قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

داخل منزل عزمي الشافعي.

كان يجلس بوجه غاضب وروح محترقة على ما وصل إليه، بلحظة خسر كل شيئ وأنقلب السحر على الساحر.

صاحت سميرة بملامح غاضبه ونبرة ملامه لإبنها ياما نصحتك وقولت لك سيبك من عمتك وخططها الخايبه وخليك مع سليم تكسب، مسمعتش كلامي ومشيت وراها وأهي غرقتك.

وأكملت بنواح شغلك وخسرته، وسمعتك كمهندس إضربت في السوق بعد إبن أمال ما حطك في دماغه ووصي عليك جميع الشركات في مجالكم، حتى ريم إللي عملت كل ده علشانها، هي أول واحدة باعتك وفركشت الخطوبه، لا والأدهي إنها عملت لك بلوك علشان متعرفش توصل لها.

إنتفض بجلسته وتحدث بفحيح متوعدا لسليم وديني وما أعبد لأرد له الضربة بأقوي منها وأدمرة.

صاح به عزمي متحدث بإعتراض هترد له أيه يا أبني، هو الراجل كان أذاك إلا بعد ما أذيته وخربت له حياته، إحمد ربنا إنه طلع مسالم وأكتفي بفصلك من الشغل، واحد غيره كان أنتقم منك أشد إنتقام ولا كان أجر لك بلطجيه خلصوا عليك.

واكمل بتذكر بالمناسبه يا حسام، عملت أيه في موضوع الدوبلكس، ياتري شفت له بيعه علشان ترجع لعمتك فلوسها؟

نظر لوالده وأردف قائلا برفض تام مش هرجع حاجه يا بابا وأعلا ما في خيلهم يركبوة.

أجابه عزمي محذرا أنا قولت لك اللي بلغني بيه قاسم وتهديده ليك وإنت حر، بس لازم تعرف إن قاسم مبيتكلمش وخلاص، ميغركش سكوته وهدوئة دي قرصته بالدم،
وأكمل بعيون زائغة متذكرا لو شفته عمل أيه مع أمال والقسوة والغل والجبروت إللي كان بيكلمها بيهم، كنت فهمت أنا ليه مصر إنك ترجع له فلوس إبنه.

إبتسمت سميرة ساخرة وأردفت قائلة بنبرة شامته ياما كان نفسي أشوف أمال هانم اللي عامله لي فيها ملكة إنجلترا وهي مذلوله قدام خدمها.

رمقها عزمي بنظرة ناريه وتحدث بتحذير وبعدين معاكي يا سميرة، مش هتبطلي طريقتك المستفزة دي.

أشاحت له بيدها بإهمال.

وأكمل حسام بثقه قد تصل إلى الغرور إطمن يا بابا، أساسا موضوعي أنا وريم لسه ما أنتهاش، أنا بس مستني أنفرد بيها وأقعد معاها وأنا كفيل برجوعها ليا من جديد، والجوازة هتم يعني هتم.

تحدثت ندي بصياح وتملل كله من طمعك يا سي حسام، فضلت تلعب على كل الحبال لحد ماغرقت وغرقتنا كلنا معاك، وبعد ما سليم عرف خطتك الخايبه حطك في دماغه وبقا كل تفكيرة في إنه إزاي يدمرك، وأبقا قابلني بقا لو لقيت شركة تشغلك بعد كدة.

تحدثت سميرة بتفكير عقلاني أنا شايفه إن الحل الوحيد إنك تسافر برة البلد وتشتغل، طول ما سليم حاطك في دماغه إستحالة هتلاقي حد يشغلك هنا.

أجابها سريع وبإصرار وأسيب ريم بالسهوله دي، ده على جثتي.

فاقت على صوت المنبه بعدما قررت أن تعود إلى طبيعتها الأولي وتذهب إلى عملها كي تندمج وتنغمس في دوامة العمل والحياة وتتناسي سليم وقصتها المحزنه معه، هكذا أوهمت حالها تلك الأبيه الشامخه.

توضأت وصلت فرضها وإرتدت ثيابها، تحدثت إليها نهله التي كانت تستعد هي الأخري للذهاب إلى جامعتها متأكده إنك هتقدري تروحي الشركه يا فريدة؟

أجابت شقيقتها بثبات وقوه مفتعلان لم يفارقا وجهها منذ تلك الواقعه هو أنا هفضل محبوسه في البيت ولا أيه يا نهله، لازم أرجع وأمارس حياتي الطبيعيه والحمدلله إني مقدمتش إستقالتي زي البيه ما كان طالب مني.

تحدثت نهله بترقب على إستحياء فريدة، لسه مش عاوزة تدي لنفسك ولسليم فرصة تانية؟

إحتدت ملامحها وتحدثت نهله، قولت لك قبل كده ياريت ماتتكلميش في الموضوع ده تاني وإنت برده مصره تفتحيه.

إرتبكت نهله وتحدثت سريع خلاص بقا متزعليش، أنا أسفه يا ستي واوعدك إن دي هتكون أخر مرة.

تحركت بسيارتها متجهه إلى مقر الشركه، دلفت إلى الشركه برأس شامخ تحت النظرات المشفقه عليها من الجميع والتي تجلدها وتشعرها بمنتهي الألم.

حدثت حالها بقلب يتمزق، توقفوا، ليتكم تعلمون أن تلك النظرات أشد على جسدي من جلد السياط، توقفوا، حبا بالله توقفوا، كفوا عني بنظراتكم تلك، لا أريد شفقة من أحد، فقط أتركوني بحالي وسألملم شتات نفسي وسأصبح بخير!

إقترب الجميع منها للإطمئنان على حالها ومن بينهم تلك الخبيثة الملعونه صديقة السوء.

بعد قليل دلفت إلى مكتبها مهلكة الروح، تحرك إليها فايز وتحدث بنبرة حماسيه حمدالله على السلامه يا فريدة، برافوا عليكي إنك نزلتي شغلك، الشغل هو الحاجه الوحيده اللي هتخرجك من اللي إنت فيه،
وأكمل بتمني ولو إني أتمني إن الأمور بينك إنت والباشمهندس تتصلح وترجعوا لبعض تاني.

شكرته فريدة وكعادتها ردت بدبلوماسيه وتحرك فايز من جديد إلى مكتبه.

جلست تتابع عملها بعقل مشوش وروح متهالكه غير مستوعبه ما مرت به من تجربه قاسيه أستنزفت كل طاقتها وأرهقتها.

إستمعت إلى طرقات خفيفة فوق الباب سمحت للطارق قائلة أدخل.

طل عليها ذلك الممزق لأجلها، نظر لعيناها بإشتياق، ولكن ليس كالسابق، إشتياق العشرة، الصديقه، إشتياق للسند وأيام جميلة مضت ولن تعود.

نظرت له بحنين لرجل كان سندا حقيقيا، رجل بكل ما تحمله الكلمه من معني وتحدثت أهلا يا هشام، إتفصل.

تشجع وتحرك للداخل وجلس مقابلا لها وتحدث بإهتمام عامله أيه، طمنيني عليك.

إبتسمت بمرارة وألم ظهر بعيناها لم تستطع تخبأته عنه وأجابته الحمدلله يا هشام، أنا تمام.

تسائل بإهتمام مش عاوزة أي حاجه أعملها لك، أي مساعده أنا تحت أمرك.

أجابته بإبتسامه هادئه متشكرة يا هشام.

أردف مؤكدا بإهتمام إنت عارفه معزتك وغلاوتك عندي قد أيه يا فريدة، أنا مبقولش كلام تأدية واجب، أنا فعلا عاوز أقف جنبك وأساعدك علشان تتخطي أزمتك بسلام.

إبتسمت بخفه وأجابته أنا عارفه إنك راجل أصيل وبتعرض المساعدة بجد يا هشام، بس لو بجد عاوز تساعدني، بلاش نظرة الشفقه اللي في عيونك دي لأنها بتدبحني، عاملوني عادي زي الأول، أنا مش أول واحده فرحها يتلغي في أخر لحظه،
ثم تنفست بعمق وأردفت قائلة بيقين قدر الله وما شاء فعل، وأنا الحمدلله راضيه ومسلمه لأمر ربنا وكلي يقين إنه هيعوضني خير.

إبتسم لها بمرارة وأردف قائلا ونعم بالله.

وبلحظه إستمعا لطرقات عالية فوق الباب، سمحت فريدة للطارق فاقتحمت لبني دافعه الباب بقوة، وأندفعت للداخل بوجه غاضب.

وقفت تهز جسدها بتوتر ويبدوا على ملامحها العبوس والغضب وتحدثت موجهة حديثها إلى هشام متجاهله تلك الجالسه عوزاك يا هشام!

ضيق عيناه وأجابها بتساؤل فيه أيه يا لبني؟

ألقت نظرة سريعة على تلك المستغربه من طريقتها الحاده ثم عادت ببصرها إليه من جديد واردفت قائلة بضيق أكيد مش هنتكلم قدام الناس!

شعر هشام بالحرج التام لأجل فريدة من معاملة تلك المستفزة وتحمحم حرج موجه حديثه إليها بنبرة حادة إرجعي لمكتبك يا لبني وأنا ربع ساعة بالكتير وهعدي عليك.

تسمرت بوقفتها وتحدثت بغيرة قاتله دالوقت يا هشام، عوزاك في موضوع مهم مايحتملش التأجيل.

إستشاط داخله من تلك العنيدة فتدخلت فريدة لتنهي الجدال خلاص يا أستاذ هشام، إتفضل معاها ونبقي نكمل كلامنا بعدين.

نظرت لها بقلب مشتعل وتحدثت بنبرة ساخرة والله أستاذ هشام مش مستني الأمر من جنابك علشان يتحرك مع خطيبته.

نظرت لها فريده بإستغراب ولكنها تحكمت بغضبها من تلك النبرة الساخرة لتقديرها لموقف لبني وغيرتها المشروعه على رجلها، ففضلت الصمت منعا لإفتعال المشاكل.

وقف هشام بعدما تملك منه الغضب ووجه حديثه إلى فريده بإحترام وتعمد تلفظه إسمها بدون ألقاب لحرق روح تلك التي أحرجته هنكمل كلامنا وقت تاني يا فريده، بعد إذنك.

وتحرك أمام تلك المستشاطه التي رمقت فريده بنظرة حارقه قبل المغادرة خلف رجلها الأول والأخير.

إبتسمت فريده بمرارة سكنت حلقها على ما وصلت إليه.

دلف لداخل مكتبه وتلته تلك الغاضبه التي ما أن خطت بساقيها للداخل حتى أغلقت الباب بعنف شديد وألتفت بجسدها إليه بوجه غاضب.

وكادت أن تتحدث لولا صوته الهادر الذي أخرسها ممكن تفهميني أيه قلة الذوق اللي إتعاملتي بيها مع فريدة دي؟

وأكمل بنبرة حاده ثم إنت إزاي يا أستاذة تكلميني بالطريقه دي قدام فريدة؟

إتسعت عيناها بغضب وأشتعلت نار غيرتها وتحدثت بنبرة حادة فريدة فريده، هو ده كل اللي شاغل بال سيادتك، وأنا يا هشام؟
مشاعري وكرامتي ملهمش عندك حساب؟

أجابها بنبرة حاده ومين اللي لمس كرامتك ولا جه جنبها يا لبني؟

نظرت له بعيون تطلق شزرا من شدة غيرتها وأجابته وتفتكر لما ألاقي خطيبي قاعد في مكتب خطيبته الأولي ومقفول عليهم باب واحد ده ميجرحش كبريائي ويمس كرامتي يا أستاذ؟

زفر بضيق وأقتربت هي عليه وأحتضنت يداه برعايه ثم نظرت داخل عيناه برعب وتسائلت بعيون بها لمعة دمعه تريد الفرار هشام، إوعا تكون بتفكر تسيبني وترجع لها؟
وأكملت بدموعها التي لم تستطع التماسك أنا ممكن أموت لو بعدت عني تاني يا هشام!

نزلت دموعها على قلبه ألمته وحزن داخله، مد يده وتلمس بأصابعه الحانيه وجنتها مجفف لها دموعها وتحدث بصوت حنون صادق إنت بتقولي أيه بس يا لبني، أسيبك إزاي بس يا قلبي وأنا ما صدقت إني لقيتك، ده أنا برجوعك ليا رجعت لي روحي اللي كانت تايهه مني، أنا بحبك يا لبني وعمري ما أقدر أستغني عنك، ريحي بالك يا حبيبتي وطمني قلبك.

وأكمل بشرح لتصرفه أنا روحت لفريدة أقف معاها في أزمتها وأسألها لو محتاجه مني حاجه اعملها لها، وده بحكم العشرة اللي كانت بينا وبحكم جمايلها عليا اللي ملهاش حدود،
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها ليطمئنها أنا لو معملتش كده أبقي قليل الأصل ومبقاش تربية حسن نور الدين يا لبني.

هزت له رأسها متفهمه حديثه وتحدثت من بين دموعها أنا أسفه يا هشام، أنا محستش بنفسي لما عرفت إنك عندها، أنا بحبك وبموت من غيرتي عليك وخصوصا من فريدة، علشان خاطري يا حبيبي حاول تراعي غيرتي عليك.

رفع يدها وقربها من فمه وقبلها برقه أذابت كلاهما وأردف قائلا بنبرة حنون حاضر يا قلبي، وعلشان خاطري بلاش أشوف دموعك دي تاني،
وأكمل بعيون عاشقه مابقدرش أتحملها يا لبني.

إبتسمت من بين دموعها وتحدثت بطاعة أثارته حاضر يا حبيبي!

إبتسم لها وأبتسمت وأنتهي حزنهما قبل بدايته.

كان يرتدي ثيابه إستعدادا للذهاب إلى سليم
مد ذراعيه لزوجته الجميله التي تقف خلفه ممسكه بيدها سترته لمساعدته في إرتدائها.

إعتدل لها بعد إنتهائه ومال على وجنتها قبلها بهدوء وتحدث بإمتنان تسلم إيدك يا حبيبتي.

إبتسمت له أسما بهدوء ثم تسائلت بترقب أنا خايفه على سليم أوي يا علي، الضربه كانت شديدة وقاسية أوي عليه، مامته وأهله اللي إنصدم فيهم، ده غير حلمه اللي إنهار قدام عنيه بعد ما كان خلاص قرب يلمسه بإديه ويملكه.

تنفس على بتنهيده عاليه تنم عن مدي حزنه العميق لأجل صديق عمره وتحدث ليطمأنها ماتقلقيش يا حبيبتي، هي الضربه أه كانت قاضيه، لكن ده برضه سليم الدمنهوري، يعني ميتخافش عليه، قريب أوي هيفوق وهيرجع أقوي من الأول.

وأكمل بتأكيد المسألة مسألة وقت مش أكتر، فريده شوية وهتفوق من صدمتها وهتهدي وتعرف إن ملهاش غير حضن سليم وإن هو الوحيد اللي هيقدر يداوي جراحها.

أجابته بصوت يطغو عليه الأسي ياريت يحصل كده يا على وبسرعه، أنا بصراحه قلقانه عليهم أوي، وفريده من يوم اللي حصل وهي قافله تليفونها، وأنا أحترمت عزلتها ومرضتش أروح لها البيت.

قبل وجنتها وتحدث على عجل وهو يتحرك بإتجاه الباب الخارجي إن شاء الله خير يا حبيبتي، انا هتحرك علشان متأخرش على سليم.

بعد مده من الوقت كان يجلس مقابلا لسليم داخل كافيتيريا الأوتيل.

تحدث سليم بنبرة جاده تشرب أيه يا علي؟

أجابه بهدوء أي عصير فريش ليا وليك.

أشار سليم إلى العامل وطلب منه عصير إلى على وقهوة له تحت إعتراض علي الذي تجاهله سليم.

تحدث على بترقب سليم، خليني أروح لفريدة بيتها وأتكلم معاها.

أجابه بحده ونبرة صارمه أوعا تعمل كده يا علي، كفاية إهانه لكرامتي اللي إتبعثرت على إديها لحد كده.

رد عليه على معترض مفيش كرامة بين العشاق يا سليم؟

أجابه بحده وعيون مشتعله تنم عن مدي غضبه الداخلي لا فيه يا علي، لما الموضوع يوصل للإهانه لرجولتي يبقا فيه.

أعذرها يا سليم، نطق بها علي.

إنفجر الأخر وتحدث بحده وأنا كل ده ماعذرتهاش يا علي؟

ده أنا سمعت منها اللي مفيش راجل يقبله على كرامته ولا على رجولته ومع ذلك قبلت وقولت لنفسي أعذرها يا سليم، اللي حصل مش قليل عليها وسيبها تهدي يومين وهتتراجع وتحس بغلطها، قبلت غلطها في رجولتي قدام أبويا وعيلتها كلها وسامحت، مطلوب مني أيه تاني أنا مش فاهم؟

تحدث على في محاوله منه لتهدئة ذلك الثائر لازم تعذرها وتتفهم موقفها، فريدة لسه تحت تأثير الصدمه وبتتصرف بعدوانيه ردا لكرامتها.

صاح بنبرة غاضبه لفتت إنتباه الحضور إليه وأنا مين يعذرني يا علي، مين يخفف عني صدمتي في أمي وفقداني لحلم حياتي اللي إتبخر قدام عنيا في لحظة.

وأكمل بصلابه وجمود مش هغالط نفسي وأكابر وأقول لك إني خلاص مبقتش عاوزها أو إني بطلت أحبها، بالعكس، أنا بعد اللي حصل لي بقيت محتاج لها معايا أضعاف الأول،
وأسترسل حديثه قائلا بإصرار بس خلاص، اللي بيني وبين فريده بقا متوقف عليها هي يا علي، لو لسه عوزاني تتفضل تبرهن لي، غير كده أنا خلاص، عملت كل اللي عليا من ناحيتها، الكورة دالوقت في ملعبها.

تنهد على بأسي وأردف متسائلا وميعاد سفرنا اللي قرب ده كمان هتعمل أيه فيه؟

أجابه برد قاطع ونبرة حادة هنسافر طبعا ونرجع لشغلنا، فاكرني هوقف حياتي وأقعد أستني إشارة من الهانم لم تحن وترضي.

تنهد على بأسي على حال صديقه الذي برغم تألم روحه الشديد إلا أنه يتظاهر بالقوة، وهذا منتهي التحامل والالم النفسي.

خرجت من باب الشركه وكادت أن تصل إلى سيارتها المصطفه، وجدت من يقطع عليها الطريق متحدث بلهفه ظهرت بعيناه وحشتيني يا ريم.

نظرت له ببغض وكره وأردفت قائلة بحده وهي تتطلع عليه بإشمئزاز معقوله بجاحتك دي، إنت إزاي لسه عندك الجرأه تيجي وتقف قدامي وتبص في عيني بعد اللي عملته؟

أجابها بنبرة صوت هائمه كي يستنزف مشاعرها كقبل إهدي يا حبيبتي وخلينا نتكلم بهدوء.

أجابته بنبرة صارمه هنتكلم في أيه يا ندل، هو لسه فيه كلام يتقال بعد اللي عملته في أخويا؟!

تحدث مستعطف إياها أنا كل حاجه عملتها، عملتها علشانك وعلشان نكون مع بعض يا ريم!

ردت عليه بقوة لا وإنت الصادق، إنت كل حاجه عملتها كانت نابعه من قلبك الإسود وكرهك وغيرتك من أخويا، حقدك الأعمي هو اللي كان بيحركك يا حسام، مش حبك ليا.

وأثناء صياحهما كان مراد يخرج من باب الشركه ليتجه إلى منزله، وجدها تتشاجر مع أحدهم أسرع إليها بقلب يغلي وبسرعة البرق كان يقف أمامها ويخبأها خلف بنيانه القوي متسائلا بحده بالغه وهو ينظر لذلك الحسام فيه حاجه يا دكتورة ريم؟

كادت أن تتحدث قاطعها صوت ذلك الغاضب من تلك الحركه وتطلع أيه إنت كمان علشان تدي لنفسك الأحقيه إنك تتدخل في كلامنا؟

إجتمع رجال الأمن سريع يصطفون خلف مراد بحماية، أشار لهم مراد بالإبتعاد فأبتعدوا.

نظر له مراد من جديد ثم أجابه بهيبة وثقه معلنا عن حاله أنا دكتو مراد الحسيني، صاحب الشركة اللي الدكتورة بتشتغل معايا فيها.

رد عليه حسام بنبرة حاده وتفتكر إن ده مبرر يديك الحق إنك تقتحم وقفنا بالشكل ده، وبعدين واحد وبيتكلم مع خطيبته، تحشر نفسك وتتدخل في اللي ملكش فيه ليه؟

ضيق مراد عين وفتح الأخري ناظرا له بتمعن وتحدث بهدوء ولما إنت تبقا خطيبها، أنا أبقا أيه بقا إن شاء الله؟

كانت تقف خلفه تشعر برجولته وحمايتة، ورعايته التي شملتها وأشعرتها بالأمان.

نظر له بذهول وتحدث بصياح وغضب تام إنت بتخرف بتقول أيه؟!
هي مين دي اللي خطيبتك؟!

وكاد أن يتحرك ليجذبها من خلفه أوقفه بإشارة من يده قائلا بنبرة صارمه أربكته لو ناوي تقضي باقي حياتك مرمي فوق كرسي متحرك إتجرأ بس وألمسها.

تحركت هي من خلفه ووقفت بجانب مراد لتعلن بأنها أصبحت خاصته وأردفت قائلة بنبرة قوية أيوة خطيبته، وياريت تمشي من هنا ومتورنيش وشك تاني وإلا قسما بالله لأقول لبابا وسليم وأخليهم ي.

لم تكمل جملتها لمقاطعة ذلك الثائر الذي نظر لها بعيون ملامه غاضبه منها في وجودي مبقاش فيه داعي لوجود بابا وسليم، إنت خلاص، بقيتي مسؤله مني وأي حد هيتعرض لك هيبقا كأنه إتعرض لمراد الحسيني شخصيا.

جحظت أعين حسام وشعر بطعنة داخل صدرة وتحدث بنبره ساخرة ده الموضوع بجد بقا، دي الهانم شكلها كانت مقرطساني ودايرة ترسم وتخطط هي وأمها علشان يوقعوا الباشا إبن الأكابر في شباكهم.

واكمل بغمزة وقحه من عيناه ملعوبه يا بنت أمال وفي الجون، خطتي ورسمي وحسبتي حسبتك إنت وامك وقولتوا لنفسكم نضمن الزبون وبعدها نقلب حسام ونخرجه برة اللعبه.

وأكمل مهددا بس نسيتي حاجه مهمه أوي، إن أنا لحمي مر ومابتنازلش عن حاجه ملكي إلا بالدم.

نظر له وتحدث بنبرة ساخرة مقلله من شأنه هو أنت علشان واحد حقير وماشي بالخطط فاكر إن كل الناس زيك؟

وأكمل مهددا وتاني مرة تبقا تتكلم على قدك يا شاطر، ولو على الشر يا أهلا بيك في دايرتي، بس خليك دكر وإتحمل اللي هيحصل لك للأخر.

نظر لها بعيون مشتعله ثم حول بصرة إليه وتحدث ساخرا دي الهانم شكلها حكيالك على كل حاجه،
وأكمل بتساؤل أربكها وأرعب داخلها طب ياتري بقا الهانم اللي دخلت عليك بوش البرائة اللي رسماه طول الوقت، حكت لك إنها كانت شريكتي في أول تخطيط فرق بين فريدة وسليم؟

إبتسم مراد ساخرا في حركة تؤكد عدم تصديقه.

فأبتسم حسام قائلا بنبرة واثقه وهو ينظر بتأكيد داخل عيناه أكيد طبعا مش هتحكي لك إنها لعبت على أخوها وشاركت في مؤامرة علشان بس، تبقي معايا وفي حضني.

ضيق عيناه بغضب أشعل صدرة من ذكر تلك الكلمه ولم يشعر بحاله إلا وهو يمسكه من تلابيب سترته ويهزه بعنف أرعبه، وكز على أسنانه وتحدث بفحيح إنت شكلك كده ناوي على موتك إنهارده.

جري عليه الأمن وتحدثت هي من بين رعبها سيبه يا مراد من فضلك.

نجح رجال الأمن في تخليصه من قبضة مراد الذي أحكم الخناق عليه حتى أنه كاد أن يختنق وتزهق روحه الشريرة حيث الفناء.

جذبه الأمن وحركوه للخلف وقف يتهاوي ويسعل بشده ثم تطلع إليه وقهقه عاليا وتحدث مش مصدقني، ولا زعلت لما تخيلت الكلمه.

كاد أن ينطلق بإتجاهه ليفتك به مرة أخري إلا أن يدها الرقيقه التي أمسكت بيده وتغلبت على شيطانه، نظر لها ورعشه سرت بجسده بالكامل، إلتقت الأعين تحت إستشاطت حسام وغليان قلبه وتحدث مجددا كي ينهي عليها ماتتكلمي يا دكتورة وتكذبيني لو تقدري؟

إرتبكت بوقفتها وزاغ بصرها فتيقن مراد من صحة حديث ذلك الحقير.

نظر لها بإرتياب وشعر بطعنه قويه إقتحمت صدره، إبتلع لعابه وتحدث وهو ينظر داخل عيناها موجه الحديث لرجال الأمن مشوا الحقير ده من هنا، ولو شفتوة مرة تانيه إمسكوة وبلغوا الشرطه وأعملوله بلاغ تعدي على الشركة.

إستشاط داخل حسام وتحدث بحديث ذات مغزي وهو مكبلا من رجال الأمن ليوصلاه إلى سيارته حتى يرحل أنا الحق عليا اللي بفوقك علشان ما يضحكش عليك مرة تانيه، شكلك كده حنيت لماضيك!

إستشاط داخله وكأن أحدهم أشعل نارا داخله ثم سكب فوقها مادة قابلة للإشتعال فزادت من إشتعال روحه وتوهجها،
جري عليه كالأسد الجريح، ألتقطه من بين أيدي رجال الأمن وبدأ يكيل له وابل من الضربات المتتاليه التي أطيحت به وجعلته يتهاوي، ثم إحتجزة بجانب السيارة ومازال يلكمه فوق أنفه التي نزفت الدماء بغزارة، وتارة فوق وجنتيه، بصعوبه بالغه أنقذه رجال الأمن من بين براثين ذلك الغاضب.

أوصلوه إلى سيارته تحت أعين ريم المذعورة ومراد الذي تطلع عليه وأشار بسبابته قائلا بتهديد لو شفتك قدامي مرة تانيه هقتلك.

إرتعب حسام من منظر ذلك الهائج الذي كاد على وشك فقدان روحه على يده، فحقا مراد لديه قوة تصل للخارقه عندما يذكره أحدهم بتلك الواقعه.

جري حسام وتحرك بسيارته مذعورا وفهم أنه لعب مع الخصم الخطأ، أما مراد فكان صدره يعلو ويهبط من شدة الغضب، حول بصره إلى تلك المرعوبه ورمقها بنظرة حارقه وتحرك إلى سيارته ليغادر،
إلا أنها جرت إليه متحدثه بدموع ونبرة مترجيه مش هسيبك تمشي غير لما تسمعني.

رمقها بنظرات مريبه بعيون غاضبه وأردف قائلا بنبرة حادة مش عاوز أسمع منك ولا كلمه ومش طايق أشوفك قدامي أساسا.

إقتربت عليه وأمسكت ذراعه بترجي قائله بدموع لا يا مراد لازم تسمعني، الموضوع مش زي ما أنت فاهم، الكلام اللي بيقوله ده محصلش بالصورة اللي إتكونت في دماغك.

نظرت له بترجي وأسترسلت حديثها بتوسل أرجوك يا مراد.

نظر لها فاستشف الصدق من نظرة عيناها وأنتفض قلبه صارخ معنف ومطالب إياه بأن يرحمها ويرحم حاله ويستمع إليها.

إبتلع لعابه من قربها وهيئتها المهلكه لرجولته، تنفس عاليا ثم تحرك لباب السيارة وفتحه وأشار إليها بالدلوف.

إرتبكت بوقفتها فتحدث هو ليطمئنها إركبي يا ريم، هنروح مكان مفتوح نتكلم فيه بدل وقفتنا دي.

وأشار لأحد رجال الأمن قائلا خد مفتاح عربية الدكتورة وإتحرك بيها ورانا.

تنهدت براحه وتحركت وأستقلت سيارته وأغلق هو الباب وأتجه للناحيه الأخري وأستقل بجانبها وتحرك.

كان الصمت سيد الموقف طوال الطريق، وصلا لمكان عام وجلسا وبدأت ريم بقص ماحدث معها بالماضي، وأبلغته أنها كانت تبلغ من العمر حينها السابعة عشر وأبلغت والدتها بما إستمعت ولم يطرأ بمخيلتها أن تستغل والدتها ذلك الخبر وتتأمر مع حسام ضد سليم.

كان يستمع إليها وهو مصدوم من تلك المسماه بوالدتها وتحدث أنا أسف يا ريم، بس حقيقي مش قادر أتخيل ولا أستوعب جبروت مامتك في تدمير قلب أخوكي بالشكل البشع ده، إزاي جالها قلب تعمل فيه كده؟

وأكمل بحنان وإبتسامه زينة ثغره حينما تذكر إمه الحنون ده أنا مش قادر أنسي ضمة أمي ليا في عز جرحي، حضنها هو الحاجه الوحيدة اللي قوتني وخرجتني من وسط ظلماتي.

نظرت له بدموع وتحدثت وهي تهز رأسها بنفي أنا أمي مش وحشه يا مراد، بالعكس، أمي ضحت علشاني أنا وسليم بكل حاجه، ضحت براحتها وبإنها تعيش عيشه كريمه من دخل بابا اللي مكنش قليل، لكن أمي فضلت إنها تعلمنا كويس علشان تضمن لنا مستقبل واعد،
أمي عيبها الوحيد إنها عاوزانا نعيش بطريقتها هي، بقلبها وعقلها هي، مش بقلوبنا وعقولنا إحنا!

كان يستمع لها بإعجاب وأندهاش، فبرغم صغر سنها إلا أنها تمتلك عقلا واعي وتفكيرا متعمق شامل من كل الجوانب.

إبتسم لها بهدوء ونظر بعيناها وتعمق داخلهما وتحدث بعيون عاشقه إنت جميلة أوي ياريم، مش بس من بره، لا، إنت أجمل بكتير من جوة.

إنتعش قلبها وسعد داخلها لتصديقه ما روته على مسامعه.

فأكمل هو حديثه ريم، أنا عاوز أجيب بابا وماما ونيجي نطلبك رسمي، مش عاوز الإسبوع ده يعدي غير ودبلتي في صباعك.

إنتفض قلبها فرح وأبتسمت خجلا وتحدثت بنبرة صوت رقيقه مش عارفه يا مراد إذا كان الوقت مناسب ولا لاء.

تسائل وأيه اللي هيخليه مش مناسب يا ريم، ولا تقصدي علشان موضوع سليم؟

أجابته بإختصار بالظبط ده اللي أقصده.

فأجابها إن شاء الله نحاول نتدخل أنا وإنت ونحل الخلاف اللي ما بينهم.

ثم غمز بعيناه وتحدث ويمكن وقتها الفرحة تبقي فرحتين والخطوبة تبقا دخله.

إرتبكت بجلستها ووقفت سريع تحت قهقهة مراد وتحدثت هي أنا، أنا إتأخرت أوي ولازم أروح.

وقف مقابلا لها وتحدث وهو يخرج من حافظة أمواله بعض الأوراق المالية لتسديد الفاتورة تمام يا حبيبتي.

وتحركا للخارج كل إلى وجهته ولكن بقيا قلبيهما معا.

في اليوم التالي داخل كافيتيريا الشركة
كان الجميع متواجد، هشام بجانب لبني يتناولون شطائرهم تحت سعادة قلبيهما، فايز مع أصدقاء له، فريده التي تجلس بصحبة نورهان ونجوي التي وقفت بجانبها خلال أزمتها لتعلن عن معدنها الأصيل رغم مساوئها،
ومن منا خالي من العيوب يا سادة!

دلف للداخل بهيئته الجذابه بعد إنقطاع دام الكثير، نظرت إليه وتسارعت دقات قلبها بوتيرة عاليه لتعلن لها عن فشلها الذريع لمحاولاتها المستميته لكرهه أو نسيانه.

وقف فايز سريع وتحرك إليه مرحب به، وتوجه سليم بجانب العامل الذي أحضر له جهاز صوتي ضخم، وقف سليم ووضع فلاشه كانت بيده داخل جهاز الصوت.

وتحدث لجذب إنتباه الجميع مساء الخير، معايا مفاجأه من العيار التقيل ويهمني إن الكل يسمعها.

ثم نظر إلى فريده وتحدث بجمود الحاجه دي تهمك إنت بالأخص يا باشمهندسه.

ضيقت عيناها بإستغراب فابتسم ذلك السليم بمرارة وسحب عنها بصره وضغط زر التشغيل.

وإذ بصوت نورهان الواضح للجميع يصدح وهي تتحدث إلى حسام خلاص يا باشمهندس فهمت، أنا كده المطلوب مني أصور يديو لفريدة يوم الفرح وهي خارجه بفضيحتها من باب الأوتيل وأبعته للرقم اللي بعتهولي على الواتس!

أجابها حسام بتأكيد بالظبط كده يا نورهان.

تحدثت بنبرة جشعه تمام، بس ياريت تزود لي المبلغ شويه لأني محتاجه أكمل على تمن الشقه اللي هشتريها.

إتسعت حدقة عين فريدة ونظرت لتلك المجاورة لها والتي بدورها إنسحبت الدماء من عروق جسدها بالكامل،
يا إلهي، ما تلك الفضيحه التي لحقت بك أيتها الخبيثه!
ماذا بينك وببن الله ليفضح سترك هكذا ويهتكه أمام العلن؟!

صاح بها حسام قائلا هو إنت مبتشبعيش فلوس أبدا، إنت ليك خمس سنين بتاخدي مني فلوس بحجة الشقه دي.

ردت عليه بتفاخر وغرور أنا ما بخدش منك حسنه يا باشمهندس، ده تعبي ومجهودي المتميز، تقدر تقولي كنت هتعمل أيه من غيري، الخمس سنين اللي بتقول عليهم دول أنا كنت فيهم عينك في الشركة على فريده، كل أسرارها وأخبارها بوصلهالك يوم بيوم، ولولايا أنا كان زمان سليم واصل لها ويا عالم، كان ممكن يكونوا متجوزين ومخلفين كمان.

نظرت إلى سليم بدمعه هاربه من بين عيناها، تألم هو لها وتأمل خيرا.

أجابها حسام بملل وتهكم خلااااص، إنت هتحكي لي على إنجازاتك العظيمة في مراقبة الكونتيسه فريدة، فرحانة أوي بخيانتك لصاحبتك؟!

أجابته بحده ملهوش لزوم الكلام ده يا باشمهندس،
وأكملت بتهكم وإهانه لشخصه ولو كنت أنا بخون صاحبتي اللي أنا أصلا مبطقهاش، فسيادتك وعلى حد علمي بتخون إبن عمتك وصديقك المقرب، يعني الحال من بعضه، فملوش لزوم تقطيمك ده من الأساس.

إنقضت المكالمه وبدأت أخري بصوتها إنت بتتنرفز عليا ليه دالوقت، أنا عملت كل اللي أقدر عليه وحاولت كتير مع هشام، حكيت له على اللي كان بينها وبين سليم زمان وشحنته ضدها وخليته يروح لها مكتبها ويهددها وكنت متأكده إنها هتخاف على إسمها من الفضيحة وترجع له،
بس للأسف، من سوء حظنا إن سليم دخل عليهم وهما بيتكلموا وكالعادة ثبت الجميع بكلامه، وللأسف هشام طلع أهبل وأنسحب بهدوء.

نظر لها هشام بعيون جاحظة غير مستوعبه وتذكر يوم زيارتها له داخل مكتبه.

ثم نظر إلى فريدة مشفق على حالتها وطعناتها التي تأتيها متتالية بالترتيب.

إنقطع الإتصال وبدأ من جديد بتلك الرساله الصوتيه كله تمام يا باشمهندس، المولد إنفض زي ما أنت عاوز بالظبط، وأنا سجلت فيديو خروجها من الأوتيل وبعته للرقم إللي إنت بعته لي في رسالتك!

وأكملت بجشع وحقارة مستنيه مكافأتي اللي وعدتني بيها توصل لي على حسابي.

كان الجميع يستمع بعيون متسعه وعقول منذهله من شدة بشاعة تلك الصديقه التي تمثل الحب لصديقتها طول الوقت،
تعالت الهمهمات والأحاديث الجانبيه وهم ينظرون إليها بإشمئزاز.

فسبحان الذي يمهل ولا يهمل.

نظرت لها تلك المغدورة ودموع الألم تغرق وجنتيها وتسيل، وتسائلت بذهول طب ليه، أنا عملت لك أية أستاهل عليه منك الغدر والخيانه، ده أنا عمري ما أذيتك، تأذيني وتتأمري على فضيحتي أنا وأهلي بالشكل البشع ده ليه؟!

أردفت قائلة بنبرة ضعيفه مرتعشه ردي عليا، ساكته ليه؟!

هنا إنهارت قواها الزائفة وبكت بشهيق وأنين مسموع للجميع.

جرت عليها نجوي وحاوطتها بذراعيها وتحدثت إمسكي نفسك يا فريده.

كانت صامته تنظر أمامها في اللاشئ بوجه يكسو عليه الجمود، خالي من أية تعابير توحي بحالتها.

وجه حديثه لها بقوة أنا كان ممكن أسمع التسجيلات للباشمهندسه لوحدها وده من باب الستر.

وأكمل بتشفي بس إنت متستاهليش الستر، وبصراحه حسيت إن حقارتك تستاهل تكريم أكبر وأعظم من إن صاحبتك لوحدها هي اللي تسمعه،
وأكمل بيقين كل ساق سيسقي بما سقي ولا يظلم ربك أحد.

هدر فايز بصوت عالي ونبرة أمرة باشمهندسه نورهان، ربع ساعه وتكون إستقالتك موجوده على مكتبي.

قاطعه سليم برد قاطع إقالة يا باشمهندس، مش إستقاله،
ونظر له وأكمل وده أقل عقاب تستحقه واحده حقودة زيها إن يكون في الC. V بتاعها ورقة إقالة من شركة ليها إسمها ومكانتها زي شركتنا.

إرتعب داخلها وشعرت بالكون يهتز من تحت قدميها، بلحظة إنهارت أحلامها وتحولت لكابوس مرعب سيلازمها لباقي حياتها.

تحركت للخارج تنظر أرض خشية نظرات الجميع التي تحتقرها وترمقها بنظرات يملؤها الإشمئزاز وعدم الإحترام، خرجت تجر أزيال خيبتها نتيجة أفعالها الشنعاء،
إفعل ما شئت فكما تدين تدان.

نظر سليم لتلك الباكيه متأملا أن تعي ما فعلته من جرم في حقه وتطلب منه تناسيه والبدء من جديد، لكنها وبكل جبروت تخلت عنه مجددا وسحبت بصرها بعيدا.

شعر بالدماء تنسحب من جسده بالكامل وغصة مؤلمه وقفت بحلقه كادت أن تزهق روحه، إنسحب من المكان بخيبة أمل وخرج من الشركه بأكملها.

تحت دموعها وحنينها إليه، لكنها الكرامة لعنة الله عليها هي من منعتها من الإنسياق وراء قلبها الذي يصرخ ويأن متألما مطالبا إياه ليؤازها في ضرباتها المتتالة، كانت تريد الصراخ والإسراع خلفه لترتمي داخل أحضانه وتحتمي بها.

ولكن ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه.

إستقل سيارته وقادها بغضب عارم وبات يدق طارة السيارة بكف يده بعنف.

ويحدث حاله بغصب تام، اللعنة علي وعلى قلبي وغبائي الذي مازال ينتظراك أيتها العنيدة عديمة الرحمه، كيف خدعت في تصنيف قلبك ووصفه بالرقيق، كيف أيتها المستبدة ذات القلب المتيبس، كيف؟
من أين لك كل هذا الجبروت؟

أغمض عيناه وزفر بشدة لينفث عن غضبه، لحظات، مجرد لحظات وأفتحهما من جديد ليتفاجئ بشاحنه كبيرة مسرعه تتجه إليه في الطريق المعاكس،
إنتبه سريع وبسرعة بديهه أمسك طارة السيارة وبذل كل جهده لتفادي الصدمة التي وإن تمت ستقضي عليه لا محال، إستمع لصوت صفير عالي ناتج عن إحتكاك إطارات سيارته بعنف بالأسفلت،
وبأخر لحظه تغيرت وجهة سيارته للرصيف ليصتدم بشدة بعمود الإنارة وترتضدم رأسه بعنف بطارة السياره!

ظل يحاول فتح عيناه بصعوبه ليستوعب ما حدث له، ولكن، وكأن غيمة سوداء تسحبه للمجهول رويدا رويدا، لم يستطع الصمود كثيرا، لحظات وإستسلم لمصيريه وخر فاقدا وعيه بالكامل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة