قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر

سيف كان هيرقص أول ما اداله جرس، ردت عليه بسرعة: الو.

أخد نفس طويل ورد برجاء: علشان خاطري بطلي موضوع البلوك ده، علشان خاطري بجد وأوعدك يا ستي مش هتصل بيكي إلا في الضرورة القصوى جدا بس ما تقفليش كل السكك والدنيا في وشي بالشكل ده.

اتنهدت و هي ماسكة في الموبايل هتعصره في ايدها ونسيت أصلا هي بتتصل بيه ليه أو المفروض تقول ايه؟

لما لقاها ساكتة نادى بقلق: همس، انتي سامعاني ياحبيبتي؟

ابتسمت بحب: سامعاك.

ابتسم هو كمان واسترخى في قعدته وهو بيرد برجاء: ينفع تبطلي البلوك ولا برضه هتعمليه؟

حركت كتفها بحيرة كأنه شايفها وهمست: مش عارفة – غيرت الموضوع- المهم طمني أخبارك ايه؟ جرحك عامل ايه؟ تاعبك ولا كويس ولا ايه؟

كان هيرد بسرعة يقولها كويس بس خاف لو اطمنت ترجع تعمل البلوك تاني فرد بتردد: عايزة الحقيقة ولا بنت عمها؟

ابتسمت بمشاكسة: بنت عمها.

جاوبها وهو مبتسم وبيلعب في قلم قدامه وبيشخبط بيه على ورق على مكتبه: أنا كويس وتمام وفي قمة الانشكاح.

ضحكت وهو قلبه نبضاته زادت بضحكتها وردت بعبث: دي بنت عمها امال الحقيقة ايه بقى؟

اتنهد واتكلم بصوت هادي وقالها حقيقة إحساسه: تعبان، مرهق، عندي صداع متخلف، عايز أروح البيت وأنام بأي شكل، ورايا شغل لازم أخلصه ومش عارف أخلصه ازاي؟ ورايا اجتماع مهم جدا الصبح وما ينفعش لأي سبب من الأسباب يتأجل أو ما تكونش كل حاجة جاهزة علشانه، من الآخر أنا مربوط في مكتبي في وقت أنا في أعز الحاجة لساعة واحدة راحة، اووف يا همس تعبان بجد.

اتمنت في اللحظة دي لو هي جنبه وتقدر تاخده في حضنها وتقوله فداك الدنيا بحالها مش بس صفقة في شغل ولقت نفسها بتهمس بحنان: طيب روح ارتاح، هو الشغل أهم من صحتك يا سيف؟

ابتسم وهو بيجاوبها: أيوة أهم يا همس - حاولت تعترض بس مادالهاش فرصة وكمل بصدق – لما تكون حياتي مع الإنسانة اللي بحبها متوقفة على نجاحي في الشغل يبقى ساعتها الشغل أهم، ولا عندك رأي تاني؟

اتنهدت بتعب لأنها مش بتتمنى حاجة في الدنيا غير القرب منه بس برضه مش على حساب صحته فهمست بحب: ولو قربي منك معناه تيجي على نفسك وتتعب صحتك وتهلكها هبعد أنا عنك، صحتك أهم حاجة عندي في الدنيا دي والباقي كله يجي تباعا، روح وارتاح ساعتين ولا تلاتة وارجع تاني آخر النهار انجز حاجة لكن هتفضل قاعد تعبان ومش مركز أصلا فيبقى لازمته ايه؟ قوم يلا ارتاح شوية واسمع كلامي لو سمحت.

جاوبها بلؤم: هسمع كلامك بس بشرط واحد؟

استغربت: شرط ايه؟

ابتسم ورد بتوسل: ما تعمليش بلوك تاني وخليني أقدر أطمن عليكي أوعدك مش هكلمك غير في الضرورة، ممكن بقى؟

فكرت وحست بالحيرة؛ هي عايزة تكلمه طول الوقت بس برضه مش عايزة تكلمه ومستغربة ازاي الواحد بيكون عايز الحاجة وضدها في نفس الوقت؟ انتبهت على سؤاله المتوسل: اتفقنا يا همس؟ مش هتعملي البلوك؟

ماقدرتش ترفض خصوصا نبرة صوته اللي كلها توسل فاستسلمت وكان أجمل استسلام: مش هعمل البلوك.

قفل معاها وهو مبتسم بسعادة وفضل شوية باصص لموبايله مستغرب حالته بعد ما سمع بس صوتها، غمض عينيه ودعا من قلبه ربنا يجمعه بيها وتبقى حلاله.

راح لبيته لأنه بالفعل محتاج للراحة بأي شكل وبكرا وراه يوم طويل ومهم ومصيري.

بدر نزل يشوف حماه ونادر، اتصل بيهم عرف انهم لسه في الطريق فقعد يستناهم، طلع موبايله ؛ عايز يكلم ابنه و اهي فرصة دلوقتي أمه مش هتكون موجودة، اتصل بيه.

وأنس رد بتوتر وخوف من أبوه: الو.

بدر بحزن: ازيك يا أنس؟

أنس بص للأرض وكأنه شايفه ورد بخفوت: كويس وانت؟

كلمه بلوم: انت يهمك تعرف أخباري؟ انت ازاي تاخد رشا للشقة وتسمحلها تعمل اللي عملته؟

حاول ينكر أو يتكلم بس أبوه كمل بتحذير: اوعى، اوعى يا أنس تحاول تنكر أو تكدب كفاية السوء اللي وصلتله معاها بلاش تضيف الكدب كمان – اتنهد وكمل بأسف – خسارة تربيتي فيك، خسارة تيجي هي بكل سهولة تهد كل اللي بنيته وزرعته فيك طول السنين اللي فاتت، كنت بحاول أفهمك انها شخص سيئ.

وانت كدبتني وقلت اني بحاول أمنعك منها بس دلوقتي للأسف بقيت أسوأ منها بمراحل وللأسف السيئ مش بيشوف السيئ اللي حواليه، انت شوفتها بتدمر بيتي واتفرجت عليها، شوفتها قبل كده بتسرقني وشاركتها والله أعلم عملت ايه تاني من ورايا؟! بس آخرهم شوفتها ازاي هي منحطة ووقفت ترقص وسط الفرح وسط كل الرجالة دي وانت وقفت جنبها تتفرج عليها بدون ما تنطق حرف عارف ليه؟ لأنك مش راجل يا أنس لان الراجل الحر ما بيسمحش أبدا ان حد من أهل بيته يتصرف كده لكن انت؟ انت طلعت ولا حاجة، حتة عيل تافه لا راح ولا جه ولا يسوى نكلة، كنت عايز أعمل منك راجل يعتمد عليه لكن انت روحتلها تعمل منك ديوث، عارف معنى الكلمة ولا أعرفك يا أنس؟ انت في الفرح وفي الشقة وقبل كده لما سرقت كنت الديوث، ده اللي بيشوف أهل بيته بيرتكبوا كل الأخطاء دي والمعاصي دي ويقفوا يتفرجوا ومش بس بيتفرجوا دول بيشاركوا، أنا مابقاش يشرفني اني أقول انك ابني، لأني فشلت في تربيتك، خليك معاها و خليك شبهها وبكرا انزل اسرق في الشوارع وبعده اقتل وبعده تتحبس لأني فقدت الأمل فيك انك تبقى شخص كويس.

قفل التليفون بدون ما يستنى منه رد، قفل قلبه كمان علشان ما يتوجعش للحال اللي ابنه وصله بعناده.

أما أنس فقعد مكانه يعيط بندم على سوء اختياراته وعلى خسارته لأبوه ولحبه ولاحترامه.

وصل خاطر ونادر وقابلهم بدر في المدخل سلم عليهم واطمنوا على بعض بعدها عرف منهم سبب زيارتهم وراحوا كلهم لمدير الأمن يعرفوا مين دفع الفواتير؟ استقبلهم ورحب بيهم وبعد نقاش طويل رفض برضه يقولهم مين دفع الفواتير؟

خاطر بهدوء: يا سيادة اللواء ياريت حضرتك تفهمنا، أنا شاكك أو عارف ان اللي دفعهم الباشمهندس سيف الصياد، صح كده؟

بصله بابتسامة: طيب بتسألني ليه؟

خاطر ابتسم: كلك ذوق يا باشا، هو صديق للعيلة وبعدين الأصدقاء بيهادوا بعض، هو هادى بنتي وهديته مقبولة بس دلوقتي لازم نرد الهدية لأنها واجب علينا صح؟

ابتسم و وافقه بحيرة: طيب وبعدين؟ هاديه دي حاجة ترجعلكم.

خاطر وضح بهدوء: أهاديه ماشي بس أعرف حجم هديته ايه؟ حضرتك رافض تقولنا اهو، مش لازم حتى لو تقولي بشكل تقديري علشان ما أديش حاجة وأطلع أقل بكتير ويبقى شكلنا وحش، احنا مش هنقوله ان حضرتك قلتلنا احنا بس هنحاول نردهاله لأن فرحه قريب فنحاول نوجب معاه بس مش أكتر.

سكت شوية يفكر في كلامهم المنطقي، وبعدها بصلهم وابتسم: حاضر هقولكم بس مش عايزه يعرف اني قلتلكم ؛ واحد زيه في مركزه الواحد ما يحبش يخسره أبدا.

عرفوا منه حجم الفواتير وشكروه وخرجوا، بدر طلب منهم يطلعوا معاه يطمنوا على هند وبالفعل استقبلتهم وكانت فرحانة جدا و بعدها خرجوا كلهم وصلوها لشقتها اللي رجعت زي الأول وأحلى كمان.

بعد ما مشيوا بدر مسك ايد هند بابتسامة: شوفتي؟ اهي رجعت اهيه حلوة، زعلك ماكانش في محله.

بصتله بذهول: يعني انت ماكنتش زعلان ومصدوم من شكلها؟

ابتسم بهدوء: زعلت طبعا بس بمجرد ما أخدتك في حضني نسيت أصلا الدنيا بحالها مش بس الشقة.

حطت ايديها حوالين رقبته بحب: طيب وأنا كمان زيك، بمجرد ما بقينا مع بعض نسيت كل حاجة، المهم دلوقتي هنعمل ايه مع سيف؟ بدر – بصتله بحزن وكملت – أنا نفسي يتجوز همس.

ابتسملها بتعاطف: ماشي وأنا كمان بس هنعمل ايه يعني؟ بايدينا ايه نعمله؟ شاوري وأنا هنفذ.

فكرت للحظات وبعدها قالت: ما تيجي نعزمه هنا ونعزم همس ونخليهم يتقابلوا؟

كشر بغيظ: على الأساس انها ماكانتش معاه في الكلية؟ وبعدين نعزمه ايه وهو في القاهرة؟ بعدين طول ما هو خاطب الكلام مقفول أصلا يا هند، بصي ربنا يحلها من عنده مش عندنا الحل، لكن لو لقيتي في ايدي أي حاجة أقدر أعملها أساعد بيها ثقي اني مش هتأخر.

كريم في بيته بيتغدوا مع بعض ويتكلموا في كل المواضيع لحد ما حسن بص لكريم مباشرة بجدية: ازاي اتنازلت عن الصفقة دي للصياد؟

كريم ومؤمن بصوا لبعض وبعدها كريم شرح وجهة نظره بهدوء: وليه أصمم عليها؟ بابا احنا شغلنا كله أساسه ال( soft ware ) شغلنا كله برامج لكن ( hardware ) ده شغل الصياد وده أساس مجموعتهم، فالصفقة دي مش أساس شغلنا لكن أساس شغله هو وهتفيده أكتر مننا.

حسن حرك راسه بعدم اقتناع: احنا بنشتغل برضه في الهارد وير يا كريم؛ أيوة مش أساس شغلنا بس الشركة دي واخدين كل توكيلاتها في الشرق الأوسط فليه أتنازل عن جزء من ده؟ أنا مش ضد مساعدتك ليهم لكن ضد التنازل عن حاجة بالضخامة دي! انت اتنازلت عن توكيلهم في مصر وخليت سيف يكون هو واجهتهم وتوكيلهم انت متخيل حجم التنازل ايه؟

مؤمن جاوب عنه بجدية: ليه يا عمي ما تبصلهاش اننا كسبنا شركة بحجم شركة الصياد؟ هما اه في أزمة حاليا بس سيف قادر تماما يعدي بيها وهو محتاج لشوية وقت وسواء بمساعدتنا أو من غيرها هيعدي احنا كل اللي عملناه سرعنا الخطوة دي شوية.

حسن التفتله بحيرة: وده اللي عايز أفهمه ليه ما صبرتوش؟ طالما انتوا واثقين انه يقدر يعدي بشركته لوحده ليه الاستعجال ده؟ ليه المخاطرة معاه؟ لو الشركة لأي سبب اختلفت معاه وجت حملتكم انتوا مسئولية الخلاف ده أو اتخانقوا وقالوا عقابا ليكم انتوا كمان هنلغي أي تعاقدات ساعتها هتعملوا ايه؟ ده أكبر مورد لينا ودول أكتر ناس احنا معتمدين عليهم لو بسبب أي خلاف مع سيف عملوا خلاف معاكم ساعتها هتعملوا ايه؟

كريم اتضايق لأنه عارف كويس الكلام ده، مش بس كده هو حط نفسه ضامن لسيف وأي مشكلة هتحصل هو قال انه هيتكفل بيها ولو أبوه عرف ده مش عارف ممكن يعمل ايه؟ هو حط نفسه ضامن لسيف مش مجرد ترشيح مجرد شخص فقط.

انتبه لأبوه اللي بيسأله: فهمني يا كريم، ايه علاقة العاصفة بسيف؟ ليه الموضوع عاطفي بالنسبالكم؟ ليه بتساعدوا سيف مع انكم عارفين انه قادر يتخطى المشاكل والأزمة اللي بيمر بيها لوحده لكن محتاج شوية تعب ومجهود؟

الاتنين بصوا لبعض وحسن زعق بنفاد صبر: بطلوا تبصوا لبعض وكلموني؟ ليه؟

أمل ردت باندفاع: لأن لو محدش ساعده ساعتها هيضطر يتجوز بنت عصام المحلاوي وهو ما بيحبهاش الموضوع صفقة وبيزنس.

حسن بصلها باستغراب: ما يتجوزها ايه المشكلة؟ البنت دكتورة وجميلة ومتحدثة ولبقة، مش هي اللي كانت معاه في الحفلة؟ وراحت مع خالد المستشفى؟ بنت كويسة مالها؟

مؤمن كمل: هو بيحب واحدة تانية ودي اتفرضت عليه بسبب ان شركة أبوها هي اللي ضامن قدام البنك وتقريبا حطها دي قصاد دي.

حسن بصله بانتباه: يعني ايه دي قصاد دي؟ هل هو مستعد يدفع قيمة القروض دي للبنك في مقابل ان بنته تتجوز سيف؟ طيب ما يتجوزها ويطلقها بعد ما يدفع الديون لو أبوها فعلا بالغباء ده؟

كريم وضحله: لا طبعا هو مش بالغباء ده وإلا ماكانش كبر في الفترة البسيطة دي، هو عايز يحتكر السوق كله زي ما اللي قبله عملوا، فحاول يدمر الشركة من جواها بس ماقدرش وخصوصا برجوع سيف اللي انتبه لكل حاجة وبدأ ينظف شركته فعرف انه مش هيقدر عليه فدلوقتي بيحاول يقنع عز الصياد بالدمج وبكده يسيطر برضه عليها لكن سيف رافض فمابقاش قدامه غير الجواز، بحيث انه لو ماقدرش يدمر أو يدمج فحفيده يورث وبكده برضه هو ضمن نجاحه.

حسن بتفكير: وسيف عارف ده كله؟

كريم: عارف وبيحاول يأجل الارتباط على قد ما يقدر بحيث لو قدر يسدد هو الديون ويوقف على رجله ويقدر يستغنى عن خدمات عصام ويطلعه برا شركته ساعتها يقدر يفسخ الخطوبة دي.

حسن كمل بتهكم: ويرجع لحبيبته وانتوا عملتوا دور حمامة السلام اللي عايزة توصل الحبيب لحبيبته بغض النظر ايه اللي هيحصل؟

أمل بصت لحماها بهدوء: عمي ايه اللي ممكن يحصل لينا؟ اه ماشي هنخسر صفقة كبيرة بس حضرتك عمرك ما كنت شخص مادي بتحسبها بالفلوس بالشكل ده!

بصلها باهتمام: حبيبيتي أنا مش بحسبها بالفلوس أنا خايف انه يخسرنا الشركة ده أولا، وثانيا يحطنا في عداء مع عصام المحلاوي وهو من الشخصيات اللي ما بحبهاش ولا بحب التعامل معاها لأنه مش بينافس بشرف أبدا ولا الطرق السليمة، زي ما قلتوا طرقه ملتوية وبيلعب بخبث وبيضرب من تحت لتحت وبيدخل جواسيس الشركة وبيدمرها بهدوء بحيث ما بتاخدش بالك إلا بعد ما بتقع، ده مستعد يحط بنته كصفقة لو خسر متخيلين هو بيخاطر بإيه؟ مش بعيد يقتل سيف أصلا لو حس انه هيخسر قصاده.

كريم بصله برفض: لا لا قتل ايه؟ مش هتوصل لقتل أصلا ؛ ده بيزنس يا بابا.

حسن بص لابنه اللي متخيل ان كل الناس طيبة وبتنافس بنزاهة زيه ورد بتمني: ربنا يستر وما توصلش لكده بس عالم البيزنس علمني ان مفيش حاجة مستحيلة وفي ناس مستعدة تخوض في الوحل لمجرد الفوز وبكرا تشوفوا ده بنفسكم مع اني ما أتمناش تشوفوه أبدا بس مش كل الناس نيتها طيبة وسليمة زينا – بصلهم التلاتة وكمل بضيق – ياريت كفاية بقى ونخرج برا العاصفة شوية، عاصفة وعدت وجمعتكم كفاية بقى اخرجوا براها.

كريم بص لأبوه باستغراب: ايه دخل العاصفة دلوقتي؟ انت ليه مصمم ان قراري بمساعدة سيف مرتبط بالعاصفة بتاعتي؟

أبوه بصله بذهول: نعم؟ ايه دخل العاصفة؟ كريم أنا مربيك، مربيك وفاهمك أكتر مما انت فاهم نفسك، أنا مش بس أب ليك؛ العاصفة والحب الكبير اللي عشته ودلوقتي صاحبك بيعاني من الحب الكبير بتاعه وحبيبته بعيد عنه وانت عايز تجمعهم بأي شكل وبأي تمن، وزي ما حبيبتك اتاخدت منك وكنت مستعد تحرق الكون كله علشانها هو حبيبته اتاخدت منه بس اللي مش واخد بالك منه ان محدش أخدها منه، دي اختياراته ودي قراراته، مفيش عاصفة جمعتهم ولا فرقتهم دي مجرد مشاكل وقرارات غلط، مش كل عاصفة بتنتهي بقصة حب في عواصف كتيرة بتنتهي بالدمار وبس، عاصفتك كانت حياة فأوعى تفتكر ان كل العواصف زيها واوعى تدخل عاصفة برجلك لأنها ممكن تدمرك.

الصمت سيطر عليهم كلهم وهو بصلهم لفترة وبعدها كمل بدعم: أخدت قرار يا كريم خلينا نشوف عواقبه وخلينا نشوف عاصفة صاحبك هتدمرنا كلنا ولا هتعمل زي عاصفتك وتجمع حبيبين؟ خلينا نشوف يا كريم العاصفة المرة دي هتعمل فينا ايه؟ ومن هنا لحد ما تعدي ما تستناش مني أسامحك، بعد إذنكم.

ملك مروحة بيتها بس مرة واحدة لقت نفسها بتقف قدام المستشفى واستغربت ليه جت هنا؟ بس ابتسمت وقررت انها هتطلب السلسلة بتاعتها وبس.

دخلت وطلعت لمكتبه بس كان مقفول، شافت ممرضة وقفتها: لو سمحتي دكتور نادر فين؟

بصتلها وابتسمت: مش موجود يا فندم، تحبي أرشح لحضرتك دكتور تاني بديل؟

أُحبطت بس ابتسمت بسرعة: لا متشكرة بس هو نبطشيته امتى النهارده؟ ولا هيكون موجود امتى؟

جاوبتها بابتسامة: عقبال عندك ده إجازة علشان فرح أخته، معرفش يا فندم هيجي امتى وإجازته قد ايه؟ تحبي أقوله حاجة لما يرجع؟

شكرتها ملك وانسحبت ورجعت لعربيتها مكشرة كان نفسها تشوفه.

في بيت همس أول ما خاطر وابنه رجعوا واستقبلتهم فاتن وحكولها اللي حصل لحد ما وصلوا بنتهم بيتها وهي بتسمع باهتمام ردت: طيب بكرا هنروح نرجع الفلوس دي لسيف.

همس اتدخلت بغيظ: ترجعوها ازاي؟ وتقولوله ايه؟ خد مش عايزين من وشك حاجة؟

أمها بصتلها بتحذير: مالكيش دعوة انتي - بصت لجوزها وأكدت- الصبح نروح أنا وانت نرجعله فلوسه ولا عندك رأي تاني؟

خاطر بصلها بحيرة ومش عارف ليه العداء اللي حاسه بين مراته وسيف؟ طول عمرها بتحب كل الناس ليه ده حاسس انها مش طايقاه أو في حاجة هي عارفاها هو مش عارفها، بصلها بقلة حيلة: ربنا يسهل.

سابهم ودخل أوضته وهي وراه ما سابتهوش: ليه مارديتش؟

بصلها بعمق: انتي مخبية عني ايه؟

اتوترت وردت بتردد: مش مخبية حاجة هخبي عليك ايه؟

قرب منها بغيظ: مخبية يا فاتن، في حاجة مخلياكي مش طايقاه أصلا ومش عارف مع انه ذوق جدا وراجل محترم جدا إلا انك مش قابلاه فليه يا فاتن؟ ايه اللي هو عمله انتي عارفاه وأنا مش عارفه؟ ولو هو شخص مش كويس ليه سيبتيني أدخله بيتي؟ وفي ألف سؤال في دماغي.

هربت من عينيه وردت بهجوم: انت مزود الحوار أوي مفيش أي حاجة هو بس اتحرج ودفع تمن الليلة اللي قضاها في بيتنا بعدين احنا مالناش جمايل عليه علشان نقبل منه هدية بالسعر ده فقولي انت ليه عايز تقبلها؟ مش معاك فلوس نرجعله...

قاطعها بغيظ: معايا والحمد لله بس دي مش إجابة يا فاتن ويا تقولي الحقيقة يا تسكتي لكن ما تبصيش في عيني وتكدبي عليا ودلوقتي سيبيني لوحدي.

اداها ظهره وسكت، وحست بزعله لأنها أول مرة تخبي عنه ومش عارفة هل تقوله أو لا اللي هي عارفاه؟

أخيرا قررت تقوله لأن ده الصح ؛ انه يكون عارف وهو يحكم ايه الصح وايه الغلط؟ لكن هي عمرها ما خبت عنه وأكيد مش هتخبي دلوقتي وكان المفروض قالتله من زمان.

قعدت قصاد جوزها وبدون ما تبصله اوتكلمت بتردد: بنتك بتحبه.

بصلها بذهول: بنتي بتحبه؟ بتحبه ازاي؟ وبعدين هو خاطب بتحب ليه هي واحد خاطب؟

أخدت نفس طويل وبدأت تشرحله: هي حبته الأول قبل ما يكون خاطب وهو كمان حبها وأعتقد انه لسه بيحبها.

بصلها بتفحص وبيحاول يفتكر كل نظرة وكلمة وحركة سيف عملها ودلوقتي كل حاجة بقت منطقية وليها تفسير بس رجع كشر ورد بتعجب: ولما بيحبها ليه خطب غيرها؟

حكت فاتن كل اللي تعرفه عن سيف وبنتها بس خافت تقوله على طلب سيف انه يتجوز بنتهم في السر لأن ده هيدمر أي أمل لبنتها معاه؛ هي عايزاه يفضل في صورة كويسة قدام جوزها يمكن ربنا يسهل أموره ويقربهم من بعض فبلاش تخليه يكرهه من دلوقتي زيها كفاية انها هي مش طايقاه من بعد طلبه المتخلف ده.

خلصت كلامها وبصتله مستنياه يتكلم لحد ما نطق بحزم: عندك حق بكرا ولا بعده نروح نديله فلوسه اللي دفعها.

سالته باهتمام: انت ماعلقتش ليه؟ ساكت ليه؟

بصلها بغيظ: المفروض كنتي عرفتيني من زمان، على الأقل ماكنتش مسكت فيه بالشكل ده وجبته جنب بنتي وعذبتها بوجوده، تصرفك كان غلط يا أم نادر وسكوتك غلط كبير، كان لازم تعرفيني، يعني أضعف الإيمان كنا وقفنا جنب بنتنا بدل ما هي بتتخبط لوحدها في علاقة مش عارفة ايه الصح وايه الغلط فيها؟ عايزين نعرف عنوانه دلوقتي نعمل ايه؟ أكيد مش هكلمه أقوله هات عنوانك.

فاتن بسرعة مسكت موبايلها: نروحله شركته، جوجل عليه عنوان شركته ومن هناك هنعرف نوصله.

كشر بتفكير: ولو ماعرفناش؟

اقترحت: ساعتها نتصل بيه، معانا تليفونه.

قعدوا الاتنين مع بعض يحاولوا يوصلوا لعنوان لسيف بس لقوا كذا عنوان ومش عارفين مين فيهم الصح؟! لحد ما هو تعب: هنروح أنهي عنوان؟ المصنع ده؟ الشركة دي بتاعة الاستيراد ولا الشركة دي ولا ايه؟ أنا شايف كذا حاجة عليها اسم الصياد!

فاتن ردت بحيرة: طيب تعال نروح الشركة دي شكلها الأكبر وهو أكيد هيكون في الأكبر.

بصلها: وما يكونش ليه في المصنع؟ مش ده أكبر من الشركات؟

بصتله بحيرة: مش عارفة تعال نروح أي عنوان ومن هناك هيقولولنا هو فين بالظبط.

كشر بغيظ: أي حد يروح أي شركة يقولهم عايز المدير يقولوله اتفضل ها؟

كشرت هي كمان وردت بنفاد صبر: هنقولهم يتصلوا بيه وهو أول ما يعرف مش هيتأخر.

بصلها بسخرية: مش هيتأخر ليه من بقية أهله؟

ردت بمغزى: مش عايزة أقولك ليه يا خاطر؟

نفخ بضيق و وقف بعدها بص لمراته: لو بيحبها بجد هيحارب الدنيا علشانها ومش هيستسلم أبدا.

حازم راح لعصام مكتبه ودخل عنده و عينيه بتلمع بمكر.

عصام بصله ببرود: على الله يكون عندك أي أخبار عدلة المرة دي.

ابتسم بثقة وقعد قصاده: عندي خبر المليون.

بصله باهتمام: قول يا حيلتها.

ابتسم بخبث وقرب وشه منه: عرفتلك كريم وسيف بيخططوا لايه؟

انتبه ومسك دراعه بلهفة: قول بسرعة أنا كل العيون اللي في مكتب أبوه محدش فيهم عارف حاجة، لدرجة اني شاكك ان أبوه نفسه ما يعرفش.

ابتسم بفخر: أنا عرفت، كريم اتنازل لسيف عن صفقة العمر والصفقة دي لو تمت هتبقى بداية استغنائه عنك وعن خدماتك وهيقولك ما تلزمنيش انت وبنتك.

حكاله كل تفاصيل الصفقة وامتى هتتم وكل حاجة عنها لحد ما خلص فسأله بترقب: عرفت منين؟ وازاي أتأكد ان المعلومات دي موثوق فيها؟

ابتسم بخبث: انت نسيت اني كنت على علاقة بآية؟

رد بعدم فهم: وايه علاقة آية وعلاقتك بيها بالصفقة؟

وقف بفخر: هو بيثق فيها وملف الصفقة كله معاها وعرفت عن طريقها.

وقف عصام بسرعة بلهفة: هي ادتلك الملف؟ معقول؟

ابتسامته وسعت ورد بثبات: افتح ايميلك هتلاقي كل تفاصيل الصفقة و وريني شطارتك بقى و وريني ازاي هتضربها؟ ومش بس كده ابن المرشدي ممكن يتضر بالصفقة دي فإيه رأيك نضرب عصفورين بحجر الصياد والمرشدي؟

ضحكوا الاتنين ضحكة خبيثة وعصام جمع فريقه وعلى رأسهم دراعه اليمين واسمه مدحت وبيخططوا ازاي يضربوا الصفقة دي في مقتل؟!

بعد يومين وده اليوم اللي هيتفك فيه الحبل من حوالين رقبة سيف وحوالين رقبة الصياد جروب كلها، الصبح سيف صحي متوتر وخايف من أي سبب يخلي الصفقة دي ما تتمش، بص في ساعته لقى لسه بدري جدا بس مش قادر ينام ولقى نفسه جايب رقمها، حاول يمنع نفسه انه يتصل بيها بدري كده بس محتاج يسمع صوتها ويعتبرها تميمة حظ له، اتصل بيها وجرسين بالظبط وردت عليه بنعاس: مش قلت مش هتتصل غير في الضرورة؟

ابتسم لصوتها اللي بيجننه ورد بهمس: النهارده أهم يوم يا همس لو عدى على خير هيقربنا خطوة أنا وانتي ولو...

ماعرفش يكمل وهي اتعدلت والنوم راح من عينيها وسألته بسرعة: ايه اللي هيتم النهارده؟

أخد نفس طويل ورد: صفقة لو تمت هتكون بداية استغنائي عن المحلاوي وبنته، كلمتك عايز دعوتك ربنا يقدرني عليها ويقربنا من بعض يا همستي.

دعتله من قلبها، وقفل علشان يقوم يشوف اللي وراه وهي فضلت مكانها تدعي ربنا يقربهم من بعض ويوفقه في كل خطواته.

أمها دخلت عندها واستغربت انها صاحية وقالتلها انهم هينزلوا القاهرة مع نادر ؛ هو هيروح شغله وهما وراهم مشوار هيخلصوه ويرجعوا.

سيف جهز ونزل الشركة واتقابل مع مروان وآية وأبوه وبيحطوا النقاط الأخيرة وبيجهزوا العقد للمرة الألف، موبايل سيف رن وكان كريم اللي سلم عليه وبعدها اقترح باهتمام: تحب أجيلك أنا ومؤمن نحضر معاك الاجتماع ده يا سيف؟

سأله بهدوء: تيجي تعمل ايه يا كريم؟ أنا مقدر قلقك واهتمامك بس لو احتجت لمساعدتك مش هتردد أبدا أطلبها بس ما تقلقش عليا، قدها بإذن الله.

كريم ابتسم بتفهم: عارف انك قدها بس أنا متوتر جدا فقولت اشوف اخبارك ايه، و أعرض عليك أجيلك يمكن تكون محتاج حاجة.

شكره سيف وقفل معاه وراح يبدأ اجتماعه ومعاه فريقه كله.

عز فضل طول الاجتماع مراقب ابنه بفخر وفرحة؛ ان ده ابنه وسأل نفسه هل لو ابنه معاه من ساعة ما اتخرج كان برضه هيكون بنفس المقدرة دي على النقاش والإقناع والذكاء ده؟ ولا دي صفات اكتسبها من دراسته برا وخبراته وتجاربه؟

حازم دخل مكتب عصام بغضب لدرجة انه حتى ما خبطش وزعق: أنا عرفتك توقيت الاجتماع وسيبته يتم! امال أنا بقولك ليه؟

عصام بصله بغيظ وبعدها بص في ورقه وتجاهله فحازم قرب بغضب: الاجتماع دلوقتي وانت سايبه يتم؟ انت خلاص استغنيت؟ امال تاعبني من سنين ليه وراهم لما هتسيبهم دلوقتي؟

بصله بحنق: بالرغم من انك غبي ومستفز بس هقولك، الاجتماع لازم يتم وأنا سايبه يتم وبعدين خليه يدوق طعم النصر في بوقه الأول قبل ما نقلبهوله لعلقم، يدوق ويفرح ويهيص وبكرا ياخد الضربة على خوانة هو وابن المرشدي، بكرا ابقى هاتلي الأخبار عنهم.

حازم قرب أكتر ورد بحيرة: مش فاهم اللي هتعمله بكرا ما عملتهوش النهارده ليه؟

ابتسم بمكر: هشرحلك لأنك غبي، لو منعت الاجتماع فعادي جدا صفقة واتلغت وكريم مش هيغلب انه يعوضهاله لكن لو بعد ما اتفقوا ضربنا الاتفاق ده وبوظنا العلاقات وبما ان كريم الضامن فبكده هنضرب الاتنين في بعض ومع بعض، سيف هيخسر صفقته وكريم هيخسر احترامهم ومش بعيد يخسر أكتر من كده وساعتها حتى لو هو سامحه أبوه مش هيسامح وبكده نقفل كل الطرق على سيف.

سأله بتفكير: وهتضرب ازاي بقى؟

ابتسم بخبث: بنفس الطريقة اللي جيبتلي بيها ملف الصفقة، خليك ذكي وشغل دماغك.

ضحك حازم بإعجاب بتفكيره: دماغ بنت حرام مش بتنام لا عجبتني وأكتر حاجة عجبتني انه هيفتكر نفسه نجح وبعدها نديله قلم يلوحه ويفوقه، يااه أدفع نص عمري وأشوف شكله لما يعرف خبر خسارته.

نادر بعد ما وصل القاهرة ومعاه والده ووالدته بصلهم باهتمام: ها قررتوا هتروحوا فين؟ المصنع ولا الشركة ولا ايه بالظبط؟

فاتن ردت: الشركة.

خاطر باعتراض: لا طبعا المصنع.

نادر وقف على جنب وبصلهم بهدوء: قرروا لو سمحتوا واتفقوا.

فاتن بصت لجوزها بحنق: أكيد الشركة، هيروح المصنع يصنعله ايه ها؟

رد بضيق: مش لازم يتابع العمال والمهندسين والناس اللي شغالين؟ ولا بيسيبوهم كده؟ هو يروح المصنع وأبوه يقعد في الشركة، ده منطقي.

فاتن سكتت وربعت ايديها وبصت لابنها بنفاد صبر: اطلع على المصنع بس أقطع دراعي لو لقيتوه هناك ها.

نادر ابتسم وبص لأبوه اللي شاورله يطلع واتحرك على المصنع بالفعل.

وصلوا بعد وقت قليل ووقفهم الأمن على البوابة الضخمة بعملية: خير؟ عايزين مين هنا؟ ده مصنع انتوا تايهين ولا ايه؟

نادر بهدوء: لا بس كنا عايزين باشمهندس سيف.

بصلهم باستغراب: سيف مين تقصد؟ حدد أكتر.

خاطر وضح وهو بيبصله بابتسامة: سيف الصياد يا ابني صاحب المصنع.

بصلهم باستغراب وعنده فضول؛ ناس زي دول عايزينه ليه؟

مط شفايفه ورد بتوضيح: باشمهندس سيف مش بيجي هنا إلا نادرا جدا لو في مشكلة أو حاجة ضرورية غير كده هو متواجد في الشركة الرئيسية.

فاتن بصت لجوزها بانتصار كأنها بتقوله صدقت بنفسك؟ خاطر تجاهلها وطلع موبايله يوريه للراجل: هو ده يا ابني معلش عنوان الشركة الرئيسية؟

الموظف بص للعنوان وأكدلهم ان هو وبعدها شكروه واتحركوا وحالة صمت سيطرت في العربية.

نادر متابعهم الاتنين وعايز يضحك عليهم؛ أمه رافعة راسها لفوق وخاطر مكشر ومش عايز يبص ناحيتها.

فاتن قطعت الصمت ده وبتكلم ابنها بتهكم: معلش بقى يا نادر يا حبيبي عطلناك عن شغلك ماهو لو نسمع الكلام من الأول؟

خاطر بصلها بغيظ: بقولك ايه انتي تسكتي خالص مش علشان مرة طلعتي صح هتعملي فيها زويل!

شهقت باستنكار: مرة؟ شوف الراجل! أنا طول عمري آرائي صح.

استمر جدالهم ونادر متابعهم بابتسامة، وبيتمنى يلاقي واحدة يعيش معاها وبعد 40 سنة يتناقروا بالشكل ده برضه، بدون مقدمات ماعرفش ليه خطرت على باله ملك، حس انه عايز يكلمها أو يسمع صوتها وافتكر القلب بتاعها فاتنهد وقرر يكلمها ويقابلها علشان يديهولها.

أنس كل أيامه بقت شبه بعض؛ النهار كله لوحده والليل هي بتيجي تنام، افتكر كلام أبوه انه لازم يكبر ويعتمد على نفسه لان رشا ما بتعملش أكل لحد، الكلمة رنت في دماغه وكل كلامه بيراجعه وحس انه غلط أما ساب حضن أبوه اللي عمره أبدا ما سابه لوحده.

عقله بيراجعله كل حياته من أول ما وعي على الدنيا على طول أبوه معاه، ضحكهم، لعبهم، هزارهم، طبخهم، تسوقهم، خناقهم، حياته كلها افتكرها وقد ايه كانت حياة جميلة؟! اه كان ناقصة وجود أم بس مش زي أمه دي أبدا.

بص من الشباك للشارع النهار طلع وفرد نوره وهو لوحده وأمه ما جتش من امبارح، قد ايه هو وحيد؟ تخيل انه لما يكون عنده أم مش هيحس بالوحدة بس كان غلطان، لمح عربية بتقف تحت البيت وبصلها بدون انتباه بس لمح أمه نازلة منها واستغرب مين بيوصلها في الوقت ده؟ بس أكيد حد تعرفه، ممكن تكون صاحبتها اللي قالت عليها تعبانة؟ اتصدم لما شاف راجل نزل معاها، تابعها واتصدم أكتر لما شاف الراجل ده بيمسك ايدها ويشدها قبل ما تدخل وهو بيتلفت حواليه وكأنه بيشوف في حد ولا الشارع فاضي؟ وبعدها باسها وسابها وهي بتضحك.

قفل الشباب ودخل يستنى طلوعها وهو حاسس بصدمة من اللي شافه، دقايق ولقاها داخلة واستغربت وقفته في نص الصالة كده فسألته بتعجب: خير؟ مالك؟

زعق فيها بغيظ: مين اللي وصلك ده؟ وازاي تسمحيله يبوسك كده في الشارع؟

اتصدمت لوهلة انه شافها بس بعدم اتحولت ملامحها للغضب وزعقت فيه: وانت مالك انت؟ هتحاسبني ولا ايه؟ مابقاش كمان غير حتة عيل هيقولي مين وبتعملي ايه؟

سابته وداخلة أوضتها بس مسك دراعها بعناد: أيوة أحاسبك أنا ابنك وأنا راجل هنا مش عيل و...

قاطعته وهي بتزعق وتزقه ووقعته على الكنبة وراه وردت باستنكار: راجل مين يا واد يا أبو؟ أنا مش ناقصاك واللي فيا مكفيني، مش انت اللي هتحاسبني فاهم ولا مش فاهم؟

أنس بصلها بصدمة ورد بحزن: بابا عمري ما شوفته أبدا مع أي واحدة كده، حتى هند اللي حبها وخطبها عمره ما عمل كده معاها و...

قاطعته بغيظ وهي بتمسك دراعه تشده ووقفته قصادها ورددت بحقد: أبوك ده تعبان بيبخ سم وبس، مش معنى انه مش بيعمل قصادك يبقى مش بيعمل ده راجل وكل الرجالة واطية وطينة واحدة.

بصلها ودموعه بتلمع ورد بتلقائية: ولما انتي عارفة انهم واطيين بتعملي ده معاهم ليه؟ انتي كده أوطى منهم.

ذُهلت من رده اللي عمرها أبدا ما توقعته من طفل زيه، سيطرت على أعصابها وزقته وقعته تاني بنفاد صبر: أنا ورايا شغل هغير وأمشي من وشك، داهية تاخد الوحش كله.

سابته وهو قعد مكانه ضم رجليه وسند راسه عليها، واتمنى لو يقدر يكلم أبوه ويطلب منه يجيله، بس هيقوله ايه بعد اللي عمله في شقته؟ ماكانش لازم أبدا يقولها على مكان الشقة ولا مكان المفتاح.

أبوه مش هيسامحه ومش هيقبله من تاني؛ هو غلط ولازم يتحمل نتيجة غلطه في حق أبوه وهند.

راقبها وهي خارجة حطت عشرة جنيه قدامه بلا مبالاة وقالت بدون ما تبصله: تروح تجيب أي ساندوتشين تطفحهم ولا ساندوتش واحد دلوقتي و واحد الظهر هو مش أكل وبحلقة.

استنى لحد ما قفلت الباب وهنا هو انفجر في العياط وندم على اللي عمله، واتمنى لو يقدر يكلم أبوه ويرجع لحضنه من تاني.

انتهى الاجتماع وسيف قفل الشاشة وبصلهم كلهم بملامح مبهمة وسط حالة من الصمت قطعها بابتسامة واسعة: مبروك علينا الصفقة وبداية انفصالنا عن عصام.

هنا كلهم صقفوا وباركوا لبعض وفضلوا يتكلموا ويتناقشوا في كل اللي دار بينهم.

نادر وقف قدام الشركة وكلهم بصوا للمبنى الضخم اللي قدامهم ؛ كان أكتر من عشرين دور وعليه يافطة كبيرة ( الصياد جروب للإلكترونيات ).

حالة صمت مسيطرة عليهم وكل واحد بأفكاره، نادر ابتسم وتخيل أخته متجوزة صاحب المبنى ده وتخيل مركزها ومستواها ودعا ربنا يقربها منه بخير.

فاتن خافت على بنتها أكتر ؛ هما مش حمل ناس زي دي ولا يقدروا يقفوا قصادهم ولا هي عايزة المستوى ده.

خاطر قلق على بنته من حياة ومسئولية بالحجم ده؛ الناس دول علشان توصل للمراكز دي مش بتوصلها بسهولة أبدا بس برضه جزء منه اتمنى ان بنته يشوفها مع واحد زي سيف ايدها في ايده و واقفة جنبه.

انتبهوا على الأمن بيكلم نادر برسمية: ممنوع الوقوف هنا يا فندم، اتفضل قدام شوية ما ينفعش تقف في مدخل الشركة.

نادر انتبه فسأله: سيف الصياد موجود لو سمحت؟

استغرب سؤاله وبصلهم كلهم بتفحص؛ مش باين عليهم رجال أعمال، دول ناس عاديين، رد بعملية: موجود يا فندم بس حضراتكم عندكم ميعاد يعني معاه؟

خاطر بهدوء: لا يا ابني بس عايزين نقابله ضروري.

فضل مستغربهم، ومط شفايفه: ما أعتقدش هتقدروا بس جربوا الريسبشن جوا هيرضوا يدخلوكم ولا؟ – بص لنادر وكمل- بس لو سمحت ممنوع الوقوف هنا.

خاطر بص لابنه: اتكل على الله انت بقى يا نادر على شغلك وأنا و والدتك هنتعامل.

نادر برفض: خلوني معاكم النهارده وأروحكم وبعدها...

فاتن قاطعته بحزم: روح شغلك وبعدين أنا وأبوك من غيرك هنسلك أكتر اتحرك يلا.

بعد مناهدة نادر سابهم ومشي وهما الاتنين دخلوا الاستقبال، بص لمراته بدهشة: هو غني للدرجة دي؟ امال بتقولوا مديون ليه وهيفلس؟ هو ده شكل واحد هيفلس؟!

فاتن ردت وهي مذهولة من ضخامة المبنى: بتقول عليه قروض معرفش بنص مليار قالت ولا كام معرفش والله.

قاطعتهم موظفة الاستقبال برسمية: خير يا فندم أقدر أساعدكم ازاي؟

فاتن اتكلمت بجدية: عايزين نقابل الباشمهندس سيف الصياد لو سمحتي.

بصتلها بابتسامة عملية: في ميعاد سابق؟

فاتن بصت لجوزها ورجعت بصتلها بتردد: لا يا بنتي.

خاطر كمل: بس جايين من سفر وضروري نقابله لو سمحتي يا بنتي.

بصتلهم بقلة حيلة: أنا آسفة ده مش في ايدي أصلا بس محدش بيقابل سيف بيه إلا بموعد سابق فممكن حضرتك تكتبلي سبب الزيارة وتسيب رقم تليفونك وأنا هوصله للسكرتيرة بتاعته وهتحدد موعد ونبلغكم بيه؛ ده أقصى شيء أقدر أساعدكم بيه.

الاتنين بصوا لبعض بحيرة وفاتن كشرت وقالت بضيق: بقولك ايه هو لو عرف اننا هنا هيقابلنا أصلا؛ احنا قرايبه ولو عرف انك مشيتينا مش عارفة هيعمل فيكي ايه بصراحة!

خاطر بص لمراته بذهول فغمزتله علشان يسكت والبنت بالفعل اتوترت؛ لأنها أول مرة تشوف ناس عاديين عايزين يقابلوه فممكن بالفعل يكونوا قرايبه، على العموم هي مالهاش دعوة وهترمي الموضوع لسكرتيرة سيف و هي حرة، شاورت لواحد كان واقف جنب الأسانسير وبصتلهم بعملية: أنا زي ما قلتلكم مش بإيدي حاجة، هوصلكم للسكرتيرة بتاعته وهي تتعامل.

طلبت من مسئول الأسانسير يوصلهم لمكتب سيف واتحركوا معاه.

فاتن سألت: هو في الدور الكام؟

جاوبها بابتسامة: ال 18 يا فندم.

خاطر سأله بفضول: انت تعرفه بشكل شخصي؟ يعني شغال هنا من زمان؟

بصلهم بتأكيد: سيف بيه ده راجل سكرة واه أنا شغال هنا من أكتر من 15 سنة والمفروض كبرت وأمشي من هنا بس بصراحة سيف بيه الله يكرمه قالي أفضل براحتي واخترعلي الشغلانة البسيطة دي يعني بدل ما يديني لله حب يحسسني اني لسه بشتغل وباخد مرتب، يعني أنا كل اللي بعمله بطلع وأنزل الناس شوفتوا بقى؟

خاطر ابتسم بهدوء: ربنا يديلك الصحة وطول العمر ده انت بركة والله.

وصلهم وقبل ما ينزلوا قالهم ببشاشة: الباشمهندس مش بيرفض حد يقابله أبدا بس ممكن السكرتيرة واللي حواليه يرفضوا فحتى لو قالولكم مش هينفع استنوه وهو مش هيكسفكم أبدا.

شكروه وخرجوا وهما بيبصوا حواليهم، لقوا واحدة وقفت قدامهم وسألتهم: بتدوروا على مين؟

فاتن جاوبتها: مكتب سيف بيه.

شاورتلها بهدوء: عدي المكاتب دي في الوش هناك.

شكروها واتحركوا ووصلوا قدام مكتب خبطوا ودخلوا، بصتلهم مريم باستغراب: خير يا فندم؟

كرروا نفس الرد للمرة العاشرة عايزين سيف ونفس الرد بدون موعد مش هينفع.

خاطر باصص لمراته بحيرة: وبعدين؟

فاتن بصت لمريم بنفاد صبر: يا بنتي لازم نقابله احنا جايين من سفر مخصوص.

مريم بصتلها بعملية: يا فندم والله ما أقدر هو أصلا في اجتماع مهم جدا أنا نفسي ما أقدرش أدخله.

خاطر بصلها بجدية: هنستناه بعد الاجتماع مفيش مشكلة.

مريم بذهول: معرفش هيخلص امتى؟! أصلا هو لغى كل مواعيده علشان خاطر الاجتماع ده.

فاتن قعدت على كنبة وراها بإصرار زي الراجل العجوز ما قالها وابتسمت لمريم بسماجة: هنستناه يخلص براحته.

مريم بصتلها بجدية: يا فندم ما ينفعش تستني كده ولامتى؟ حضرتك أكيد ما ترضيليش الأذية، ما ينفعش كل اللي يجي عايز يقابل سيف بيه أدخله؛ في نظام وله مواعيد وحضرتك كده بتأذيني أنا لأني لو مش هقدر أسيطر على مواعيده وأنظمها ساعتها هيقولي برا ما تلزمينيش وسيف بيه مش بيهزر في شغله أبدا.

خاطر بصلها بضيق: يا بنتي والله ما ترضينا أذية حد بس.

فاتن كشرت وقامت بصت لمريم وقربت منها بتصميم: طيب اتصلي بيه وقوليله...

قاطعتها برفض: والله ما ينفع أدخله أو أكلمه وهو في الاجتماع، ده محرج عليا، ويرفدني فيها لو قاطعته.

خاطر موبايله رن وطلعه ومراته سألته: مين بيرن عليك؟

بصلها: دي همس تلاقيها لسه صاحية.

فاتن أخدت الموبايل وردت عليها بتعمد وهي بتبص لمريم اللي لاحظت اهتمامها وتوترها أول ما سمعت اسم همس وحست ان ممكن السكرتيرة تكون تعرف بنتها وقررت تعرف لو جت هنا قبل كدا أو لا و تلعب بكارت بنتها علشان تدخل بالرغم من انها عارفة ان ده ممكن يضايق جوزها بس اهي تجربة: أيوة يا همس.

سألتها بحيرة: انتوا وصلتوا لفين؟ وقربتوا ترجعوا ولا؟

ردت بإيجاز: لسه، المهم عايزة حاجة؟

- هند كلمتني وقالتلي أروحلها لحد ما تيجوا ايه رأيك؟ أصلا عندها أهل بدر كلهم وكانت عايزاني معاها وكده؟

فاتن: اه روحيلها اقفي معاها ولما نرجع هنعدي عليكي.

همس قفلت وفاتن كملت بمكر وكأنها لسه بتكلمها: احنا لسه اهو في مكتب دكتور سيف ومش عايزين يدخلونا ولا حتى راضيين يبلغوه ان احنا هنا، بقولك ايه احنا هنمشي وانتي ابقي كلميه وقوليله السكرتيرة بتاعتك ما رضيتش تدخل بابا وماما علشان ما يزعلش مننا واحنا هنروح لأننا تعبنا أنا وأبوكي.

خاطر بص لمراته بذهول وهي قفلت الموبايل بابتسامة وادتهوله وهي بتتكلم بمغزى: يلا نمشي مالهاش لزوم القعدة.

مريم وقفتها بتردد: معلش يا فندم مين همس اللي حضرتك كلمتيها؟

فاتن كشرت وخمنت ان ممكن فعلا بنتها تكون جت هنا وده جننها فردت بتحفز: بنتي همس وباشمهندس سيف الدكتور بتاعها في الجامعة.

مريم سمعت اسم همس كتير، وعارفة انها مهمة لسيف فخافت تمشيهم فاقترحت بتوتر: بصي حضرتك ما أوعدكيش انكم هتقابلوه بس ممكن تستنوه هنا بما انكم أهل طالبة عنده وبعد الاجتماع هسأله علشانكم.

فاتن ضيقت عينيها وهي بتسألها بترقب: هم طلبة الدكتور سيف بيجوا هنا الشركة؟

مريم ردت بسلاسة: لا يا فندم محدش بيجي هنا بس هو بيهتم بالكلية جدا وطالما انتم أولياء أمور طالب عنده فممكن يعمل استثناء، يخلص اجتماعه ونشوف هيقابلكم ولا ايه؟ اتفضلوا، تحبوا تشربوا ايه؟

ضايفتهم وخاطر بص لمراته بلوم: انتي ليه عملتي كده؟ وبنتك هتقوليلها ايه؟ استغليتي اسمها...

قاطعته بتوضيح: بنتي قفلت من بدري أنا قلت أجرب مش هنخسر وادينا اهو ماخسرناش.

قالها بتأفف: بس مش بحب الأسلوب ده.

بصتله بغيظ: بقولك ايه المهم نقابله نديله فلوسه ونمشي.

نادر وصل شغله واتقابل هو وشذى اللي استقبلته بسعادة بوصوله: أخيرا جيت؟ تصدق المستشفى مالهاش طعم من غيرك؟

ابتسم بتكبر مزيف: ما أنا عارف يا بنتي – ضحك وكمل- المهم بجد أخبارك ايه؟ وصلتي على طول يومها؟ استغربت أصلا انك سيبتي سيف ومشيتي!

بصتله باستغراب: امال كنت عايزني أفضل معاه في الشارع في الفجر؟ لا طبعا.

بصلها بذهول: مش حبيبك؟ ومتعور؟ و...

قاطعته بعدم اهتمام: متعور في حاجبه جرح هياخد غرزتين بالعدد لو أخد، not a big deal ( مش مهم أصلا).

افتكر شكل همس وخوفها عليه وصرختها لما شافت عربيته وجريها من العربية عليه.

شذى سألته بتعجب: وبعدين انت عرفت ازاي اني سيبته؟

بصلها بهدوء وقالها ملخص اللي حصل بدون تفاصيل، هزت راسها بهدوء واقترحت بابتسامة: ما تيجي نتغدى مع بعض برا؛ عايزة أغير جو المستشفى ده يلا.

بصلها وابتسم بمجاملة: سوري بس ورايا مرضى ومش فاضي أصلا يدوب أشوف العيانين بتوعي أنا لسه راجع، خليها وقت تاني.

جه يبعد بس مسكت ايده بلهفة وقفته.

بص لأيدها باستغراب فسابت ايده بسرعة: لو مش هنتغدى نخليها عشا المهم حط الموضوع في بالك.

ابتسم بمجاملة ومشي وهو مستغرب طلبها وإصرارها عليه.

خاطر وفاتن استنوا تقريبا ساعة لحد ما سمعوا صوته بيتكلم مع حد: أهم حاجة الصفقة دي تكمل للآخر بسلاسة مفيش أي احتمال للخطأ ولو 1?? يا مروان.

مروان بمرح: ماشي إن شاء الله مفيش خطأ بس بالراحة علينا شوية انت تقريبا طيرت النوم من عينيا كلنا وساحلنا معاك.

كانوا داخلين من الباب وسيف التفت لمروان وبقى ظهره ليهم وكمل بإصرار: مروان كل خطوة بنخطيها دلوقتي بتفك الرباط اللي حوالين رقبتي وبتقربني أكتر من اللي بحبها فلو هترسى اني هشغل الكل هنا ليل ونهار صدقني مش هتردد لحظة.

قاطعته مريم بتردد: سيف بيه؟

بصلها وشاورلها بايده تستنى وكمل مع مروان: تروح دلوقتي تخلص كل اللي اتفقنا عليه وتظبط العقود وتبعتهالي أمضيها علشان نبعتها للشركة وبسرعة.

مروان اعترض: ايييييه! ارحم، اديني نصاية حتى أريح فيها، آكل، ا...

قاطعه بصرامة: خلص العقود بعدها اعمل ما بدالك اتحرك.

موبايله رن كانت همس فابتسم تلقائيًا.

مروان أخد باله فابتسم بمرح وهو بيقول بتهكم: والله البلوك كان مريحنا.

مريم اتوترت وخافت حاجة تحصل من انتظار خاطر وفاتن فقاطعتهم تاني بسرعة: سيف بيه لو سمحت.

بصلها باستغراب: في ايه يا مريم؟ خليني أرد على الموبايل الأول حتى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة