قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني والثلاثون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني والثلاثون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثاني والثلاثون

داخل منزل فؤاد
فتحت عايدة باب غرفة إبنتها لتحسها على التعجل كي لا تتأخر على موعد طائراتها
وجدتها جالسه فوق سجادة صلاتها تختم أذكار ما بعد الصلاة.

تحدثت عايدة بنبرة صوت متأثرة من فكرة إبتعاد غاليتها عنها حرم يا حبيبتي
نظرت إليها فريدة وأردفت قائلة بنبرة قلقه متوترة جمعا إن شاء الله يا ماما.

وققت وهندمت ثيابها وعدلت من حجابها وتحركت للخارج بصحبة والدتها، وجدت فؤاد وعبدالله ونهله وأسامه بإنتظارها بوجوه حزينه متأثرة من فكرة سفر تلك الجميله وأبتعادها عنهم ولأول مرة
إحتضنها والدها وتحدث بحنان خلي بالك من نفسك يا فريدة، وأول ما توصلي تتصلي عليا وتطمنيني،
ونظر لها وتحدث كي يبث داخل روحها الإطمئنان فريده، أنا مخلف بنت ب 1 راجل، هتاخد بالها من نفسها كويس أوي وهترجع لي بألف سلامة.

إرتمت داخل أحضانه الحانيه وتحدثت متقلقش عليا يا عم فؤاد،
وخرجت من أحضانه وأكملت بحنان خلي بالك من صحتك يا حبيبي!
وأحتضنت أسامه الذي تحدث بطفوله أوعي تنسي اللاب توب بتاعي يا فريده!

إبتسمت له وأجابت مش هنسي يا أستاذ، بس ياريت تذاكر وتخلي بالك من نفسك ومتتعبش بابا وماما معاك
حولت بصرها إلى والدتها وجدتها تبكي فأبتسمت كي تخفف عنها وتحدثت ممكن بقا أعرف حضرتك بتعيطي ليه، دول كلهم خمس أيام وهرجع لك على طول.

هزت عايده رأسها وأجابت إن شاء الله يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك يا بنتي!
تحدث عبدالله يلا يا فريده كده هتتأخري.

إبتسمت له وذهبت بصحبته هو ونهله وأسامه إلى المطار، وبعد مده وصلت وودعتهم تحت دموع نهله التي تحدثت بنبرة متأثرة هتوحشيني أوي، خلي بالك على نفسك!
هزت لها رأسها بدموع وتحركت للداخل تحت انظارهم
وأستقلت الطائره متجهه إلى حيث تواجد الحبيب.

بعد مرور حوالي 6 ساعات قضتهم فريده داخل الطائرة بين توتر وقلق وأشتياق، وصلت أخيرا إلى مطار برلين الدولي
وجدت بإنتظارها موظف من الشركة مكلف بتخليص جميع أوراقها بيسر، وبالطبع تلك التوجيهات بناء على أوامر ذلك العاشق الولهان الذي أذابه الحنين لمعشوقة عيناه.

بعد مده خرجت إلى صالة الإنتظار بصحبة ذلك الموظف الذي أخبرها أنه سيصطحبها بالسيارة الخاصة التي أرسلتها لها الشركة ويقوم بإيصالها إلى الأوتيل
تفاجأت بوجود علي وأسما وطفلهما بإنتظارها، جري عليها الصغير وهو يهلل بإسمها بسعادة غامرة، إبتسمت بسعادة وجثت على ركبتيها وأدخلته داخل أحضانها وبدأت بتقبيل كل إنش بوجهه.

وهي تتحدث إليه بسعاده يا سولي، وحشتني!
قابلها الصغير برد قبلاتها وتحدث بحب وحضرتك كمان وحشتيني أوي!

إقترب عليها علي بوجهه البشوش وتحدث بترحاب حمدالله على السلامه يا فريده
أجابته بإبتسامة هادئة الله يسلمك يا علي.

إقتربت عليها أسما وأحتضنتها بسعاده بالغه وتحدثت وحشتيني، نورتي برلين وألمانيا كلها
أجابتها بإبتسامة بشوشه ووجه سعيد إنتي أكتر يا أسما،
وتسائلت بإبتسامة إنتم إزاي عرفتم معاد وصولي؟!
أجابها على بدعابة عيب عليك تسألي سؤال زي ده، هو أنا قليل في الشركة ولا أيه؟

وأكمل حديثه بجدية المهم إعملي حسابك إنك جاية معانا البيت وهتقضي مدة إقامتك في ضيافتنا
أكدت أسما على حديثه هو أنت بتاخد رأيها، طبعا جايه معانا وش.

أجابتهما معتذرة بلباقة معلش يا جماعة خلوني على راحتي، وبعدين الشركة حجزالي Suite في أوتيل جنب مبني الشركة على طول، وده هيسهل عليا الحركة
وبعد مجادلات أقنعتهما فريدة بأن مكوثها بالأوتيل سيريحها أكثر، طلب على من الموظف المكلف بإيصال فريدة الإنصراف، وتحركت معهم خارج المطار لتذهب معهم بسيارة علي.

خرجت تتلفت حولها بإنبهار تنظر إلى معالم تلك المدينة الجميلة الهادئة
كان يجلس داخل السيارة ذات الزجاج المفيم والتي إستأجرها خصيصا حتى ينتظرها ويراها عن قرب دون أن يلاحظه على وأسما أو حتى هي.

يجلس متوترا يترقب خروجها بين الثانية والأخري متأهب على أحر من الجمر
وفجأة طلت عليه كشمس ساطعة أنارت ظلمة ليله الحالك الذي طال ببعدها، شمس إنتظرها مرارا ومرارا، أخذ شهيق عاليا بإنتشاء كمن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة وأتاه ترياق الحياة ليعيده إليها من جديد.

تسارعت دقات قلبه بوتيرة عاليه حتى أنها كادت أن تخرج من قلبه وتتركه محتضنه إياها
نظر عليها بإشتياق وقد تجمع حنين العالم أجمع داخل عيناه العاشقه.

إنتفض كامل جسدة برؤيتها البهية وأبتسم تلقائيا حين رأي إبتسامتها الجذابه وهي تتطلع على المكان بإنبهار وتحادث أسما
كاد قلبه أن يتركه ويذهب إليها محدث إياه، هيا سليم، تحرك يا رجل لتأخذها بين أحضانك وتشق ضلوعك كي تخبئها داخلها، لا تكابر سليم، فقد إشتقتها كثيرا ولم يعد لدي التحمل بعد.

إبتسم وأجاب قلبه الذائب، أهدئ أيها الأحمق، الأمور لا تحل بتلك البساطه، ألم تكف عن تهورك هذا أيها الأرعن؟

ثم نظر إلى وجهها الملائكي الذي يراه عن قرب لتواجده أمامها مباشرة وتحدث بحنين وعشق وقلب منتفض مرحا صغيرتي، أنرتي حياتي مجددا، كم إشتقتك وأشتقت تلك البسمة وهاتان العينان الساحرتان، كم إشتقت النظر والغوص داخل بحرهما العميق أميرتي.

إسند ظهره للخلف بإسترخاء، تنفس عاليا وشعر بتخدر لذيذ سري بجميع أجزاء جسده وحدث حالة، أحبك غاليتي بل أعشقكك، أحبك وأذاب قلبي الفراق، فهل إشتاقتني أميرتي مثلما أذابني البعاد؟

أما عن فريدة التي كانت تنظر حولها بإنبهار بقلب يرفرف من شدة سعادته لمجرد تواجده بنفس مكان مكوث معشوقها.

نظرت لأعلي وأخذت نفس عميق ملئت به رئتيها، شعرت برائحته وكأنها ممزوجة برائحة هواء البلدة!

نعم تعترف لحالها أنها ومنذ رحيلة لم تعد تتنفس براحة لشعورها الدائم بعدم الإكتمال بكل شيئ حولها حتى الهواء!

كانت تتمني رؤية وجهه فور وصولها، لكن، متي تحققت أحلامنا لمجرد التمني!

تحركت ثم إستقلت سيارة على وجلست بالخلف بجانب ذلك الملاك الصغير الذي إبتسم لها بسعادة.

تحرك على تحت أعين ذلك العاشق الذي أخذ نفس عميق ثم أخرجه بشدة وتحرك إلى وجهته.

وصلت فريدة إلى الأوتيل وتناولت غدائها بصحبة على وأسما ثم صعدت لغرفتها وأخذت حمام دافئ زالت به عناء يومها وتوترها وغفت بثبات عميق بعد ان هاتفت والديها وطمئنتهم أنها بخير.

أتي الليل!

أفاقت من نومها وتوجهت إلى المرحاض، توضأت وشرعت بأداء صلاتها بخشوع تام، حتى إنتهت وجلست تناجي ربها وتدعوه أن يصلح لها شأنها وألا يكلها إلى نفسها طرفة عين.

وناجته أن يرحمها من شدة إشتياقها لعاشقها وعاشق روحها، طلبت من ربها أن يجمعها به على خير وأن يجعل لها نصيب معه ليستريح ذلك القلب الذي هرم من شدة الإشتياق ولم يعد لديه القدرة على الإنتظار.

إنتهت من مناجاتها لله وخلعت عنها إسدال صلاتها وتوجهت إلى التخت.

جلست تتصفح جهاز اللاب توب وتتابع عملها بحرفيه كعادتها، وفجأة دق قلبها بوتيرة عاليه وأنتفض جسدها وأتسعت عيناها بذهول وذلك حيمنا إستمعت إلى صوته الحنون وكأنه يحادث أحدهم.

وقفت تتلفت حولها بجنون لتستدل على مصدر الصوت، وجدته يقترب من شرفتها جرت سريع وأخذت حجابها ولفته جيدا بإحكام ووقفت تضع يدها فوق صدرها حتى تنظم أنفاسها وتهدئ من روعها،
ستخرج في التو والحال، فقد أذابها الإشتياق وتريد الأن أن تكحل عيناها برويته البهيه.

تحركت للخارج تنظر أمامها ببرود إصطنعته بإعجوبه.

نعم هو من إحتجز لها تلك الغرفة لتكن بجانبه ويستطيع حمايتها وطمأنة قلبيهما بتقاربهما بالجوار، وقد تعمد الخروج إلى الشرفه والتحدث إلى شقيقته بصوت عالي نسبيا ليسمعها ويخبرها أنه هنا، بجوارها ويطمئن روحها القلقة.

خرجت تتطلع إليه وجدته يجاورها بالشرفه يضع هاتفه على أذنه مواليها ظهرة متحدث أكيد يا حبيبتي، إن شاء الله، خلي بالك على نفسك.

وختم حديثه مع شقيقته بالتوحيد لا إله إلا الله.

ثم تنهد وألتف بإتجاهها ووضع هاتفه جانب، نظر بجانب عينه وجد طيفها فتلائم وتصنع عدم رؤيتها ونظر امامه بشرود ينظر لتلك السماء الصافيه بنجومها اللامعه وكأنها تحتفل معه بقدومها السعيد.

إنتفض داخلها بشدة وأصابت القشعريرة جسدها، تريد رؤية عيناه لتذوب داخل سحرهما، تريد النظر إلى وجهه والإستماع لصوته وهو يناديها بحبيبي، إشتاقته، إشتاقت كل ما به حد الجنون.

تحمحمت حتى ينتبه لوجودها ويستدر إليها ويبدأ هو بالحديث وتحفظ هي ماء الوجه، ولكنه تبارد لأبعد الحدود حتى يشعل داخلها أكثر ويجعلها ترفع له راية الإستسلام وتعلن عن إنهيارها أمامه حتى يسترد كرامته التي دهست تحت قدميها سابق.

إتخذ قراره وأنتهي الأمر بالنسبة له!

إقشعرت ملامحها وحزنت من ذلك الغير مبالي بوجودها بالمرة، فقررت التنازل للوصول إلى مبتغاها
فتحدثت بصوت خجول أزيك.

نظر إليها بإستغراب وكأنه متفاجئ بوجودها بجوارة
وأجابها ببرود وهدوء حتى يشعل روحها حمدالله على السلامه يا باشمهندسه
وتسائل بتخابث وصلتي أمتي؟

إبتلعت لعابها من هيئته فكانت هذه هي المرة الأولي التي تراه بها بملابس بيتيه، كان يرتدي تي شيرت من القطن يصل لنصف كتفيه ويظهر كم عضلاته الرائعه، وشعر رأس مبعثرا بطريقه جعلت منه وسيما وجذاب للغايه.

تحدثت وهي تنظر للأسفل لتغض بصرها عنه حتى لا تصرخ وتطلب وده وعشقه وتبادر هي بطلبها بعقد قرانه عليها، والأن.

ردت فريده بصوت مرتبك أسعده وصلت إنهاردة.

أجابها بنبرة عمليه بارده أشعلتها جهزي نفسك، بكرة عندنا إجتماع مهم، وتحدث بنبرة جاده وهو يتحرك إلى للداخل تصبحي على خير!

قال جملته وتحرك إلى الداخل وتركها لذهولها وأشتعال روحها من تلك المعامله الباردة.

ودلفت هي للداخل بخيبة أملها تحت قهقهة سليم من منظرها وذهولها الذي تقاسم فوق ملامحها بطريقه مضحكه.

قضا إثنتيهم ليلتهما في إشتعال وأشتياق حار من تجاورهما المهلك لروحيهما.

أتي الصباح!

تحركت فريدة إلى أسفل بعدما تناولت فطورها بغرفتها
وأتجهت للخارج بإتجاة الشركة، وجدت موظفة الإستقبال التي أوصلتها إلى غرفة الإجتماعات حيث إستقبلتها چينا بترحاب عالي وود، وبعدها أدخلتها.

دلفت للداخل وجدت سليم جالس بمفرده حول طاولة الإجتماع.

أخرجت صوتها برقه أذابت داخله لكنه تصنع البرود وأجاده صباح الخير يا باشمهندس.

قابلها ببرود وعملية متحدث صباح النور، إتفضلي إرتاحي لما الفريق كله يوصل، وبعدها هنبدأ الإجتماع إن شاء الله.

تحمحمت خجلا وجلست تحت إنشغاله بعمله على جهاز الحاسوب بجديه متجاهلا إياها!

حزن داخلها وألتمعت عيناها بالدموع التي تريد الفرار ولكنها تحاملت على حالها وتماسكت.

دلفت كامليا، تلك الجميلة الشقراء فارعة الطول منشوقة القوام، وجهت حديثها إلى سليم بوجه سعيد بلغتها الأم كيف حالك أيها الوسيم؟

رفع بصره إليها سريع وبلهفه أشعلت قلب فريده، وقف منتصب الظهر ماددا يده ليصافحها قائلا بإبتسامه ومداعبه حالي أصبح أفضل برؤيتك أيتها الجميلة.

إبتسمت بدلال وتحدثت بالطبع أنا محظوظه لأبدأ يومي بوجهك البشوش وأستمع لكلماتك الساحرة أيها الوسيم.

قهقه عاليا وأجابها بإطراء إذا كنت محظوظه جميلتي، فماذا أكون أنا؟

إستشاط داخلها وشعرت بنار الغيرة تسري داخل جسدها وهي تري تلك الجريئة تداعب رجلها بلا حياء، وأستشاطت أكثر من معاملة ذلك الوقح لها.

نظرت كاميليا إلى فريدة بإستغراب وتحدثت أري وجوة جديده قد إنضمت إلى فريقنا؟!

أشار سليم بيده بإهمال وتحدث إلى كاميليا فريدة، تدعي فريده وقد إنضمت إلينا مؤخرا.

هزت كاميليا رأسها وأردفت قائلة بنبرة بارده مرحبا فريده!

هزت لها فريده رأسها وتحدثت بجمود ووجه خالي من التعبير أهلا بك.

أراد إحراق روحها أكثر فوجه حديثه إلى كاميليا وأردف بإهتمام لما تقفين هكذا كاميليا؟

وأشار بيده إلى جواره يمكنك الجلوس بجانبي كي أري بعض نمازج ما قمت به من أعمال!

أجابته بإبتسامة وهي تجلس بجانبه علي الرحب والسعه أيها الوسيم.

جاء على وإيهاب صديقهما المصري والذي قدمه على إلى فريده قائلا باشمهندسه فريده، وده باشمهندس إيهاب صديقي أنا وسليم يا فريده.

إبتسمت له بهدوء وأردفت قائلة أهلا يا باشمهندس، إتشرفت بمعرفتك.

أجابها إيهاب بإحترام الشرف ليا يا باشمهندسه، نورتي ألمانيا.

كان يستمع إليهم بتمعن مستشيطا لحديثها مع غيرة، فحتي إن كانا صديقاه ويثق بهما كل الثقه إلا أنها خاصته، إمرأته، تلك الفاكهه اللذيذة المحرمه على غيرة.

حضر باقي فريق العمل وإكتمل العدد وبدأ الإجتماع، والتي سرعان ما إندمجت به وكعادتها أبهرت الجميع بذكائها المميز.

نظر لها رئيس الشركه برضا وإنبهار وهنئ سليم الجالس يشعر بفخر لأجلها على إختياره الموفق لتلك الذكيه.

إنتهي الإجتماع وتحرك سليم بجانب تلك الجميله تارك إياها لنارها المشتعله، كانت تقف متسمرة تنظر بشرود لطيفه.

أخرجها من شرودها صوت على الذي تحدث إليها بتخابث لعلمه ما يقوم به صديقه حتى يشعل روحها ويجعلها ترفع راية الإستسلام مالك يا فريده، إنت فيه حاجه مضايقاكي؟

إرتبكت بوقفتها وتحدثت بجمود وأنا أيه اللي هيضايقني يا علي، كل الحكاية إني لسه ما أخدتش على المكان ولا على الناس اللي موجودين هنا.

تحدث وهو يشير إليها بيده طب يلا بينا علشان نروح نتغدا، زمان أسما وسولي ميتين من الجوع وهما مستنينا.

تحركت معه إلى منزله وتناولت طعام غدائها بصحبتهم وقضت معهم اليوم بعقل شارد ينتظر قدومه بين الثانيه والأخري، ولكنه خزلها ولم يأتي فتحركت هي إلى الأوتيل بخيبة أمل جديدة تضاف إلى طابور خيباتها التي تلازمها منذ الوصول!

أما ريم ملاكنا البرئ
وبعد مرور ثلاثة أشهر على عقد قرانها.

كانت تجاور ذلك العاشق الولهان سيارته، متجه بها إلى مسكن عائلته كي يريها جناحهما التي خصصته والدته الحنون لزواجهما الذي إقترب موعده، فلم يتبقي سوي الخمسة أشهر فقط.

أوقف سيارته داخل الحديقه الواسعه وتحدث مراد محتضنا كف يدها برعايه قائلا يلا يا حبيبي!

إبتسمت له وترجل هو من سيارته وتحرك إلى الإتجاه الأخر وفتح لها الباب ممسكا يدها بعناية، تطلعت بإنبهار تام وهي تنظر لتلك الحديقه الواسعه وذلك المبني الذي أقل ما يوصف به أنه قصرا.

خرجت والدته بإستقبال زوجة وحيدها بحفاوة وتحدثت نورتي بيتك يا عروسة.

خجلت تلك الرقيقه وتوردت وجنتيها وتحدثت بإبتسامه صافيه ميرسي يا ماما، البيت منور بوجود حضرتك وعمو صادق!

إحتضنتها تلك الحنون وتحدثت يلا يا مراد خد عروستك وفرجها على الجناح.

ثم حولت بصرها إلى تلك الرقيقه وأردفت قائلة بنبرة حنون إطلعي يا حبيبتي مع مراد وشوفيه ولو فيه أي حاجه مش عجباكي بلغيني بيها وأنا هخلي مهندس الديكور يعدلها زي ما تحبي بالظبط.

تحدثت ريم بهدوء وأحترام أكيد هيعجبني طبعا يا ماما، مش ذوق حضرتك!

إبتسمت هناء وتحدثت بحب أنا طبعا كنت أتمني إنك تفرشيه على ذوقك، بس إنت ومراد اللي كلفتوني علشان دراستك متتأثرش، وإن شاء الله تتخرجي بإمتياز مع مرتبة الشرف يا مرات الغالي.

إبتسمت لها وتحدثت حبيبتي يا ماما.

كان يستمع لحديثهما الودود بسعاده بالغة وهو يشاهد تقارب وتفاهم والدته وزوجته الحنون، فماذا يتمني أكثر من هذا!

إحتضن مراد كف يدها وقبله تحت خجلها وتحدث هو يلا يا حبيبي!

دلفوا لداخل الفيلا وتحدثت هناء بسعاده إطلعوا إتفرجوا على الجناح وعلى ما تنزلوا هتكون السفرة جاهزة للغدا.

أجابها مراد وهو يتجه بصحبة حبيبته إلى الدرج ياريت يا ماما، أنا ميت من الجوع.

إنزعجت هناء وتحدثت بإعتراض لرعبها الشديد على صغيرها بعد الشر عليك يا حبيبي، قولت لك ميت مرة ماتقولش الكلام ده.

قالت كلمتها وأتجهت إلى المطبخ لمساعدة العمال في تجهيز وجبة الغداء.

صعد بزوجته وخطي بها للداخل تحت إنبهارها بكل ما حولها، فحقا كان كل شيئ مبهر ومبدع ومنظم بشكل مثير.

وبلحظه إنتفض جسدها حين حاوطها ذلك الولهان من خلفها دافنا أنفه داخل عنقها، يتنفس رائحتها التي بات يعشقها.

إرتبكت وإنتفض جسدها وتحدثت بنبرة متلبكه أرجوك يا مراد تبعد، ممكن حد يدخل علينا.

شدد من إحتضانها أكثر وتحدث بجانب أذنها بهمس بعثر كيان الأنثي بداخلها أولا مفيش مخلوق يقدر يتجرأ ويدخل مكان أنا موجود فيه من غير ما يستأذن وأسمح له بنفسي.

ثم لفها لتواجه وجههه وجذبها بعنف جعلها ترتضم بصدرة بقوة زلزلت كيانها، وألصقها بشده وقرب أنفه مداعب به أنفها الصغير وتحدث أمام شفتاها المهلكه ثانيا بقا وده الأهم، لو حد دخل وشافك كده في حضني هيقول واحد ودايب في سحر عيون مراته اللي جننته.

مراااد قالتها بدلال.

أجابها عيون مراد.

إبتلعت لعابها ومال هو على شفتاها ليلتهمها بقبله طويله أخبرها بها كم يشتاقها بجنون، إندمجت هي معه.

فصل قبلته بعد مده ثم نظر لذلك التخت وتحدث بوقاحه ما قولتليش، أيه رأيك في السرير.

إبتلعت لعابها من حديثه وأبعدت جسدها عنه سريع وتحدثت بنبرة متلبكه يلا بينا ننزل يا مراد.

ضحك برجوله وتحدث على فكرة فهمتيني غلط، أنا قصدي لو ليكي عليه أي تعليق نقول للباشمهندس عليه، إقترب عليها وتحدث بهيام يعني نجيبه الناحيه دي، ولا دي.

وبلحظه أفلتت حالها من بين أحضانه وأسرعت للخارج
قهقه عاليا وأردف مناديا عليها بدعابه إستني يا جبانه.

وتحرك للخارج للحاق بها لينزلا معا، وبالفعل إلتحق بها عند الدرج وأحتضن يدها بتملك أسعدها وأشعرها برضي ربها عليها، ونزلا سويا وقضت باقي يومها في حضرت تلك الأسرة الدافئة.

كانت تقف بشرفة غرفتها، خرج ذلك العاشق وتحدث وحشتيني
لفت نهله بصرها إليه وتحدثت بإبتسامه خجولة وإنت كمان.

أردف قائلا بإهتمام ليك عندي خبر حلو أوي!

أردفت قائلة بنبرة متلهفه خير يا عبدالله، فرحني معاك.

أجابها بإبتسامه إستلمت عقد الشقه إنهاردة.

وأكمل وهو ينظر داخل عيناها بهيام يعني خلاص يا نهله، قربنا أوي من حلمنا، وكده إن شاء الله مش هنحتاج نستني نكمل السنتين.

أجابته بوجه عابس أيوة يا عبدالله بس أنا لسه ماخلصتش جهازي، أنا لسه حتى متخرجتش ولا أشتغلت، دي لولا فريدة هي اللي ساعدتني بالفلوس اللي حطتهالي في حسابي مكنتش هعرف أبدأ في جهازي إزاي.

أجابها بعيون عاشقه ونبرة صادقه وأنا مش عاوز منك أي حاجه يا نهله، أنا ربنا وسع في رزقي والحمدلله بدأت حالتي الماديه تتيسر، وإن شاء الله هكمل جهاز الشقه واللي يتبقا نبقا نكمله وإحنا متجوزين،
وأكمل بنبرة عاشقه المهم نكون مع بعض يا نهله وأي حاجه بعد كده مقدور عليها.

إبتسمت له وتحدثت ربنا يخليك ليا يا عبدالله، أنا حقيقي محظوظه بيك.

أجابها بهيام بحبك يا نهلة، والله العظيم بحبك.

إبتسمت خجلا وأنسحبت هاربه للداخل تحت ضحكاته وسعادة قلبه وإنتشائة.

جاء المساء!

إرتدت ثوب ناعم ورقيق للغايه ولفت حجابها ورسمت رموشها الكثيفه وحددت عيناها بكحلها العربي، مما جعلها ساحرة ومشرقه وجميلة للغايه وتوجهت إلى أسفل حيت موعد العشاء الخاص بموظفي الشركه وعائلتهم.

دلفت داخل المطعم وجدت الجميع، إقتربت عليهم بوجه بشوش وألقت عليهم التحيه، ردها الجميع بإهتمام.

عدا ذلك الجالس بجانب تلك الكامليا الحسناء وهو يميل بجانب إذنها ويهمس لها حين تطلق الأخيرة ضحكاتها الأنثويه الجذابه.

إستشاط داخلها غضب وهي تنظر عليهما كالبلهاء ومازالت واقفه.

فاقت على صوت أسما التي أردفت قائلة بإستغراب أيه يا ديدا واقفه ليه، ماتقعدي!

إنتبهت لها و تحاملت على حالها وجلست بجانبها مقابله لذلك الذي لم يعر لوجودها أية إهتمام.

كانت تشعر بإنسحاب أنفاسها وإشتعال نيران الغيرة تتأكل من قلبها حتى أنها كادت تصرخ متأوها من شدة ألمها الغير محتمل الناتج عن غيرتها على رجلها،
نظرت عليه وجدته مندمج لأبعد الحدود مع تلك الكاميليا.

جاء النادل إليهم ليستمع إلى طلباتهم ويحضرها.

نظرت تلك الكاميليا إلى سليم وتحدثت بلغتها ماذا ستأكل أيها الوسيم؟

أجابها سليم كي يحرق روح تلك العنيدة التي لم تحيل عنه ناظريها منذ جلوسها سأترك لك الخيار، أريد تناول وجبتي اليوم حسب ذوقك الراقي.

إبتسمت بسعاده وتحدثت وهي تضع أصبع يدها على مقدمه رأسها بتفكر أمممم، ما رأيك بطبق من المعكرونة بالجبن المطبوخ مع قطع الدجاج الحار.

إبتسم لها وتحدث بموافقه قلت لك سأترك لك اليوم حالي، فلتفعلي بي ما تريدين.

أطلقت ضحكه أنثوية مثيرة.

نظر علي إلى تلك الجالسه بجوار أسما وصدرها يعلو ويهبط من شده إشتعاله، وهي مسلطة عيناها على تلك الكامليا حيث تمنع حالها بصعوبه من رغبة قوية تلح عليها وتطلب منها التحرك إليها والفتك برأسها بشراسه.

فتحدث بخبث كي يشعلها أكثر ويساند صديقه فيما يفعله بتلك العنيدة إختارتي هتاكلي أيه يا فريده، ولا إنت كمان حابه تاكلي على ذوق كاميليا زي سليم؟

حولت بصرها تنظر له بشراسه فتحدث هو سريع قصدي يعني مكرونه وفراخ حارة!

أجابته بإقتضاب بنبرة رخيمه مبحبش المكرونه بصوص الجبنه، بتبقا مايعه وملهاش طعم، والشطه بتخلي الفراخ تفقد نكهتها وتضيع طعمها الأصلي.

أجابها سليم وهو ينظر إلى كاميليا كي يشعل قلبها بنار الغيرة بس بتميزها عن غيرها، تبقا سبايسي وملهلبه وتشد.

ثم حول بصره إليها وأكمل بنبرة حادة وكلام ذات مغزي مش بارده!

نظرت إليه بعيون متسعه غاضبه فأكمل هو بنبرة ساخرة الفراخ قصدي!

كتم علي وأسما ضحكاتهم فتحدثت هي هامسه إنت كمان بتضحكي يا أسما، عاجبك تلقيح البيه ده عليا؟

إبتسمت أسما وتحدثت بإستسلام والله إنتم الأثنين دماغكم حجر، متخلصونا وتريحونا من لعبة القط والفار دي بقا.

نظرت لها فريدة بضعف أثار حزن أسما عليها!

تناولوا عشائهم تحت تبادل الأحاديث المثمرة من الجميع عدا تلك الحزينه ذات القلب المتألم، كانت تتناول طعامها دون تذوق أو شهيه وهي تشاهد حبيبها يتسامر مع تلك الجميلة بإندماج تام.

بعد مدة إنتهوا من عشائهم، وقف الجميع وذهبوا حيث المكان المخصص للرقص وبدأ كل ثنائي رقصته مع حبيبه، عدا ذلك الجالس يقابلها ومن تجاورة، والتي وقفت وطلبت منه بكل جرأة أن يشاركها رقصتها.

إبتلعت فريدة لعابها ونظرت عليه والرعب يدب داخل أوصالها خوف من أن يوافقها ويمزق قلبها من قربه متلاصقا من إمرأه غيرها.

كان يشعر بنيران صدرها المشتعل التي تصل إليه حيث مجلسه، نظر لتلك الواقفه وتحدث معتذرا بلغتها أسف كاميليا، أعتذر منك بشدة، فالحقيقة أنا لا أراقص النساء.

ضحكت متفهمه وداعبته لا تراقص النساء مطلقا؟

أجابها بهدوء ديني ينص علي ألا أقترب من أجنبية عني، ولكن وعدا، سأرقص مع تلك التي ستخطفني وتأخذني من عالمي إلى عالمها، والتي بالطبع ستكون زوجتي حينها.

إبتسمت كاميليا وتحدثت بإطراء هنيئا لها، أتيقن أنها ستكون سعيده بوجودها داخل أحضان رجل جذاب وقوي ووفي مثلك أيها الوسيم!

هز لها رأسه وتحدث أشكرك على تلك المجاملة.

كانت تستمع لهما بنيران مشتعله وجسد ينتفض ويتشنج من كثرة غضبته.

تحركت كاميليا وطلبت رجلا كان يجلس لحاله للرقص وبالطبع وافق مرحبا لطلب تلك الجميلة.

جلس ذلك الثنائي العنيد بمفرديهما يسترقان النظر لبعضهما، وبلحظه وهي تسترق النظر منه وجدته مسلط أنظاره عليها،
كادت أن تسحب بصرها عنه ولكنها لم تستطع، وكأن مغنطيس جذبها وأجبرها على التدقيق إلى عيناه والغوض في بحرهما العميق.

ضل يطيلان النظر وقد قالت العيون وشرحت مالم يستطع أي لسان شرحه مهما كانت لباقته وفقاهته.

تحدثت عيناه لعيناها، لما فعلتي هذا بنا غاليتي؟
أسعيدة أنت بما وصلنا إليه الأن؟

أجابت عيناها بإعتذار، إلتمس لي العذر حبيبي وسامحني أرجوك، فقد أعماني غضبي وكل ما فكرت به هو الاخذ بالثأر لكرامتي وأهلي وفقط.

حل صمت رهيب ببنهما، كسرته هي بصوت مرتجف معتذر نادم أنا أسفه.

سقط السد المنيع الذي أجاد رسمه منذ مجيئها السعيد
أجابها بقلب ينتفض ويفيض من شدة الإشتياق وحشتيني.

برقت عيناها بسعادة وتحدثت ولأول مرة بجرأة وإنت كمان.

إنتفض داخله من كلماتها البسيطه التي أشعلت نيران جسده بالكامل وتحدث بعيون هائمة أنا لسه بحبك، ولسه عاوزك، ياتري إنت كمان لسه عوزاني؟

لم تدري بحالها إلا وهي تهز رأسها بإيجاب ودموع الفرح تجري فوق وجنتيها.

إبتسم بسعاده وتحدث بحماس خلينا نتجوز إنهاردة يا فريدة، تعالي معايا نروح حالا السفارة ونكتب كتابنا هناك وعلى وإيهاب يبقوا شهود!

إبتسمت بدموع لحماس رجل حياتها المتعجل لأمر زواجهما وتحدثت بإبتسامه وهي تجفف دموعها إتجننت خلاص يا سليم!

أجابها بإبتسامة جذابه وصوت رجل عاشق بعدك جنني وخلاني فاقد الأهليه والعقل يا فريده، قلب سليم في بعادك بيبقا خارج نطاق الحياة.

وأكمل بنبرة حماسيه وهو يستعد للنهوض هروح أبلغ على وإيهاب وإنت إطلعي هاتي باسبورك علشان كتب الكتاب!

أوقفته بصوتها المعترض إهدي يا سليم، الأمور متتاخدش بالبساطة دي.

أجابها برغبه ظهرت بعيناه مش قادر يا فريده.

خجلت وأجابته بهدوء طب أقعد وخلينا نتفاهم الأول.

جلس يترقب حديثها فأكملت هي إصبر لما ننزل مصر ونتجوز هناك!

أجابها بصوت هائم وعيون تملؤها الرغبه إفهميني يا فريدة، بقولك وحشاني ومش هقدر أصبر، إنت ليه مش قادرة تحسي بيا.

وأسترسل حديثه بتفكير عقلاني ده غير إني عاوز أضمن جوازنا وإنه يتم من غير أي مشاكل ولا مؤامرات تانيه، وياستي لو عامله على الفرح، هعملك أحلا وأجمل فرح لما نرجع مصر.

وأكمل بعيون متلهفه راغبه بس خلينا نتجوز إنهارده ونقضي إسبوع عسل هنا مع بعض، وبعدها ننزل مصر وأعمل لك كل اللي إنت عوزاه.

ردت على حديثه بإعتراض طب وبابا يا سليم، أقول له أيه؟

أجابها مفسرا بنبرة يملؤها الحماس هكلمه دالوقت حالا وأخد موافقته، وأظن إنه مش هيمانع، إحنا كده كده كنا هنتجوز ولولا اللي حصل كان زمانك مراتي.

أجابته بإعتراض لا يا سليم أرجوك، إنت كده هتخلي شكلي وحش جدا قدام بابا.

نظر لها بذهول غير مستوعب رفضها لتقربه منها بتلك الطريقه شكلك قدام بابا؟

هو ده كل اللي عامله حسابه يا فريدة، وأنا وقلبي اللي هنموت عليكي مش فارقين معاكي؟!

صبري السنين دي كلها وانا مستني اليوم اللي هخدك فيه في حضني وأمتلكك ونريح قلوبنا مش فارق معاكي؟

وأسترسل حديثه بإتهام وتعجب إنت إزاي أنانيه أوي كده؟
كل تفكيرك في بابا وشكلك قدامه وقدام الناس؟

الأول ورتينا مرار الدنيا كله وإنت متمسكه بخطوبتك من هشام علشان ميزعلش وعلشان شكلك قدام بابا وقدام الناس
ودالوقتي عامله على شكلك قدام بابا وقدام الناس.

وصاح بغضب أرعبها طظ في الناس اللي ضيعتي مننا أجمل لحظات كان ممكن نعيشها و إنت عامله لهم حساب كداب.

وتسائل بحده أنا فين من حياتك وحساباتك يا فريده، عمرك ضحيتي علشاني؟

أنا اللي دايما ببدأ وببادر، أنا اللي رجعت لك ندمان، أنا اللي تخطيت قنعاتي وأخلاقي وقبلت أكلم لبني وأتفق معاها علشان أبعد هشام وأريح ضمير سيادتك إللي كان قاتلك أوي ومش عاوزه تسيبيه علشانه.

ثم نظر لها مطولا وأردف قائلا بخيبة أمل وإحباط إنت مبتحبنيش يا فريده، إنت عمرك ماحبتيني.

كانت تستمع له وهي تهز رأسها بدموع ونفي قائله من بين شهقاتها إزاي بتقول كده؟

نظر لها بعيون معاتبه حزينه فنطقت هي بغرام ملئ صوتها وشعاع عشق إنطلق من عيناها وصل لعيناه أنا بحبك يا سليم، بحبك وحبك إتملك من روحي ووجداني لدرجة إنه إمتلكني و أمتلك كل جوارحي، روحي بتعشق كل ما فيك، بتنفس عشقك، قلبي مبقاش يدق غير ليك ولحبك وبس، أنا بحبك يا سليم، والله بحبك.

كان يستمع لها بعيون متسعه فاتح فاهه بذهول، إنقلب حاله من هول ما أستمع، نعم فقد تخيلها كثيرا وهي تعترف له بعشقه.

كم تمني أن يستمع منها كلمة حبيبي، كم حلم بتلك الكلمه وتخيلها وهي تخرج من بين شفتاها المهلكة.

ولكن مهما تخيل وتخيل لم يكن تخيله بذلك الحس وتلك المشاعر وتلك الرعشه التي هزت كيانه وجعلت منه حالم يهيم في سماء العشق، يمرح بأريحيه وسعاده لم يضاهي مثلها بكامل عمره المنصرم.

أجابها من بين ذهوله وسعادته الظاهرة بعيناه إنت قولتي أيه؟

وتساءل بجنون وعدم تصديق فريده هو اللي أنا سمعته ده حقيقي، إنت فعلا قولتي حبيبي، قولتيها يا فريده صح؟

وأكمل بتيهه يعني أنا مش بيتهيئ لي، ردي عليا وريحيني.

إبتسمت من بين دموعها الخفيفه وتحدثت بحبك يا سليم.

تأوة بصوت مسموع أثارها وتحدث وهو يتنهد براحه اااااااه، يا الله، أخيرا، أخيرا قولتيها يا عيون سليم ونبض قلبه.

ثم تحدث بإصرار وحماس ولهفه وافقي يا فريدة، علشان خاطري خليني أكلم بابا وأستأذنه ونروح السفارة دالوقت، وأكمل وهو يهز رأسه بنفي ما أنا بعد اللي سمعته منك ده مش هقدر أروح الاوتيل لوحدي وأنام كده عادي وكأن مفيش حاجه حصلت!

وأمال رأسه بدلال بحركه أذابتها، قائلا برجاء وحياة سليم عندك توافقي، خليني أنام في حضنك إنهاردة يا فريدة، وحياة سليم.

إكتسي وجهها بحمرة الخجل وبللت شفتاها في حركة أثارت جنونه أكثر وأكثر، وتحدثت إهدي من فضلك يا سليم، خلينا نستني اليومين اللي فاضلين لنا هنا، وبعدها تعالي معايا على مصر وكلم بابا، علشان خاطري يا سليم تعذرني، مش حابه أكون أنانية وأكسر فرحة ماما بيوم فرحي اللي بتستناه ليها زمان.

أطلق تنهيده شقت صدرها قبل صدرة وتحدث بأسي وأستسلام حاضر يا فريدة، هضغط على نفسي وأصبر روحي على أمل القرب، بس يكون في علمك، أنا مش هصبر كتير، هما اليومين اللي هتقعديهم هنا وأول منرجع مصر هما يومين بالكتير وتكوني في حضني، مفهوم!

إبتسمت خجلا وأستفاقت لسماع صوت أسما المرح ويجاورها زوجها شكلنا كده هنبل الشربات على رأي علي.

نظرا إثنتيهم لها بسعاده وتحدثت هي بتساؤل ملح هاااا، ردوا عليا، نقول مبروك؟

إبتسمت فريده وتحدث سليم برجوله وفرحه سكنت عيناه الله يبارك فيكي يا أسما.

إبتسم على وتحدث الله أكبر، أخيراااااا.

واقترب على صديقه وأحتضنه بشده وهو يربت فوق ظهره بحنان وتحدث بصوت تضغي على نبرته السعاده ألف مبروك يا سليم، مبروك يا صاحبي.

إحتضنت أسما فريدة وتحدثت بدعابه وكان لزمته أيه وجع القلب ده كله من الأول، مش كنتي ريحتي قلب المسكين ده وجيتي معانا من تلات شهور.

إبتسمت لها وتحدثت بيقين الحمدلله، قدر الله وما شاء فعل يا أسما.

جاءت إليهم كاميليا تطلق ضحكاتها وتحدثت وهي تغمز بعيناها إلى سليم أري خطتنا قد أتت بثمارها أيها الوسيم.

أجابها بضحكات وهو ينظر إلى فريده نعم صديقتي، شكرا لمساعدتك.

ثم قهقه سليم وأتسعت عين فريده متساءله يعني كل ده كنت بتمثل عليا يا سليم؟!

هز رأسه بإيجاب تحت سعادتها ووجهت كاميليا حديثها إلى فريده هنيئا لك بذلك العاشق عزيزتي!

إبتسمت فريده بسعاده وتحدثت إليها بنبرة ودوده أشكرك، حقا أشكرك!

إقترب عليها ذلك العاشق ووقف مقابلا لها ثم مد يده داخل جيب سترته وأخرج علبه صغيرة وأخرج منها ذلك الخاتم بذاته الذي ألبسها إياه يوم قراءة الفاتحه بمنزلها.

إبتسمت بدموع الفرح وتساءلت لسه محتفظ بيه؟!

أجابها بثقه من يوم ما رجعتهولي وهو في جيبي مافارقنيش، كنت مستني اللحظه دي وعارف إنها هتيجي!

نظرت له وأبتسمت بسعاده، أخرج الخاتم فمدت يدها وألبسها إياه ورفع كف يدها وقربه من شفتاه وتلمسه بقبلة رقيقه أذابت روحيهما وأنعشتها.

لم يشعرا على حالهما إلا على صوت تصفيق الحضور الذين وقفوا إحترام لتلك اللحظه الحالمة بين هذا الثنائي العاشق.

صعدا معا داخل المصعد، كان يقف مقابلا لها ينظران بعيون مشتاقه وإبتسامات رقيقه.

إستفاقا كلاهما على فتح باب المصعد خرجا وتحركا بجانب بعضهما حتى وصلا لغرفتها، توقف وضل متسمرا ناظرا إليها بإشتياق، دلفت وأمسكت باب غرفتها وألتقت العيون بنظرات هائمه فصلها صد الباب التي أغلقته فريده بهدوء وتوجه هو إلى غرفته المجاورة.

أسرعت للداخل تدور حول حالها واضعه يدها فوق صدرها وسعادة الدنيا تحوم حولها.

بعد قليل خرجت إلى شرفتها وجدته بإنتظارها وتحدث هو بعيون متشوقه إتأخرتي عليا.

إبتسمت وأجابته بهدوء كنت بكلم ماما.

تسائل بإهتمام قولتي لها؟

هزت رأسها بإيجاب وأبتسمت
ورأيها أيه؟، تسائل بإهتمام.

ضحكت هي وتحدثت مبسوطة طبعا، ما أنت عارف قد إن ماما بتحبك.

تسائل بدعابه ماما بس هي اللي بتحبني؟

إبتسمت خجلا وبعد حديث طويل بينهما لن يكلا ولن يملا منه،
قررت أن تشعل قلب حبيبها قبل الذهاب لترد له بعض جمائله عليها وبعض ما فعله بها طيلة الفترة المنصرمة سليم.

أجابها بنبرة ناعمه أذابتها يا عيونه.

إبتسمت خجلا وتسائلت هي أوضة الجاكوزي لسه موجودة زي ما هي؟

نظر لها ببلاهه وعيون متسعه غير مستوعب ما نطقت به تلك الشقيه، ألقت بدلوها وبسرعة البرق إختفت إلى الداخل.

صاح مناديا عليها بنبرة تحمل الكثير من المشاعر الحالمة فريده، تعالي بس هقول لك، إخرجي بس هقولك على حاجه، يا فريده،
وأكمل بنبرة هائمة يا حبيبي مينفعش تدخلي وتسبيني بالشكل ده بعد ما تفجري قنبلتك، يا فريدة.

كانت تستندت على الجدار الملاصق للشرفه تستمع إلى كلماته وهي واضعه يدها فوق فمها مبتسمه برقه وعيونها تطلق قلوب تتمايل وتتراقص حولها.

وضل ذلك الولهان يصيح بإسمها مترجيا إياها بالخروج من خلف تلك الجدران اللعينه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة