قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثالث عشر

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثالث عشر

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثالث عشر

سيف بصلها بجنون: انتي ايه علاقتك بالضبط بمحمود السمري؟
بصتله بذهول: افندم؟
كرر سؤاله بغيظ: ايه علاقتك بيه؟
حركت راسها برفض: أعتقد ده شيء ما يخصكش، بعد اذنك.
يادوب هترجع لأصحابها بس مسك دراعها وشدها للمبنى اللي جنبهم تحت صدمتها ودخل المعمل وقفل الباب وبصلها بجدية: ايه علاقتك بيه؟ اتكلمي
همس بذهول من تصرفه: انت ازاي تمسكني كده و تشدني بالطريقة دي؟ الطلبة هتقول عليا ايه؟

زعق سيف بغضب خوفها منه: ما تولع الطلبة كلها على الكلية كمان، جاوبيني؟
بصتله باستغراب واتنهدت: محمود صديق مقرب من زمان، كان جارنا ومن واحنا أطفال مع بعض وبعدها اتنقلوا للقاهرة ودخلت الجامعة وهو كان أكبر مني وطول عمره زي أخويا الكبير.
حرك راسه باستنكار: أنا شوفته.
سألته بحيرة: شوفته ايه مش فاهمة؟

زعق بغضب مكبوت: شوفته بيديكي الخاتم وقالي قبلها انه هيديه لحبيبته اللي بيتمنى يشاركها حياته، شوفتك بتتنططي أول ما شوفتي الخاتم، شوفت الفرحة في عينيكي.
بصتله وقلبها بيدق هيخرج من مكانه والأمور بتوضح قدامها: كان لازم أفرح، لما أعرف ان أخويا هيخطب البنت اللي بيحبها من سنين كان لازم أفرح.
بصلها باستنكار: أنا افتكرت الخاتم ليكي انتي.

بصتله بصدمة وبعدها افتكرت خطوبته فابتسمت بوجع: حضرتك بتبرر ايه بالظبط؟ خداعك ليا واهتمامك المزيف؟ ولا خطوبتك؟ للأسف تبريرك مابقاش ينفع يا دكتور، بعد إذنك.
حاول يوقفها بس جريت من قصاده، قعد مكانه ومسك راسه بحزن بيسأل نفسه ازاي اتسرع بالشكل ده؟
همس خرجت بتعيط وأصحابها شافوها وقفوها بالعافية وخلود سألتها: في ايه؟ حصل ايه فهمينا؟
مسحت دموعها وردت بحزن: أنا هروح سيبوني.

هالة مسكت دراعها بخوف: فهمينا الأول في ايه؟ ودكتور سيف ماله؟ وكان عايز ايه؟
بصتلهم بنرفزة وعياط: في انه غبي، غبي غبي.
الاتنين بصوا لبعض بحيرة وبصولها: مين ده اللي غبي يا همس؟ تقصدي مين؟
بصتلهم بغيظ: سيف هو في غيره؟
خلود سألتها بحيرة: غبي ليه؟ ايه اللي حصل وعمل ايه؟
همس بصتلها بسخرية: تخيلي افتكر ان محمود خطيبي وشافه بيوريني الخاتم افتكر اني خطيبته.

هالة كملت لما بدأت تفهم: اوعي تقولي انه علشان كده راح خطب؟
همس كملت بغيظ: مش بقولك غبي؟ بقولكم ايه أنا مش عايزة نتكلم تاني عنه أبدا، خلينا ننساه خالص ونعتبره شخص عادي مجرد دكتور وبس.
همس فضلت اليوم كله مش قادرة تركز وتفكر غير في سيف وبس واللي سمعته منه.

بدر عرف من هند القهوة اللي أبوها بينزل بالليل يقعد عليها شوية و راحله هناك واستغرب خاطر أول ما شافه وسلم عليه وقعد قصاده: أكيد حضرتك مستغرب اني جيت لحضرتك هنا.
خاطر بصله وابتسم بمجاملة: لا يا ابني أهلا بيك، تحب نطلع البيت؟
رفض بسرعة: لا يا عمي لا، أنا حابب نتكلم أنا وحضرتك شوية براحتنا.
هز دماغه بتفهم: وماله نتكلم.

بدر سكت شوية وبعدها بصله بتوتر: عايز تعرف ايه عني؟ أنا المرة اللي فاتت كنت تعبان ومش قادر وده خلاني شوية متحفز، المرة دي أنا قدامك اتفضل.
خاطر سكت شوية مش عارف يبدأ منين؟: كلمني عن جوازك الأول، ازاي كنتم مختلفين؟ ليه انفصلتوا وليه ما اتحملتوش علشان ابنكم؟ ليه متخيل انك هتنجح مع بنتي؟ عندي الف سؤال.
اتنهد وبصله: وأنا هجاوبك عن كل التفاصيل اللي حضرتك عايز تعرفها.

بدأ يحكيله عن تفاصيل جوازه واختلافه مع مراته وسفره وأخيرا طلاقه، حكي كل حاجة بالتفصيل وخاطر سمعه بتركيز لحد ما سكت وبصله بهدوء: بس يا عمي دي حكايتي مع جوازي الأول.
سأله باستغراب: ليه ما قلتش ده من الأول؟
فكر لحظات: ماحبيتش أغلط في أم ابني أول مرة أشوفكم فيها وما بحبش أعيب فيها، هي صفحة واتقفلت، بس لو دي هتتسبب اني أخسر بنتكم فأكيد مش هسمح بده.
خاطر حس انه صادق فسأله بهدوء: ليه شايف انك هتنجح مع هند؟

فكر شوية وحاول ان إجابته تكون بعيدة عن الحب أو العواطف هو لازم يقنع أبوها: أنا و هند كتير حسينا ان أفكارنا واحدة، متقاربين في حاجات كتير، هي إنسانة جميلة وصراحة كل اللي حواليها بيشكروا فيها وفي أخلاقها وفي صفاتها وأنا اتمنيتها زوجة تشاركني حياتي بعد ما اتعاملنا مع بعض كذا مرة.
خاطر فجأة سأله: وابنك؟

استغرب سؤاله: ماله ابني؟ ابني هيكون محظوظ بهند أو انه يكون عنده أخوات مش وحيد بالشكل ده، يعني كده خطوة كويسة له هو كمان مش أنا بس.
خاطر قرب منه: لنفترض ان هند عاملته وحش وكانت مرات أب سيئة أو طلبت منك ترجعه لوالدته وانها مش هتكون أم له هتعمل ايه؟
بدر استغرب كلام خاطر جدا: هند لا يمكن تعمل ده، الإنسانة اللي اتعاملت معاها وعرفتها لا يمكن تكون شخصية قاسية بالشكل ده أو تعمل اللي حضرتك بتقوله.

خاطر بتصميم: ولنفترض انها عملت ده أو بلاش هي، لنفترض ان أنا شرطت عليك علشان تتجوز بنتي تسيب ابنك، يا ترجعه لوالدته يا توديه عند والدتك المهم بنتي ما تكونش مسئولة عنه.
بدر حس ان خاطر عايز ينرفزه فقط وحاول يتماسك: بنتك مش هتكون مسئولة عن ابني، أنا مسئول عن ابني وبعدين هو مش صغير عايز حد مثلا ياكله ويلبسه، فهي مش هتكون مسئولة عنه.

حرك راسه برفض: ولو، ما تتحايلش على الكلام قبل ما بنتي تدخل بيتك هقولك خرج ابنك.
بدر اتراجع: يا عمي بنتك أنا مش بتجوزها علشان ابني وزي ما بقولك مش هتكون مسئولة عنه.
خاطر نفخ بضيق: يا ابني أنا كلامي واضح، عايز تتجوز بنتي يبقى تكون حر نفسك بطولك.
بدر بص لخاطر مش قادر يحدد هو عايز يوصل لايه؟ فرد بتردد: بس أنا يا عمي مش حر نفسي.

خاطر وقف وبص لبدر من فوق بصرامة: يا ابنك يا بنتي انما الاتنين مع بعض مش هينفع، قرر وبلغني بقرارك، بالإذن.
سابه ومشي وبدر فضل متابعه مش مصدق أبدا اللي سمعه منه، ازاي شخصية زي خاطر اللي سمع عنه كتير من هند يكون ده تفكيره؟

نادر في المستشفى نبطشية طول الليل بيحاول يشغل نفسه أكتر وأكتر علشان ما يفكرش فيها بس للأسف بيشوفها في كل مريض وفي كل ركن وكل ما بيمسك إبرة بيفتكر لحظاتهم مع بعض، كل ركن بيتحرك فيه بيتخيلها موجودة، ليه حبها بالشكل ده وليه اتجرح كده؟

نبطشيات الليل بتوجعه أوي وبتفكره بحبه ليها وأيام وجعه وسهره وافتكر بعد خطوبتها وهروبه لشغله، كان بيمسك كل نبطشيات بالليل علشان يفضل مهدود وما يكونش عنده وقت للتفكير بس غصب عنه كان برضه بيفكر فيها وافتكر محاولاتها انها تكلمه بعد خطوبتها.
(فلاش باك).

بسمة كانت كل شوية تتصل بيه وهو مش بيرد، بس في مرة آخر الليل كان سهران زي النهارده كده و موبايله رن قطع صمت الليل وشاف اسمها فغمض عينيه ان كل حاجة حواليه بتفكره بيها، قفل المكالمة ورمى الموبايل من ايده على المكتب بس لحظات ورن تاني وتالت ورابع فقرر يرد عليها: نعم عايزة ايه؟
سمع عياطها ولهفتها: أخيرا رديت عليا؟ حرام عليك.

ضحك باستنكار: حرام عليا أنا؟ ده بجد؟ واللي عملتيه فيا ده اسمه ايه؟ يا جبروتك يا بنتي، ده انتي بتعزميني على خطوبتك طيب ليه؟ مش هنسى أبدا الموقف اللي حطيتيني فيه.
شهقت وسط عياطها وبررت: كان غصب عني والله...
قاطعها بغضب: ما تحلفيش وكفاية كدب بقى ياريت، كفاياكي كدب.

صوتها المبحوح بيدبحه: انت لازم تصدقني يا نادر، كان غصب عني وحاولت أتصل بيك كتير موبايلك كان مقفول اليوم كله وطول الليل حاولت أكلمك واليوم ده برضه حاولت أكلمك وبعدها ماما أخدت مني موبايلي، كان غصب عني.
رد بتهكم: ماشي كان غصب عنك مصدقك، وخطوبتك لابن عمك؟ ده انتي مخطوبة من سنتين، ده تسميه ايه؟
مسحت دموعها بإنكار: أنا ما كنتش بعتبر نفسي مخطوبة أبدا، أنا...

قاطعها بغيظ: يعني ايه ما بتعتبريش نفسك مخطوبة؟ اتقدملك ولا لا؟
جاوبته بتردد: اتقدملي بس...
قاطعها بجمود: مفيش بس، ابن عمك اتقدملك وأجلتوا لبعد ما تخفي وأنا كنت الحمار اللي عالجك مع اني كنت هعالجك بدون اللعبة الرخيصة دي، قسما بالله كنت هعمل نفس اللي عملته، ماكنتيش محتاجة للتمثيلية دي.
صرخت بعياط: أنا حبيتك ليه مش عايز تصدقني؟
زعق قصادها: علشان مخطوبة لراجل تاني.

اتكلمت من بين دموعها: الموضوع مش كدا، أصلا نسيت كل الموضوع ده وماكنتش فاكراه أبدا.
ضحك بسخرية: نكتة دي صح؟ نسيتي انك مرتبطة براجل تاني وانتي في حضني ها؟ انتي خاينة يا بسمة، خاينة له قبل ما تكوني خاينة ليا.
عيطت بحرقة: أنا عمري ما كنت له أبدا وعمر ما حد ضمني غيرك وعمري ما كنت خاينة.

حرك راسه بعدم تصديق: كدابة، ما تتصليش بيا تاني وما تضطرينيش لو سمحتي أغير رقمي لان في ناس كتيرة مش هتعرف توصلي لو غيرته فبلاش لو سمحتي.
قفل المكالمة وسابها هي لدموعها وهو لوجعه وأفكاره وحيرته، هل معقول تكون بجد نسيت؟ أصلا مجرد السؤال سخيف جدا هو في واحدة في الدنيا بتنسى انها مخطوبة؟ للدرجة دي بتستهتر به؟

بسمة قفلت المكالمة وفضلت تعيط واستغبت نفسها أكتر وأكتر، بقى هي متصلة تشرحله ايه اللي حصل تقوم بدل ما تفهمه تقوله انها نسيت؟ هو في حد بينسى انه خاطب؟ ليه غبية بالشكل ده؟ ليه ماعرفتش تشرحله؟ ليه ماعرفتش توضح اللي حصل؟ ليه لسانها خانها بالشكل ده؟ لازم يفهم انها عمرها ماحبت ولا هتحب غيره هو أبدا.

سيف حاول يتكلم مع همس بس بترفض حتى تقف تتكلم معاه، بيستنى تسأله بعد المحاضرة بس بتخلص وتمشي بدون حتى ما تبصله، حرمته حتى من عينيها.
خناقاته مع أبوه كترت جدا بسبب محاولاته لفسخ خطوبته مع شذى ورفض أبوه المطلق.
كان في الكلية وطالع مكتبه ولمحها قدام الأسانسير مشي بسرعة علشان يكون معاها بس بمجرد ما وقف جنبها وهي لمحته انسحبت بسرعة، ناداها بلهفة: همس استني
بصتله بجمود: خير؟

شاور للأسانسير برجاء: اطلعي معايا فوق؟
رسمت ابتسامة صفرا: شكرا - كملت بتهكم- ده لأعضاء هيئة التدريس.
سابته ومشيت وهو تابعها بتبعد لحد ما اختفت من قدامه، طلع مكتبه وحط راسه بين ايديه بيفكر ازاي وصلوا للحالة دي؟ وافتكر آخر مرة ركبت معاه أسانسير، افتكر كل كلمة وكل حرف نطقوه.
((فلاش باك ))
وقف قدام الأسانسير وابتسم لما وقفت جنبه: ازيك يا دكتور.
ابتسم وباصص قدامه: أهلا يا همس.

قربت جنبه بتلقائية: ينفع أطلع مع حضرتك لفوق في الأسانسير؟
بصلها بمرح: انتي مش شايفة اليافطة اللي متعلقة دي كلها ومكتوب عليها لهيئة التدريس فقط؟
ابتسمت بدلال عفوي: ماهو أنا إن شاء الله تبع هيئة التدريس مستقبلا وبعدين أنا معايا واسطة.
رفع حاجبه باستغراب: واسطة؟
همست وشاورت عليه بمرح: حضرتك، محدش هيقدر يكلمني وأنا معاك.
الباب اتفتح وهو هز دماغه باستسلام: اتفضلي يا بكاشة.

دخلت وهو وراها والباب اتقفل واتمنى بس لو يقدر يضمها ولو مرة أو حتى يمسك ايدها؟
هي كمان بصتله أوي وبتفكر بتهور، فيها ايه لو قالتله بحبك؟ كلمة واحدة بس هيجرى ايه يعني؟
اتنهدت بس طلعت بصوت عالي فبصلها باستغراب: في ايه مالك؟
اترددت بس رفعت عينيها له وردت باندفاع: هو فيها ايه لو بنت قالت لواحد هي معجبة بيه انها بتحبه؟

آخر شيء كان متوقعه منها انها تسأله سؤال زي ده وماعندهوش إجابة ليها، هل بتحبه هو وعايزة تقوله؟ هل تقصد حد تاني؟
لما صمته طال هي اتكلمت بإحباط: غلط صح؟ أنا عارفة انه غلط بس هو؟
اتنهدت وسكتت وهو سألها بترقب: هو ايه؟
بصتله بغيظ: هو مش واخد باله أصلا ولا حاسس بالبشر اللي عايشين حواليه؟

كشر و مش عاجبه إجابتها فدافع عن نفسه بتلقائية: مش يمكن في ظروف مانعاه يتكلم أو اعتبارات كتيرة ما ينفعش يتجاهلها؟ اديله فرصة يمكن يكون حاسس بيكي فوق ما تتخيلي بس مستني وقت مناسب أو مستني يتأكد انك فعلا حاسة بيه؟
اتعلقت بكل حرف هو قاله بأمل: بجد هو حاسس بيا؟

نظراته كلها بتأكد كلامه ويادوب هيرد بس الباب اتفتح وكان قدامه كذا دكتور فسلم عليهم وخرج وهي خرجت بسرعة متغاظة انه مالحقش يجاوبها، بس كل كلمة بتقول انه حاسس ومقدر وبيبادلها فعلا مشاعرها، طيب تعمل ايه دلوقتي؟ تروحله تاني ولا تنزل لمحاضراتها؟

قربت ناحية مكتبه كان واقف وسط كذا دكتور ولمحها وعينيه جت في عينيها فهز دماغه هزة بسيطة انها ما تقربش وتتكلم علشان الناس حواليهم وهي مافهمتش هل هو بيقولها لا فعلا ما تقربش ولا مش ملاحظها أصلا؟
انتبه من أفكاره على دخول عم سعيد: قهوتك يا دكتور سيف.

أخدها منه وشكره واستنى لحد ما خرج فكر قد ايه غبي؟غبي لأقصى درجة، لام نفسه لأنه دلوقتي لما بيفتكر اللقطات دي بيتأكد انه كان غبي في شكه فيها وكان أغبى في تسرعه.
كل كلمة في اليوم ده هي نطقتها كانت بتقوله بحبك، كل حركة وكل نظرة من عينيها قالت بيها بحبك انت، ازاي تجاهل كل ده ونسيه في لحظة؟

استنى تيجي مكتبه لأي سبب بس بتكابر ورافضة تروح عنده بس غصب عنها قبل الامتحان لازم هتروح وأكيد هتيجي، فضل في مكتبه طول اليوم مستنيها تيجي؛ هي مش هتكابر تاني في آخر فرصة ليها، الباب خبط وهو قلبه دق مستنيها ودخلت فحس انه عايز يقوم ياخدها في حضنه، دخلت مكشرة واتكلمت برسمية: ممكن أسأل ولا مش هينفع؟
بصلها بحب: سبق وقلتلك اني عمري ما قفلت بابي في وشك يا همس.

دخلت وهي متجاهلة كلامه وقعدت قصاده طلعت ملزمتها وشاورتله على مسألة بجمود: دي مش فاهمة ازاي اتحلت؟
بص للمسألة وبصلها بتوسل: همس حاولي تقدري موقفي اذا سمحتي واسمعيني.
بصتله بجدية وغيظ: دكتور بكرا عندي امتحان انت بنفسك حذرتني من صعوبته فلو مش هتقدر تساعدني يبقى ما تصعبهاش عليا أكتر.

بص للملزمة قدامه وبصلها ومش عارف يعمل ايه؟ هو بغبائه ضيع منها الدرجات دي لأنه جرحها وصدمها، مسك قلمه وقلّب في الملزمة وبدأ يعمل دوائر على حاجات معينة وهي مستغربة هو بيعمل ايه؟ لحد ما خلص وبصلها بحب: الامتحان مش هيخرج من المسائل دي، سيبك من اللي بتسألي فيها.

كشرت ومش عارفة تقول ايه؟ وهو شد الملزمة تاني وكتب رقمه وقالها بحنان: ده تليفوني لو في حاجة قابلتك في المسائل دي مش فاهماها كلميني في أي وقت حتى لو في نص الليل أو الفجر، أي وقت هرد عليكي.
بصتله بتعجب وبرضه ساكتة فاتكلم بابتسامة: بصي للمسائل لو في حاجة عايزة تسألي فيها؟
بصت بعينين مليانة دموع مش شايفة أي حاجة غير انه خطب ومرتبط بغيرها، رفعت عينيها تبصله بوجع: انت ازاي قدرت تعمل فيا كده؟

اتنهد وغمض عينيه بألم لأنه مش عارف فعلا ازاي عمل كده؟
وهي كملت بحزن: لا بجد ازاي؟ ازاي قررت وحكمت واتصرفت بناء على حكمك بدون حتى ما تسألني سؤال واحد؟
بص لعينيها باعتذار: همس أنا
معرفش يقول ايه؟ أو يدافع عن نفسه بإيه؟ وهي مسحت دموعها بحزن: انت ايه؟
عينيه في عينيها اللي مليانة دموع وبيفكر ايه اللي ممكن يقوله يدافع بيه عن نفسه أو حتى يبرر تصرفه؟
فاتنهد بحزن: أنا آسف.
ابتسمت بوجع: وأسفك هيفيد بايه دلوقتي؟

ايدها على المكتب قصاده فمد ايده يمسك ايدها يحاول يقرب منها وبمجرد ما لمسها سحبت ايدها باستنكار وبسرعة و وقفت وبصتله بعنف: مش من حقك أبدا تلمس ايدي ولو مجرد لمس.
بصلها باستغراب: همس اديني فرصة أفهمك و...
قاطعته برفض تام: مش عايزة أسمع ولا عايزة أفهم، كل اللي عايزاه حاليا امتحان بكرا والدرجات اللي ضاعت مني أعوضها، وزي ما قلت لحضرتك لو مش هتساعدني يبقى ما تصعبهاش عليا.

بصلها وشاف إصرار في عينيها مش عارف ازاي هيقدر يقنعها؟ بس مش وقته دلوقتي فبص قدامه للورق باستسلام: شوفي عايزة ايه وأنا معاكي، وحاضر مش هصعبها عليكي.
قعدت تاني وبصت للمذكرة شوية مش قادرة تركز ولا قادرة تفكر فقفلت الورق فبصلها باستغراب وهي بتلم حاجتها قالتله بجمود: أنا آسفة مش قادرة أفكر أو أركز، هذاكر في البيت ولو في حاجة قابلتني هكلم حضرتك.

خرجت بدون ما تزود أي حرف وهو راقبها بصمت لأنه حاليا مش في ايده أي حاجة يطمنها بيها.
راح على الشركة وطلب من السكرتيرة تبلغ الأمن أول ما عصام المحلاوي يوصل يبلغوه.
وبالفعل أول ما وصل طلع هو يستقبله بنفسه وأخده على مكتبه قبل ما يوصل عند أبوه.
عز في مكتبه وسأل نوال السكرتيرة: هو عصام المحلاوي أجل ميعاده ولا ايه؟ مش عوايده يتأخر!
نوال: لا يا فندم وصل في ميعاده بس باشمهندس سيف استقبله وأخده مكتبه.

عز قفل وقام بسرعة على مكتب سيف.
سيف بيتكلم مع عصام وبيدور على طريقة يقوله بيها انه عايز يفسخ خطوبته وأخيرا قرر انه يبطل لف ودوران حوالين الموضوع ويبلغه بشكل مباشر انه مش هيقدر يكمل مع بنته، بصله بهدوء: أنا عايز أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم و بتمنى تتفهمني.
عصام ابتسم: اتفضل طبعا يا ابني خير؟
اتنهد وأخد نفس طويل وبصله: أنا وشذى ارتباطنا جه بشكل مفاجئ وسريع وحضرتك عارف ده كويس.

ابتسم وهز راسه بفخر لما بتيجي سيرة بنته: بالفعل كانت مفاجأة بس مش هنكر انها مفاجأة جميلة.
سيف ابتسم بمجاملة وحس انه بيصعبها عليه: طيب أنا وهي...
الباب اتفتح ودخل عز اللي رحب بعصام صاحبه وبدأ يتكلم عن الشغل وآخر التطورات وبص لسيف بتحذير: متشكر يا سيف انك استقبلت عصام لحد ما أخلص المكالمة دي، تعال يا عصام نكمل كلامنا في مكتبنا وأوريك آخر التطورات اللي المهندسين عملوها في المشروع.

عصام اتحرك وبعدها وقف وبص لسيف بتذكر: سيف كنت عايز تقولي حاجة عنك انت وشذى؟ خير يا ابني؟
عز بص لابنه بتحذير وابنه تجاهل تحذيره بس قبل ما يتكلم أبوه اتدخل: هو بس عايز يحدد ميعاد الفرح بس تلاقيه محرج - بص لابنه وكمل- سيف التفاصيل دي نتكلم فيها في البيت على العشا، دلوقتي وقت الشغل، يلا يا عصام؟
خرجوا الاتنين وسيف حس انه هيرتكب جناية لتصرفات والده وفكر انه يروح ويرمي كلامه وزي ما تيجي تيجي.

بعد فترة أبوه خلص اجتماعه مع عصام وجه مكتبه ودخل بعصبية: سيادتك كنت عايز تعمل ايه ها؟
سيف بصله بغيظ: حضرتك عارف كويس أوي أنا كنت هعمل ايه وهعمله لو مش النهارده فبكرا.
عز قرب من مكتب ابنه وسند عليه بتحذير: خطوبة يا سيف مش هتفركش والموضوع ده منتهي.

سيف وقف وسند هو كمان قصاد أبوه بتحدي: الجوازة دي مش هتتم تحت أي ظرف وأي شكل فحضرتك ريح نفسك لأني مش هتجوز شذى أبدا وكل ما تتقبل الحقيقة دي بسرعة هيكون أفضل.
بصوا لبعض الاتنين بتحدي وعز اتنرفز وزعق: أنا ما أجبرتكش تخطب فليه دلوقتي عايز تفركش؟ ليه يا سيف فهمني؟ ليه عايز تضيع المشروع ده والشركة كلها؟

سيف حرك راسه بذهول: علشان دي حياتي اللي بتخاطر بيها مش الشركة ومش المشروع، كنت متخيل اني ممكن أكمل مع شذى أو أتقبلها علشان خاطرك بس الموضوع مستحيل ومش هقدر أكمل فيه، حضرتك قدر اني عملت ده علشانك.
أبوه زعق: وياريت تقدر وتكمل انت علشاني، سيف الجوازة دي لازم تتم.
سيف بعد عن مكتبه وأخد موبايله ومفاتيح عربيته وبص لأبوه بهدوء: آسف الجوازة دي هتنتهي يعني هتنتهي.

سابه وخرج وعز مش عارف يعمل ايه؟ وازاي يقنع ابنه يكمل؟
بدر شاف هند تاني يوم في المدرسة وأول ما بقوا لوحدهم هي سألته: عملت ايه مع بابا امبارح؟
بصلها بوجع: باباكي بيشرط عليا شرط صعب أوي يا هند ومش عارف ازاي أقنعه يغيره.
بصتله بتوتر: شرط ايه؟ هو ماقاليش حاجة.
بص لبعيد: انتي أو أنس.
عينيها وسعت وحركت راسها برفض: يعني ايه أنا أو أنس؟ قصدك ايه؟ ازاي يعني؟

بصلها وابتسم بوجع: يعني يا انتي يا أنس مالهاش معاني تانية، أشوف أي مكان لابني قبل ما أرتبط بيكي.
حركت راسها برفض وعدم تصديق: بابا لا يمكن يطلب طلب زي ده أبدا، أكيد انت فاهم غلط
بصلها واتعلق بعينيها: ياريت يا هند، أنا مستعد أضحي بعمري كله وأي حاجة هيطلبها هنفذها إلا ابني، إلا ابني يا هند ماأقدرش أستغنى عنه أبدا.

الدموع لمعت في عينيها: وأنا لا يمكن أوافق أصلا ان يكون ده تمن ارتباطك بيا، أنس وانت جزء لا يتجزأ ولا يمكن حد يبعدكم عن بعض، خليني أفهم من بابا.
آخر النهار روحت بيتها وأول ما قعدوا على الغدا ماكانتش قادرة تاكل أو تتصرف بطبيعتها فأمها سألتها: فيكي ايه يا هند مالك؟ ما تاكلي زي مخاليق ربنا.
اتنهدت وسابت المعلقة من ايدها تماما وبصت لأبوها بهدوء: هو صحيح يا بابا انت خيرت بدر بيني وبين ابنه؟

فاتن عينيها وسعت وبصت لجوزها بفضول وهو بيكمل أكله وبيتكلم بهدوء: انتي مش هتتجوزي واحد تخدميه هو وابنه، عايزك ومُصر عليكي يبقى يجي بطوله وساعتها ممكن أوافق عليه؟

فاتن عجبها كلام جوزها وبصت لبنتها وبتأكد كلامه: أيوة ده الصح، بعدين انتي دلوقتي على البر وعينيكي متغطية بعد الجواز كل حاجة بتتغير وبيفضل قرار العقل هو اللي صح مش القلب والحب، عايزك يجي بطوله وأصلا هو كله على بعضه كده مش داخل دماغي سيبك منه.
هند دموعها نزلت: انتوا ازاي بتتكلموا كده؟ ازاي ها؟ ازاي عايزين أب يسيب ابنه؟ أو ازاي عايزيني أنا أصرف نظر عنه بالسهولة دي؟ انتوا عمركم ما كنتوا كده أبدا؟

أبوها ساب معلقته وبصلها بغضب: وكانت النتيجة ايه؟ ها؟ سيبناكم براحتكم وربيناكم على الحرية كانت النتيجة ايه؟ أخوكي اهو حب وبعدها شايفة حالته من ساعتها ايه؟ وانتي ضاقت عليكي الدنيا كلها وماعجبكيش غير واحد مطلق ومعاه ابنه وأختك اللي قلت العاقلة اللي بتهتم بدروسها وبس جاية على الآخر وتتهبل وتضيع درجات لأسباب الله اعلم ايه هي؟ فكده معناه اني ربيتكم غلط واني اديتكم الحرية واستغليتوها غلط، من الآخر يا هند فهمي سي بدر لو عايزك يبقى يجي بطوله أنا ماعنديش بنات تخدم في عيال مش عيالها، وده آخر كلام عندي.

سابت الأكل بحزن وقامت تعيط وهو استنى لحد ما قفلت الباب وبعدها قام هو كمان ومراته وراه بتسأله: انت بجد لو ساب ابنه هتوافق عليه؟

بصلها بغضب: عيالك مابقيتش الحنية والحرية تنفع معاهم وفهميهم ده كويس، من هنا ورايح اللي أقوله هو اللي هيمشي وسيادتها لو عايزاه يبقى تقنعه يودي ابنه عند أمه و لا عند جدته ويتكفل بيه لكن مش بنتي اللي تربيه كفاية عليها عيالها لما ربنا يرزقها، وابنك تفهميه يركز في شغله وأول عروسة هشوفها مناسبة هطلبها من أهلها، والهبلة المتخلفة اللي مش عارف ايه اللي حصلها؟ وبتضيع درجات كده قوليلها تركز في مذاكرتها وإلا قسما بالله ما هخليها تكمل دراستها وأريح دماغي، قرفتوني.

سابها ودخل أوضته وهي استغربت جوزها وقلبته بالشكل ده ومن نفسها، طول عمرها عايزاه يغضب كده ويزعق ويمشي كلامه على عياله ويبطل حنيته الزيادة دي فليه دلوقتي متضايقة منه لما عمل اللي هي عايزاه؟
همس قعدت تذاكر وأصحابها ساعدوها على قد ما قدروا، آخر الليل كانت قاعدة لوحدها قامت من جنب البنات قعدت على السلم وماسكة موبايلها مترددة؛ الوقت متأخر جدا بس هو قالها تتكلم في أي وقت حتى لو الفجر.

سيف قاعد طول الوقت عينيه على موبايله وكل شوية يتأكد انه مشحون، نام وهو مستني وصحي بعدها على رنة موبايله فاتعدل بسرعة كان رقم، قلبه دق لأنها ممكن تكون هي فرد بسرعة بلهفة: الو أيوه.
سمع أنفاسها وهي اترددت بس طالما اتصلت خلاص تتكلم فردت بخجل: أيوة دي أنا.
اتنهد بارتياح انها أخيرا اتصلت وابتسم انه عرف رقمها وقال بتلقائية: كنت مستني اتصالك من بدري.
اعترضت: بس صوتك بيقول انك نايم مش مستني؟

اتعدل بتوضيح: صاحي من ٦ الصبح وطول النهار من الكلية للشركة ولسه راجع من شوية فأكيد هنام غصب عني، المهم سيبك مني وطمنيني عليكي، في حاجة مش عارفاها أو مش فاهماها؟
مسكت الورق اللي جنبها وسألته: المسألة التامنة انت حليتها ازاي؟
دلك دماغه بتعب: همس أنا مش حافظ المسائل بأرقامها يا تقرئي المسألة يا تكلميني مكالمة فيديو وأشوفها.

كشرت واعترضت بعفوية: ماهو علشان أعمل مكالمة فيديو لازم نت والباقة بتاعتي على آخرها فممكن أقرألك المسألة.
كان عايز يشوفها بأي شكل فرد بسرعة: همس اقفلي دقيقة وأنا هكلمك، دقيقة واحدة.
قفلت وهي مستغربة هيعمل ايه؟ وثواني ورصيد وصلها ورسالة
( اشحني بأعلي باقة وكلميني ).

كشرت وفكرت ترجعله الرصيد بس هي كمان عايزة تكلمه، حاولت تفكر هي زعلانة منه في ايه؟ بس مفيش أي حاجة غير انها عايزة تكلمه وبس، قررت انها ترجعله الرصيد بس مش دلوقتي، دلوقتي هتكلمه وبس، شحنت ويدوب هتتصل بس كشرت لانها ما تعرفش الايميل بتاعه ايه؟
بعتتله رسالة على الواتس
(ايميلك ايه علشان أكلمك ماسنچر؟ أو انستجرام؟ ).

بعتلها الايميل بتاعه بسرعة فدخلت عليه وفضلت تقلب فيه بفضول وبعدها افتكرت انه مستني اتصالها فبعتتله صداقة قبلها فورا واتصل هو بها وأول ما فتحت ابتسم بارتياح: ها يا ستي وريني المسألة.
مسكت الورق و بتوريله المسألة فوقفها بفضول: استني استني انتي بتكلميني منين؟ انتي قاعدة فين بالظبط؟

كشرت و سلطت الكاميرا على وشها: قاعدة على السلم، البنات نايمين في الأوضة ومش هينفع أتكلم جنبهم فخرجت برا وبعدين لما بحب أركز بقعد على السلم آخر الليل كده محدش بيطلع ولا حد بينزل.
رد باستغرب: على السلم يا همس؟ ليه برضه؟ اقعدي في أي مكان.

ردت بتهكم: انت فاكر أنا قاعدة فين؟ أنا في مدينة جامعية – عملت الكاميرا الخلفية و ورته الكوريدور وكملت - أوض كتير وطرقة طويلة والسلم، في بنات بتقعد في الكوريدور وأنا بحب أقعد على السلم.
ابتسم وهو متخيلها: طيب ما علينا المهم المسألة وريهالي تاني، استني أجيب ورقة.
قام وهي بتتفرج على أوضته لحد ما طلع ورقة وقلم وقعد على كنبة وسند على ترابيزة صغيرة قدامه، ورتله المسألة وبدأ يحلها ويشرحلها.

حل معاها معظم المسائل وبعدها بص لساعته كان الفجر قرب وهي عينيها دبلانة، شعرها نازل على وشها فاتمنى لو هي جنبه، عايز يمد ايده يرفع شعرها ويرجعه مكانه، عايز يضمها لحضنه، عايز يشيلها ويحطها على سريره، اتنهد باشتياق وبصوا لبعض بدون أي كلام لحد ما هي كشرت بنعاس: أنا هقوم علشان ألحق أنام ساعتين قبل الامتحان لأحسن أنسى كل حاجة.
ابتسم بتفهم: قومي، همس.

بصتله بصمت وهو بعد ما كان عايز يتكلم معاها ويتأسفلها اتراجع وقرر يكلمها بعد الامتحان مش دلوقتي فاتكلم بحنان: أنا واثق انك هتقفلي الامتحان ده ما تقلقيش منه.
ابتسمت بهدوء: إن شاء الله.
قفلت وهو فضل مكانه شوية باصص للموبايل وبعدها فكر في أبوه اللي رافض انه يفسخ خطوبته هيعمل معاه ايه؟
همس وبس اللي ممكن تكون شريكة حياته ولا يمكن يقبل حد غيرها.

صحي من نومه بالعافية وقام تعبان ومجهد وفكر ما يروحش بس علشان خاطرها هي لازم يقوم، وصل محاضرته أخيرا والأغلبية كانوا متحمسين للامتحان وعايزين يشوفوه.
وزع الورق على العشرة الأوائل وكتب الأربع مسائل على السبورة وبص للطلبة: اللي عايز يحل يتفضل، امتحنوا نفسكم وشوفوا مستواكم ايه؟
كذا حد بدأ يحل وهو قال انه هيسيبهم نص ساعة فقط.

همس كانت قصاده وعايز يطمن عليها بس مش عارف يعمل ايه؟ فقرر يقف جنب كل واحد شوية بحيث ما يقفش جنبها هي بس، بالفعل عمل كدا وكذا واحد فيهم بيسأله وهو بيجاوب في أضيق الحدود لأنه عايز همسته بس اللي تتفوق عليهم، وصل أخيرا ليها وبدأ يتابعها فهي اتوترت ورفعت عينيها له: في حاجة غلط؟
ابتسملها بحنان: لا كملي.

حست انها متوترة وهو حس انه موترها فبعد عنها علشان تحل براحتها لحد ما الوقت انتهى فبصتله وهو سألها بنظراته فهزتله راسها انها خلصت.
لم الورق وبعدها بدأ يحل الأسئلة ويشرحها للطلبة كلهم اللي أجمعوا ان المسائل بالفعل مش سهلة.
بدر في المدرسة مع هند وأول ما شافته دموعها لمعت وهو بدون ما يسألها اتوقع أبوها قالها ايه؟

طول النهار عايز يتكلم معاها بس الظروف مش مناسبة لحد الحصة الأخيرة كانت خارجة من فصلها وهو كمان خارج من الفصل اللي جنبها ونزلوا مع بعض فوقفوا على السلم وهو بدأ الكلام يطمنها: ما تقلقيش هنلاقي طريقة نقنع باباكي بيها.
حاولت تبتسم بس مش قادرة فردت بحزن: بابا أول مرة يصمم بالشكل ده وأول مرة يكون كده أصلا، أنا مش قادرة أفهمه.

ابتسم بحزن: أنا فاهمه كويس، هو أب وخايف على بنته بس ناسي ان أنا كمان أب، إن شاء الله هنقدر نقنعه يا هند وهيوافق نكون مع بعض.
بصتله وعينيها مليانة خوف: بدر هو انت ممكن تزهق من رفضه وتبعد عني؟
بدون تردد رد: عمري أبدا ما هبطل أحبك يا هند، اطمني من ناحيتي، أوعدك اني مش هبطل أحبك.
حاولت تبتسم بس خوف مجهول مسيطر عليها فهو اللي ابتسملها: وحشتني ابتسامتك يا حبيبة عمري كله، انتي كلك واحشاني يا هند.

ابتسمت المرة دي بخجل: وانت كمان واحشني يا بدر، لو تعرف أنا حبيتك ازاي؟
ابتسم: عارف وبإذن الله ربنا مش هيفرقنا عن بعض وهنلاقي طريقة نتلاقى بيها ونكون مع بعض، اطمني أنا واثق ان ربنا مش هيردنا أبدا.
قرر انه يروح لأبوها تاني في القهوة برضه وأبوها أول ما شافه ابتسم: ها قررت هتعمل ايه؟ هتودي ابنك فين؟ عند والدته ولا والدتك؟

بدر حرك راسه برفض: يا عمي حضرتك أب وخايف على بنتك وأنا مقدر ده بس أنا كمان زيك أب، أنا ما أقدرش أستغنى عن ابني، ماأقدرش أفتح عيني الصبح إلا لما أشوفه وأشوف ضحكته وابتسامته، عمي أنا ماأقدرش أستغنى عن ابني أبدا.
خاطر ابتسم: طيب انت اهو اخترت جاي ليه لعندي؟
بدر اتنرفز: لأني بحب بنتك وعايزها مراتي.

خاطر بصله بتفحص وبكل هدوء نرفز بدر: علشان تبقى مراتك يبقى تتخلى عن أبوتك وتكون زوج لبنتي وبس وفيما بعد أب لعيالكم مش لعيال غيركم.
اعترض بغضب: عيال غيرنا؟ ده ابني وحتة مني؟
بكل برود: بس مش ابن بنتي، مش حفيدي، بنتي مش هتربي غير عيالها وبس، وبعدين على رأي المثل يا مربي في غير ابنك يا زارع في غير أرضك.

بدر اتنرفز أكتر: ده مثل في غير محله أبدا، ده رسولنا وصى على اليتيم يا عمي وقال أنا وكافل اليتيم كهاتين، ماقالش أبدا نرميهم.
خاطر اعترض بهدوء: كافل اليتيم، ابنك مش يتيم، أمه موجودة وديه عندها
زعق بنرفزة: أمه مش عايزاه.

زعق قصاده: وأنا بنتي اللي تعوزه؟ إذا كانت أمه اللي تعبت في حمله وخلفته مش عايزاه عايز بنتي أنا اللي تعوزه وتربيه؟ ليه كانت بايرة؟ ولا تكون سيادتك شايفها بايرة وهتقبل بأي وضع واحنا ما هنصدق نخلص منها؟
بدر عنده ذهول من اللي بيسمعه: أنا عمري ما فكرت فيها بالشكل ده أبدا، هند بالنسبة ليا حاجة كبيرة جدا وليها وضعها ومكانتها.

سكتوا الاتنين لحد ما بدر اقترح: طيب خد أي ضمان انت عايزه يا عمي، يعني أوعدك مثلا ان بنتك مش هتكون مسئولة عن أنس أبدا، أوعدك مثلا اني مش هتعبها بأي طلبات أو أرهقها بأي حاجة؟ أعملها أي حاجة، حضرتك شاور وأنا هنفذ – كان هيتكم بس بدر كمل بتوسل– أي حاجة حضرتك اطلبها إلا اني أتخلى عن ابني.

خاطر بصله بتهكم: قصدك طلبات مادية؟ للأسف يا بدر أنا مش مادي ولا عمري كنت ولا عمري هكون، بنتي تضيع عمرها تربي في ابن مش ابنها وتبقى أم قبل ما تبقى زوجة وعروسة وتفرح بحياتها فده مش هيحصل.
بدر فكر بحيرة: طيب يا عمي ايه اللي يرضيك؟ شاور بالله عليك أي حاجة غير دي؟
بصله بإصرار وكشر: سبق وقلتلك يا بنتي يا ابنك؟ اختار وبلغني بعد إذنك.

سابه ومشي وبدر قام ركب عربيته واتحرك بيها بس وقف على جنب مش عارف يعمل ايه أو يتصرف ازاي؟ شغل الراديو قدامه وقاعد وبس.
سيف راكب عربيته وبيلف بيها ولا عارف يروح بيته ولا عارف يعمل ايه؟ وازاي يخلص من الورطة اللي ورط نفسه فيها؟ طلع موبايله فكر يكلم همس بس اتراجع هيقولها ايه؟

سامحيني كنت غبي؟ اقبليني وأنا خاطب واحدة غيرك؟ لازم قبل ما يكلمها يخلص من ورطته، بدون وعي مد ايده شغل راديو العربية وقعد سند راسه على كرسيه بشرود.
نادر خلص شغله بس مش عايز يروح ويدخل في جدال عقيم مع أمه أو مع أبوه وقرار السفر بيكبر وعايز ينفذه بأي شكل، قاعد في عربيته مهموم وصورة بسمة مش مفارقاه أبدا ولا بتغيب عن خياله، لفتت انتباهه أغنية اشتغلت وشدته بكل حرف فيها.

أغنية اسمها fairytale ( حكاية خيالية) وفي نفس الوقت بدر في عربيته بيسمعها وسيف كمان وشدت انتباههم وكل واحد حس انها بتتكلم عن حبه المستحيل أو حكايته الخيالية.
نادر حس انها معمولة علشانه وكل كلمة في الأغنية علشانه هو
https: //youtu. be/-lwe O0edVw
Years ago
When I was younger
I kinda liked
A girl I knew
She was mine and we were sweethearts
That was then, but then it’s true.

I’m in love with a fairytale
Even though it hurts
Cause I don’t care if I lose my mind
I’m already cursed
منذ سنوات خلت
حين كنت أصغر سنا
لقد أحببت نوعا ما
فتاة عرفتها
كانت لي وقد كنا متحابين
كان ذلك بالماضي لكنه كان حقيقة
أنا متيم بحب حكاية خيالية
حتى لو أن هذا يؤلم
لأنني لا أهتم إذا مافقدت صوابي
لأنني بالفعل ملعون
نادر حس انه فعلا ملعون بقصة حب انتهت من سنين بس عايش فيها ومش عارف يخرج منها.

سيف حس بنفس اللعنة دي انه حب بس حبه لعنة صابت قلبه ومش عارف ازاي يوصل لحبيبته اللي مش عايزة حتى تتكلم معاه؟
Every day we started fighting
Every night we fell in love
No one else could make me sadder
But no one else could lift me high above
I don’t know what I was doin
But suddenly we fell apart
Nowadays
I cannot find her
But when I do
We’ll get a brand new start.

I’m in love with a fairytale
Even though it hurts
Cause I don’t care if I lose my mind
I’m already cursed
كل يوما نفتعل شجارا
كل ليلة نحب بعضنا
لا أحد آخر يمكنه جعلي مغموما
ولا أحد آخر يمكنه جعلي أحلق في أعالي السماء
لا أدري ما الذي كنت أفعله حينما افترقنا فجأة
في عصرنا هذا لايمكنني إيجادها
لكني عندما أعثر عليها سوف نبدأ من جديد
أنا متيم بحب حكاية خيالية
حتى لو أن هذا يؤلم.

لأنني لا أهتم إذا مافقدت صوابي
لأنني بالفعل ملعون
سيف فعلا مابقاش مهتم لو هيفقد نفسه في الحب ده، مش مهتم لو هيتوجع ويتألم فهو متيم بحب حكاية خيالية.
بدر بيفكر في هند اللي بقت زي خيال مش عارف يوصله والتمن صعب يقدر يدفعه، ازاي يتخلى عن أقرب إنسان لقلبه في سبيل انه يوصل لقلبه؟ معادلة مستحيلة لا يمكن يقدر عليها
She’s a fairytale
Yeah
Even though it hurts
Cause I don’t care if I lose my mind.

I’m already cursed
إنها حكاية خيالية نعم
بالرغم من هذا يؤلم
لأنني لا أهتم إذا مافقدت صوابي
أنا بالفعل ملعون
بدر فعلا ملعون بالحب لو التمن ابنه فهو في أكبر لعنة ممكن يعيشها.

خلصت الأغنية ونادر قفل الراديو مش عايز يسمع تاني أغاني تصحي كل مشاعره بالشكل ده، مش قادر أصلا يخرجها من تفكيره وتيجي أغنية تحكي وجعه في شوية كلمات، افتكر انه اتخلى عنها وماحسش بوجعها، حاولت تكلمه كتير وتشرحله بس ما سمعهاش، حاولت تفهمه بس رفض يسمع منها.
(فلاش باك)
بسمة بعد خطوبتها من حاتم رجعت لحالتها وهي تعبانة، دايما قافلة على نفسها ودايما بتعيط وأمها بتراقبها بتدبل يوم بعد يوم.

في يوم هي وجوزها مع بعض
عمار: بنتك مالها وايه اللي جرالها؟ مالها دبلت كده ليه وبطلت تقعد معانا ولا تتكلم معانا؟
عائشة فكرت تقوله ايه؟ ومش عايزة تتكلم عن حبها لنادر: انت عارف انها مش عايزة الخطوبة دي.
عمار حرك راسه برفض: ده اختيارها هي أنا ماأجبرتهاش عليه، هي وافقت على الارتباط بيه من البداية وقالوا هنأجل شوية لحد ما تتحسن يبقى ما ينفعش دلوقتي ترجع في كلامها بدون سبب.

اعترضت: مين قال بدون سبب؟ مش يمكن عندها أسبابها؟
عمار بصلها بحيرة: ايه أسبابها؟ لو على الحب بكرا هتحبه وهو بيحبها فهيحطها جوا عينيه، لو مش بيحبها ماكنتش وافقت أبدا مهما يكون التمن لكن هو بيحبها وهي بتعزه وطول عمرهم حلوين مع بعض، أنا مش بجبرها يا عايشة صح؟ هي هتحبه؟
عايشة حركت راسها بعدم اقتناع: يارب.

حاتم جه زيارة آخر النهار وكالعادة هي تعبانة أو نايمة أو حتى لو شافها دبلانة وبتقول مصدعة ومش قادرة، حاتم قعد مع عمه وهي معاهم تايهة: عمي ايه رأيك لو نسافر ببسمة ونكشف عليها نشوف سبب الصداع ايه؟
أبوها بصله بتركيز: ما احنا سبق يا ابني ولفينا على كل الدكاترة وقت عينيها والصداع.
حاتم بحماس: خلينا نروح لدكتور نادر.

– بسمة انتبهتلهم وقلبها دق بسرعة وتابعتهم وهو كمل – مش هو عالج عينيها والصداع كان هدي؟ خلينا نروحله؟
عمار انتبه وعينيه لمعت بس بعدها كشر: بس أنا معرفش غير انه من المنصورة، معرفش عنوانه.
حاتم ابتسم: أنا عارفه، أخدت عنوانه لما عالج الحاج وأخدت تليفونه وكل حاجة تخصه.
عمار ابتسم واتحمس بعد كده افتكر آخر مكالمة معاه: بس يا ابني هو شكله ماشي من البلد زعلان أو معرفش هو ماله، ممكن ما يقابلناش؟

حاتم استغرب: ما يقابلناش ازاي بس؟ عمي ما تشغلش بالك بالتفاصيل دي وخلينا نسافر بس وهي أصلا ممكن مع تغيير الجو تتحسن.
عمار عجبته الفكرة وبص لبنته: ها يا بسمة نتوكل على الله ونسافر نشوف سبب للصداع ده ولا ايه؟
بسمة سكتت وحاتم اللي رد عنها: نسافر طبعا يا عمي، بكرا آخر النهار؟ تمام؟
أبوها اعترض: لا بكرا ايه؟ هو السفر ده بالساهل كده؟ خليني أرتب أموري وحالي وبعدها نسافر، هبلغك قبلها.

سابتهم يتكلموا ويتفقوا وهي قلبها هيسافر من شوقها له وبتتمنى يديها فرصة المرة دي توضحله ايه اللي حصل بالظبط وازاي خطوبتها تمت على ابن عمها؟
بعد الامتحان بيومين همس طلعت لسيف تطمئن على نتيجتها ودخلت عنده فابتسم و وقف يستقبلها: تعالي.
دخلت بتردد: كنت عايزة أطمن على الامتحان؟
ابتسم: انتي مش عارفة حليتي ايه؟ ما أنا حليت معاكم الامتحان كله بعدها.

قربت خطوة بتوتر: أنا عارفة اني حليت كله صح أنا عايزة أعرف هل في حد تاني حل كله صح ولا ايه النظام؟
ابتسم بتلاعب بعد ما فهمها: عايزة تعرفي انتي الأولى ولا لا؟ امممممممم، طيب اقعدي نتكلم الأول؟
همس كشرت وحركت راسها برفض: دكتور أنا عندي محاضرة فياريت تجاوبني قبل ميعادها.
بصلها بغيظ ورفض: امتى هتقدري تصرفي وتفهمي ليه أنا عملت كده؟

بصتله بتحدي: الصراحة مش هقدر لأني مش مقتنعة بأي كلمة حضرتك قلتها، في حاجات كتيرة أوي كانت واضحة حتى بدون كلام، ان كل ده يترمي في الأرض وتكمل عادي جدا ده مرفوض تماما ومش هقدر أقبل أي تبرير له مهما تحاول، لو سمحت خلينا في المهم، الدرجات؟
اتغاظ منها فرد بتحدي: مفيش درجات يا همس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة