قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السادس والعشرون

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السادس والعشرون

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السادس والعشرون

انتهت فجر من تناول طعامها وخلدت الى النوم وساعدها ليث في ان تنام، قالت بنبرة خفيضة
=ليث..
=نامى يا فجر الله يكرمك.
تنهدت بحيرة ثُم غطت في النوم سريعاً من كثرة التعب ؛ في حين مَلس ليث على وجهها بحُب وحنان ومال عليها قبلها بحُب وأسند رأسه على الفراش وغط هو الاخر في النوم..
وصلَّ عُمر سلمى الى منزلها، قائلا بإمتنان
=شُكرًا ليكي يا سلمى والله.
=عادي مفيش شُكر ما بينا.
تنحنح قائلا.

=احم، صح انا اسف على اسلوبي الصبح يعنى انا مكونتيش أقصد والله..
=خلاص محصلش اي حاجة. بس الفكرة انك بتحُكم قبل ماتعرف اي حاجة. متخليش تجارب الماضى تأثر على مستقبلك..

قالتها ثُم ابتسمت ونهضت من السيارة ودلفت الى داخل العُمارة، نظر الى طيفها بتفكير حقاً هو يخشى أن يتعلق ب سلمى اكثر، يخشى ان يقع في العشق مرة اخرى، ثُم وعلى غفلة يأخُذ ضربة قوية على رأسه، يكفى مرتين! يقع في نفس الخطأ، إن وقع تلك المرة ستكون النهاية وخيمة جدًا..
قاد السيارة ورحل ولكن عقله بقي عند سلمى ؛ يُفكِر بها وبعلاقته، لانها جاءت في وقت خطأ..

ألقت ورد بالحقيبة الخاصة بها في السكن، ثُم ألقت بنفسها على الفراش دون ان تتحدث نظرت لها ريم بدهشة قائلة
=جرى ايه يا ورد، مالك عاملة كدة ليه؟
=مالى ما انا كويسة اهو..
=لا لله الا الله. فيه حاجة حصلت بينك وبين احمد..
=مش عايزة اسمع اسمه دة تانى يا ريم.
أغمضت عينيها وكتمت انفاس دموعها نائمة، بينما تنهدت ريم وأبدلت ملابسها ثُم ألقت بنفسها على الفراش تنام..
فى صباح يوم جديد..

ساعد ليث فجر في ارتداء ملابسها بهدوء ثُم ساندها وخرجوا من المستشفى ودلفوا الى السيارة وجلسوا في الخلف، قال ليث بنبرة تساؤلية
=حصل ايه يا عسوي؟
=زي ما أمرت بالظبط يا ليث بيه، ودلوقتى هما في سجن المستشفي علشان حالتهم، ولكن التحقيقات مستمرة ويمكن يحققوا معاك ومع عمر بيه.
=تمام جدًا. ركز على اخر التطورات وابقي قولي..
=خلاص حاضر.
رن هاتف ليث برقم سعودي ف رد قائلا
=ايوة يا ادهم ايه الاخبار.

=خلاص صفيت كُل حساباتي ورجعت شوية وهتلاقيني في القاهرة، بس متقولش ل ريم بقا ولا تجيب اي اخبار عايزها تبقي مفاجأة..
=تمام وانا وعمر اتكلمنا ف موضوع المطعم وأمنه الحمدلله ناقص شوية عقود واوراق وكُل حاجة هتبقى ملكك..
=انا مش عارف اقولك ايه يا ليث، ربنا يكرمك يارب
=متقولش حاجة احنا بمثابة اخوات..
=ربنا يخليك يلا اشوفك لما اجي.
=تمام مع ألف سلامة.

اغلق ليث الهاتف بهدوء ووضعه بجانبه نظرت له فجر ولم تُعقب، فهى تعلم انه لن يقول لها شيء قط..
وصلا الى المنزل بأمان وازداد عدد الحراسة الضعف لحمايتها، ساعدها في الجلوس على فراشها بهدوء قائلا بنبرة ثابتة
=انا خارج عندي شُغل!
=هتسبنى لوحدي..؟
=فيه حواليكي حراسة لو احتاجتِ من حد حاجة بإمكانك تقوليلهم..

هزت رأسها في حزن وضيق، بينما أبدَّل هو ملابسه ومن ثم غادر، بينما جلست هي في حيرة من امرها بضيق وملل، تلوم نفسها على فعلتها، فهى الآن ك سالى لا تفرق عنها شيء وبالطبع هي تختنق من نفسها وبشدة..!
بعد مرور ساعتين، قامت بالإتصال ب ليث وهي تشعُر بالملل قائلة
=انت اتأخرت ليه!
=نعم؟ انا عندي شغل اتأخر زي ما انا عايز..
=افرض حصلي حاجة؟
=هو حصلك حاجة!؟
=لاء.
=طيب يبقي خلاص..
استمعت لصوت امرأة تقول بدلال.

=يلا ياليث بيه.
انتفضت من مكانها قائلة بحُنِقْ
=انت انت بتخونى؟ مين الولية دي.
=ولية.! دي عميلة عندنا وكانت طلبت منى اعلمها المُصارعة ف رايحين دلوقتى الجيم..
=نعم يا حيلتها!
=ايه!
=احم، قولتلي اه، على كدة اسم الجيم ايه؟
=في نادي (، ) متعرفيهوش يا فجر.
=ليه يعني مشبهش ولا مشبهش؟
=مقصدتش بس دة خاص بناس معينة ف مش معروف كتير كمان، ومش اي حد بيدخلوا..
=تمام يا ليث. انا عايزة اخرج اروح لاصحابي؟
=وتعبك!

=لاء انا كويسة.
=تمام براحتك..
=براحتي! تمام اقفل يا ليث علشان الهانم متستناشِ كتير.
أقفلت الهاتف بحُنقْ شديد قائلة
=ماشى يا ليث انا هوريك. دة سمح ليا بالخروج مع انه مكانش بيرضى يخليني اخرج ابداً، هو مبقاش يحبنى ولا يخاف عليا! ولا الست دي لايفه عليه وهتاخده منى. انا لازم اكلم صحابي ونشوف الموضوع دة.

تحاملت على نفسها ف مازال جسدها بهِ بعض الجروح البسيطة، ولكنها اصرت على النهوض، أبدلت ملابسها وخرجت من الفيلا مُستلقيه السيارة التي تركها لها ليث..
فى حين عند ليث ابتسم بشدة على غيرة فجر عليه ثُم قام بالإتصال برئيس الحرس
=ايوة يا عسوي. خلى بالك المدام خرجت دلوقتي تتبعها وتخلى بالك منها بهدوء من غير ماهى تلاحظ ولو حصل حاجة لازم تقولى..
=تحت امرك يا فندم.

اغلق ليث الهاتف وهو يبتسم بشدة ثم نهض وخرج من المكتب برفقة عمر والسيدة إيلا .
دلفت فجر الى مسكن أصدقائها، واحتضنوا بعضهم بحب شديد وسعادة ثُم جلست على الفراش وهم حولها، بعد عدة مُناقشات، قالت فجر وهي تمط شفتيها بعصبية
=المهم نستنوني، اللى كُنت جاية علشانه، ليث بيخوني!
قالت ورد بصدمة
=نعم يعنى ايه بيخونك؟
ريم/ يعني ايه فعلا بيخونك ما توضحي يا فجر؟
روت لهم فجر ما حدث فقالت ورد بعصبية.

=هما الرجالة ولاد كلب ليه هاا كل دة علشان اتفقتي مع عارف عليه دة قليل على اللى عمله فيكي يستاهل على فكرا وفوق كل دة رايح مع واحدة مالهاش لازمة الجيم!
ريم/ بطلي اندفاع يا ورد، ممكن متكونش خيانة يعني!
نطقت فجر بتذكر
=صحيح تقريبا اتكلم مع ادهم. وتقريبا جاب موضوع مجيئه للقاهرة..
اتسعت حدقتي ريم بصدمة قائلة.

=يالهوي ليكون جه ومعاه دلوقتي! بس هو مقاليش حاجة، نهار اسود يكونوا بيخونونا سواء..! لا يلا نشوف بيحصل ايه ونطربق الجو على دماغهم.
قهقهت ورد على حالتهم هم الاثنين فقالت ريم بعصبية
=اضحكي اضحكي. يمكن يكون اللى اسمه احمد دة معاهم..
=يولع بجاز ميهمنيش..
قالت فجر بضيق
=اهدوا انتوا الاتنين شوية. علشان ندخل النادي اللي فيه الجيم لازم يبقي معانا على الاقل كروت عضوية..
قالت ورد وهي تبتسم بخبث.

=مش لازم ندخل من الباب الرئيسي، ممكن من الباب الخلفي.
قالت ريم بتنهيدة
=دة للخدم والعاملين..!
نظرت فجر لهم وفهمت مقصد ورد ف ابتسمت ريم قائلة بدهشة
=يخربيت عقلكم، خلاص خلاص فهمت موافقة يلا بينا.
وضعوا يديهم معاً متفقين على الخطة الذي سيقيمون بها..!
كان ليث يتدرب مع ايلا على المنصة حتى يأتي ادهم والبقية، بينما عمر كان يجلس يدرس اوراق الصفقة ومعهُ احمد الذي قال بقلق
=انت عارف اني ادهم دة..

=عارف. خطيب ريم، وصدقني انا شيلت الموضوع دة من دماغي وكٌل اللى بفكر فيه هو الشغل مش اكثر.
=يبقي فيه واحدة جديدة يا خلبوص.
نظر عمر له ورمش عدة مرات مُتذكراً سلمى ثُم قال برفض
=لاء محصلش..
=على بابا!

دلف اليهم في تلك اللحظة أدهم الذي كان يتصبب عرقاً من كثرة الحركة في أقل من يوم ونصف ليُخلص جميع اعماله ويُفاجيء ريم بمشروعه الجديد، قام بمصافحة أحمد والتفت للناحية الأخرى قابل عمر في وجهة كلاهما نظروا لبعضهم بتفرس في الملامح..
لم يهتم عُمر كثيراً بينما كان ادهم يشعُر بالغيرة ليس من عمر ولكن لانه مع كان حبيب ريم السابق، ف هذا يجعله يشعر بالغيرة عليها، لكنه صافح عُمر بهدوء قائلا
=أدهم، تشرفت بيك.

=وانا عُمر. الشرف ليا.
نظر لهم احمد قائلا في نفسه
=الجاز والنار جمب بعض. استرها يارب.
تابع بصوت عالي
=اقعدوا يلا يجماعه ندرس الورق عُقبال ما ليث يخلص تدريبه مع ايلا وهيرجعلنا.
بالفعل جلس أدهم وحاول التركيز على العمل..
بينما في الخارج وقفت فجر مع ريم وورد، في طابور العاملين والخدم، حتى جاء دورهم طلب الحارس من فجر قائلا
=ارفعي الحجاب من على وشك وطلعى كارنيه الاشتراك..

توترت فجر وما علمت ماذا تفعل، وكذالك ريم ولكن ورد لم تخشى وابتعدت عنهم وأمسكت عصاه وجاءت من الخلف ضربته على رأسه ليقع بقوة على الارض فاقد الوعي، صرخت كلا من فجر وريم فقالت ريم
=عملتي ايه يا بنت المجانين!
=ولا حاجة ضربته شوية وهيفوق يلا ادخلوا انتوا هحطه ف المخزن واجيلكواا..

بالفعل سحبته من قدمه الى المخزن ولحُسن الحظ لم يراها أحد، ووضعته هناك ثُم ركضت وراء اصدقائها تتبعهم للداخل، وقفوا عِند نافذة تطُل على ليث والبقية، قالت فجر وهي تضغط على شفتيها بغيرة وغضب
=بصي بصي بيدربها ازاي.
ورد/ الصراحة البت صاروخ. شعر اصفر وعيون خضراء وجسم يالهوي استغفر الله، مش احنا عندنا مناطق غريبة اوي الصراحة.
ريم/ لا عندك احنا قمرات برضوا متزعليش نفسك يا بت يا فجر دة انتِ قمر وحلوة اوي..

قالت ورد بصدمة
=مش دا ادهم..!
=ايه دة. ايه اللى جابة دة!
انتهى ليث من تدريب ايلا الذي ملست على كتفه بحب وشكر، ولكنه أنزل يديها بإحترام قائلا
=thank you Ella..
=شايفين بنت كوم شكاير الاسمنت بتعمل ايه! والله هروح أضربها.
اتجهت ايلا نحو ادهم تصافحهُ بإهتمام
=تشرفت بك أدهم..
قالت ريم بغيظ
=اضحك اوي دة انا هضحكك لحد ما تقول يا بس..
بينما اتجهت الى احمد تضربه في كتفه بإغراء قائلة
=اوه احمد!
قالت ورد بغيظ.

=ياروحي وأوأي براحتك، دة انا هلاعبك على الشناكِل..
نظروا الثلاث فتيات الى بعضهم البعض ثُم ركضوا الى الداخل وهجموا على ايلا دون سابق إنذار وظلوا يضربون بها، في حين نظر الرجال اليهم والى بعضهم البعض بصدمة شديدة، ثم ركض كل منهم يحمل محبوبته..

حمل احمد ورد بصعوبة وهي تضربه في وجه حتى خرج بها من المكان بأكمله، بينما اخذ ادهم ريم على الجانب الاخر يهدئها وهي تسبه وتلعنه، في حين حمل ليث فجر للاعلى ووقعوا معاً على الأرضية.
بينما أخذ عمر ايلا وركض بها للخارج حتى يتوقف الفتيات عن ضربها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة