قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث

رمقتهُ فجر وهي تهز رأسها بإنهيار وعدم تصديق قائلة
=لأ. انت كذاب انت كذاب انا كُنت هتجوز ابن عمى وهربت. و. مش فاكرة مش فاكرة ايه اللى حصل انت اكيد عايز تقتلنى و.
امسك يديها يسندها بدلاً ان تقع ف ظلت ترفضه وتبعده عنها قائلة بغضب
=ابعد عنى ومتلمسنيش انا بقولك اهو.
امسك يديها بنفاذ صبر قائلا
=أحسن ليكى تهدى طيب وانا هفهمك ومالوش اى لازمة الخوف ده كله.

امسكها لتجلس على المقعد تهدى قليلا من الم رأسها ثُم ارتشفت بعض المياة العذبة وقالت وهي خائفة من داخلها
=انت بتقول انك جوزى ازاى..
=علشان انا جوزك فعلا.
=ازاى انت عايز تجنني ولا ايه..
=وطى صوتك قولتلك وهفهمك. انتِ لسه طالعة من عمليات وبلاوي زرقاء
=عمليات. عمليات ليه؟

=عربيتى خبطتك لانى مكنش فيها فرامل، وانتِ كان عندك نزيف داخلى في المخ ده غير الكدمات اللى كانت في جسمك وارهاقك الواضح اللى كان عليكى، وخضعتي لعملية في المُخ للاسف بس انتِ دلوقتى احسن من اى وقت عدى.
قالت بصدمة
=واهلى ميعرفوش حاجة عنى؟

=لأ، الموضوع كالأتي، انا إللى خبطتك وطبعاً محدش هيعمل محضر غيرك لو عايزة تعملى، ومفيش حد من عائلتلك يوافق على العملية لازم حد من عائلتلك، اضطريت انى اقول انى جوزك علشان اقدر اوافق على العملية حياتك كانت في خطر وكان لازم اعمل ده ضرورى، وبعدين الموضوع اتحول لجد وعايزين ورق وكده انا هروح في داهية اكثر، ف اضطريت اتجوزك فعلا بورق جبته من المحكمة واتجوزتك وانتِ في اوضة العمليات بتوقيعك لما فوقتى من البنج بس انتِ مش فاكرة طبعاً..

=انت مجنون لا حقيقي مجنون. ازاى تعمل حاجة زي كده من غير ما اوافق.
=اولاً الزمى حدك واعرفى بتتكلمى مع مين الاول وبعدين المفروض تحمدى ربنا انى انا انقذتك من جوازك من ابن عمك غصب عنك ومفكرة اهلك هيسيبوكي، لا طبعا كُنتِ هتضربى بالنار أقلها، بس بجوازك منى اقدر احميكى واخليكى تكملى تعليمك اللى نفسك فيه ومن اهلك كمان..
=انت عرفت كُل المعلومات دي منين؟
=اكيد مش هتجوز واحدة ما اعرفش عنها ولا حاجة.

=وانت هتستفاد ايه مُقابل ده.؟
=هستفاد كتير اوي. ما هو الجواز ده مصلحة، انا هفيدك وانتِ هتفيدينى، مش جواز هواية يعنى بس هتعرفي الإفادة منى بعدين، دلوقتى قومى على اوضتك.
=انا مش موافقة على الهبل ده. هو انت مفكرنى عبيدة عندك؟

=خلاص يبقي هطلقك، ارجعي لاهلك لما يعرفوا بقا وقتها انك اتجوزتي من وراهم وفيه عدة، والله اعلم هيسيبوكي عايشة بعد اللى عملتيه ولا لا وتتجوزى ابن عمك غصب عنك وإهانة وذل وتتحرمي من حياتك كلها، معايا انا هتحققى اللى نفسك فيه وهطلقك بعدها بكام شهر تكونى نفذنى ليا اللى انا محتاجهُ..
رمقتهُ بتفكير ف كلامه صحيح وفي صالحها لا تعلم مصيرها اذا عادت مرة أخرى، فقالت وهي تتنهد.

=انا هوافق لانى محتاجة اخلص من اللى فيه بس مش اكثر.
=حلو عايزين بس نروح للمأذون نوثق كام حاجة..
=ماشي بس انت مقولتليش انت عايز منى ايه على الاقل لازم اعرف افرض حاجة مش هتناسبنى..
=انتِ وجعتى دماغى قومي من هنا على اوضتك وبعدين نتكلم.
=انت بتتكلم معايا كده ليه هو انا خدامة عندك.

امسك يديها بقسوة يحملها على ظهرة وهي تصرخ فيه ان يتركها ولكن لا حياة لمن تُنادى، وضعها في الغرفة واقفل عليها الباب بقسوة لتصرخ هي فيه ليفتح لها ولكنه كان غادر منذ فترة، صرخت هي قائلة
=اخلص من جحيم عائلتى، يطلعلى جحيم المختل عقلياً ده. ايه القرف اللى انا فيه ده يارب..

شعرت بألم في رأسها ف نهضت على أطراف اصابعها بألم حتى وصلت الى الفراش وجلست عليه وهي ترى جمال الغرفة بل الفيلا بأكملها وتعلم انهُ ذو نفوذ عالى ولهُ شأنه في المجتمع، فقط اطمأنت لانه سيقف بجانبها امام اهلها فقد عثرت على حاميها وسندها واخيراً، لكنها قلقة منه لا ترتاح له ولا لما سيطلبه منها وهي لا تعلم انها دخلت بقدمها الان جحيم الليث.

هبطت ريم برفقة ورد من سيارة الاجرة امام احدى الشركات ذو الهيبة والوقار، فقالت لها ريم بحماس
=شايفة الناس الاغنياء. شركاتهم عاملة ازاى اومال بيتهم يكون عامل ازاى ده..
=احنا اللى غلابة اللى زى دول عايشين عيشة متحلميش بيها يا اختي والله.
دلفتا معاً الى الداخل حيث الاستقبال وقالت للموظفة بتساؤل
=ممكن اعرف اوصل للأستاذ عُمر ازاى؟
=حضرتك معاكِ موعد معاه.؟
=لا.

=يبقي هتاخدى معاد وتيجى مرة تانية لانه مواعيده محدودة ومشغول حضرتك.
=كُل ده علشان اقابله هو كان الامبراطور وانا معرفش ولا ايه قوليله يا بنتى ريم هيفتكرني على طول أو بتاعة التاكسى خلينى اديله الفلوس وامشى.
قالت لها الموظفة بصوت حاد
=وطى صوتك علشان الازعاج، مش عاجبك اتفضلى من هنا..
=انتِ بتتكلمى كده ليه يا ست انتِ و..
أوقفها عمر قائلا بحدة
=خلاص يا آنسة احترمي نفسك، خلاص يا غادة سيبيها انا جيت.

وجه كلامه الى ريم قائلا
=تعالى ورايا من غير دوشة.
رحل عُمر لترمقه هي بغيظ شديد وتمشى خلفه الى ان وصل الى مكتبة بينما انتظرت ورد مكانها تنظر لهم بإشمئزاز كُل الاغنياء مُتعجرفين..
التفت لها قائلا
=خير انتِ تانى. انتِ قليتي ادبك عليها ليه؟
ألقت الفلوس على مكتبة قائلة.

=دي الفلوس اللى دفعتهالى، وشكرا على كُل حاجة عموماً بس انا مقلتش ادبي على حد موظفة الاستقبال هي اللى قليلة الادب ومعندهاش ذوق في الكلام اصلاً أو كُل الاغنياء اللى زيك بيبقوا مُتعجرفين.
قالتها والتفتت ترحل في غضب بينما راقب عمر طيفها بتفكير شديد..
بينما في الخارج دلف احمد وهو يُصفر قائلا
=غدغوده.
التفتت ورد على الصوت لتراه امامها وهم في مواجهة بعضهم البعض، قال لها وهو يجز على اسنانه
=بتعملى ايه هنا..

=مش مجبورة ابرر ليك بعمل ايه هنا، وانت مالك اصلا.
=لا هنا بقا مالى ونص، انا ملك الشركة دى وفي ثانية اقدر اطلعك برا على فكرا.
=جرب بس تعمل كده هتشوف وقتها هعمل ايه. بس انا هوفر عليك ده لانى مش هقعد في شركة تخُص واحد زيك مُطلقاً..
حاولت الرحيل لتتفاجيء بوجود المُحامى الذي تتدرب عندهم في شركتها فقال بإبتسامة
=ورد كويس انك جيتى كُنت لسه هبعتلك العنوان عرفتيه منين؟
=عنوان ايه.!

=عنوان الشركة اللى طلبت منك تدربى فيها، هنا وده مُدير م المدراء الثلاثة الموجودين في الشركة أحمد بيه..
التفت له بصدمة وهو لم يقل صدمةً عنها قالت بأرهاق
=لا بجد مش معقول. حرام والله..
نطق أحمد برفض قاطع قائلا
=مُستحيل عارفين يعنى ايه مُستحيل.؟
دلف ليث اليها بصرامة شديدة قائلا لها
=بعد كده ما تنشفيش راسك واللى اقوله هو اللى هيحصل. انا اظهرت ليكى الجانب الجيد لسه مشوفتي الجانب السيء منى..

اخرجت لسانها له بطريقة مُغيظة لكنه لم يراها، دلفت الخادمة تضع امامها الشوربة الدافئة فقال لها بصرامة
=اظُن انها هتفيدك، وبعدها خُدى الأدوية، انا مش عايز واحدة تعبانه معايا عايز واحدة قوية
قالت بغيظ
=هو انا هشتغل عندك.
=مٌقابل حمايتك ايوة..
تنهدت وهي تبدأ في تناولها ببطيء فقد كانت تشعر بالجوع قائلة بتوتر
=ها انا سمعاك اتفضل وربنا يستر..
اخذ ليث نفس عميق وقال لها
=اسمعى بقا يا ستى انا عايز منك ايه.

ما ان انتهى قالت بغضب وهي تنهض على أطراف اصابعها
=مستحيل اوافق على الكلام ده عارف يعنى ايه مستحيل. لو السماء اطربقت على الارض حتى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة