قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الأول

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الأول

رواية جانا الهوى الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل الأول

سيف دخل عند كريم اللي وقف يستقبله وبصوا لبعض لوهلة وبعدها كريم اتحرك من مكانه بفرحة: سيف، يا ابن الايه سيف الصياد
قرب وسلموا على بعض بحرارة ورحب بيه وبعدها سيف بصله بابتسامة: أنا محرج والله اننا أول مرة نتقابل بعد السنين دي كلها وأكون جايلك عايزك في خدمة.
كريم بابتسامة ود: لا عادي يا ابني في ايه؟ اتفضل قول وأنا لو أقدر مش هتأخر.
ابتسم بعرفان له بس بص لأمل بإحراج: ممكن نبقى لوحدنا لو سمحت؟

كريم بص لأمل اللي نسي انها معاهم أصلا وابتسم ومد ايده ليها بفخر: دي الباشمهندسة أمل المرشدي مراتي ودراعي اليمين هنا معايا.
سيف اتحرج ومد ايده يسلم عليها: سوري والله أهلا بحضرتك.
كريم مسك ايده وسيف فهم انها مش بتسلم فاتحرج أكتر وابتسم وأمل ابتسمت بهدوء: أهلا بحضرتك يا باشمهندس سيف.
رحبوا ببعض وأمل بصت لجوزها بتفهم: أنا هسيبكم تسترجعوا ذكريات الجامعة وفي مكتبي لو محتاج حاجة كلمني.

كريم ابتسملها ونظرته ليها مليانة حب وده اللي لاحظه سيف واتمنى يكون مكانه ومراته اللي بيعشقها تكون معاه في الجامعة والشركة كمان، يااا لو همس معاه؟
انتبه لكريم بيسأله: ها يا سيدي خير؟
سيف انتبه وبصله بحزن: حاجة جميلة ان مراتك تكون معاك في شغلك خصوصا لو بتحبها صح؟
استغرب حزنه وسؤاله: أكيد طبعا، أنا وأمل عدينا عواصف كتيرة لحد ما بقينا مع بعض ما اتلاقيناش بسهولة وعلشان كده احنا ايد واحدة مش بنتفارق.

ابتسم سيف بمحبة: يارب دايما.
كريم أمن على كلامه وسأله بهدوء: خير يا سيف حسيت ان اللي انت عايزني فيه مهم؟
أخد نفس طويل ورد بوضوح: بدون مقدمات كتيرة في واحد نشرلي فيديو قديم من أيام الجامعة، الفيديو عادي كنا في چيم ورقصنا زي الزومبا وكده، هو قاصد يشوشر على وضعي كدكتور جامعي.
كريم بصله باهتمام: انت دكتور جامعي؟ افتكرتك شغال في شركة الصياد مع والدك!

وافقه بهزة تأكيد من راسه ورد: الاتنين بحب التدريس ولسه راجع من برا بعد ما حضرت الماچستير والدكتوراة ومسكت في الجامعة بس برضه مع والدي.
كريم بتفهم: تمام المهم الفيديو ده طالما قديم مش هيضرك صح؟
سيف بتوضيح: مش هيضرني فعلا مجرد شوشرة أو رغي بس المشكلة مش في الفيديو المشكلة انه بيهددني وبيلعب بيا وحاليا بعتلي صورة ناوي ينشرها الصورة دي هتخرب الدنيا كلها وهتدمر ناس كتير.
كريم مد ايده بجدية: وريني الصورة؟

سيف طلع موبايله وفتح المحادثة و فرّج كريم على الفيديو الأول والمحادثة وبعدها وراه الصورة اللي كانت فيها همس وهي في حضن سيف.
كريم بص لسيف باستفسار وعلق بعدم فهم: لسه من فترة بسيطة في احتفال النادي شوفت صور وفيديوهات ليك بس مش دي اللي كانت معاك يا سيف؟

سيف اتنهد: هفهمك كل حاجة المهم البنت دي يا كريم أولى الدفعة عندي وفوق الممتازة وحلمها تتعين معيدة ولو اتنشرت ليها صورة زي دي حلمها هيتدمر لان مجلس الجامعة مش هيقبلها ده غير رد فعل أهلها، والأهم من كل ده يا كريم لو ركزت في الصورة هتلاقيها متاخدة لينا في مدرج وسط الطلبة، اليوم ده كنت في مدرج في مبنى عمارة وأنا خارج بنت زقتها عليا بحجة انها هتقع و وقعتها بس أنا مسكتها وحد أخدلنا الصورة دي، البنت كانت بتقع وأنا مسكتها وده كل اللي في الصورة، أكيد مش هحضن بنت وسط مدرج و وسط الطلبة دي كلها بس الصورة اتغيرت الخلفية بتاعتها واتعملت بالشكل ده ومش هقدر أحميها لو اتنشرت الصورة دي ليها.

كريم بص للصورة وعرف ان فعلا الصورة ملعوب فيها بس في نفس الوقت النظرة اللي بينهم بتقول كتير جدا مش مجرد بنت وقعت وبيمسكها؟ سكت وفكر يعمل ايه؟ هل لو ساعده يبقى كدا هو بيشارك في علاقة مشبوهة؟ اللي يعرفه ان سيف خاطب بنت تانية فكده هو بيساعد ان العلاقة دي تستمر في السر؟
بص لسيف بحيرة: ايه اللي بينك وبين البنت دي بالظبط؟
سيف حس ان كريم مش هيساعده إلا لو عرف الحقيقة كاملة واحتار يقوله ايه؟

أخد نفس طويل واتكلم بصدق: بحبها، بعشقها بجنون، بس القدر كان له رأي تاني ولقيتني مرتبط بواحدة تانية وحاليا أنا واقف متكتف بحب واحدة ومرتبط بواحدة وكل اللي قدرت أعمله اني أقطع علاقتي باللي بحبها وأكمل علاقة فاشلة، أنا أذيت اللي بحبها ومش عايز أدمرها تماما يا كريم، أنا اوريدي أصلا دمرتها لما قلتلها تكمل حياتها من غيري ومش فاضلها غير حلمها ده مش هقدر أتسبب في دماره هو كمان، فهمتني؟

كريم مش فاهم أي حاجة بس لامس الحزن والصدق في عينيه فسأله بحيرة: لما بتحبها ليه مش بتفسخ خطوبتك وتروح لحبيبتك؟ ايه اللي يجبرك؟
سيف كشر لأنه مش عايز يدخل في تفاصيل كتيرة فرد بحزن: كتير يا كريم كتير مربطني بس دلوقتي الصورة لو اتنشرت هتبقى فضيحة، هتقدر تساعدني ولا لا؟
كريم بص للصورة تاني وبيفكر ومش عارف يعمل ايه؟ بس هو ضد الفضيحة لأي بنت مهما كانت، إن الله حليم ستار، وقف بحسم: هساعدك.

راح ورا مكتبه وفتح اللاب وبدأ يشتغل عليه و وصل موبايل سيف اللي واقف جنبه بيحاول يفهم هو بيعمل ايه بس كريم أسرع من انه يتابعه.
كريم لسه هيفتح الفيس بتاع سيف اللي بصله بتساؤل: عايز الباسورد؟
قبل ما يكمل الكلمة كان كريم فتح الحساب بتاعه ورد بدون ما يبصله: مش محتاجها.
سيف حرك راسه بحيرة لأنه كان متخيل نفسه ذكي بس كريم في المجال ده تخطى الذكاء نفسه.
بدأ يشرحله: عن طريق المحادثة هدخل لحسابه.

سيف قاطعه بهدوء: الحساب جديد ولسه معمول مش هيفيدك.
ابتسم وهو بيدخل الحساب: الحساب مالهوش قيمة يهمني الموبايل اللي متصل بالإنترنت ومعموله حساب على الچيميل أو الاي كلود ومنهم هعرف أحددلك مكانه وهنروح نجيبه من قفاه ونسلمه لمباحث الإنترنت لأنه بيبتزك.
سيف بصله بحيرة: مباحث الإنترنت؟ هيعملوا ايه؟

كريم بصله باستنكار: ازاي بقى؟ أي ابتزاز من أي نوع تاخد اسكرين شوت للمحادثة وتروح بيها ليهم وهيجيبوا الشخص ده وبيتحكم عليه وبيتسجن فوري.
سيف باستغراب: انت بتتكلم بجد؟

كريم بصله: طبعا يا سيف كل المطلوب اسكرين شوت وتبلغ وهم بيتصرفوا، تعرف ان في واحد لسه واخد حكم ب 15 سنة سجن لمجرد انه ابتز بنت بعد ما هي بعتتله صور ليها بمزاجها؟ بس بمجرد ما ابتزها البنت كانت ناصحة وبلغت أهلها اللي بلغوا الشرطة وجابوا الولد وأخد حكم ب 15 سنة متخيل؟ ده الصح محدش يقبل الابتزاز يروح يبلغ فورا، المهم دلوقتي أنا أخدت اسكرين شوت للمحادثة بينكم ودخلت لحسابه وخلال دقايق هحددلك مكانه، اقعد ارتاح ما تقلقش.

سيف بصله بتوتر: نفترض انه نشر الصورة؟
كريم ابتسم بفخر: عيب والله سؤالك ده، أفهمك، أنا حطيت الصورة عندي وعملت برنامج مش هتفهمه المهم ان لو أي حد نشر الصورة دي في أي مكان هيجيلي إنذار بيها وفي لحظة همسحها ومش بس كده أنا ممكن أديله أمر يحذفها بمجرد نشرها ويقفل الحساب كله، ايه رأيك؟
سيف ابتسم بإعجاب: فنان، انت فنان والله كان له حق مروان يقولي ان محدش هيساعدك غير كريم المرشدي.

فكر للحظة: مروان؟ مروان مين؟ أعرفه أنا؟
ابتسم بهدوء: مروان محسن لو شوفته ممكن تعرفه المهم مؤمن أخباره ايه؟ لسه ثنائي ولا اتجوزتوا وافترقتوا؟
كريم ابتسم وكلم علياء: علياء نادي على مؤمن خليه يجي بسرعة.
علياء جاوبته: حاضر يا فندم.
سيف ابتسم: شغال معاك هنا؟
كريم بتأكيد: طبعا معايا هنا، احنا ما بنفترقش وقبل ما تسأل عايشين في بيت واحد برضه.

الباب خبط خبطة خفيفه ودخل مؤمن: عايز ايه؟ بعدين عايزني هز طولك وتعال انت
كريم بصله بسخرية: يا واطي معايا ناس ادخل وسلم.
مؤمن دخل وبص لسيف لحظة وبعدها رفع صوته بدهشة: سيف الصياد يخربيت عقلك انت فين يالا من زمان؟
سلموا على بعض وقعدوا بعدها ومؤمن سأله: آخر حاجة عرفتها عنك انك سافرت تحضر الماچستير وشوفت صور ليك من فترة مع خطيبتك وصلت لفين؟

كريم جاوب بداله: حضر يا أخويا الماچستير والدكتوراة وجه اتعين دكتور في الجامعة.
مؤمن بصله بصدمة وبعدها كشر باشمئزاز: اخييييه يا سيف.
سيف بصدمة: ايه اخيييه دي؟ مالك يا ابني؟

رد بقرف: مش بحب دكاترة الجامعة، انت انضميت للإخوة الأعداء، يا ستيييير مش بحب أبدا الدكاترة الخنيقة وتفضل تشرح وتعيد وتزيد وترغي وتمتحن وتتشتم ويتدعي عليك، ليه يا ابني كده؟ انت ماكنتش طالب زينا؟ ما شوفتش بنشتمهم قد ايه وبندعي عليهم قد ايه؟ ليه تعمل في نفسك كده؟ شركة أبوك قصرت معاك في ايه؟
كلهم ضحكوا ومؤمن كمل بتوعد: لازم اجي أحضر محاضرة ليك وأشوف هفهم ولا برضه هفضل حاسس بطلاسم؟

كريم بضحك: وانت من امتى بتفهم علشان تفهم دلوقتي؟
مؤمن كشر وبصله بغيظ: اوفر رخامة.
سيف ضحك: تصدق وحشتني كلمة اوفر بتاعتك؟ انت بتقولها اوفر بشكل اوفر.
ضحكوا التلاتة ومؤمن بصله ورجع بص لكريم بحماس: لازم نروح نحضرله محاضرة يا كيمو ونقلبهاله مسخرة.
سيف ضحك: هتتطرد شر طردة.
كريم بمرح: هو متعود يتطرد على طول مش جديدة عليه، المصيبة انه كان بيجرني وراه أو ساعات يخليني أنا أتطرد وهو يفضل الواطي.

مؤمن ضحك: ما هو انت اللي كنت بتضحك أعملك ايه؟ - بص لسيف بتساؤل- بجد هتطردني؟
سيف بضحك: ده أنا في المحاضرة ممكن أطرد أبويا شخصيا وحياتك.
مؤمن بصله باستحقار: احييك الوطينة مبدأ،
ضحكوا وكمل بجدية: المهم جاي زيارة ولا لسبب تاني؟
سيف بصله بهدوء وحكاله السبب اللي جه علشانه.

آية متوترة في مكتبها وبتفكر هل ممكن حازم يعملها؟ هل ممكن يكون صورها أي صورة ويهدد بيها أخوها؟ الشك كان هيقتلها والحيرة والتعب مش سايبينها
موبايلها رن فردت بسرعة بلهفة: حازم انت فين؟
ابتسم: ايه يا حبي خير؟
زعقت بتوتر: انت ليك علاقة بالفيديو اللي اتنشر لسيف ده؟
كشر وعمل نفسه مش فاهم بتتكلم عن ايه: فيديو ايه؟
علقت بنفاد صبر: الفيديو اللي اتنشر لسيف وهو بيرقص مع زمايله في الچيم، فيديو قديم أصلا.

حازم علق بضيق مصطنع: اه شوفته أنا تخيلت ان هو اللي ناشره، بعدين انتي ليه بتقولي أنا؟ انتي ازاي أصلا تتهميني؟
أخدت نفس طويل بحيرة: اللي نشر الفيديو بيهدد سيف انه هينشر مصيبة تانية أكبر.
حازم ابتسم بانتصار وهو بيسمعها وآية كملت بأمل: بس بإذن الله مش هيلحق، سيف هيجيبه، هيجيبه.

سألها بفضول: يجيبه؟ ازاي يا قلبي؟ النت ده بحره واسع وبعدين الايميل جديد أنا دخلت أعرف مين هو بس الايميل لسه معمول يعني أخوكي أقصاه يقفله وهو يعمل غيره وهيكمل تهديداته.
آية بتفاخر: لا يا حبيبي مش هيلحق، سيف راح لكريم المرشدي وهيجيبوه خلال ساعة واحدة، هو لسه مكلم بابا وقاله انهم هيجيبوه وكريم عنده الطريقة اللي هتجيبه عن طريق موبايله نفسه.

حازم عينيه وسعت لأنه ما تخيلش أبدا ان كريم المرشدي يدخل في لعبته أبدا فرد بسرعة: آية حبيبتي أنا معاكي طبعا وأي وقت تحتاجيني كلميني، أنا ورايا انترفيو ادعيلي يا قلبي هخلص وأكلمك سلام.
قفل معاها بسرعة وهو هيموت من التوتر والقلق وبسرعة مسك الموبايل اللي عمل منه الايميل فرمته بسرعة وركب عربيته وساق على أقصى سرعة مش عارف يروح فين ويعمل ايه؟ بس كريم المرشدي هيقدر فعلا يجيبه.

كريم مرة واحدة بصلهم بحماس: حددت مكانه، بيتحرك اهو.
سيف وقف بلهفة: أنا لازم أوصله.
كريم وقف بتأييد: يلا نوصله.
مؤمن وقف وبص لكريم: خليك انت على اللاب وهننزل أنا وسيف وراه بحيث انت تقعد على اللاب هتفيدنا أكتر.
كريم وافقه بس بص لسيف: محتاج موبايلك معايا.
سيف وافق و اتحركوا الاتنين هو ومؤمن وبيمشوا ورا ال GPS اللي بيحدد مكان الموبايل وكريم بيحركهم من مكتبه.

حازم عمل مكالمة بتوتر: سيف راح لكريم المرشدي علشان يعرف مين نشر الفيديو.
• المرشدي جروب ولا كريم غيره؟
حازم: أيوة هو كريم ده.
• زعق بغضب: قلتلك بلاها لعب العيال ده وانت أصريت تلعب مع سيف، أنا سيف ما يهمنيش تهمني الشركة وبس، دلوقتي اتفضل اتخلص من أي أثر لان ابن المرشدي بالبرامج اللي بيخترعها ليل نهار دي هيجيبك وساعتها إياك تجيب سيرتي.

قفل السكة وحازم بص حواليه كان على الكورنيش فنزل من العربية وبسرعة رمى الموبايل في النيل وركب عربيته وبعد وراح الناحية التانية وركن بعيد فضوله بيقتله يشوف هيعرفوا يوصلوله ولا لا؟

مؤمن مع سيف في العربية الصمت مسيطر عليهم بس مؤمن سأله بفضول: مين عايز يضرك بالشكل ده؟ لازم يكون حد يعرفك، المبتز يا بيكشف نفسه ويتكلم هو عايز ايه أو عايز يذل الشخص اللي قدامه وساعتها بيحب يتفرج في صمت بس في كلتا الحالتين انت أكيد عارفه أو شاكك فيه؟

سيف مش قادر يفكر في أي حد غير حازم بس حازم هيجيب الصورة دي منين؟ الفيديو اه لكن الصورة لا وده اللي محيره، بص لمؤمن بحيرة: كنت شبه متيقن لما اتنشر الفيديو لكن لما هددني بالصورة اتراجعت لان الصورة اللي صورها حد في الكلية بس الفيديو قديم فلازم يكون حد كان معانا ساعتها.

مؤمن بصله بتفكير وسكتوا الاتنين بس كريم اللي معاهم على الاسبيكر اتكلم بتهكم: ده معناه يا أذكياء انتوا الاتنين ان اللي بيهددوك اتنين واحد قديم من جيلك وحد جديد في الكلية، اتنين اتفقوا عليك.
سيف جه في باله نانيس، هايدي، شاكي، وقف عند شاكي لأنها تجمع الاتنين القديم والجديد، هل ممكن تكون هي عايزاه يفسخ خطوبته وفي نفس الوقت تبعد همس من سكتها؟ أو ممكن خلود اللي بدأت تتصرف بغرابة؟ هل هي شريكة حازم مثلا؟

انتبه على صوت كريم: اقفوا، الموبايل وقف في المكان ده انتوا فين كده؟
مؤمن بص حواليه بحيرة: احنا على الكورنيش يا كريم
نزلوا الاتنين من العربية يبصوا حواليهم بس مفيش حاجة إلا كام عربية واقفة وفاضيين،
حازم لمح سيف وساعتها قلبه كان هيخرج من مكانه وحس بغبائه انه فضل مكانه ومش عارف يعمل ايه؟ نزل لتحت يستخبى علشان محدش فيهم يشوفه.

سيف وقف وسند على الكورنيش وبص لمؤمن بغضب: مالهاش تفسير غير انه رمى الموبايل في النيل
مؤمن بحيرة: طيب ليه؟
كريم اتكلم بهدوء: ممكن عرف اني دخلت في الصورة وخاف، مين يعرف يا سيف انك جاي عندي؟
سيف بص للموبايل في ايد مؤمن ولمؤمن نفسه وبيردد بحيرة: السكرتيرة بتاعتي وبابا و مروان، محدش تاني ومحدش فيهم يعملها.
مؤمن بحيرة: حد تاني عرف أو حد مراقبك مثلا أو مراقب فونك مثلا؟

كريم بص للموبايل قدامه اللي موصله باللاب وبدأ يشتغل عليه وشوية وكلمهم: موبايله نضيف مفيش أي برامج عليه مراقبة أو برامج غريبة، المهم تعالوا وهنعرف نوصله بطريقة تانية المهم حاليا انه عرف اننا في الصورة وده هيخليه يرجع لجحره.
سيف بغضب: بس أنا كنت عايزه يفضل برا وأمسكه مش هقدر أفضل مهدد كده.

مؤمن ربت على كتفه بدعم: هيقع مستعجل ليه؟ هو بدأ يحفر قبره بايده وهنمسكه ما تستعجلش، إلا ما الحقيقة تبان، إن الله مع الصابرين إذا ايه؟
سيف كمل بحزن: إذا صبروا.
مؤمن ابتسم: بالظبط كده، اصبر على رزقك ما تستعجلهوش وهيجي لحد تحت رجليك وهتشوف.

خاطر روح بيته وطول الطريق بيفكر في كلام رشا عن بدر ومع انه بيثق في بدر بس برضه قلبه كأب خايف يكون كلامها فيه ولو نسبة بسيطة من الصح، وصل بيته و دخل أوضته ومراته استغربت دخوله كده على طول بدون ما يقعد معاها شوية يحكيلها عن يومه وتعبه ويفضفض معاها شوية، دخلت وراه واستنته يغير هدومه ويتوضا ويصلي ويقعد وبعدها قعدت قصاده بتساؤل: مالك يا أبو نادر فيك ايه؟

بصلها بشرود لوهلة: همس عامله ايه النهارده؟ أحسن؟
جاوبته على طول: كويسة يا حبيبي وعايزة تنزل لكليتها بس قلتلها بداية الأسبوع الجديد إن شاء الله أخوها يجي وياخدها وهو قال انه هيوصلها كل يوم ويرجعها كمان.
ابتسم باقتضاب: تمام تمام.
فاتن قربت منه بحنان: فيك ايه يا خاطر؟ بتفكر في ايه كده؟
بصلها شوية وبعدها اتكلم بترقب: عارفة مين جالي النهارده الشغل؟
ردت بفضول: مين يا أخويا؟

بصلها كتير وبعدها جاوب بهدوء: طليقة بدر وما تتخيليش قالتلي ايه؟
سألته بغضب من سيرتها: قالت ايه اللي تتشك في معاميعها دي؟
حكالها كل اللي دار بينهم وبعدها بصلها بحيرة: نفترض ان كلامها صح وشكك انتي يا فاتن صح، مش قلتي أول ما عرفتي ببدر انها ممكن تكون مظلومة و...
قاطعته بغضب: الكلام ده كان زمان قبل ما نعرف بدر ونعاشره وبعدين البت دي كدابة.
بصلها باهتمام: ليه كدابة؟

قربت منه ومسكت دراعه: لما بدر وحش أوي كده وبخيل وكهين وطلع البلا على عينيها أشكال ألوان هتموت وترجعله ليه؟ احلو في عينيها دلوقتي ليه؟
رد باعتراض: مين قال انها عايزة ترجعله؟ هي بس عايزة ابنها، عايزة تكون معاه وده أقل حقوقها؟

علقت بغيظ: جك كسر حقها قال حقوق قال، دي كدابة وبعدين هي جت هنا البيت قبل كده وغلطت فيا أنا وبنتك وقالت علينا خطافين رجالة وبتهددنا نبعد عن سكتها وبتقول هترجع بدر ليها، جت تهدد بنتنا يا خاطر علشان ترجع لبدر، لو هو وحش هتموت عليه ليه؟
خاطر بصلها بذهول: هي جت هنا البيت؟
جاوبته: أيوة جت هنا بس بنتك ايه - ابتسمت بفخر - عرفتها قيمتها كويس ومشتها قفاها يأمر عيش.

خاطر استغرب وبيفكر في كدب رشا وبعدها بص لمراته بتعجب: هي قالت انها راحت لهند وكلمتها وهند قالتلها انها موافقة انها تكون جزء من حياة أنس وان اللي معترض بدر مش هي وعلشان كده هي عايزاني أتوسطلها عنده.
فاتن حركت راسها برفض وغيظ وبعدها قامت نادت بنتها اللي دخلت فسألتها بغيظ: هي المزغودة دي قابلتك يا بت يا هند؟
هند بصتلهم باستغراب: مزغودة مين يا ماما؟
خاطر جاوبها: أمك قصدها طليقة بدر، هي قابلتك؟

هند استغربت كلامهم عن رشا دلوقتي وبدلت نظراتها بينهم الاتنين: اه قابلتني وأنا راجعة من المدرسة.
أبوها سألها باهتمام: كانت عايزة ايه منك بالظبط؟
استغربت اهتمام أبوها بس ردت: كانت عايزاني أبعد عن بدر علشان هي ترجعله.
أبوها ردد بتأكيد: بدر؟ ولا أنس؟
بصت بحيرة لأمها وبعدها لأبوها: بدر يا بابا، انت بتسأل كل ده ليه؟

أمها جاوبتها بغضب: مقصوفة الرقبة راحت لأبوكي ألفتله قصة طويلة عريضة ان بدر مفتري و وحش وبخيل وكان بيضربها ويعذبها وطلعها تشتغل علشان تصرف على البيت ولما خلفت طلع عليها إشاعة انها بتخونه وأهلها رموها في الشارع وهو أخد منها حضانة ابنها، من الآخر طلعت بدر زبالة وقال ايه هي كل اللي عايزاه بس ابنها وعايزانا نسمحلها تكون طرف في حياة ابنها ومش عايزة بدر الوحش.

هند اتنرفزت: دي كدابة في كل كلمة، دي هتموت وترجع لبدر هي وبعدين يا بابا انت لاحظت ان بدر بخيل ولا الشخصية اللي هي بتتكلم عنها دي؟
خاطر بصلها باعتراف: لا يا بنتي بدر راجل محترم بس أنا أب وخايف على بنتي و...
قعدت جنبه تطمنه: بابا يا حبيبي، بدر إنسان كويس ورشا دي كدابة والحمد لله انها راحتلك وقالت الكلام ده علشان تثبتلنا انها بتكدب في كل خطوة وتخلينا نثق في بدر زيادة.

بصلها أبوها بابتسامة: يعني لو جتلي تاني أديها بالجزمة؟
ضحكوا كلهم وهند ردت بتأكيد: فوق دماغها.

سيف رجع الشركة ودخل مكتبه ولحظات وأبوه ومروان دخلوا عنده عايزين يطمنوا عمل ايه بس سيف فضل ساكت.
عز زعق: يا ابني وقعت قلوبنا اتكلم عملت ايه؟
بصلهم وبعدها كلم السكرتيرة: مريم تعالي بسرعة.
استناها تدخل وسط استغراب عز ومروان واستناها لحد ما قفلت الباب وبعدها سيف بصلها بصرامة: قلتي لمين اني رايح لكريم المرشدي؟
مريم بصت لأبوه ورجعت بصتله بحيرة: ولا أي حد.
سيف زعق: قلتي لمين؟ ولو بشكل عابر؟

مريم بصتله بتأكيد: ولا أي حد يا مستر سيف، ولا أي حد.
عز اتدخل: يا سيف فهمني في ايه وليه بتحقق معاها كده؟ مريم ثقة ومعانا من سنين.
سيف أخد نفس طويل وبصلهم: روحي مكتبك دلوقتي.
انسحبت وهو قعد مكانه ومروان سأله: ما تقولنا عملت ايه مع المرشدي؟ الفيديو اتمسح معنى كده انه ساعدك، عرفت بقى مين نشره؟

بصله بغيظ: ماعرفتش لأنه رمى موبايله في النيل وده مالهوش إلا معنيين يا إما هو بيراقبني بشكل شخصي وعرف اني روحت لكريم المرشدي يا إما حد بلغه وفي كلتا الحالتين هو اتخلص من الدليل ضده، فمين يعرف غيرنا اني روحت عند كريم؟
لحظة صمت قطعها عز بتوتر: أنا قلت
سكت وماقدرش يكمل ونزل راسه بخزي.
سيف بصله باهتمام: قلت لمين؟
اتراجع بقلق: لا لا أكيد مش هتقول.
سيف بإصرار: يا بابا قلت لمين جاوبني؟

بص لابنه بحزن: لآية أختك.
سيف قعد مكانه بغيظ: وهي قالت لحازم فهو اتخلص من الدليل، بس كده كل حاجة منطقية.
مروان حاول يهديه: احنا مش متأكدين انه هو يا سيف.
بصله بغضب: لا هو ودلوقتي اتأكدت أكتر انه هو.
رفع سماعة تليفونه واتكلم بأمر: تعالي حالا مكتبي.
قفل واستنوا كلهم دخول آية اللي داخلة متوترة ومرعوبة ان صورة ليها تتنشر، بصتلهم التلاتة بقلق: عرفت مين اللي بيهددك؟

سيف وقف قصادها بحزم: سؤال واحد عايز إجابته منك - هزت دماغها بموافقة وهو كمل - قلتي لحازم اني روحت لكريم المرشدي؟
بصتله بذهول: انت ليه مفترض انه هو؟ انت بتدور...
قاطعها بغضب: قلتيله ولا لا ده سؤالي؟
عز اتدخل بعصبية: ردي على سؤال أخوكي، قلتيله؟
آية اتراجعت وبصتلهم بخوف وسيف زعق: انطقي؟

انتفضت وردت بتردد: كلمني وبيطمن عليا والكلام جاب بعضه فقلتله اننا هنعرف مين وسألني ازاي فقلتله انك روحت لكريم بس يا سيف.
سيف قعد مكانه بتعب وكلهم بصولها بعتاب وهي حاولت تبرر: انتوا ليه بتتهموه هو؟ مش يمكن...

قاطعها سيف باستسلام: مين غيره يا آية؟ مين في خلاف بينا؟ مين هيكون معاه فيديو قديم ليا؟ مين عارف علاقتي بهمس؟ أنا مش هقدر أتحمل غباءك أكتر من كده بجد والله ما هقدر - بصلها وكمل باحتقار - انتي بتثقي فيه اوك بس بعيد عننا، ما تجيبيش سيرة أي حد فينا، اتكلمي عن نفسك فقط، أنا استسلمت يا آية قصادك، انتي اخترتيه هو براحتك بس طلعيني برا حساباتك - بص لأبوه واتكلم بحسم - من النهارده مش عايز أي علاقة بيها من أي نوع، هي عايزة حازم تشبع بيه، من النهارده كل واحد فينا في طريق، خليها تروح لحازم بس تبعد عننا.

عز بصله بصدمة: انت بتقول ايه؟ دي أختك الصغيرة!
وقف بغضب: لا مش أختي الصغيرة، علاقتي بيها انتهت، أختي الصغيرة ماتت يوم ما فضلت كلب على عيلتها، بعدين أنا بتكلم عن نفسي دي بنتك وانت حر معاها لكن أنا اكتفيت، مش عايزها في الشركة تاني؟
آية اعترضت بصدمة: انت ما تقدرش تطردني من هنا
بص لأبوه بقوة: يا أنا يا هي في الشركة لكن أنا مش هقبل بجاسوس بينا يوصل كل أخبارنا برا.

آية زعقت بعياط: انت ليه بتعمل كده؟ انت بتظلمنا.
سيف تجاهلها و بص لأبوه بحزم: اللي عندي قلته احنا في مركب بتغرق فيا تسمحلي أمسك المركب دي وأحاول أوصلها لبر الأمان يا نجيبها من قاصرها وكل واحد ينط منها ويقول يلا نفسي لكن علشان أفضل فيها وأسيب فيها اللي يغرقها فسوري يا بابا مش هقدر، أنا حرفيا بدفع حياتي فبلاش تضيعها هدر، يا أنا يا هي بعد إذنكم.

سابهم وخرج وعز بص لبنته بوجع: يا ترى يستاهل؟ حازم يستاهل تبيعينا علشانه؟ ولا أخوكي يستاهل تخسريه علشانه؟ ليه حطيتيني في وضع زي ده أتجبر أختار ما بينكم؟ ليه يا آية ده انتي قلبي من جوا، ليه يا بنتي بس؟
سابها وخرج وهي فضلت مكانها تعيط وبدون ما ترفع راسها اتكلمت بقهر: انت كمان مش عايز تقول حاجة؟ ما تقولك كلمتين وتخرج وراهم؟

قرب منها وقعد قصادها بهدوء: آية فكري بعقلك مع عواطفك، ما ينفعش تفكري بواحد فيهم فقط، انتوا في أزمة وفي الأزمات كلنا بنقف ايد واحدة علشان نعديها ما ينفعش نقف متفرقين.
زعقت من بين دموعها: هما بيبعدوني.
اتكلم بتعاطف: انتي بعدتي نفسك باختيارك، انتي أجبرتيهم على الوضع ده.

رفعت عينيها له بحيرة: يعني المفروض أعمل ايه؟ أنا بحب واحد لمجرد ان أخويا رفضه أرفضه أنا كمان؟ قولي فين الزرار اللي بيتداس عليه وأنا أدوس عليه؟ أنا بحب حازم المفروض أعمل ايه؟ الصح ايه؟
مروان فكر للحظات وبعدها اتكلم بهدوء: ما أقدرش أقولك ايه الصح والغلط لان في أوضاع بنتحط فيها بيكون الصح غلط في طرف والغلط صح في طرف تاني.

سألته بترجي: يعني أعمل ايه علشان ما أخسرش حد من الناس اللي بحبها؟ - مسكت ايده باستنجاد -قولي يا مروان؟

بص لايدها وسحب ايده بالراحة: ابعدي، ابعدي شوية لحد ما كل الأمور تهدا وتتضح أعتقد ده الصح يا آية، كله مشدود والدنيا متأزمة وانتي مش في ايديكي حل، سواء حازم خاين أو متهم بالخيانة الأيام الجاية هتوضح كل الأمور فلو انتي مش عايزة تخسري حد من حبايبك يبقى تبعدي، سيف شاكك فيه وفيكي ابعدي عن الشركة وابعدي عن سيف مدير الشركة بس ما تبعديش عن أخوكي لان خسارته مش هتعوضيها بأي شكل انتي في النهاية مالكيش غيره، وفي نفس الوقت ابعدي عن حازم مؤقتا لحد ما يبرأ نفسه ويسترد صداقته بصاحب عمره ده لو هو عايز فعلا، أي أصحاب بيتخانقوا ويزعلوا وبيتصالحوا فحازم المفروض لو بيحبك فعلا هيحاول يسترد صاحبه أولا وأخوكي ثانيا، هو غلط لما تمادى في علاقته بيكي من ورا سيف وبدل ما يصلح غلطه ويعالجه بيعادي سيف، آية أنا سيف وحازم أصحابي الاتنين.

اعترضت بحشرجة: بس انت أخدت صف سيف.
وضحلها: أخدت صف الصح، حازم خان سيف وبعدها مكمل في معاداته، يوم الحفلة...
قاطعته آية بغضب: سيف خلى الأمن يطلعوه برا.
مروان دافع عن سيف: بعد ما حازم اتبجح بعلاقته بيكي وعلاقته بحما سيف وهو اللي نرفز سيف ولما الأمن جم ياخدوه بصلي وقالي ان قريب أوي الأوضاع هتتقلب وهو اللي هيرمي سيف برا ومش هيعمل حساب العشرة.

- آية حركت راسها بعدم تصديق فأكد- أيوة قال الجملة دي يا آية هل ده موقف واحد بيحب أخت الشخص ده وعايز علاقة سوية بيها؟ زي ما بقولك ما تخسريش يا ستي ولا سيف ولا حازم، خدي بس جانب وخليكي حيادية وسيبي الأيام الجاية توضحلك مين على حق ومين غلط بدل ما تاخدي جانب خسران وتخسري كله، دي نصيحتي واللي يريحك اعمليه، بعد إذنك.

سابها وخرج وهي راحت مكتبها تفكر هتعمل ايه؟ جزء منها عايزها تعاند وتخلي سيف يمشي بس هل هي هتقدر تمشي شركة بالحجم ده؟ دي يادوب لسه مستلمة وعيلة والشركة ضخمة وبتقع، طيب تسيب حازم؟ هل حازم خاين فعلا؟ هل قال الجملة دي لمروان ولا بيتبلى عليه؟ مش قادرة تاخد قرار أو تفكر محتاجة تبعد فعلا، مروان عنده حق المفروض تبعد وتتفرج من بعيد وتشوف أخوها وحبيبها مين فيهم ظالم التاني ومين صح ومين غلط؟ مش هتقدر تكسب واحد فيهم على حساب التاني، سيف أخوها وسندها وبتحبه بس كمان حازم بتحبه، فهتقف من بعيد تتفرج.

بدر عزم هند وعيلتها على الغدا واتقابلوا كلهم.

فاتن بتأنيب: يعني يا ابني هيجري ايه لو انت جبت أنس وجيتوا اتغديتوا عندنا؟ مش أحسن من غدا المطاعم ده؟
ابتسم بود: يا ست الكل خلينا نغير جو، وبعدين أنس بيحب جو المطاعم ده صح يا أنس؟
بص لأبوه وابتسم بضيق: اه بحب أكل برا، ينفع نطلب بقى علشان جعان؟
هند حطت ايدها على شعره بحب: تحب تاكل ايه؟
أنس بعد راسه عنها بضيق ورد: أي حاجة المهم ناكل.
بدر بصله بضيق وشاور للجرسون يجيب قايمة الأكل يطلبوا منها.

بدر قرب من هند بابتسامة: هتطلبي ايه؟
كانت باصة للمنيو وسرحانة فبصتله بشرود: قلت ايه؟
اتنهد بضيق: ما تزعليش منه ممكن؟
بصتله وكأنها مش فاهمة أو مش متضايقة: أزعل من مين؟ أنا مش زعلانة من حد.
ابتسم لمحاولتها: طالما مش زعلانة يبقى قوليلي هتطلبي ايه يا قلبي؟
ابتسمت وبدأت تختار معاه لحد ما اتفقوا وبعدها بدر بص لابنه: هتطلب ايه يا أنس؟

أنس بصله بضيق: هو ينفع نكلم ماما تيجي تتغدى معانا؟ هي لوحدها هنا في فندق، بابا...
قاطعه بدر بصرامة: انت زودتها أوي يا أنس و...
هند مسكت ايده ضغطت عليها وهو بصلها فابتسمت وبصت لأنس بلطف: حبييي ماما حتى لو قلتلها مش هتوافق تيجي هنا معانا والوضع هيكون محرج وغريب على الكل فلو تحب نعمل حسابها في الأكل ماعندناش مانع أبدا واحنا مروحين بابا يعدي عليها تطلع تديها الغدا ايه رأيك في الاقتراح ده؟

أنس فرح بكلامها: موافق، خلاص مش هاكل وهبقى آكل مع ماما.
بدر لسه هيعترض بس هند سبقته: براحتك طبعا، بس هتتفرج علينا واحنا بناكل يعني ومش هتجوع؟
أنس كشر بتفكير ورسم دور انه كبير: اه عادي طبعا.
بدر مش عاجبه اللي بيحصل بس هند بصتله وهمست: سيبه براحته وبلاش تحسسه انه مجبور في كل خطواته، خليه يختار بنفسه وبعدين ما أعتقدش انه هيقاوم فاطلبله طبق وخليه قدامه وبراحته.
اعترض بضيق: بس يا هند...

قاطعته: خليه براحته، طالما مش بيأذي حد خليه براحته.
بصلها بحيرة: بيأذينا احنا يا هند.
بصتله بحب: لو قصدك عليا أنا فريح قلبك أنا هعرف بإذن الله أتعامل معاه وأوصل معاه لحل وسط يرضي كل الأطراف، ما تشيلش همي انت.
رد بحب: وأشيل هم مين بس لو مش انتي؟ أنا ماعنديش غيرك انتي.
ابتسمت بكسوف وبعدها بصت لمامتها وباباها كانوا متابعينها فاتكسفت أكتر وحاولت تغير الموضوع: هتاكلوا ايه يا ماما؟ اتفقتوا انتي وبابا؟

طلبوا الأكل ولأول مرة خاطر يتعمد يطلب أطباق غالية، ومراته همستله بعتاب: مش كتير اللي طلبناه؟
بصلها بضيق: غصب عني بس عايز قلبي يطمن يا أم نادر، عايز أشوف عينيه وهو بيدفع الحساب وأطمن قلبي انه مش هيبخل على بنتي في يوم من الأيام.

سكتت والأكل وصل واتغدوا في جو مرح وأنس مراقبهم بضيق وبيحاول يبص يمين وشمال وفي أي مكان بعيد عن الأكل، هند لاحظته وشاورت لبدر اللي ابتسم وهو شايف ابنه جعان وبيكابر، هند حطت طبق قدامه فبصلها باستغراب فوضحت: كل حاجة بسيطة وابقى كمل مع ماما بعدين، محدش هيقولها.
بص بتردد لأبوه اللي شاور على بوقه: محدش هينطق حرف، كل براحتك.
أنس ابتسم وبدأ ياكل بسعادة أما بدر راقبه بابتسامة وبص لهند شكرها بعينيه وبنظراته.

خلصوا أكل وبدر طلب ايس كريم للكل، أنس بصله بتكشيرة فأبوه مسك الكاس بتاعه: لو مش عايز هاكله أنا.
أنس أخد الكاس من ايد أبوه: أنا هاكله بس كده مش هقدر آكل خالص مع ماما؟
بدر صعب عليه فحط ايده على راس ابنه بحب: طيب ايه رأيك لو تخليها بكرا - ابنه بصله بانتباه وهو كمل - اعزمها هنا على الغدا بكرا وتعال انت وهي اتغدوا وحلوا وهخلي معاك الفيزا، تعزم مامتك براحتك، ايه رأيك؟

أنس قام بفرحة حضن أبوه: بجد يا بابا هتديني الفيزا أنا أعزمها بنفسي؟
بدر قلبه انتفض بحركة ابنه لأنه افتقد حضنه فوق ما هو كان متخيل، ضمه بحب: طبعا براحتك.
أنس قعد مكانه بياكل بفرحة وأبوه مراقبه بابتسامة وبعدها علق: أنس حبيبي - بص لأبوه فكمل بتوضيح - محدش فينا ضد مامتك أو علاقتك بيها أبدا، أنا حاولت أمنعك خوفا عليك لكن لو سعادتك معاها أنا ماعنديش مشكلة.

أنس بص لهند بتردد فابتسمتله: لو خايف اني ممكن أمنعك أو أخلي باباك يمنعك فأوعدك ان ده مش هيحصل أبدا، أنا بحبكم انتوا الاتنين وبحبك انت زي ما بحب بابا وعمري ما هكون سبب لتعاستك، احنا كلنا بتهمنا سعادتك.
أنس بخجل: أنا برضه بحبك يا هنود بس بصراحة بحب ماما أكتر.
هند ضحكت: وأنا مش عايزاك تحبني أكتر، كل واحد فينا بيحب مامته أكتر من الدنيا وما فيها وما ينفعش أبدا نحب حد أكتر من مامتنا.

بصلها بابتسامة: طيب عايزاني أحبك ازاي؟
بصتله بتفكير: اممممم، خلينا أصحاب بس ايه رأيك؟
ابتسم أكتر: موافق.
ضمته بحب: كمل الايس كريم بتاعك قبل ما يسيح يلا.
هند بصتلهم كانوا كلهم مركزين معاها أوي فاتحرجت وبصت للكاس بتاعها: بطلوا تركزوا أوي كده معايا بتحرجوني.
ضحكوا كلهم وبدر علق: ماهو انتي بتخطفي قلوبنا نعمل ايه طيب؟
ضحكوا كلهم وأبوها علق بمشاكسة: قصدك قلبك انت ها؟

بدر ضحك: ماهو مش هينفع أقولها بتخطفي قلبي قدام أبوها فاستعملت صيغة الجمع يا عمي، فعديها بقى.
خاطر ضحك وبص للكاس: هعمل مش واخد بالي وهركز في كاس الايس كريم.
فاتن بصتله بتذمر: ماهو انت ممكن تركز في حاجة تانية على فكرة.
بدر بصلهم للحظة وخاطر بص لمراته اللي بتبصله وهند ضحكت فبدر انفجر معاها في الضحك بصوته كله وخاطر بصله بعتاب: شوف بيضحك ازاي بعد ما بيجيبلنا الكلام؟

بدر رفع ايديه باستسلام: لا لا ماليش دعوة بدي يا عمي، ده غلطك انت لوحدك، يعني حد يكون متجوز القمر ده وما يركزش معاه؟ غلطان يا عمي.
هند خبطت بدر على دراعه وهو بصلها ببراءة: مش بوعيه يا بنتي؟
بصتله باستغراب: بتوعيه ولا بتولعها؟
ضحك: بولعها بصراحة، بيبقى شكلهم حلو أوي وهما بيتناقروا.
خاطر بص لمراته بعتاب: شايفة؟ بتفرجي جوز بنتك علينا؟

علقت وهي بتضرب المعلقة بغيظ في الكاس: أنا برضه؟ يعني هو يقولها بتخطفي قلبي وانت تقول أركز في الكاس؟
هند وبدر انفجروا في الضحك وبصت لخطيبها: عندك حق دول عسل لما بيتناقروا.
بدر بصلهم ودعا من قلبه ان دي تكون حياته هو ومراته بعد عشرين سنة من دلوقتي، ابتسم واقترح: ايه رأيكم لو ننزل معرض الأجهزة نخلص الحاجات اللي فاضلة؟ يعني بالمرة هند تختار وانتوا معاها؟

خاطر سأله باهتمام: ناقص ايه تاني؟ انت مش قلت الشاشة وركبتها في الصالة؟
رد بهدوء: عايز واحدة تانية في أوضة النوم يا عمي كمان التكييفات لسه ناقصة وفي حاجات في المطبخ لسه ناقصة.
فاتن بصتله باهتمام: حبيبي ايه اللي ناقص في المطبخ؟ كل أجهزة هند كاملة؟
هند بصتله باستفسار: أيوة فعلا ايه اللي ناقص؟
استغرب سؤالها: انتي مش قلتي النهارده قدام أصحابك انك عايزة القلاية الهوائية دي والمايكرويف؟

هند ما تخيلتش أبدا انه مركز في كلامها مع أصحابها ومهتم باللي هي عايزاه فبصتله بذهول: أنا كنت بتكلم مع أصحابي على فيما بعد يعني مش دلوقتي، دلوقتي خلينا في الأساسيات والمهم، بعدين أنا كنت بدردش عادي يا بدر مش أقصد اني عايزاهم حالا.
بصلها بحب: طالما عايزاهم هجيبهم هتفرق ايه دلوقتي من بعدين؟ بعدين لازم أهتم بكل حاجة انتي عايزاها امال مين اللي هيهتم؟
أبوها اعترض: أنا ههتم بكل طلباتها هي لسه في بيتي.

ابتسم لأبوها: مع احترامي يا عمي لحضرتك بس هي بتتكلم عن حاجة هتحتاجها وتستعملها في بيتي مش بيتك فأنا ملزم باحتياجاتها مش حضرتك.
خاطر هيعترض بس فاتن وقفتهم: بس انتوا الاتنين، خلونا نقوم ونشوف ايه ناقص وبعدها نبقى نشوف مين مهتم أكتر من مين؟!
بدر شاور للجرسون يجيب الفاتورة وجابها واداهاله وبدر بصلها وبدون اهتمام طلع الفيزا ودفع وبصلهم بابتسامة: يلا - لاحظ نظرات خاطر فسأله- خير يا عمي حضرتك محتاج حاجة؟

حرك راسه بنفى: لا سلامتك يا ابني.
بص لمراته اللي ابتسمت وربتت على كتفه وهما قايمين واتحركوا يشوفوا ايه ناقصهم
بيتمشوا وأنس جه يجري قصاد أبوه وقفه: ينفع تجيبلي بلاي ستيشن الإصدار الجديد؟
أبوه داعب أرنبة أنفه: سلمني شهادتك أسلمك البلاي ستيشن لكن مش هجيب دلوقتي في دخلة الامتحانات دي.

كشر وبص لهند اللي ضحكت: هو عنده حق بس أوعدك لو جبت درجات حلوة اني هاخدك أنا وهو ونجيب اللي انت عايزه لكن مش قبل الامتحانات.
أنس كشر: بكره الامتحانات.
ضحكوا وكملوا اللي محتاجينه واتخانقوا كتير لحد ما بدر فاز في الجولة دي.

حازم اشترى موبايل جديد خاص بمكالماته السرية واتصل بصاحبه السري: الو أنا حازم.
• الرقم ده ايه؟
ابتسم: جديد والموبايل جديد ما تقلقش.
• ياريت بقى نشوف المهم ونبطل الحاجات الجانبية اللي مالهاش قيمة دي، عرفت كريم المرشدي عمل ايه ولا سيف وصل معاه لايه؟
حازم بحيرة: لا معرفش بس كان عندك حق اني أتخلص من الموبايل تخيل انهم وصلوا لمكان ما رميت الموبايل بالظبط؟ يعني لو كان معايا كانوا قفشوني.

• كريم المرشدي مش سهل أبدا ده لعبته وهوايته فك الألغاز، أنا عايزه يبعد عن الصورة وانت بغبائك دخلته واللعب معاه مش سهل أبدا، أصلا اللعب مع سيف نفسه مش سهل، أنا مش فاهم ازاي ورطتني معاه، علاقتك بأخته أخبارها ايه؟ ما تاخد خطوة معاها جدية؟
رد باستنكار: آخد خطوة ازاي يعني بعد ما سيف طردني؟ أصلا ما بتردش عليا ومش عارف مالها؟

• اعرض عليها الجواز، اقنعها بحبك، خليها تتجوزك قولها تتجوزوا عرفي وحاول تقنعها.
عينيه وسعت بعدم تصديق: عرفي؟ ده سيف يقتلني.
• لو هي اتجوزتك بمزاجها يقتلك ليه؟ أخته اللي غلطانة ويقتلك انت؟ ده أنا ساعتها هخلي سيرته على كل لسان وهنشر عقد الجواز العرفي في كل السوشيال ميديا اعملها وأنا هنفذلك أحلامك، هسفرك برا بعيد عن سيف ودراعه بس انت اعملها.

طمع وتخيل أحلامه بتتحقق، قفل وهو بيفكر ازاي يقنعها؟ طلع موبايله التاني وفضل يرن عليها لحد ما ردت فعاتبها: بقى كده يا آية بتبعدي عني؟ معقول سيف هيفرقنا بعد الحب ده كله؟
ردت عليه بحزن: سيف برضه اللي هيفرقنا؟ أنا قررت ما أخسرش حد فيكم يا حازم.
سألها بقلق: ازاي؟ هتعملي ايه؟

اتنهدت: هاخد جنب وهسيب سيف يفهم بنفسه انك بتحبني، هو طردني من الشركة لأنه متخيل اني بنقلك كل أخبار الشركة فأنا هنفذله اللي عايزه وهبعد عن الشركة وهبعد عنك لحد ما يتأكد انك شخص كويس ويوافق على ارتباطنا ويباركه.
حازم اتصدم من اللي بيسمعه: انتي هتبعدي عني؟
علقت: أنا قلت كلام كتير ده بس اللي سمعته؟

اعترض وزعق: طبعا ده بس اللي سمعته، طرده ليكي من الشركة ده كنت متوقعه منه دي مجرد لعبة عملها علشان يرميكي برا وانتي غبية ونفذتي طلبه لكن ده ما يعنيليش شيء انتي حرة انتي وأخوكي لكن تبعدي عني ده اللي برفضه وهفضل أرفضه.
ردت ببكاء وقلة حيلة: امال عايزني أعمل ايه ها؟
زعق قصادها: تعالي نحطه قدام الأمر الواقع ونخليه غصب عنه يقبل علاقتنا مش تقولي نسيب بعض
سألته بلهفة: ازاي بس؟
رد بحسم: نتجوز عرفي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة