قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

لم يكن ما صدر فجأة إلا فرمان يعلن القتل الجاذر لذلك العشق الذي يربط كلاهما!
إستكانت حنين ببطئ، وسقط الزجاج من يدها تدريجيًا، إلى أن سقطت هي الاخرى على الأرض، تمامًا كالذي نال مبتغاه المريح من بعيد...
وبعد أن حصل عليه أكتشف أنه اسوء مما يمكن!
ركض نحوها ليهبط لمستواها يحتضنها بقوة وهو يردد مسرعًا:
-لا لا لا، قطع لساني قبل ما أقولها، أنا مش هقدر أتخيل حياتي من غيرك
أبعدته عنها وهي تهمس بوهن:.

-ابعد عني كفايانا حرمانية بقااا
هز رأسه نافيًا بصرامة وهو يمسك وجهها بين يديه:
-اسكتي، إنتِ مراتي وهتفضلي طول عمرك مراتي طول ما فيا نفس، أنا هردك، اعتبري رديتك خلاص
هزت هي رأسها نافية هذه المرة، وخرج صوتها جامدًا تمامًا كحالتها الساكنة بألم:
-لا، أنا اللي مش هقدر أكمل حياتي معاك، أنت اكتر انسان غريب شوفته، او يمكن مش غريب بس انا اللي كنت مغفلة بزيادة.

ضم رأسها لصدره بقوة، وكأنه يثبت لنفسه استمرارية حقه فيها ويقول:
-لا إنتِ مغفلة ولا أنا غريب، كل الموضوع اني مقدرتش اتحكم في اعصابي بس، ومعرفش ازاي قولتها
زحف البكاء رغمًا عنها لأطراف حروفها وهي تهتف بنزق:
-سبني بقا والنبي يا حمزة، أنا تعبت بجد
شدد من قبضته التي تضمها وهو يخبرها بهدوء متوتر بعض الشيئ:.

-إنتِ عايزة تفهمي، وانا هفهمك، رغم إني مكنتش عايز أنطق الا اما اتأكد، زمان جدا كانت شروق جارتي، كنا بنلعب مع بعض كتير وبنروح الدروس مع بعض، كانت هي اقرب حد ليا، لحد ما لاقتني بحبها ومعرفش ازاي، حبيتها اوي، بس باباها معرفش اية سر كرهه ليا، بقا يعاملني وحش من ساعة ما لاحظ اهتمامي بيها، وعشان ابعد عنها، جه ف مرة لما شباب ضايقوها ف الشارع ودافعت عنها دخلني السجن، دخلني السجن 3 شهور شوفت فيهم الويل! كنت بفكر ياترى اية الي حصل لشروق، اذا كان وانا كنت بره كنت تكاد تكون زي المعتقلين في عذابها من ابوها دا، امال وانا جوه هيحصل فيها اية، بقا كل تفكيري انه اكيد بيموتها بالحيا، وانا مش قادر اعملها حاجة لاني كنت ف السجن، عرفت من ابويا ساعتها انها دخلت المستشفى ودخلت ف غيبوبة من كتر ضرب ابوها فيها لما الجيران حسوا بيها، طلعت انا من ااسجن بالعافيه واكرامية لابويا الله يرحمه بس..

اول حاجة عملتها اني روحتلها المستشفى، كانت محتاجة دم وانا دمي كان مناسب عشان اتبرعلها، دخلتلها ساعتها وقعدت معاها، شوفت نغزه غريبة عند بعد رقبتها بشوية، كانت زي عيب خُلقي، ودا نفس العيب الخلقي اللي شيروت اختي اتولدت بيه الي انا شوفته ف صورها وهي طفلة قبل ماتموت! بقيت هتجنن والشيطان يحدفني يمين وشمال، وفجأة ومن غير اي اسباب ولا مقدمات، روحت اشوفها ف المستشفى بعدها لقيتهم بيقولوا ابوها اخدها ومشيوا، اخدها يعني اية هي وكالة من غير بواب! بقيت عايش حياتي بدور عليها، سنتين كاملين بدور عليها ف كل حته اعرفها، لحد ما يأست واستسلمت اني مش هالاقيها، وكبرتي إنتِ وساعتها حسيت يعني اية حب بجد، كان اكتر من مجرد خوف من فقدان، كان هوس زي ما بتقولي!

مسك وجهها بين يديه يتابع بحرارة:
-دا اللي مخلانيش اقولك بس، كنت عايز اتأكد الاول، وعشان هي ماتشكش في حاجة، لكن اقسملك بالله لما انفعلت عشانها دي كانت حاجة تلقائية جوايا، زي اللي بيصارع عشان مايحسش ان حد بيحبه بيتأذي وهو مش بيعمله حاجة، احساس العجز دا صعب اوي يا حنين، اوي!
كانت تنظر له بصمت تام، وكأنها تترك للعقل فرصة الإقتناع!
إلى أن ابتعدت عنه ببطئ متأوهه، تشعر بالألام المتفرقة في انحاء جسدها.

ليسرع هو يحيط خصرها، ويداه الاخرى اسفل قدماها ويحملها فجأة بين ذراعيه، اغمضت عيناها وهي تهمس بوهن:
-حمزة لو سمحت سيبني
وضعها على الفراش برفق، ثم تحسس وجهها الذي تظهر عليه بعض الخدوش وهو يتمتم:
-اهدي يا عيون حمزة، ريحي شوية كدة مينفعش
تنهدت بقوة وهي متسطحة على الفراش، تحنق عليه وتشفق على حيرته في آنٍ واحد!
ربما لن يجعلها تبتعد عنه، ولكنها -ستريه النجوم في عز الظهر - كما يقولون...!

انتبهت له وهو يغلق الباب، لتقول له بجمود:
-اطلع انت كمان يلا..
هز رأسه نافيًا، ثم امسك -المرهم- الموضوع على المنضدة، ليفتحه وهو يقترب منها، سألته بريبة:
-أنت هتعمل أية؟
رفع حاجبيه ببراءة مصطنعة:
-هدهنلك الخدوش اللي ف جسمك يا قلبي
زمجرت فيه غاضبة:
-جاك وجع ف قلبك، أنا هدهن لنفسي متشكرة
جلس لجوارها، ثم مد يده يرفع التيشرت عنها، ليقشعر بدنها من لمسته التي تجعلها ترفرف في أعلى أفق الأحساس الممتلك!

هزت رأسها نافية بغيظ ثم صرخت فيه بحدة:
-تبقى مجنون لو فكرت اني هسمحلك تعمل حاجة
ضيق عينيه بخبث، ثم رفع عيناه لها يسألها بمكر متلبس البراءة:
-اعمل اية بس يا حبيبتي، انا هحطلك المرهم بس، هو إنتِ دماغك راحت فين!؟
ابتلعت ريقها بتوتر ملحوظ، لتجده يتابع بخشونة حادة رسمها بمهارة:
-هتسمعي الكلام ولا إنتِ بتحبي تشوفيني همجي؟!

لم تنكر أنها خشيت مخالب غضبه وهي في اشد حالات اعياءها، والألم يُغطي ما يمكن أن يظهر من مقاومتها الواهنة!
فاقترب حمزة منها ليرفع التيشرت عنها فيظهر جسدها الأبيض بوضوح، بدأ يضع لها ويتحسس جسدها بحركة دائرية برقة متناهية...
كانت هي مغمضة العينين تتمنى أن يتوقف ذاك القلب الذي تضخ دقاته باسم ذاك الأبله حتى الان..!
ارتفعت يد حمزة ببطئ للأعلى، فشهقت وهي تمسك يده مغمغمة بضيق:
-حمزة، خلاص حطيت ممكن تطلع بقا.

تجاهلها وهو يكمل وضع المرهم لها في الاماكن التي اصيبت بها..
إلى أن شعرت فجأة بشفتاه تسير على جسدها بدلاً من يداه، وأصابعه تتخلل أصابعها بحزم، كادت تعترض بقوة ولكنه فاجئها حينما رفع نفسه ليلتهم شفتاها في قبلة عميقة..
قبلة يسلبها فيها رغبتها في العوم وسط موجات البُعد عنه!
حاولت التملص من بين ذراعيه الذي حاوطوها، ولكنه كانت قبلته تزداد تعمقًا وتطلبًا في آنٍ واحد...

استرخت ببطئ مستسلم، لا قدرة لها على المقاومة اكثر، الإنهاك النفسي والجسدي كان أكبر منها واكثر منها سيطرة!
وحينما شعر هو باستسلامها تجرأت لمساته أكثر على جسدها، عبث بذاك التيشرت يود خلعه عنها، ولكنها قبضت على يده بقوة تزمجر بحدة خافتة:
-لا، مينفعش يا حمزة
نظر في خضرة عيناها التي تخطفه دومًا في رحلة قصيرة يغوص وسط أعماقها، ليستطرد من بين لاهاثه:
-أية اللي مينفعش! إنتِ مراتي.

أغمضت عيناها ومازالت يدها تمسك يده التي كادت تأخذ في حافة اخرى بلمساتها...
ورغمًا عنها وجدت دموعها تسيل من بين عيناها بصمت تام، وما أصعب ذلك الصمت في قسوته!
سارع هو بالأبتعاد عنها وهو يهز رأسه بلهفة:
-هششش، خلاص، خلاص والله مش هقربلك بس اهدي خالص
لم تشعر بنفسها والنوم يسيطر عليها رغمًا عنها..
مد اصبعه يتحسس وجنتاها بابتسامة شاردة متألمة:
-أنا أسف يا حنيني، أسف يا روحي، اوعدك عمري ما هاجي عليكِ تاني.

ثم قبل جبينها بعمق، كاد ينهض ببطئ ولكن وجدها فجأة تمسك يده وهي تهمس مغمغمة من وسط نومتها:
-ماتسبنيش، ماتروحلهاش خليك جمبي!
ابتسم بحنو على غيرتها التي تدفقت من حروفها المغتاظة دومًا...
وبالفعل تمدد بجوارها ليضع ذراعه أسفل رأسها ويجعلها بين أحضانه، ضمها له اكثر وهو يهمس بنبرة شاردة مثبتًا انظاره على براءتها الطفولية وهي نائمة:
-ياااه، قد أية نفسي أجيب عيل منك..!

كان أسر في مكتبه، عاد من توه من مهمة البحث المعتاد عن تلك الغائبة...
شعوره الان كشعور ظمأن يسير في الصحراء بلا هوادة، يبحث ويبحث عن مبتغاه، عن مرتواه!
ولكنه كان كسيل يسير أسفل الأرض، بين جحور الظلمات، وبعيدًا عن مرمى العين المجردة!
كان يدخن بشراهة وهو ينظر للشرفة، غيابها بتلك الطريقة لم يؤثر عليه بطريقة طبيعية، بل كاد يصيبه بالجنون...!
انتبه للسكرتارية التي فتحت الباب ودلفت بهدوء تردد:
-أسر بيه.

أستدار لها ليسألها بحدة:
-خير يا عايدة، مش قولت مش عايز أتزفت أشوف اي حد!؟
تنحنحت بحرج ثم اخبرته بجدية:
-أسفة يا أسر بيه، في واحد بره عايز يقابلك ضروري ومُصر أوي مش راضي يمشي!
سألها بخشونة:
-واحد مين دا؟
هزت رأسها نافية بحيرة:
-لا مش عارفه والله، هو مش راضي يقولي اسمه وبيقولي بلغي اللي مشغلك بس!
اومأ موافقًا ثم أشار لها أن تغادر مغمغمًا:
- روحي إنتِ ودخليه.

اومأت موافقة ثم رحلت، ليطفئ هو سيجاره ثم تنهد بقوة ليقف في انتظار ذاك الغريب...
وبالفعل دلف بعد دقيقة، ليتفحصه أسر بعينيه ويسأله بخشونة:
-أنت مين؟ وعايز أية!
ابتسم بخبث، ثم قال بنبرة ذات مغزى:
-أنا فاعل خير!

بعد مرور بضع ساعات..
كان أسر يركض بأقصى ما لديه نحو الداخل، إلى أن وصل امام احدى الغرف، طرق الباب بقدميه بعنف لينفتح مصدرًا صريرًا عاليًا..
دلف مسرعًا ليجدها تتكور على الفراش بشكل الجنين، وصوت بكاءها يغطي السكون من حولها!
اسرع يركض نحوها بلهفة، ادارها له ليجد وجهها شاحب شحوب الموتى، سألها بلهفة متوجسة:
-لارا، لارا فيكِ إية؟ أية اللي حصلك يا حبيبتي.

ظل يتحسس وجهها بلهفة، لفت أنتباهه الملاءة التي تغطي بها جسدها...
ضمها لأحضانه مسرعًا وهو يسألها بصوت مرتعد من الأجابة:
-عملك أية، عملك حاجة ابن *؟
كانت تبكي بصمت متشبثة بأطراف قميصه، صوت بكاءها مكتوم بتأوه متحطم...!
ترتعش بشكل مأسوي يُمزق قلب عدوها اللدود!
الى ان همست بصوت مشقق من كم الألم المخزن به:
-دبحني يا أسر، دبحني بسكينة باردة!

سقطت الملاءة من على جسدها رغمًا عنها لتظهر ملابسها الممزقة من أسفلها وجسدها الظاهر بوضوح، لا يغطي ذاك التيشرت الممزق سوى اجزاء بسيطة جدا منها!
جن جنونه وهو يتخيل ما يمكن أن يكون حدث ويسألها:
-عملك أية ردي عليا؟ وحياة امي ما هرحمه ابن ال* وديني لاوديه ورا الشمس!
باتت وكأنها ادركت وجوده فصارت تخبئ نفسها وسط احضانه وهي تردد بصوت مبحوح:
-خبيني يا أسر، احميني منه!

شعر ان هموم الدنيا وضعت على صدره عقب جملتها..
سارع بضمها له وكأنه يخبأها كما ارادت ثم امسك بتلك الملاءة يبعدها عنها ببطئ ليشهق بصوت مكتوم وهو يرى الدماء بوضوح على تلك الملاءة...
ليسألها بصوت يكاد يسمع ولكنه حمل كمًا ملحوظًا من الشراسة:
-دا دمك؟
صمتت دقائق كالجثة الهامدة بين ذراعيه، وبعدها خرج صوتها ساكن كرماد متهالك وهي تخبره:
-لا، دا، آآ دا دم ابننا!

نظرت سيلين لمسؤلة الخدم التي كانت تلقي عليها بعض اوامرها، ومن وسطهم قالت بهدوء:
-اطلعي هاتي كل هدوم مهاب بيه، واسأليه عايز القهوة بتاعته دلوقتي ولا لسة شوية
اومأت موافقة على مضض، ثم جرت قدماها نحو الاعلى..
وصلت أمام غرفة مُهاب، تنهدت بقوة ثم فتحت الباب لتصدم ب فريدة تجلس مقتربة من مُهاب جدًا، تكاد تكون ملتصقة به!

نظرت ارضًا مسرعة تكتم تلك الشهقة التي كادت تصدر منها، لتقول بصوت بارد يحمل خلفه صدمة عميقة:
-اسفة، مكنتش اعرف آآ، اسفة!
نهضت فريدة بغضب لتقترب منها مرددة بغيظ:
-هو إنتِ حد مسلطك عليا يابت إنتِ؟
هزت رأسها نافية بهدوء تام مستنكرة:
-حد هيسلطني عليكِ لية هو انا اعرفك اصلاً؟
اغتاظت فريدة بشدة ثم رفعت يدها وكادت تصفعها، إلا ان يد مُهاب منعتها وهو يتابع بجدية حازمة:.

-من امتى ومسموح انك تمدي ايدك على واحدة بدون وجهة حق يا فريدة؟
تمتمت فريدة بحنق:
-أنت مش شايفها بتبجح فيا ازاي يا مُهاب؟
هز رأسه نافيًا ببرود:
-لا، هي بترد عادي خالص، مش شايفها قالت حاجة تخليكِ تتنرفزي اوي كدة
تأففت فريدة اكثر من مرة، ثم قالت بنزق:
-ماشي يا مهاب، انا الغلطانة، اديني سيبهالك مخدرة وهمشي اصلاً
وبالفعل استدارت لتغادر بغضب، فيما همست سيلين بصوت هادئ:
-آآ، أسفة لو حطيتك فموقف محرج معاها.

هز رأسه نافيًا بلامبالاة:
-لا
ثم تخشب وجهه فجأة ليمسك يدها يسحبها خلفه، فسألته سيلين بقلق:
-في اية يا مُهاب
فتح احد الادراج، ثم اخرج صورة ما، ليضعها امام عيناها وهو يسألها بحدة عالية:
-أنتِ مين؟! أنتِ مين بالظبط..!
رمى الصورة ارضًا ليمسكها من ذراعيها ويهزها بقوة مكملاً صراخه:
-إنتِ سيلين الخدامة، ولا سيلين مراتي؟! انتِ مين..!
كانت هي مصعوقة من تواجد تلك الصورة التي تجمعهم سويًا في زفافهم معه!

كتلة دموع تجمعت في عينيها، ولم تشعر بنفسها سوى وهي تهتف فيه بصوت عالي مثله:
-أنا سيلين اللي بتحبك..!
تجمد فجأة مكانه، وترك ذراعها ببطئ، يحدق بها كالتائه بين شوارع تلك الدنيا العجيبة!
ليجدها تكمل وهي تتحس وجهه ببطئ مغمغمة من وسط دموعها:
-ايوة بحبك، بحبك أوي يا مُهاب
رمت نفسها بأحضانه فجأة، لتكمل بحروف متقطعة:
-أنت ابني، وحبيبي، وجوزي!

كان صامت مدة دقيقتان تقريبًا، ليبعدها عنه ببطئ جامد تحت انظارها المتوجسة، ثم يغادر وكأنه لم يسمع شيئ مما قالت...!

-خد يا حمزة.

قالتها شروق بصوت خفيض لحمزة الذي كان يجلس على الأريكة ويحك رأسه بأرهاق حقيقي..
نظر ليداها التي تحمل كوبًا صغيرًا، ليسألها مستفسرًا:
-أية دا؟
اجابته بابتسامة صغيرة:
-دي كوباية مخلوط كدة كنت بعمله لما يكون عندي صداع
نظر لها لثوانٍ بتردد، ثم اصطنع الابتسامة ومد يده ليأخذها منها ببطئ هامسًا:
-شكراً يا شروق
اومأت موافقة ثم جلست لجواره بهدوء بعدما ارتدت ملابسها المحتشمة نوعًا ما عن ذلك القميص...

مرت الدقائق وهم جالسان هكذا دون حرف اخر، وكأن كلاً منهم داخله ما يكفيه من زوبعة الكلام والمشاعر المختلطة!
بدأ حمزة يشعر بالثقل يزداد في رأسه، فزاد دعكه لرأسه وهو يتأفف...
وفجأة شعر بيد شروق على فخذيه، تشنجت ملامحه الي حدا ما، ولكنها لم تعطيه الفرصة فاقتربت منه اكثر لتسنده برفق متجهين نحو غرفة ما، بعد وقت...

نهضت حنين من نومتها الطويلة، لم تشعر كم نامت من الوقت هكذا من كثرة التعب الذي سيطر على مقاليد شعورها!
فتحت باب الغرفة التي تجلس بها وسارت متجهة للخارج ببطئ تستند على الحائط لجوارها..
لم تجدهم في الخارج فنادت بهدوء:
-حمزة؟!
لم تجد رد ايضًا، فبحثت في الشاليه كله بسكون، الي ان وصلت امام تلك الغرفة ففتحتها بهدوء تام لتقع عيناها على ذلك المنظر الذي خدر حواسها تقريبا!

حمزة عاري لجواره تلك التي كانت تجلس على الفراش لجواره تضم ركبتاها لصدرها وتبكي بصوت مكتوم..
ربما ندمًا؟!
ولكن ماذا يفيد الندم الان، بعد أن انفجرت القنبلة وانتهى الامر...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة