيض، فقد جهزت لعزيمة كبيرة دعت بها شقيقتيها وزوجيهما وأنجالهما.

تحرك الجميع إلى الحديقة وجلسوا بمقاعدهم حول الطاولة المستطيله المليئة بكل ما لذ وطاب من صنع أيادي سميحه ودعاء ورانيا.

تحدث حسن ببشاشة وجه مرحب بالجميع منورينا يا جماعة.

رد عليه كمال والد لبني ده نورك يا أبو هادي.

وأردفت مني موجه حديثها إلى حسن ربنا يجعل بيتك دايما مفتوح وعمران بالخير يا أبو هادي.

إبتسم لها وتحدثت غادة إلى زوجها بإهتمام أحط لك بط يا خالد؟

ردت عليها سميحة بنبرة لائمه إنت بتسأليه يا غادة، حطي له طبعا.

رد عليها خالد تسلمي يا أم هادي وتسلم إيدك، طول عمر أكلك ليه نكهه مميزة خاصه بيك لوحدك، ودايما بتميزك عن غيرك.

إبتسمت له وتحدثت بألف هنا على قلبك يا خالد.

نظرت له غادة متصنعه الحزن وتحدثت وأنا أكلي ما بيعجبكش ولا أيه يا أستاذ خالد؟

ضحك الجميع وتحدث خالد بإطراء محب إنت بقا أكلك ليه نكهه تالتة خالص يا غادة.

تحدثت مني إلى غادة بصراحة بقا يا غادة خالد قال الحق، طول عمر سميحة نفسها في الأكل لا يعلي عليه.

ردت عليها غادة بوجة بشوش أكيد يا أبله، أبلة سميحه ورثت النفس من ماما الله يرحمها.

نظرت لهما سميحه وتحدثت بوجه سعيد ربنا يجبر بخاطركم يا بنات.

نظرت رانيا إلى حازم وتحدثت أغرف لك محشي يا حبيبي؟

هز لها رأسه بإيجاب وسعادة من إهتمامها التي باتت تغمره به وأردف قائلا اه يا حبيبتي.

أما ذلك الثنائي العاشق فكانا يتناولان طعامهما تحت نظرات يملؤها العشق والغرام.

تناول الجميع طعامهم وسط أجواء عائلية سعيدة ومرحة.

بعد إنتهاء وجبة الطعام لملمت نساء المنزل الصحون والأواني ودلفت رانيا ودعاء إلى المطبخ.

تحدثت رانيا إلى دعاء بحنان وهي ترتدي مريول المطبخ وتشرع في جلي الأواني إعملي إنت الشاي يا دعاء وأنا هغسل المواعين وأشطب المطبخ.

ردت عليها دعاء بس المواعين كتير أوي عليك يا رانيا، إغسلي نصها وأنا هكمل الباقي.

ردت رانيا بوجة بشوش خليكي إنت علشان هشام الصغير وأنا هشطبهم على طول إن شاء الله.

نظرت لها دعاء بشكر وأستغربت في حال نفسها، فسبحان الذي يغير ولا يتغير.

بعد قليل، كان يقف جانب بصحبتها يحتسون مشروب الشاي وتحدث هو على فكرة يا لبني، أنا أخدت لك أجازة من فايز بيه هتبدأ من بكرة.

أردفت قائلة بهدوء مش لسه بدري على الأجازة يا هشام، ده فاضل على الفرح إسبوع بحاله، ولسه كمان أجازة شهر العسل؟

أردف قائلا بإطمئنان ماتقلقيش يا حبيبتي أنا إتفقت مع فايز وظبط كل حاجه.

وأسترسل حديثه بنبرة سعيدة سيبك إنت من ده كله، أنا مش مصدق نفسي إنك خلاص بعد إسبوع هتكوني مراتي.

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة سعيدة أنا مبسوطة أوي يا هشام.

وأكملا حديثهما في سعادة.

داخل فيلا سليم.

حضرت عايدة وفؤاد ونهله وأسامه وعفاف، محملين بالهدايا والأطعمه المتنوعه وجائوا كي يطمئنوا على غاليتهم.

إستقبلتهم العاملة التي حضرت صباحا بإحترام وصعدت لسيدها تبلغه.

دقائق معدودة وكانت تجاور معشوقها يتدليان الدرج سويا بأيادي متشابكه وقلوب تتراقص على أنغام عشقهما الفريد.

رفعت عايدة عيناها تنظر لملاكها البرئ التي تتدلي بثوبها الرقيق بلونه الأحمر الصارخ بأكمامه الطويله والذي يصل طوله لنصف ساقيها، تاركه لشعرها الحريري العنان، وكانت قد وضعت بعض مساحيق الزينة التي جعلت منها أيقونة جمال متحركة على الأرض.

تحركت إليهم بوجه يشع إحمرارا من شدة خجلها من والدها وأخاها والجميع.

إقتربت من وقوف والدها وأرتمت داخل أحضانه الحانيه، ربت فؤاد على ظهرها بحنان متحدث بسعاده وحشتيني يا فريده.

تحدثت من داخل أحضانه وحضرتك كمان يا حبيبي وحشتني أوي.

أخرجها من بين أحضانه وحاوط وجهها بكفي يداه وتحدث مبتسما ألف مبروك يا حبيبتي.

ردت عليه خجلا الله يبارك فيك يا بابا.

أما عايدة التي إحتضنت سليم وربتت على ظهره بحنان أم وتحدثت مبروك يا حبيبي، ألف مبروك يا أبني.

خرج من بين أحضانها وأمسك كف يدها وقبلها وأردف قائلا بنبرة صوت سعيده الله يبارك فيك يا أمي.

إقترب عليه أسامة وأحتضنه سليم بأخويه وتحدث هو ألف مبروك يا باشمهندس.

أما نهلة التي إحتضنت شقيقتها وشددت من إحتضانها وأردفت قائلة بنبرة حنون وحشتيني يا فريدة، البيت وحش أوي من غيرك.

إبتسمت لشقيقتها وأردفت قائلة وإنت كمان وحشتيني أوي يا نهلة.

أما عايدة التي إحتضنت فلذة كبدها وأطمئنت عليها، جلست عائلة فريدة بصحبة العروسان في جلسة يسودها الحب والود وبعد مدة إعتذروا وذهبوا.

إقترب سليم على حبيبته وأخذها بين أحضانه ثم تناولا غدائهما من أكلات عايدة اللذيذة وصعدا من جديد إلى غرفتهما.

ليلا داخل غرفة الجاكوزي الذي أعدها سليم كي يرفه بها عن حاله وعروسه الجميلة.

كان مستلقي على ظهره على حافة المغطس مسترخيا مغمض العينان ومحتضن تلك الجميله من ظهرها بعناية، تغمر جسديهما المياة الساخنه برائحتها الذكية ودفئها المهدئ للأعصاب، ساكنيين داخل الماء وكأن جسديهما تخدر.

أما عن المغطس فكان محاط بشموع متفرقة بألوان حمراء طغت ألوانها على ضوء الغرفه فجعلت الإضاءة خافته بلون أحمر محبب للعين، وكانت تلك الشموع تفرز رائحة عطرة ملئت المكان بعبقها الرائع المحبب.

سحبت فريده شهيق عميق وزفرته براحه وتحدثت بنبرة مسترخيه ووجه منتعش وعينان مغمضتان سليم.

أجابها ذو القلب العاشق الهائم مهمهم أمم.

إبتسمت وأردفت متساءله إنت نمت؟

أجابها بهدوء وإسترخاء تؤ تؤ، بس حاسس إن جسمي كله متخدر.

وأكمل هائما إنت حلوة أوي يا فريدة، جمالك فاق كل توقعاتي وشقاوتك فاقت تخيلاتي.

إبتسمت وأردفت قائلة شقاوتي أنا بردو يا باشمهندس.

وتحركت من داخل أحضانه وهي تسبح للداخل، إنتفض جسده وأفتح عيناه بلهفه حين إبتعدت عن أحضانه، إبتسم لشقاوتها حين رأها تتحرك داخل الماء بدلال إنثوي أثار داخله وزاد من جنونه بها، تحرك إليها محتضنا إياها وتحدث مش ناويه تبطلي شقاوة إنهاردة ولا أيه؟

حركت رأسها يمين ويسارا وأردفت تؤ تؤ، مش ناويه!

ضحك هو وأخذها داخل أحضانه وغاص معها من جديد داخل بحر عشقهما الحلال.

كانت السعادة دارهما الجديد وسكنيهما، والراحة والطمأنينة مكافأتهما من الله على صبرهما ودعائهم الذي لن يكلا ولن يملا منه كلاهما، فحقا من صبر زفر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة