قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

إنتفض القلب صريع الصدمة، والاف الأفكار السوداء وٌشمت بطابع خلده في تلك اللحظات!
ظل يضرب خديها برفق مناديًا فيها بهلع:
-حنين، حنين مالك!؟
ضمها لأحضانه سريعًا، قبل أن يمد يده أسفل قدمها ويحملها برفق، دقاته فقط هي من تعلو بين شفقات سكون مقتول الاف المرات من تلك الحروف التي افزعته حرفيًا...!
وضعها على فراشه اخيرًا ليركض جالبًا زجاجة مياة، جلس لجوارها مرة اخرى وبدأ برش قطرات الماء رويدًا رويدًا...

دقيقتان ووجدها تفتح عيونها ببطئ، وهي ما بين حالة الوعي واللاوعي متمرغة تنادي بأسمه:
-حمزة، حمزززة!
تحسس وجنتاها الناعمة بحنو يهمس:
-عيون حمزة، فوقي يا حنين مالك؟
اخيرًا ادركت الواقع الهارب من ملاحقات سعادة راغبة..
ليجدها تشهق باكية بعنف وهي تغمغم من بين شهقاتها:
-حمزة، ماما يا حمزة، ماما وقعت فجأة ومابتردش عليا يا حمزة!
إنتفض مسرعًا يركض نحو الاسفل ملهوف هو من فقدان جديد على أعتاب حياتهم..

وجد الباب مفتوحًا فركض مسرعًا يدلف ليجد كاميليا واقعة ارضًا..
هبط مسرعًا لمستواهم يتحسس نبضها ليُصدم بصفعة جديدة للحياة..
مرارة اخرى تُضاف لملوحة العذاب، وصدمة اخرى تُنحل لها روحه!
ماتت...!
ماتت من دون مقدمات او وداع، من دون وصية او كلام!
سلبها الموت فجأة دون تشكيلاً لأطار سلبي ملطخ بأحمرار القسوة...
اخرج هاتفه من جيبه مسرعًا ليتصل ب أسر الذي ما إن اجابه حتى صرخ فيه:.

-هات اسعاف وتعالى بسرعة يا أسر على البيت
-مسافة السكة، سلام
أغلق حمزة الهاتف ليجد حنين تقف خلفه مترنجة تحدق فيه بصمت قاتل أغلق صيحات كادت تهتز لها الجدران...
نهض بسرعة يجلب غطاء ليغطي جسد كاميليا به..
فاقتربت حنين تصرخ فيه وهي تقترب من والدتها:
-أنت مجنون أنت بتعمل إية، أوعى سيبها اطلع بررررة ملكش دعوة بينا
-اهدي يا حنين.

قالها وهو يحاول الإمساك بها يكبلها ولكنها كانت تحاول البُعد عنه صارخة بهيسترية جنون...
ومر الوقت وهو يحاول تهدأتها حتى أتت سيارة الاسعاف ينقلونها واسر معهم..
هبط الجميع وهو يحاول تثبيت تلك التي كادت تركض منهارة خلفهم بملابسها تلك وشعرها..
ليمسكها من كتفها يملس على شعرها بحنان محاولاً احتوائها:
-اهدي يا حنين، اهدي يا حبيبتي ماينفعش كدة اهدي.

امسكته من لياقة قميصه تصرخ وهي تحتضنه بقهر حقيقي وصوت مبحوح يكاد يسمع:
-ماماااا سابتني يا حمزة، ماما سابتني لوحدي وراحت لبابا
-أنا معاكِ، أنا عمري ما هسيبك لوحدك ولا هبعد عنك!
قالها وهو يتمسك بها اكثر...!
كان قلبه يتقطع عليها حرفيًا، شعوره بالتشتت القاتل يحتضن آهاتها العلنية والتي تعلن الحداد على تلك الحياة!
تعلقت برقبته قبل أن ترتخي رويدًا رويدًا حتى سقطت فاقدة الوعي مرة اخرى...

ليقبل هو جبينها هامسًا بوهن مقتول:
-ربنا يصبرك ويصبرني يا حنيني!

أستيقظ مُهاب يفرد جسده متأوهًا بصوت مكتوم، تحسس الفراش لجواره ليجد أن سيلين قد غادرت الغرفة..!
نهض يجلس ببطئ، يتذكر استسلامه وسط احضانها، احتوائها الصغير الذي يتناسب طفلة تمتاز في رسم خطوط حياة بدايتها هادئة طبيعية!
ورغمًا عنه تذكر كلمات والده التي كانت كمثابة دفعة صغيرة لحافة الاتزان النفسي نحو سيلين...
فلاش باك ###.

كان متجهًا بسيارته مع سيلين بعدما احضرها، كان يتطاير بين قمم غضبه السوداء في أفق جبالاً حالكة..
حتى رن هاتفه فأخرجه يزفر بضيق، وجد والده فرد بخشونة:
-ايوة يا بابا؟
-مهاب لقيت البنت؟
-ايوة اتنيلت لاقيتها يا بابا وجايين في الطريق
-عملت لها حاجة يا مُهاب؟ مديت ايدك عليها صح؟
لم يرد مهاب وإنما تنهد عدة مرات بقوة، نعم فعلها وانتهى!
فعلها رغم كل مبادئه في الحياة..
مبادئه التي محتها بتصرفها التهوري!

بفعلتها التي جعلته يعود للماضي، وهو بين ظلال الماضي مجرد جماد يُدافع عن موضع الضعف الذي يخشاه اكثر من اي شيئ...!
سمع والده يكمل بحسم:.

-مهاب، ماينفعش تطلع خوفك من الضعف في سيلين، حتى لو ف مرة كنت ف موضع ضعف فكرك بالماضي ده مايخليكش تعامل البنت، فين حنيتك يا مهاب؟ أنت مش وحش يا مهاب، ومش ضعيف، بس مفيش حد بيعيش حياته قوي، أي حد في الدنيا لازم يتحط ف مواقف يبقى فيها ضعيف، لانها طبيعة اي بشر، حتى لو ماتجوزتش سيلين فعلا يا مهاب، افتكر إن كما تدين تدان، وزي ما أنت بتعذبها عشان ماضيك اللي اتعذبت فيه، هتلاقي اللي يعيد لك نفس مُعاناتك تاني!

والعقل كان يُعيد كرة التفكير...
تردد قُتل، وإنسان اُنعش، وقرارات خُطت في عُرفه القديم...!
ليتخذ اول خطوة في طريق الرشاد، يسير في مفترق الطرق باختيار الصواب ولو مرة...
هبط ليجد المنزل هادئ، وسكون غريب ينتشر فيه، خمن أن والدة سيلين لم تكن بالمنزل فسار بحريته يبحث عن سيلين..
حتى سمع صوت همهمات تأتي من الحديقة...
سار بخطى اسرع نحو الحديقة ليجد سيلين تقف مع شخصًا ما يبدو أنه بقرب مرحلتها العمرية!

بفعل واحد اعادته لمنحدر الصفر مرة اخرى!؟
سار نحوهم بخطوات شبه راكضة، وما إن انتبهت له سيلين حتى اشارت لذاك تقول بسرعة متوجسة:
-روح أنت يا عصام، امشي يلا انجز!
وبالفعل غادر ذاك مسرعًا ليأتي مهاب ممسكًا بيدها بقوة جعلتها تتأوه بصوت عالي وهي تهتف فيه بحنق:
-ايدي حرام عليك هتكسرها!
جذبها له بعنف يصرخ فيها:
-ده أنا عايز اكسر دماغك مش دراعك بس، مين ده يا سيلين؟

رفعت حاجبها الأيسر تتحداه كنمر يظهر في شرنقة الغيظ:
-ملكش دعوة، حاجة تخصني ومش من حقك تسأل اصلاً!
أمسكها من ذراعها يلويه بقوة مزمجرًا فيها:
-نعم ياختي؟
حدقت فيه بتوتر متألم، لتجده يقربها منه وهو يهتف مشددًا على كل حرف:
-اسمعي بقا، إنتِ كل فيكِ وليكِ تخصني، إنتِ كلك تخصيني!
عضت على شفتاها السفلية تكتم تأوهاتها، رغم كل شيئ لن تستسلم امامه..!

ولكن قبضته ألمتها لأقصى حد فصُدم من دموعها الساخنة التي اتخذت مجراها على وجنتاها..
ليسألها بخشونة:
-بتعيطي لية دلوقتي!؟ تعملي العملة وترجعي تعيطي!
همست باختناق ملكوم:
-ايدي وجعاني اوي، هتكسرها يا مهاب
كانت تلك المرة الاولى التي تلقبه فيها بأسمه الحقيقي..
المرة الاولى التي تتمتع اذنيه بلحن الصدق الموسيقي!

ابتعد مسرعًا يترك يدها ليجدها تحاول تحريكها وهي تبكي، حاول ان يمسكها ولكنها انتفضت تبتعد عنه راكضة للاعلى وهي تبكي بعنف..
اغلقت باب غرفتها عليها ليدق على الباب بقوة مناديًا:
-افتحي الباب يا سيلين
سمع صوتها الباكي يأتيه بصلابة مغتاظة:
-لا مش هفتح واللي عندك اعمله!
دفعة واحدة قوية منه جعلت الباب يفتح صادعًا تلك المسافة...
وجدها تعود للخلف مسرعة وهي تمسك يدها ودموعها لم تجف!

ظل يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف، ليسألها بحدة عالية:
-لأخر مرة هسألك مين ده وازاي يجيلك البيت يا سيلين؟
لم تجد مفر من الإجابة فصرخت تجيبه بهيسترية:
-ده واحد زميلي معايا في المدرسة بيجيبلي الملازم اللي اخدوها ف المدرسة اللي انا قعدت منها لما قرروا يجوزوني حضرتك، اللي انت حتى ماقولتليش إنتِ عملتي فيها اية؟! عشان انت اصلا مش مهتم غير بمصلحتك، أنت اناني، اناني اوي يا مهاب!

كان يحدق فيها مبهوتًا، حصرته في زاوية تخلو منها المبررات، وتمسح فيها الحجج!
ليبقى هو متعريًا من دفاعات واهية!
إلتصقت بالحائط خلفها وهي تراه يقترب منها مرة اخرى، وصل لها فأصبح ملتصقًا بها...
اغمضت عيناها بتوتر من الصفعة التي ستأتيها حتمًا على الفور، ولكن على العكس تمامًا شعرت بشفتاه على جبينها يقبلها في حنو وهو يهمس:
-أسف!
إتسعت عيناها على وسعهما وفغرت فاهها من اسفه بهذه البساطة!؟

لتجده ينتقل بشفتاه لوجنتاها مكملاً:
-اسف
ابتلعت ريقها بتوتر مصعوق خاصة وهي تشعر به ينتقل لشفتاها يهمس امامه قبل أن يلتهمها:
-اسف
أخذ يشبعها تقبيلاً، يلتهم شفتاها في قبلة تحولت لقبلات جائعة...
ويداه تقيد خصرها، بينما هي ملخومة مصدومة من ذاك القرب، لم يمهلها الفرصة فكان يهبط بشفتاه لرقبتها يقبلها بنعومة ويداه تُعري قدماها حتى فخذيها يتحسسها ببطئ!

شعور غريب عصف بها في تلك اللحظات، شعور جديد لم يسبق أن طرق باب جوارحها!
لم يسبق أن لفها في دوامة من المتاهات الساخنة...!
كادت لمساته تزداد تطورًا، ولكن فجأة ابتعد عنها يلهث بقوة وكانه صُدم من نفسه، ليدفعها بقوة وهو يهز رأسه نافيًا:
-لا ماينفعش، ماينفعش يحصل حاجة!

ثم خرج مسرعًا دون أن يعطيها فرصة للأعتراض، تمامًا كما اكتسحها!

بعد مرور أسبوعان...
في منزل أسر الذي تُقيم فيه لارا، كانت تتمدد هي على ذاك الفراش، ينتفض جسدها بعنف من شعورها بالبرد القارص وجسدها سخن حد الرعب، و رغم رطوبة الجو فقط!
ولكن لمن تشكو اساسًا وإن كان مجرد مرض فطري!.
الوحدة تحطيها من كل جانب، تكاد تجعل حياتها مجرد رماد على هامش التنفس!
لم يسأل عنها منذ ان غادر...
لم يكلف نفسه بالسؤال إن كان هناك طعام يكفيها حتى او لا؟!

بالتأكيد هناك ذنب قهري ارتكبته في حياتها حتى تُعاقب بهذه الطريقة...!
سمعت صوت الباب يفتح فانكمشت في نفسها اكثر على شعور السطوة المريرة!
كادت تهبط دموعها بتلقائية..
فتح الباب ليجدها تتكور على الفراش، اقترب منها يزجرها بعنف وهو يقول:
-قومي، مفيش زفت نووم قومي اتنفضي!
عضت على شفتاها، ثم حاولت النطق وإن خرجت حروفها واهنة تكاد تسمع:
-مش قادرة، تعبانة اوي!

اقترب منها يزيح عنها الغطاء، كاد يجذبها من ذراعها ولكن صُعق من سخونة ذراعها التي تُقلق..
فهتف مسرعًا:
-إية اللي حصل!؟ إنتِ سخنة كدة لية؟
هزت رأسها نافية ببطئ:
-معرر، معرفش، انا اخر مرة استحميت بس طولت شوية ف الحمام!
امسكها ببطئ يجعلها تعتدل في جلستها، لتصرخ هي فيه بخوف:
-لا والنبي يا اسر مش قادرة والله جسمي كله مش حاسه بيه بالله عليك!

للحظة كاد يلين وتنال شفقته، ولكن كلما تذكر أنه ربط اسمه بمجرد عاهرة وأن كان في الخفى...
ثار من نفسه قلبه ففرغ غضبه فيها!
حملها بقوة بين ذراعيها لتحاول ابعاده بضعف وهي تهمس:
-لا سبني، سبني النهاردة بس اخف والله وانا هجيلك، بالله عليك يا اسر لا
-هششش، اسكتي! انا مش طايق اقربلك اصلا
قالها وهو يشدد من قبضة ذراعيه عليها لتتأوه بصمت..

دلف الى المرحاض يفتح الباب بقدمه، ليثبتها على ذراعه ثم يقف تحت المياة مباشرةً...
وبأقل من دقيقة كان يفتح الصنبور لتندفع المياة الباردة على كلاهما..
شهقت هي بقوة من برودة المياة لتتمسك بأطراف قميصه اكثر:
-اسر!
امتلئ البانيو لجوارهم فوضعها فيه ببطئ، ليمد يده ينزع عنها ملابسها بصمت..
امسكت بيده التي كانت تخلع عنها ملابسها لتهمس مترجية:
-لالا سبني يا اسر ارجوك بلاش سبني رجعني السرير.

جلس على ركبتيه لجوارها لينزع بقية ملابسها حتى بقيت معراه تحت المياة الباردة..
ليمسح على خصلاتها المبتلة هامسًا بهمس حنون اختلطت به الشفقة رغمًا عنه:
-هششش، لازم تاخدي دش بارد عشان السخونية تنزل
تركها ببطئ وكاد ينهض ولكنها امسكت بيده العريضة تتشبث به متابعة وهي تغمض عينيها:
-ماتسبنيش!
تنهد بقوة وهو يراها تستكين في المياة، ليراقبها بصمت شارد!

-أنا عايزها يا حسن، أنا عايزها اوي! لارا دي هدفي من ساعة ما عيني وقعت عليها!
قالها خالد وهو ينظر لصديقه حسن الذي هاتفه يومها يخبره أن يعود مسرعًا لأن بعض الاشخاص كادوا يروه وهو يقحم لارا في حصاره!
نظر له صديقه متنهدًا بقوة، ليقول ساخرًا رغمًا عنه:
-يا عمي اسكت بقا، ده انت طلعت عين البت، وقال اية اغتصاب ومش اغتصاب!
أطرق خالد رأسه خزيًا، يشعر بوخز بين جنبات قلبه كلما تذكر ضعفه!
ليهمس بأصرار غريب:.

-هرجعها ليا، وهتعالج عشانها يا حسن، هعمل اي حاجة عشان تبقى ملكي!
-ده انت مُصر بقا
قالها حسن مستنكرًا حديثه، ليومئ هو مؤكدًا يعض على شفتاه وهو يعود بذاكرته لتلك الليلة:
-اوي اوي، بس أنا هتعالج الاول وبعدين ارجعها ليا، عشان هتبقى ملكي في نفس الليلة ومش هديها فرصة!

أسبوعان لم تخرج حنين فيهم من غرفتها، ممتقعة داخل اسر الظلام..
بل اصبحت راغبة فيه لا تود نورًا باهتًا دون وجود اساس الحياة فيه!
دون دفعة قوية تستيقظ عليها يومًا وتنام بين احضانها ليلاً...
وحمزة لم يتركها ولو للحظة، منذ ذاك الوقت تقيم في غرفته، حمدالله انها لم تصر على البقاء في الاسفل فيصل انهيارها حد الجنون!

كانت مسطحة على الفراش كعادتها في الأيام السابقة، وحمزة يجلس لجوارها متمسكًا بيدها يتحسس وجنتاها بحنان..
كانت وكأنها في ملكوت اخر!
ملكوت يسحبها حتى باتت على قيد الحياة بالاسم فقط...
سمع حمزة صوت جرس الباب فنهض ببطئ يسرع نحو الباب، فتح الباب ليتفاجئ ب شريف امامه!
ابعده شريف مسرعا وهو يهتف بغضب:
-فين حنين، ازاي تقعد عندك كدة؟
صرخ فيه حمزة بالمقابل بحدة:.

-عايزني اسيبها تقعد تحت لوحدها عشان تعمل ف نفسها حاجة يابني ادم!
كان شريف قد علم بوفاة والدة حنين من الناس في الشارع..
فنظر لحمزة يهتف بغيظ خرج خطئًا بدلاً عن شعوره بالذنب:
-كان حد رد عليا وانا كنت نزلت واتجوزنا وفضلت معاها ف بيتنا!
كز حمزة على أسنانه بغيظ ليندفع وهو يقول بخشونة:
-ده ف احلامك، حنين مش هتروح ف حته وانسى الجواز ده!

تجاهله شريف بغضب ليندفع نحو الغرفة التي تقيم فيها حنين، وجدها كما هي تنظر للاعلى بسكون تام...
ليقترب منها ممسكًا بيدها يود القيام بها وهو يقول:
-قومي يا حنين، قومي تعالي معايا انا هاخدك عندي مش هسيبك هنا!
لم ترد عليه وانما كان طابع الصمت اقوى، فأسندها بقوة الى حدا ما يجعلها تجلس، وهو يشدد على حروفه التي خرجت حادة رغمًا عنه:
-قومي معايا يا حنين ماتفضليش كدة، يلا انا هاخدك.

وبالفعل سحبها معه لتنهض هي بضياع، وصل بها امام باب المنزل وحمزة متجمد مكانه..
وما إن لمحته حنين حتى كانت وإن طرفًا للحياة دُفن بين اعماقها فتركت يد شريف ببطئ لتعود ببطئ نحو حمزة!
حدق فيها شريف بقوة مغتاظة:
-تعالي هنا يا حنين
تقدم حمزة منها مسرعًا ليجد تستند عليه بضعف هامسة:
-انا هفضل مع حمزة، انا مش هبعد!
تفاقم غضب شريف ليصيح بجنون:
-ماشي يا حنين ماااااشي، لينا كلام تاني!

تراخت قدما حنين ببطئ ليسندها حمزة مسرعًا في احضانه يحتويها بحنان كما فعل طيلة الفترة الماضية...
لتستند على صدره بسكون صار يقلق حمزة منه، ليحيط حمزة خصرها ببطئ حنون وهو يهمس لجوار اذنها بحسم صلب مترجي:
-انا عايزك يا حنين، هطلقك منه وهتجوزك، مش هخلي حد يبعدك عني، إنتِ ملكي ومعايا من ساعة ما اتولدتي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة