قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

توالت الأيام والوضع يزداد سوء بين فريدة وهشام، وهناك من يراقب وضعهما من بعيد، وبدأت لبني برمي شباكها حول هشام وذلك حسب الخطة الموضوعة من قبل ذلك المجهول، ولكن هشام مازال يبتعد ويضع بينهما حدود، وذلك حفاظ على كرامته وكبريائه التي أهدرتهما لبني بالماضي وأيضا إحترام لفريدة
كانت سميحة تجلس بحديقة منزلها بصحبة زوجتي إبنيها بعدما قمن بالإنتهاء من أعمال المنزل.

تحدثت سميحة إلى دعاء التي أوشكت على وضع جنينها الثالث لسه الألم إللي كان عندك إمبارح موجود يا دعاء؟
أجابتها دعاء بألم ظهر على وجهها لسه والله يا طنط، ده أنا مدوقتش طعم النوم إمبارح من كتر الوجع.

أردفت سميحة قائلة بأسي معلش يا حبيبتي إتحملي شوية، هما كلهم يومين زي الدكتور ما حددلك وإن شاء الله يعدوا على خير!
أردفت رانيا بتساؤل لسه بردوا ما إستقرتوش على الأسم يا دعاء؟

أردفت دعاء قائلة بهدوء ووجه بشوش هادي أختارله إسم هشام إن شاء الله!
لوت فاهها وأردفت ساخرة كنت متأكدة إنه هيسمي هشام، طبعا، ماهو الأخ الأقرب لقلب هادي.

نظرت لها سميحة وتحدثت بعتاب أيه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده، ولادي كلهم نفس الغلاوة عند بعض، ومش معني إن هادي إختار أسم أخوه لإبنه إنه بيفضلوا على باقي إخواته، كل الحكاية إن الإسم عجبه مش أكتر!
إنتبهن على صوت الجرس للباب الحديدي ونظرن وجدن لبني ووالدتها تقفان بالخارج بإنتظار فتح الباب، وبالفعل تحركت رانيا.

ودلفتا للداخل
كانت لبني تمسك ببعض العلب المعبئه بالحلوي وأيضا كيس مملوء ببعض الحلوي الخاصة بالأطفال.

نظرت لهما سميحه وتحدثت أيه إللي إنتم جايبينه معاكم ده، تعبتم نفسكم ليه بس!
أجابتها مني بهدوء يعني إحنا جايبين أيه، دول يدوب حبة بيتي فور على حبة حلويات شرقيه!

تحدثت إليها سميحة بإبتسامة شكر تسلم أيدك وتعيشي وتجيبي يا حبيبتي!
نظرت لبني إلى الأطفال وأردفت قائلة بإبتسامه حانيه، فهي تعشق الأطفال وتشعر في حضرتهم بالسعادة الحلويات دي بقا علشان الأبطال، إتفضلوا يا حلوين!

هلل الصغار وأخذوا منها الكيس وبدأوا بتفريغ ما به ليتناولوا بعضه
جلست مني فوق المقعد وتحدثت إلى دعاء عامله أيه يا دعاء في حملك؟

أجابتها بوجه بشوش الحمدلله يا طنط، هانت إن شاء الله!
ثم نظرت إلى رانيا وتحدثت أزيك يا رانيا وإزي حازم.

أجابتها بإبتسامة الحمدلله يا طنط كلنا كويسين!
تحدثت سميحه إلى شقيقتها وحشتيني أوي يا مني، طمنيني كمال أخبارة أيه؟

أجابتها بهدوء الحمدلله يا سميحه، كلنا بخير!
نظرت رانيا إلى لبني وأردفت قائلة بتخابث متيجي معايا يا لبني نعمل لهم شاي ونجيب معاه حبة بيتي فور،
وأكملت مفسرة طلبها أصل دعاء الحمل تاعبها زي ما أنت شايفه وأنا بصراحه مش بحب أدخل المطبخ لوحدي!
وبرغم عدم تقبل لبني إلى شخص رانيا التي يبدوا على وجهها علامات الخبث، إلا أنها وافقت ودلفت معها للداخل.

تبادلت سميحة مع دعاء نظرات الأسي لعلمهما بشخصية رانيا الثرثارة
وفي الداخل جلبت رانيا إلى لبني بعض الصحون ووضعتهم أمامها فوق المنضدة وتحدثت إقعدي إنت إرتاحي ورصي البيتي فور والحلويات على ما أعمل أنا الشاي.

أجابتها لبني بإبتسامة مجاملة أوك
تساءلت رانيا بفضول هو أنت هتشتغلي هنا زي ما كنتي بتشتغلي في دبي يا لبني؟

أجابتها لبني بتأكيد أكيد طبعا هتشغل، وقدمت كمان في كذا شركة لكن لسه مستنيه الرد
أردفت رانيا بتساؤل هو أنت كنتي بتشتغلي أيه في دبي؟

ردت لبني بإختصار كنت بشتغل في ال H R
ردت عليها رانيا بتخابث طب متخلي هشام يساعدك ويقدم لك في الشركة إللي بيشتغل فيها،
علي فكرة، هشام علاقتة كويسه جدا بالمدير بتاعة، ده حتى لسه معين إبن عمته مهندس عندهم، يعني لو عرف إنك بتدوري على شغل أكيد ما هيصدق علشان تكوني معاه
نظرت لبني إليها وضيقت عيناها بعدم إستيعاب وأردفت بتساؤل وأستغراب تقصدي أيه ب ماهيصدق علشان أكون معاه دي؟

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خبيثة علي فكرة يا لبني، أنا عارفه قصة الحب القديمة إللي كانت بينك وبين هشام، وعارفه كمان ومتأكدة إن إنت مش مجرد قصة وعدت بالنسبة لهشام، بدليل نظراته اللي بتتحول أول مبيشوفك ولهفة عيونه وهو بيبص عليكي!
أنتبهت لها بكل حواسها وأردفت قائلة والسعادة تشع من داخل عيناها، فبرغم أنها ذكية إلا أنها عاشقة حتى النخاع بجد الكلام إللي بتقوليه ده يا رانيا؟

يعني إنت فعلا شايفه إن هشام لسه بيحبني، ولا بتقولي كدة علشان تفرحيني؟
إبتسمت بخباثة بعدما تأكدت من أن تلك ال لبني مازالت تحب هشام، بل أن الأمر قد وصل بها لدرجة العشق والهيام، وهذا ما كشفته عيناها وأخبرت عنه.

تحدثت رانيا بضحكة خبيثة صدقيني يا بنتي زي مبقولك كدة، أنا خبيرة في لغة العيون، وعيون هشام فضحته وقالت إللي جواه ومخبيه،
وأكملت لدغدغة مشاعرها طب إنت عارفه، أنا عمري مشفت نظرة الحب اللي بيبص لك بيها دي وهو بيبص على فريدة!

نظرت لبني لها وتساءلت بفضول هو هشام بيجيبها هنا كتير؟

أجابتها بوجة مكشعر وحياتك مجت هنا ولا مرة، أصل الهانم بتستكبر علينا، عاملالي فيها مهندسه وباصة لنا من فوق أوي،
وأكملك بغل ظهر على وجهها واللي هيجنني إن خالتك دايما معاها وبتحبها، أصلها واكله عقلها ولابسه لهم وش البرائة على طول، بس على مين، أنا الوحيدة إللي عارفة حقيقتها وكشفاها.

ضحكت لبني وأردفت ساخرة ده أنت شكلك بتحبيها أوي!

أجابتها رانيا بإقتضاب أحبها، ليه، حد قال لك عليا أني مغفلة!

ضحكت لبني وأردفت شكلنا هنبقي أصحاب أوي يا رانيا، مليني رقم تليفونك علشان أسيفه!

إنتهت من صنع الشاي وصبته داخل الأكواب وحملته بين يديها وتحركت بجانب لبني التي حملت بين يديها حامل الحلوي.

وخرجتا من المطبخ ثم أوقفتها رانيا وأردفت قائلة بتنبية أوعي تسيبي هشام يضيع من بين أديكي يا لبني، مش كل يوم هتلاقي راجل يحبك بالشكل ده، هشام فرصتك الأخيرة، أوعي تسبيه للي إسمها فريدة دي تتهني بيه!

أجابتها لبني بلؤم ودي أعملها إزاي وهو خاطب واحدة غيري؟

ردت عليها رانيا بغمزة من عيناها الراجل من دول زي الطفل الصغير، بيقع من أقل كلمة وضحكه من أي ست، ما بالك بقا لما تكون الحاجات دي كلها من البنت اللي كان بيحبها زمان وبيتمناها؟

إبتسما أثنتيهما وتحركتا للجالسين في الحديقه.

داخل مسكن قاسم الدمنهوري.

خرج سليم من غرفته وجد والدة يجلس فوق الأريكه يتابع نشرة الأخبار على شاشة جهاز التلفاز!

تحرك إليه وجلس بجانبه وتسائل عن والدته أخبره والده أنها دلفت إلى غرفتها لأخذ قسط من الراحة.

ونظر إليه والده وأردف بنبرة ملامه مزعل أمك منك ليه يا سليم؟

إبتسم وأردف قائلا هي لحقت تشتكي لحضرتك مني؟

ضحك قاسم وأردف قائلا هي الستات حيلتها غير الندب والشكيه يا أبني، دول لو في يوم بطلوا يشتكوا ميزان الكون يختل!

إبتسم سليم على دعابة والده وأكمل قاسم بنبرة جادة هي مش بردوا البنت اللي إنت مصر عليها دي مخطوبه يا سليم؟

نظر له سليم وتحدث قاصدا بتفاخر أيوا يا بابا، الباشمهندسه فريدة فعلا مخطوبه، لكن ده وضع مؤقت إن شاء الله وهينتهي قريب!

إبتسم قاسم على صغيره المشاكس وتحدث بنبرة ساخرة إلى حد ما هو مش المفروض يا باشمهندس إن المسلم حرام يبص لواحدة مخطوبه لراجل غيرة ويحاول يفرق بينهم، أومال بتصلي وبتقرأ قرأن إزاي بقا؟

نظر إلى والده وأردف بهدوء أكيد طبعا دي حاجه مكروهه في الدين، وأكيد كمان هأثم عليها من ربنا، لكن في الحقيقه هي هتمنع غلط أكبر هيحصل لو الجوازة كملت!

وأسترسل حديثه بكلام ذات مغزي ومعني بس تعرف أيه هو إللي حرام أكتر يا بابا؟

نظر له قاسم بإهتمام، فأكمل سليم بأسي لما تبقا عارف إن فيه قلبين حياتهم وسعادتهم متوقفه على إنهم يكونوا مع بعض، ومع ذلك تعمل المستحيل وتخطط علشان يتفرقوا، وبالفعل تفرق بينهم وينتج عن كدة إن الحلم يتهد والبنت تتخطب!

وأبتسم ساخرا وأكمل بصوت حزين وجاي حضرتك تقولي حرام، أنا إللي حرام عليا بردوا يا بابا، حرام عليا علشان بحاول أصلح غلطة هتدمر معاها ثلاث قلوب، طب إزاي؟

تنهد قاسم بألم ونكس رأسه خجلا من حديث ولده المحق بكل حرف نطق به، وصمتا كلاهما لعدم وجود أي مقال يقال!

وفي تلك الأثناء جاءت إليهما ريم وندي وتحدثت ندي بإستعطاف سليم، هو ممكن أجي معاك إنت وريم الحفلة بكرة؟

أجابها مفسرا دي حفلة تبع الشغل يا ندي، صدقيني مش هتكوني مرتاحه فيها، أنا واخد ريم علشان مدخلش لوحدي مش أكتر!

إجابته بحزن وإستماته بس أنا نفسي أحضر معاكم.

تحدث قاسم إلى سليم خدها معاك يا سليم علشان خاطري.

هز رأسه بإيماء بعدما فكر جيدا وأستشعر بأن ذهاب ندي بصحبته ستشعل غيرة فريدة وهذا هو المطلوب لإنجاز مهمته.

فتحدثت ندي إلى قاسم بسعادة ربنا يخليك ليا يا أنكل!

إبتسم لها قاسم وأردف يلا بقا روحي حضري الفستان إللي هتروحي بيه الحفلة.

إبتسمت وذهبت إلى منزلها متحمسه للغد المنتظر!

نظرت ريم إلى سليم وأردفت بنبرة توسليه طب ممكن يا سليم علشان خاطري توافق إن حسام هو كمان يحضر معانا الحفله؟

أجابها بضيق وبعدين معاكي يا ريم، مش إتكلمنا إمبارح في الموضوع ده كتير.

وأكمل حين رأي الحزن الذي سكن ملامحها من رفضه خلاص، هديكي دعوه ليه بس بشرط!

نظرت له بلهفه فأكمل هو ملوش دعوة بيا خالص ولا عاوز أحس إنه موجود أساسا.

أردفت بسعاده وهي تحتضنه وتقبل وجنتيه كطفله صغيرة إنت أحن وأحسن أخ في الدنيا دي كلها.

إبتسم لسعادة شقيقته الوحيدة.

كانت تقود سيارتها بحذر لعدم حرفيتها القيادة بعد، تجلس بجانبها شقيقتها نهلة ممسكه بيدها بعض الأكياس المتواجد بداخلها ثيابا عصرية محتشمه باهظة الثمن.

ويجلس بالأريكة الخلفيه للسيارة أسامه وهو يفتح بعض الأكياس كيسا يلو الأخر قائلا بسعادة أيوا بقا يا فريدة يا جامد، هو ده اللبس ولا بلاش، مش التي شيرتات إللي ماما كانت بتجيبهالي من أسواق الجيزة والموسكي!

أجابته فريدة بإعتراض وأمتعض وجهها أوعي تقول الكلام ده قدام بابا ولا ماما يا أسامة علشان متجرحهومش، وبعدين مالهم أسواق الجيزة والموسكي، ما معظم البلد بتلبس منهم والحمدلله مستواهم كويس،
وأكملت بيقين أحمد ربنا يا حبيبي علشان ربنا يذيدك خير ونعمه!

إعترضت نهله وأردفت بسعادة بصراحه بقا يا فيري الفرق بينهم وبين المحلات إللي أشترينا منها دي، فرق السما من الأرض،
وأكملت بذهول ده مستوي تاني وذوق تاني وأسعار تانيه خالص، دي حتى البنات إللي بتبيع مستواهم غير.

وأكملت بدعابه وهي تنظر للخلف على أسامة أوعا يا أسامة تقول لماما على أسعار اللبس ده، للمسكينه يا حرام تروح مننا.

ضحك ثلاثتهم وأكملت فريدة ماما لو عرفت تمن اللبس اللي أشتريناه ليها مش هتحطهم على جسمها.

تحدث أسامه بسعادة ربنا يخليكي لينا يا فريدة ويخلي لنا الشركة الألمانيه ومكافأتها الجامدة.

إبتسمت وسعد داخلها لسعادة أشقائها التي ملئت قلوبهم وعيونهم من مجرد إقتنائهما مجموعة ثياب عصريه وغالية الثمن.

تحدثت نهله بإطراء بس عاوزة أقولك إن الفستان إللي أشترتيه لحفلة بكرة رهيب، أنا متأكدة إنك هتبقي أشيك وأجمل وأرق بنوته في الحفلة كلها!

أردف أسامة قائلا بتذمر بردوا مش موافقة تاخديني معاكي الحفله يا فريدة برغم إن الباشمهندس سليم عزمني بنفسه؟

تنهدت وأردفت بضيق يا حبيبي قولت لك مينفعش، دي حفلة خاصة بالشركة وكل اللي معزوم فيها رجال أعمال وموظفين، هتروح تعمل أيه هناك؟

وبعدين إنت ناسي يا أستاذ إنك ثانوية عامة السنة دي ولازم تذاكر كويس!

أردفت نهلة متبقاش طماع يا أسامة وكفاية عليك اللبس الجامد ده.

أردف أسامه بنبرة طفوليه طب أنا عاوز أتعشي بيتزا وكمان عاوز تورتة أيس كريم نحلي بيها.

أبتسمت له وأردفت بسعادة ورضا بس كدة، أحلا بيتزا وأطعم تورتة أيس كريم للباشمهندس أسامه.

واكملت بتحذير بس بقولكم أيه، خلوا بالكم من كلامكم لما نروح علشان بابا ميزعلش، إحنا مصدقنا إنه وافق نخرج وأجبلكم لبس معايا، مش عوزاة يحس إنه كان نقصر معانا ولا كان ناقصنا حاجه، إتفقنا؟

أردف كلاهما تمام يا فيري!

صفت سيارتها أمام منزلها بعدما إبتاعت ما أشتهاه شقيقها وشقيقتها وصعدا إلى مسكنهم وأنقضا يومهم بخير.

وباتت هي تتجهز لحفلة الغد التي ستري بها سليم الذي بدأ بتجاهلها التام وتجاهل وجودها من الأساس،
وأيضا هشام الذي أخذ منها موقف مؤخرا ليحثها على التراجع في قرار قبول تلك الوظيفه التي ستقربها أكثر وأكثر من ذلك ال سليم الذي يكن له عداوة لا يعلم مصدرها.

جاء مساء اليوم التالي.

دلفت عايدة إلى غرفة إبنتها بعدما أرتدت ثوبها الذي إبتاعته خصيصا لإرتدائه خلال حفل التوقيع.

نظرت عايدة إلى إبنتها وأردفت بإنبهار وعيون متسعه غير مصدقه جمال إبنتها الفتان التي تخفيه طيلة الوقت خلف تلك الملابس العمليه الله أكبر ماشاء الله عليكي يا فريدة، ربنا يا بنتي يحميكي من العين.

إبتسمت لوالدتها بحب وأردفت بتساؤل عجبك الفستان يا ماما؟

أجابتها عايدة بعيون مبتسمه ووجه سعيد اللي أجمل من الفستان هي اللي لابسه الفستان وزادته جمال وحلا.

دلفت نهله من باب الغرفه وتحدثت بدعابه طبعا يا ست عايده، ومين هيشهد للعروسه غير أمها.

إبتسمت فريدة بهدوء فأكملت نهله مش كنتي روحتي الكوافير أحسن علشان الشياكة تكمل!

تحدثت عايدة وهي تنظر إلى فريدة وهي فريدة محتاجه كوافير، دي الله أكبر بدر منور ليلة تمامه!

أردفت فريدة بثقه ورضا أنا حطيت كحل وملمع شفايف وده كفايه جدا.

تسائلت عايدة مش كنتي كلمتي هشام ييجي ياخدك معاه؟

تنهدت بألم وأردفت قائلة بنبرة حزينه هو مين إللي المفروض يكلم مين يا ماما؟

المفروض لو مهتم وهامه شكلنا قدام رؤسائنا وزمايلنا في الشغل كان كلمني وعدي عليا أخدني ودخلنا الحفلة سوا، بدل ما أنا رايحه كدة لوحدي.

نظرت نهله إلى عايدة وأردفت بتأكيد فريدة معاها حق يا ماما، هشام زودها أوي وبين قد أيه هو أناني بتصرفه ده.

أردفت عايدة بإستسلام ربنا يا بنتي يهديه ويرجعه لصوابه، وإن شاء الله زوبعة فنجان وهتعدي على خير!

تنهدت فريدة ووضعت لمساتها الأخيرة وذهبت إلى الحفل لحالها.

توقفت فريدة بسيارتها أمام المكان المقيم به الحفل وترجلت من سيارتها بنفس اللحظه التي ترجل سليم من داخل سيارته بإصطحاب فتاه فائقة الجمال ترتدي ثيابا مثيرة وتضع ميك أب صارخ.

لا تدري لما تألم داخلها وأشتعلت به النيران عند رؤيته بإصطحاب تلك الجميله،
إنتبهت لهيئة الفتاه وتذكرت أنها هي من كانت بصحبته بتلك الصورة التي نشرها عبر حسابه من عدة أيام.

جاء إليها العامل الخاص بإصطحاب سيارات الحضور وصفها لداخل الجراج المختص بالحفل، أمائت له وأعتطه مفتاح السيارة.

أما سليم الذي ضل متسمرا ينظر إليها بإنبهار هائل، صرخ قلبه معنفا إياه يحثه على الركض إليها وأحتضانها وتخبأتها داخل ضلوع صدرة ليحجب عنها عيون البشر، حتى لا يراها غيرة وهي بتلك الهيئة وذاك السحر المبهر للعيون.

وبلحظه عاد لوعيه ونظر إلى ندي التي ترقص من شدة سعادتها لتواجدها معه، تحرك إليها وأخرج صوت جاد ليكمل مخطته مساء الخير يا باشمهندسه.

إبتلعت لعابها من هيئته وطلته بتلك الحلة السوداء التي تشبه نجوم السينما، وأجابت بنبرة هادئه أهلا يا باشمهندس.

أشار إلى ندي وأردف ناظرا إلى فريدة ببرود إصطنعه بإعجوبه باشمهندسه فريدة، ودي بقا ندي بنت خالي!

نظرت إلى ندي وأردفت بإبتسامة مجاملة عكس داخلها أهلا يا أفندم!

ردتها لها ندي بضيق لعلمها من حسام من هي فريدة وما هي بالنسبة إلى سليم أهلا.

وتحدث سليم بتساؤل خبيث أومال فين أستاذ هشام؟

تماسكت حالها وأردفت بهدوء هشام عنده مشوار ضروري هيخلصه وييجي على الحفله.

أردف هو ساخرا متعمدا هو فيه أهم من إنه يدخل معاكي الحفله في يوم زي ده، دي الليلة ليلتك والمفروض يكون ساندك وواقف معاكي في لحظه زي دي، ولا أيه يا باشمهندسه؟

نظرت إليه بضيق وتحركت أمامهم تاركه إياهم بإنتظار العامل ليصف لهما السيارة.

ودلفت هي للداخل تترقب المكان بحذر وبدأت بالنظر حولها لإستكشاف الحضور،
وجدت هشام يقف بجانب صديقه علاء، تجاهلت وجوده ودلفت للداخل ووقفت بجانب نورهان وبعض زميلات العمل.

نظر لها هشام بعيون متألمه وقلب حزين لأجل عدم تقديرها له، ثم تفاجأ بدلوف سليم بصحبة فتاه فاتنة، إرتاح داخله وأرتخت أعضاء جسدة المشدودة قليلا عندما وجد داخل أعين تلك الفتاه حب وأهتمام بسليم واضحين.

تحرك إلى فايز وقدم له ندي تحت إشتعال فريدة المراقبه له بعيناها ولكن بحذر تام حتى لا يشعر بها هشام.

تفاجأ سليم بوجود هشام داخل الحفل وطار قلبه فرحا عندما لاحظ تفرق الثنائي ويبدوا على وجهيهما الخلاف والضيق.

تحدثت نورهان بفضول هي أية الحكاية يافريدة، إنت داخله لوحدك وهشام داخل قبل منك بعشر دقايق، وكل واحد فيكم واقف على تربيزة لوحدة، هو أنتم متخانقين؟

أردفت فريدة بنبرة هادئه خلاف بسيط يا نور!

ردت نورهان بإستغراب خلاف يوم الحفلة، طب حتى لو فيه خلاف المفروض كنتم تجاوزتوة وحضرتم الحفله مع بعض علشان شكلكم قدام أصحابكم.

زفرت فريدة وردت بإقتضاب من تدخل تلك النورهان من فضلك يا نور، مش حابه أتكلم، ياريت تغيري الموضوع!

أجابتها نور بتصنع الحزن والخجل أنا أسفه يا فريدة، أنا كنت حابة أطمن عليكي مش أكتر، بس يظهر إنك زعلتي من إهتمامي!

تجاهلتها فريدة لعدم إستطاعتها لمجابهة تلك الثرثارة حاليا.

نظرت أمامها وجدت فايز يشير إليها لتذهب إليه تحركت بالفعل.

فأردف فايز قائلا أيه يا بنت الجمال والشياكة دي كلها؟
كنتي مخبيه الشياكة دي كلها فين يا أستاذة؟

إبتسمت له وتحدثت بإطراء مشيرة إلى زوجته صفاء وأنا هاجي أيه في جمال وأناقة دكتور صفاء، منورة المكان كله يا دكتور.

أردفت صفاء بإبتسامة بشوشه ده نورك يا باشمهندسه، وألف ألف مبروك على المنصب الجديد، الحقيقه تستاهليه وبجدارة.

إبتسمت فريدة وأردفت ميرسي يا دكتور، كلام حضرتك شهادة أعتز بيها.

دلفت أسما تتشابك الأيادي مع زوجها الحبيب، نظرت إلى علي وتحدثت حلو أوي الترتيب يا علي، ده أكيد تحت إشراف سليم الدمنهوري؟

أجابها بتأكيد أكيد طبعا، ما أنت عارفه سليم، مبيرضاش غير بالحاجه الكامله!

تحدثت بإنتشاء فريدة هناك واقفه أهي، تعالي يا حبيبي نسلم عليها.

وبالفعل إتجها إليها، أخذت أسما فريدة داخل أحضانها وأردفت بتودد قائلة فريدة، وحشتيني جدا.

أجابتها بإبتسامة بشوشه إنت كمان يا أسما وحشتيني.

مد على يده إلى فريدة وأردف أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

أجابته بإبتسامة الحمدلله، أنا تمام، أومال سليم مش معاكم ليه؟

أجابها علي بلؤم قاصدا وهو يشير إلى صديقه سليم واقف هناك مع مدير الشركة!

نظرت له بضيق وأجابته بنبرة ساخرة أنا بقصد سليم إبنكم على فكرة، وأخر همي هو الباشمهندس بتاعك، مش ناقص كمان غير إني أسأل عنه!

لم تكمل جملتها وأستمعت إلى من يتحدث من خلفها بنبرة مداعبه وياتري بقا هشام نور الدين هو أول همك يا باشمهندسه؟

إجابته هي بنبرة قوية بالتأكيد هشام أول وأخر إهتمامي، زي ما أنا بالنسبة له أول وأخر إهتماماته!

أجابها بنبرة ساخرة لا ما هو واضح فعلا، بدليل إنه بدل ما يدخل الحفلة وإيدة في إيدك، فضل إنه ييجي قبلك ومعملش حساب حتى لشكلك قدام الناس وإنت داخله لوحدك في يوم مهم زي ده!

أجابته بنبرة ساخرة وحديث ذات مغزي بيتهيء لي حضرتك أخر واحد بتفكر وتعمل حساب لشكل أي حد قدام الناس، وأكملت ساخرة فياريت تبطل تنظير لأن ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه يا حضرت!

لم تستطع أسما تمالك حالها من قصف جبهة سليم على يد فريدة، فضحكت بصوت عالي.

ونظر لها سليم وأردف بتعجب يظهر إن ألش الأستاذة عليا عجب أسما هانم!

ضحكت أكثر وهزت رأسها بإيجاب!

وأردفت فريدة بنبرة جادة العفو يا أفندم، هو أنا أقدر حضرتك.

نظر لعيناها بعيون هائمة بجمالها، وأردف بحديث ذات مغزي هز داخلها إنت الوحيدة اللي قدرتي على إللي محدش قدر عليه قبلك ولا هيقدر يا فريدة يا فؤاد.

نظرت داخل عيناه وجدته ينظر لها بعيون مستعطفه مترجيه بأن ترحم قلبه من ما تفعله به.

سحبت عنه نظرها وكادت أن تتحرك من بينهم لولا صوت هشام الذي ثبت حركتها متحدثا بصوت جاد مساء الخير!

رد عليه الجميع ومد علي يده له وأردف بإحترام أستاذ هشام، أزيك.

وإكمل بتعارف وهو يشير إلى زوجته أقدم لك مدام أسما، مراتي!

أماء لها هشام برأسه بإحترام وأردف أهلا وسهلا يا أفندم، أتشرفت بمعرفة حضرتك!

ردت أسما عليه بإبتسامة مجاملة الشرف ليا يا أفندم!

نظر سليم إلى هشام وأردف بإبتسامة مستفزة وحديث ذات مغزي أراد به معرفة ما إذا كان هذا الخلاف الذي يراه بأم أعينه بسبب تلك الوظيفه أم لا ألف مبروك للباشمهندسه فريدة على المنصب الجديد يا أستاذ هشام، وإن شاء الله تبقا نقلة كبيرة ليها وخطوة مميزة في مستواها الوظيفي.

وأكمل بإبتسامة سمجه مستفزة وزي ما بيقولوا، وراء نجاح كل إمرأة عظيمه، رجل يدعي هشام نور الدين!

نظر له هشام بإبتسامة حاول خلفها تخبأة ما يدور بداخله من إشتعال لروحه وكيانه بالكامل
وأردف بهدوء وحديث ذات مقصد كله بفضل تخطيطك يا باشمهندس، ولا أيه؟

ضحك سليم وأردف بنبرة مستفزة متقولش كدة يا سيادة المحاسب، كله بشطارة ومجهود الباشمهندسه، أنا ما إلا سبب لتوجية بوصلتها لطريق نجاحها العالمي إن شاء الله!

إشتعل داخل هشام من حديث سليم المستفز بالنسبة له، فتجاهله،
ونظر إلى فريدة الحاضر الصامت وأردف قائلا بهدوء وهو يشير إليها بإحترام ويحثها على التحرك أمامه بعد إذنكم، مضطر أخد فريدة منكم.

تحركت هي وجاورها الخطوات وتحدث بفحيح يا تري عاجبك تلقيح البيه عليا ده يا أستاذة؟

أجابته بقوة ونبرة ملامه وهو مين إللي أدي الفرصة ليه ولغيرة أنه يتكلم يا أستاذ هشام؟
مش سيادتك لما دخلت للحفلة لوحدك و وقوفك بعيد عني لما وصلت ولا كأنك شفتني؟

تحدث بلهجة حازمة فريدة، مش وقت مين السبب ومين إللي غلطان، أنا بطلب منك ولأخر مرة إنك تعتذري عن المنصب ده!

نظرت له بإستغراب وأردفت بنبرة معاتبه يااااه على أنانيتك يا هشام، للدرجة دي مش شايف غير نفسك وغضبك؟
للدرجة دي أخر همك نجاحي وحصولي على منصب بالأهميه دي وأنا لسه في بداية مشواري؟

أجابها بتأكيد على حديثها أديكي إنت قولتيها بنفسك، منصب بالأهمية دي وإنتي لسه في بداية مشوارك العملي، يبقا إزاي بقا يا باشمهندسه؟

وأكمل بتأكيد سليم هو إللي قاصد يرشحك للمنصب ده علشان يخلق مشاكل بينا، فوقي يا فريدة قبل فوات الأوان.

نظرت له بذهول وأردفت بنبرة منكسرة حزينه هو أنا صغيرة أوي كدة في نظرك لدرجة إنك شايفني مش جديرة وما أستحقش المنصب، للدرجة دي مش مأمن بقدراتي وبعقليتي؟

كل إللي في دماغك إنك تضايق سليم الدمنهوري وتخليني أرفض المنصب لمجرد إن هو اللي رشحني ليه؟

وأكملت بنبرة معاتبه وحزينه أيه اللي جرالك يا هشام، إزاي إتحولت لإنسان أناني فجأة كده ومبقاش يهمك غير رغباتك وأرائك وبس، حتى لو كانت أرائك دي غلط ونتايجها سيئة بالنسبة للي حواليك.

صاح بها بقوة ولا مبالاة لحديثها وأردف أمرا لأخر مرة بقولك وبنبهك يا فريدة، لو فعلا عوزانا نكمل في هدوء يبقا لازم تعتذري عن المنصب ده!

نظرت له بكل شموخ وأردفت قائلة بقوة وأنا لأخر مرة بقولك أرجوك تراجع نفسك وقرارك ده يا هشام.

نظر داخل عيناها الحزينه مطولا، ثم أنسحب من جانبها بهدوء متجها إلى صديقيه علاء وأكرم المتواجدان على منضدة يحتسيان مشروبهما بهدوء!

أما أسما التي وما أن تحركا هشام وفريدة من جانبهم حتى نظرت إلى سليم وأردفت قائلة أيه يا أبني الجبروت اللي إنت بقيت فيه ده؟

أكمل علي حديثها قائلا بنبرة مستفزة جبروت أيه اللي بتتكلمي عنه يا أسما، ده الموضوع عدي معاه و وصل لدرجة البجاحه،
وأكمل بنبرة ملامه حرام عليك يا سليم، إنت كدة ولعت الدنيا أكتر ما هي والعة بينهم، وأكيد بعد كلامك المستفز ده هشام هيجبر فريدة على إنها تعتذر عن المنصب، وبكدة هتكون إتسببت في أذية فريدة.

ضحك ساخرا على حديث صديقة الساخر بالنسبة له وأردف قائلا تفكيرك عقيم ومحدود جدا يا باشمهندس، فريدة مين إللي هشام هيجبرها على الإعتذار عن المنصب؟

وأكمل بيقين فريدة لو أبوها نفسه طلب منها تعتذر وتنسحب مش هتعملها، فريدة عندها حلم ومش هتسمح لأي مخلوق إيا كان هو مين على إنه يعطلها ويوقفها عن تحقيقه!

نظرت له أسما وأردفت بيقين يبقا إنت قاصد تعمل كدة فعلا علشان فريدة ترفض وهشام يصر على موقفه، ولما فريدة تمضي العقد هشام يسيبها وينهي الخطوبة!

نظر لها مصدوما وأردف قائلا بإستهجان هي دي فكرتك عني يا أسما؟

إنتي متخيلة إني ممكن أخالف ضميري وأرشح فريدة لمنصب هي متستحقهوش لمجرد إني أحقق أغراض شخصيه في نفسي؟

وأكمل بإعتراف أنا منكرش إني فرحت لما لقيت إن الموضوع ممكن يخدمني في إنه يتسبب في مشكلة ما بينهم، لكن صدقيني أنا كانت نيتي كلها خير وأنا برشحها للمنصب، وفي نفس الوقت مجاش في تفكيري أبدا إن ممكن هشام يبقا بالأنانية دي ويقف قدام مستقبلها!

نظرت له أسما خجلا وأردفت بأسف أنا أسفه يا سليم لو كان كلامي ضايقك، بس بصراحه ومن غير ماأكذب عليك أنا شكيت إن الموضوع مترتب منك من كتر ما هو مظبوط أوي!

أجابها علي بهدوء ده بس لإنك ما تعرفيش مبادئ سليم الدمنهوري في شغله!

أما فريدة التي تسمرت بمكانها بعدما تركها هشام شاردة الذهن فيما تفعله، وبدأ عقلها يتسائل، هل هي على صواب أم أن هشام هو من على الصواب.

فاقت من شرودها على صوت هي تتذكره جيدا قائلا والله زمان يا باشمهندسه، شفتي الدنيا صغيرة إزاي؟

نظرت إليه نظرات مبهمه وتذكرته، إنه حسام، ذلك الذي أهانها وجرح كبريائها بحديثه ذاك اليوم المشؤم، عندما إستهان بوجع روحها وحزنها من ما حدث لها على يد صديقه وبمشاركته هو وصديقه علي.

نظرت إليه بكبرياء وأردفت بقوة فعلا يا باشمهندس، صغيرة لدرجة إنها تجمعني في مكان واحد بأكتر ثلاث أشخاص كنت بدعي من قلبي إن وشوشنا متتلاقاش غير في الأخرة، وإحنا بين أيادي رب العالمين!

نظر لها وضحك ساخرا وأردف إنها سخرية القدر عزيزتي!

وأكمل معترضا على حديثها بس الحقيقة ومن إللي أنا شايفه إن المفروض الموضوع ميزعلكيش خالص، بالعكس، أنا شايف إن رجوع سليم وظهورة في حياتك من جديد أفادك جدا مضركيش، بدليل المكافأت اللي نازلة ترف عليكي زي المطر من الشركتين،
وأكمل وهو يخمس بيداة بحركة دعابيه ده غير الله أكبر مرتبك إللي أتضاعف مرتين ونص.

إبتسمت ساخرة وأرادت حرق روحه أكثر بعدما رأت الغل يظهر من بين إبتسامته الماكرة ونسيت بالمرة تحسب لي مرتبي إللي هيتضاف لي من المنصب الجديد، يلا، علشان تكمل الحسبة بالمظبوط.

ضيق عيناة وتسائل بفضول منصب جديد؟
هو أنا شكلي فايتني معلومات ولا أيه؟

نظرت له وأجابت بتسلي هو قريبك مبلغكش إنه رشحني لمنصب إنضمامي للمجموعة الإستشاريه بالشركة ولا أيه؟

، لا وكمان اللجنة وافقت وإحتمال أمضي العقد كمان شوية!

أنصدم من حديثها هذا وخصوصا أن عمته كانت قد طلبت سابقا من سليم ترشيحه هو لهذا المنصب، ولكن كالعادة إختار غيرة وفضله عليه.

تمالك حاله وأردف قائلا بشرود مبروك يا باشمهندسه، الحقيقه قريبي مبلغنيش بحاجه.

وأنسحب معتذرا لعدم قدرته على الصمود أكثر!

أما هي فاستغربت حالته التي تحولت ووجه الذي لا يبشر بخير أبدا.

أما حسام فقد تحرك وهو مشتعل الكيان، ووقف بعيدا وأمسك هاتفه وأبلغ عمته بكل ما أخبرته به فريدة للتو!

تحركت ريم وندي بجانب سليم
إبتسم سليم لشقيقته وأحاطها بذراعه وأخذها بين أحضانه برعايه.

نظرت ندي إليهما وأشتعلت نار الغيرة بداخلها، كم كانت تتمني أن تدلف هي داخل أحضانه محلها وتنول شرف عشق وقرب سليم الدمنهوري الذي سينقل حياتها إلى حياة الطرف التي تريدها.

داخل فيلا صادق الحسيني.

كان يجلس هو وزوجته الجميلة هناء ووحيدهما مراد، يلتفون حول سفرة الطعام يتناولون عشائهم في هدوء
مدت هناء يدها لصحن صغيرها تضع داخله بعض شرائح الجبن!

نظر لها مراد وتحدث بهدوء تسلم إيدك يا حبيبتي!

إبتسمت له وتحدثت بحنان بألف هنا يا حبيبي.

نظر له والده وتحدث مقولتليش يعني عن تجربة ريم الدمنهوري اللي تمت في المعمل إمبارح؟

إمتعضت ملامح وجهه وتشنجت عندما إستمع لإسمها الذي بات يؤرقه ويصيبه بالتشنج، ثم تمالك من حاله وتحدث بهدوء ولامبالاة إفتعلهم لحاله مجتش فرصة!

ثم نظر إليه وتسائل حضرتك عرفت منين الموضوع ده؟

أجابه صادق بعتاب من دكتور حسين، هو مش المفروض إن حضرتك كنت تبلغني بموضوع مهم زي ده؟

نظر بصحنه وبدأ بتقطيع الطعام وتناوله بلامبالاة ثم تحدث أيه يعني المهم في موضوع زي ده، تجربه ونجحت زيها زي تجارب كتير غيرها، مش أول مرة تحصل يعني.

وأكمل بتشكك ثم أنا شاكك أصلا إن التجربه تكون بتاعت البنت دي، دي شكلها بنت مدلعه وفاشله، واللي يدور عليها يلاقيها سرقاها من طالب زميلها أهبل كانت راسمه عليه دور الحب وبتخدعه.

إستشاط داخل صادق وتحدث بحده مش هتبطل طريقتك السخيفه دي وإنت بتتكلم على الناس، وبعدين إحنا في أيه ولا في أيه يا حضرة المهني.

وأكمل بلوم بكلمك عن إختراع وتجربه ناجحه ممكن تنقل شركتنا وإسمنا لمكانه تانيه وإنت تكلمني عن حب وسرقه وخداع وكلام أهبل،
وبعدين ريح نفسك وبطل ترمي الناس بتهم باطلة، البنت محترمه وبنت ناس وكمان مخطوبه لمهندس قد الدنيا.

إنقبض داخله حينما إستمع من والده قصة إرتباطها، لما شعر بتلك الإنقباضه؟ هو لا يدري!

تحدثت هناء مستفهمه بنت مين دي اللي بتتكلم عنها يا صادق؟

تنفس بهدوء وأجابها بنت قاسم الدمنهوري، اللي كنا معزومين معاهم من إسبوع عند سيادة وزير الخارجيه.

تحدثت هناء بتذكر أه، بنت أمال الشافعي، ماشاء الله هي أمال عندها بنت في صيدلة؟

أجابها صادق بتفاخر عندها ريم في صيدله، و سليم مهندس إلكترونيات، شغال في أكبر شركة ألمانية في مجال الإلكترونيات، هو اللي ورد لي أخر طلبيه لتحديث أجهزة مجموعة الشركات.

ثم نظر لمراد وتحدث أمرا المهم يا مراد، بكرة تمضي لي معاها عقد تضمن لنا بيه الأحقية بخصوص براءة الإختراع، بما إن التجربة تمت في معاملنا وتحت إشرافنا يبقا لنا أحقية الإستفادة منها،
وأكمل وعلشان نضمن إنها تشتغل معانا بعد تخرجها إن شاء الله، وأنا بلغت دكتور حسين إنه يبتدي في إجراءات تسجيل براءة الإختراع بإسمها من بكرة، وبلغتها هي كمان بكده.

تملك الغضب داخله لكنه رد بهدوء إصطنعه بإعجوبه أوامرك يا دكتور.

داخل شقة قاسم الدمنهوري.

كانت تجوب البهو إيابا وذهابا و تفرك يديها ببعضهما من شدة غضبها.

تحدث قاسم الجالس فوق الأريكة بهدوء إهدي من فضلك يا أمال، إنت كدة ممكن يحصل لك حاجه!

دارت حول نفسها وتحدثت بغضب تام إنت لسه بتطلب مني أهدي بعد كل إللي حكيته لك ده؟

البيه إبنك راسم ومخطط لكل حاجة يا قاسم، وظف البنت في منصب مهم في الشركة علشان لو إتجوزها غصب عننا وأخدها معاه لألمانيا الهانم تبقا موظفه ومؤهلة للعيشة هناك،
وأكملت بصوت غاضب ولائم لحالها أنا إللي غلطانه إللي مسمعتش كلام أماني ورحت لأهلها عرفتهم مقامهم ووقفتهم عند حدهم!

أردف قاسم بإعتراض والبنت وأهلها ذنبهم أيه يا أمال علشان تروحي لهم، إبنك هو إللي بيخطط وبيعمل المستحيل علشان يوصل لها،
ولا نسيتي الكلام إللي وصل لحسام من قلب الشركة إللي البنت شغالة فيها، مش حسام قال لك إن العميلة بتاعته قالت له إن البنت مش مديه لإبنك أي أهميه وبتحترم خطيبها جدا وبتقدرة!

صاحت بنبرة غاضبة ومازالت تتحرك بجنون وإنت بقا بتخيل عليك حركات بنات الحواري دي؟

دي واحدة متربية في بيئة متدنية يا قاسم، يعني أكيد راسمة وش البرائة والإحترام قدام الكل وهي مش أكتر من حرباية،
وأكملت بغل بس على مين، إذا كانت هي حرباية وبتعرف تتلون وتخطط، أنا بقا هعرفها هي بتلعب مع مين؟

نظر لها قاسم بإرتياب وتساءل بترقب مش مرتاح لكلامك يا أمال، ياتري ناوية على أيه؟

أجابته بإبتسامة ساخرة ناويه أواجة العدو وأروح له لحد خندقه بنفسي، وكفايه عليا دور المدافع لحد كده!

داخل الحفل
تجهز الجميع لإمضاء عقد إتفاقية الشراكة بين الشركتين وإدماجهما معا، وقف سليم بجانب مدير الشركة الألمانية ويليه من الجانب الأخر فايز مدير الشركة المصريه
وبدأ بإمضاء العقود مع التصفيق الحار من جميع الحضور،
وجاء الدور على فريدة لإمضاء التعاقد مع الشركة لإستلام منصبها الجديد، تحت إستغراب زملائها بالعمل لعدم علمهم مسبقا بتلك الخطوة،.

وخصوصا نورهان التي كانت على وشك الإصابة بنوبة قلبية من شدة غضبها وحسرة قلبها على ما وصلت إليه غريمتها بالعمل من علو شأن!

أمسكت فريدة بقلمها وكادت أن تضع إمضائها فوق ذلك العقد، توقفت فجأة ورفعت بصرها إلى هشام الواقف بعيدا يترقب ما إذا كانت ستلقي بكلمته عرض الحائط وتمضي هذا العقد اللعين، أم ستشتري خاطرة ورضاه؟

نظرت له وجدت بعيناه تحذير وغضب ولأول مرة تراه، فتنهدت وأهتز قلمها.

نظر إليها سليم الواقف بجانبها وتنفس بهدوء مترقب قرارها الأخير!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة