قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

هنا إستمع الجميع لصوت فتح الباب بقوه وخروج تلك التعيسة ذات الحظ العثر بهيئتها المزرية ووجهها الملطخ بالسواد من تأثيرالكحل العربي الذي إختلط بدموعها وتحول على وجنتيها وكأنه نهرا من السواد الجاري
نظر لها بقلب يتمزق لسوء حالتها، لثوب زفافها الذي أصبح بحالة مزريه كصاحبته.

لعيناها المنتفخة وأنفها وشفاها الذي كستهم حمرة دموع الحزن والخزلان والقهر
بادلته نظراته بأخري كارهه، حاقدة وتحركت إليه كالبركان الثائر المتدفق بعد الكتمان والفوران وأخذت تضربه على صدرة بكل ما أوتيت من قوة.

وقف ناظرا إليها بخجل يتلقي ضرباتها بصدر رحب وأستسلام تام متهاويا بوقفته كي يعطيها الفرصة حتى تخرج شحنة غضبها وتنفس عن روحها الجريحه
وتحدثت بحده وهي تكيل له الضربات المتتالية تحت ذهول الجميع من حالتها الجنونية التي ولأول مرة يروها عليها جاي بعد أيه يا حقير، جاي بعد مافرجت الناس كلها عليا وأنا خارجة بفستان فرحي في أيد أبويا زي مادخلت؟

وأكملت بذهول كتب كتاب أيه اللي جاي وعاوز تكتبه؟
إنت فاكر إني ممكن أءمن لك تاني وأعتبرك راجل بعد إنهاردة
جري عليها عمها أحمد وأحتضنها وبدأ يملس على ظهرها بحنان في حركة مهدأه لها إهدي يا فريدة، إهدي يا بنتي.

إشتعلت داخله نيران الغيرة وأستشاط غضب وهو يراها داخل أحضان عمها، رحماك ياالله فقد فاض به الكيل وطفح
ولم يعد يستطع التحمل بعد، فاليوم كان من المفترض أن تكون داخل أحضانه هو لينعم معها بالغرق داخل بحر شهدهما المنتظر منذ الزمان، ولكن أنظر كيف أصبح الحال.

فتحرك بإتجاهها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله من نار مشتعله فريدة، خلينا نقعد لوحدنا ونتكلم وأنا هفهمك على كل حاجه
نظرت إليه من بين دموعها وأنهيارها بإشمئزاز وتحدثت إطلع برة، ومن إنهاردة مش عاوزة أشوف وشك قدامي.

وقف والده وتحدث بهدوء محاولا إمتصاص غضبها إهدي يا بنتي، الموضوع حصل فيه لبس، سليم هيبقا يفهمك على اللي حصل بعدين، المهم دالوقت إنكم تكتبوا الكتاب وتروحي مع جوزك الأوتيل وهناك إتكلموا وإتفاهموا براحتكم، لازم نكتب الكتاب علشان نخرص أي حد يحاول يجيب سيرتك.

نظرت له وتحدثت بحده بالغة وهما الناس لسه هيتكلموا يا قاسم بية، ده أنا بقيت تسلية الناس لمدة شهر قدام على الأقل، والفضل في ده يرجع لندالة إبنك المتأصلة فيه.

تدخل صالح بالحديث قائلا بنبرة تعقليه إستهدي بالله يا بنتي وخلينا نكتب الكتاب ونقطع إلسنة الناس اللي بتتكلم
قاطعت حديثه بحدة وعيون متسعه متمردة علي جثتي يا عمي إني أكون مرات واحد زي ده.

رد عليها سليم بحده إهدي يا فريدة وبطلي صراخ، إهدي وخلينا نكتب الكتاب وخلصينا من الموقف البايخ ده
نظرت له بحدة وتحدثت بنبرة ساخرة نكتب الكتاب، إنت بتتكلم جد، ده أنت لو أخر راجل في الدنيا دي كلها لا يمكن أءمن على نفسي معاك بعد إللي عملته إنهاردة، أنا بكرهك يا سليم، بكرهك.

وأكملت بإشمئزاز تعرف؟
أنا عمري في حياتي ما كرهت حد، بس إتعلمت الكرة على أديك وأبتديت بيك
كان ينظر لحالتها بقلب محطم الأمال، تمني لو أن له الأحقيه لأخذها داخل أحضانه وضمها وطمئنة داخلها وتطييب جراح قلبها النازف.

وتحدث داخله بتألم، رحماك مولاتي، فلترحمي عذابي ولترتمي بأحضاني وأترك ضمام جراحك لقلبي، فهو بها كفيل!
أجابها بتأثر وقلب ممزق لأجلها عاذرا جرحها خلينا نكتب الكتاب وبعدها إبقي إكرهيني زي ما أنت عاوزة.

كانت عايدة تقف أمام غرفة فريده تبكي بحرقة على صغيرتها وتجاورها شقيقتها عفاف تحتضنها بإحتواء
فصرخت عايدة بتألم وتأوهت يا ميلة بختك يا بنتي يا ميلة بختك، الصبر من عندك يارب.

وقف فؤاد وذهب إليها وأخذها بين أحضانه وقبل جبينها وجفف بكفي يداه دموعها وتحدث بهدوء وافقي يا بنتي، وافقي علشان كلام الناس
سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بحده وأجابته بنبرة جامدة وأنا يا بابا، مش مهم عندك الإهانة إللي حسيتها إنهارده، مش مهم أقضي باقية حياتي مع بني أدم كل ما أبص في وشه أفتكر قهرة قلبي وفرجة الناس عليا؟!

صاحت عايدة من بين دموعها الحارة بنبرة صوت ملامه مش وقت كلام إنشا يا فريدة، الناس هتاكل وشنا يا بنتي
إنسحبت من بين يدي والدها ووقفت منتصبة الظهر ورفعت رأسها لأعلي بشموخ وتحدثت بعزة وكرامة أخر همي الناس، أنا واحدة واثقة في نفسي وفي أخلاقي ومش ههتم ولا أدفن نفسي مع واحد ملوش كلمة ولا عهد علشان خاطر كلام الناس.

نزلت عليه كلماتها المهينة لشخصة ورجولته كمدمرة قتالية فتكت به وبرجولته وبكل كيانة، نظر لها بعيون ملامة، تلاقت عيناها بعيناه التي صرخت بها تترجاها كي تتوقف وترضخ لأمر الهوي وترحم قلوبهم الهرمة التي أدماها الهوي
تحدث صالح برجاء خلاص بقا يا فريدة، وافقي يا بنتي علشان خاطر أبوك التعبان ده.

أجابته بقوة وإصرار ريح نفسك يا عمي، أنا مش هتجوز غير راجل بجد، راجل ليه كلمة وعهد وأبقي مطمنه على نفسي وأنا معاه،
وأكملت بنبرة قويه وهي تنظر إليه بإشمئزاز مش محتاجه أشباه رجال أنا في حياتي.

نظر لها بعيون متسعة مصدومة مما إستمع من إمرأته.

سحبت عنه عيناها ثم حولت بصرها إلى قاسم الواقف يستمع بإستسلام وقلب يتمزق لأجل صغيره محترق القلب والكيان.

وأكملت هي بكل شموخ شبه طاردة إياهم نورت يا قاسم بيه، متنساش تاخد إبنك في إيدك وإنت خارج.

قالت كلماتها الهادمة لأخر أمل له وتحركت إلى غرفتها بعد أن فجرت قنبلتها بوجوة الجميع، وتركت خلفها قلوب جميعها تحترق ألما على تلك الحزينة وذلك المحطم.

وقف ينظر على طيفها بشرود وعقل يرفض تصديق ما رأه وأستمعة منذ القليل،
وحدث حاله بذهول، أحقا إنتهت حكايتنا؟
لا فريدة، حبا في الله لا تفعليها!
عودي لأحضاني فالبرد بدأ يتغلغل بين عظامي
سيهلكني الإشتياق يا فتاة.

لا تقوليها
فقد سئمت مذاق المرار
ولم أعد أحتمل الإنتظار.

أستفاق على صوت أباه وهو يربت على كتفه ويحدثه بإستسلام يلا بينا يا أبني، ربنا يعوض عليك.

نظر له يتيهه وعدم إستيعاب لما يحدث من حوله.

وهنا صرخت عايدة بتألم يا ميلة بختك يا بنتي، يا فرحتك اللي إتقلبت لسواد يا فريدة، لاحول ولا قوة الا بالله، الصبر من عندك يا رب.

تحدث صالح بحده وحدي الله يا أم أسامة وأدخلي لبنتك وحاولي تعقليها علشان ننهي الموضوع ونخرص ألسنة الناس.

إرتمي فؤاد بجسده فوق الأريكة بإستسلام وأردف قائلا ريح نفسك يا صالح، بنتي وأنا عارفها كويس وطلما قالت لا يعني هي لا، وأكمل بإستسلام لله الأمر من قبل ومن بعد، لله الأمر من قبل ومن بعد.

تحدث أحمد بحدة وهو يتحرك إلى غرفتها يعني أية قالت لا، الموضوع مبقاش بمزاجها، دي فضيحة للعيلة كلها ولازم تتلم.

وقف فؤاد وتحدث بقوة ووعيد أحمد، أوعي تدخل لها، الموضوع إنتهي وأنا عمري ماهجبر بنتي على حاجه هي مش عوزاها.

ثم حول بصره إلى قاسم وتحدث إتفضل حضرتك يا قاسم بيه علشان متعطلش نفسك، وأنا إن شاء الله لو بنتي هديت وجد أي جديد وغيرت رأيها هبلغك في التليفون.

هز رأسه بتفهم وتحدث بهدوء إن شاء الله يا أستاذ فؤاد، وأنا وسليم تحت أمركم في أي وقت، ومرة تانيه بكرر أسفي على اللي حصل.

وأمسك يد سليم الذي مازال شارد وعينه على باب غرفتها وتحدث وهو يسحبه ليحثه على الخروج يلا يا باشمهندس.

إنساق معه للخارج تحت نظرات الجميع وغادر المأذون وأنتهي أخر أمل.

عاد قاسم إلى منزله بمفرده بعدما أصر سليم الذهاب إلى الأوتيل الذي كان من المفترض أن يقضي ليلته الأولي به مع حلم حياته الذي تحول إلى كابوس مهلك لروحه.

دلف للداخل وجد أمال ويجاوراها أماني وعزمي.

تحدثت أماني بنبرة متلهفه عملتوا أيه يا قاسم، وفين سليم؟

أجابها بنبرة حادة إطمني يا أماني هانم، الخطة الحقيرة بتاعتكم جنت ثمارها والبنت رفضت تتمم الجوازة.

ثم نظر إليهم بإشمئزاز وتحدث إلى تلك الجالسه بجمود طول عمري وأنا بديكي عذرك لأي حاجه بتعمليها مع ولادك وأقول من خوفها عليهم، لكن عمري ما فكرت إن الحقارة توصل بيكي بإنك تكسري إبنك في أسعد ليلة عاش عمرة كله يحلم بيها ويستناها.

وأكمل مفسرا إنت مش بس كسرتي فريدة وأهلها، إنت كسرتي هيبتي ورجولتي ورجولة إبنك قدام الناس كلها،
وأكمل بإشمئزاز حقد قلبك وغرورك عماكي وخلاكي متفكريش حتى في الناس اللي أنا عزمتهم وشكلي هيبقا أيه قدامهم، وإزاي هيبصولي أنا وإبني بعد ما شافونا بعيونهم وإحنا بنكسر بنت بريئه في يوم فرحها ونفضحها هي وأهلها بالشكل المهين ده.

الناس كلها هتعيش تحتقرني أنا وأبني وده بفضل غبائك وسواد قلبك يا هانم.

أجابته بهدوء ونبرة منكسرة متقلقش يا قاسم، أنا خليت أماني تنزلي منشور على صفحات التواصل عندي، وزمان الكل عرف إننا محضرناش علشان تعبي ودخولي المستشفي، وكمان علشان سمعة البنت متتأثرش،
وأكملت بنيرة لائمة مع إنها هي السبب في اللي حصل ده كله، هي وأهلها اللي وصلونا للنتيجة دي بطمعهم وحلمهم اللي أعلي من مقامهم، لو سمعوا كلامي من الأول وبعدوا عن إبني مكنش حصل كل ده.

كان يستمع لها بذهول وإشمئزاز
وحدث حاله، من تلك المرأه بحق الله؟
أتلك هي أم أولادي ورفيقة دربي؟!
تلك الغبيه عديمة الرحمه فاقدة الإنسانيه
أتلك هي من أمنتها على بيتي وعرضي وأولادي؟

عذرا فلذات قلبي، فقد أسئت الإختار.

تحدث إليها بقوة أمال، من إنهارده إنت محرمه عليا كزوجة،
وأكمل مبررا ولولا إني خايف على بنتي اللي على وش جواز وسمعتها أنا كنت طلقتك وخرجتك من حياتي وحياة أولادي للأبد، بس للأسف فيه أصول وتقاليد بتحكمنا وتخلينا نكمل في حاجات غصب عننا.

نزلت كلماته عليها كالصاعقة الكهربائية التي شلت جميع جسدها، نظرت له بعيون جاحظة وتحدثت بإرتجاف ونبرة متلبكة إنت بتقول أيه يا قاسم؟!

نظر لها بحقد وأجابها بإشمئزاز اللي سمعتيه يا هانم، من إنهاردة إنت مجرد سراب ملوش وجود بالنسبة لي.

ثم نظر إلى عزمي المذعور وتحدث بقوة وإنت يا خيال المأته، بلغ الحقير إبنك إن نجوم السما بقت أقرب له من بنتي.

وأكمل هو موجها حديثه إلى أمال المصدومه بنبرة حاسمه وحاده الشقه اللي خدتي شقي إبني وتمن غربته وأدتيها لإبن أخوكي المجرم رشوة علشان يساعدك في تدمير إبنك، تتباع وفلوس إبني ترجعي له على داير مليم، وإلا قسما بالله هحبسه وهخرب بيته.

وقف عزمي وتحدث بهدوء في محاولة منه لتهدأت ذلك الثائر إهدي بس يا قاسم وخلينا نتكلم بالعقل.

اكملت اماني حديث شقيقها إهدي يا قاسم ومتخليش موضوع زي ده يأثر على ترابط عيلتنا.

جحظت عيناه ونظر لهما بتعجب متحدث أي عقل اللي عاوزيني أتكلم بيه وأنتوا بكل جبروت إتجمعتوا ودبحتوا إبني قدام عنيا.

وصاح بصوت عالي مرعب للجميع من إنهاردة مش عاوز أشوف وش واحد منكم هنا تاني، وأحمدوا ربنا إني مبحبش الأذيه وبخاف من ربنا، وإلا كنتوا هتشوفوا مني أسود أيام حياتكم بعد اللي عملتوة في إبني.

وأشار بيده للخارج ودالوقت إتفضلوا من غير مطرود وياريت دي تكون أخر مرة أشوف خلقكم هنا في بيتي.

وقفت أمال وتحدثت بحده قاسم، إنت إتجننت، بتطرد إخواتي من بيتي؟!

أجابها بقوة وحده ده مش بيتك، ده بيت إبني وخيرة وتمن غربتة سنين،
وأكمل وإنت يا ناكرة الجميل بدل ما تحمدي ربنا عليه وتحطي إبنك جوة عيونك على اللي عمله معاكي، أخدتي شقاه وتعبه وبهدلتيه على خطتك القذرة في تدميرة.

كادت أن تتحدث أخرصها بإشارة من يده ونظرة غاضبه من عيناه قائلا بحده كلمه واحده وهتبقي طالق وهتخرجي معاهم وساعتها إبقي شوفي مين فيهم هيتحملك في بيته ويصرف عليكي.

إرتبك عزمي وتحدث سريع وهو يحث أماني على التحرك وعلى أيه المشاكل يا جماعه، إهدوا كده ووحدوا الله، يلا بينا يا أماني نروح.

كادت أن تتحدث جذبها عزمي من يدها وأكد يلااااا.

وخرجا مسرعين ونظر هو لها وتحدث بلهجه أمره من إنهاردة مش عاوز أشوف وشك قدامي، وطول ما أنا موجود في البيت ممنوع تخرجي من باب أوضتك.

وأسترسل حديثه بإشمئزاز ولولا إني مبقتش مطمن على بنتي معاك، أنا كنت أخدت شقه وعشت فيها لوحدي علشان ما أشوفش وشك ولو بالصدفة.

كانت تنظر إليه بصدمه وذهول وهي تهز رأسها بصمت تام خشية غضبته التي ولأول مرة تراه عليها منذ زواجهما.

تحرك إلى غرفة إبنته ودلف ليطمئن عليها، وجدها متكورة على حالها كوضع الجنين، غارقة بدموعها على حال شقيقها المغدور به من أقرب أحبائه!

تحرك إليها وجلس بجانبها، إعتدلت هي وأرتمت داخل أحضان والدها وبكت بإنهيار تام على ما أصابهم
وتسائلت عن حال شقيقها فأخبرها أباها بما حدث.

فتحدثت بدموع بابا، أنا عاوزة أفسخ خطوبتي من الحقير اللي إسمه حسام.

هز رأسه وتحدث إطمني يا حبيبتي، أنا بلغت أبوه ونهيت معاه الموضوع،
بكت بإنهيار وتحدثت بعدم إستيعاب أنا مش قادرة أستوعب إن سليم هان على ماما للدرجة دي و قدرت تعمل فيه كده، أنا زعلانه منها أوي يا بابا.

أخذها داخل أحضانه وربت على ظهرها بحنان وتحدث للأسف يا بنتي، أمك فاكرة إنها بكدة بتحمي أخوكي،.

وأكمل بعقلانيه كي لا يزيدها على إبنته ويساعدها على عقوق والدتها هي أكيد مكنتش تقصد تأذيه، محدش في الدنيا دي كلها هيخاف عليكم ويحبكم قدها، بس أمك تفكيرها غلط وبدل ماتحميكم أذتكم من غير ماتقصد.

وأكمل محذرا إياها علشان كده يا ريم عاوزك تاخدي بالك من تصرفاتها كويس جدا، وأي حاجه تقلقك تبلغيني بيها.

هزت رأسها إلى والدها وخرج هو وطلب من العمال أن يجهزوا له غرفة سليم ويقوموا بنقل جميع ما يخصه بها لتصبح هي غرفته الأساسيه بعد الأن تحت ذهول أمال الغير مستوعبه لما يحدث من حولها وما أوت إليه بيدها.

وصل للأوتيل وصعد لأعلي ووقف أمام باب ال Suite الذي كان من المفترض أن يدلف إليه حاملا إياها بين ساعديه وهو بقمة سعادته بعدما حقق حلم حياتة وأقتني جوهرته الثمينة.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

دلف بيد فارغة وقلب محطم تكسوة برودة كاليل شتاء ممطر قارص البرودة، ليلة من ليالي يناير الصقيعة
خطي للداخل بساق مرتعشه وقلب ممزق وروح تتهاوي وتتأرجح من شدة تمزقها.

خطي بقلب ينزف دم وكأن أحدهم غرس بمنتصفه خنجر مسمم.

تطلع حولة بحسرة عاتية تملكت من قلبة، تلك الليلة التي عاش طيلة حياتة يحلم بها ويتمناها وينتظرها ويخطط لها بمنتهي الحرفية، تحولت بلحظة إلى أسوء كابوس وليلة ستمر عليه ويتذكرها مهما طال ومر العمر.

كانت من المفترض أن تكون تلك هي أسعد ليالية، حيث حلم بأن يحملها بين ساعدية القويتان ويدلف بها بإشتياق العمر، ينظر لمقلتيها الساحرتين، لكريزتيها التي تشبه حباة الكرز في موسم حصادها، ينهال عليهما برقة ليقتطف منهما أول ثمار عشقهما الحلال.

ولكن، أنظر كيف أصبح الحال؟!

هو الأن وحيدا بقلب مكسور وروح ممزقة ينظر من حوله بنفس محطمة.

نظر لتلك الورود المنثورة بعناية فوق تخته بفراشه الوثير الذي كان من المفترض أن ينعم فوقه داخل أحضان معشوقته الحانيه.

نظر لتلك الشموع وما يجاورها من مشروبها المفضل ونوع الشيكولا المحبب لديها الذي إنتقاه بعناية فائقة لنيل رضائها.

تحرك بخطي بطيئة حتى وصل إلى التخت، نظر لثوبها الحريري بملمسه الناعم، القصير للغايه والملفت للنظر ومحرق للروح بلونه ناصع البياض وهو موضوع بعناية بجانب منامة هادئة اللون له.

مال على ثوبها وبيد مرتعشة أمسكه ورفعه لمستوي أنفه وأغمض عيناه وبدأ بإنتشائة، وأستنشاق عطرها التي إختارته بعناية بمساعدته، والتي نثرته والدتها فوق ثوبها بسخاء.

هنا لم تعد لساقيه ولا لقلبه التحمل بعد، خارت قواه وجث على ركبتيه أرضا، أطلق صرخة من أعماق قلبه الممزق حزن وألم على حاله وما وصل إليه أااااأاااااااه،
يا الله، قف بجانبي وساعدني لأتحمل ذلك الألم المميت، روحي تتهاوي يا إلهي، أشعر وكأن روحي تفارقني، لم أعد أستطيع تحمل كل هذا الوجع المميت،
فريددددددة،
أه ياحب العمر يا مر الزمان
عسي عقلي يتوه بزحمة النسيان
والقلب تلهوه الحياة ويتناسي الحنين.

عسي جراح الروح تذبل، وتذوب مع فقد الأماني
حتي أعود وأعلن توبتي، من ذلك العشق الأناني
عشق أهلكي، وفي غيبات جب الأحزان ألقاني.

ولكن، كيف السبيل إلى النجاة بدون عشقك مولاتي.

وبكي وزرفت دموعه العزيزة الأبية على حاله و غاليته وما وصلا إليه بيد أقرب أحبائة.

تلك التي تسمي والدته والتي من المفترض أن تكون أول من تسعي لجلب سعادتة وهنا قلبه بقرب حبيبة عيناه.

بكي لأول مرة بحياته وهو القوي ذو القلب الجامد المتمكن من حاله، بكي بضعف ووهن وحزن تملك من داخله وهوي روحه وألمها!

بعد يومان
داخل غرفة حازم
كان يقبع فوق تخته وحيدا كعادته يفكر في من شغلت باله مؤخرا.

دلفت رانيا إليه وجاورته وبدأت تثرثر كعادتها.

وتحدثت بنبرة شامته ظهرة بإبتسامتها شفت إللي حصل لفريدة يا حازم، مش هتصدق والله لو حكيت لك اللي هشام كان بيحكيه لعمو حسن وطنط سميحه من شويه.

وبدأت بسرد الحكايه تحت إستغراب حازم من تلك الشامته في مصائب البشر وفضائحهم.

وبعدما إنتهت من سرد التفاصيل، أكملت بضحكه شامته البنت خلاص، فضيحتها بقت على كل لسان!

كادت أن تكمل أخرصها حديثه الهادئ النبرة العاصف المعني وهو يتحدث بجمود رانيا، أنا هتجوز!

تري كيف ستكون ردة فعل رانيا على قنبلة حازم الذي ألقاها بوجهها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة