قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل السابع

رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل السابع

رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل السابع

جلس ياسين مع والد عطر عمران وبدأو يتحدثون لفترة طويلة، حتى قال عمران بتنهيدة
=انت يا بنى مفكرتش في اهلك هيقولوا ايه؟ انا مش هقبل حد يقول لبنتى كلمه تجرحها مهما يحصل خالص، انت عارف عطر مطلقة ومعاها طفلة وانت عمرك ما اتجوزت اصلا، فاهم دا معناه ايه ولو بتعمل كدا علشان تنقذها مش محتاج كل داا انا هنقذ بنتي بنفسي..
بنتي مهمه وغالية عندي وعايز ليها التجربة التانية تكون احسن وافضل مع شخص يحبها ويفهمها!

=بص يا عمى دي حياتى وانا حر فيها، انا عايزاها واوعدك انى هبذل جهدي معاها واصونها واحميها على اد ما هقدر، ومش شفقة ولا اي حاجة انا فعلاً
حاسس بمشاعر تجاهها وجيت اعترف ليك ب دا، ومع الوقت هنفهم بعض مش هنتجوز على طول بس يبقى فيه خطوبة وربط كلام علشان اللى اسمه جمال دا ميتعرضلهاش..
=ماشى يا بنى بس لازم تقول لأهلك الاول وانا هشوف عطر وهشوف الموضوع دا..
=طيب ماشى عن اذنك.

خرج من غرفة المكتب ثم اصطدم بعطر التي ملامحها غاضبة لأقصى درجة، قالت بغضب
=انا مجنون! بتدخل في حياتى ليه هاه؟! ازاي تقول الكلام اللى قولته دا قدام جمال؟! عاجبك كداا اهو هيدخل المحاكم بيننا
=ممكن تهدي يا عطر
=اهدي ايه وزفت ايه. انت بتتصرف من عقلك وخلاص هياخد مني بنتي فاهم يعنى ايه بسبب كلامك الغبى!
=عطر قولتلك اهدي مينفعش كدا تعالى علشان نتكلم.

=مفيش بينى وبينك اي كلام يا ياسين مفهوم ابعد عنى وعن حياتى وان كان على الشغل اللى بيننا ف انا بستقيل المهم تبعد عني..
لم يمهلها ياسين الفرصة اكثر من ذالك وسحبها بقوة خلفه وهي غاضبة تتحدث فيه ان يترك ذراعها، نطق بصوت عالى ل يونس الصغير
=خلى بالك من ميرا عقبال ما اجي يا يونس..
=حاضر يا عمي.
بالفعل جذبها الى السيارة ثم دلف واغلقها الكترونيًا، وهي تضرب السيارة وتصرخ بأنها تود النزول، فقال بنبرة باردة.

=مفيش نزول يا عطر. لازم نتكلم الاول وتسمعيني بالذوق أو بالعافية..
ضغط على مكابح السيارة ثم غادر بها تحت غضبها وكلامها الذي لم يهديء، بينما مسح يونس الصغير بكفه وجنتي ميرا قائلا بحنان
=متعيطيش ابوكي مش هياخدك من هنا انا هقوله انك بتاعتي ومعايا ولما نكبر هتجوزك..
قالت بتمرد شديد
=لكن انا مش عايزة اتجوزك أبدًا، ولا عايزة اتجوز عايزة واتعلم واسافر..

=لاء معندناش الكلام دا بكرا تشوفى هتتجوزينى وتعيشي في البيت دا مع ستي واهلي، وكلامي قاطع.
تمرد طفلة وجبروت رجُل صعيدي انها حكاية لا تنتهي اطلاقا..
اخذت مهرة منه الاشياء قائلة بنبرة متوترة
=وانت مالك بيها، دي حاجاتي.
=انا سألتك ايه الحاجات دي يا مهرة، جاوبيني بدال ما هكسرك هناا. اوعي تكون م. مخدرات؟
رمشت عدة مرات بعينيها بتوتر ولم تتحدث، صرخ فيها قائلا.

=مخدرات في بيتى. في بيت حسن العسال؟! انتِ اتجننتى، انا مراتى بتتعاطي مخدرات! لاء ومش كفاية انك كمان مخدرات..
انهال عليها ضربًا بقسوة وهي تصرخ مبتعده عنه ولكن لا مفر فهو حقاً فقد السيطرة على نفسه وكاد ان يكسرها بضربه لها المبرح وهي لا تتذكر سوي ايامها الصعبة المرعبة مع والدتها، دلف عمران على أثر صوتها قائلا بصدمة
=بنتييي
اخذها من بين يدى حسن بصعوبة واوقفه فاروق بصعوبة قائلا
=اهدي يا حسن اهدي فوق.

ظلت ترتعش في احضان والدها وتبكى بقهر وحرقة، قال عمران بغضب
=انا مجوزتكش بنتي علشان تهينها وتضربها ابدا طيب ما انا كنت عملت كدا، انا جوزتهالك علشان تحميها وتخاف عليها وتحسن منها مش تمرمطها بالشكل دا وانت قبلت بيها وبكٌل عيوبها ازاي تمد ايدك عليها؟!
=انت مقولتليش انى بنتك مدمنة ابدا، خفيت عليا الموضوع دا انا مش عارف اتعامل مع واحدة زيها انت جايبلى واحدة من الشوارع اتعامل معاها؟
قالت مهرة بغضب وكبرياء.

=من الشارع واوسخ من كدا، مش عاجبك طلقني ونخلص من القرف اللى انا عايشة فيه معاك دا انا اصلا لا عايزاك ولا انت عايزاني..
ابتعدت عن والدها بغضب قائلة وهي تتنفس بصعوبة.

=وانت انت متعملش نفسك خايف عليا اوعي تعمل نفسك خايف، كنت فين وانا تعبانه ومتبهدلة وتضرب واتهان من مراتك وانا بشوفها كل يوم في اوضاع زي الزفت وزي الخرا وانا طفلة، كنت فين لما هي اجبرتني على الادمان وعلى حاجات وسخه كتير، مش من حقك ولا من حق اي انسان يلومني انا مالقيتش حد حنين كله ضرب وذل واهانه..

ومالقيتش التربية الصح ولا الحاجات الصح كل اللى شوفته واتربيت عليه قدام عيونكم محدش يطلب منى اكثر من كدا. مفهوووم..
قالتها وهي تشعر بالضعف تدريجياً ثم كادت تقع امسكها حسن بقوة بين ذراعيه قائلا
=مهرة..
وضعها على الفراش وجذب عليها الغطاء قائلا بنبرة صارمة
=كله برا سيبوني مع مراتي شويه واطلب الدكتور يا فاروق..
قال عمران بإعتراض
=مش هسيب بنتي و.
=اطلع برا وسيبني مع مراتي بقولللك..
جذب فاروق عمران قائلا.

=معلش يا عم عمران تعالى معايا شوية كدا بس نسيبهم مع بعضهم حبه..
بالفعل خرج عمران مع فاروق وبقى حسن جلس بجانب مُهرة الغائبة عن الوعى، ينظر لها وكلامها الذي سمعه لاول مرة يرن في اذنه كالطبول..
وقف باسل مع اصدقائة قائلا بصدمة
=ايه دا مالكم مين اللى ضربكوا على راسكم كدا؟
=والله ياعم باسل مش عارف مين، انت ضربتنا على راسنا امبارح لما كنا مع البت عهد!
=ع. عهد؟ يعنى دا مكنش حلم! كان حقيقة؟!

=ايوا كان حقيقة، البت جت بنفسها محدش اجبرها على حاجة لولاك انت ضربتنا ومشيت..
=ازاي انا انا مش فاهم حاجة فهموني.!
بدأو يشرحون له ماحدث وازداد وجهة غضبًا واحتقاناً، تركهم وذهب الى عهد التي تجلس تقرأ من الكتاب جذبها بقسوة من ذراعها قائلا
=قومي. قومي اخلصي..
=ايه داا فيه ايه سيب ايدي ماسكنى كدا ليه؟
خرج بها الى مكان ساكن تماما، قال بغضب شديد.

=انتِ ليه كذبتى عليا، هو مش حلم ولا هبل دا حقيقة، انتِ جيتى بنفسك لاصحابي؟
=اخرس انت ازاي تقول عليا كدا هو انت مفكرنى من الزبالة اللى انت تعرفهم ولا ايه فوق لنفسك، صاحبك الزبالة قال انك عايزاني علشان تروحني وانا روحت وو..
=ششش اخرسي مفكرة كلامك العبيط دا هياكل معايا، انا غلطان انى اتعامل من الاول معاكى بطريقة كويسة كان لازم افضل بطريقتي القذرة ماهو زيك زيهم هتفرقى عنهم ايه يعنى مثلا.

=لاء انا مسمحلكش و.
=تسمحي او لاء انا مش عايز اشوفك تانى او نتكلم او اختلط بيكى ولا اعرفك ولا تعرفيني..
تركها والتفت مغادراً قالت بغضب وحنق
=فى ستين داهية، انسان وسخ، مفكر انى كل الناس هتبقى زيه..
مسحت دموعها بغضب ثم نهضت وقررت الرحيل والا تجلس اكثر من ذالك، ف في اول ايامها تبعثر كل شيء يجب عليها ان تعود للقاهرة..
اوقف السيارة في مكان هاديء ولطيف قائلا
=انزلي.

=مش هنزل يا ياسين وياريت تروحنى دلوقتي حالاً اذا سمحت!
=هروحك بس بعد ما نتكلم الاول. انا كلمت ابوكى وطلبت ايدك منه بس لسه هقول لاهلى واطلبك رسمي!
=ايه! انت بتقول ايه! لا بجد انت شكلك مجنون او فيه في عقلك حاجة بجد، نتجوز ايه وليه اصلا!
=عندى اسبابي الخاصة اللى تخليني عايزاك، واقولها اما يكون فيه حاطة رسمية بيننا.
=بس انا مش موافقة ويستحيل اوافق على حاجة زي دي..
=ليه هترجعي ل جمال؟

=لاء بس مش عايزة اخسر بنتي!
=مش هتخسريها، المحكمة هتحكم ليكى بحضانتها اوثقي فيا بس وعد ميرا هتبقي معاكي وانا لو اتجوزتك هكون ليها خير الاب وليكى خير الزوج. اديني فرصة..
=لاء انا مش عايزة اجرب تجربة وحشة تاني كفاية الاولى، الحب معمليش حاجة.!
نطق ياسين بحنان
=الحب ضروري بس فيه الاهم منه الامان والاهتمام وغيره كتير ووعد منى انى هخليكي تحسي بدول، ومش هنتجوز الا لما تكوني راضية ب دا تماماً..

هبطت دمعه خفيفة من عينيها قائلة
=انا خايفة جدا يا ياسين.
=وانا جنبك متخافيش. بس توعديني تديني فرصة؟
=طيب نمشي ارجوك وبعدين نتكلم في الحوار دا، بعد حوار المحكمة.
=ماشي، اضحكي علشان الشمس تطلع بقا..
ابتسمت بخفة من بين دموعها ثم اعطاها هو منديله الخاص لتمسح به دموعها بخفة رقيقة..
دلفت ثريا حاملة اطباق الشوربة والطعام بعد رحيل الطبيب، قالت بهدوء
=محتاج حاجة تاني؟
=تسلميلي يا مرات اخويا، كتر خيرك، روحي انتِ.

=ماشي لو عوزت حاجة انده عليا.
بالفعل رحلت، وفتحت مهرة عينيها بألم قائلة
=انا فين. بيحصل ايه..
=قومي علشان تاكلي.
رمشت عدة مرات ثم استندت ووضع هو وسادة خلفها كما فعلت هي بالامس، ساعدها بتناول الطعام بهدوء قائلا
=وانا بأكلك هتحكي.
=احكي! احكي ايه؟
=تحكي طفولتك واللى مريتي بيه وكل حاجة..
انكمشت ملامح وجهها لا اراديًا قائلة
=طفولة ايه وزفت ايه انا. انا معنديش حاجة من الكلام دا اسكت..
=منعتك تتكلمي صح؟

=اسكت اسكت هتضربنى تاني تاني تاني، لاء لاء لاء
بدأت تنتحب ك طفلة صغيرة، رمقها لبعض الوقت وفهم انها مريضة نفسيًا عندها عقدة مما حدث وهي صغيرة، كما أنها مدمنة..
نهض من على الكرسي وجلس بجانبها ثم جذبها الى احضانه وهي تضربه بقوة شديدة وهو يسيطر على جسدها الصغير قائلا
=ششش اهدي يا مُهرة، اهدي انا جنبك، اهدي..

ملس على ظهرها بحنان حتى بدأت تهديء وتسكتين، وبدأت عينيها في النُعاس والنوم، جعلها تستلقي ثم تركها ونهض بألم شديد جذب حقيبة سوداء اللون ووضع بها بعض الاشياء الخاصة ب مهرة من ملابس ومستلزمات..
رن هاتفه برقم خاص فرد قائلا
=جهزت كل حاجة؟ تمام. تمام بالكثير ساعة وهكون عندك. احجز جناح كامل. تمام. ماشي سلام..
اغلق الهاتف وهو يجز على اسنانه ينظر لمُهرة قائلا
=آن الاوان تتعالجي يا مُهرة..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة