قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

كان نبيل يجز على أسنانه لايدرى ربما للمرة الخمسون في تلك الساعة التى قضاها في ذلك الإجتماع مع ذلك المدعو توفيق والذى منذ أن رأى دارين وهو لم يرفع عينيه من عليها سوى للحظات يتحدث فيها مع نبيل ثم يعاود النظر مجددا إليها بطريقة أثارت حفيظة نبيل وغيرته وغضبه، ولولا أهمية تلك الصفقة في القضاء على شركة ياسين لألغاها في التو واللحظة، فهو يعلم أن أعمال هذا المدعو توفيق مثيرة للشبهات، وأن بضائعة التى لجأ إلى شركتهم لاستيرادها بالتأكيد ستكون محملة بالمخدرات، لذا اضطر إلى احتواء غضبه ونفوره من ذلك المدعو توفيق وهو يقول بثبات:.

أظن احنا كدة اتفقنا مبدئيا على شروط الصفقة، وفاضل بس نمضى على العقود، وطبعا هنضطر نستنى ياسين وفتون لغاية ما يرجعوا من السفر، يعنى بعد يومين بالكتير.
أومأ توفيق برأسه وهو يقول:
تمام وانا هستنى من الآنسة دارين تليفون عشان تحددلى الميعاد اللى هنمضى فيه العقود.

إلى هنا وكفى، خاصة عندما ابتسمت دارين، صحيح أنها ابتسامة مجاملة لم تصل إلى عينيها ولكنها جعلت ملامح توفيق تشع بالسعادة ليقف نبيل قائلا في عصبية:
التعامل هيبقى معايا أنا وبس، حتى الاتصال اللى هنحددلك فيه الميعاد واللى هنمضى فيه العقود، أنا اللى هعمله، مفهوم ولا نلغى الصفقة؟
قال توفيق بارتباك:
مفهوم طبعا.
نظر نبيل إلى دارين التى ما تزال جالسة تنظر إلى انفعال نبيل بدهشة ليقول في عصبية:.

الهانم لسة قاعدة بتعمل إيه؟عجبتك القعدة، تحبى أمشى وتكملى إنتى؟
نظرت إليه في صدمة من كلماته، ثم نهضت بارتباك، ليبتعد نبيل مغادرا تتبعه دارين وقد أحست لأول مرة في حياتها، بالإهانة.

كانت زينة تجلس في سريرها تنهمر دموعها بغزارة، تتساءل بألم، ألا يكفيه ما فعله بها في الماضى؟ألا يكفيه عذابها معه؟حتى يكون مع عدوتها، يبادلها المشاعر وكأنها لم تكن يوما زوجة أبيه، وكأنها لم تكن يوما تلك الحقود التى لطالما اخبرها بأنه لا يرتاح لها، فجأة أصبحت مناسبة له، فجأة يريدها في حياته، هل تأثر بجمالها؟هل تغير إلى تلك الدرجة، بل هل كانت زينة مخدوعة فيه وأنه هكذا منذ البداية؟إنها حقا لم تعد تدرى، كل ما تدركه الآن أنها تموت ألما لرؤيتهما سويا، تشعر بالغيرة الحارقة تكوى فؤادها، تتساءل في مرارة، لما كان هو من دون كل البشر و الذى ركبت سيارته هربا من جحر الشيطان؟لماذا إلتقيا مجددا؟كفاها ألما، فلم تعد تحتمل، نعم ستنهض الآن وتغادر ذلك المكان وستأخذ فارس معها، حتى وان وجدها عدنان ورجاله، سيكون الأمر أهون بكثير مما تعانيه من عذاب مع هذا الرجل، مروان.

نهضت بالفعل وتوجهت لتغادر الحجرة وما ان فتحت الباب حتى تواجهت مع هذا الرجل الذى تهرب منه، توقفت في جمود تطالعه بعينان غاضبتان مشتعلتان بينما يطالعها هو ببرود، يختلف عن مشاعره الثائرة لرؤية دموعها التى تغرق وجهها فتمزق قلبه حزنا، ليقول بعد لحظة:
بتعيطى ليه؟
قالت في عصبية:
وانت مالك؟ابعد من طريقى عشان أمشى من هنا.
تحطمت تلك الواجهة الباردة وقد اشتعلت عيناه قائلا في حدة:
والهانم رايحة فين بقى؟

قالت في غضب:
قلتلك وانت مالك بية؟أخصك في إيه أنا عشان تسألنى رايحة فين أو جاية منين، بعد اللى شوفته النهاردة خلاص، مش هقدر أقعد هنا ثانية واحدة بعد كدة.
اقترب منها وملامحه تشتعل لتتنافر عروق جبهته بطريقة أوجفت قلبها خيفة لتتراجع خطوة للوراء، وهو يقول بصرامة:
والهانم شافت إيه؟
قالت بارتباك:
شفت، شفت...
اقترب منها مجددا لتتراجع اكثر وهو يقول بحدة:
ماتنطقى، شفتى إيه؟
لتتوقف وهي تقول بغضب:.

شفتك مع الست سوزى، شفتها بتبوسك من خدك والبيه مبسوط ومعترضش، شفت انها بقت ملازماك بشكل كبير أوى ومقرف، إيه، دلوقتى سوزى بقت حلوة ومناسبة لسعادتك، مش دى سوزى مرات أبوك؟، مش دى سوزى اللى ياما قلتلى إنك مبتحبهاش وإنك مش مرتاحلها، هي ولا مش هي؟
أمسكها من كتفيها يقول بغضب:
هي فعلا، وتعرفى ليه احلوت في عينى دلوقتى؟
اضطربت انفاسها لاقترابه منها تلفحها أنفاسه الحارة الغاضبة على وجهها وهو يستطرد قائلا:.

عشان طول عمرها واضحة وصريحة، عمرها ما بانت عكس حقيقتها، عايزانى وقالتهالى، مستخبتش ورا مشاعر الحب وبعدين غدرت بية زيك، ما اديتهاش قلبى وكسرته زيك، عايزة تعرفى أنا ليه معاها؟عشان هي مش زيك.
طفرت الدموع من عيون زينة وهي تقول:
فعلا هي مش زيى، ولا يشرفنى انها تكون زيى، هي زيك انت، انت اللى سلمتلك قلبى وروحى وعمرى كله وغدرت بية،
عقد مروان حاجبيه لتستطرد زينة قائلة في إنهيار:.

انت اللى بعد ما حبيتك من كل قلبى بعتلى ورقة طلاقى، ورميتنى وسافرت وسيبت كلبة زي سوزان تبيع وتشترى فية، سيبتها تبيعنى لعدنان عشان أعيش في بيته أسوأ أيام حياتى، وبعد ده كله جاي بترمى كل اللى عملته علية، وتقول انى أنا اللى عملته، حرام عليك ياشيخ اتقى الله بقى، وكفاية كدة، حرام، أنا تعبت والله العظيم تعبت، تعبت.
لتنهار بين يديه فأسرع بإسنادها وإجلاسها على السرير قائلا بصدمة:.

مين ده الل بعتلك ورقة طلاقك وسافر، انتى بتقولى إيه؟
تمالكت نفسها لتنظر إليه في مرارة، لتعود وتنهض مجددا قائلة بألم:.

بقول الحقيقة اللى انت دلوقتى بتحاول تغيرها، إنت، أيوة انت السبب في عذابى طول السنين اللى فاتت، ورغم كل اللى عملته فية لسة قلبى الخاين بيحبك، ولسة بيتألم من غيرته عليك، بس خلاص، خلاص انتهينا، أنا مش هفضل طول عمرى زينة الطيبة اللى الكل بيلعب بيها، لأ، أنا هخرج من هنا وصدقنى هنتقم منكم كلكم، وبكرة هتشوفوا.
كادت ان تغادر ليفيق مروان من صدمته وهو يسرع إليها يجذبها من ذراعها لتواجهه قائلا:.

استنى هنا رايحة فين؟، أنا مطلقتكيش، والله العظيم ما طلقتك ولا أعرف حاجة عن الورقة اللى جتلك دى، ولا حتى كنت مسافر، أنا كنت في المعتقل، كنت بتعذب كل يوم، مش من الكهربا ولا الضرب ولا حتى الحبس الانفرادى، كنت بتعذب عشان بعيد عنك ومش قادر أشوفك، ولما جتلى سوزى في المعتقل وهي شمتانة فية، لما قالتلى ان البنت اللى حبيتها وفضلتها عليها هربت مع عزت الجناينى واللى كنت عارف انه معجب بيكى من زمان، مصدقتش، بس لما اديتنى الاسورة الى كنت اديتهالك وقلتلك انها بتاعة أمى وانها شبكتك منى ورمز لحبنا اتأكدت من كلامها، وحلفت يومها انى هتحمل عذاب المعتقل لسبب واحد بس، إنى أخرج وأنتقم من كل اللى خدعونى وظلمونى وأولهم انتى، دورت عليكى كتير ملقتكيش فبدأت بالتانيين ولما لقيتك، قلت ده حظى عشان أقدر انتقم منك بس مع الأسف قلبى مطاوعنيش، عشان انا كمان لسة بحبك، رغم انى عارف انك بعتينى بالرخيص يازينة.

نظرت زينة إليه بصدمة لتدرك ملعوب تلك الشريرة سوزى، لتتبدل نظراتها المصدومة إلى نظرات غضب وهي تقول:
للأسف كنا ضحية للعبة قذرة يامروان،
لتمسك يده تبعده عن يدها التى يتمسك بها وترفع كمها قليلا وهي ترفع رسغها إليه ليرى في صدمة علامة قطع بشعة في رسغها بينما تقول وقد بدأت دموعها في النزول:.

ليلة ما باعتنى سوزان لعدنان، كانت مصممة اقلع الاسورة وأديهالها، ورغم انى كنت عارفة انك بعتنى بس مقدرتش أديهالها، فأخدتها غصب عنى.

لتتركه وسط صدمته وتتجه إلى دولابها تفتحه وتخرج من بين طيات فستانها الوحيد ورقة مهترئة ناولته إياها ليفتحها بيد مرتعشة ويقرأ محتواها والذى هو عبارة عن ورقة طلاق تحمل امضاءه في أسفلها ليدرك أن تلك الورقة كانت من ضمن الأوراق التى جعلوه يمضيها في المعتقل تحت تأثير العذاب، ترك الورقة من يده لتقع على الأرض وهو يمسك قلبه بضعف، يشعر بالوجع يمزقه لتتسع عينا زينة في صدمة وتسرع إليه تسنده بقوة إليها وهي تجلسه على سريرها قائلة في وجل:.

مروان، انت كويس؟
أومأ برأسه في ضعف قائلا:
متقلقيش، الصدمة بس شديدة علية، بس أنا هبقى كويس.
نهضت زينة قائلة في قلق:
لأ أنا هتصل بالدكتور بتاعك عشان نطمن.
أمسك يدها يجلسها بجواره مجددا وهو ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا في حنان:
قلتلك متقلقيش، بس بجد خايفة علية يا زينة، بجد لسة بتحبينى بعد كل اللى حصلك بسببى.
رفعت يدها تمررها على وجهه بحنان قائلة:.

ولو رجع بية الزمن من تانى هختار حبك يامروان خصوصا بعد ماعرفت انك بريئ، وحتى لو العذاب كان التمن، انت متعرفش انت إيه بالنسبة لى، انت روحى، حبك بيجرى في دمى، انت مش حبيبى وجوزى وبس يامروان، انت...
لتصمت وهي لا تدرى أتخبره الآن وقلبه بهذا الضعف؟أم تنتظر قليلا؟لتحسم نبراته الحانية ونظراته العاشقة رأيها وهو يقول:
أنا إيه ياقلب مروان؟
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول:
انت أبو إبنى كمان.

اتسعت عيناه في صدمة لتقول هي مستطردة:
أيوة يامروان، انت أبو فارس.
أمسك قلبه وهو يأخذ نفسا عميقا لتشعر زينة بالخوف ولكنه مالبث ان قال بأمل:
انتى متأكدة؟
قالت بصوت قاطع:
طبعا متأكدة.
أحست بتردده وأن كلماته التى يود قولها تؤلمه وهو يقول:
ايه اللى خلاكى متأكدة بالشكل...
قاطعته وهي تضع يدها على فمه قائلة:
لأن انت الراجل الوحيد اللى لمسنى يامروان.

اتسعت عيناه في صدمة لترفع يدها عن فمه وهي تطرق رأسها في خجل قائلة:
دى الحقيقة وربى شاهد عليها.
قال مروان في صدمة:
بس انتى قولتيلى...
قاطعته قائلة في حزن:
كنت عايزة أوجعك زي ما وجعتنى، أنا صحيح كنت في جحر الشيطان، وصحيح كانوا بيودونى كل فترة لراجل عشان يعنى، يعنى...
أغمض مروان عينيه في ألم ليفتحهما مجددا وهي تقول بسرعة:.

بس دادة نجاة حست بية وعرفت ان ده لو حصل هموت نفسى، فاديتنى علبة منوم، كنت بطلب من الراجل اللى باعونى ليه عصير وكنت بحطله فيه المنوم من غير ما ياخد باله والصبح كنت بظبط الدنيا عشان يفتكر أنه قضى معايا الليلة وبسيبه نايم وبخرج ألاقى عربية الشيطان واللى بترجعنى تانى لجحره،
أخذها مروان بين ذراعيه في ألم لتضمه بقوة وتنزل دموعها حزنا وهي تقول:.

كنت كل يوم بفكر في الهروب بس وجود فارس عندهم كان بيمنعنى، كنت بضطر أرجع ليهم تانى ولما كنت بحاول اهرب منهم مع فارس، كانوا بيمسكونى ويضربونى، بس عمرى ما يإست، وجود فارس معايا كان بيقوينى، وجود فارس كان نعمة خليتنى اصبر على كل اللى حصلى، رغم انى لغاية النهاردة معرفش ليه خلونى احتفظ بيه مع ان كان بامكانهم يقتلوه.
قال مروان بقسوة:.

عشان يضغطوا عليكى بيه، عدنان بيلوى دراعك بيه، لأنه عارف ومتأكد انك مش هتهربى وتسيبيه زي ما قلتى، حرمونى الكلاب منك ومن ابنى بس والله ما هسيبهم.
ليبعدها عن محيط ذراعيه وهو يضم وجهها بين يديه قائلا في تصميم:
اوعدك، وحياتك عندى، وغلاوة فارس، لهنتقم منهم كلهم وبكرة تشوفى.
أمسكت زينة وجهه بين يديها بدوره وهي تقول برجاء:
لأ يامروان، أبوس إيدك بلاش انتقام، متعرضش حياتك للخطر، عشان خاطرى وخاطر فارس.

مسح مروان دموعها بحنان قائلا:
متقلقيش ياحبيبتى، أوعدك انى احافظ على نفسى عشان خاطركم بس انتقامى مش هقدر أتنازل عنه، لو مكنش عشان خاطرنا والسنين اللى ضاعت مننا وعذابنا وبعدنا عن بعض، يبقى عشان خاطر بابا اللى مات وانا بعيد عنه والله أعلم ان كان موته طبيعى ولا لأ، عشان خاطرى متمنعنيش.

احتضنته زينة مجددا بقوة ليتمسك بها مروان وهو يضمها ليتنفس رائحتها الهادئة والتى يعشقها، يشعر بروحه قد عادت إليه بعودتها مجددا إلى حضنه.

كان نبيل يمشى بالحجرة ذهابا وإيابا بغضب، يؤنب نفسه بشدة على ما فعله اليوم، ويتساءل عن حالة دارين الآن، فلم يكفيه توبيخها أمام توفيق وصمته طوال الطريق رغم رؤيته لها تمسح دمعة سقطت من عينيها داخل السيارة، بل إنه حين أدخلت إليه ورق شركة الحديدى والذى كان به ورقة ناقصة صرخ بها بغضب واتهمها بالإهمال، لتلتمع عيناها بالدموع وتخرج من الغرفة بسرعة، ويظل هو بين نارين، يريد أن يطلب غفرانها ولكن الخجل من اعترافه بغيرته عليها يكبله، لينتصر قلبه الذى يخبره بأنه يجب أن يعتذر لها حالا وبأية طريقة.

ليسرع بالخروج من الغرفة ليجدها جالسة على مقعدها مطرقة الرأس تخفى ملامحها خصلات شعرها تهتز قليلا ليدرك في وجع أنها تبكى بسببه، تنتحنح لتدرك وجوده وتسرع بمد يدها تمسح دموعها وهي ترفع وجهها إليه قائلة ببرود:
أفندم.
ما إن رأى عيونها المنتفخة حتى أحس بالنيران في قلبه ليذهب إليها على الفور دون تفكير ويركع أمامها وسط دهشتها وهو يمسك يديها قائلا في ندم:
أنا آسف، سامحينى.
نظرت إلى عينيه في حيرة ليستطرد قائلا:.

أنا غبى، عارف إنى قسيت عليكى بس والله غصب عنى، لما شفتك في الأول بتضحكى مع واحد كان خارج من عند أخوكى، لما شفت نظرتك ليه، اتجننت، ولما شفت توفيق مشالش عينه من عليكى ولما حسيت انك مبسوطة من نظراته مشفتش أدامى، سامحينى.

كادت دارين أن تطير من السعادة من كلماته التى تعبر عن غيرة شديدة هي بالتأكيد عنوان لعشق قوي، ربما لم يصرح به جهرا ولكنه صرح به في طيات كلماته، لتحاول هي إخراج الكلمات من فمه ليرتاح قلبها وهي تقول:
وليه حاجة زي دى ممكن تضايقك؟
نظر إليها في تردد، لتحثه عيناها على الحديث، فأخذ نفسا عميقا قائلا:.

كل اللى أقدر أقولهولك دلوقتى إن جوايا حاجات كتير تخصك يمكن فيه حاجات لسة مانعانى انى أصرح بيها بس أنا متأكد من مشاعرى وفى الوقت المناسب أكيد هتعرفيها، المهم دلوقتى انى مش عايز أكون السبب في دموعك الغالية دى تانى وإنك بجد تكونى مسامحانى.
نظرت إلى عينيه بحب، يكفيها ما قاله الآن وستنتظر أن تسمعها منه، فهي تشعر أنها لن تكون بعيدة بل أقرب مما تتصور، لتبتسم قائلة:
مسامحاك.

زفر بارتياح ليترك يدها ويمسح بقايا تلك الدموع من على وجهها قائلا بحنان:
هي دي دارين اللى حبي...
ليقطع كلامه وهو يستطرد قائلا:
اللى عرفتها.
ونهض متجها إلى غرفته ليوقفه صوتها الرقيق، التفت ليواجهها فقالت بتلك الابتسامة التى تخلب لبه:.

اللى كنت ببتسمله وهو خارج من مكتب اخويا، ده مروان شريكنا في الشركة وهو، يعنى، زي أخ كبير بالنسبة لى، أما توفيق فأنا مكنتش طايقاه وكنت عايزة من اول لحظة أطلب منك نمشى بس خفت الصفقة تبوظ، اللى زي توفيق مستحيل أقبلهم او ارتاحلهم يانبيل.
أحس بالراحة من كلماتها التى طمأنت قلبه ليبتسم قائلا:
لو اتكرر الموقف ده تانى، قوليلى نمشى ومتتردديش، أنا أهم حاجة عندى هي انتى، وتولع الصفقة، مفهوم؟

اتسعت ابتسامتها وهي تومئ برأسها في سعادة ليلتفت متجها إلى غرفته بارتياح بينما تابعته عينا دارين بعشق حتى اختفى لترفع يدها تضعها على خافقها قائلة بهمس:
اهدى ياقلبى مش كدة، أومال لو قالى إنه بيحبنى، هتعمل فية إيه بس؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة