قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني والعشرون

آية سابتهوله ورجعت وهو بص للموبايل ولهمس وماعرفش يقولها ايه؟ وراقبوا الاتنين التليفون وهو بيرن واسمها قدامهم.
فهمس بصتله بغيظ مكتوم: ما ترد عليها؟
بصلها وأخد نفس طويل: أرد أقولها ايه يعني؟
استغربت أكتر: يعني ما ينفعش تسيبها ترن كده وخصوصا انها كلمت أختك وقالتلها هتديلك الموبايل.
سيف اتنهد ورد عليها باقتضاب: ألو أيوة يا شذى
كلمته ببرودها المعتاد: ازيك يا سيف أخبارك ايه؟

حاول يكون عملي ويداري توتره من وجود همس جنبه: الحمد لله بخير وانتي؟
ابتسمت وهي بتجاوبه: أنا الحمد لله كويسة، ما قلتليش يعني على الرحلة دي؟ كنت محتاجة أغير جو.
بص لهمس وهو بيدور على سبب يقوله: الجو ماكانش هيعجبك وسط الطلبة وكده، أنا طالع كمشرف من الجامعة ومروان وحازم عرضوا انهم يجوا معايا علشان ما أملش لوحدي وآية كعادتها شبطت زي العيال.

ابتسمت بتفهم: يلا تتعوض مرة تانية المهم أنا كنت عايزة أشوفك ونختار مع بعض أوضة النوم، المكتب بعتلي الكتالوجات.
سيف اتضايق ازاي يتكلم في أوض نوم وحبيبته قاعدة جنبه؟ حاول يخلي كلامه مبهم: اختاري انتي اللي ترتاحيله يا شذى.
استغربت لا مبالاته بس ما اهتمتش: عادي يعني أختار على ذوقي؟
جاوبها بسرعة: اه عادي جدا.
قفلت معاه وهو اتنهد ان الموضوع ما أخدش رغي كتير بص لهمس بأسف: أنا آسف لو طولت معاها.

قدرت ضيقه وتوتره وحاولت تتكلم عادي معاه: هي تخصصها ايه؟
جاوبها بتفكير: أعتقد تجميل ولا جلدية أو هما بيكونوا الاتنين مع بعض؟ صح جلدية وتجميل؟
ابتسمت لمحاولاته انه يظهرلها عدم اهتمامه حتى بتخصصها بس واحد في مكانته العلمية أكيد فاهم الفرق بين التخصصات كويس جدا، انتبهت على سؤاله: نادر تخصصه ايه؟

بصتله بفخر بمجال أخوها: دكتور باطنة وقلب بس هو مهتم بأمراض القلب أكتر، تخيل انه بالرغم من صغر سنه بس بيعمل عمليات قلب مفتوح؟
ابتسم لحماسها بأخوها: طيب ده شيء كويس، أنا قلت الشطارة بتاعتك دي لازم يكون ليها أساس في العيلة.
ابتسمت بحماس وكملت: أيوة نادر شاطر جدا وكان له اسمه وسمعته في المنصورة وناس بتيجيله من أماكن بعيدة.

سألها باهتمام: ليه ساب المنصورة طيب وجه القاهرة؟ يعني ساب مكان مجده وجاي يبدأ من جديد؟
علقت بحزن: بيهرب بس مش عارف يهرب من نفسه، هو متخيل انه لو غير المكان هيقدر يهرب من أحزانه وهمومه مش عارف انه بياخدها معاه.
سيف سمعها باهتمام: أو ممكن عارف يا همس بس بيجرب أي حلول وأي خطوة، بس ايه سر همومه؟ واحد ناجح زيه وله اسمه زي ما بتقولي، غير كده هو راجل چنتل وله كاريزما كده فليه بيهرب؟ ومن ايه بيهرب؟

اتنهدت وبصت قدامها بتفتكر أحوال أخوها وازاي اتغير من النقيض للنقيض وسيف بيراقبها ولما صمتها طال اتكلم: لو الموضوع صعب أوي كده بلاش تقوليه خلاص
بصتله وهي من جواها بتدعي ربنا انه يفضل معاها على طول وما تجربش شعور الحرمان اللي سبق وجربته قبل كده لما انفصلوا: مش هقدر أتكلم أوي في تفاصيل بس كل اللي أقدر أقوله انه خسر حبيبته بطريقة بشعة.
سيف فضوله اشتعل: خانته؟ أعتقد دي أبشع طريقة للانفصال، الخيانة.

ابتسمت بحزن وبصتله: في أبشع يا سيف وهي ان الموت يخطفه منك.
بصلها بصدمة لأنه بالفعل مافكرش في ده أبدا: حبيبته ماتت؟ يا الله، ربنا ما يكتبها على حد أبدا ويصبر أخوكي.
أمنت على كلامه.
موبايلها رن واستغربت ان نادر بيتصل بيها، بصت لسيف اللي شجعها: ردي عليه مالك؟
جاوبته بحيرة: ماليش بس مستغربة مش أكتر.
ردت عليه ونادر سلم عليها وبعدها وضح: كنت بكلم ماما فقالتلي انك طالعة العين السخنة فقلت أطمن عليكي.

ابتسمت: أنا قلتلك عليها قبل ما أحجز نسيت ولا ايه؟
جاوبها باعتذار: والله نسيت فعلا يا هموس، انتي عارفة أشغالي و وقتي الضيق أنا بنسى حتى الأكل، المهم سيبك مني وطمنيني عليكي وصلتوا ولا لسه والجو ايه؟
حست بصوته تعبان: لسه ماوصلناش بس قربنا، انت أخبارك ايه؟ صوتك مش عاجبني في حاجة مضايقاك؟
اتنهد وحاول يتكلم طبيعي: مجهد مش أكتر.
أصرت: لا بس صوتك متضايق يا نادر مش بس إجهاد، قولي حد مضايقك؟ اتكلم يا نادر.

اتردد بس اندفع عايز يزعق أو يبرر نرفزته أو يسمع من حد عارف انه هيؤيده، حكالها عن شذى وعن الحالة اللي بتعالجها.
سمعته بانتباه وحاولت تبرر: أنا معاك يا نادر انه ما ينفعش نخاطر بحياتنا بس انت بتقول انها مشوهة ومحروقة فهي مش بس بتعمل تجميل هي عايزة تكون عادية.
اتنرفز أكتر: أكون عادية وأدفع حياتي التمن يا همس؟ طيب هستفاد بيه ايه شكلي لو أنا ميتة؟

همس اتراجعت لأنها مش عايزة تزود عليه: هي مش في دماغها الموت بس عايزة تعيش، المهم عملت ايه؟ عالجتها؟
نفى بسرعة: لا طبعا هو في يوم وليلة؟ وبعدين جسمها وقلبها مش هيتحملوا عمليات التجميل دي فهي بتنتحر عايزة تتعالج ليه بقى؟
اعترضت همس: لا يا نادر لا مش انت اللي تقول الكلام ده أبدا، انت عالجها واعمل اللي ضميرك يرتاحله أما قرارها هي في صحتها هي حرة بيه، اديها حرية الاختيار يا نادر.

كملت كلامها مع أخوها وقفلت بصت لسيف بحيرة: نادر واقع مع دكتورة تجميل بيتخانق معاها، هي عايزة تعمل لواحدة مشوهة تجميل وهو بيقول قلبها أهم والتجميل مالهوش قيمة حياتها أهم.
سيف بصلها: طيب ماهو أخوكي كده عنده حق لو هختار بين التجميل وحياتي أكيد الحياة أهم.

كشرت همس: يعني انت برأيك ان لو وحدة مشوهة تماما و شكلها بشع وهم يقدروا يساعدوها يبقى كده غلطانين؟ هو بيحكيلي عن بنت وشها محروق تماما وأكيد أقصى أمانيها انها تكون طبيعية أو حتى عادية يبقى كده غلطانين ومش مستاهل تخاطر بحياتها؟

سيف مش حمل مجادلات مع همس فرد بتوضيح: أنا مش بتكلم عن الحالات دي اللي بتحتاج لعلاج يا همس أنا قصدي الحالات اللي بيستعبطوا ويروحوا يغيروا في وشهم من نفخ وحقن وقرف وبيخلي البنات كلها نسخة من بعض ومع الوقت وشهم بيفقد ملامحه أصلا، ده التجميل اللي أقصده مش مستاهل اللي تنفخ شفايفها ولا تنفخ وشها ولا كل اللي بيتعمل دلوقتي.

همس متفقة معاه بس عايزة تسمع أكتر عن رأيه فاستفزته: وايه المشكلة لما الواحدة تهتم بنفسها وجمالها وتحاول تكون أجمل وأجمل؟ و ايه...
سيف قاطعها بنفاد صبر: همس كل واحد وله وجهة نظره مقتنع بيها، انتي شايفة ان الجمال مهم دي وجهة نظرك، نادر شايف غير كده هو برضه حر، أنا شايف ان في حالات تستدعي العلاج وحالات لا دي وجهة نظري، مش هنحكر على آراء بعض – حاول يغير الموضوع – هو أخوكي شغال فين؟

جاوبته وهي مش متذكرة اسم المستشفى: في مستشفى خاص كبير في مصر الجديدة تقريبا اسمها كليوباترا.
سيف بصلها باستغراب: دي نفس المستشفى اللي شذى شغالة فيها.
الاتنين بصوا لبعض وهمس رددت: هو ممكن يكون نادر بيتكلم عن شذى دكتورة التجميل اللي شد معاها؟
سيف بحيرة: معرفش بس جايز.
قفلوا الكلام لهنا وسكتوا معظم الطريق وكل واحد بيفكر في وضع نادر وشذى وخصوصا لو عرفوا ان في علاقة بينهم؟

السواق شغل أغاني وشلة نانيس اتفاعلوا معاها ومنهم اللي بقى يرقص، همس جت تبص ناحيتهم تشوف بيعملوا ايه بس اتفاجئت بسيف بيقعدها تاني بهدوء: سيبك منهم وركزي معايا
ابتسمتله وسألته: أعمل ايه؟
رد بعبث: قوليلي فرحانة بوجودك معايا ياحبيبي، شكرا انك جيت علشاني، الرحلة بقت حلوة بوجودك، أي حاجة كدا ثبتيني بيها.
ضحكت على طريقته وردت بمشاغبة: هو أنا محتاجة أثبتك علشان تتثبت؟

بصلها بشغف: لا الصراحة أنا بتثبت لوحدي بمجرد مابشوفك أصلا.
ضحكت بخجل من كلامه، حب يستفزها فاتكلم: استني أما أتفرج كدا على اللي بيرقصوا
عمل نفسه انه هيتحرك بس هي ثبتته مكانه بغيظ: تتفرج على مين؟ ايه أنا قاعدة ديكور؟
ضحك عليها بصوت واطي علشان محدش يسمعه ويناديله وهي فهمت انه كان بيستفزها فضربته على كتفه بغيظ فاتكلم من بين ضحكه: بهزر يامجنونة هو أنا بتاع كدا؟
بصتله ومطت شفايفها بتهكم: الله أعلم.

بصلها بدهشة: بقى كدا؟
بصتله بشماتة: علشان تستفزني كويس
بصلها بضحك: ادي آخرة اللي يحب مجنونة ردت بفخر طفولي: ده انت محظوظ ياابني
ضحك على أسلوبها وأكد بحب: طبعا محظوظ طول ماهمسي معايا
اتكسفت وبصتله: انت بتثبتني كتير على فكرة
ابتسم بمرح: وده المطلوب ياحبيبتي
ضحكت وضحك معاها وقضوا الطريق بيشاكسوا بعض وحاولوا ينسوا ان شذى بتشتغل مع نادر.

وصلوا أخيرا ودخلوا الفندق ومش عارفين ايه اللي هيتم؟ سيف كان يعرف صاحب الفندق وقبل ما يسافر طلب من السكرتيرة تحجزله أوضة خاصة بيه وبلغهم بالرحلة وكانوا في انتظارهم واتفق مع أمجد انه يسيبله موضوع الحجز ده وبمجرد ما ذكر اسمه في الاستقبال طلع مدير الفندق يستقبله بنفسه وأخده مكتبه
وهو داخل شاور لأمجد المسئول عن الرحلة يحصله.
ظبط إقامتهم وأخدوا أوض للكل بحيث كل خمسة مع بعض وطلع أمجد يوزعهم.

سيف بعت رسالة لهمس انها هي وأصحابها يستنوا هو هيخليهم التلاتة مع بعض.
بالفعل استنت للآخر وأمجد بصلهم واستغرب انهم وقعوا منه، ازاي كل الأوض اتوزعت وفي حد ناقص؟
هنا سيف اتدخل علشان يسلمهم أوضتها اللي اختارها تكون جنبه.
مروان وحازم أخدوا أوضة واحدة، آية وشاكي في أوضة وسيف طبعا لوحده علشان يقدر يكلم همس براحته.

شذى اتقابلت هي ونادر في الطوارئ وبصوا لبعض بس من غير ما يتكلموا، راقبته وهو بيتعامل مع حالة وبيعالجها وبينقذ حياتها وده خلاها تغير نظرتها له أو تهدا من ناحيته شوية، كان ماشي من الطوارئ وهي وقفت قصاده فبصلها مستني انها تتكلم وهي ساكتة فاضطر يسألها: خير يا دكتورة شذى؟ أخبار نجوى ايه؟ مش برضه مريضتك كان اسمها نجوى؟

ابتسمت برسمية: فعلا اسمها نجوى وعايزاك تتابع حالتها قبل ما نبدأ معاها في عمليات التجميل.
أخد نفس طويل وبص لبعيد فكملت: دكتور نادر – بصلها فقالتله- البنت فعلا محتاجة للعمليات دي ومحتاجين نساعدها بأي شكل.
استنته يتكلم بس هو ساكت ومش عارف يقول ايه بس هو تعب من الحالات اللي بتتعلق في رقبته مرة ورا التانية ومابقاش مستحمل موت مرضاه بالشكل ده حتى لو هو على يقين انه مش بايده حاجة يقدمها.

راقبته وهو ساكت وحست انه بيفكر وحست انها محتاجة تفهمه أكتر: أنا ليه حاسة ان رفضك ده شخصي، أو مريت بحد خسرته بسبب حاجة زي كده؟
حاول يتكلم بشكل طبيعي: مش معنى اني بكره مريض يخاطر بحياته اني مريت بحاجة زي كده، بس على العموم أنا فعلا خسرت حد وعلشان كده بقدر الحياة أكتر من أي حد تاني؛ يعني وجود الإنسان حتى لو مشوه أفضل من عدم وجوده خالص.

عارضته: ده بالنسبة للي حواليه بس مش بالنسباله يا دكتور، المريض المفروض يكون أولويتك مش حبايبه، في ناس كتير بتفضل الحياة عن شبه الحياة، فحتى لو التمن خسارة حياتها بالنسبة ليها أفضل من الموت وهي عايشة.
حرك راسه برفض: اتفقنا ان لا نتفق، شوفي يا دكتورة شذى كل واحد فينا له قناعاته، عايزاني أتابع حالتها ماعنديش مشكلة، إنما أقتنع ان التجميل بالنسبة ليها أساسي أو لا فدي نقطة ولا تهمك ولا تهم المريض.

اعترضت هي كمان: ازاي بقى؟ لو المريض حس ان الدكتور بتاعه ضد انه يعمل عملية هيكون قلقان ومتوتر وممكن...
كمل هو جملتها وكأنه بيوضح وجهة نظره: وممكن يتراجع؟ لو مقتنع وبالنسبة له حياته مش فارقة زي ما بتقولي يبقى مش هيفرق معاه أي رأي تاني.
اتنهدت باستسلام: اتفقنا ان لا نتفق زي ما حضرتك قلت، ياريت لو تمر عليها وتتابع التحاليل والأشعة اللي طلبتها وتبلغني أول بأول.

وافقها وكل واحد راح في طريقه وهي مستغربة من تفكيره وقناعاته.
نادر دخل عند مريضة شذى اللي ابتسمت أول ما شافته: أخيرا حضرتك رجعت؟ كنت متخيلة انك رفضت حالتي
ابتسملها: أنا عمري ما رفضت مريض إلا مرة واحدة وصدقيني استوعبت الدرس كويس، المهم أخبارك ايه دلوقتي؟

مسك التحاليل وبدأ يشوف التقارير بتاعتها ويكشف عليها وهي سألته بفضول بعد ما اتجرأت تكلمه لانه تقبلها بشكلها ومانفرش منه، ماشافتش في عينيه نظرات الشفقة أو التقزز اللي بتشوفها في عيون الكل: حصل ايه للمريض؟
بصلها بعدم فهم: أنهي مريض؟
بصت لعينيه وهو عينيه عليها من غير ما يلف وشه وده ريحها أكتر: اللي رفضته قبل كده؟

افتكر بسمة وهو بيطردها من عنده وبيطلب منها تبطل تمثيل على الناس اللي بيحبوها واتوجع فوق وجعه، يمكن لو كان صدقها كان لحقها، انتبه على صوت نجوى: للدرجة دي ندمان؟
بصلها ونظراته مليانة وجع ملموس: ندمان فوق ما تتخيلي.
حاولت تهزر: اوعى تقولي انه مات؟
حزنه خلى ابتسامتها اختفت ورددت: مات؟

أخد نفس طويل وحاول يشغل نفسه بالتحاليل والورق اللي في ايديه: خلينا دلوقتي في حالتك ونشوف هنعمل ايه معاكي علشان ننظم ضربات قلبك وننزل الضغط ده شوية و...
قاطعته وهي بتمسك الورق: قولي بجد جراله ايه؟
بصلها بألم: مات فعلا وماكانش مريض كانت مريضة.
سألته بتردد: مريضة بس؟
حاول يبتسم بس فشل: لا مش بس مريضة كانت حبيبتي.
أخدت نفس طويل بحزن وحست انها عايزة تعيط: طيب ليه رفضت تساعدها؟

ابتسم بوجع للذكرى: لأني كنت غبي وكنت متهور وزعلان منها فافتكرت انها بتمثل التعب علشان أصالحها.
دموعها بالفعل نزلت: علشان كده انت حزين ونظراتك كلها حزن؟ طيب ليه رافض تساعدني؟
بصلها بذهول: أنا رافض أساعدك؟ أنا مش رافض أساعدك أبدا أنا بس مش عايزك تخاطري بحياتك.
حاولت توضحله وجهة نظرها: دكتور بصلي كويس أنا مشوهة تماما ومش بقدر...

قاطعها: كل اللي هتقوليه صدقيني عارفه كويس ومقدره وحاسس بيكي بس والله ما بيفرق مع اللي بيحبوكي.
وضحتله بتهكم: وهو فين اللي بيحبوني؟ انت شايف حد معايا؟ انت متخيل ان في حد بيحبني أو ممكن يحبني؟
رد بتأكيد: وليه لا؟ الشكل مش كل حاجة.

ضحكت بسخرية: ده واحد زيك يقول الكلام ده، دكتور و وسيم لكن مش واحدة زيي أبدا، انت ممكن تحبني؟ بلاش انت، أي حد، وخليك حقاني وبلاش الكلام العظيم واللي هو المهم الروح والشخصية، انت متخيل الناس بتبصلي ازاي؟ متخيل ان الأطفال بيخافوا مني؟ بلاش دي متخيل ان الناس اللي حواليا بيخوفوا عيالهم بيا أو بيضربوا بيا المثل لو عايزين يخوفوا عيالهم من حاجة؟ اعمل كذا وإلا هنجيبلك نجوى المحروقة، اسمع الكلام وإلا هتبقى زي نجوى و و و وممكن أفضل أقولك كتير.

اتنهد بأسف: أنا عارف ان حياتك صعبة وما أنكرتش ده أبدا بس هل مستاهل تغامري بحياتك؟
ردت بلهجة صارمة وبدون أي تردد: طبعا، طبعا يا دكتور، لو في أمل ولو واحد في المية ان وشي ممكن يبقى مقبول والناس تتقبله هخاطر بحياتي – كملت بهزار – بعدين ما تخافش مفيش حد ورايا هيزعل عليا أوي لو مت، ماعنديش إلا أخويا وهو متجوز وهيفرح أوي لو حملي انزاح عنه فشوفت بقى اني مش بخاطر أبدا؟

اتنهد باستسلام وهي صعبانة عليه: هقولك ايه؟ ربنا ييسرلك أمورك ويقومك بالسلامة ومن ناحيتي هحاول على قد ما أقدر أساعدك وبكل طريقة أقدر بيها.
ابتسمت وشكرته وهو خارج وقف وبصلها: الكلام اللي قلتهولك محدش يعرفه عني هنا.
ابتسمت: ومحدش هيعرفه مني.
ابتسم: متشكر، أنا بس مش بحب حد يتدخل في حياتي الخاصة أو يعرف عني أي حاجة حابب اني أكون في جنب لوحدي.

هزت دماغها بموافقة وتفهم بس فجأة اقترحت: دكتورة شذى حلوة وزي القمر.
ضحك لمحاولاتها: أولا متشكر لمحاولاتك وثانيا ما شوفتيش الدبلة اللي في ايديها؟
عملت نفسها زعلانة: نشوف غيرها طيب؟
ابتسم: قومي بس بالسلامة الأول وبعدها نشوف شغلانة الخاطبة دي.

بدر مهما يحاول مع ابنه إلا ان أنس وصل لمرحلة الكره لأبوه وإحساس بالظلم ماليه.
أخده معاه غصب عنه وهو رايح شقته الجديدة لأنه هيستلم أوض النوم وبدر فكر ان دي فرصة ابنه يفرح بأوضته الجديدة ويساعد في فرشها ويخرج من حالته دي.

هند وصلت هي وأبوها وبدر استقبلهم وحاول يكون طبيعي بس هند من جواها حاسة بحيرته، أبوها وبدر نزلوا يقابلوا العمال اللي وصلوا و هند استغلت نزولهم ودخلت عند أنس تحاول تتكلم معاه، قربت منه بابتسامة: أنس ياحبيبي أخبارك ايه؟ وحشتني يا عم انت.

بصلها بغضب وبكره: أنا مش حبيبك ومش عايزك في حياتنا، انتي بتفرضي نفسك علينا ليه؟ ماما موجودة على فكرة ولولا انتي كان بابا رجعلها، أنا بكرهك يا هند وهفضل أكرهك ولعلمك أول ما أخلص الامتحانات هروح لماما واشبعي انتي ببابا، أنا بكرهكم انتوا الاتنين، بكرهك لأنك مانعة بابا يرجع لماما وبكره بابا لأنه بيجبرني أفضل معاه وأستحملك، اطلعي برا لو سمحتي وافضلي معاه وابعدي عني أنا، أنا عندي ماما ومش محتاجك.

هند كانت مصدومة مع كل حرف سمعته وخرجت بدون ما تنطق حرف وبتحاول تتماسك.
بدر وسط العمال اللي بينزلوا العفش ولمحها فقرب منها بقلق: هنود فيكي حاجة؟ شكلك مش مظبوط؟
حاولت تبتسم بشحوب: أنا بس دوخت فجأة، انت تزعل لو أنا روحت البيت؟
سألها باهتمام: لا مش هزعل أكيد بس خليني الأول آخدك لدكتور طيب؛ انتي بقيتي بتدوخي كتير وبتصدعي كتير، هند علشان خاطري ما تهمليش في نفسك بالشكل ده؟

ابتسمت لاهتمامه وحست انها عايزة تعيط: أنا بس محتاجة شوية نوم مش أكتر مع أكل.
بصلها بعدم اقتناع: طيب خليني أوصلك.
رفضت: لا لا انت افضل مع العمال انت وبابا، أنا هاخد تاكسي.
نزلت وهو معاها وقف تاكسي وسابها تمشي وهو قلقان عليها بس العمال نادوا عليه فطلعلهم وفضل معاهم.

كل ركن بيتفرش في الشقة بيفرح بيه وبيتخيل هند معاه في البيت وبيتخيل حياتهم وبيبتسم لتخيلاته ومن بعيد بيراقبه ابنه والغيظ والكره مسيطرين عليه وبيتمنى لو مامته اللي تشاركهم الشقة دي مش هند.
هند مروحة بيتها وكل أحلامها بتتهد حلم ورا التاني وإحساس الوحدة سيطر عليها من تاني لأنها لا يمكن ترتبط ببدر حبيبها وتحرمه من ابنه ولا يمكن هتحب غيره أبدا في يوم من الأيام، دموعها نزلت بصمت تبكي حالها و وحدتها.

خاطر بعد ما خلص مع بدر عزمه يتغدى معاهم بكرا وبدر وافق لأنه عايز يشوف هند ويطمئن عليها وعلى تبعها لأنه حس انها مش طبيعية انها تسيبه وهو بيفرش في شقتهم وتمشي بالشكل ده.

همس قاعدة مع أصحابها على البحر بس زهقانة مفتقدة وجود سيف حتى لو مش معاها المهم يكون قدام عينيها، طلعت موبايلها تفكر تكلمه بس اتراجعت هو سبق وقالها انه هينام ساعتين وطلب منها تنبسط مع أصحابها؛ لان الرحلات دي مش بتتعوض فتحاول على قد ما تقدر تنبسط.
عينيها كانت معظم الوقت على شلته اللي مندمجين وسط شلة نانيس وهايدي وصوت ضحكهم ملفت للانتباه والأغلبية بيتفرج عليهم.

قامت تجيب حاجة تشربها وتتمشى شوية لوحدها ولمحها مروان اللي راحلها يرخم عليها شوية: ازيك يا أولى الدفعة
استغربت وبصتله وابتسمت بمجاملة لما شافته وعرفته: مين قالك اني أولى الدفعة؟
ابتسم: يوووه كتير، أولا كنت موجود يوم زيارتكم للمصنع وشوفت سيف وهو بيقدمك لوالده، وثانيا عايز أقولك ان الشلة دي بتعزك زي عينيها بالظبط.
ضحكت على أسلوبه اللي بيتكلم بيه: أنا عارفة مقدار حبهم.

ماعرفتش تقول ايه؟ ومش عارفة ازاي تمشي وفكرت تسأله عن سيف بس اتراجعت لأنه مش معرف أي حد بعلاقتهم.
مروان بيبصلها بحيرة لأنه ملاحظ اهتمام سيف فسألها فجأة: ما تعرفيش سيف هيصحى امتى؟
بصتله بدهشة: وأنا هعرف ليه؟
حاول يبرر سؤاله: يعني قاعد جنبك طول الطريق ونام جنبك فأكيد اتكلمتوا
همس كشرت وماحبتش تلميحاته: أنا معرفش دكتور سيف فين وأنا مش مسئولة عنه بعد إذنك.
حاول يوقفها فاتكلم: همس لحظة.

بصتله بغضب: ما ترفعش التكليف لو سمحت بينا وما تتعاملش معايا وكأننا أصحاب لأني ببساطة ما أعرفكش.
هايدي كانت رايحة تجيب حاجة تشربها من الكافيتريا وسمعت آخر جملة لهمس فاتدخلت بتهكم: ما احنا حذرناك منها دي بالذات مش بتتكلم ولا بتتفاهم.
بصتلها بغيظ وأكدت كلامها: أيوة دي بالذات بتعض فابعدوا عنها أحسنلكم وشوفوا حد غيري تتكلموا عنه.

سابتهم ومشيت ومروان اتضايق لأنه ماكانش قاصد أبدا ينرفزها كده ومش عايز يزعل سيف منه أبدا.
طلعت ناحية أوضتها وهي متغاظة من الكل وحست انها غلطت لما طلبت من سيف يجي الرحلة، يدوب خرجت من الأسانسير وهتروح ناحية أوضتها فأوضته اتفتحت وطلع منها سيف اللي اتفاجئ بيها وابتسم: قلبي أنا، معقول أول ما أفكر فيكي ألاقيكي قدامي؟
ابتسم بس لاحظ انها مكشرة فأخد نفس طويل وسألها بدهشة: مالك بس ضاربة بوز ليه كده؟

ضمت حواجبها بتذمر ولسه هتكمل طريقها فمسك دراعها بلوم: قلنا نستخدم الكلمات يا همس، اتكلمي يا بابا في ايه؟ ومين مضايقك كده؟
بصتله بغيظ: انت قايل لأصحابك ايه عني؟
ساب دراعها وبصلها بذهول: ايه السؤال ده؟ هقولهم ايه يعني؟ ولا حاجة.
حركت راسها برفض وايديها على وسطها باعتراض: لا طبعا مش هيتكملوا كده لو مش عارفين حاجة عني.
سيف اتضايق: وضحي وقولي حصل ايه؟

بص حواليه وبص لأوضته وراه اللي لسه بابها مفتوح: تعالي جوا نتكلم بدل ما حد يطلع يشوفنا كده.
كشرت أكتر: لا طبعا مش هدخل أوضتك واتفضل جاوبني.
رفع حاجبه من أسلوبها ورد بصبر: أسلوبك مش عاجبني يا همس ودي تاني مرة النهارده تتكلمي وتتصرفي بطريقة مش عاجباني.
أخدت نفس طويل بحزن: اللي بيحصل فوق تحملي يا سيف.
بصلها بنفاد صبر: وايه اللي بيحصل بالظبط؟ فهميني علشان أعرف أرد عليكي وأجاوبك.

لسه يادوب هيتكلم بس سمع صوت الأسانسير ولاحظ ان الباب هيتفتح فمسك دراعها وشدها جوا أوضته وقفل الباب و وقفوا ورا الباب الاتنين وهو ماسكها بين ايديه واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وأنفاس عالية وصدمتها من تصرفه وقربها منه بالشكل ده، كل ده لخبطها وخلاها مش عارفة تتكلم ولا فاكرة أصلا هي عايزة تقول ايه؟

سيف بص لعينيها وبص لوشها ولاحظ توهانها وبص لشفايفها وغاب عقله تماما، من امتى بيتمنى يلمس شفايفها؟ حاول بجد يسيطر على أعصابه بس هي في أوضته، انتقم من شفايفها وهي ما اعترضتش ولا نطقت، شالها بين ايديه وحطها على السرير وراه وبيحاول يطفي نار شوقه ليها، قلع قميصه ورماه بعيد وبيغرق أكتر وأكتر في شفايفها.
انتبه على صوتها بتزعق: ما ترد عليا يا سيف، دخلتني هنا ليه وهخرج ازاي دلوقتي؟ انت بتحطني في مواقف.

انتبه سيف ورجع خطوة لورا لان أفكاره المجنونة بتهيأله حاجات خطر، وللحظة سأل نفسه هيجرى ايه لو عمل اللي اتخيله من لحظات ده؟
نفض راسه من الأفكار دي وبعد عنها وربع ايديه على صدره ودارى كل انفعالاته وبصلها وحمحم بهدوء: سيبك من اللي بتقوليه وفهميني حصل ايه ضايقك كده من أصحابي؟

أخدت نفس طويل وحكتله اللي حصل كله من صاحبه وهو سمعها واتضايق من مروان واستناها لحد ما سكتت، سألها بدهشة: مروان قالك نام جنبك؟ قال اللفظ ده كده؟
كشرت باستنكار: يعني هتبلى عليه يا سيف؟

حاول يفهمها قصده: يا حبيبتي مش قصدي، مروان أيوة متخلف ولسانه متبري منه بس معانا احنا، مع أصحابه لكن مش مع حد غريب عنه وأنا مش هسكتله برضه علشان كلامه معاكي– ابتسم بفخر بيها وكمل – بس كويس انك رديتي عليه كده، طيب ايه مضايقك بقى؟ ما انتي اهو رديتي عليه و وقفتيه وعرفتيه مكانته.

كشرت وبصت للأرض وطبقت ايديها وماعرفتش تقوله ايه، سيف قرب خطوة بس محافظ على مسافة بينهم واتكلم بحنان: ايه اللي ضايقك يا همستي الحلوة؟ اللي حتى وهي مكشرة برضه حلوة.
ابتسامة بتحاول تظهر بس هي بتمنعها وردت بخفوت بتلقائية: كنت متخيلة اني هبقى مبسوطة مع أصحابي بس طول ما انت مش موجود مش عارفة أتبسط.
اتنهد بتعب: أنا كمان حاولت أنام وأرتاح بس قلت لنفسي رحلة يومين هتضيعهم نوم؟ فقمت علشانك.

رفعت راسها بصتله: وبعدين هنعمل ايه؟
فكر وهو عينيه عليها: احنا ممكن نخرج من القرية عادي يعني وأفسحك هنا ايه رأيك؟
فكرت شوية بس رفضت وسألته: هتعمل ايه مع مروان؟
ابتسم بتوعد: ما تقلقيش هتعامل معاه.
سألته باهتمام: حد فيهم يعرف عن علاقتنا؟
هز راسه برفض: لا ماقلتش لأي حد، مفيش حد يعرف غير أبويا بس.
هزت راسها بس بصتله باستغراب: مش دول الانتيم بتوعك ليه مش قايلهم؟

ماكانش عنده إجابة ورد ببساطة: مش عارف، يمكن ماجتش مناسبة مش أكتر، وبعدين الشغل والضغط بتاعه، غير كده حازم حاسه بعيد عني وبيهرب دايما مني ومش عارف ده إحساسي ولا بجد هو بيتهرب اننا نكون لوحدنا؟ ومروان ما جتش فرصة ده غير انه بيسافر كتير، أبويا الصراحة مطلع عينيه.
بصتله بتردد: وشاكي؟

ابتسم لسؤالها: شاكي صاحبتنا أيوة بس مش لدرجة اني أقعد وأحكيلها عن حبيبتي وكده، بصي أنا اه متفتح وكده بس في حدود للصحوبية بين البنت والولد.
استغربت كلامه: بس هي على طول معاكم وبتخرج معاكم؟

وضحلها: هي زميلتنا من أيام الدراسة أيوة بس معرفش دايما بتحاول تتواجد معانا أو ده إحساسي انها بتحاول تفرض وجودها معانا، فبالنسبة لينا مش فارقة عادي لكن احنا التلاتة أصحاب أوي وشاكي مش ضمن الدايرة بتاعتنا، وجودها مش بيضر فسايبينها.
بصت لأوضته وبصتله: ينفع بقى تخرجني زي ما دخلتني كده؟

ابتسملها وبص للباب وفكر لو يقفله وما يفتحهوش أبدا أبدا وابتسم لتخيلاته وهي لاحظت فسألته ببلاهة: بتبتسم ليه؟ فكرت في ايه؟
ابتسم أكتر وصارحها: بفكر لو أحبسك وما أخرجكيش من هنا هيحصل ايه؟
ابتسمت بخجل وبصت للباب: افتح الباب وشوف في حد ولا ايه علشان نخرج؟
خرجوا من الأوضة وكل واحد راح في طريقه واندمجوا مع زمايلهم بس عينيهم على بعض.

سيف راح لمروان اللي أول ما شافه بعد عن الشلة وراحله وبدأ هو بالكلام بندم: سيف أنا بدون قصد ضايقت الباشمهندسة همس، يعني لساني انت عارفه وفلت معاها وهي اتنرفزت وزعلت.
سيف بصله بضيق ومكشر بس النضارة مدارية عينيه وانفعل: قلتلها ايه يا أبو لسان فالت؟
حاول يبرر: يعني مش فالت أوي أنا بس سألتها عنك.
بصله باستغراب: وتسألها هي ليه عني؟

مروان بصله لوهلة وباندفاع: بص همس مش عادية بالنسبالك وما تخبيش عليا لو سمحت فأنا تخيلت انها عارفة صحوبيتنا وهتتكلم عادي مش هتقفش كده.
سيف بصله بتركيز ونزل النظارة من على عينيه وبصله بتحذير: ما تضايقهاش تاني يا مروان وما تفترضش وتتعامل بناء على افتراضاتك.
جه يمشي ويبعد بس مسك دراعه: همس ايه بالنسبالك؟
شد دراعه منه: ماعنديش إجابة يا مروان.

مروان أصر: بتحبها صح؟ باين أوي من نظراتكم واهتمامك بيها، طيب ليه خطبت شذى؟
سيف رجع وقف قصاده وقلع نظارته تماما: انت شايف يعني ان ده وقته ومكانه نتكلم في موضوع زي ده؟ همس حبيبتي أيوة يا مروان، كده ارتحت؟ ما تضايقهاش تاني وما تهزرش معاها هي مختلفة مش زي حد من أصحابنا وما تحاولش تلفت الانتباه ليها أو تتكلم معاها بأريحية والكل يتساءل ليه دي بالذات أصحابه بيتكلموا معاها؟ أعتقد كده جاوبتك على كل أسئلتك؟

مروان ساكت وبيهز دماغه بتفهم بس مرة واحدة سأله: مين يعرف عنكم تاني؟
بصله بنفاد صبر: ولا أي حد ومش عايز حد يعرف ولا حازم ولا آية ولا أي مخلوق فهمت ولا لسه نفهم تاني؟
ابتسم وهو بيشاور على بوقه انه هيفضل مقفول وماشيين جنب بعض رايحين لزمايلهم وقربوا منهم، مروان سأله: انت تعرف مين اللي حازم بيحبها؟
سيف بص ناحيته وهز دماغه بحيرة: لا معرفش ماقاليش، انت تعرفها؟
مروان بحيرة: أول مرة الواد ده يخبي عننا حاجة.

اندمجوا وسط الباقيين ومن وقت للتاني عينيه بتروح لهمس يطمئن عليها.
مروان اقترح يلعبوا لعبة أسئلة وهي انهم يقعدوا على كراسي و واحد يسألهم وكل واحد فيهم هيمسك بالونة مليانة مياه فوق راسه ولو جاوب صح خلاص لكن لو غلط اللي بيسأله هيكون في ايده دبوس ويفرقعله البالونة فوق راسه، الكل عجبته اللعبة وقعدوا كلهم
مروان بدأ أول واحد يسأل وراح الأول لسيف وسأله بتحفز: أكتر حد بتحبه ومش بابا ولا ماما ولا آية؟

الكل بص لسيف اللي قاله بضحك: فرقع فرقع يا ندل.
مروان فرقع البالونة والكل بيضحك على سيف اللي غرق مياه تماما.
راح لحازم بعده: نفس السؤال بالظبط جاوب
حازم قال نفس إجابة سيف: فرقع يا ندل.
راح لآية: نفس السؤال يا آية
آية بضحك: نفس الإجابة بتاعتهم.
الكل ضحك وهو فرقع البالونة فوقها وراح لشاكي وقبل ما يتكلم هي قالتله: لو نفس السؤال فرقعها يا ندل.

مروان بعد ما فرقع فوقها البالونة وقف قدامهم بمرح: ايه الشلة الغريبة دي اللي محدش عارف فيها أي حد بيحب مين؟ لا ده انتوا عايزين قعدة طويلة نفهم ايه الحكاية؟
آية وقفت: أنا هسأل أنا هات الدبوس يا مروان وراحت لسيف الأول: أكتر لون بحبه؟
سيف مش عارف فقال أول لون جه على باله: الأسود.
آية فرقعت البالونة وهي بتقوله بانتصار: غللللط.
الكل ضحك على سيف وهو غرقان مياه وآية اتنقلت لمروان
آية: عندي كام سنة؟

مروان بيفكر بسرعة وقال: ٢٦.
فرقعت فوق راسه البالونة وشهقت: أنا لسه متخرجة يا ذكي.
آية لحازم ومتحفزة: أكتر حد بحبه؟
حازم بيفكر وهي ماسكة الدبوس فوق راسه فقال بسرعة: سيف.
فرقعت الدبوس وكلهم ضحكوا وسيف بصلها بصدمة مضحكة وايده على قلبه: مش أنا بجد؟
آية بتضحك وبتكمل أسئلتها لشاكي: أكتر مطعم بحب أروحه؟
شاكي بتضحك: وأنا ايش عرفني؟
فرقعت البالونة فوق راسها.

سيف وقف وأخد منها الدبوس: دوري يا واطيين، بما انكم كلكم المفروض يعني مهندسين فأسئلتي هتكون ذكاء مش الهبل اللي بتعملوه.
بدأ بشاكي: عددين ضربهم ب ١٦ وجمعهم ١٧ بسرعة؟
الكل بيتكلم بحماس وهي بتحاول تفكر بس مش عارفة فسيف فرقع البالونة وقالها: يا ذكية ١٦*١ ضربهم ١٦ وجمعهم ١٧.
راح لآية: هل ينفع واحد يتجوز أخت أرملته؟
آية بتفكر والكل بيهيص وبعدها قالت: اه ينفع.
فرقع البالونة وهي اعترضت: تحل له بتفرقعها ليه؟

بصلها وبيضحك: لأنه ميت يا غبية هيتجوز ازاي؟ بقولك أخت أرملته.
كلهم ضحكوا عليها وهو راح لحازم: قطر كهربائي ماشي ناحية الشرق والهواء جاي من الغرب، اتجاه الدخان هيكون ازاي؟ بسرعة.
الكل بيشجع وحازم بيفكر وبعدها صرخ: الغرب في اتجاه الهوا.
سيف فرقع البالونة وكلهم اعترضوا فبصلهم بتهكم: هو قطر الكهربا فيه دخان أصلا يا أغبياء؟
الكل تنح وضحك وهو راح لمروان: ازاي أجمع ٩ و ٧ ويكون الناتج ٤؟

مروان بصله بغيظ: ما ينفعش هتهزر؟
سيف فرقع البالونة فوقه وهو وقف: طيب قولي ازاي يا ذكي عصرك؟
سيف ضحك: الساعة ٩ لو ضفت عليها ٧ ساعات هتبقى ٤ نفع ولا ما نفعش؟
مروان بصله بغيظ: انت بتهرج
أخد منه الدبوس وقعده مكانه: أنا هوريك الأسئلة الرخمة دي.
قلب في موبايله وبدأ بسيف: ليه الحمار الوحشي بيعتبروه من الحيوانات القديمة؟
سيف بيفكر ويدوب مروان هيفرقع البالونة فقاله: لأنه أبيض وأسود.

مروان كشر وبصله بغيظ: عرفتها ازاي يا رخم؟
الكل ضحك واتنقل لحازم: أخت خالك بس مش خالتك مين هي؟
حازم بيفكر بسرعة وراح قايل: أمك.
مروان اتغاظ: صح بس ايه أمك دي؟ طيب أمك انت.
اتنقل لآية: عنده رجل واحدة و٣ عيون؟
آية فكرت وصرخت: الإشارة.
مروان ضحك: سهلة دي صح
راح لشاكي: ليه الخشب يتيم؟
جاوبت: لأنه وحيد الشجرة.
فرقعها فوق راسها وهي بتعترض فقالها: اسمها مقطوع من شجرة مش وحيد الشجرة.

رجع لسيف تاني: حيوان يتحمل العطش أكتر من الجمل؟
سيف بيفكر: الزرافة.
مروان تنح: بتعرف الحاجات دي منين؟
راح لحازم: حيوان يأكل عياله لو جاع؟
حازم فكر وبسرعة قال: مروان.
مروان فرقع البالونة والكل ضحك عليه وبعدها بص لسيف: مين الحيوان؟
سيف ضحك: غيرك يعني – الكل ضحك وهو كمل – أعتقد النمر.
مروان ضم قبضة ايده بغيظ: رخم انت رخم، صح النمر
راح لآية: عدد قلوب الأخطبوط؟
بصتله: فرقع يا بايخ.

فرقعها وبص لسيف بغيظ: تعرف كام؟
سيف ضحك: ٣ يا ناصح.
هز دماغه بتذمر وراح لشاكي: الذهب الأسود المقصود بيه ايه؟
شاكي جاوبت بسرعة: البترول
سيف وقف وبص لمروان: كفاية بقى اللعبة دي، كفاية مياه.
كان بينفض شعره وكلهم قاموا بيضحكوا والرجالة قلعوا تيشيرتاتهم بيعصروها، سيف لمح همس بتبصله فاتقابلت عينيهم فغمزلها وهو بيبتسملها وهي هربت من عينيه لأنها اتحرجت منه انه كشفها وهي بتتفحصه وعملت نفسها مشغولة مع صحباتها.

خلود بضيق: البنات هياكلوا سيف بعينيهم وهو قالع التيشيرت كده.
همس بصت حواليها وخصوصا لنانيس وهايدي اللي بالفعل كانوا مركزين معاه فكشرت واتعصبت وبصت لسيف اللي بيضحك مع زمايله، سيف لمحها مكشرة ومروان بصله: أعتقد انها غيرانة، الكل عيونهم عليك، خد لفة بعينيك على البنات كده؟

سيف بص لمروان وبص حواليه وبالفعل معظم الأنظار عليهم فكشر ومروان ضحك وسابه و راح ناحية البنات، سيف بيلبس تيشيرته واتفاجئ بحد بيفرد التيشيرت وراه، بص باستغراب كانت شاكي بتساعده وبتفرد تيشيرته فاتراجع بسرعة خطوة وبيشكرها باقتضاب وهي بتمد ايدها لشعره اللي بينقط مياه ويدوب هتلمس وشه فمسك ايدها يبعدها بضيق: في ايه يا شاكي؟
بصتله باستغراب: بمسح المياه نازلة على وشك.

علق على كلامها بحدة: شاكي أنا هدومي كلها مبلولة مش بس وشي فمياه ايه اللي بتمسحيها؟
اتراجعت وهي مكشرة: انت بتكلمني كده ليه؟ في ايه يا سيف وكأننا غريبين عن بعض؟ ما احنا طول عمرنا قريبين وعادي ألمسك ليه محسسني دلوقتي اني برتكب جريمة؟

وضحلها: زمان كنا عيال وكنا طلبة وبنهزر ونرخم ونجري ونتنطط عادي محدش بيقولنا انتوا فين ولا بتعملوا ايه؟ لكن دلوقتي احنا دكاترة وبصي حواليكي هتلاقي ألف عين عليكي مركزة وبتشوف بنعمل ايه فلما تمدي ايدك كده أو تفردي هدومي ده معناه بالنسبالهم ان في حاجة بينا وده مش صحيح.
رمت كلمتها تشوف ايه رد فعله؟
- وفيها ايه لو قالوا ان في علاقة بينا؟ ايه مشكلتك؟

بصلها بذهول: ايه مشكلتي؟ مش حابب حد يتكلم عليا يا شاكي، مش حابب يبصولي بنظرة مش حلوة، مش حابب يتكلموا عنك انتي بشكل مش كويس لأنك شكلك ناسية اني المفروض خاطب فده هيخلي صورتك وحشة جدا.
اعترضت: انت المفروض هتسيب خطيبتك؟
أخد نفس طويل وجاوبها: وده ماحصلش لحد دلوقتي بس سواء سيبتها أو فضلت معاها ده مش معناه ان في علاقة بينا أو هيكون في.
بصتله بضيق: قصدك ايه؟

اتنهد: قصدي أنا وانتي مجرد أصحاب زي مروان وحازم فمروان وحازم محدش فيهم بيساعدني في لبس هدومي.
بصتله فترة وبعدها مشيت من قدامه متعصبة، ومروان حاول يكلمها بس ما وفقتش فبص ناحية سيف اللي رفع ايديه وكأنه مش عارف مالها؟
همس وأصحابها كانوا مراقبين حوار شاكي وهمس كانت عايزة تقوم تجيبها من شعرها علشان مدت ايدها على سيف بس مسكت أعصابها خصوصا لما لقته صدها فرحت
هالة علقت: شكله طرقعلها.

خلود وافقتها: باين فعلا بس تستاهل، مالها وماله هي؟
همس عينيها على سيف اللي قرب ناحيتهم وبصلها بهدوء: ما تيجي ننزل المياه شوية؟ ونبعد شوية عن الناس دي؟
همس ابتسمت: للأسف مش بعرف أعوم.
بصلها بذهول: نعم؟ هو في حد في الزمن ده مش بيعرف يعوم يا همس؟ امال بتروحي مصايف بتعملي فيها ايه؟
علقت بعفوية: بلعب على الشط زي العيال.

حط ايديه على وسطه وباصص للبحر قدامه ومحافظ على مسافة بينهم بحيث اللي يشوفهم من بعيد ما يعرفش انهم بيتكلموا، سيف بيفكر بصوت عالي بمرح: وبعدين هعمل ايه مع العيلة دي؟
كشرت بطفولة: ما تقولش عيلة دي.
ابتسم وبيبص حواليه وفجأة بصلها: شايفة الممر الطويل اللي هناك ده؟
بصت للممر قدامها: اه اللي قدامنا اهو.
اعترض: بقولك البعيد الطويل مش اللي قدامنا.
ابتسمت لأنها فاهمة بس حابة تضايقه: المهم ماله؟

رد بدون ما يلتفتلها: روحي انتي وأصحابك لآخره واستنيني هشوف طريقة.
خلود رفضت علشان تغيظه: مش رايحة معاها، علشان أبقى محضر خير كويس.
سيف مشي من قدامها وبصلها وكأنه مش مهتم بكلامها فاستنكرت: شايفة بيبصلي ازاي؟ طيب وحياتك انتي ما رايحة ولا انتي كمان هتروحي يوريني بقى سيادته هيعمل ايه؟
همس ضحكت عليها: ما تبطلي رخامة عليه.

شهقت وبصت لهالة: شايفة؟ بتقولي أنا أبطل رخامة بدل ما تاخد موقف وتقوله يحترمنا، البت دي مش بيطمر فيها – قعدت بعناد – طيب بجد مش رايحة معاكي.
همس باستها على خدها بمحايلة: قلبي انتي الخير والبركة بس خليكي حلوة وقومي بقى ما ترخميش – بصت لهالة - قوليلها حاجة البت دي
هالة بصت لخلود بابتسامة: قومي نوصلها خلينا نخلص من زنها البت دي، بعدين هو ماقالكيش حاجة انتي اللي جريتي شكله.

خلود شهقت: أنا؟ انتي ما شوفتيش بصلي ازاي؟
هالة: انتي بدأتي الأول وقلتي مش هنوصلها وهو ماردش عليكي أصلا.
خلود هتكمل بس هالة حطت ايدها قدام وشها: بت قومي نوصلها وبطلي رغي كتير.

سيف وهو ماشي شلة نانيس اعترضوا طريقه وطلبوا منه يقعد يشاركهم في لعبة تانية وهو بص لمروان يلحقه وحاول يبرر: خلوني أريح شوية كده وأتمشى شوية على البحر واليوم لسه طويل.
آية دخلت تبرر بالرغم من انها ما تعرفش حاجة: سيف على طول بيحب يختلي بنفسه على البحر بالذات - بتقلده – يقعد ويستجم ويحب الهدوء التام جنبه ويدور على حتة مافيهاش أي حد ويقعد لوحده، يسمع مزيكا أو يقرأ كتاب أو بس يتأمل البحر.

ابتسم لوصفها: برافو عليكي مذكراني اهو كويس، أنا فعلا بحب أقعد في أي مكان فاضي لوحدي.
نانيس سألته بفضول: ولما تتجوز هتسيب مراتك لوحدها وتقعد تتأمل لوحدك؟
ابتسم وهو بيبص ناحية همسته: طباعها أكيد هتكون قريبة من طباعي وتشاركني في المزيكا أو الكتاب أو حتى التأمل.
هايدي: ولو كانت بتحب تجري وتتنطط وتعمل دوشة؟
بصلها: في وقت لده و وقت لده فلو هي مش بتميز أصلا يبقى مش هتكون مراتي من البداية، سلام.

سابهم ومشي ومروان معاه سأله: انت رايح فين؟ العيون كلها عليك؟
سيف بص ناحية الشلة اللي متابعاه: بفكر لسه ازاي أخلع منهم ومن عيونهم.
مروان اقترح: طيب خدها برا القرية خالص ده أفضل حل.
سيف اتنهد بقلة حيلة: سيادتها رفضت الحل ده ومش عايزة تبعد عن أصحابها.
مروان ابتسم على حيرة صاحبه: شكلها هتطلع على عينيك القديم والجديد، المهم هتعمل ايه طيب؟
نفخ بضيق: بفكر اهو.
مروان بص ناحيتهم: دي ماشية هي وأصحابها.

سيف أكد بابتسامة بدون ما يلتفت: رايحة للممر الطويل زي ما قلتلها، المصيبة انها حتى العوم ما بتعرفش تعوم.
مروان ضحك وشاور على اللانش: خد لانش من دول
سيف رفض: لا كبير وملفت أوي للنظر بفكر في بيتش باجي والجيت سكي دول.
مروان وافقه وسابه يشتت انتباه الكل لحد ما سيف يتحرك ويبعد شوية عنهم.

همس قاعدة في آخر الممر اللي آخره سلالم تنزل لوسط المياه والتلاتة قاعدين على السلالم وخلود اعترضت: هنفضل قاعدين كده كتير مستنيينه؟ يعني نفترض حد فينا وقع هنعمل ايه؟
هالة ببساطة وهي باصة للمياه: هنصوت لغاية ما حد يجي يلحقه وهو وحظه عايش ولا غرق.

ضحكوا التلاتة وباصين للمياه تحتهم وقاطعهم صوت الجيت سكي بيقرب منهم فبصوا ناحيته وكان سيف اللي راكبه، قرب منهم و وقف بس غرق خلود لما قرب شوية وهي اتعصبت: اهو ده اللي بينوبنا.
سيف ضحك ببرود: ده علشان بس نيتك السيئة، عارفة لو صافية ماكنتيش اتغرقتي انتي لوحدك.
خلود بصت لهمس ولهالة وبصتله بغيظ: شايفين؟ وتقولوا أنا بجر شكله؟! اتكلمت أنا؟

سيف ضحك أكتر: يعني أنا دلوقتي قاصد أغرقك؟ أنا قربت والمياه جت عليكي انتي كنتي بعدتي شوية، - بص لهمس وكمل - المهم تعالي.
همس عينيها وسعت: آجي فين؟ انت متخيل اني ممكن أركب البتاع ده ونبعد وسط المياه؟
استغرب: أيوة بالظبط كده، فيها ايه معترضة ليه دلوقتي؟
بصت لأصحابها وبصتله بتذمر: ولو وقعت أموت كده عادي وسط المياه؟
استغرب وبصلها بذهول: وقعتي وتموتي؟ على أساس ايه بالظبط؟

خلود وضحت: انت ممكن ما تلحقهاش، بت اوعي تركبي.
سيف كشر وبصلها بجدية: اركبي يا بت - بص لخلود بضيق - وانتي...
قاطعته خلود باستفزاز: مش هكون محضر خير، ما تركبيش يا همس، الراجل ده هيغرقك.
سيف ردد بذهول: الراجل ده؟
خلود بصتله بقلق: احنا اتفقنا برا الكلية انت مش الدكتور بتاعنا فما تركزش في كل كلمة ولا ايه؟

سيف وضح باقتضاب: حتى لو مش دكتور أصلا ليكم مش لدرجة الراجل ده ها؟ - بص لهمس - همس يلا بدل ما حد يجي يا إما يلا نخرج برا القرية كلها
همس بصتله بتوتر: طيب هركب ازاي؟
قرب أكتر منها بهدوء: تعالي اركبي، زي الموتوسيكل يعني عادي.
همس بتقرب بخوف: هو حد قالك اني بركب موتوسيكلات؟ وبعدين الموتوسيكل لو وقعت مش هقع أغرق.
سيف مد ايده يساعدها بابتسامة: مش هتغرقي لو وقعتي ما تخافيش.

مسكت ايده جامد وحطت رجليها على الحرف وسألته بتردد: سيف هقع؟
شدها عليه بضحك: يا بنتي اركبي وبطلي الجبن ده.
ركبت وراه ومسكت فيه بايديها الاتنين وخلود علقت بتهكم: طير بقى.
همس صرخت: اوعى تسوق بسرعة.
سيف: ركبتي خلاص أتحرك؟
هالة سألته: نستناها ولا ايه؟
سيف بص لساعته وبصلهم: ممكن ساعتين كده وأرجعها.
خلود شهقت: ساعتين بحالهم؟ لا طبعا ربع ساعة بس.

سيف بصلها ببرود وتجاهلها فبصت لهمس بانفعال: شايفة؟ هي دي نظرته اللي بيتجاهلني بيها؟ هكلم فتّون وأقولها بنتك ركبت بيتش باجي مع دكتور سيف واحنا قلقانين عليها لتقع في المياه وتغرق.
سيف باستنكار: ما تبطلي رخامة شوية علشان أبطل أتجاهلك، بعدين مين فتّون دي اللي هتكلميها؟
همس ردت بضيق: ماما.

سيف اتضايق وبص لخلود اللي بالفعل استرخمت جملتها فاتراجعت وسيف بص لهمس من فوق كتفه بجدية: لو مش حابة يا همس انزلي، أنا بس حبيت نقعد مع بعض شوية في الجو ده مش أكتر فلو مش مرتاحة للخطوة دي عادي.
همس مش عارفة تعمل ايه؟ هي عايزة تقعد معاه بس في نفس الوقت مش حابة العلاقة دي بالشكل ده ولما صمتها طال سيف بصلها بهدوء: انزلي يا همس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة