قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثاني عشر

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثاني عشر

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثاني عشر

وقفت ورد على السلالم تُعلقِ البالون في كُل مكان قائلة بألم
=الله يخربيت الشعلقة دي..
قال احمد الذي يجلس بالأسفل وينفخ البالون
=علشان قصيرة..
=سيبنالك الطول يخويا
=طبعاً يابنتي انا طويل جدا ايش عرفك انتِ، المهم اوعي توقعي لاني مش هعرف القطك زي الافلام والله، لكن خسي شوية وبطلى اكل محشي وانا هقوم القطك..
=يا ده انت روش جدا، متخافش انا مش بقع، ااااه.

وقعت من اعلى السلالم على الارض بقسوة لتصرخ بتأوه على ظهرها الذي ألمها فقال لها وهو يضحك
=واضح والله من غير ما تحلفي..
قالت وهي تمط شفتيها بألم
=اظاهر اني اتحسدت، انت عينك وحشة..
=لا عيني بُني حتى شوفي..
=نينينيي. خفيف اوي، اااه. مش بس عارفة مش بيحصل زي الافلام ليه وحد ييجي يلحقني وقعت على الارض على طول هوب
=اللى بتتكلمى عنهم دول حاجة وانتِ حاجة.
=ليه حد قالك اني كائن فضائي..

=ياريتك كدة. اسوء والله. الله يخربيتك يا عم عمر انا مالى ومال الحب هو لسه هيعترف بحبه والكلام ده ما يلخص في الدور على طول خلينا نخلص..
=دي اسمها رومانسية يا عديم المفهومية.
=شوف مين بيتكلم. ابلة فاهيتا!
=شش. احنا كدة خلصنا صح..
=اه خلاص ناقص نختار المزيكا ويبقي كُل حاجة خلصت.
=لا انا مفهمش غير في المهرجانات..
=احنا نشغلهم حبيبتي شايلة ضميرها
=نعم يا خويا؟ بيقولك رومانسية.

=ماهو فيها حبيبتي اهو. وبعدين احتياطي لو رفضته يعنى. يبقي ميزعلش ويشوف غيرها البنات كتير.
=منك لله يا احمد. اما انت احمد بصحيح..
=لا انا من الاحمد الطيب.
=اخلص يا طيب خلينا نمشي عايزة ارتااااح..
بالفعل انتهي احمد من وضع الأغنية وخرج معها بعدما اقفلوا المكان فقال لها
=تحبي اوصلك.؟
=ايه اللى احب دي. هتوصلني اكيد مش كفاية المرمطة اللى اتمرمطها معاك النهاردة في الشركة والتزيين..
=ياستير يارب امشي يا ستى..

=دلفوا الى داخل السيارة وقادها هو قائلا
=علشان انا ابو الرجولة. ممكن اعزمك على اكل على فكرا. عايزة تاكلي ايه؟
=وديني ماك..
=طفسه واستغلالية..
=دي حقيقة. لما توصل قولي هريح شوية لاني مرهقة..

بالفعل استندت على الشباك وتداعب الهواء وجهها، نظر لها بإبتسامة يومه اصبح ورد فقط، لا يعلم ماذا حدث تلك الفترة، لكنه لم يذهب للمقهي، لم يتحدث الى الفتيات التي كان يعلمهم واصبح يتجاهلهم، يومه مع ورد فقط، خائف من استحواذها عليه فهو يتسلي كل مرة ولا يحب الوقوع في الحب لانه يعلم انه عذاب ولا يريد ان يتعذب، لكنها أصبحت جزء في حياته لن يتزحزح..

انتهت ريم من لملمه اشياء الغداء ثم خرجت من المطبخ اطمأنت على والدة عمر التي اخذت دوائها وخلدت الى النوم، أقفلت عليها الباب وقالت لعمر بهمس
=طنط نامت وهي خدت الدواء بكرا ان شاء الله هبقي اجي برضوا اطمن عليها ماشي. دلوقتى همشي..
=ريم. انا عايز اشكرك علي اللى بتعمليه كله معايا..
=دي زي والدتي مفيش شكر في الموضوع دة..
=ينفع تفضيلي نفسك بليل لازم اخدك ونروح مكان..
=هنروح فين..
=مفاجأة..
=امممم ماشي..

=البسي حاجة حلوة زيك.
=اشمعنا يعنى..!
=هتعرفى بعدين. السواق تحت هيوصلك ويجيبك برضوا للمكان اللى بقولك عليه..
=انت مش هتيجي!
=لا هستناكي هناك..
=ماشي يا عم عمر مع انى مش مطمنة بس ماشى.
=عيب عليكي.
ضحكت في وجهة بخفة ف لم يكُن عليه سوى الشرود في ضحكتها، من احب حب كُل شيء فيك واعتبره شيء مميز بينما شعرت هي بالخجل من نظراته وابتعدي عنه وخرجت من الشقة وقلبها ينبض بقوة شديدة قالت بتوتر.

=انت بتدق كدة الله يخليك فوق لنفسك..
اغمضت عينيها بقوة ثم دلفت الى السيارة التي بها السائق ورحل بها في حين كان عمر يراقبها من الاعلى بإبتسامة حب..
وقف ليث في الخارج ذهاباً واياباً بخوف وقلق على فجر التي في الداخل وينظر بلهفة للغرفة لعل الطبيب يخرج ويطمأن قلبه القلق بشأنها، بالفعل ما هي الا دقائق وخرج الطبيب قائلا بهدوء.

=هبوط حاد في الدورة الدموية. وغير كدة انيميا شديدة وضُعف بقالها فترة مش بتتغذي كويس غير اني واضح نفسيتها مدمرة. غير العنف الجسدي اللى واضح على جسمها..
=ع. عنف جسدي!
=اتعرضت للضرب لفترة طويلة..
التفت ليث الى اخيها الذي يقف ينظر للطبيب بألم امسك ياقته بغضب قائلا
=مين ضرب مراتي. مين فيكوا اتجرأ ولمسها انطق..

=اولا هي مش مراتك. خايف عليها ليه وانت اللى وصلتها للحالة دي. مش دي اللى وثقت فيك وصدقتك وامنتك على نفسها وانت سيبتها بكل جحود ومشيت ولا ايه يا ليث باشا، انت السبب في العنف النفسي والجسدي اللى هي فيه..

تركه ليث بضعف والتفت الناحية الأخرى، حقاً هو السبب في من هي فيه الان هي تعاني الان بسببه، ترك الجميع ودلف ببطيء الى غرفتها ليراها ممددة على الفراش مستغرقة في النوم وعلى وجهها علامات الارهاق والالم الشديدة..
جلس بجانبها يلمس اصابع يديها الضعيفة المجروحة قائلا وقلبه يتقطع لمظهرها
=فجر، متخافيش انا ليث انا هنا..
يبدو ان ليث مريض نفسي، مريض بالشيزوفرينا حقاً، قليلاً قاسى وغاضب. وقليلاً عاشق ونادم.

انتفضت فجر في نومها وابعدت يديها بخوف لتفتح عينيها ترى ليث امامها صرخت بحدة وهي تتراجع للخلف تبعده عنها
=ابعد ابعد امشي من هنا، امشيي بقولك اوعي تلمسني اوعي، حد هنا حد هنا حد ينقذنيييي.

حاول ليث تهدئتها والسيطرة عليها لكنها ظلت تضربه بكل قوتها وهي تصرخ في حالة انهيار عصبي ونفسى شديد دلف اخيها وهو يبعد ليث عنها ويحاول السيطرة عليها ولكنها لم ترحم احد وظلت تكسر كُل شيء امامها بقسوة حتى سيطر عليها الاطباء وأعطوها حقنة مهدئه وطلبوا من ليث الخروج ومن اخيها..

شعر ليث حينها بالشفقة والندم معاً، هو من ادي بها وبنفسه الى هذة الحالة، هو السبب في تلك الحالة وعليه ان يتحمل كرهها له وكل شيء يخصه، ولكن عليه ان يستردها بأي طريقة كانت، خرج من المستشفي وتركها نائمة وذهب الى منزل والدها بعدما أخذ المأذون معه ليكتب كتابهما معاً، هو متزوج منها بالفعل وكذب بشأن جوازهم الكاذب، ولكن امام الجميع اراد ان يتزوجها مرة أخرى..

انتهت ريم من تزيين نفسها ثم خرجت من السكن ودلفت الى السيارة التي تنتظرها وعقلها لا يتوقف عن التفكير الى اين سيأخُذها عمر، حتى وصل بها السائق الى المكان فقالت
=هو دة.
=ايوة هو يا ريم هانم..
هبطت ريم بفستانها الطويل المرسوم عليها بطريقة جميلة، دلفت إلى الداخل انها صالة كبيرة بها زينة كثيرة وطاولة في المنتصف عليها كافة الاطعمة، اُلقيت عليها البلالين مرة واحدة..
لتُفزع ثم هدأت قائلة
=عمر، انت هنا.

خرج عمر لها قائلا بإبتسامة
=انا جيت.
ابتسمت بخجل ثم رفعت رأسها اليه كان يبدو في غاية الوسامة، امسك يديها ليجلس بها الى الطاولة، فقالت بحيرة
=ايه اللى جابنا هنا..
=هتعرفي بس ناكل الاول طيب.
=انا عمالة افكر. ف قولي الاول وبعدين هناكل. هل دة شكر علشان اللى عملته؟

=بصي يا ريم انا شخص دوغري ف هقولك على طول. انا كان عندي بنت بحبها اوي وعشنا اجمل قصة حب ممكن تتخيليها، وكُنت هروح اتقدم ليها بس للاسف ماتت وملحقناش نفرح، وموتها كان طبيعي سكتة قلبية بدون سبب كان عندها مشاكل في القلب. من بعدها التفت لامي واختي وحياتي وقررت مفيش بنت هتدخل حياتي تانى. بس الحب مش بأيدينا ربنا بيبعت لينا الشخص اللي شبهنا اللى هيأثر فينا. من اول ما شوفتك وانا حاسس اني هيحصل حاجة..

شوفتك صدفة وكل حاجة كانت بينا صدفة معرفش ازاي دخلتي حياتي فجأة كدة. معنديش أي فكرة ازاي بقيتي جزء مني ومن حياتي اصعب وقت ف حياتي انتِ كُنتِ هنا انتِ اللى هونتى قرف ومر السنين، انا اكتشفت اني بحبك يا ريم. مكونتيش حابب اقولها الا وانا في بيتك وبطلب ايدك بس كان لازم اقولها قبلها لازم اعرف فيه قبول ولا لا. وبعدها هخطبك وهتبقي مراتي. انا عايزك معايا وجمبي سواء في الحلوة والمُرة، تقبلي تكوني معايا ولا لا؟

نظرت لهُ ريم وعينيها اغرورقت بالدموع بشدة من جمال وعمق كلاماته، لم تعلم انه يعشقها الى تلك الدرجة. هي الاخري تعلقت به بشدة وتشعر بالحب تجاهة لكنها الان تائهة..
=انا. انا..
=ريم، أهدي انا مش طالب منك رد دلوقتى فكري براحتك بس على الاقل عايز الليلة تكون سعيدة علينا سوا. علشان خاطرى.
هزت رأسها وهي تمسح دمعه احتلتها، فقال وهو يبتسم
=مش هقول بحبك كتير لان الكتير بيخلص. هقول بحبك دايماً.

انفجرت ريم ضاحكة على اسلوبه بينما قال هو بحرج
=مش عارف قولت اقول حاجة رومانسية في الجو ده، حفظتها بالعافية.
ابتسمت له بفرحة احتلتها الكلام لا يوصف الحب دائماً العيون سريعاً ما تحكى الكثير، بدأو يتناول الطعام ويُطعمها هي الاخرى، ويتحدثان ويضحكان معاً بحب وفرحة كُل منهم تجدد الحب والامل في قلبه. تُرى هل ستكتمل قصة الحُب التي بدأت تلك. ام ان للقدر رأي آخر؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة