قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الحادي والخمسون

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الحادي والخمسون

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الحادي والخمسون

فضل واقف مخنوق مش عارف يعمل ايه ويتصرف ازاي؟ وبيفكر جديا يروح يقتل شذى بايديه
اتصل بمؤمن وقاله اللي حصل، ماكانش مستني منه حل على قد ما كان عايز يتكلم وينفجر مع حد، مؤمن سمعه للآخر وبعدها بدأ يهديه: سيف اهدا وفكر بعقلك، هي عايزة تلغي فرحكم بأي شكل فانت أرجوك ركز على ده، همس بخير والحمد لله خلي فرحك في ميعاده وده أكبر انتقام منها، انك تتجوز حبيبتك، هي هتقع زي أبوها ما وقع بس كل حاجة وليها أوان.

سيف زعق: يعني ايه؟ أحط جزمة في بوقي وأسكت؟ ده اللي بتطلبه مني؟ هي تحاول تقتل همس وتطلع منها كده بكل بساطة؟
مؤمن اتنهد: هنشوف حل بس نفكر ونتصرف صح، بقولك شوية وهنجيلك أنا وكريم وهنفكر مع بعض ازاي نوقعها، ما تقلقش هتاخد جزاءها على اللي عملته.

شوية وخاطر صحي وخرج برا فشاف سيف بيتكلم في التليفون فقرب منه، سيف لمحه ونهى مكالمته وقرب يصبح عليه باقتضاب.
خاطر. افتكرتك مشيت والله.
ابتسم بجمود: لا يا عمي بس بخلص شوية أشغال متعطلة على التليفون.
خاطر اقترح: طيب يا ابني ما تنزل شركتك وتخلص أشغالك المتعطلة دي
رفض بهدوء: ماعنديش أي حاجة أهم من همس وصحتها، تطلع همس من هنا وبعدها الدنيا كلها تيجي وراها، الشغل مش أهم منها، المهم أجيبلك فطار؟

رفض بسرعة: لا لا أنا عايز أمشي رجليا شوية وهنزل أفطر تحت في الكافيتريا، هتيجي معايا؟
بص ناحية باب همس وبعدها لحماه ورد بجدية: لا مش هينفع نسيب همس لوحدها وبعدين مش بفطر بدري كده، انزل حضرتك افطر براحتك وأنا هخلص شوية مكالمات.

سابه ونزل وهو فضل يكمل اتصالاته بعدها دخل عند همس وطلع اللاب بتاعه يشوف أشغاله المتعطلة، ما حسش بهمس اللي صحيت وفضلت مراقباه لفترة وهي مبتسمة وتخيلت لو فتحت عينيها لقت نفسها في حضنه.
استنته ينتبه بس كان مندمج فنادتله بخفوت، بصلها وابتسم: أخيرا صحيتي يا كسولة؟- قام وقرب منها وسألها باهتمام- عاملة ايه النهارده؟
ابتسمت: بخير، انت صاحي من امتى؟
بص لساعته: من شوية حلوين كده.

حاولت تتعدل فساعدها بعدها بصتله: عايزة أدخل الحمام وأغير هدومي وآخد شاور سريع.
ساعدها تقوم وجاب شنطتها دخلهالها الحمام وسألها: تحبي أسيبلك الأوضة وأطلع برا؟
رفضت بهدوء: لا مالهوش لزوم خليك قريب وبعدين أنا بخاف لوحدي.
ضحك عليها وشدها عليه بمشاكسة: طيب تحبي أدخل معاكي أساعدك أو أخلي بالي منك علشان ما تخافيش؟
ضربته في صدره بخجل: استعبط استعبط - اتحركت بس مسكته من ياقة قميصه وكملت بتأكيد - استناني هنا.

ابتسملها: هستنى بس ناديني لو احتجتيني.
ابتسمت ودخلت وهو رجع للاب بتاعه وابتسامته اختفت، مسك دماغه وغمض عينيه و مش عارف هيعمل ايه الخطوة الجاية، كل أفكاره بتصب انه ياخد حقه بايده من شذى.

همس دخلت الحمام واتفاجئت بحاجة مش عاملة حسابها خالص تيجيها دلوقتي، فضلت محتارة ومش عارفة تتعامل ازاي؟ طيب تقول لسيف؟ بس ازاي؟ هي بتتحرج منه ولا يمكن تطلب مساعدته، فضلت كتير مش عارفة تعمل ايه؟ أخيرا قررت تقول لسيف يناولها موبايلها وهي تكلم أختها تيجيلها.
فتحت الباب فتحة صغيرة علشان يسمعها ونادتله بهمس: سيف؟
بص ناحيتها باهتمام: خير يا همس؟
قام وهي قفلت الباب وكلمته من وراه: ينفع تناولني موبايلي؟

استغرب طلبها: ليه موبايلك؟ عايزة ايه منه؟
كشرت ومش عارفة تقوله ايه؟ فكررت بخجل: هاته بس.
استغرب إصرارها: يا بنتي قولي عايزة ايه وأنا هعملهولك.
اتنهدت بتوتر: عايزة هند أو ماما ينفع تكلمهم وتطلب من حد فيهم يجي؟
سألها بحيرة: ليه؟
ردت بغيظ: يووه يا سيف هات موبايلي أكلمهم أو كلمهم انت بدون أسئلة لو سمحت.

حاول يكون صبور معاها وقال بعقلانية: حاضر بس هل انتي هتفضلي جوا في الحمام لحد ما يوصلوا؟ يعني لو لسه ما صحيوش وصحيتهم وقاموا ونزلوا معاهم ساعة هتفضلي في الحمام ساعة يا همس؟ حبيبتي أنا جنبك قوليلي عايزة ايه وهعملهولك.
همس سكتت ومش عارفة تقوله ايه؟ وهو قرب من الباب أكتر ووقف على مسافة وأكد بحب: همس أنا جوزك يا حبيبتي والمفروض أقربلك من هند ومن ماما فكلميني يا حبيبي، مالك؟

سكتت برضه فاقترح: طيب تحبي أناديلك نادر أخوكي؟
رفضت بسرعة: نادر لا
اقترح: طيب بابا؟
جاوبته: ولا بابا كمان.
كلمها بحب وهدوء: طيب بلاش بابا وبلاش نادر، وأنا؟
أخدت نفس طويل وردت بتوتر: انت جوزي اه بس لسه بتحرج منك ومش عارفة ازاي أتكلم معاك.
قرب من الباب وكأنه كل ما بيقرب منه بيقرب منها هي ورد بصبر: طيب اعتبريني يا ستي هند وقوليلي عايزاني أعمل ايه؟
اتكلمت بتردد: تشتريلي حاجة من الصيدلية ينفع؟

رد بسرعة: ينفع قولي ايه؟
فضلت ساكتة فراح لشنطة اللاب بتاعته وطلع مفكرة صغيرة معاها قلم ورجعلها: همس خدي ورقة وقلم واكتبي اللي انتي عايزاه، أعتقد ده حل حلو.
فتحت حتة صغيرة يادوب أخدت منه القلم والورقة ولاحظت انه مديها ظهره علشان ما يحرجهاش أكتر.
لحظات وناولته الورقة اللي مكتوب فيها بعد ما قطعتها من المفكرة ومطبقاها نصين وهمست بإحراج: هاتهالي بسرعة لو سمحت.

أخدها وطلع وفضوله خلاه يفتحها وابتسم أول ما شاف المكتوب بس كشر بعدها وبدأ يحسب فرحهم فاضله كام يوم وهي ممكن تاخد كام يوم وبعدها استغبى نفسه وتفكيره.

دخل الصيدلية واكتشف ان هو كمان محروج يقول طلبها ولقى نفسه بيحط ورقتها قدام الصيدلي اللي أخدها وجاب الطلب بهدوء، أخده سيف ورجع كان نادر وخاطر الاتنين في الأوضة، سيف وقف مش عارف يتصرف بس اتجرأ وراح قدام الحمام وعلق الشنطة على الباب وخبط خبطة: همس الشنطة هعلقها على الباب.
همست من جوا: طلع بابا ونادر برا كلكم اطلعوا.
ابتسم بتفهم: حاضر خلصي ورنيلي.

نادر بص لسيف بقلق: هي تعبانة ولا حاجة؟ أبعت لسماح تيجي تساعدها؟
سيف رفض بهدوء: لا هي بخير بس خلينا نطلع برا لحد ما هي تخرج علشان بس ما تتحرجش مننا.

خرج التلاتة وخاطر بصله من بعيد بيراقبه وهو بيتكلم مع نادر واستغرب امتى بنته الصغيرة كبرت واتجوزت راجل تاني بقى مسئول عنها غيره؟ سيف جوز بنته الصغيرة ولازم يتقبل الحقيقة دي بسرعة ويتعايش معاها وزي ما سلم هند لبدر المفروض يسلم همس لسيف بس همس لسه صغيرة، لسه المفروض تفضل في بيته شوية تانين، لسه اتنهد واستسلم ودعى ربنا انه يكون أحسن اختيار زوجين بناته الاتنين.

هند وصلت هي وأمها ولاحظوا ان كلهم برا، فاتن قربت بسرعة بخوف: همس مالها؟ كلكم برا ليه؟
سيف طمنها: هي بخير بس دخلت الحمام فقلنا نسيبها براحتها لحد ما تخرج - بص لهند وكمل- ادخليلها انتي يا هند اطمئني عليها وشوفي لو محتاجة حاجة بلغينا.
هند دخلت وكلهم تابعوها لحد ما قفلت الباب بعدها فاتن بصت لسيف: عملت ايه؟
سألها باستغراب: عملت ايه في ايه بالظبط؟
وضحتله: مين حاول يقتل بنتي؟ وقبضتوا عليه ولا؟

سيف أخد نفس طويل واتردد يقولهم ولا؟ بس هيخبي لامتى؟ بصلهم بجدية: شذى حرضت الجرسون يحط حاجة في الأكل لهمس من البداية وفهمته ان ده مجرد مقلب وهي اللي حرضت ماجدة كمان وهددتها انها هتفضحها بسبب موضوع تبديل العينات فاضطرت تسمع كلامها.
خاطر بترقب: يعني اتقبض عليها صح؟
بصله: اتقبض عليها امبارح أيوة.
نادر لاحظ ضيقه فسأله: بس ايه؟

بصوله باستغراب فوضح: هو متضايق وبيقول اتقبض عليها امبارح فأنا مستني بس باقي الجملة.
سيف بصله: بس طلعت النهارده، محاميها خرجها.
فاتن شهقت باستنكار: طلعت ليه وازاي؟ مش حاولت تقتل بنتي؟
سيف بصلها: ماجدة خافت منها وغيرت أقوالها وقالت انها عملت كده علشان تقرب من شذى وتكسب ودها لانها عارفة كل التفاصيل اللي حصلت وقررت تشيل هي الليلة كلها، والجرسون ما اتعرفش عليها فبالتالي مفيش أي دليل ضدها.

فاتن حست ان في نار جواها واتمنت لو تطول شذى وهي بنفسها هتعلمها الأدب، بصت لسيف باستفسار: طيب واعترافها الأولاني؟ مش قالت ان شذى جابت الحقنة وهي اللي حرضتها؟
سيف نفخ بضيق قبل ما يرد عليها: قالت اني هددتها وطلبت منها تقول الكلام ده ومحاميها أو بالأدق محامي شذى عايز يرفع عليا دعوى بالتشهير ضد شذى.
حالة ذهول سيطرت عليهم كلهم وخاطر ردد بعدم تصديق: هي اللي هترفع عليك انت دعوى؟ هو في ايه؟

نادر سأل وهو مذهول: انت بتتكلم بجد؟ هما اللي هيرفعوا دعوى ضدنا؟ طيب وهمس؟ واللي حصلها؟
سيف بصله: ماجدة اعترفت ان هي اللي عملت كده.
نادر زعق بغضب: بس كلنا عارفين ان هي مجرد وسيلة مش أكتر وشذى ورا الموضوع!
سيف اتنهد بقلة حيلة: كلنا عارفين فعلا بس فين الدليل؟

فاتن بصتلهم بإصرار وبعدها بصت لسيف: سيف خدني لمقصوفة الرقبة دي، أنا مستغنية عن حياتي هروح أحط ايدي على رقبتها ومش هسيبها غير لما روحها تطلع وخليهم يعدموني بعدها أنا مستبيعة بس أربي البت دي.
سيف ابتسم غصب عنه: انتي بتقولي ايه بس يا حماتي بالله عليكي اهدي، زي ما أبوها وقع واتحبس هي ليها يومها مش هسيبها ما تقلقيش.

هند دخلت عند همس اللي كانت يادوب خارجة من الحمام وأول ما شافتها وسلمت عليها بصتلها باستغراب: هو ايه التيشيرت اللي انتي لابساه ده يا همس؟ جيبتيه منين؟
ابتسمت بخبث وهند شهقت بتذكر: اوعي يكون بتاع سيف! انتي اتجننتي يا بت؟ اقلعيه بسرعة قبل ما حد يدخل.
قعدت على السرير بتعب وبصت لأختها وردت بتحدي: وفيها ايه لما ألبس التيشيرت بتاعه؟ يعني هو نسيه في الحمام وأنا دخلت ولقيته قدامي فلبسته، فين المشكلة؟

هند ضربت كف بكف بعدم تصديق: يا حبيبتي عيب، انتي بتجنني أبوكي وأخوكي بحركاتك دي، الحركة دي تعمليها في بيته وفي أوضة نومه وبس انك تلبسي هدومه يا همس.
همس بصتلها بفضول: انتي بتلبسي هدوم بدر يا هند؟
هند لفت وشها بعيد ورفعت راسها للسما بقلة حيلة: أقولها ايه المجنونة دي؟ يا بنتي.

قاطعتها همس بضيق: ما تكبريش الموضوع يا هند، تيشيرته شدتني ريحته وعجبني فلبسته وانتهى الموضوع، ما تكبريهوش بقى، وبعدين أبوكي وأخوكي محدش أصلا هيعرف ولا ياخد باله انه تيشيرته إلا لو حد قالهم فاسكتي بقى.

قاطع حوارهم دخول مامتها وأبوها وهي عينيها على الباب مستنية سيف يدخل هو كمان، بالفعل دخل بعدها وما انتبهش لهمس واتكلم مع خاطر.
فاتن بتكلم هند بس بعدها انتبهت لهمس فسألتها بحيرة: انتي لابسة ايه؟ أنا مش.

قطعت كلامها وعينيها وسعت وبصت لسيف بتلقائية ورجعت بصت لبنتها، سيف لاحظ نظرات حماته بينه وبين همس فبص ناحية همس وهنا أخد باله انها لابسة التيشيرت بتاعه، عيونهم اتقابلت وهو شبه اتصدم ومابقاش سامع خاطر بيقول ايه ومركز مع همس وبس، مش شايف ولا سامع غيرها ولقى قلبه بينبض بعنف وافتكر أول مرة لبسها البلوفر بتاعه واتمنى لو ينفع ياخدها في حضنه دلوقتي.

خاطر بيتكلم بس لاحظ انه مش معاه أصلا وبينادي عليه بس هو انتباهه كله مع همس وبس.
مسك دراعه ينبهه: ها يا سيف؟
انتبه لحماه وبصله باستغراب و ماعندهوش أدنى فكرة هو بيقول ايه أصلا فسأله بتشتت: ها ايه يا عمي؟
خاطر اتنهد وبص لبنته اللي بصت بعيد وبعدها بص لسيف بقلة حيلة: بقولك انزل شغلك كفاية قعدة كدا.
سيف كشر: شغلي بتابعه كله من اللاب بتاعي ما تشغلش حضرتك بالك بيا.

الباب خبط ودخل بدر وجايب قهوة للكل، وزعها عليهم و وقف يتكلم مع حماه وسيف استغل الفرصة وراح لهمس قرب منها وهمس بذهول: مين قالك تلبسي ده يا مجنونة انتي، اتجننتي يا همس؟
رفعتله عينيها وردت ببساطة بعثرت كيانه: طالما مش بتعرف النهار كله تاخدني في حضنك فكده وأنا شامة ريحتك حاسه اني في حضنك، يعني انتم مستكترين عليا حتى الإحساس نفسه؟

أخد نفس طويل طلعه على مراحل وعينيه عليها باستغراب، هل هي عارفة هي بتعمل ايه فيه بعفويتها دي؟ هل مستوعبة معنى كلامها اللي بتقوله؟ هل فاهمة ومستوعبة انه في اللحظة دي تخيلها في حضنه من غير أي حاجة وقامت لبست تيشيرته هو وبس، وشبه شايفها واقفة قدامه، لا لا أكيد هي ماعندهاش أدنى فكرة هي عملت فيه ايه بحركتها دي.
همس مسكت دراعه تفوقه وسألته بحيرة: انت سرحان في ايه كده؟ اتكلم معايا.

قرب منها علشان محدش يسمعه غيرها وهمس بشغف وهمساته جننتها وبتحرك كل مشاعرها: تخيلتك في حضني الليل كله وصحيتي من نومك وقمتي ما لقيتيش أي هدوم جنبك تلبسيها غير التيشيرت بتاعي فأخدتيه ولبستيه هو وبس وتخيلت شكلك بيه ايه.

بصتله بذهول ووشها احمر فبعدت وشها عنه بس بصوا لبعض نظرات ليها ألف معنى ومعنى، نظرات بتعبر عن اللي جواهم وهما الاتنين فاهمينها كويس، قرب منها تاني وهمسلها بتنبيه: ما تلبسيش هدومي تاني إلا بعد ما تكوني قايمة من حضني بنفس اللي قلتهولك ده وبدون ما تكوني لابسة أي حاجة تانية.

بصتله بصدمة ولقت نفسها عمالة تكح فناولها كوباية ميا وهو بيبتسم، شربت منها وفضلت باصاله، انتبه سيف على بدر اللي مسك دراعه ومد ايده بكوباية القهوة وقاله بتنبيه: قهوتك هتبرد.
بصله واستغرب بس بدر بغمزة خفيفة شاورله على حماه وحماته اللي متابعينه، ابتسمله وشكره وقعد جنبه على الكنبة وهمس حاولت تلملم نفسها ومشاعرها.
مرة واحدة بصت لسيف: سيف نسيت أقولك.
بصلها باستغراب: خير يا همس؟ نسيتي ايه؟

بصت لموبايلها وبصتله: هالة كلمتني وعرفت اني تعبانة وكانت جاية وأنا قلتلها هبعتلها حد يستناها في المحطة يجيبها عندي بس نسيت أقولك.
سيف طمنها: طيب هي هتوصل امتى؟
ردت بسرعة: خلال ساعة أو أقل، ينفع تبعتلها حد يجيبها؟
سيف طلع موبايله: طيب تمام ما تقلقيش هكلم نصر يروحلها.
اقترحت بمغزى: ينفع تكلم مروان هو اللي يروحلها؟

استغرب طلبها بس ابتسم لانه سبق ولاحظهم كذا مرة مع بعض، اتصل بمروان وطلب منه يروح يستنى هالة لو ينفع وبالفعل مروان وافق بسرعة وأخد منه العنوان واتحرك علشان يقابلها.

بعد فترة كانت هالة نزلت المحطة فبصت حواليها تشوف مين مستنيها لان همس قالتلها ان في عربية في انتظارها وانها عاملالها مفاجأة، لمحت مروان واقف وساند على عربيته وباصص لموبايله ورافع نظارته الشمس على راسه ومركز في موبايله، اتوترت وفكرت تمشي بدون ما يشوفها بس اتراجعت، افتكرت همس لما صورت سيف وهو واقف كده و ورتلها الصور فابتسمت وطلعت موبايلها وصورته بتهور وهو واقف كده لانه عجبها نوعا ما، قربت منه وحمحمت فرفع راسه بسرعة واتعدل أول ما شافها واتكلم بابتسامة واسعة: باشمهندسة هالة أهلا بيكي، حمدلله على السلامة، نورتي القاهرة كلها.

ابتسمت بحرج: أهلا يا باشمهندس مروان، أخبار حضرتك ايه؟
قرب منها ياخد شنطتها: أنا بخير الحمدلله، هاتي الشنطة منك.
أخدها وحطها في العربية وفتح الباب اللي جنبه بلباقة: اتفضلي.
بصتله بتردد وهو لاحظ ترددها ده فطمنها: لو تحبي تركبي ورا مش جنبي براحتك.
اتقابلت عيونهم في نظرة غريبة خطفت قلوبهم فابتسمت: لا عادي، متشكرة لحضرتك.

دخلت واستقرت مكانها بعدها قفل الباب ولف يركب مكانه جنبها، وأول ما قعد في العربية لفحته سخونتها فبصلها: ايه الجو الصعب ده؟
شغل التكييف بسرعة وبص ناحيتها: دقيقة والجو هيتعدل بإذن الله، هتروحي لهمس الأول ولا فين؟
جاوبته بهدوء: اه لهمس، طمني عليها هي عاملة ايه؟
طمنها: بخير الحمدلله، عدت على خير.
سألته بفضول: هو ايه اللي حصل بالظبط؟ أنا مافهمتش منها وهي قالتلي لما نتقابل.

بصلها: اديكم هتتقابلوا اهو وهي تحكيلك.
بصتله باستغراب: انت مش عايز تقولي يعني؟ ماشي براحتك.
نفى بسرعة: لا مش القصد بس دي حاجة تخصهم هما مش احنا، هي صاحبتك تحكيلك براحتها.
ابتسمت وعجبها رفضه انه يحكيلها حاجة تخص صاحبه، كان هيتكلم بس موبايله رن ولاحظت انه كشر، كان عندها فضول تعرف مين بيكلمه؟
بص للموبايل كتير فعلقت بفضول ممزوج بمرح مفتعل: مش هترد؟ ولا دي حبيبة غضبانة في مكان ما انت اتأخرت عليها؟

بصلها بذهول وردد: حبيبة وغضبانة؟ لا يا ستي - وجه شاشة الموبايل ناحيتها وكمل - دي أمي بس هي عصبية حبتين علشان كده باخد ساتر قبل ما أرد عليها، ربنا يجعل كلامي خفيف عليها.
ضحكت وهو أخد نفس طويل قبل ما يرد عليها: أيوة يا ماما خير.
هالة سمعت صوت أمه العالي: انت مش قلت هتجيلي بدري علشان نزور أبوك؟ فين البدري ده بقى ها؟

مروان رد بهدوء: يا ماما قلتلك بدري أيوة بس مش معناه الساعة ١٢، أنا باجي المغرب بدري ده معناه العصر مثلا أو
قاطعته بعصبية: بدري يبقى دلوقتي، ده البدري لكن العصر ما ينفعش أصلا، لو كده أكلم سيف آخدلك إذن انصراف.
مروان ردد بتهكم: إذن انصراف ايه بس يا ماما، هو أنا في مدرسة؟!
لاحظ ان هالة بتحاول ما تضحكش فكمل: المهم حاضر ورايا مشوار هخلصه وآجي على البيت أوديكي مشوارك، عايزة حاجة أجيبها وأنا جاي؟

ردت بتهكم: هات نفسك بس وانجز وإياك يا مروان تتأخر وإلا قسما بالله
قاطعها بسرعة: من غير حلفان يا حجة حاضر، المهم عايزة حاجة؟
سألته بجدية: انت فين دلوقتي أصلا؟
رد باستغراب: في العربية
رجعت زعقت تاني: ما أنا سامعة انك في العربية بقول فين؟ في أي منطقة؟ في أي مكان؟ في أي
قاطعها قبل ماتكمل خناقها: أنا قريب من البيت بس رايح المستشفى عند سيف ومراته وأرجع على عندك تمام؟ اديني ساعة بالكتير بإذن الله وهوصل.

هديت وسألته: هي مراته لسه تعبانة؟ هيعملوا الفرح ولا هيأجلوه؟
جاوبها: مش عارف لسه ماقرروش هيعملوا ولا؟ الدكتور المفروض هيطمنهم النهارده على حالتها وبناء عليه هيقرروا، ربنا يسهلهم الحال.
أمنت على كلامه قبل ما تتهكم: وعقبال حضرتك أما تقلده وتتنيل زيه، انت مش بتتجوز ليه يالا انت؟
اتوتر من كلام أمه قدام هالة وخصوصا ان صوتها عالي جدا فحاول يقفل معاها: ماما أنا قربت أوصل يلا سلام أما آجي نبقى نتكلم، سلام.

قفل معاها وأخد نفس طويل قبل ما يبص لهالة وقال بهزار: مكالمتها بتتعب أعصابي لدرجة اني بتشاهد أول ما بقفل.
ابتسمت بود: ليه بالعكس حاساها لطيفة
رد باستنكار: أمي أنا لطيفة؟ لا يمكن أبدا، أصلك ما شوفتيهاش، بعدين انتي ما سمعتيش بتزعق ازاي؟
بصتله باهتمام وعلقت: على فكرة معظم الناس اللي صوتها عالي بيبقى قلبها أبيض واللي جواها على لسانها وبتتعصب وتزعق بسرعة بس كمان بتروق بسرعة ومش بتشيل جواها.

استغرب وجهة نظرها ومط شفايفه باقتناع: يمكن
سكتوا وهو فكر في كلامها ولاحظ ان أمه فعلا كده، بتزعق في لحظة وتهدا في لحظة وتزعق تاني وهكذا لكن قلبها أبيض ومش بتشيل بالفعل جواها.
انتبه على هالة بتسأل: انت بيتك بالفعل قريب؟ ولا بتقولها كده وخلاص؟
بصلها: لا لا بالفعل، بيني وبين البيت من هنا بتاع عشر دقايق، قريب جدا.

اقترحت: طيب ما تعدي تاخد مامتك وبعدها توصلني وتروح انت وهي مشواركم بدل ما توديني وترجع تاني لهنا؟ ايه رأيك مش أفضلك؟
بصلها باستغراب: أفضلي أو لا المهم أوصلك انتي والباقي مش مهم، ما تشغليش بالك.

اعترضت بهدوء: يا ابني ما أشغلش بالي ازاي؟ بجد طالما قريبين عدي هاتها أنا مش مستعجلة واستفيد بالوقت أصلا الطريق واقف اهو علشان ترجعه تاني كده هتاخد للعصر وبعدين مامتك عايزة تشوف باباك انت المفروض تقدر حاجة زي دي.
استغرب كلامها عن والده وهي كملت بفضول: هو والدك فين؟ بيزور حد ولا ايه؟ بتحب تروح تزوره باستمرار
رد بحزن: لا متوفي فهي بتزوره دايما وعايشة على ذكراه.

إعجابها بأمه زاد وعلقت: الله يرحمه ويصبركم على فراقه، باباك شكله كان بيحبها أوي وعلشان كده هي عايشة على ذكراه صح ولا بيتهيألي؟
اتكلم بتأثر واضح: كان بيحبها فعلا وكانوا أكتر زوجين متفاهمين وبيحبوا بعض وبعد ما اتوفى ماما بقت عصبية جدا وبتزعق كتير بس قلبها أبيض زي ما قلتي، كملت المشوار معايا أنا وأخواتي البنات والحمدلله الاتنين اتجوزوا وفي بيوتهم مبسوطين.

سألته بفضول: هما فين؟ ما سمعتكش بتتكلم عنهم أو حتى شوفتهم في فرح سيف وهمس.
ابتسم وهو بيجاوبها: مسافرين برا مصر الاتنين مع أزواجهم وعيالهم.
كانوا واقفين في إشارة والطريق شبه واقف، هالة بإصرار: مروان الطريق واقف وحرام ترجع الطريق ده تاني، عدي خد والدتك وإلا هنزل آخد تاكسي وأكمل لوحدي، اختار ها؟
اعترض بتردد: لا هوصلك.

قاطعته بحسم: طيب خلاص اقف على جنب أنا هنزل آخد تاكسي أنا مش صغيرة و أعرف أروح لوحدي، اقف بجد.
أخد نفس طويل باستسلام: خلاص حاضر هكلمها تجهز، اهدي بقى.
اتصل بيها وقال بعد ماردت: أيوة يا حجة بقولك، اجهزي أنا همر عليكي دلوقتي الطريق واقف وعقبال ما أروح المستشفى وأرجع هاخد وقت طويل فهعدي عليكي آخدك وأروح بعدها المستشفى وبعدها نطلع نزور اتفقنا؟
سألته: قدامك قد ايه؟

مروان بص للطريق حواليه: عشر دقايق أو ربعاية الطريق واقف أخرج بس منه وبعدها هوصل على طول بإذن الله.
قفل معاها وبص لهالة: ارتحتي كده؟ ربنا يستر بقى وسيف ما يتضايقش مني هو وهمس علشان اخرتك.
ابتسمت وطمنته: لا ما تقلقش.
سكتوا شوية بعدها سألته بفضول: هو أنا ينفع أسألك سؤال خاص شوية؟
بصلها بطرف عينيه: اسألي طبعا، أصلا ماعنديش حاجات خاصة فاسألي براحتك.

بصتله بتركيز: ليه مش بتتجوز زي ما مامتك بتقول؟ يعني انت شاب بتشتغل شغل كويس، عندك عربية اهو حلوة واعتقد مرتبك تقدر تفتح بيه بيت، يعني انت مهندس شغال في شركة كبيرة بتاعة صاحبك فأكيد ليك وضعك، فليه فعلا مش بتتجوز؟
أخد نفس طويل واتردد يقولها ايه ولا يجاوبها ازاي؟ وبعدها قرر يتكلم بطبيعته: يعني وفاة والدي كان ليها عامل أساسي، أنا كبير أخواتي وكان لازم أطمئن عليهم الأول.

علقت: وانت بتقول اتجوزوا الاتنين وقلت عندهم أولاد معنى كده انك بتتكلم في سنين، فليه الانتظار؟
حاول يهزر ويغير الموضوع: يعني ما هو سيف اهو زميلي ويادوب بيفكر يتجوز اهو، الموضوع مش غريب.
اعترضت: سيف كان مسافر برا وأول ما رجع اهو بيتجوز لكن انت هنا - حست بتردده انه يتكلم وحست انها فضولية زيادة عن اللزوم فاتراجعت باعتذار - معلش لو بتدخل في خصوصياتك، ساعات للأسف بكون فضولية بشكل وحش، اعذرني.

بصلها بسرعة ونفى: لا لا أبدا زي ما قلتلك ماعنديش خصوصيات، الموضوع وما فيه اني عايش أنا و والدتي.
أستغربت وسألته: طيب وفيها ايه يعني؟
بصلها باستنكار: فيها ايه ازاي؟ أمي شخصية عصبية إرضاءها صعب ومش أي حد يتحملها فكان قدامي حل من الاتنين أنا اخترت اللي يناسبني.
سألته: وايه هما الحلين؟
وضحلها: اني أتجوز وأسيب أمي تعيش لوحدها وده حل مرفوض أو أفضل معاها.

استغربت تفكيره وعلقت بنوع من السخرية: أو تتجوز وتعيش معاك والدتك، ازاي الحل ده مش في حساباتك؟
بصلها بتهكم: الظاهر انك ما سمعتينيش وأنا بقول انها عصبية وان صعب تحملها، مين هتتحمل واحدة تزعق فيها كل شوية وعمال على بطال؟ وخصوصا انها حماتها؟ ماهي يومين وهتقولي طلقني أو نسيب البيت، فعلى ايه بقي؟

علقت بمثالية مش عارفة سببها: أو تتجوز واحدة بنت حلال تفهم شخصية والدتك وتعرف تتعامل معاها، مش كل البنات تافهة وسطحية وقليلة الأصل علشان تقولك طلقني يا نعيش لوحدنا، انت ليه نظرتك سوداوية؟

بصلها بغيظ: ليه نظرتي سوداوية؟ ليه انتي متفائله كده؟ وبعدين فين البنت دي ها؟ أي بنت دلوقتي أول شرط بتشرطه أعيش في شقة لوحدي وبعدين نظرتي السوداوية دي جت من التجربة مش من فراغ، ولا اه أنا نسيت انتي لسه صغيرة ولسه قدامك سنة وتتخرجي، بكرا تشوفي الأمور والعالم بشكل أوضح من كده.
هزت دماغها برفض: بشكل أوضح ولا تقصد بنظرة سودا؟ لا على فكرة أنا مش متفائلة ولا خيالية أنا طبيعية جدا انت اللي.

قاطعها بغيظ: مش أنا اللي، أنا الأيام علمتني وفهمتني، أنا كنت زيك في يوم من الأيام كده واتعرفت على بنت زيي مهندسة واشتغلت معايا في الشركة والدنيا كانت وردي زي ما انتي شايفاها وقالت نفس كلامك ده وخطبتها بس بعصبية واحدة واختلاف واحد مع أمي شرطت عليا لو عايز أكمل هيبقى في شقة لوحدنا، دي كمان كان عندها شقتها الخاصة وقالت نعيش فيها لوحدنا لكن مع أمي لا - بصلها بتأثر وكمل بغضب - عرفتي نظرتي السوداوية جيبتها منين؟

هزت دماغها بتفهم ورددت: عرفت، بس برضه مصممة ان نظرتك سوداوية، مش كل البنات زي البنت دي، في بنات كتير غيرها ممكن يقبلوا بظروفك.
علق بتهكم: بنات كتير ها؟ - بص لعينيها وسألها سؤال مباشر- انتي مثلا ممكن تكوني منهم ولا انتي خارج البنات دي؟ ولا بتتكلمي وخلاص ماهو الكلام ببلاش، انتي تقبلي واحد بظروفي دي؟
بصت لعينيه وبدون تردد جاوبته: أقبل اه.

بصلها لوهلة بصدمة من ردها بس بعدها بص للطريق قدامه وهو متلخبط: وصلنا اهو خليني أرن عليها.
يادوب طلع موبايله وهيرن بس لمح أمه قاعدة قدام البيت فحط موبايله من ايده وعلق: أمي اهيه أصلا قاعدة مستنياني.
ركن وأمه قربت شافت هالة جنبه فضيقت عينيها بتركيز، هالة نزلت بسرعة تسلم عليها ومروان عرفهم على بعض، شاور على أمه: دي والدتي الحجة هدية السيد - بص لهالة وكمل- ماما دي باشمهندسة هالة صاحبة همس مرات سيف.

بصتلها كتير بتفحص قبل ما تمد ايدها تسلم عليها بابتسامة: يا أهلا يا بنتي.
سلمت عليها ومحدش فيهم زود أي كلمة، رجعوا للعربية وهالة جت ترجع ورا بس أمه وقفتها: اركبي مكانك زي ما كنتي راكبة يا باشمهندسة.
ابتسمت بحرج: لا يا طنط اتفضلي حضرتك.
حاولت تصمم بس هالة فتحت الباب لنفسها ورا وأصرت عليها تركب جنب ابنها.
ركبت وهي متحفزة ومستغربة ليه ابنها جابها معاه؟

استقروا واتحركوا والصمت مسيطر على العربية بشكل يوتر لحد ما مروان قطعه بتوضيح: سيف كلمني وطلب مني أجيب الباشمهندسة من المحطة وأوصلها لهمس علشان هو مشغول وما قدرش يسيب المستشفى.
أمه بصتله وهزت دماغها بتفهم: واجب برضه، ربنا يقومها بالسلامة- بصت لهالة وراها وسألتها - هو انتي مش من القاهرة؟
جاوبتها بابتسامة: لا يا طنط أنا من السويس وصاحبة همس في الكلية وقاعدين مع بعض في المدينة الجامعية من كذا سنة.

هزت دماغها: ربنا يوفقكم يارب.
أمنت على كلامها وسكتوا، شوية وهالة قالتلها: تعيشي وتفتكري يا طنط، باشمهندس مروان كان لسه بيقولي على زيارتك المستمرة.

بصتلها وبدأت تحكي عن جوزها وفقدانها له ومروان بصلها ومستغرب ليه أمه دايما ما بتصدق تحكي عن جوزها المتوفي، عايشة مع ذكرياتها دايما وبتحب تحكيها دايما، هو شبه حافظ كل حكاياتها اللي بتقولها، بص لهالة وتوقع هيشوف نظرة زهق أو ملل من كلام ست عجوزة بس استغرب لما لقاها مستمتعة وبتتكلم معاها بشكل تلقائي وكأنهم معرفة من زمان.
انتبه عليهم وهما باصينله ومش فاهم مالهم فسألهم بحيرة: في ايه؟ بتبصولي كده ليه؟

هدية علقت بمرح: لا بس هالة بتقولي على طفاستك اللي هتموتك ناقص عمر دي.
بصلهم بذهول: هي بقت هالة كده؟ - بص لهالة وقال بغيظ - طفاستي ها؟
هالة دافعت عن نفسها وهي بتضحك: أنا ماقلتش كده والله دي مامتك، أنا بس حكيتلها الموقف نفسه.

أمه قالت بابتسامة: ماهي مالهاش مسمى تاني غير طفاسة ماانت لو بتاكل على مهلك مش هتشرق - بصت لهالة وكملت - من صغره كده، ياكل بسرعة و يبقى هيفطس، والله حاسة ان نهايته هتكون في لقمة زيادة.
ضحكوا الاتنين وهو بصلهم بغيظ واتريق عليهم وسكت وهو متابعهم ومستغرب كلامهم وهزارهم.

سيف الظابط كلمه وبلغه انهم أفرجوا عن شذى لعدم كفاية الأدلة وده نرفزه أكتر وبيفكر هيعمل ايه بس أول حاجة لازم يخرج من المستشفى يتابع الدنيا دي بنفسه مش من خلال التليفونات.
بدر قرب منه بحيرة: مالك وشك بيطلع نار ليه؟ في جديد؟
بصله وأخد نفس طويل: أفرجوا عن شذى، مفيش أدلة ضدها.

بدر حط ايده على كتفه بمواساة: يوم فرحي مراتي حاولت تخربه بكل الأشكال ونكدت علينا فعلا بس في واحد الله يوفقه ويسهله أموره نصحني وقالي ما تخليش حد يضيع فرحتك ويبعدك عن حبيبتك، خد حبيبتك في حضنك وتولع الدنيا كلها.
سيف اتنهد بتعب: علشان حبيبتك كانت في حضنك لكن أنا كنت هخسرها يا بدر، همس كانت هتروح مني.

حرك راسه برفض: والحمد لله هي بخير وفي حضنك، سيف فرحكم بعد أيام، اتجوزها وخدها وسافر شهر العسل ولما ترجع ابقى اتعامل، هي عايزة تخرب فرحكم بأي شكل ما تديلهاش الفرصة دي.
بصله بضيق: يعني ايه يا بدر؟ أسيبها تنفد بعملتها دي؟ حاولت تقتل همس وعادي أسيبها؟ طيب قولي دي أعملها ازاي؟ أبرد النار اللي جوايا دي ازاي؟

بدر بصله وهو عارف ومقدر إحساسه فحاول يهديه: عارف انه صعب، سيف أنا مجرب الإحساس ده والنار اللي جواك دي وخصوصا لما أنس كان مع رشا واتعرض للحادثة إياها، ساعتها كنت حاسس اني عايز أخنقها بايديا الاتنين، صدقني أنا حاسس بيك.
بصله واتعلق بعينيه باستنجاد: وازاي اتخطيت إحساسك ده؟ ازاي ما عملتهاش؟

ابتسم ورفع كتافه ببساطة: بوجود ابني في حضني وقدام عيني، وجود همس قدام عينك سليمة دي بالدنيا وما فيها يا سيف، احمد ربنا انه حفظها وانها عدت منها على خير وصدقني شذى هتقع لوحدها، هي بدأت تحفر قبرها بايديها، اهتم بهمس دلوقتي واهتم بصحتها وفرحك لو اتعمل في ميعاده ده أكبر رد وقلم لشذى ممكن تديهولها، انه بالرغم من كل محاولاتها دي فشلت حتى انها تأجل الفرح مش تبعدكم عن بعض، اسمع مني وخد مراتك في حضنك وصدقني حضنها كفيل ينسيك اسمك مش اللي حصل ده.

ابتسم وعلق بهزار: وده كلام ثقة عن تجربة ولا افتراض؟
بدر ضحك ورد بمرح: مش هجاوبك هسيبك للأيام هي تجاوبك.
ضحكوا الاتنين وبعدها سيف علق بغيظ: طيب ما تعمل فيا معروف وتفضيلي الأوضة دي ولو عشر دقايق حتى.
ضحك وبص ناحيتها: ده بقى ماأقدرش أساعدك فيها، بس ممكن آخد عمي وهند بحجة ان عمي يرتاح هو من امبارح هنا وهند ترتاح وكمان علشان أنس لوحده، لكن نادر وماما دول الله يعينك عليهم ماليش سكة فيهم.

بصله بتفكير: طيب خد انت دول وسيبني أنا أحاول أخلص من دول.
بدر سأله بهدوء: أنا ليه حاسس ان أمورك معاهم مش مظبوطة؟
اتنهد وجاوبه بضيق: لان اللي عملوه ما تخيلتش انه ممكن يحصل منهم
بدر بصله بحيرة: للدرجة دي؟ حصل ايه بس؟ ولو مش حابب تقول مش هزعل
سيف رد بهدوء: أنا بعتبرك أخويا يابدر - كمل بغضب - حماك اتهم همس انها حامل
بدر بصله بصدمة وردد: نعم؟! ده بجد؟
سيف هز راسه بابتسامة غضب: تخيل؟

حكاله كل اللي حصل وبدر بيسمع بذهول وعدم تصديق ان أهل مراته يكونوا بالسطحية دي
سيف كمل بتهكم: ها ليا حق آخد موقف ولالا يا بدر؟
بصله بحيرة: بصراحة ليك بس الأمور مش بتتحل كدا ياسيف انتم نسايب
سيف بغضب: وهم ليه ماعملوش حساب النسب ده؟ حتى نادر اللي افتكرته أعقل من كدا بيمد ايده عليا؟ لولا همس والنسب اللي بتقولي عليه أنا كنت وريته ازاي يمد ايده.

بدر حاول يهديه: اهدا بس وكله هيتحل، يمكن غيرانين عليها لانها الصغيرة
سيف رد باستنكار: هو كل من غار على بنته وأخته لما تتخطب يقولها انتي حامل؟
بدر بتوضيح: مش كدا ياسيف بس ماتنساش ان كل واحد وتفكيره وممكن هما تفكيرهم خانهم في لحظة تهور ان ازاي بنتهم متعلقة بغيرهم؟ وحاولوا يدوروا على سبب حتى لو مش منطقي واللي زاد نتيجة التحاليل خلت كمان نادر يصدقهم، وخلي بالك ده يدينهم هم أكتر ووحشة في حقهم.

بصله فكمل بدر بجدية: لان كدا هما شككوا في بنتهم اللي ربوها على ايديهم فوحشة في حقهم هما وده بيأكد انهم قالوا كدا في لحظة غيرة زايدة وإلا كانوا استحالة يفكروا كدا، وأصلا من كلامك فهما ماكانوش هيعرفوك حاجة، دي همس اللي قالتلك فمحدش فيهم اتوقع انك تعرف والموضوع يوصل لكدا، فهي غيرة لحظية مش أكتر افتكروها هتنتهي بمجرد ما نادر يقولهم مفيش حمل.

سيف بغضب: يعني هتنتهي بسهولة بمجرد ما نادر يطمنهم والإنسانة اللي صدموها دي مشاعرها مالهاش أي قيمة؟
بدر رد بهدوء: ماهو ده الغباء اللي عملوه، انهم اتعاملوا مع همس على انها الطفلة اللي محدش بيقدر زعلها لانه زعل مؤقت ممكن يراضوها بكلمة أو بلعبة فعقلهم صورلهم انها مش هتزعل أساسا بل بالعكس دي ممكن تفرح انها مش حامل وبريئة.

سيف بصله باستنكار فبدر وضح: أنا بحاول أوضح تفكيرهم من خلال تعاملي معاهم لان سبق وحماك حطني في اختبار كان مستفز بس هو تفكيرهم كدا، وماتنساش ان تهور همس واندفاعها اللي هم متعودين عليه معاهم مع أهميتك عندها فخلاهم متأكدين انها هتتعامل معاك بدون حدود وباندفاع يمكن أكتر منهم وده خلى حماك يغير وبالتالي اتهمها باتهام هو أصلا متأكد انه غلط ويمكن صدمته في التحاليل كانت أكبر من صدمة نادر.

سيف رد بضيق: أيا كان يابدر أنا مش هنسى الاتهام ده ولا رد فعلهم واللي زاد انهم حتى ماحاولوش يصلحوا الموقف على الأقل مع همس بالعكس بيتعاملوا كأن مفيش حاجة، عموما كلها أيام ونعمل الفرح وساعتها عن نفسي علاقتي بيهم هتبقى سطحية
بدر بتفهم: أنا مقدر غضبك دلوقتي بس ازاي هتسطح علاقتك بيهم؟ أكيد هتتجمعوا.

سيف بإصرار: أي تجمع هحضره قليل وكدا كدا هم اللي يهمهم همس وأكيد مش همنعها منهم بالعكس هحاول أراضيها بدل منهم وأهديها من ناحيتهم علشان ماتشيلش جواها منهم أكتر من كدا لانهم مش واخدين بالهم ان بنتهم متاثرة باللي عملوه وبتعاملهم باختصار
بدر ابتسم بتقدير: ردك بيدل على أصلك الطيب وانك مااستغلتش الفرص ووقعت بينهم وإن شاء الله الأمور هتتحل أنا واثق من كدا
سيف ابتسم بهدوء: إن شاء الله.

وهما بيتكلموا وصل مروان بهالة واتفاجئ سيف بوالدة مروان معاه فقرب يسلم عليها بحرارة وسلم على هالة وبعدها راح لهمس ودخل استأذنهم ان هالة و مروان ووالدته برا عايزين يسلموا عليها.
دخلوا أوضة همس وسلموا على الموجودين وكمان وصل أهل سيف والكل قعد مع بعض في جو عائلي كله ضحك.

الباب خبط والكل اتفاجئ أو بمعنى أصح اتصدم بدخول شذى اللي لابسة البالطو الأبيض وداخلة بابتسامة، اينعم اتفاجئت بالعدد الموجود وصوت الضحك والهزار بس كانت مبتسمة بشماته واتكلمت بدلع: عرفت انك هنا فقلت لازم آجي أطمن عليكي بنفسي، وصلني انهم كانوا خايفين تكوني حامل بطريقة غير شرعية.

الكل بصلها بصدمة بس سيف رد عليها بسخرية: يعني مش انتي اللي كنتي باعتة الكلبة بتاعتك تبدل العينات بتاعتها؟ شوف ازاي؟! الظاهر انك تخيلتي ان كل الناس معدومة الأخلاق زيك فافتكرتي ان ممكن حركة زي دي تفرق معانا أو تهز ثقتنا فيها.

خاطر وفاتن ونادر اتكسفوا من نفسهم خصوصا بعد كلام سيف ان ثقتهم في همس ماقلتش في حين انهم شكوا فيها ماعدا سيف اللي كمل بحدة: اطلعي برا يا شذى وكفاياكي طرد كل شوية من مكان، احفظي كرامتك شوية.
فاتن باحتقار: كرامة مين؟ وهي اللي زي دي عندها كرامة أصلا؟ دي شيخة منصر زيها زي اللي رباها وزي ماهو اترمى في السجن بكرا هتحصله وان ماكانش النهارده يبقى بكرا.

شذى بصتلها بغيظ بس حافظت على برودها: شوف ازاي؟ جيت أهنيهم على سلامة بنتهم وهم
قاطعتها هدية اللي كلمت سيف وهي بتقلب شفايفها باستغراب: هو انت كانت عينيك فين يوم ما ارتبطت بيها؟ صدق اللي قال الأعمي أعمى القلب والبصيرة وانت كنت أعمي التلاتة القلب والبصيرة والبصر - بصت لعز بعتاب - هي دي أشكال تناسبها؟

عز رفع كتافه بندم: نصيبنا بس والله أبوها زي الحرباية بيتلون وعنده ألف وش وأخدت فترة لحد ما كشفته على حقيقته بس الحمد لله ربنا نجانا منهم فاضل بس العلقة دي مش عارفين نخلص منها.
نادر علق بسخرية: العلقة بنحرقها بالنار وهي نارها هتحرقها بإذن الله - بص لشذى وقال ببرود- شوفيلك مكان غير هنا الرجالة اللي هنا غير متاحة.
شذى بصتله بتوعد: هتندم صدقني، المرة دي لحقتوها بس.

قاطعها سيف اللي وقف ورح ناحيتها بغضب فرجعت لورا بخوف
وقف قدامها وقال بنبرة متوعدة: المرة دي لسه ما خلصتش واللي حصل مش هعديه فاوعي تفتكري انها عدت خلاص وطلعتي منها، ضربتي ضربتك اصبري عليا بس ما تجيش تعيطي برا
فاتن وقفته بسرعة: استنى ياسيف لازم أضايفها.

كلهم بصولها باستغراب، شذى بصتلها بترقب ومالحقتش تاخد رد فعل لانها اتفاجئت هي وكل الموجودين بفاتن بتهجم عليها وجابتها من شعرها وهي بتقول بغضب: بقى انتي ياصفرا ياحرباية عايزة تخلصي من بنتي وتشوهي كمان سُمعتها؟
الكل اتصدم من رد فعلها بس فرحوا في شذى
شذى بصريخ: سيبيني يا بيئة أنا هوديكي في داهية.

فاتن مسكت شعرها أكتر ووقعتها على الأرض وقعدت فوقها وهي ماسكاها من شعرها بتلطشها وردت بغيظ: أنا بيئة يا عديمة الرباية والأصل؟ ده انتي محسوبة على البنات كدا انا هوريكي البيئة صح
شذى عمالة تصرخ وتستنجد بأي حد يلحقها بس كلهم شمتانين فيها
سيف اتدخل ببرود: خلي بالك ياحماتي ماتسيبيش آثار للضرب علشان لو حبت تعمل ناصحة وتشتكي في القسم مايكونش في دليل
شذى صرخت بحقد: ده انتم عصابة بقى والله ماهسيبكم.

فاتن فضلت تطوحها يمين وشمال وهي ماسكة شعرها وردت بعصبية: لما احنا عصابة يبقى انتي وأبوكي ايه؟ ياجلابين المصابين
خاطر بهدوء: خلاص كفاية عليها كدا خدت جزاءها
فاتن ردت بغيظ: استنى بس أما أربيها الز بالة دي
مروان باستمتاع: اضربي كمان وكمان خليني أتوب
كلهم ضحكوا وبدر اتدخل: خلاص ياماما هي كدا اتعلم عليها، خليها تسيبها ياسيف
سيف رد بشماتة: والله مش هاين عليا أخليها تسيبها يابدر هي تستاهل.

بدر قرب بهدوء يبعد فاتن اللي ماسكة في شذى وبتضربها بعشوائية: لأحسن أي حد يدخل ونتمسك، خلاص ياماما
رفع فاتن بالعافية وهي بتنهج بعنف وبصتلها باشمئزاز: جتك نيلة ريحتك عاملة زي ريحة الفيران
كلهم ضحكوا وشذى وقفت بالعافية وقالت بتهديد وهي بتتأوه: أنا هوريكم هعمل فيكم ايه اصبروا عليا بكرا تشوفوا
همس بسخرية: بكرا الساعة كام؟
شذى بحقد: المرة دي فلتي بس المرة الجاية هتشوفي.

سيف رد بتوعد: المرة الجاية لو شوفتك قربتي بس منها هيكون آخر يوم ليكي ودلوقتي يلا كفاياكي إهانة وقلة كرامة غوري برا - كرر بصوت أعلى - برااااا
خرجت بسرعة فقفل الباب في وشها وهو على آخره وعلق بغضب: بني آدمة مستفزة.
فاتن بتهكم: مش انت اللي كنت خاطبها؟
بصلها بضيق: كنت يا حماتي، كنت.
عز بابتسامة: بس برافو عليكي يا أم نادر قمتي بالواجب وزيادة
ردت بتأكيد: لو ماكنتش عملت كدا ماكنتش ارتحت.

سلوى باستغراب: بس حمل ايه اللي البنت دي بتقول عليه؟
خاطر بص لمراته وابنه بتوتر وماعرفش يرد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة