قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

صباح
فاقت فريدة مبكرا كعادتها وقررت أن تذهب إلى عملها وتمارس حياتها بشكل طبيعي كالسابق، كفاها إنكسارا وألم إلى هذا الحد، ستذهب إلى عملها وتتحرك بين الجميع بشموخ ورأس مرفوع
فهي فريدة فؤاد القوية ولن تدع حالها للدخول في دائرة الإنكسار مرة أخري.

كانت تجلس داخل مكتبها بعقل مشوش، مشغول بحديث هشام عن أن سليم وراء ما حدث، تشتت عقلها من كثرة التفكير
وقفت وحسمت أمرها وقررت الذهاب إلى مكتب سليم لمواجهته بهذا الشأن، دقت بابه فاستمعت إلى صوته وهو يسمح لها بالدلوف.

وقفت أمامه بكل شموخ وتسائلت بنبرة حادة إنت فعلا اللي كلمت لبني في التليفون زي هشام ما بيقول؟
قام من جلسته بهدوء وتحرك حتى وصل إليها ووقف مقابلا لها منتصب الظهر.

ثم تنهد براحة ظهرت فوق ملامحه وأردف قائلا بعيون عاشقه ونبرة متفاخرة أيوة يا فريدة، أنا فعلا إللي كنت بكلم لبني!
نظرت له بذهول وتعجب وأنتابتها مجموعة مشاعر متناقضه، ما بين ذهول، عشق، سعادة، فخر، إستغراب، إرتياح.

أطالت له النظر ثم تحاملت على حالها وتسائلت بنبرة مهزوزة طب ليه؟
رد سريع بنبرة قويه واثقة متملكة علشان مش هسمح لراجل غيري يلمسك يا فريدة، وسبق وقولت لك الكلام ده قبل كدة!

إبتلعت لعابها وأنتشي داخلها بسعادة وتراقص على أنغام كلماته التي دنت إلى أذناها كلحن فريد لن تمل الأذن من إستماعه مرارا!
صمتت فتحدث هو بإبتسامته الساحرة التي تأسر قلبها بسرعة بقا حددي لي معاد مع أستاذ فؤاد علشان نشرب الشربات على رأي علي!

نظرت إليه بجمود إصطنعته لحالها بصعوبة وأجابت بقوة زائفة ومين قال لك بقا إني موافقة إن شاء الله؟
ضحك برجوله دمرت حصونها وجعلتها تتهاوي بوقفتها.

ثم وضع يداه داخل جيب بنطالة وتحدث بغرور قلبك يا فريدة هو اللي فتن عليك، يا بنتي إنتي أصلا هتموتي عليا بس بتكابري، وأكمل بتأكيد عيونك فضحاكي يا ديدا
وأكمل بعيون هائمة أشعلت داخلها عيونك بتشوفني بتدي أوردر فوري لقلبك على إنه يجري ويترمي جوة حضني ويدوب معايا في جنتنا إللي مستنيانا.

لولا بس كبريائك وكرامتك اللي حطاهم بينا زي الحيطه السد
ونظر إليها برغبة وغمزه من عيناه وأردف قائلا بوقاحة لولا كده كان زمانا في إنتظار علي وفريدة وبنجهز لإستقبالهم العظيم ياااا، يا أم علي.

إنتفضت بوقفتها وأرتجف داخلها وتراجعت للخلف سريع بمظهر يدعو للسخرية
وأردفت قائلة بنبرة غاضبة وعيون تطلق شرزا إحترم نفسك وخلي بالك من كلامك يا حضرة الباشمهندش المحترم!

قهقه برجوله وأجابها بصوت هائم بالحلال يا قلب الباشمهندس، كله بالحلال!
ثم أقترب منها حتى تغلغل عطره المميز داخل أنفها وبعثر مشاعرها، ونظر لها بتسلي وتحدث مداعبا إياها أنا بتكلم في الحلال ومش ملزم بأي أفكار منحلة إحتلت دماغ سيادتك يا باشمهندسة.

تراجعت أكثر حتى إلتصقت بالحائط وتحدثت بنبرة مرتبكه وهي تحذره بسبابتها إبعد يا سليم وياريت تبطل إسلوبك ده لأني مش بحبه!
نظر لها بعيون عاشقة ناظرا لكريزتيها برغبة حالمة وأجابها بنبرة عابثة بعثر بها داخلها تعبت من البعد وأكتفيت منه يا فريدة، وخلاص مبقتش قادر عليه.

تطلعت إليه بحدة وبنبرة تحذيرية شرسة تحدثت قولت لك إبعد يا سليم
وتلبيتا إلى سرعة بديهتها وإستشعارها بالخطر التي تيقنته من نظرة الرغبه التي لمحتها بعيناه، ومن دون سابق إنذار دفعته بساعديها بكل ما أوتيت من قوة.

تراجع هو على أثر دفعتها القويه حتى أنه تهاوي بوقفته وكاد أن يسقط أرض لولا قوة بنيانه التي جعلته يتماسك
وتحركت مسرعة بإتجاة الباب وخرجت ثم صفقت خلفها الباب بقوة كادت أن تخلعه.

أما هو فأنتصب بوقفته بعدما تمالك من حاله بعد دفعتها القوية، ونظر على أثرها بإندهاش، وفجأة أنطلقت الضحكات منه بصوت عالي وأخذ نفس عميق بسعادة وتفاخر لأجل إختياره الموفق لفتاتة التي تتحول لقطة شرسه تدافع عن حالها وقت اللزوم، وتأكد حينها انه أحسن الإختيار لمن ستكون زوجتة وأم أطفالة.

أما فريدة التي أسرعت إلى مكتبها وأغلقته خلفها وأستندت على بابه بإهمال وجسد ينتفض، وضعت يدها فوق صدرها عله يهدأ من ضرباته القوية التي أصابته من نظرة الرغبه التي لمحتها داخل عين معشوقها الوقح والتي تراها ولأول مرة منذ أن عرفته
تحركت بساقين مرتجفتين من تأثير اللحظة ورمت حالها بإهمال فوق مقعدها وأخذت تنظم أنفاسها بأخذها شهيق مطولا وإخراجه على هيئة زفير، ضلت على هذا الحال حتى هدأت أنفاسها وأنتظمت.

ثم وضعت يدها فوق موضع صدرها وبدون سابق إنذار أخرجت تنهيدة وأبتسامه حالمة!

كان يجلس داخل المكتب المشترك بينه وبين زملائه بالعمل.

دلفت تلك البسمة التي تعينت جديدا لشركتهم وانضمت لذلك المكتب الذي يضم أربعة موظفين هو وأثنين من زملائة وتلك البسمة التي إحتلت نصيبا كبيرا من إسمها.

تحركت إلى مكتبها وتحدثت وهي تتأهب للجلوس فوق مقعدها صباح الخير.

نظر إليها حازم بقلب منتعش وشعور غريب وجديد عليه بدأ يحتله منذ وصول تلك الرقيقه منذ إسبوعان.

وتحدث وهو ينظر إليها بإعجاب متبادل بينهما وأردف قائلا بإبتسامة جذابة صباح النور أستاذه بسمه.

جلست فوق مكتبها المقابل لذلك الحازم ذو القلب الوليد وبدأ بتبادل النظرات المعجبه بينهما.

بسمه، تبلغ من العمر سبع وعشرون عام، منفصلة ولديها طفل ذو ثلاث سنوات، إمرأه جميله هادئة تمتلك شخصية مسالمة، رقيقة الطباع، وهذا ما جعل حازم ينجذب إليها بإعجاب تحول سريع إلى بداية شرارة حب.

داخل منزل حسن نور الدين
دلفت رانيا بصحبة صغيريها إلى المطبخ وجدت سميحة تقف أمام المشعل وتضع إناء به حليب لتجهيزه لأطفال غواليها.

كانت تقف بوجه حزين مهموم،
تحركت إليها رانيا وهي تحدث حالها، يالك من إمرأة كئيبة الوجه تعشق الحزن، ماذا فعلت بدنياي حتى أبدأ يومي برؤية ذلك الوجه الكشر منذ الصباح الباكر.

تحدثت بصوت هادئ منافق صباح الخير يا طنط.

تنهدت سميحه وردت بهدوء صباح الخير يا رانيا، تعالي صبي اللبن للأولاد علشان يفطروا.

أجابتها بهدوء حاضر.

تحركت سميحه وحملت منها الطفل الصغير وقبلته وجلست به فوق المقعد وأجلست الطفل الأخر بالمقعد المجاور.

تحدثت رانيا فكي بقا يا طنط من الحزن اللي إنت عايشه فيه ده، أنا مش فاهمه إنت زعلانه ليه، المفروض إن حضرتك تبقي أكتر واحده فرحانه باللي حصل ده.

نظرت لها بإستغراب وأردفت قائلة فرحانه، هي المصايب بيتفرح لها بردوا يا بنتي؟

ردت رانيا بإقتضاب ونبرة متهكمه مصااااايب مرة واحدة، كل ده علشان فريدة، طب والله ربنا بيحب هشام علشان بعد عنها، أنا بقا شايفه إن لبني أكتر حد لايق لهشام، وأهي على الاقل بنت خالته من لحمه ودمه ومش هتتعالي عليه زي اللي كانت منفوخه علينا طول الوقت، ومحسسانا إن محدش دخل هندسه غيرها.

نظرت إليها سميحة بحزن لما رأته من شماته وفرحة داخل أعين تلك اللعينه.

وتحدثت بإستسلام وذلك لعدم قدرتها على المجابهه مع تلك المستفزة قفلي على الموضوع ده الله يهديكي، أنا فيا إللي مكفيني ومش نقصاكي.

نظرت لها وتحدثت الحق عليا اللي بهون عليكي يا طنط.

رمقتها سميحه بنظرة قويه محذرة أخرصتها وجعلتها تتابع ما تفعله بصمت تام.

عصرا داخل منزل كمال!
كانت تجلس بجانب مني وغادة الغاضبتان من تصرفات تلك المتهورة الغير مبالية بما فعلت من كارثة.

نظرت غادة إلى لبني وتحدثت بنبرة بائسة أنا حقيقي مصدومة فيكي ومش قادرة أستوعب اللي عملتية، إزاي واحدة مثقفة ومتعلمة زيك يوصل بيها الأمر بإنها تسلم دماغها لواحدة متعرفهاش وتمشي وراها زي التابع بالشكل المهين ده؟

رفعت رأسها بكبرياء وأردفت قائلة بقوة وثبات ولو رجوعي لهشام كان هيخليني أتحد مع الشيطان نفسة، صدقيني مكنتش هفكر لحظة في إني أسمع كلامة وأمشي وراه علشان أرجع هشام ليا زي زمان!

نظرت لها غادة وتحدثت بأسي بس الوضع إتغير وما بقاش زي زمان يا لبني، على الأقل زمان مكنش فيه فريدة اللي إنت دمرتيها وهزيتي ثقتها بنفسها، حتى هشام نفسة مسلمش من الموضوع!

أجابتها بقوة وصوت مرتفع فريدة، فريدة، كل اللي شاغل دماغكم هي فريدة وبس، وأنا فين من تفكيركم، أنا الأهم عندكم ولا فريدة، مستقبلها ولا مستقبلي؟

تنهدت مني بقلب متثاقل محمل بالهموم وأردفت قائلة بأسي إنت إزاي بقيتي أنانية ومبتفكريش ولا بتهتمي غير بنفسك بالشكل البشع ده!

أنا هتجنن علشان أطمن على أختي ومليش عين أروح لها ولا حتى أتصل بيها وكل ده بسببك وبسبب عمايلك السودا، وإنت كل اللي يهمك هشام وإزاي تقدري ترجعيه ليكي من تاني!

أردفت غادة قائلة لتذكيرها وهو مين اللي كان ساب هشام زمان، مش إنت يا لبني؟

نظرت مني إلى لبني بأسي وكادت أن تسرد لشقيقتها حقيقة الإبتعاد لولا لبني ونظراتها المحذرة المترجية التي أسكتتها.

ثم نظرت لبني إلى غادة وأجابتها بحنين وندم غلطة وربنا بعت لي الفرصة علشان أصلحها على أدين واحدة ما أعرفهاش، وأنا مسكت في فرصتي بكل قوتي،
وأكملت بنبرة ملامة وعيون مغيمة بالدموع إنتوا ليه مش قادرين تفهموني، أنا كان لازم أرجع لهشام من تاني علشان عمري ماكنت هقدر أكون مع واحد غيرة.

وأكملت بتعقل مكنتش هقدر أظلم إنسان وأكون معاه بجسمي وأنا قلبي وروحي مع راجل تاني، مكنش هينفع صدقوني!

أجابتها غادة بتألم وتفتكري إن هشام هيوافق يرجع لك بعد كل اللي حصل ده؟

إبتسمت وأجابت بثقة تكاد تصل إلى حد الغرور هيرجع يا غادة، هيرجع بعد ما يتأكد إنه لسه بيحبني زي زمان ويمكن كمان أكتر،
هيرجع علشان هو عارف ومتأكد إن محدش هيحبه وهيخاف علية في الكون ده كله قدي!

تبادلت مني وغادة النظرات بينهما وتنهدت كل منهما بأسي!

وتحدثت مني بيأس ربنا يهديكي يا بنتي!

إنتبهوا جميعا على صوت هاتفها التي نظرت به وأبتسمت.

ثم وقفت سريع وأتجهت إلى غرفتها ودلفت ثم أغلقت بابها تحت إستغراب غادة ومني.

أردفت لبني قائلة بعتاب أخيرا إفتكرتيني وإتصلتي؟

ضحكت رانيا بسعادة وأردفت قائلة بنبرة ساخرة علي معرفت أفلت من وسط النكد اللي خالتك وإبنها معيشينا فيه من يوم اللي حصل.

تسائلت لبني للدرجة دي؟

أجابتها بتأكيد وأكتر يا بنتي والله، عاوزة أقول لك إن حماتي قالبه لنا البيت نكد وعياط طول الوقت!

وأكملت بإشادة بس بجد يا لبني برافوا عليك، لعبتيها صح وخلصتينا من المغرورة اللي إسمها فريدة في لمح البصر.

ضحكت لبني وأردفت قائلة بتفاخر عدي الجمايل يا رانيا!

ضحكت رانيا وأكملت بتفسير أنا منكرش إني كنت واثقة من إنك هتقدري، لكن بصراحة مكنتش متوقعة إنك هتنجزي الموضوع وتنهيه بالسرعة دي!

ضحكت لبني وأجابتها بتفاخر ده بس علشان لسه متعرفنيش كويس، وبعدين إنت كان عندك شك في قدراتي ولا أيه؟

أجابتها رانيا سريع لا خلاص، أنا كدة هبتدي أثق فيكي ثقة عمياء، وأكملت بتساؤل إلا قولي لي يا لبني، هي مين دي اللي كانت بتكلمك وبتنقل لك تحركات هشام وبلغت فريدة بمكانكم؟!

أجابتها لبني بلامبالاة ولا أعرف هي مين ولا حتى يهمني إني أعرف، أنا كل اللي يهمني إنها وصلتني للنتيجة إللي كنت بتمناها، ودة اللي يخصني في الموضوع كلة!

تحدثت رانيا بحيرة ده هشام هيتجنن ويعرف هي مين، كنت سمعاه إنهاردة بيكلم حازم علشان يشوف له أي حد شغال في شركات الإتصالات علشان يساعده في إنه يوصل لها!

ضحكت لبني وأردفت خلية يدور براحته، ولا هيعرف يوصل لأي حاجه، دة private number يا بنتي، والأرقام دي بيبقا ليها حماية ونظام خاص ومحدش بيعرف يوصل لها!

تسائلت رانيا بفضول هي لسه بتكلمك يا لبني؟

أجابتها لبني من وقت إللي حصل وهي قطعت الإتصالات نهائي، شكلها كدة وصلت لمبتغاها زيي وأكتفت باللعب لحد كده!

ثم تسائلت بإهتمام لتغيير مجري الحديث المهم، طمنيني على هشام؟

أجابتها لبني بنبرة متهكمة أهو من وقت إللي حصل وهو حابس نفسه في أوضتة ليل ونهار، ولا بيخرج ولا بيروح شغله من يومها، وأكملت بضحك ما شاء الله علية وارث النكد على أصولة من خالتك، بصراحه يا لبني الله يكون في عونك.

أردفت لبني بنبرة واثقه وعاشقه يومين وهيعدوا، وبعدها هنسية كل اللي عاشه من غيري، هخلية ينسي نفسه من كتر السعادة إللي هيعيشها معايا وفي حضني.

لوت رانيا فاهها إعتراض على حديث تلك المغرورة ولكنها لن تبالي، وأكملا نميمتهما وفرحتهما بإنتصارهما معا.

كان يجلس داخل غرفته ليلا
يفكر فيمن إحتلت تفكيرة وأقتحمت قلعته المشيدة رغم عنه، وبرغم محاربته المستميته لرفض تلك المشاعر المنبثقه من داخله وموجه لتلك الريم التي إستحوذت على جميع حواسه مؤخرا،
إلا أنه أصبح لا يغفي إلا على ملامحها المرسومه داخل خياله، ويصحو عليها.

أخذه الفضول إلى البحث عن صفحتها الخاصة على منصات التواصل الإجتماعي، جلس بإسترخاء وقلب ينبض بدقات متسارعه عندما شاهد صورها مع شقيقها والتي كانت تشاركه إياها وفهم هو ذلك من إسمه، وإلا لإنهارت قواه غيرة على صغيرته.

مرر يده فوق ملامحها الرقيقه يتلمسها بطريقة مذيبه لقلبه الذي أصبح عاشق حتى النخاع ولكنه يكابر ويرفض الإعتراف.

أحتلت ملامحه إبتسامة حالمة عندما تذكرها وهي تجلس أمامه أرض وتمسك بيده، كم كانت رقيقه وهي باكية، كم كان رائع شعوره بالسعادة عندما لاحظ خوفها الساكن عيناها لأجله، كم تمني لو أنه إستطاع بتلك اللحظة أن يحتضنها ويطمئن حاله بوجودها قبل أن يطمئنها.

حدث حالة بإستسلام ولوم، ماذا دهاك يا رجل؟

لما سمحت لتلك المشاعر أن تولد بداخلك من جديد و تقودك إلى الهلاك مرة أخري أيها الأحمق؟

ما الذي أصابك وأوصلك إلى هذه المرحلة المهينه؟

أبكل بساطه وأستهانة تسمح لحالك بعشق إحداهن من جديد؟

وحدث صراع ما بين القلب والعقل وكان كالأتي!

فتحدث عقله معنف إياه، ماذا تنتظر منها غير الغدر والخيانة والجراح مرة اخري؟

هذا بجانب أنها مرتبطة برجل أخر بل وتعشقه!

رد عليه قلبه سريع، لا مراد هي لم تعد تعشقه، فقد سئمت أنانيته وطمعه وعدم رجولته معها، لقد إستمعت لها بأذناي وهي تعترف أمام صديقتها، نعم لم تعد تعشقه.

أجابه عقله بحده، وهل معني ذلك أنها عشقتك أنت أيه الأبله؟
هي تمقتك، أنت بالنسبة لها شخص رخيم متكبر ليس إلا!

رد قلبه برقه ووعد حالم كعادته، سأخبرها أني لم أعد ذلك الشخص الرخيم، بل أصبحت عاشق لها حتى النخاع.

سأعاملها بمنتهي الحنان والعشق حتى أجعلها تذوب بشخصي، سأسمعها أحلا كلمات الغزل حتى أجعل قلبها يلين ويحن، ستعشقني، أنا أكيد من ذلك.

العقل بحده، أصمت أيها الأحمق وتذكر فقط أن جميعهن كاذبات مخادعات خائنات.

رد قلبه معترض، عدا ريم، فالوفاء يتمثل بعيناها.

قضي ليلته في صراع شرس ما بين القلب والعقل حتى وقع صريع للنوم بعدما أهلكه التفكير.

بعد يومان
كانت تجلس داخل مكتبها إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب فسمحت للطارق بالدخول،
دلفت نورهان وعلى وجهها إبتسامة مزيفة قائلة بنبرة ملامة الناس الوحشه اللي مبتسألش.

وتحركت وجلست بالمقعد المقابل لمكتب فريدة وأردفت قائلة هو أنا مش بوحشك ولا ايه يا باشمهندسة، يعني لو ما سألتش أنا متسأليش أبدا.

إبتسمت لها فريدة وأردفت قائلة بهدوء غصب عني والله يا نور، أصلي كنت مشغوله شوية الفترة إللي فاتت.

أجابتها نور بتخابث متذكرة أيوة صحيح، أيه الكلام اللي أنا سمعته ده، إنت وهشام سبتوا بعض فعلا؟

تنهدت وقد ظهر على وجهها العبس والضيق وأردفت بنبرة جادة أيوه يا نور، اللي سمعتية حقيقي!

نظرت لها وتسائلت بفضول طب ليه يا فريدة، أيه اللي حصل وصلكم لكدة؟
ده خلاص يا بنتي، مش فاضل غير كام شهر على فرحكم!

اجابتها فريدة بإختصار كل شيئ قسمة ونصيب يا نور، ويظهر إن أنا وهشام ملناش نصيب في بعض!

نظرت لها بضيق وتحدثت بإستماتة أيه الأي كلام اللي إنت بتقولية ده؟

وأكملت بإستماتة وضغط سيبك من الكلام الفاضي ده يا فريدة وأعقلي، هشام بيحبك وعمرك ماهتلاقي حد يحترمك ويقدرك زية، مينفعش تضيعي حب كبير بالشكل ده من بين إديكي!

وكررت سؤالها الفضولي بطريقة مستفزة طب إحكي لي أيه إللي حصل؟
مش يمكن أقدر أساعدكم ونحل الخلاف مع بعض؟

نظرت إليها فريدة وكتمت غيظها من تلك المتحشرة وأردفت قائلة بهدوء على عكس ما يدور بداخلها ما أنا قولت لك يا نور، كل شيئ قسمة ونصيب!

لن تكتفي تلك النور بهذة الإجابة فتحدثت بطريقة أمرة مستفزة بصي بقا، أنا هتصل بهشام حالا ييجي هنا ونقعد إحنا الثلاثة ونتكلم ونحاول نقرب وجهات النظر ما بينكم ونشوف نقط الخلاف ونحلها!

أخرجت هاتفها وكادت أن تضغط زر الإتصال لولا أوقفها صوت فريدة الحاد وهي تتحدث بملامح مكتظة ونبرة صوت حادة وقويه نور، هو أنا ينفع أجي أقول لك وأقنعك إن حياتك مع جوزك فاشلة وإنك لازم تسبية فورا ومن غير حتى ما تفكري لأن ده في مصلحتك؟

نظرت إليها نورهان وهي مضيقة العينان بإستغراب وأجابتها بعدم إستيعاب مش فاهمة أية علاقة كلامك ده بكلامي معاكي؟

أجابتها فريدة بملامح جامدة مكتظه وصوت حاد قوي إزاي بقا، ده هو هو نفس التفكير ونفس المنطق، إنت جاية تقولي لي وتقرري بدالي أيه اللي لازم أعمله مع هشام، لا وكمان بتفرضي عليا إنك تجبية لحد هنا علشان أقعد معاه وأتكلم في موضوع منتهي أساسا بالنسبة لي!

وأكملت بنبرة جادة وملامح جامدة طب هو ينفع كدة يا نور؟

إشتعل داخل نور من تلك الفريدة التي أهانتها وتهكمت عليها دون الإفصاح علنا.

فتحدثت مبررة تداخلها البشع شكلك إتضايقتي من كلامي وأنا طبعا مقصدتش إني أضايقك خالص يا فريدة، أنا كل اللي قصدته إني أحاول أصلح ما بينكم ودة لأنك صاحبتي اللي بحبها وأمرك يهمني!

وأكملت بإعتراف وكمان بصراحة هشام جالي وطلب مني أحاول أخليكي تتراجعي عن فسخ الخطوبة، و إني أجمعكم ببعض وأحاول أهدي الأمور ما بينكم!

أردفت فريدة قائله بقوة وحزم يبقا المفروص كنت تصارحيني من الأول وتسأليني إذا كنت أحب أقعد معاه ولا لاء!

تحدثت نورهان بإستماتة متلاشية غضب تلك الفريدة التي أصابها من تداخلها يمكن معاك حق في النقطة دي، قولي لي بقا، أقول أيه لهشام؟

أجابتها بملامح جامدة ونبرة قوية ما أنا قولت لك من الأول يا نور، قولي له فريدة بتقول لك كل شيئ قسمة ونصيب!

وأكملت بأبتسامة سمجه شرفتي يا نور مع إنك مشربتيش حاجة!

وقفت نورهان وبداخلها بركان لو إشتعل لأحرق الشركة بأكملها وتحدثت متلاشية نبرة فريدة الغاضبه الجايات كتير يا فريدة، أسيبك أنا علشان تشوفي شغلك.

لم ترد عليها وأكتفت بهز رأسها بطريقة باردة وأبتسامة سمجه!

خرجت نورهان وأغلقت خلفها الباب وزفرت فريدة بضيق وغضب من تلك المتداخلة فيما لا يعنيها بطريقة مستفزة.

وأثناء غضبها إستمعت لرنين هاتفها معلنا عن وصول إتصالا فنظرت بشاشتة وإذ بها وجدت نقش إسم أسما فردت على الفور بصوت مرحب سعيد وبعد السلام.

تحدثت أسما قلبي عندك يا فريدة، سليم حكي لنا على اللي حصل من خطيبك.

تنهدت فريدة وأجابتها بنبرة حزينه قدر الله وما شاء فعل، الحمدلله على كل حال يا أسما.

تحدثت أسما فريدة، أنا كنت عاوزة أشوفك ونتكلم شويه، أيه رأيك نتقابل إنهاردة بعد الشغل في اليخت اللي عملنا فيه عيد ميلاد سولي، وبالمرة نتغدا مع بعض، بصراحه أنا حابه نتقرب من بعض أكتر من كدة!

وافقتها فريدة وبالفعل هاتفت والدها وأستأذنت منه وذهبت إلى اليخت وصعدا وتحرك اليخت بالفعل.

كانت تقف بجانب أسما ممسكة بسور اليخت ناظرة أمامها بشرود وتيهه وهي تقص كل ما حدث على مسامع أسما.

وبعد مدة كانت قد قصت فريدة وانتهت من سرد الحكاية ولكنها قد وصلت إلى ذروتها ولم تستطع التماسك بعد، خارت قواها وأجهشت بنوبة بكاء مرير!

كان هناك من يراقبهم من داخل الصالون المتواجد باليخت ويتطلع إليهم في صمت تام، إشتعلت نيرانه حين وجد دموعها وأنهيار كيانها مما أثار غضبه وأخرجه عن شعورة،
إشتعل داخله وهو يراها تزرف الدموع لأجل رجل غيرة تحرك إليها سريع وظهر أمامها وصرخ بها بغضب ونيران الغيرة تخرج من عيناه
عاملة في نفسك كل ده ده ليه، بتعيطي ليه وعلى مين؟

وصاح بصوت عالي كل ده علشان واحد خانك؟

نظرت له بإندهاش من تواجده الغير متوقع، لكنها لم تعلق فقد باتت في الأونه الأخيرة تتوقع منه أي شيئ.

زادت شهقاتها وهي تنظر إليه بضعف، فصرخ بها مستعطف إياها كفاية يا فريدة، دموعك عليه بالشكل ده بتدبحني، كل ده علشان واحد خاين ما يستاهلش دمعة واحدة من عيونك؟

إستوعبت حالها وأجابته من بين شهقاتها المتقطعه التي تدمي القلوب إنت فاكرني بعيط علشانه، أنا بعيط على نفسي يا سليم، بعيط على حالي واللي جرا لي من ورا طيبة قلبي وعفويتي، بعيط على قلبي اللي إتخان بعد ما أدي الأمان!

ثم تسائلت بدموع وضعف دمر كيانه هو أنا وحشه أوي كدة يا سليم، أنا وحشه لدرجة إن إنتم الإتنين تغدروا بيا بالشكل البشع دة؟

أجابها بهدوء وصوت حنون مش يمكن ربنا عمل كل ده علشان نعرف قيمة بعض ونحافظ على وجودنا في حياة بعض؟

تفتكري إن ربنا سبحانه و تعالى ملوش حكمة في كل إللي حصل لنا ده يا فريدة؟

أشار بيده إلى أسما التي كانت تتحسس بيدها على ظهر فريدة بحنان لتهدئتها، فأمتثلت لطلبه وتحركت للداخل وتركتهما بمفرديهما كي يخرجا كل ما في صدرهما براحة.

إزداد نحيبها فصرخ هو كفاية بقااا، ميستاهلش دموعك دي صدقيني!

نظرت له بغضب تام وأردفت قائله بإشمئزاز وإنت بقا اللي تستاهل؟

للأسف، إنت وهو وجهان لعملة واحدة، إنتم الإتنين بتمثلوا الندالة والخيانة في أبهي صورهم!

صاح بها معترض بنبرة غاضبة وأستنكار إنت بتشبهيني أنا بيه يا فريدة؟

بتشبهيني أنا اللي عشت في ألمانيا خمس سنين إتعرض عليا فيهم ستات أشكال وألوان، مسمحتش لنفسي إني ألمس أيد واحدة فيهم علشانك.

بتشبهيني بواحد خانك وجري ورا واحدة تانية وسمح لنفسه إنه يخرج ويقعد يحب في واحدة غيرك؟

وأكمل متألما أنا حبيتك بكل ما فيا يا فريدة، حبيتك لدرجة إن عيوني مبقتش بتشوف غيرك وخيالي مبقاش بيحلم ولا يتمني غيرك،
وأكمل بصوت متألم حزين أنا أختذلت فيك ستات الدنيا بحالها يا فريدة.

حرمت على نفسي كل متع الدنيا من سفر لسهر لغيرة ووقفت حياتي علشان لما أرجعك لقلبي نستمتع ونعيش مع بعض كل اللي أتحرمنا منه، وفي الأخر بتشبهيني بواحد ميستاهلش حتى ضفر واحد منك؟

نظرت له بعيون باكية وأردفت بقلب متألم حبتني بعد أيه يا سليم؟
بعد ما دمرتني وخلتني أفقد الثقه في أي حد، ده أنا عشت بعدك قافلة على قلبي ب 1 مفتاح وخايفه أسلمه لحد علشان ميكسرهوش زيك ويكرر وجعي معاك مرة تانيه!

تحدث إليها بحب وعيون واعده هنسيك كل الألم اللي عشتيه بسببي، هعوضك وأعوض نفسي عن سنين الألم والحرمان اللي عشناها وإحنا بعاد عن بعض، هشق صدري وأخبيكي جواه، وأسقيكي من شهد غرامي اللي شلتهولك وحافظت لك عليه عمري كله!

نظرت له بتيهه وأردفت بتشتت وأنا أية اللي يضمن لي إنك مبتخدعنيش زي زمان، وأول ما أصدقك وأمن لك تسيبني وتسافر وتدبح روحي من جديد؟

إبتسم بجانب فمه بطريقه ساخرة وأردف بصوت متألم أكيد مش هعمل كدة لأني ببساطة هبقي بدبح روحي قبل ما أدبحك!

إقترب منها ونظر داخل عيناها بوله وتحدث بنبرة صوت عاشقة إحنا تعبنا وقلوبنا دابت من الفراق يا فريدة، إديني فرصة أثبت لك فيها مدي جديتي في علاقتنا،
خلينا نسافر ألمانيا ونعيش هناك بعيد عن كل شيئ ممكن يدايقنا، أديني فرصه أعوضك فيها عن ظلمي ليكي.

وأكمل بعيون مترجية أرجوك يا حبيبي.

كانت تستمع له بقلب حائر وروح يملئها الجراح.

أتعطي له فرصة أخرى تسعد بها روحها التعبه وتستكين بين أحضانه، والتي هي مبتغاها ومرجاها، أم تقرر الإبتعاد عنه ويكفي ما أصاب قلبها الحزين على يده سابقا!

نظرت إليه بعيون تائهه فأكمل هو مدغدغ لمشاعرها وهو ينظر إليها بعيون عاشقه وتسائل بوله تتجوزيني يا فريدة.

إنتفض جسدها بالكامل من أثر كلماته التي طالما حلمت بها وهي تخرج من بين شفتاه.

إبتلعت لعابها وأردفت قائلة بدلال سبني في حالي يا سليم، أنا لا قدك ولا قد ألاعيبك دي!

إبتسم لها بحب وأردف قائلا بهدوء دي مش ألاعيب يا قلب سليم، دي أمنية حياتي إللي بترجاك تحققيه لي وتسمحي لي أنول شرف قربك وحضنك.

إتسعت عيناها بحب وهدأت وأستكانت روحها وهي تستمع لكلمات عشقه بقلب هائم عاشق محلق في سماء عشقه الفريد.

إبتسم لها وأردف بنبرة واثقه خدي لي ميعاد من بابا بسرعة علشان أجي وأطلب منه تتويج أميرتي، وأستأذنه في إني أخدها ل مملكتها الخاصة اللي تليق بيها، واللي هي قلبي يا روح قلبي.

إبتسمت بهدوء وتحدثت بنبرة خجلة بلاش تهور وأعقل يا سليم، مينفعش تكلم بابا في موضوع زي ده وأنا لسه مفركشة خطوبتي من كام يوم!

أجابها بعيون هائمة وصوت دغدغ مشاعرها مش قادر يا فريدة، صبرت كتير في حبك، بس خلاص، الصبر تعب مني وأشتكي!

الصبر مر، وأنا نفسي أدوق شهدك وأضيع بيه مرارته!

إبتسمت له بحنان وأردفت قائلة بهدوء طب علشان خاطري إتحمل كمان إسبوعين بس مش أكتر!

أجابها بصوت حنون وعيون مستسلمة لأمر الهوي وأمرها إنتي تؤمريني يا فريدة، اللي تؤمري بيه كله أنا هنفذه ليك، أهم حاجة إنك توعديني متبعديش عني تاني،
وأكمل بعيون ولهه أذابت داخلها إتفقنا يا حبيبي؟

إبتسمت له برقة وأنوثه وهزت رأسها بطاعة أثارته وأشعلت جميع حواسة!

ضلا ينظران لبعضهما بعيون هائمه وقلوب تهيم في سماء عشقهما من شدة سعادتها وأبتسامات لم تفارق ملامحهما.

حتي قطعت أسما عليهما لحظات عشقهما الصامته وتحدثت بسعادة ووجه بشوش أنا شايفه إننا نبعت نجيب مأذون وإتنين شهود ونريح القلوب اللي بقالها سنين في عذاب وحرمان دي بقا!

نظر إليها كلاهما وأبتسما فأقتربت هي من فريدة وأحتضنتها بحب وتحدثت مبروك يا فريدة، مبروك يا سليم.

أجابها وهو مازال ناظرا إلى فريدته بإبتسامته الخلابه متشكر يا أسما، بس مبروك دي تقوليهالي وأنا إيدي في إيد عمي فؤاد والمأذون بيخطف المنديل قبل ما أي حد تاني يخطفه!

نظرت إليه بهيام فأكمل هو أنا جعت على فكرة، جرا أية يا أسما إنت مش ناوية تأكلينا إنهاردة ولا أية؟

إبتسمت أسما وأردفت بدعابة الأكل قرب يبرد، كنت مستنيه لما مباحثات السلام تخلص على خير، والحمدلله.

تحركوا جميع وألتفوا حول المنضدة الموضوعة بمنتصف اليخت وجلسوا يتناولون طعامهم بسعادة وشهية مفتوحة وهم يتبادلون النظرات والإبتسامات السعيدة.

وبعد مدة وقفت فريدة بجانب سليم وهما ينظران إلى النيل بمظهرة الخلاب، حيث الغروب وجمال الشمش الأخاذ وهي تسلط أشعتها الذهبية وتذوب داخل المياة ليتحدا معا في مظهر يشد البصر ويسعد الروح.

فهل ستضحك الدنيا لقلبي العاشقان وينتهي عذابهما؟
أم أن للفراق نصيب أخر ينتظرهما؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة