قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث والعشرون

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث والعشرون

رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث والعشرون

تناولت ريم الحُمص وهي تقول بضيق ماطة شفتيها
=هتمشى خلاص..
=هرجع تاني، بس لازم اصفي حساباتي هناك وبعد كدة هرجع هنا وهبدء من الاول، محتاج دعمك.
=انا موجودة جمبك على طول وهشجعك.
=يديمك في حياتي يارب. بس احنا متكلمناش في موضوع الجواز!
=الكلام دة يبقي بين الاهل افضل. بس انا عن نفسي مش حابة اتجوز غير لما أخلص الدراسة خالص ارجوك فكر ف كلامي.

=ماشي يا ريم اللى يريحك. بس هأجل كلام في الموضوع دة لحد ما ارجع ان شاء الله.
=ادهم، انت عارف اني لازم ارجع القاهرة علشان دراستي مش هينفع افضل في الاسكندرية كتير..
=يعني ايه يا ريم، عايزة تروحي القاهرة ليه!
=ادهم. بطل شك لو سمحت وثق فيا شوية عمر كان ماضي وهيفضل ماضي وخلاص وانتهى، انا راحة لأجل شغلي مش اكثر..

=انا مقصدتش يا ريم، بس اي حد في مكاني هيعمل نفس الكلام دة، لو كُنت انا مكانك كُنتِ هتعملى كدة برضوا. انا مش حابب وجودك هناك وعمر موجود هناك انا بغير عليكي من الهوا مش هغير من شخص بيكن ليكي مشاعر!
=بس دة كان زمان مش دلوقتي. انت بس اللى في حياتي دلوقتي لا عمر ولا غيره..
اقتربت قليلاً من وجهة قائلة.

=انا مش شايفة دلوقتي رجالة غيرك انت وبس، ووعد اني مش هختلط بيه ابداً كُل اللى هعمله هدرب واشتغل وانت خلص شُغلك بسرعة وأرجع انا هكون في انتظارك علشان المطعم اللى هتفتحه..
رمقها من طرف عيناهُ ف كلامها سلب عقله ان لا أحد في عقلها الا هو فقال بتنهيدة
=انا هوافق علشان واثق فيكي، بس اوعي تخبي عليا حاجة.!
أخرجت هاتفها وفتحت محادثة عمر قائلة.

=دي محادثة بينا اخر حاجة يوم الخطوبة. علشان ما أبقاش مخبية عليك حاجة.
قرأها بنار تحتل قلبه لكنه احترم كلامها ورد فعلها وعدم تخبأه شيء عليه ؛ الحُب ان لا نخفي شيء عن مَن نُحب مهما كان مؤلم الا ان الصراحة تُبني ثقة في العلاقة..
امسك يديها يُقبلهما بحنو قائلا
=انا بحبك جدًا يا ريم.

ابتسمت بسعادة وفرحة وتوتر قليلاً تود قول وانا كمان لكنها ستنتظر عندما تكون زوجته فعلياً ستقولها من قلبها حقاً وتُعبر كما تُريد..
على الطرف الاخر قالت ورد بصوت عالى
=بالله عليك ياعم الحاج هات واحد كمان وزود الشطة..
قالت احمد بضجر
=هو الجو اللى هناك دة مش واكل معاكي ف حاجة، مفيش احساس خالص؟!
=جو ايه دة! قصدك ريم وادهم لا دول ممحونين مع نفسهم..

=ورد انتِ عارفة فيه نظرية بتقول ان ممكن تتجوزي البيست فريند الولد!
=اللهم لك الحمد معنديش..
=لا اله الا الله. مش لازم يكون البيست بالظبط ممكن يكون صديق عادي برضوا ميضرش!
=ياسيدي جواز ايه بس وزفت ايه دلوقتي، هو الواحد اصلاً طايق نفسه لما هيطيق حد معاه؟
=انا ابن ستين كلب. اسكتي خالص.
=الله! انت اللى فتحت كلام.

صمت بعبوس ينظر إلى البحر في حين تنهدت هي بحيرة هي تفهم مقصده لكن نوع احمد ليس لها، هي ولأول مرة ستعشق، لكنه زير نساء حقاً ف لا تود ان ينجرح قلبها لذالك فضلت ان تكون فظة غبية تُظهر عدم الفهم والمُبالاه، ولكنها حقاً على مشارف العشق ل احمد وهذا مُخيفِ..
علمت سالى بطريقتها مكان ليث وفجر، وجعلت الرجال يذهبون من فترة طويلة وكانوا يتجولون حولهم منذ ساعتين تقريباً، انتظروا دخول ليث للسوبر ماركت..

وقاموا بضرب السائق واخذ فجر وهي تصرخ خائفة، حتى خرج ليث وتفاجيء برؤيتها واحد الرجال يمسكها ويُصوب نحوها المُسدس ؛ ولم يدري أن احد ما خلفه ضربه علي راسه ليفقد الوعى ويقع بين ايدِي الرجال..
حاولت فجر ان تصرخ بإسمه وهي تبكي ولكن الرجُل لم يمهلها الفرصة وضربها على رأسها لتقع بين يديه هي الأخرى، حملوهم بعيدًا عن الانظار في سيارتهم وقيدوهم، ثُم انطلقوا الى المستودع الذي قالت عليه سالي!

تُرى ماذا سيَكُون مصير الاثنان الان..
نهض عُمر من النوم واخيراً، خرج الى الصالة ليري سلمي تقف تُلملم بعض الاطباق، قال لها بإبتسامة
=صباح الخير..
ابتسمت قائلة
=صباح النور. تحب تفطر؟
=لا بس ممكن شاي؟
=اكيد طبعاً والدتك فطرت ودخلت تقرء قرآن شوية.
=تاعبينك معانا يا أخت سلمي.
=اه تاعبيني اوي.
ابتسم لها قائلا
=مين كان بيلعب شطرنج!
=انا ووالدتك بس خسرتها انا محدش يقدر يغلبني فيه خالص..

=الله الله. دة ليه بقا انا اشطر واحد يلعب شطرنج، ومُستعد الاعبك دلوقتي لو عايزة..
=ولو خسرت!
=هنفذ اي طلب ليكي.
=ماشى يا عُمر لما نشوف.
جلست امامه ووضعت الشاي بجانبهم، يرتشفون ويلعبوا ولم يخلي حديثهم من الضحك والاستمتاع ؛ لم يضحك عُمر هكذا منذ فترة، فكانت حياته مُظلمة في اوقات كتير، وسلمى كانت النور الذي اضاء الظلام والدواء الذي عافي الجروح. ولكنه مازال يخشاها ويخشي جرحها..

انتهوا من اللعب فقالت وهي تُفرِقع أصابعها في الهواء
=يااس انا إللى كسبت قولتلك متتحدنيش.
=دي حظوظ على فكرا علشان تبقي فاهمة بس..
اخرجت لسانها تغيظة ف القي عليها المخدة قائلا
=باردة.
قالت والدته وهي تخرج بالكرسي الخاص بها
=بلاش تبقوا قط وفار يا أولاد..
قالت سلمي وهي تقوم تساعدها
=خسرته يا طنط وبيقول حظوظ مش بيعترف انه خسران..
=لا سلمى شاطرة يا عمر أعترف.
قالت سلمي وهي تبتسم.

=أهو شوفت. اه صحيح يا طنط عايزة اتصور معاكي صورة للذكري.
أخرجت هاتفها تعثب به حتى جاءت بالكاميرا وجلست بجانب والدة عمر تتصور اليها ف جاء عمر من الناحية الأخرى ونظر لها مُبتسِمًا، ف بادلته الابتسامة وقاموا بالتصوير معاً صورة ثلاثية، سلمي ع الطرف الايمن وبالمنتصف والدة عمر والجانب الايسر عمر..
رن جرس الباب لينتشلهم مما فيه، تُرى مَن آتى الان..؟

امسكت سالى ب دلو الماء والقتهُ على فجر بقسوة شديدة في وجهها حتى تفوق من اغمائها، صرخت فجر بفزع وهي تُفتح عينيها نظرت حولها بخوف وهي تنكمش على نفسها، نظرت الى سالى بتساؤل حتى اختفي التساؤل وحل محِله الصدمة والضيق..
قالت سالى وهي تمُط شفتيها بإستفزاز.

=من وشك افهم انك عرفتي انا مين صح! طيب يا ستي ايوة انا سالى حبيبة ليث جوزك القديم، عارفة انتِ متشغلنيش بربع جنية بس جبتك أعرفك مقامك واعرفك مين هي سالى! ف لحظة اقدر ارجع جوزك ليا ولحُضني، ليث بيحبني اوي على فكرا اصلي حُبه الاول، وانتِ عارفة الحُب الاول بيعمل ايه.

=أعلى ما في خيلك أركبية، محدش هيقدر يفرقني عن ليث ابداً هو بيحبني وانا بحبه وعلاقتنا مش هتقدرى تخربيها، هو خلاص مبقاش يحب واحدة حقيرة زيك!
قهقهت سالى بصوتٍ عالِ قائلة
=لا ضحكتيني، ما انتِ احقر مني اتفقتي على خراب ليث وخسرتيه صفقة واديتي لعارف اوراق ليث الخاصة انتِ خونتيه، وتخيلي يعرف انك كُنتِ عايزة تقتليه فوق كٌل دة ووافقتي على كلام عارف..

=انا غلطانة معاكي حق، بس انا يستحيل كُنت أنفذ الكلام دة انا قولت كدة من عصبيتي بس مستحيل أفكر اتفق مع حد على قتل ليث ابداً، هو بيحبني وهيتفهم دة..
قهقهت مرة أخرى قائلة
=لا انتِ ساذجة فعلا مش كلام! دة انا سالي بجلاله قدري مقدرش يسامحني هيسامحك انتِ. خلاصه الكلام انتِ خسرتي كٌل حاجة واولهم، الطفل اللى ف بطنك من ليث ماهو انا مش هسمحلك تخلفي منه كدة عادي..

=انتِ انتِ هتعملي ايه!؟ إياك تقربي مني مفهوم إياكِ..
امسكت سالي عصاه كبيرة جدًا جدًا واقتربت من فجر التي تنكمش على نفسها صارخة في سالى الا تفعل شيءٍ لها..

قامت سالي بضربها بقسوة في بطنها وهي تصرخ ظلت تضربها في بطنها بكُل قوتها وعلى أنحاء جسمها حتى انهمرت الدماء من كُل مكان في جسدها حتى أن دماء طفلها أنهمرت فقد خسرت طفلها بالفعل. اُغمى على فجر من كثرة الضرب وكان حولها بركة دماء ؛ بينما ابتسمت سالي بتشفِ وحقد ومسحت عرقها وهي تبتسم بإنتصار..

فى الغرفة الثانية، أفاق ليث من ضربته القوية على رأسه نظر حوله بتشوش ف الرؤية ف الاول كانت غير واضحة ثُم إتضحت بعد ذالك رُويداً رويدًا، رأي امامه عارف الذي يقف بغل وحقد امامه قائلا
=حمدًا لله على سلامتك يا أخويا العزيز..
نظر ليث لهُ بغضب مُتذكراً فجر قائلا
=فين فجر يا عارف. إياك تكون أذيتها أو عملت فيها أي حاجة..

=خايف على الحرم المصون أوي. اسف مكونتيش اعرف انها مراتك ماهو برضوا مينفعش تعمل من مراتك جاسوسة عليك وتشتغل لصالحي ايه الدماغ دي.!
حاول ليث فك وثاقة بقوة ودون أن يلاحظ عارف وأستغل انشغاله بالحديث بل وجاوره في الحديث قائلا
=فين فجر يا عارف!
=فجر ف الاوضة التانية، سقطت للاسف..! ابن ليث الشرقاوي مات! انا اسف خيرها في غيرها.
=ايه. انت بتقول ايهههههه.

فك ليث وثاقه ونهض بكُل قوة وغضب تفاجيء عارف من فعلته وتراجع للخلف بخوف ركض ليث ورائه وبدء شجار عنيف بينهم أبرحه ليث ضرباً وهو يصرخ تحت يديهِ، في حين أن دخل رجال عارف يدافعون عنه ف رأوا امامهم وحش كاسر، كٌل همه الإطمئنان على محبوبته..

طاح في الجميع ضرب مُبرح حتى قضي علي اغلبيتهم وركض الباقية للخارج ومعهم سالى التي تركت كُل شيء بخوف وتركوا عارف مُغمي عليه وغارق في دمائه، لم يتوقع أحد ردة فعل ليث ولكنهُ لم يستحمل كلمة واحدة أو اذي يلحق ب فجر أو طفله..
ركض ك التائهة يبحث عن مُنجيه ف دلف الى الغرفة الأخرى ورأي فجر امامه مُلقاه على الارض وحولها بركة من الدماء، نظر لها وتعقَّد لسانه بالفعل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة