قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الختامي

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الختامي

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الختامي

دلفت دارين إلى جناحهما بالفندق يتبعها نبيل الذى أغلق الباب بقوة خلفه لتلتفت إليه دارين تنظر إلى ملامحه الغاضبة وعروقه النافرة بتوجس، ليقترب منها نبيل قائلا بغضب:
أنا مش قلتلك قبل كدة مشوفكيش بتضحكى مع زفت الطين ده اللى اسمع علاء؟
ابتلعت دارين ريقها قائلة بتوتر:
أيوة قلتلى، بس هي جت كدة، مش مقصودة يعنى، كانت واقفة معانا نهى أخته وهي اللى ضحكتنى، والله كان غصب عنى.

مال نبيل ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا بعصبية:
غصب عنك، آااه، طيب انتى تقطعى بقى علاقتك بنهى وأخوها خالص، مفهوم؟
رفعت دارين حاجبيها قائلة باستنكار:
انت بتقول ايه؟مقدرش طبعا، نهى دى صاحبتى من زمان.
جز نبيل على أسنانه قائلا:
وأخوها ده مش كان عايزك ولا نسيتى؟
تنهدت دارين قائلة:
لأ منستش، انت اللى نسيت انى رفضته ومن قبل حتى ما أعرفك كمان، يبقى فين المشكلة بس؟
قال نبيل بحدة:.

المشكلة، المشكلة ان ميفرقش معايا رفضتيه أو لا طول ما انا عارف انه بيحبك، انتى مشفتيش كان هياكلك بعنيه إزاي، أنا كنت هولع فيه بس خفت أبوظ عليكى فرحتك.
دمعت عيناها وهي تقول:
وهو انت دلوقتى مبوظتش فرحتى يانبيل، فيه واحدة يوم فرحها يفضل جوزها يتخانق معاها بسبب تافه زي ده؟
رغم الغصة التى أصابته لمرأى دموعها إلا أن كلماتها أصابت قلبه بالألم لتتحول ملامحه إلى الجليد وهو يقول:.

سبب تافه، يعنى انتى شايفة بقى انى راجل تافه زي الموضوع اللى بكلمك فيه يادارين؟وبتلكك صح؟
كادت أن تنطق ولكنه أشار لها بالصمت وهو يقول:
الاجابة واضحة ومش محتاجة كلام، عن إذنك.

خرج إلى شرفة جناحهم تتابعه عيناها بألم لتراه يخرج من جيبه علبه سجائره ويخرج منها سيجارة أشعلها وأخذ منها نفسا عميقا ليطلقه بعصبية، لتدرك أنه غاضب للغاية ومعه حق، فهي تعلم أن علاء مازال يحبها ومع ذلك وقفت معه ومع أخته وتضاحكوا سويا رغم علمها أن نبيل يغار عليها وبشدة، انتابتها الحيرة بين أن تتركه يفرغ انفعاله ثم تتكلم معه بهدوء، وربما تعتذر منه، وتعده أن لا تكررها، أوأن تتجه إليه حالا وتعتذر لتعود المياه إلى مجاريها، خاصة وهي لا تطيق أن تراه على تلك الصورة الغاضبة، حسمت رأيها وهي تتجه إليه بخطوات سريعة تضمه من الخلف بقوة، أحست بجسده يتجمد لثوان قبل أن تشعر به يرتخى من جديد لتقول بهمس:.

آسفة، متزعلش منى، والله ما قصدت أقلل منك أو أزعلك ولو بكلمة، انت معاك حق وأنا غلط بس انت بتحبنى وهتسامحنى، وأوعدك أقطع علاقتى بالناس كلها لو حبيت بس متزعلش منى.
ألقى نبيل سيجارته من الشرفة وهو يمد يديه يمسك بيديها اللتين تحيطان بخصره يحركها لتقف قبالته لتواجهه عينيها اللتين لطالما سحرتاه والمليئتان الآن بالدموع، لتنزل دمعة خائنة منهما فمد يده بحنان ليمسحها وهو يقول بهدوء:.

أنا مقلتش اقطعى علاقتك بالناس كلها، أنا قلت اقطعى علاقتك بعلاء وأخته بس،
ثم رفع يده يتخلل خصلات شعرها برقة قائلا بعشق:
أنا بغير عليكى من الهوا اللى بيلمس شعرك يادارين، عشان خاطرى حاولى تفهمينى وتستوعبى غيرتى دى، انا مبستحملش حد يبصلك بصة واحدة، بتجنن.
نظرت إلى ملامحه التى تعشقها قائلة:.

فاهماك ياحبيبى وأوعدك انى أحاول أستوعب غيرتك، بس أهم حاجة متزعلش منى أبدا، أنا لو انت زعلت منى، بحس ان الدنيا وحشة أوى يانبيل.
تأمل ملامحها الجميلة بعشق قبل أن يقترب من شفتيها قائلا أمامهما:
قلب نبيل وعمره كله.
ليأخذ شفتيها في قبلة طويلة أودعها مشاعره التى يكنها لتلك المخلوقة الرائعة بين يديه، ليترك شفتيها وهو ينثر القبلات على وجهها وعنقها لتهمس هي بإسمه بصوت متقطع النبرات ليغمغم قائلا:
امممممم.

قالت بأنفاس متسارعة:
الناس، يانبيل، احنا، في البلكونة.
ابتعد عنها نبيل بوجهه ينظر إليها بعيون غائمة من المشاعر وهو يقول:
الفندق ع النيل ياقلب نبيل.
ليبتسم مستطردا:
عموما تعالى ندخل جوة أهو حتى نبقى براحتنا، أقلعك الطرحة تقلعينى الكرافات...
قاطعته قائلة في خجل:
نبيل، انت بتقول ايه؟
اتسعت ابتسامته قائلا:
وأنا لسة قلت حاجة، ادخلى ياحبيبتى الأوضة قبل ما أخلى أفعالى هي اللى تقولك.

دلفت دارين الى الحجرة بسرعة قبل أن يبتسم نبيل على خجلها الظاهر ومد يده يغلق باب الشرفة وهو يقول:
استعنا ع الشقا بالله.

اقترب ياسين من أذن فتون قائلا بهمس:
افتحى عيونك.
فتحت فتون عيونها لتجد قاعة الرقص الخاصة بالفندق فارغة تماما، تصدح فيها أغنيتهم المفضلة والتى رقصوا عليها في بيروت، (نخبى ليه لوائل جسار)، نظرت إليه في دهشة، ليمد يده إليها بابتسامة قائلا:
تسمحيلى بالرقصة دى؟
اغروقت عيناها بالدموع وهي تقول:
انت حجزت القاعة دى عشانى؟
أومأ برأسه لتستطرد قائلة:
والأغنية دى برده عشانى؟
أومأ برأسه مجددا لتحتضنه بقوة قائلة:.

أنا بحبك أوى ياياسين.
ضمها يستنشق عبيرها الرائع وهو يقول بعشق:
وأنا بحبك أكتر ياقلب ياسين.
ليبتعد عنها بعد ثوان قائلا:
تسمحيلى بقى أرقص مع حبيبتى وبنتى؟
أومأت برأسها في سعادة وهو يأخذ بيديها يضعهما حول رقبته بينما ضمها من خصرها لتقول هي بعشق:
انت بجد بتحبنى اوى كدة ياياسين؟
ابتسم قائلا:
واكتر من كدة ياقلب ياسين.
أحس بترددها وهي تقول:
و، ميسون؟
نظر إليها يقول بحزم:.

ميسون ذكرى جميلة لحب حبيته زمان، بس الحاضر والمستقبل هو انتى ياحبيبتى.
قالت وهي تتأمل ملامحه الرجولية التى تعشقها:
طيب بما ان اللى في بطنى بنوتة، فأنا، يعنى، عايزة أطلب منك طلب.
ابتسم وهو يعرف طلبها ليقول:
عايزة تسميها ميسون، صح؟
أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف، لتتسع ابتسامته وهو يقول:
طلبات فتون هانم أوامر.
اتسعت عيون فتون بفرحة لتشع ملامحها بتلك الابتسامة التى يعشقها وهي تضمه بقوة قائلة بسعادة:.

انت مفيش منك اتنين ياياسين، ربنا يخليك لية.
أغمض ياسين عينيه قائلا في عشق:
ويخليكى لية ياحييبتى.
ليظلا هكذا كل منهما بين ذراع الآخر تتهادى خطواتهم على نغمات تلك الأغنية الرائعة، تطوف بهم أنغامها بين نفحات العشق.

دلف مروان إلى جناح الفندق يحمل زينة بين يديه، تتشابك نظراتهما العاشقة ليغلق الباب خلفه بكعب قدمه ثم يتوجه بها إلى السرير ويضعها برفق، مال باتجاهها يحل ربطة شعرها ليتساقط حول وجهها بنعومة، تأمل وجهها الحبيب قائلا بعشق:
هتصدقينى لو قلتلك وحشتينى؟
تأملت ملامحه بدورها وهي ترفع يدها تلفهما حول عنقه وهي تقول:
هصدقك لإنك بتوحشنى وانت قصاد عينى.

تأمل شفتيها الجميلتان واللتان دائما ما تغدق عليه كلماتهما سحرا يغرق فيه، أما عندما يجتمعان مع شفتيه فلا يوجد في الكون كله شعورا قد يصف حالته وقتها، فهو يشعر وقتها بأنه يطوف بروحه في عالم رائع يجعله يغيب تماما عن كل ما حوله، اقترب بشفتيه من شفتيها يود أن يغيب في كونهما الخاص، لتوقفه وهي تحل عقدة يديها من حول رقبته لتضع إصبعها على شفتيه تمنعه من تقبيلها قائلة بحنان:
خدت الدوا بتاعك؟

قبل إصبعها الساكن على شفتيه، لترفعه بخجل وهو يقول:
خدته، واطمنت من الدكتور كمان إنى أقدر أمارس دلوقتى حياتى الطبيعية زي أي راجل يازينة،
ليرفع يديه يحيط وجهها قائلا:
أبوس ايدك بقى بطلى قلق على صحتى، أنا زي الفل دلوقتى، وفى اللحظة دى شوقى ليكى جايب آخرى ولو مبستكيش حالا، روحى هتطلع من...

لتقطع زينة كلماته وهي تضم وجهه تقبله بقوة لتتسع عينيه بدهشة قبل أن يغمض عينيه يبادلها قبلتها بشوق، بحنان، بقلب غارق في العشق، ليبتعد عن شفتيها حتى يسمح لهما بأخذ أنفاسهما الضائعة في ثنايا العشق، ليرفع يده يمررها على وجنتها هامسا أمام شفتيها بمشاعر ظهرت واضحة في تهدج نبراته:
بحبك يازينة، بعشقك.

لم يمنحها فرصة للرد على كلماته المتيمة وهو يأخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة أخرى أطاحت بعقلهما لترفع يدها تضم رأسه تتخلل شعره بأصابعها تجذبه إليها وهي تبادله قبلاته بشوق، ليمددها على السرير وهو يمد يده يغلق تلك الأباجورة بجواره لتغرق الحجرة في ظلام ينيره فقط ضوء القمر الدالف من الشرفة وعشق اجتاح كيانهما بالكامل.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة